اذهبي الى المحتوى
عروس القرءان

*** فوائـِــــــد من كُتب ابن القيــِّــــــم ...

المشاركات التي تم ترشيحها

%D8%A8%D8%B3%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%85.gif

 

 

2118-1-mktbt-abn-qym-aljwzyt.jpg

 

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بعد ما تناولت الحديث عن سيرة الإمام ابن القيم في مسابقة مع الأئمة أشرقت الأمة

 

أحببت أن أقدم لكنّ أخواتي الحبيبات هذا الموضوع وهو عن " الفوائد من كتب ابن القيِّم الجوزية "

 

وأسأل الله تعالى أن ينفعني وإياكنّ بهذه الفوائد

 

** الفوائد من موقع الكلِم الطيب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أولًاً: الفوائد من كتاب الفوائد ...

 

-------------------

 

*** من وطن قلبه عند ربه سكن واستراح، ومن أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق‏.‏ لا تدخل محبة الله في قلب فيه حب الدنيا إلا كما يدخل الجمل في سم الإبرة‏.‏ إذا أحب الله عبدا اصطنعه لنفسه واجتباه لمحبته واستخلصه لعبادته فشغل همته بخدمته‏.‏

*** *** ***

 

*** خراب القلب من الأمن والغفلة، وعمارته من الخشية والذكر‏.‏

 

*** *** ***

 

*** إذا غُذِيَ القلب بالتذكر وسُقِي بالتفكر ونُقِي من الدغل،‏ رأى العجائب وألهم الحكمة‏.‏

 

 

*** *** ***

 

*** شغلوا قلوبهم بالدنيا، ولو شغلوها بالله والدار الآخرة لجالت في معاني كلامه وآياته المشهودة ورجعت إلى أصحابها بغرائب الحكم وظرف الفوائد‏.‏

 

 

*** *** ***

 

*** على قدر الرغبة في الدنيا ورضاه بها يكون تثاقله عن طاعة الله وطلب الآخرة

 

 

*** *** ***

 

*** ما أتي من أتي إلا من قِبَل إضاعة الشكر وإهمال الافتقار والدعاء، ولا ظفر من ظفر بمشيئة الله وعونه إلا بقيامه بالشكر وصدق الافتقار والدعاء‏.‏ وملاك ذلك الصبر فإنه من الإيمان بمنزله الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس فلا بقاء لجسد‏.‏

 

 

*** *** ***

 

*** قوله‏:‏ ‏{‏واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه‏}‏ ‏(‏الآية‏:‏ 24 من سورة الأنفال‏.‏‏)‏ المشهور في الآية أنه يحول بين المؤمن وبين الكفر، وبين الكافر وبين الإيمان، ويحول بين أهل طاعته وبين معصيته، وبين أهل معصيته وبين طاعته، وهذا قول ابن عباس وجمهور المفسرين‏.‏

وفي الآية قول آخر‏:‏ أن المعنى‏:‏ أنه سبحانه قريب من قلبه لا تخفى عليه خافية فهو بينه وبين قلبه، ذكره الواحدي عن قتادة، وكان هذا أنسب بالسياق؛ لأن الاستجابة أصلها بالقلب، فلا تنفع الاستجابة بالبدن دون القلب، فإن الله سبحانه بين العبد وبين قلبه، فيعلم هل استجاب له قلبه وهل أضمر ذلك أو أضمر خلافه‏؟‏

 

 

*** *** ***

 

*** الجاهل يشكو الله إلى الناس، وهذا غاية الجهل بالمشكو والمشكو إليه فإنه لو عرف ربه لما شكاه، ولو عرف الناس لما شكا إليهم‏.‏

ورأى بعض السلف رجلا يشكو إلى رجل فاقته وضرورته، فقال‏:‏ يا هذا، والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك

 

 

*** *** ***

 

*** قوله تعالى‏:‏ ‏{والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا‏ } (سورة الفرقان الآية 73‏.‏‏)‏ قال مقاتل‏:‏ إذا وعظوا بالقرآن لم يقعوا عليه صما لم يسمعوه، وعميانا لم يبصروه، ولكنهم سمعوا وأبصروا وأيقنوا به‏.‏

