اذهبي الى المحتوى
ام عبد الودود السلفية

وساءل للحياة السعيدة للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله

المشاركات التي تم ترشيحها

 

#1

قديم 05-07-15, 11:15 AM

أبو فراس السليماني أبو فراس السليماني متصل حالياً

وفقه الله

 

تاريخ التسجيل: 30-09-09

الدولة: بـلاد التــوحيـــد

المشاركات: 15,325

Lightbulb الوسائل المفيدة للحياة السعيدة / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الوسائل المفيدة

 

للحياة السعيدة

 

 

 

تأليف

 

 

 

الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي

 

 

رحمه الله تعالى

 

 

=================

 

 

مقدمة المؤلف

 

 

الحمد لله الذي له الحمد كله،

 

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،

 

 

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،

 

صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم.

 

 

أما بعد:

 

 

فإن راحة القلب، وطمأنينته وسروره وزوال همومه وغمومه،

 

 

هو المطلب لكل أحد،

 

 

وبه تحصل الحياة الطيبة، ويتم السرور والابتهاج،

 

 

ولذلك أسباب دينية، وأسباب طبيعية، وأسباب عملية،

 

 

ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين،

 

 

وأما من سواهم،

 

 

فإنها وإن حصلت لهم من وجه وسبب يجاهد عقلاؤهم عليه،

 

 

فاتتهم من وجوه أنفع وأثبت وأحسن حالاً ومآلاً.

 

 

ولكني سأذكر برسالتي هذه ما يحضرني

 

 

من الأسباب لهذا المطلب الأعلى،

 

 

الذي يسعى له كل أحد.

 

 

 

فمنهم من أصاب كثيراً منها

 

 

فعاش عيشة هنيئة، وحيى حياة طيبة،

 

 

ومنهم من أخفق فيها كلها

 

 

فعاش عيشة الشقاء، وحيي حياة التعساء.

 

 

ومنهم من هو بين بين، بحسب ما وفق له.

 

 

والله الموفق المستعان به على كل خير،

 

وعلى دفع كل شر.

 

__________________

تيسير القراءة

رد مع اقتباس

#2

قديم 05-07-15, 11:17 AM

أبو فراس السليماني أبو فراس السليماني متصل حالياً

وفقه الله

 

تاريخ التسجيل: 30-09-09

الدولة: بـلاد التــوحيـــد

المشاركات: 15,325

افتراضي رد: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

فصـل

 

 

1- وأعظم الأسباب لذلك وأصلها وأسها

هو الإيمان والعمل الصالح،

 

قال تعالى:

 

{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى

وَهُوَ مُؤْمِنٌ

فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً

وَلَنَجْزِيَنَّ هُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(1).

 

فأخبر تعالى ووعد من جمع بين الإيمان والعمل الصالح،

بالحياة الطيبة في هذه الدار،

وبالجزاء الحسن في هذه الدار وفي دار القرار.

وسبب ذلك واضح،

فإن المؤمنين بالله الإيمان الصحيح،

المثمر للعمل الصالح المصلح للقلوب والأخلاق والدنيا والآخرة،

معهم أصول وأسس يتلقون فيها

جميع ما يرد عليهم من أسباب السرور والابتهاج،

وأسباب القلق والهم والأحزان.

 

- يتلقون المحاب والمسار بقبول لها،

وشكر عليها، واستعمال لها فيما ينفع،

فإذا استعملوها على هذا الوجه.

أحدث لهم من الابتهاج بها، والطمع في بقائها وبركتها،

ورجاء ثواب الشاكرين،

أموراً عظيمة تفوق بخيراتها وبركاتها

هذه المسرات التي هذه ثمراتها.

 

- ويتلقون المكاره والمضار والهم والغم

بالمقاومة لما يمكنهم مقاومته،

وتخفيف ما يمكنهم تخفيفه،

والصبر الجميل لما ليس لهم منه بد،

وبذلك يحصل لهم من آثار المكاره من المقاومات النافعة،

والتجارب والقوة، ومن الصبر واحتساب الأجر والثواب

أمور عظيمة تضمحل معها المكاره،

وتحل محلها المسار والآمال الطيبة،

والطمع في فضل الله وثوابه،

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

#3

قديم 05-07-15, 11:22 AM

أبو فراس السليماني أبو فراس السليماني متصل حالياً

وفقه الله

 

تاريخ التسجيل: 30-09-09

الدولة: بـلاد التــوحيـــد

المشاركات: 15,328

افتراضي رد: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

كما عبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا

في الحديث الصحيح أنه قال:

 

"عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير،

إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له،

وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له

وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن" (1).

 

فأخبر صلى الله عليه وسلم

أن المؤمن يتضاعف غنمه وخيره وثمرات أعماله

في كل ما يطرقه من السرور والمكاره.

