اذهبي الى المحتوى
أم لبابة بنت أحمد محمد

شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

المشاركات التي تم ترشيحها

المراد بالمعروف :

لغة : ضد المنكر وهو ما عرفه الناس وعلموه وسكنوا إليه ولم ينكروه ..

اصطلاحا - قال ابن تيمية - : فالأمر الذي بعث الله به رسوله هو الأمر بالمعروف .

 

المراد بالمنكر :

لغة : ضد المعروف وهو ما جهله الناس ولم يعرفوه ..

اصطلاحا - القرطبي - : وهو يعم جميع المعاصي والرذائل والدناءات على اختلاف أنواعها .

 

الضابط لتحديد المعروف والمنكر :

ما اعتبره الشرع معروفا فهو المعروف وما اعتبره منكرا فهو المنكر ولو خالف ما ألفه الناس ، فليس كل معروف أو منكر عند الناس أو بعضهم يكون كذلك في نفس الأمر وفي حكم الشرع ، فكم من معروف أنكروه وكم من منكر ألفوه كتقصير الثياب إلى ما فوق الكعبين للرجال وإسبالها بالنسبة إلى النساء وهو ثابت شرعا .

 

 

التحسين والتقبيح العقلي لا يستقلان في تحديد المعروف والمنكر :

 

لا يصح الاعتماد على العقل وحده فالنصوص الشرعية لا يمكن أن تتعارض مع العقول السليمة قال ابن القيم رحمه الله - مفتاح دار السعادة - في قوله تعالى : { يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر } :

"وهل دلت الآية إلا على أنه أمرهم بالمعروف الذي تعرفه العقول وتقر بحسنه الفطر فأمرهم بما هو معروف في نفسه عند كل عقل سليم ونهاهم عما هو منكر في الطباع والعقول بحيث إذا عرض على العقول السليمة أنكرته أشد الإنكار كما أن ما أمر به إذا عرض على العقل السليم قبله أعظم قبول وشهد بحسنه ".

 

الأمر بالمعروف : الدعوة إليه والترغيب فيه وإن كان المعروف واجبا الإلزام به ممن يملك الإلزام .

والنهي عن المنكر : التنفير منه وتغييره وإزالته وصرف الناس عنه وإن كان المنهي عنه محرما إلزامهم بتركه ممن يملك الإلزام .

 

 

 

يتبع أن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

جزاكِ الله خيرا ونفعنا بما قدمتِ

 

وجعله في ميزان حسناتكــ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

جزاكِ الله خيرا ونفعنا بما قدمتِ

 

وجعله في ميزان حسناتكــ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اللهم آمين واياكــِ يا سكرة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بداية ممتعة اللهم بارك

 

جزاكِ الله خيرًا ياغالية

نتابع معكِ إن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بداية ممتعة اللهم بارك

 

جزاكِ الله خيرًا ياغالية

نتابع معكِ إن شاء الله

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

متعكِ الله بالصحه والعافيه

واياكِ حبيبتي

تسعدني متابعتك()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حكم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر :

 

 

فرضان لا يحل تركهما والتخلي عنهما ، ثبت وجوبهما بالكتاب والسنة والإجماع ، شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عدّها بعض العلماء رُكناً سادساً من أركان الإسلام ، فهذا دليل على أهميّتها، إذلا قوام لشعائر الدين وكفّ أيدي المفسدين إلابالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،فخيرية هذه الأمة مرتبطة بـهذه الشعيرة قال تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍأُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِوَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ).

فلاح هذه الأمة معلق على الأمر المعروف والنهي عن المنكر ، فقال تعالى : (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)

 

 

وأيضا أمان من العذاب بإذن الله ، وإعذار إلى الله

قال تعالى : (وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَتَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَاذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ)

وكذلك أمان للمجتمع من السفهاء، قال صلى الله عليه وسلم : (وَالّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُـرُنّ بالمَعْـرُوفِ وَلَتَنْهَوُنّ عَنِ المُنْكَرِ ، أو لَيُوشِكَن ّالله أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَاباً مِنْهُ ، ثُمَ تَدْعُونَهُ فَلايَسْتَجِيبُ لَكُمْ).

وإذا تُرِك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر انتشرت المنكرات ، ثم يكون ذلك مؤذناً بحلول عذاب الله .

قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله ).

قال صلى الله عليه وسلم : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان). .

فسواء كان الرائي للمُنكَر رجلاً أو امرأة ، فالإنكار متعلّق بالرؤية أو العلم بالمنكر .

 

 

قال الشوكاني - السيل الجرار- :الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هما العمادان العظيمان من أعمدة هذا الدين والركنان الكبيران من أركانه .... وهو مجمع على وجوبهما إجماعا من سابق هذه الأمة ولاحقها لا يعلم في ذلك خلاف .