وقال ابن عباس‏:‏ لم يكونوا عليها صما وعميانا، بل كانوا خائفين خاشعين‏.‏

وقال الكلبي :‏ يخرون عليها سمعا وبصَرا‏.‏ وقال الفراء‏:‏ وإذا تلي عليهم القرآن لم يقعدوا على حالهم الأولى كأنهم لم يسمعوه

 

 

*** *** ***

 

*** مصدر ما في العبد من الخير والشر والصفات الممدوحة والمذمومة من صفة المعطي المانع‏.‏ فهو سبحانه يصرف عباده بين مقتضى هذين الاسمين، فحظ العبد الصادق من عبوديته بهما الشكر عند العطاء، والافتقار عند المنع، فهو سبحانه يعطيه ليشكره، ويمنعه ليفتقر إليه، فلا يزال شكورا فقيرا‏.‏

 

 

*** *** ***

 

*** جمع فيك عقل الملك وشهوة البهيمة وهوى الشيطان وأنت للغالب عليك من الثلاثة‏:‏ إن غلبت شهوتك وهواك زدت على مرتبة ملك، وإن غلبك هواك وشهوتك نقصت عن مرتبة كلب‏.‏

 

 

*** *** ***

 

*** الجنة ترضى منك بأداء الفرائض، والنار تندفع عنك بترك المعاصي، والمحبة لا تقنع منك إلا ببذل الروح‏.‏

 

 

*** *** ***

 

*** سبحان الله، ظاهرك متجمل بلباس التقوى، وباطنك باطية لخمر الهوى، فكلما طيبت الثوب فاحت رائحة المسكر من تحته، فتباعد منك الصادقون وانحاز إليك الفاسقون‏.‏

 

 

*** *** ***

 

*** احذر نفسك، فما أصابك بلاء قط إلا منها، ولا تهادنها، فوالله ما أكرمها من لم يهنها، ولا أعزها من لم يذلها، ولا جبرها من لم يكسرها، ولا أراحها من لم يتعبها، ولا أمنها من لم يخوفها، ولا فرحها من لم يحزنها‏.‏

 

 

*** *** ***

 

*** سبحان الله، تزينت الجنة للخُطَّاب فجَدُّوا في تحصيل المهر، وتعرف رب العزة إلى المحبين بأسمائه وصفاته فعملوا على اللقاء وأنت مشغول بالجيف‏.‏

 

 

*** *** ***

 

*** لما علم السيد أن ذنب عبده لم يكن قصدا لمخالفته ولا قدحا في حكمته، علمه كيف يعتذر إليه‏:‏ ‏{‏فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه‏}‏‏(‏سورة البقرة، الآية 37‏.‏‏)‏‏.‏

 

 

*** *** ***

 

*** إذا رأيت الرجل يشتري الخسيس بالنفيس ويبيع العظيم بالحقير، فاعلم بأنه سفيه‏.‏

 

 

*** *** ***

 

*** النفوس متطلعة إلى النهايات والأواخر دائما، ولهذا قال موسى للسحرة أولا‏:‏‏{‏ألقوا ما أنتم ملقون‏}‏‏(‏ سورة يونس، الآية 80‏.‏‏)‏ فلما رأى الناس فعلهم تطلعوا إلى ما يأتي بعده‏

 

 

*** *** ***

 

*** من أحدث قبل السلام بطل ما مضى من صلاته، ومن أفطر قبل غروب الشمس ذهب صيامه ضائعا، ومن أساء في آخر عمره لقي ربه بذلك الوجه‏.

 

*** *** ***

 

يتبع بإذن الله ...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

-------------------

*** فائدة‏:‏ المأثم والمغرم جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين المأثم والمغرم فإن المأثم يوجب خسارة الآخرة، والمغرم يوجب خسارة الدنيا‏.‏

 

*** *** ***

 

*** جمع النبي صلى الله عليه وسلم في قوله‏:‏ ‏"‏فاتقوا الله وأجملوا في الطلب‏"‏ ‏(‏رواه ابن ماجه في التجارات‏.‏‏)‏

بين مصالح الدنيا والآخرة، ونعيمها ولذاتها إنما ينال بتقوى الله، وراحة القلب والبدن وترك الاهتمام والحرص الشديد والتعب والعناد والكد والشقاء في طلب الدنيا إنما ينال بالإجمال في الطلب، فمن اتقى الله فاز بلذة الآخرة ونعيمها، ومن أجمل في الطلب استراح من نكد الدنيا وهمومها، فالله المستعان‏.