لهذا تجد اثنين تطرقهما نائبة من نوائب الخير أو الشر

فيتفاوتان تفاوتاً عظيماً في تلقيها،

وذلك بحسب تفاوتهما في الإيمان والعمل الصالح.

هذا الموصوف بهذين الوصفين يتلقى الخير والشر بما ذكرناه

من الشكر والصبر وما يتبعهما،

فيحدث له السرور والابتهاج،

وزوال الهم والغم، والقلق، وضيق الصدر،

وشقاء الحياة

وتتم له الحياة الطيبة في هذه الدار.

والآخر يتلقى المحاب بأشرٍ وبطرٍ وطغيان.

فتنحرف أخلاقه ويتلقاها كما تتلقاها البهائم بجشع وهلع،

ومع ذلك فإنه غير مستريح القلب،

بل مشتته من جهات عديدة،

مشتت من جهة خوفه من زوال محبوباته،

ومن كثرة المعارضات الناشئة عنها غالباً،

ومن جهة أن النفوس لا تقف عند حد

بل لا تزال متشوقة لأمور أخرى،

قد تحصل وقد لا تحصل،

 

وإن حصلت على الفرض والتقدير

فهو أيضاً قلق من الجهات المذكورة

ويتلقى المكاره بقلق وجزع وخوف وضجر،

فلا تسأل عن ما يحدث له من شقاء الحياة،

ومن الأمراض الفكرية والعصبية،

ومن الخوف الذي قد يصل به إلى أسوأ الحالات وأفظع المزعجات،

لأنه لا يرجو ثواباً. ولا صبر عنده يسليه ويهون عليه.

وكل هذا مشاهد بالتجربة،

 

ومثل واحد من هذا النوع،

إذا تدبرته ونزلته على أحوال الناس،

رأيت الفرق العظيم بين المؤمن العامل بمقتضى إيمانه،

وبين من لم يكن كذلك،

وهو أن الدين يحث غاية الحث على القناعة برزق الله،

وبما آتى العباد من فضله وكرمه المتنوع.

 

فالمؤمن إذا ابتلي بمرض أو فقر،

أو نحوه من الأعراض التي كل أحد عرضة لها،

فإنه - بإيمانه وبما عنده من القناعة والرضى بما قسم الله له -

 

يكون قرير العين، لا يتطلب بقلبه أمراً لم يقدر له،

ينظر إلى من هو دونه، ولا ينظر إلى من هو فوقه،

وربما زادت بهجته وسروره وراحته

على من هو متحصل على جميع المطالب الدنيوية،

إذا لم يؤت القناعة.

كما تجد هذا الذي ليس عنده عمل بمقتضى الإيمان،

إذا ابتلي بشيء من الفقر،

أو فقد بعض المطالب الدنيوية،

تجده في غاية التعاسة والشقاء.

 

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

([1]) رواه مسلم.

 

__________________

تيسير القراءة

رد مع اقتباس

#4

قديم 05-07-15, 11:25 AM

أبو فراس السليماني أبو فراس السليماني متصل حالياً

وفقه الله

 

تاريخ التسجيل: 30-09-09

الدولة: بـلاد التــوحيـــد

المشاركات: 15,328

افتراضي رد: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

ومثل آخر:

 

 

إذا حدثت أسباب الخوف، وألمت بالإنسان المزعجات،

 

تجد صحيح الإيمان ثابت القلب، مطمئن النفس،

 

متمكناً من تدبيره وتسييره لهذا الأمر الذي دهمه

 

بما في وسعه من فكر وقول وعمل،

 

قد وطن نفسه لهذا المزعج الملم،

 

وهذه أحوال تريح الإنسان وتثبت فؤاده.

 

 

 

كما تجد فاقد الإيمان بعكس هذه الحال

 

إذا وقعت المخاوف انزعج لها ضميره،

 

وتوترت أعصابه، وتشتت أفكاره وداخله الخوف والرعب،

 

واجتمع عليه الخوف الخارجي،

 

والقلق الباطني الذي لا يمكن التعبير عن كنهه،

 

وهذا النوع من الناس إن لم يحصل لهم بعض الأسباب الطبيعية

 

التي تحتاج إلى تمرين كثير انهارت قواهم وتوترت أعصابهم،

 

وذلك لفقد الإيمان الذي يحمل على الصبر،

 

خصوصاً في المحال الحرجة،

 

والأحوال المحزنة المزعجة.

 

 

فالبر والفاجر، والمؤمن والكافر

 

يشتركان في جلب الشجاعة الاكتسابية،

 

وفي الغريزة التي تلطف المخاوف وتهونها،

 

ولكن يتميز المؤمن بقوة إيمانه وصبره

 

وتوكله على الله واعتماده عليه، واحتسابه لثوابه ـ

 

أموراً تزداد بها شجاعته، وتخفف عنه وطأة الخوف،

 

وتهون عليه المصاعب،

 

 

كما قال تعالى:

 

 

{ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ

 

وَتَرْجُونَ مِنْ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ }(1).