 

 

 

 

 

 

- يتبع إن شاء الله -

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اختي العزيزة السلفية موضوعك اكثر من رائع وبارك الله عزوجل فيك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله بكِ وأجزل لكِ المثوبة والعطاء ام لبابة الحبيبة ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اختي العزيزة السلفية موضوعك اكثر من رائع وبارك الله عزوجل فيك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ()

مرورك زاده روعه غاليتي

وفيك بارك الرحمن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله بكِ وأجزل لكِ المثوبة والعطاء ام لبابة الحبيبة ()

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اللهم امين واياكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

من أبرز صفات المؤمنين والمؤمنات :

 

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قال تعالى : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) .

وضِدّه أبرز صفات المنافقين والمنافقات ، فقال: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ) .

 

فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – الماوردي - : : هو أمـر بالمعروف إذا ظهر تركه ، ونهي عن المنكر إذا ظهر فعله.

 

قال ابن القيم رحمه الله -إغاثة اللهفان -من مكائد الشيطان :

"ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في قالب التودد إلى الناس ، وحسن الخُلُق معهم ، والعمـل بقولـه : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)" اهــ .

 

لا محاباة في الإسلام فقد قَدِمَ المنذر بن الزبير من العراق فأرسل إلى أسماء بنت أبي بكر بكسوة من ثياب رقاق عتاق بعدما كف بصرها . قال : فلمستها بيدها ، ثم قالت : أف ! ردوا عليه كسوته .

قال: فشق ذلك عليه ، وقال : يا أُمّـه إنه لا يَشِفّ .

قالت: إنـها إن لم تَشِفّ ، فإنـها تَصِفْ ، فاشترى لها ثيابا مروية فقَبِلَتْها .

 

واشتهر إنكار الصحابيات رضي الله عنهن ومن بعدهن ، لعلمهن بضرورة قيامهن بـهذا الواجب ، فهذه أمنا عائشة رضي الله عنها أنكرت على امرأة لما رأت عليها بُرْداً فيه تصليب ، فقالت: اطرحيه اطرحيه ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى نحو هذا قضبه . [قضبه أي قطعه ]

 

فهناك منكرات لا يليق إنكارها إلا من قبل النساء ، قد يجلب إنكار الرجل في بعض الأحيان شبهة وما أشبه ذلك ،بعض المنكرات لا يطّلع عليها سوى النساء مثل : منكرات الأفراح والحدائق و بعض الطالبات في المدارس ومحلات التجميل وتصفيف الشعر ومحلات الأسواق النسائية ..إلخ.

 

دخلت نسوة من أهل الشام على أمنا عائشة رضي الله عنها قالت : لعلكن من الكورة - أي البلدة - التي تدخل نساؤها الحمام ؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أيما امرأة وضعت ثيابـها في غير بيت زوجها فقد هتكت ستـرها فيما بينها وبين الله عز وجل .

 

أخواتي قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه،لاينقص ذلك من آثامهم شيئا).

فكم من أم أنكرت على أولادها وزوجة أنكرت على زوجها , وبنت أنكرت على أبيها أو أمها أو أختها أو صديقة لها فكان لها دور في تركهم للمنكرات .

فالمقصد الإعذار أمام الله ، وإقلاع صاحب المنكر عن منكره ، وتقليل المنكرات ، وفشو الخير بين الناس ، والإتيان بما ترك من معروف ، ولابد أن يضبط بالرفق فإنه ما كان في شيءٍ إلا زانه ، ولا نُـزع من شيءٍ إلا شانه ، ولهذا قيل : ليكن أمرك بالمعروف ونـهيك عن المنكر غير منكر، وذلك بأن يكون الأمر برفق و لا يترتب على إنكار المنكر منكر أكبر منه، والنهي بحكمة لانه المقصود الإصلاح.

 

الصفات التي لابد أن نتحلى بها للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :

 

الإخلاص لله تعالى والتحلي بصفة العلم وأن نكون قدوة حسنة للآخرين فالتأثير بالاقتداء له دور نفوس المدعوات والتحلي بصفة الرحمة والرغبة في الإحسان إليهن ، ولين الجانب بالقول والفعل(الرفق ) ، والصبر ضروري في ميدان إصلاح النفس والغير.

 

 

 

 

- يتبع إن شاء الله -

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أخواتي من تنظر إلى هذه الصفات - المذكورة أعلاه - ترى عقبة ، فالأمر يسير لمن يسره الله عليها ، حسبك بالواجب من هذه الصفات كالإخلاص والعلم والقدرة على التغيير،و الفضائل الباقية تأتي مع الصبر والدعاء والممارسة، وهو مجرب .

أخواتي طريق الأنبياء عليهم السلام ليس طريقا ممهدا بالزهور، الجنة محفوفة بالمكاره ، إن الآمرة والناهية لابد وأن تتعرض لبعض المواقف، ولكن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ، عليكِ الحذر من صحبة ضعيفات الهمة ، إن من أهم الأمور المعينة على القيام بهذه الشعيرة الصحبة الصالحة ، إن من رحمة الله سبحانه وتعالى أن الله عز وجل لا يكلف نفسا إلا وسعها، لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان ) فهذا توجيه نبوي بإنكار المنكرات ولكن كل على حسبه .

 

إنكار المنكر له مراتب :

1- إنكار المنكر من دون استعمال القوة .