 

 

*** *** ***

 

*** صاح بالصحابة واعظُ‏:‏ ‏{‏اقترب للناس حسابهم‏}‏‏(‏سورة الأنبياء، الآية‏:‏ 24‏.‏‏)‏‏.‏ فجزعت للخوف قلوبهم فجرت من الحذر العيون ‏{‏فسالت أودية بقدرها‏}‏‏.‏

 

 

*** *** ***

 

*** بين العبد وبين الله والجنة قنطرة تقطع بخطوتين‏:‏ خطوة عن نفسه، وخطوة عن الخلق، فيسقط نفسه ويلغيها فيما بينه وبين الناس، ويسقط الناس ويلغيهم فيما بينه وبين الله، فلا يلتفت إلا إلى من دله على الله وعلى الطريق الموصلة إليه‏.‏

 

 

*** *** ***

 

*** ودع ابن عون ‏ رجلاً فقال‏:‏ عليك بتقوى الله، فإن المتقي ليست عليه وحشة‏.‏

وقال زيد بن أسلم‏ كان يقال‏:‏ من اتقى الله أحبه الناس وإن كرهوا‏.

وقال الثوري لابن أبى ذئب‏:‏ إن اتقيت الله كفاك الناس، وإن اتقيت الناس لن يغنوا عنك من الله شيئا‏

 

 

 

*** *** ***

 

*** اللذة تابعة للمحبة، تقوى بقوتها وتضعف بضعفها، فكلما كانت الرغبة في المحبوب والشوق إليه أقوى كانت اللذة بالوصول إليه أتم، والمحبة والشوق تابع لمعرفته والعلم به، فكلما كان العلم به أتم كانت محبته أكمل، فإذا رجع كمال النعيم في الآخرة وكمال اللذة إلى العلم والحب، فمن كان بالله وأسمائه وصفاته ودينه أعرف كان له أحب وكانت لذته بالوصول إليه ومجاورته والنظر إلى وجهه وسماع كلامه أتم‏.‏

 

 

 

*** *** ***

 

*** من عظم وقار الله في قلبه أن يعصيه وقره الله في قلوب الخلق أن يذلوه‏.‏

 

*** *** ***

 

*** أوثق غضبك بسلسة الحلم فإنه كلب إن أفلت أتلف‏.‏

 

*** *** ***

 

*** كيف يسلم من له زوجة لا ترحمه وولد لا يعذره وجار لا يأمنه وصاحب لا ينصحه وشريك لا ينصفه وعدو لا ينام عن معاداته ونفس أمارة بالسوء ودنيا متزينة وهوى مرد وشهوة غالبة له وغضب قاهر وشيطان مزين وضعف مستول عليه، فإن تولاه الله وجذبه إليه انقهرت له هذه كلها، وإن تخلى عنه ووكله إلى نفسه اجتمعت عليه فكانت الهلكة‏.‏

 

*** *** ***

 

*** قال يحيى بن معاذ: ‏ من جمع الله عليه قلبه في الدعاء لم يرده‏.‏ قلت‏:‏ إذا اجتمع عليه قلبه وصدقت ضرورته وفاقته وقوي رجاؤه فلا يكاد يرد دعاؤه‏.‏

 

 

*** *** ***

 

*** لما طلب آدم الخلود في الجنة من جانب الشجرة عوقب بالخروج منها‏.‏ ولما طلب يوسف الخروج من السجن من جهة صاحب الرؤيا لبث فيه بضع سنين‏.‏

 

 

*** *** ***

 

*** من أعجب الأشياء أن تعرفه ثم لا تحبه، وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة، وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره، وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له، وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته، وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته، وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه بنعيم الإقبال عليه والإنابة إليه‏.‏ وأعجب من هذا علمك أنك لا بد لك منه وأنك أحوج شيء إليه وأنت عنه معرض، وفيما يبعدك عنه راغب‏.‏

 

 

*** *** ***

 

*** من فقد أنسه بين الناس ووجده في الوحدة فهو صادق ضعيف‏.‏ ومن وجده بين الناس وفقده في الخلوة فهو معلول‏.‏ ومن فقده بين الناس وفي الخلوة فهو ميت مطرود، ومن وجده في الخلوة وفي الناس فهو المحب الصادق القوي في حاله،