 

 

ويحصل لهم من معونة الله ومعينه الخاص ومدده

 

ما يبعثر المخاوف.

 

 

وقال تعالى:

 

{ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (2).

يتبع باْذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

#5

قديم 05-07-15, 11:34 AM

أبو فراس السليماني أبو فراس السليماني متصل حالياً

وفقه الله

 

تاريخ التسجيل: 30-09-09

الدولة: بـلاد التــوحيـــد

المشاركات: 15,328

افتراضي رد: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

 

2- ومن الأسباب التي تزيل الهم والغم والقلق:

 

الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل، وأنواع المعروف،

 

وكلها خير وإحسان،

 

وبها يدفع الله عن البر والفاجر الهموم والغموم بحسبها،

 

ولكن للمؤمن منها أكمل الحظ والنصيب،

 

ويتميز بأن إحسانه صادر عن إخلاص واحتساب لثوابــه

 

 

فيهون الله عليه بذل المعروف لما يرجوه من الخير،

 

ويدفع عنه المكاره بإخلاصه واحتسابه،

 

 

قال تعالى:

 

{ لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ

 

إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ

 

وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ

 

فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا }(1).

 

 

فأخبر تعالى أن هذه الأمور كلها خير ممن صدرت منه.

 

والخير يجلب الخير، ويدفع الشر.

 

وأن المؤمن المحتسب يؤتيه الله أجراً عظيماً

 

ومن جملة الأجر العظيم:

 

زوال الهم والغم والأكدار ونحوها.

 

 