2- إنكار المنكر باستعمال القوة .

3- إنكار المنكر بالقلب .

 

من تحدثنا وتفيدنا جزاها الله خير الجزاء عن مرتبة : إنكار المنكر من دون استعمال القوة ؟

.

.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرا يا حبيبة ونفع بكِ

 

إنكار المنكر من غير استعمال القوة

 

يقول فيه الدكتور عبد العزيز الفوزان - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأثرهما في تحقيق الأمن - : " المراد من إنكار المنكر هو رفعه وإزالته فإذا أمكن ذلك عن طريق الملاينة والمساهلة، كان هذا هو المطلوب. فلا تستعمل اليد إذا أمكن تغيير المنكر باللسان، ولا يستعمل التعنيف إذا أمكن تغيير المنكر بالتعريف والنصح اللطيف قال تعالى : { ادع إلى سبيل ربك بالجكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن }".

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرا يا حبيبة ونفع بكِ

 

إنكار المنكر من غير استعمال القوة

 

يقول فيه الدكتور عبد العزيز الفوزان - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأثرهما في تحقيق الأمن - : " المراد من إنكار المنكر هو رفعه وإزالته فإذا أمكن ذلك عن طريق الملاينة والمساهلة، كان هذا هو المطلوب. فلا تستعمل اليد إذا أمكن تغيير المنكر باللسان، ولا يستعمل التعنيف إذا أمكن تغيير المنكر بالتعريف والنصح اللطيف قال تعالى : { ادع إلى سبيل ربك بالجكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن }".

 

واياكِ يا غاليه

 

جزاكِ الله خيراً ع الإجابة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنكار المنكر من دون استعمال القوة :

 

ابن القيم - مدارج السالكين - : " لما كانت الأشياء لها مراتب وحقوق تقتضيها شرعا وقدرا ولها حدود ونهايات تصل إليها ولا تتعداها ولها أوقات لا تتقدم عنها ولا تتأخر كانت الحكمة مراعاة هذه الجهات الثلاثة بأن تعطي كل مرتبة حقها الذي أحقه الله لها بشرعه وقدره ولا تتعدى بها حدها فتكون متعديا مخالفا للحكمة ولا تطلب تعجيلها عن وقتها فتخالف الحكمة ولا تؤخرها عنه فتفوتها وهذا حكم عام لجميع الأسباب مع مسبباتها شرعا وقدرا.... فالحكمة إذا : فعل ما ينبغي على الوجه الذي ينبغي في الوقت الذي ينبغي .."

 

قال الدكتور عبد العزيز الفوزان - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأثرهما في تحقيق الأمن - : " المراد من إنكار المنكر هو رفعه وإزالته فإذا أمكن ذلك عن طريق الملاينة والمساهلة، كان هذا هو المطلوب. فلا تستعمل اليد إذا أمكن تغيير المنكر باللسان، ولا يستعمل التعنيف إذا أمكن تغيير المنكر بالتعريف والنصح اللطيف قال تعالى : { ادع إلى سبيل ربك بالجكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن }".

 

 

التغيير باللسان :

- ولمن فعل المنكر جاهلا به يعرف بالحق بإقامة الحجة عليه باللين لأن هذا أدعى للقبول ، " ويكفي أن في التعريف نسبته إلى الجهل ، وهذا في حد ذاته إيذاء ، ولكن لابد منه لرفع المنكر ".

 

- ومن يفعل المنكر وهو عالم بكونه منكرا وغالب الظن أن النصح والموعظة الحسنة يفيد معه ، فيُنْهى بلطف ، ويحذر من سوء عاقبة عمله ويخوف بالله سبحانه وسير السلف ونحوه من الكلام اللطيف والمجادلة بالتي هي أحسن .

 

- التعنيف يكون عند العجز عن المنع بالكلام الحسن كالمستهزئ بالنصح والوعظ والمستكبر المعاند ..كقول : أف لك ولما عملت ، و ألا تتقي الله ، وأما تستحي من الله ... ومن ذلك قول إبراهيم عليه السلام :{ أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون } ، فلا يقدم على التعنيف إلا عند الضرورة قال الشوكاني - السيل الجرار - : " وجه هذا أنه يجب التوقف في الإنكار على قدر الحاجة وقد حصل المطلوب هنا بدون التخشين فالانتقال إلى التخشين مع تأثير التليين انتقال لم يأذن الله به ولا اقتضته الضرورة وقد أشار إلى سلوك هذا المسلك قول الله عزوجل: {فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} ، فإذا كان الله سبحانه قد أرشد رسله إلى التأدب بهذا الأدب مع أكفر الكفرة وأعظم العتاة المتمردين عليه فسلوكه مع القائمين مقام الإنكار الذين هم غير رسل مع بعض العصاة أو الظلمة من المسلمين أولى وأحق وأقدم وألزم." ، وكذلك أن ينطق بالصدق ولا يسترسل فيه بل يقتصر على قدر الحاجة ، ولا يقصد بذلك الانتصار لنفسه ، " فإن علم أن هذا لا يزجره ، فلا ينبغي له أن يستعمله بل يقتصر على إظهار الغضب ... ونحو ذلك من دلائل الإنكار والكراهية لفعله "

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

استعمال القوة لإنكار المنكر :

 

 

له صورا كثيرة منها :

 

 

1- إنكار المنكر باليد ، وذلك ككسر آلات اللهو وطمس الصور المحرمة وإراقة الخمر ... إلخ.

