اذهبي الى المحتوى
*إشراقة فجر*

|| وقفاتٌ مع التقويم ()~

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

akhawat_islamway_1450029375__-9-9.gif

محمد الشهري

 

يقلب أحدهم أوراق التقويم فرحاَ سعيداً لأنه ينتظر زواجاً بعد أشهر، وأحدهم اغتبط سروره لأنه يترقب ترقية وظيفية، بل يأتي أحدهم ويقول: متى يأتي الصيف القادم ليجول الأماكن ويزور المصايف.. فلهؤلاء ولغيرهم نقول:

إنا لنفرح بالأيام نقطعها وكل يوم مضى يدني من الأجلِ

 

كيف نفرح بمرور الأيام وهي من الأعمار.. وكيف نسعد بمضي الأعوام وهي مليئة بالأوزار..

 

أحبة الإيمان.. يا من بلغ الثلاثين ولم يعتبر.. أو جاوز الأربعين ولم يتفكر.. أو شارف الخمسين ولم يتدبر.. أو قارب الستين ولم ينزجر.. متى نتوب ونرجع ؟ ومتى ننيب ونخضع ؟ متى في صلاتنا نخشع ؟ ومتى عيوننا تدمع ؟

أحبة الإيمان.. تذكرنا أوراق التقويم بالعمر الفاني، والوقت الماضي الذي أصبح في سلة النسيان، مات فيه من مات، ومرض فيه من مرض وأصيب فيه من أصيب.. ( خسر فيه من خسر، وربح فيه من ربح ).

 

 

akhawat_islamway_1450029412__-9-.gif

 

تذكرنا أوراق التقويم بأن الدنيا زائلة، وأن الحياة فانية، وأن الأعمار ذاهبة، وهاهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر: ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ).. فكم هم اللذين يعملون للدنيا ؟ وكم هم تجَّارها ؟ إنهم كثير لكن تجَّار الآخرة قليل.

 

فاعمل لدارٍ يكن رضوان خازنها ... والجار أحمدُ والرحمن بانيها

أرضٌ لها ذهبٌ والمسك طينتها ... والزعفران حشيشٌ نابت فيها

 

تذكِّرنا أوراق التقويم بأن نقف مع أنفسنا وقفة صادقة، ونحاسبها أشد المحاسبة، ( فاليوم عملٌ ولا حساب وغداً حسابٌ ولا عمل )..

تذكِّرنا أوراق التقويم بالقدوم على الله، والوقوف بين يدي الله، وفي الحديث: (لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن علمه ماذا عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ).. فهل أعددنا للسؤال جوابا ؟

تذكرنا أوراق التقويم بسرعة انقضاء الأيام والشهور.. وتصرم الأعوام والدهور.. وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: (لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كشهر والشهر كجمعة والجمعة كيوم واليوم كساعة)...

أحبة الإيمان.. تذكرنا أوراق التقويم بتلك المعاصي الكثيرة، والأوزار الثقيلة، والسيئات المتتابعة التي غفلنا عنها أو لربما نسيناها.. لكنا عند الله مكتوبة يجدها في ذلك اليوم خائفا فزعا (ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها)...

 

تذكرنا أوراق التقويم بتلك الهجرة النبوية، والرحلة التاريخية، التي غيرت تاريخ البشرية، فرسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم هجر وطنه وترك بلده من أجل إعلاء دينه.. فأين من هجر المعصية، وترك الخطيئة فإن ذلك أعظم الهجرة.. (والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه )...

 

وقبل الختام أظنكم اتفقتم معي بأن أوراق التقويم ليست مجرد أوراق محسوسة.. وإنما هي دعوة للنظر والتأمل، وإطلالة للفكر والتمعن.. (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب).

هذا ونسأل الله تعالى أن يحسن لنا العاقبة في الأمور كلها وأن يجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.

 

 

akhawat_islamway_1450029440__-9-.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

متى نتوب ونرجع ؟ ومتى ننيب ونخضع ؟ متى في صلاتنا نخشع ؟ ومتى عيوننا تدمع ؟

 

 

يعجز اللسان عن الشكر لكِ

نقلت وانتقيت فأحسنتِ

جزاك المولى الجنان :)

 

تحياتي :- سمو المجد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

بوركت يا غالية

نفع الله بك و لا حرمك الأجر ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل

بارك الله فيك

موضوع هادف

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×