 

~~~~~~~~~~~~~~~~~

 

([1])[النساء:114].

__________________

تيسير القراءة

رد مع اقتباس

#6

قديم 05-07-15, 11:35 AM

أبو فراس السليماني أبو فراس السليماني متصل حالياً

وفقه الله

 

تاريخ التسجيل: 30-09-09

الدولة: بـلاد التــوحيـــد

المشاركات: 15,328

افتراضي رد: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

فصـــل

 

 

3- ومن أسباب دفع القلق الناشئ عن توتر الأعصاب،

 

واشتغال القلب ببعض المكدرات:

 

 

الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة.

 

فإنها تلهي القلب عن اشتغاله بذلك الأمر الذي أقلقه.

 

وربما نسي بسبب ذلك الأسباب التي أوجبت له الهم والغم،

 

ففرحت نفسه، وازداد نشاطه،

 

 

وهذا السبب أيضاً مشترك بين المؤمن وغيره.

 

ولكن المؤمن يمتاز بإيمانه وإخلاصه واحتسابه

 

في اشتغاله بذلك العلم الذي يتعلمه أو يعلمه،

 

وبعمل الخير الذي يعمله،

 

إن كان عبادة فهو عبادة،

 

وإن كان شغلاً دنيوياً أو عادةً أصحبها النية الصالحة.

 

وقصد الاستعانة بذلك على طاعة الله،

 

 

فلذلك أثره الفعال في دفع الهم والغموم والأحزان،

 

فكم من إنسان ابتلي بالقلق وملازمة الأكدار،

 

فحلت به الأمراض المتنوعة، فصار دواؤه الناجع

 

(نسيانه السبب الذي كدره وأقلقه، واشتغاله بعمل من مهماته).

 

 

وينبغي أن يكون الشغل الذي يشتغل فيه

 

مما تأنس به النفس وتشتاقه،

 

فإن هذا أدعى لحصول هذا المقصود النافع،

 

والله أعلم.

__________________

تيسير القراءة

رد مع اقتباس

#7

قديم 05-07-15, 11:38 AM

أبو فراس السليماني أبو فراس السليماني متصل حالياً

وفقه الله

 

تاريخ التسجيل: 30-09-09

الدولة: بـلاد التــوحيـــد

المشاركات: 15,328

افتراضي رد: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

 

4- ومما يدفع به الهم والقلق:

 

اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر،

 

وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل،

 

وعن الحزن على الوقت الماضي،

 

ولهذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن(1)،

 

 

فلا ينفع الحزن على الأمور الماضية

 

التي لا يمكن ردها ولا استدراكها

 

وقد يضر الهم الذي يحدث بسبب الخوف من المستقبل،

 

 

 

فعلى العبد أن يكون ابن يومه،

 

يجمع جده واجتهاده في إصلاح يومه ووقته الحاضر،

 

فإن جمع القلب على ذلك يوجب تكميل الأعمال،

 

ويتسلى به العبد عن الهم والحزن.

 

والنبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا بدعاء

 

أو أرشد أمته إلى دعاء

 

فإنما يحث مع الاستعانة بالله والطمع في فضله

 

على الجد والاجتهاد في التحقق لحصول ما يدعو بحصوله.

 

والتخلي عما كان يدعو لدفعه لأن الدعاء مقارن للعمل،

 

 

فالعبد يجتهد فيما ينفعه في الدين والدنيا،

 

ويسأل ربه نجاح مقصده.

 

ويستعينه على ذلك، كما قال صلى الله عليه وسلم:

 

 

"احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز،

 

وإذا أصابك شيء فلا تقل :

 

لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا،

 

ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل،

 

فإن لو تفتح عمل الشيطان" (2)،

 

 

فجمع صلى الله عليه وسلم

 

بين الأمر بالحرص على الأمور النافعة في كل حال.

 

والاستعانة بالله وعدم الانقياد للعجز

 

الذي هو الكسل الضار

 

وبين الاستسلام للأمور الماضية النافذة،

 

ومشاهدة قضاء الله وقدره.

 

 

وجعل الأمور قسمين:

 

قسماً يمكن العبد السعي في تحصيله أو تحصيل ما يمكن منه،

 

أو دفعه أو تخفيفه فهذا يبدي فيه العبد مجهوده ويستعين بمعبوده.

 

وقسماً لا يمكن فيه ذلك،

 

فهذا يطمئن له العبد ويرضى ويسلم،

 

ولا ريب أن مراعاة هذا الأصل

 

سبب للسرور وزوال الهم والغم.

يتبع باْذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

#9

قديم 05-07-15, 11:45 AM

أبو فراس السليماني أبو فراس السليماني متصل حالياً

وفقه الله

 

تاريخ التسجيل: 30-09-09

الدولة: بـلاد التــوحيـــد

المشاركات: 15,328

افتراضي رد: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

6- وكذلك التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة،

 

فإن معرفتها والتحدث بها يدفع الله به الهم والغم،

 

ويحث العبد على الشكر الذي هو أرفع المراتب وأعلاها

 

حتى ولو كان العبد في حالة فقر أو مرض أو غيرهما من أنواع البلايا.

 

فإنه إذا قابل بين نعم الله عليه - التي لا يحصى لها عد ولا حساب -

 

وبين ما أصابه من مكروه،

 

لم يكن للمكروه إلى النعم نسبة.

 

 

بل المكروه والمصائب إذا ابتلى الله بها العبد،

 

وأدى فيها وظيفة الصبر والرضى والتسليم،

 

هانت وطأتها، وخفت مؤنتها،

 

وكان تأميل العبد لأجرها وثوابها

 

والتعبد لله بالقيام بوظيفة الصبر والرضى،

 

يدع الأشياء المرة حلوة

 

فتنسيه حلاوةُ أجرها مرارة صبرها.

 

__________________

تيسير القراءة

رد مع اقتباس

#10

قديم 05-07-15, 11:47 AM

أبو فراس السليماني أبو فراس السليماني متصل حالياً

وفقه الله

 

تاريخ التسجيل: 30-09-09

الدولة: بـلاد التــوحيـــد

المشاركات: 15,328

افتراضي رد: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

 