 

 

2- التهديد ، كقول : لأبلغن عنك أو لأرفعن أمرك إلى السلطات لتردعك .. إلخ ، " وهذا تهديد باستعمال القوة ، ويعقبه بعد ذلك إيقاع الفعل ويمكن أن نقول إنه استعمال للقوة باللسان " . [الأمر بالمعروف والنهي عن المنكروأثرهما في تحقيق الأمن د. عبدالعزيز الفوزان].

 

 

3- ضرب أو قتل فاعل المنكر إن لم يندفع شره إلابهذا .

فالصورة الأولى موجهة إلى ذات المنكر والثانية والثالثة موجهة إلى صاحب المنكر .

 

 

حكم استعمال القوة لإنكار المنكر :

 

 

" استعمال القوة لإنكار المنكر بشروطه الشرعية ، ليس خاصا بأصحاب الولايات ، بل هو جائز لآحاد المسلمين ، لأنه داخل في النبي صلى الله عليه وسلم : (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ) فاستعمال القوة من التغيير باليد .

والخطاب في الحديث عام ، فيشمل كل قادرعليه ، سواء كان من أهل الحسبة المعينين أو المتطوعين ". [الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأثرهما في تحقيق الأمن د. عبدالعزيز الفوزان].

قال النووي رحمه الله :

قال العلماء : ولايختص الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأصحاب الولايات بل ذلك جائز لآحاد المسلمين . قال إمام الحرمين : والدليل عليه إجماع المسلمين ; فإن غير الولاة في الصدر الأول ، والعصرالذي يليه كانوا يأمرون الولاة بالمعروف ، وينهونهم عن المنكر ، مع تقرير المسلمين إياهم ، وترك توبيخهم على التشاغل بالأمربالمعروف والنهي عن المنكر من غير ولاية . والله أعلم .[ شرح النووي على صحيح مسلم].

 

 

شروط استعمال القوة لإنكار المنكر :

 

" إذا كان الإنكار بالقوة مشروعا ، فإنه ليس على إطلاقه :

بل لابد من وضعه في موضعه الصحيح ، وضبطه بالضوابط الشرعية التي تحقق المصلحة ، تدرأ المفسدة ، وحتى لا يكون سلاحا في أيدي المتعجلين والجهلة المتهورين ، وذلك لا يتم إلا برعاية الشروط التالية :

 

 

1) ألا يمكن دفع المنكر بغير القوة ، فإن أمكن دفعه عن طريق المراتب السابقة ، لم يشرع له استعمال القوة ، إلا لمصلحة عارضة ، يقدرها العالم البصير العارف بمواطن الحِكَم ووجود المصالح ..... وفي الحديث : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتما من ذهب في يدرجل. فنزعه فطرحه وقال ( يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده) فقيل للرجل، بعدما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذ خاتمك انتفع به . قال : لا . والله لا آخذه أبدا . وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

 

فقد غيرالنبي صلى الله عليه وسلم هذا المنكر ، وكان يمكنه تغييره باللسان ، ولكنه فعل ذلك صلى الله عليه وسلم للمبالغة في الزجر عنه ، وبيان شدة حرمته ، وعظم إثمه .

 

 

وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) فليس المراد منه أن يبدأ بالتغيير باليد مع إمكانية التغيير باللسان ، بل المراد به المنكر إذا لم يمكن تغييره إلا باليد ، وهو قادر على ذلك فيجب عليه أن يغيره بيده ."

 

 

 

قال القرطبي في تفسيره - الجامع لأحكام القرآن -:

 

فالمنكر إذا أمكنت إزالته باللسان للناهي فليفعله ، وإن لم يمكنه إلا بالعقوبة أو بالقتل فليفعل، فإنزال بدون القتل لم يجز القتل .

 

 

 

قال الإمام الجصاص – أحكام القرآن - :

 

وفي هذه الأخبار دلالة على أنالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لهما حالان : حال يمكن فيها تغيير المنكر وإزالته, ففرض على من أمكنه إزالة ذلك بيده أن يزيله وإزالته باليد تكون على وجوه : منها: أن لا يمكنه إزالته إلا بالسيف وأن يأتي على نفس فاعل المنكر فعليه أن يفعل ذلك، كمن رأى رجلا قصده أو قصد غيره بقتله أو بأخذ مال أو قصد الزنا بامرأة أو نحوذلك وعلم أنه لا ينتهي إن أنكره بالقول أو قاتله بما دون السلاح فعليه أن يقتله لقوله صلى الله عليه وسلم : " من رأى منكرا فليغيره بيده " , فإذا لم يمكنه تغييره بيده إلا بقتل المقيم على هذا المنكر فعليه أن يقتله فرضا عليه ، وإن غلب في ظنه أنه إن أنكره بيده ودفعه عنه بغير سلاح انتهى عنه لم يجز له الإقدام على قتله , وإن غلب في ظنه أنه إن أنكره بالدفع بيده أو بالقول امتنع عليه , ولم يمكنه بعد ذلك دفعه عنه , ولم يمكنه إزالة هذا المنكر إلا بأن يقدم عليه بالقتل من غير إنذار منه له فعليه أن يقتله.