ومن كان فتحه في الخلوة لم يكن مزيده إلا منها، ومن كان فتحه بين الناس ونصحهم وإرشادهم كان مزيده معهم، ومن كان فتحه في وقوفه مع مراد الله حيث أقامه في أي شيء استعمله كان مزيده في خلوته ومع الناس،

فأشرف الأحوال ألا تختار لنفسك حالة سوى ما يختاره لك ويقيمك فيه فكن مع مراده منك ولا تكن مع مرادك منه‏.‏

 

*** *** ***

 

*** يا بائعاً نفسه بهوى مَنْ حُبُّه ضنى ووصله أذى، وحسنه إلى فنا، لقد بعت أنفس الأشياء بثمن بخس كأنك لم تعرف قدر السلعة ولا خسة الثمن حتى إذا قدمت يوم التغابن لك الغبن في عقد التبايع‏.‏ لا إله إلا الله، سلعة‏:‏ الله مشتريها وثمنها الجنة والدلال الرسول، ترضى ببيعها بجزء يسير مما لا يساوي كله جناح بعوضة‏.‏

 

 

*** *** ***

 

*** ليس العجب من مملوك يتذلل لله ويتعبد له ولا يمل من خدمته مع حاجته وفقره إليه، إنما العجب من مالك يتحبب إلى مملوك بصنوف إنعامه ويتودد إليه بأنواع إحسانه مع غناه عنه‏.‏

كفى بك عزًّا أنك له عبد ** وكفى بك فخراً أنه لك رب

 

 

*** *** ***

 

*** أرض الفطرة رحبة قابلة لما يغرس فيها، فإن غرست شجرة الإيمان والتقوى أورثت حلاوة الأبدان، وإن غرست شجرة الجهل والهوى فكل الثمر مر‏.‏

 

 

 

*** *** ***

 

*** دافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت فكرة، فدافع الفكرة، فإن لم تفعل صارت شهوة، فحاربها، فإن لم تفعل صارت عزيمة وهِمَّة‏.‏ فإن لم تدافعها صارت فعلا‏.‏

 

 

*** *** ***

 

*** خرج العارف من الدنيا ولم يقض وطره من شيئين‏:‏ بكاؤه على نفسه، وثناؤه على ربه‏.‏

 

 

 

*** *** ***

 

*** المخلوق إذا خفته استوحشت منه وهربت منه، والرب تعالى إذا خفته أنست به وقربت إليه‏.‏

 

*** *** ***

 

 

يتبع بإذن الله ...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

-------------------

*** للعبد ستر بينه وبين الله وبينه وبين الناس، فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس‏.‏ للعبد رب هو ملاقيه وبيت هو ساكنه، فينبغي له أن يسترضي ربه قبل لقائه، ويعمر بيته قبل انتقاله إليه‏

 

*** *** ***

 

*** تأمل خطاب القرآن تجد ملكاً له الملك كله وله الحمد كله، أزِمَّة الأمور كلها بيده ومصدرها منه ومردّها إليه، مستوياً على سرير ملكه، لا تخفى عليه خافية في أقطار مملكته، عالماً بما في نفس عبيده، مطلعاً على أسرارهم وعلانيتهم، منفرداً بتدبير المملكة، يسمع ويرى، ويعطي ويمنع، ويثيب ويعاقب، ويكرم ويهين، يخلق ويرزق، ويميت ويحيي، ويقدر ويدبر، الأمور نازلة من عنده دقيقها وجليلها، وصاعدة إليه لا تتحرك في ذرة إلا بإذنه ولا تسقط ورقة إلا بعلمه‏.‏

 

*** *** ***

 

*** أنزه الموجودات وأظهرها وأنورها وأشرفها وأعلاها ذاتاً وقدراً وأوسعها‏:‏ عرش الرحمن جل جلاله، لذلك صلح لاستوائه عليه، وكل ما كان أقرب إلى العرش كان أنور وأنزه وأشرف مما بعد عنه، ولهذا كانت جنة الفردوس أعلى الجنات وأشرفها وأنورها وأجلها لقربها من العرش إذ هو سقفها، وكل ما بعد عنه كان أظلم وأضيق، ولهذا كان أسفل سافلين شر الأمكنة وأضيقها وأبعدها من كل خير‏.‏