7- ومن أنفع الأشياء في هذا الموضع

 

استعمال ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح

 

 

حيث قال:

 

" انظروا إلى من هو أسفل منكم

 

ولا تنظروا إلى من هو فوقكم

 

فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم "(1)،

 

 

فإن العبد إذا نصب بين عينيه هذا الملحظ الجليل

 

رآه يفوق جمعاً كثيراً من الخلق في العافية وتوابعها،

 

وفي الرزق وتوابعه مهما بلغت به الحال،

 

فيزول قلقه وهمه وغمه،

 

ويزداد سروره واغتباطه بنعم الله

 

التي فاق فيها غيره ممن هو دونه فيها.

 

 

 

وكلما طال تأمل العبد بنعم الله الظاهرة والباطنة،

 

الدينية والدنيوية،

 

رأى ربه قد أعطاه خيراً ودفع عنه شروراً متعددة،

 

ولا شك أن هذا يدفع الهموم والغموم،

 

ويوجب الفرح والسرور.

 

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

([1]) رواه البخاري ومسلم.

__________________

تيسير القراءة

رد مع اقتباس

#11

قديم 05-07-15, 11:49 AM

أبو فراس السليماني أبو فراس السليماني متصل حالياً

وفقه الله

 

تاريخ التسجيل: 30-09-09

الدولة: بـلاد التــوحيـــد

المشاركات: 15,328

افتراضي رد: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

فصـــل

 

 

8- ومن الأسباب الموجبة للسرور وزوال الهم والغم:

 

السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم

 

وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور

 

وذلك بنسيان ما مضى عليه من المكاره التي لا يمكنه ردها،

 

ومعرفته أن اشتغال فكره فيها من باب العبث والمحال،

 

وأن ذلك حمق وجنون،

 

فيجاهد قلبه عن التفكر فيها

 

 

وكذلك يجاهد قلبه عن قلقه لما يستقبله،

 

مما يتوهمه من فقر أو خوف أو غيرهما

 

من المكاره التي يتخيلها في مستقبل حياته.

 

 

فيعلم أن الأمور المستقبلة

 

مجهول ما يقع فيها من خير وشر وآمال وآلام،

 

وأنها بيد العزيز الحكيم،

 

ليس بيد العباد منها شيء

 

إلا السعي في تحصيل خيراتها، ودفع مضراتها،

 

ويعلم العبد أنه إذا صرف فكره عن قلقه من أجل مستقبل أمره،

 

واتكل على ربه في إصلاحه،

 

واطمأن إليه في ذلك،

 

إذا فعل ذلك اطمأن قلبه وصلحت أحواله،

 

وزال عنه همه وقلقه.

 

__________________

تيسير القراءة

رد مع اقتباس

 

 

9- ومن أنفع ما يكون في ملاحظة مستقبل الأمور:

 

استعمال هذا الدعاء الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به :

 

" اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري

 

وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي،

 

وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي،

 

واجعل الحياة زيادة لي في كل خير،

 

والموت راحة لي من كل شر "(1).

 

 

وكذلك قوله:

 

" اللهم رحمتك أرجو

 

فلا تكلني إلى نفسي طرفة عينْ

 

وأصلح لي شأني كله،

 

لا إله إلا أنت " (2).

 

 

فإذا لهج العبد بهذا الدعاء

 

الذي فيه صلاح مستقبله الديني والدنيوي بقلب حاضر،

 

ونية صادقة، مع اجتهاده فيما يحقق ذلك،

 

حقق الله له ما دعاه ورجاه وعمل له،

 

وانقلب همه فرحاً وسروراً.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

#9

قديم 05-07-15, 11:45 AM

أبو فراس السليماني أبو فراس السليماني متصل حالياً

وفقه الله

 

تاريخ التسجيل: 30-09-09

الدولة: بـلاد التــوحيـــد

المشاركات: 15,328

افتراضي رد: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

6- وكذلك التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة،

 

فإن معرفتها والتحدث بها يدفع الله به الهم والغم،

 

ويحث العبد على الشكر الذي هو أرفع المراتب وأعلاها

 

حتى ولو كان العبد في حالة فقر أو مرض أو غيرهما من أنواع البلايا.

 

فإنه إذا قابل بين نعم الله عليه - التي لا يحصى لها عد ولا حساب -

 

وبين ما أصابه من مكروه،

 

لم يكن للمكروه إلى النعم نسبة.

 

 

بل المكروه والمصائب إذا ابتلى الله بها العبد،

 

وأدى فيها وظيفة الصبر والرضى والتسليم،

 

هانت وطأتها، وخفت مؤنتها،

 

وكان تأميل العبد لأجرها وثوابها

 

والتعبد لله بالقيام بوظيفة الصبر والرضى،

 

يدع الأشياء المرة حلوة

 

فتنسيه حلاوةُ أجرها مرارة صبرها.

 

__________________

تيسير القراءة

رد مع اقتباس

#10

قديم 05-07-15, 11:47 AM

أبو فراس السليماني أبو فراس السليماني متصل حالياً

وفقه الله

 

تاريخ التسجيل: 30-09-09

الدولة: بـلاد التــوحيـــد

المشاركات: 15,328

افتراضي رد: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

 

7- ومن أنفع الأشياء في هذا الموضع

 

استعمال ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح

 

 

حيث قال:

 

" انظروا إلى من هو أسفل منكم

 

ولا تنظروا إلى من هو فوقكم

 

فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم "(1)،

 

 

فإن العبد إذا نصب بين عينيه هذا الملحظ الجليل

 

رآه يفوق جمعاً كثيراً من الخلق في العافية وتوابعها،

 

وفي الرزق وتوابعه مهما بلغت به الحال،

 

فيزول قلقه وهمه وغمه،

 

ويزداد سروره واغتباطه بنعم الله

 

التي فاق فيها غيره ممن هو دونه فيها.

 

 

 

وكلما طال تأمل العبد بنعم الله الظاهرة والباطنة،

 

الدينية والدنيوية،

 