 

 

 

 

 

- يتبع إن شاء الله تعالى مع الشرط الثاني -

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تابع / شروط استعمال القوة لإنكار المنكر :

2) أن لا يترتب مفسدة أكبر أو ذهاب مصلحة أعظم .

وهذا الأمر مضلة الأفهام ولا يحسنه إلا العلماء الراسخون والعقلاء الذين عركتهم الحياة وحنكتهم التجارب ، فجمعوا بين العلم بالشرع والعلم بالواقع ومعرفة مآلات الأمور وما تصير إليه .

ومن الأخطاء ما نشاهده من بعض الشباب المتحمسين ، فإنهم حين يرون المنكرات الكبيرة وكثرتها وشدة انتشارها ، يشتد غضبهم لله ولا يرضون بالسكوت عليها فيهبون لتغييرها بالقوة ، وربما بشهر السلاح وجمع الأعوان دون التفكير في عواقب فعلهم وما يترتب عليه من المفاسد والأضرار التي تضر بهم وبغيرهم ودينهم الذي ينتسبون إليه .

وقد يفلحون في تغيير منكر صغير ولكنهم يتسببون في ضياع أنواع من المعروف وفي جلب أنواع من المنكر أعظم .. فلا يجوز استعمال القوة إلا وفق المصلحة والحكمة ، فبأي حجة يتمسكون ليحرقوا مكانا للفساد وهو مدعوم بقوة القانون والسلطان الذي يعوض الخسارة بأضعافها .. وما يجره مثل هذا العمل من تكثير المنكرات والتسبب في إهانة أهل الخير وتحجيم الدعوة إلى الله وانحسار مدها وغربة أهلها ونحو ذلك .

ولابد مع سلامة القصد من سلامة العمل ، وأن يكون على وفق الشرع ولا يكون العمل مقبولا عند الله حتى يكون خالصا لله وصوابا على السنة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

- يتبع إن شاء الله : إنكار المنكر بالقلب _

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنكار المنكر بالقلب :

 

الواجب إنكار المنكر بالقلب ، إذا لم يستطع إنكاره بيده ولا بلسانه ، لأنه لا ضرر في فعله ولا سلطان لأحد من الناس على قلبه .

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن . وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ). رواه مسلم

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان ).

 

قال ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم : فدلت هذه الأحاديث كلها على وجوب إنكار المنكر بحسب القدرة عليه ، وأما إنكاره بالقلب لا بد منه ، فمن لم ينكر قلبه المنكر ، دل على ذهاب الإيمان من قلبه.

وفي مصنف ابن أبي شيبه : قيل لحذيفة رضي الله عنه : ما ميت الأحياء ؟ قال : من لم يعرف المعروف بقلبه ، وينكر المنكر بقلبه .

 

 

فحقيقة الإنكار بالقلب :

 

" هو عدم الرضا بالمنكر وكراهيته والنفور منه وتمني زواله والتربص به وعقد العزم على تغييره عند القدرة على ذلك .

وهذا الشعور الذي يعتمل في قلب العاجز عن إنكار المنكر بيده أو لسانه ، عمل إيجابي ، يشحن النفس ويعدها للانقضاض على هذا المنكر عند أول فرصة تسنح ، كما أنه يحفظ حيوية القلب وحساسيته ضد المنكر ، فلا يألفه ويأنس به ، وإن كثرت مشاهدته له ، مادام منكرا له بقلبه ." [ المرجع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأثرهما في تحقيق الأمن ]

 

قال تعالى : { وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم }.

قال الشيخ السعدي رحمه الله :

" أي : إن قعدتم معهم في الحال المذكورة فأنتم مثلهم ؛ لأنكم رضيتم بكفرهم واستهزائهم ، والراضي بالمعصية كالفاعل لها ، والحاصل أن من حضر مجلسا يعصى الله به ، فإنه يتعين عليه الإنكار عليهم مع القدرة ، أو القيام مع عدمها " انتهى .