وخلق الله القلوب وجعلها محلاًّ لمعرفته ومحبته وإرادته فهي عرش المثل الأعلى الذي هو معرفته ومحبته وإرادته‏.‏

 

*** *** ***

 

*** فائدة من دعاء " اللهم اجعل القرءان ربيع قلبى ..." ولما كان الصدر أوسع من القلب كان النور الحاصل له يسري منه إلى القلب؛ لأنه قد حصل لما هو أوسع منه، ولما كانت حياة البدن والجوارح كلها بحياة القلب تسري الحياة منه إلى الصدر ثم إلى الجوارح سأل الحياة له بالربيع الذي هو مادتها، ولما كان الحزن والهم والغم يضاد حياة القلب واستنارته سأل أن يكون ذهابها بالقرآن فإنها أحرى ألا تعود‏.‏ وأما إذا ذهبت بغير القرآن من صحة أو دنيا أو جاه أو زوجة أو ولد فإنها تعود بذهاب ذلك‏.‏

 

*** *** ***

 

*** السر في ذلك ، أي أن القلب لا يمكن شغله بمحبة الله إلا إذا فرغ من محبة غير الله : أن إصغاء القلب كإصغاء الأذن ، فإذا أصغى إلى غير حديث الله لم يبق فيه إصغاء ولا فهم لحديثه ، كما إذا مال إلى غير محبة الله لم يبق فيه ميْل إلى محبته

*** *** ***

 

*** من تحقق بمعاني الفاتحة علماً ومعرفة وعملاً وحالاً فقد فاز من كماله بأوفر نصيب، وصارت عبوديته عبودية الخاصة الذين ارتفعت درجتهم عن عوام المتعبدين، والله المستعان‏.‏

 

*** *** ***

 

*** حظ العبد من النعمة على قدر حظه من الهداية، وحظه منها على قدر حظه من الرحمة

*** *** ***

 

*** قوله‏:‏ ‏{‏اهدنا الصراط المستقيم‏}‏ يتضمن بيان أن العبد لا سبيل له إلى سعادته إلا باستقامته على الصراط المستقيم، وأنه لا سبيل له إلى الاستقامة على الصراط إلا بهدايته‏.‏

وقوله‏:‏ ‏{‏غير المغضوب عليهم ولا الضالين‏}‏ يتضمن بيان طرفي الانحراف عن الصراط المستقيم، وأن الانحراف إلى أحد الطرفين انحراف إلى الضلال الذي هو فساد العلم والاعتقاد، والانحراف إلى الطريق الآخر انحراف إلى الغضب الذي سببه فساد القصد والعمل‏.‏ فأول السورة رحمة وأوسطها هداية وآخرها نعمة‏.‏

 

*** *** ***

 

*** من صفات أهل الجنه : {‏وجاء بقلب منيب‏}‏ ‏(‏الآية‏:‏ 33 من سورة ق‏.‏‏)‏،

قال ابن عباس‏:‏ راجع عن معاصي الله مقبل على طاعة الله‏.‏

وحقيقة الإنابة‏:‏ عكوف القلب على طاعة الله ومحبته والإقبال عليه‏.‏

ثم ذكر سبحانه جزاء من قامت به هذه الأوصاف بقوله‏:‏ ‏{‏ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود ‏.‏ لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد‏}‏

*** *** ***

 

*** من صفات أهل الجنه : ‏{‏من خشي الرحمن بالغيب‏}‏ ‏(‏الآية‏:‏ 33 من سورة ق‏.‏‏)‏، يتضمن الإقرار بوجوده وربوبيته وقدرته،وعلمه واطلاعه على تفاصيل أحوال العبد، ويتضمن الإقرار بكتبه ورسله وأمره ونهيه، ويتضمن الإقرار بوعده ووعيده ولقائه، فلا تصح خشية الرحمن بالغيب إلا بعد هذا كله‏.‏

 

*** *** ***

 

*** من صفات أهل الجنه : اواب حفيظ لما كانت النفس لها قوتان‏:‏ قوة الطلب وقوة الإمساك، كان الأواب مستعملاً لقوة الطلب في رجوعه إلى الله ومرضاته وطاعته، والحفيظ مستعملاً لقوة الحفظ في الإمساك عن معاصيه ونواهيه، فالحفيظ‏:‏ الممسك نفسه عما حرم عليه، والأواب‏:‏ المقبل على الله بطاعته‏.‏