رأى ربه قد أعطاه خيراً ودفع عنه شروراً متعددة،

 

ولا شك أن هذا يدفع الهموم والغموم،

 

ويوجب الفرح والسرور.

 

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

([1]) رواه البخاري ومسلم.

__________________

تيسير القراءة

رد مع اقتباس

#11

قديم 05-07-15, 11:49 AM

أبو فراس السليماني أبو فراس السليماني متصل حالياً

وفقه الله

 

تاريخ التسجيل: 30-09-09

الدولة: بـلاد التــوحيـــد

المشاركات: 15,328

افتراضي رد: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

فصـــل

 

 

8- ومن الأسباب الموجبة للسرور وزوال الهم والغم:

 

السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم

 

وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور

 

وذلك بنسيان ما مضى عليه من المكاره التي لا يمكنه ردها،

 

ومعرفته أن اشتغال فكره فيها من باب العبث والمحال،

 

وأن ذلك حمق وجنون،

 

فيجاهد قلبه عن التفكر فيها

 

 

وكذلك يجاهد قلبه عن قلقه لما يستقبله،

 

مما يتوهمه من فقر أو خوف أو غيرهما

 

من المكاره التي يتخيلها في مستقبل حياته.

 

 

فيعلم أن الأمور المستقبلة

 

مجهول ما يقع فيها من خير وشر وآمال وآلام،

 

وأنها بيد العزيز الحكيم،

 

ليس بيد العباد منها شيء

 

إلا السعي في تحصيل خيراتها، ودفع مضراتها،

 

ويعلم العبد أنه إذا صرف فكره عن قلقه من أجل مستقبل أمره،

 

واتكل على ربه في إصلاحه،

 

واطمأن إليه في ذلك،

 

إذا فعل ذلك اطمأن قلبه وصلحت أحواله،

 

وزال عنه همه وقلقه.

 

__________________

تيسير القراءة

رد مع اقتباس

 

 

9- ومن أنفع ما يكون في ملاحظة مستقبل الأمور:

 

استعمال هذا الدعاء الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به :

 

" اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري

 

وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي،

 

وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي،

 

واجعل الحياة زيادة لي في كل خير،

 

والموت راحة لي من كل شر "(1).

 

 

وكذلك قوله:

 

" اللهم رحمتك أرجو

 

فلا تكلني إلى نفسي طرفة عينْ

 

وأصلح لي شأني كله،

 

لا إله إلا أنت " (2).

 

 

فإذا لهج العبد بهذا الدعاء

 

الذي فيه صلاح مستقبله الديني والدنيوي بقلب حاضر،

 

ونية صادقة، مع اجتهاده فيما يحقق ذلك،

 

حقق الله له ما دعاه ورجاه وعمل له،

 

وانقلب همه فرحاً وسروراً.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فصـــل

 

 

 

13- وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم :

 

 

"لا يفرك مؤمن مؤمنة

 

 

إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر"(1)،

 

 

 

فائدتان عظيمتان:

 

 

 

إحداهما:

 

 

الإرشاد إلى معاملة الزوجة والقريب والصاحب والمعامل،

 

 

وكل من بينك وبينه علاقة واتصال،

 

 

وأنه ينبغي أن توطن نفسك

 

 

على أنه لا بد أن يكون فيه عيب أو نقص أو أمر تكرهه،

 

 

فإذا وجدت ذلك،

 

 

فقارن بين هذا وبين ما يجب عليك أو ينبغي لك

 

 

من قوة الاتصال والإبقاء على المحبة،

 

 

بتذكر ما فيه من المحاسن، والمقاصد الخاصة والعامة،

 

 

وبهذا الإغضاء عن المساوئ وملاحظة المحاسن،

 

 

تدوم الصحبة والاتصال وتتم الراحة وتحصل لك.

 

 

 

 

الفائدة الثانية:

 

 

 

وهي زوال الهم والقلق، وبقاء الصفاء،

 

 

والمداومة على القيام بالحقوق الواجبة والمستحبة:

 

 

وحصول الراحة بين الطرفين،

 

 

ومن لم يسترشد بهذا الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم

 

 

- بل عكس القضية فلحظ المساوئ، وعمي عن المحاسن-،

 

 

فلابد أن يقلق،

 

 

ولابد أن يتكدر ما بينه وبين من يتصل به من المحبة،

 

 

ويتقطع كثير من الحقوق التي على كلٍ منهما المحافظة عليها.

 

 

 

وكثير من الناس ذوي الهمم العالية

 

 

يوطنون أنفسهم عند وقوع الكوارث والمزعجات

 

 

على الصبر والطمأنينة.

 

 

 

لكن عند الأمور التافهة البسيطة يقلقون، ويتكدر الصفاء،

 

 

والسبب في هذا أنهم وطنوا نفوسهم عند الأمور الكبار،

 

 

وتركوها عند الأمور الصغار فضرتهم وأثرت في راحتهم،

 

 

 

فالحازم يوطن نفسه على الأمور القليلة والكبيرة

 

 

ويسأل الله الإعانة عليها، وأن لا يكله إلى نفسه طرفة عين،

 

 

فعند ذلك يسهل عليه الصغير، كما سهل عليه الكبير.

 

 

ويبقى مطمئن النفس ساكن القلب مستريحاً.

 

 

 

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

 

([1]) رواه مسلم.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

#16

قديم 05-07-15, 11:59 AM

أبو فراس السليماني أبو فراس السليماني متصل حالياً

وفقه الله

 

تاريخ التسجيل: 30-09-09

الدولة: بـلاد التــوحيـــد

المشاركات: 15,328

افتراضي رد: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

فصـــل

 

 

 

13- وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم :

 

 

"لا يفرك مؤمن مؤمنة

 

 

إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر"(1)،

 

 

 

فائدتان عظيمتان:

 

 

 

إحداهما:

 

 

الإرشاد إلى معاملة الزوجة والقريب والصاحب والمعامل،

 

 

وكل من بينك وبينه علاقة واتصال،

 

 