 

وقال شيخ الإسلام رحمه الله - مجموع الفتاوى - :

" لَا يَجُوزُ لِأَحَدِ أَنْ يَحْضُرَ مَجَالِسَ الْمُنْكَرِ بِاخْتِيَارِهِ لِغَيْرِ ضَرُورَةٍ...... وَلِهَذَا قَالَ الْعُلَمَاءُ : إذَا دُعِيَ إلَى وَلِيمَةٍ فِيهَا مُنْكَرٌ كَالْخَمْرِ وَالزَّمْرِ لَمْ يَجُزْ حُضُورُهَا ؛ وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِإِنْكَارِ الْمُنْكَرِ بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ ، فَمَنْ حَضَرَ بِاخْتِيَارِهِ وَلَم ْيُنْكِرْهُ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ بِتَرْكِ مَا أَمَرَهُ بِهِ مِنْ إنْكَارِهِ وَالنَّهْيِ عَنْهُ . وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَهَذَا الَّذِي يَحْضُر ُمَجَالِسَ الْخَمْرِ بِاخْتِيَارِهِ مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ وَلَا يُنْكِرُ الْمُنْكَرَ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ هُوَ شَرِيكُ الْفُسَّاقِ فِي فِسْقِهِمْ فَيَلْحَقُ بِهِمْ " انتهى .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيراً ونفع بك ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@*إشراقة فجر*

 

@نَّــائِــلَــةُ

 

وعليكن السلام ورحمة الله وبركاته

 

واياكن يا حلوات ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

هل هناك حد للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أم أن الأمر على إطلاقه؟

 

النبي صلى الله عليه وسلم فصَّل ذلك قال: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) هذه حدوده، باليد عند القدرة وهذا يكون للمسؤولين من جهة الدولة الذين جعلت لهم الدولة السلطة في هذا الشيء، أو الإنسان مع أهل بيته ومع أولاده يستطيع، هذا جيد، أو مع خدمه ونحو ذلك، حيث قدر. الثاني: من ليس له سلطة وليس عنده قدرة فهذا باللسان، يقول: يا عبد الله كذا، هذا لا يجوز، هذا واجب عليك، هذا حرام عليك، اتق الله، هداك الله، أصلحك الله، وما أشبه ذلك. الثالث: بالقلب، ما يقدر أن يتكلم ينكر في قلبه ولا يحضر المنكر، يفارق المنكر، ويكرهه بقلبه. إذن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر درجات كل بحسبه؟ ج/ نعم، ويشترط في هذا أيضاً ألا يكون هذا الإنكار يسبب أنكر منه، ألا يكون هذا الإنكار يسبب وقوع ما هو أنكر، فإذا كان إنكاره لهذا المنكر يخشى منه منكر أكبر فليجتنب ذلك حتى لا يقع الأكبر، إذا أنكر عليه مثلاً جلوسه في محل ما هو مناسب أو أنكر عليه شرب الدخان أو ما أشبه ذلك شرب المسكر شرب الخمر مغايظة له، أو إذا أنكر عليه سب المسلم سب الله، ما كفاه سب المسلم سب الله، فهذا يترك حتى يعالج بطريقة أخرى. فالمقصود أنه يتحرى في إنكار المنكر أن يترتب عليه زوال المنكر وعدم حصول ما هو أنكر منه، فإذا كان في جماعة لو أنكر عليهم حصل منهم ما هو أنكر، يتركهم إلى وقت آخر، أو إلى جهات أخرى تقوم عليهم. إذن هناك حدود وهناك قواعد، على الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يتبعها ويسير عليها؟ ج/ نعم، وقد صرح أبو العباس ابن تيمية رحمه الله بهذا المعنى في كتابه الحسبة، في كتابه سماه الحسبة، صرح بهذا المعنى. يبدو لي أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر علم مستقل بذاته؟ ج/ نعم، نعم علم مستقل، علم مستقل، يحتاج إلى عناية والناس أقسام، الناس أقسام، فلا بد من رعاية حصول المصلحة وزوال المضرة، فإن المقصود من إنكار المنكر زوال الشر وحصول الخير، هذا المقصود، فإذا كان هذا المنكر يترتب عليه زيادة الشر يؤجله لا يفعله.

 

 

 

 

 

المصدر : موقع الشيخ عبدالعزيز بن بازرحمه الله :

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فتاوى في إنكار المنكر في أوساط النساء :

 

إني أخاف كثيراً من الرياء وأحذره، إلى درجة أنني أحياناً لا أستطيع أن أنصح بعض الناس، أو أنهاهم عن أمور معينة، مثل الغيبة، أو عدم لبس الحجاب الساتر تماماً، فأخشى أن يكون ذلك رياء مني، وأخشى أيضاً أن يظنوا هم ذلك فلا أنصحهم بشيء، كذلك أقول في نفسي: إنهم أناس متعلمون ولا يحتاجون إلى تعليم، وليسوا في حاجة إلى نصح،

 

 

هذا من مكائد الشيطان, فإن الشيطان له مكائد, يخذل بها الناس عن الدعوة إلى الله, وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ومن ذلك أن يوهمهم أن هذا من الرياء, أو أن هذا يخشى أن يعده الناس رياء, فلا ينبغي لك أيها الأخت في الله أن تلتفتي إلى هذا, فإن الواجب أن تنصحي لإخوانك, وأخواتك إذا رأيت من أحد منهم تقصير في الواجب, أو ارتكاباً لمحرم, كالغيبة, والنميمة, وعدم التستر عند الرجال الأجانب من جهة المرأة, ونحو ذلك, ولا تخافي من الرياء أخلصي لله واصدقي مع الله, وأرشدي في الخير, واتركي خداع الشيطان, ووساوسه, فالله يعلم ما في قلبك من القصد والإخلاص له سبحانه وتعالى والنصح لعباده, ولا شك أن الرياء شرك ولا يجوز, لكن لا يجوز لمؤمن ولا مؤمنة أن يدع ما أوجب الله عليه من الدعوة والأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر خوفاً من الرياء, بل عليه أن يحذر الرياء وعليه أن يقوم بالواجب من الدعوة إلى الله, ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أوساط الرجال, وأوساط الإناث كل في حاجة, الرجل في حاجة والمرأة في حاجة, كما أن الرجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر, فهكذا المرأة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر, وقد بين الله ذلك في كتابه العظيم حيث قال سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ فهذا فيه الحث للجميع وأن من واجبات الإمام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حق الجميع الرجال والنساء.