 

*** *** ***

 

*** قال عبيد بن عمير‏:‏ الأواب‏:‏ الذي يتذكر ذنوبه ثم يستغفر منها،

وقال مجاهد‏:‏ هو الذي إذا ذكر ذنبه استغفر منه‏.‏

وقال سعيد بن المسيب ‏ :‏ هو الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب‏.‏

 

*** *** ***

 

*** تفسير قوله تعالى ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ) قوله ( إن في ذلك لذكرى ) إشارة إلى ما تقدم من أول السورة إلى ههنا ، وهذا هو المؤثر .

وقوله ( لمن كان له قلب ) فهذا هو المحل القابل ، والمراد به القلب الحي الذي يعقل عن الله .

وقوله ( أو ألقى السمع ) أي وجّه سمعه وأصغى حاسة سمعه إلى ما يقال له ، وهذا شرط التأثر بالكلام .

وقوله ( وهو شهيد ) أي شاهد القلب حاضر غير غائب .

 

*** *** ***

 

*** إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه ، وألق سمعك ، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه ، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله .

 

 

*** *** ***

 

*** حقيقة الإنابة عكوف القلب على طاعة الله ومحبته والإقبال عليه

 

*** *** ***

 

*** بركة الأرض : من بركتها أن الحيوانات كلها وأرزاقها وأقواتها تخرج منها ، ومن بركتها أنك تودع فيها الحب فتخرجه لك أضعاف أضعاف ما كان ، ومن بركتها أنها تحمل الأذى على ظهرها وتخرج لك من بطنها أحسن الأشياء وأنفعها ، فتواري منه كل قبيح ، وتخرج له كل مليح ، ومن بركتها أنها تستر قبائح العبد وفضلات بدنه ، وتواريها وتضمه وتؤويه ، وتخرج له طعامه وشرابه ، فهي أحمل شيء للأذى وأعوده بالنفع ، فلا كان من التراب خير منه وأبعد من الأذى وأقرب إلى الخير

 

 

*** *** ***

 

*** الرب تبارك وتعالى يدعو عباده في القرآن إلى معرفته من طريقين : أحدهما : النظر في مفعولاته ، والثاني : التفكر في آياته وتدبرها ، فتلك آياته المشهودة ، وهذه آياته المسموعة . فالنوع الأول كقوله (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ ...... ) وقوله (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ) وهو كثير في القرآن . والثاني كقوله ( أفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ) وقوله (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ ) وقوله (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ ) .

 

 

*** *** ***

 

*** متى شهد العبد أن ناصيته ونواصي العباد كلها بيد الله وحده يصرفهم كيف يشاء ، لم يَخَفْهم بعد ذلك ، ولم يرجهم ، ولم يُنزلهم منزلة المالكين ، بل منزلة عبيد مقهورين مربوبين ، فمتى شهد نفسه بهذا المشهد صار فقره وضرورته إلى ربه وصفاً لازماً له ، ومتى شهد الناس كذلك لم يفتقر إليهم ولم يعلق أمله ورجاءه بهم ، فاستقام توحيده وتوكله وعبوديته

 

 

*** *** ***

 

*** يتضمن قول العبد في الحديث ( اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك )ان العبد ليس له غير باب سيده وفضله وإحسانه . وأن سيده إن أهمله وتخلى عنه هلك ولم يؤهِ أحد ، ولم يعطف عليه ، بل يضيع أعظم ضيعة . وفي ضمن ذلك الاعتراف بأنه مربوب مدبَّر مأمور منهي ، إنما يتصرف بحكم العبودية لا بحكم الاختيار لنفسه ، فليس هذا شأن العبد بل شأن الملوك الأحرار ، وأما العبيد فتصرفهم على محض العبودية .

ويتضمن التزام عبوديته من الذل والخضوع والإنابة وامتثال أمر سيده واجتناب نهيه ودوام الافتقار إليه واللجأ إليه والاستعانة به والتوكل عليه .

وفيه أيضاً : إني عبد من جميع الوجوه : صغيراً وكبيراً ، حياً وميتاً ، مطيعاً وعاصياً ، معافى ومبتلى بالروح والقلب واللسان والجوارح .

 

*** *** ***

 

 

يتبع بإذن الله ...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×