وأنه ينبغي أن توطن نفسك

 

 

على أنه لا بد أن يكون فيه عيب أو نقص أو أمر تكرهه،

 

 

فإذا وجدت ذلك،

 

 

فقارن بين هذا وبين ما يجب عليك أو ينبغي لك

 

 

من قوة الاتصال والإبقاء على المحبة،

 

 

بتذكر ما فيه من المحاسن، والمقاصد الخاصة والعامة،

 

 

وبهذا الإغضاء عن المساوئ وملاحظة المحاسن،

 

 

تدوم الصحبة والاتصال وتتم الراحة وتحصل لك.

 

 

 

 

الفائدة الثانية:

 

 

 

وهي زوال الهم والقلق، وبقاء الصفاء،

 

 

والمداومة على القيام بالحقوق الواجبة والمستحبة:

 

 

وحصول الراحة بين الطرفين،

 

 

ومن لم يسترشد بهذا الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم

 

 

- بل عكس القضية فلحظ المساوئ، وعمي عن المحاسن-،

 

 

فلابد أن يقلق،

 

 

ولابد أن يتكدر ما بينه وبين من يتصل به من المحبة،

 

 

ويتقطع كثير من الحقوق التي على كلٍ منهما المحافظة عليها.

 

 

 

وكثير من الناس ذوي الهمم العالية

 

 

يوطنون أنفسهم عند وقوع الكوارث والمزعجات

 

 

على الصبر والطمأنينة.

 

 

 

لكن عند الأمور التافهة البسيطة يقلقون، ويتكدر الصفاء،

 

 

والسبب في هذا أنهم وطنوا نفوسهم عند الأمور الكبار،

 

 

وتركوها عند الأمور الصغار فضرتهم وأثرت في راحتهم،

 

 

 

فالحازم يوطن نفسه على الأمور القليلة والكبيرة

 

 

ويسأل الله الإعانة عليها، وأن لا يكله إلى نفسه طرفة عين،

 

 

فعند ذلك يسهل عليه الصغير، كما سهل عليه الكبير.

 

 

ويبقى مطمئن النفس ساكن القلب مستريحاً.

 

 

 

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

 

([1]) رواه مسلم.

__________________

تيسير القراءة

رد مع اقتباس

#17

قديم 05-07-15, 12:05 PM

أبو فراس السليماني أبو فراس السليماني متصل حالياً

وفقه الله

 

تاريخ التسجيل: 30-09-09

الدولة: بـلاد التــوحيـــد

المشاركات: 15,328

افتراضي رد: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

فصـــل

 

14- العاقل يعلم أن حياته الصحيحة

 

 

 

حياة السعادة والطمأنينة وأنها قصيرة جداً،

 

 

 

فلا ينبغي له أن يقصرها بالهم والاسترسال مع الأكدار

 

 

 

فإن ذلك ضد الحياة الصحيحة،

 

 

 

فيشح بحياته أن يذهب كثير منها نهباً للهموم والأكدار،

 

 

 

ولا فرق في هذا بين البر والفاجر،

 

 

 

ولكن المؤمن له من التحقق بهذا الوصف الحظ الأوفر،

 

 

 

والنصيب النافع العاجل والآجل.

 

 

 

15- وينبغي أيضاً إذا أصابه مكروه أو خاف منه

 

 

 

أن يقارن بين بقية النعم الحاصلة له دينية أو دنيوية،

 

 

 

 

وبين ما أصابه من مكروه،

 

 

 

 

فعند المقارنة يتضح كثرة ما هو فيه من النعم،

 

 

 

واضمحلال ما أصابه من المكاره.

 

 

 

وكذلك يقارن بين ما يخافه من حدوث ضرر عليه،

 

 

 

وبين الاحتمالات الكثيرة في السلامة منها

 

 

 

 

فلا يدع الاحتمال الضعيف يغلب الاحتمالات الكثيرة القوية

 

 

 

وبذلك يزول همه وخوفه،

 

 

 

ويقدر أعظم ما يكون من الاحتمالات التي يمكن أن تصيبه،

 

 

 

فيوطن نفسه لحدوثها إن حدثت،

 

 

 

 

ويسعى في دفع ما لم يقع منها

 

 

 

وفي رفع ما وقع أو تخفيفه.

 

__________________

تيسير القراءة

رد مع اقتباس

#18

قديم 05-07-15, 12:13 PM

أبو فراس السليماني أبو فراس السليماني متصل حالياً

وفقه الله

 

تاريخ التسجيل: 30-09-09

الدولة: بـلاد التــوحيـــد

المشاركات: 15,328

افتراضي رد: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

 

16- ومن الأمور النافعة أن تعرف أن أذية الناس لك

 

 

وخصوصاً في الأقوال السيئة،

 

 

لا تضرك بل تضرهم،

 

 

إلا إن أشغلت نفسك في الاهتمام بها،

 

 

وسوغت لها أن تملك مشاعرك،

 

 

فعند ذلك تضرك كما ضرتهم،

 

 

فإن أنت لم تضع لها بالاً لم تضرك شيئاً.

 

 

 

 

17- واعلم أن حياتك تبع لأفكارك،

 

 

فإن كانت أفكاراً فيما يعود عليك نفعه في دين أو دنيا

 

 

فحياتك طيبة سعيدة.

 

وإلا فالأمر بالعكس.

 

__________________

تيسير القراءة

رد مع اقتباس

#19

قديم 05-07-15, 12:16 PM

أبو فراس السليماني أبو فراس السليماني متصل حالياً

وفقه الله

 

تاريخ التسجيل: 30-09-09

الدولة: بـلاد التــوحيـــد

المشاركات: 15,328

افتراضي رد: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

 

18- ومن أنفع الأمور لطرد الهم

 

أن توطن نفسك على أن لا تطلب الشكر إلا من الله،

 

فإذا أحسنت إلى من له حق عليك أو من ليس له حق،

 

فاعلم أن هذا معاملة منك مع الله.

 

فلا تبال بشكر من أنعمت عليه،

 

كما قال تعالى في حق خواص خلقه:

 

 

{ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ

 

لاَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا }(1).

 

 

ويتأكد هذا في معاملة الأهل والأولاد ومن قوى اتصالك بهم

 

فمتى وطنت نفسك على إلقاء الشر عنهم،

 

فقد أرحت واسترحت،

 

ومن دواعي الراحة أخذ الفضائل والعمل عليها

 

بحسب الداعي النفسي دون التكلف الذي يقلقك،

 

وتعود على أدراجك خائباً من حصول الفضيلة،

 

حيث سلكت الطريق الملتوي، وهذا من الحكمة،

 

وأن تتخذ من الأمور الكَدِرَة أموراً صافية حلوة

 

وبذلك يزيد صفاء اللذات، وتزول الأكدار.

 

 