 

المصدر : موقع الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله

 

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

 

 

 

 

السؤال: بعد فتوى أحد المشايخ بجواز البنطال والبلوزة الواسعة طار بها بعض الصالحين وتوسع فيها آخرون ولم تقف عند هذا الحد . والآن أعاني في مسألة النصيحة في أن هذه الألبسة ضيقة وتحدد مفرق العورة ونجد أن الرد أنهن أمام نساء وقد أجازه العلماء . ماذا أفعل خلال الزيارات هل أنكر أم لا ، خاصة أنني أجد هوى متبعاً وتمسكاً في الرأي وعدم القبول للنصيحة ؟ والسؤال : أنني أجد ضيقاً شديداً في نفسي وأثره يظهر على ملامح وجهي ولا أستطيع أن أمكث كثيراً في المجلس بل أصبحت أختصر كثيراً في صلة الرحم بسبب لبس البنطلون الضيق والعاري والقصير خاصة أن لي بناتاً صغاراً أخشى أن يتأثرن بلبسهن ، فهل هذا سوء تصرف مني ؟ .

الجواب :

الحمد لله

أولاً:

لم يُصب من أفتى بلبس البنطال الضيق لا للرجال ولا للنساء ؛ فالبنطال الضيق يصف العورة ، وهو فتنة للناظرين وخاصة إذا كان الذي يبلسه امرأة .

واللباس الضيق والشفاف والقصير إنما يجوز للمرأة أن تلبسه أمام زوجها ، وأمام أطفالها الصغار غير المميزين ، ولا يحل لها لبسه أمام نساء مثلها ، ولا أمام محارمها - ومن باب أولى أنها يحرم عليها لبسه أمام الرجال الأجانب - .

وقد تساهلت كثير من الأخوات في لباسهن أمام بعضهن بعضاً ، وخاصة في الأفراح والمناسبات ، ولا نرى هذا تقليداً لعالِم بل هو اتباع للهوى ؛ لأنها تعلم أنه ليس مع من أفتى بجواز لبس ذلك الضيق والقصير دليل من كتاب ولا من سنَّة ولا من قول عالِم معتبر .

وأما حدود ما يجوز أن تظهره المرأة أمام محارمها وأمام سائر النساء : فهو مواضع الوضوء أو مواضع وضع الزينة ، ويحرم إبداء ما عدا ذلك .

وقد سبق بيان هذه المسألة في كثير من الأجوبة بما يغني عن الإعادة هنا ، فانظري أجوبة الأسئلة :

( 34745 ) و ( 6569 ) و ( 82994 ) و ( 14302 ) و ( 12371 ) و ( 11014 ) .

ثانياً:

المجلس الذي فيه من تلبس الضيق أو القصير العاري : هو مجلس سوء ، ويجب إنكار ذلك المنكر على فاعلته ؛ تحقيقاً لحديث رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ ) .

رواه مسلم ( 49 ) من حديث أبي سَعِيد الخُدْري .

فإن لم تستطيعي تغيير المنكر بيدك لأنه لا سلطة لك على أولئك النساء ، ولم يتغير المنكر بنصحك لهن بلسانك : فلم يبق إلا تغيير المنكر بالقلب ، وهذا يقتضي مفارقة المكان وعدم الجلوس فيه ، إلا أن تكوني مكرهة على ذلك من زوج أو ليس ثمة مجال لمفارقة المكان .

قال علماء اللجنة الدائمة :

" جاء في هذا الحديث مراتب تغيير المنكر ، وأنها ثلاث درجات : التغيير باليد للقادر عليه ، كالحكام ، والرجل مع ولده وزوجته ، فإن لم يتمكن المكلف من التغيير باليد : فبلسانه ، كالعلماء ومن في حكمهم ، وإذا لم يتمكن من التغيير باللسان : فينتقل إلى التغيير بالقلب ، والتغيير بالقلب يكون بكراهة فعل المنكر وكراهة المنكر نفسه ، والتغيير بالقلب من عمل القلب ، وعمل القلب إذا كان خالصاً صواباً يثاب عليه الشخص ، ومن تمام الإنكار بالقلب مغادرة المكان الذي فيه المنكر .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 12 / 333 ، 334 ) .واعلمي أنه إن كنتِ ترين أن مثل أولئك الأخوات يمكن لهن أن يتغيرن مع المدة ومع كثرة الحوار : فلا بأس من البقاء في تلك المجالس والصبر على رؤية المنكر من أجل تحقيق تلك الغاية النبيلة وهي هدايتهن ، مع تقصير مدة البقاء بينهنَّ ما أمكن .