~~~~~~~~~~~~~~~~~

([1])[الإنسان:9].

__________________

تيسير القراءة

رد مع اقتباس

#20

قديم 05-07-15, 01:17 PM

أبو فراس السليماني أبو فراس السليماني متصل حالياً

وفقه الله

 

تاريخ التسجيل: 30-09-09

الدولة: بـلاد التــوحيـــد

المشاركات: 15,328

افتراضي رد: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

 

19- اجعل الأمور النافعة نصب عينيك واعمل على تحقيقها،

 

 

ولا تلتفت إلى الأمور الضارة

 

 

لتلهو بذلك عن الأسباب الجالبة للهم والحزن

 

 

واستعن بالراحة وإجماع النفس على الأعمال المهمة.

 

 

 

20- ومن الأمور النافعة حسم الأعمال في الحال،

 

 

والتفرغ في المستقبل،

 

 

لأن الأعمال إذا لم تحسم اجتمع عليك بقية الأعمال السابقة،

 

 

وانضافت إليها الأعمال اللاحقة، فتشتد وطأتها،

 

 

فإذا حسمت كل شيء بوقته

 

 

أتيت الأمور المستقبلة بقوة تفكير وقوة عمل.

 

 

 

21- وينبغي أن تتخير من الأعمال النافعة الأهم فالأهم،

 

 

وميز بين ما تميل نفسك إليه وتشتد رغبتك فيه،

 

 

فإن ضده يحدث السآمة والملل والكدر،

 

 

واستعن على ذلك بالفكر الصحيح والمشاورة،

 

 

فما ندم من استشار،

 

 

وادرس ما تريد فعله درساً دقيقاً،

 

 

فإذا تحققت المصلحة وعزمت فتوكل على الله

 

 

إن الله يحب المتوكلين.

 

 

 

 

والحمد لله رب العالمين.

 

وصلى الله على سيدنا محمد

 

وعلى آله وصحبه وسلم.

 

 

 

==================

 

 

للحصول على نسخة من الرسالة

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

هذه الرسالة ماتعة ارجو قراءتها و الاستفادة منها

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×