قال علماء اللجنة الدائمة :

وإذا كانت المصلحة الشرعية في بقائه في الوسط الذي فشا فيه المنكر أرجح من المفسدة ، ولم يخش على نفسه الفتنة : بقي بين من يرتكبون المنكر ، مع إنكاره حسب درجته ، وإلا هجرهم محافظة على دينه .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 12 / 335 ) .

ويكون الأمر – حينئذٍ - قد انتقل من تغيير للمنكر إلى إنكار للمنكر ، وهو أمر واجب ولو غلب على ظنك أنهن لا يستجبن ، إذ ليس عليك قبولهن للحق بل عليك البلاغ والبيان .

قال النووي – رحمه الله - :

قال العلماء رضي الله عنهم : ولا يسقط عن المكلف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكونه لا يفيد في ظنه ، بل يجب عليه فعله ؛ فإن الذِّكرى تنفع المؤمنين ، وقد قدمنا أن الذي عليه : الأمر والنهي لا القبول ، وكما قال الله عز وجل ( مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ البَلاَغُ ) .

" شرح مسلم " ( 2 / 23 ) .واستعيني عليهن بربك تعالى بالدعاء أن يهديهن للحق ، وتلطفي في الإنكار عليهن ، وتسلحي بالحجج القوية والفتاوى العلمية لإيقافهن على خطأ فعلهن ، فلعلَّ الله أن يصلحهن ويهديهن .

واحذري من اصطحاب بناتك لتلك المجالس ، وإن اضطررت لذلك يوماً فلا بدَّ من إخبارهنَّ بمخالفة أولئك النساء للشرع بلباسهن وأنهن لسن قدوة حتى يُفعل كفعلهن .

والله أعلم

 

 

 

الإسلام سؤال وجواب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

هل يكرر النهي والتذكير ، كلما تكرر نفس المنكر ؟!

 

 

 

 

يراودني كثيرا أن أنهى عن المصافحة المحرمة بين أهلي و أقاربي ، لأن هذه العادة المحرمة القبيحة انتشرت عندنا كثيرا ، و قد سبق لي وأن نهيت بعض أقاربي عن ذلك ، و لكنني الآن أسأل ، هل يجب علي أن أنهاهم في كل مرة أراهم يتصافحون ، لأن ذلك يؤلمني كثيراً ، أم سأنهاهم مرة و أتركهم مرة ؟ وأخيرا هل سأنهاهم وهم مجتمعون يعني في الملأ ، خاصة إذا كان فيهم واحد فقط يصافح ؟

الحمد لله

فالأمر كما تفضلت أخي الكريم أن مصافحة النساء للرجال الأجانب منكر دلت النصوص على تحريمه ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :( لَأَنْ يُطَعْنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطِ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لَا تَحِلُّ لَهُ ). رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع حديث رقم (5045)

وفي صحيح مسلم ( 1866 ) عن عروة أن عائشة أخبرته عن بيعة النساء قالت : " ما مس رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده امرأة قط إلا أن يأخذ عليها فإذا أخذ عليها فأعطته ، قال : اذهبي فقد بايعتك " .

والمنكر يجب تغييره على من رآه من المكلفين وكان قادراً على ذلك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ ) رواه مسلم (70) من حديث أبي سعيد .

قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم: ( قوله صلى الله عليه وسلم "فليغيره " أمر إيجاب بإجماع الأمة، وقد تطابق على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الكتاب والسنة وإجماع الأمة وهو أيضاً من النصيحة التي هي الدين.) انتهى.

وقال العلامة القرافي رحمه الله في الفروق (4/257): " قال العلماء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على الفور إجماعاً فمن أمكنه أن يأمر بمعروف وجب عليه " انتهى.

وقال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم في بيان من يجب عليه إنكار المنكر: " ثم إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية إذا قام به بعض الناس سقط الحرج عن الباقين وإذا تركه الجميع أثم كل من تمكن منه بلا عذر ولا خوف، ثم إنه قد يتعين –أي يصير واجباً على شخص بعينه- كما إذا كان في موضع لا يعلم به إلا هو أو لا يتمكن من إزالته إلا هو، وكمن يرى زوجته أو ولده أو غلامه على المنكر أو تقصير في المعروف، قال العلماء رضي الله عنهم: ولا يسقط عن المكلف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكونه لا يفيد في ظنه بل يجب عليه فعله فإن الذكرى تنفع المؤمنين " انتهى.

فإنكار المنكر إذا لا يتقيد بعدد بحيث ينكر مرة أو مرتين ثم يترك ؛ بل من رأى منكرا وقدر على إنكاره ، وجب عليه ذلك .

لكن اختلف العلماء في مسألة الإنكار على من يظن أنه لا ينزجر عن المنكر بالإنكار عليه فمنهم من يرى وجوب الإنكار عليه إعذاراً إلى الله ، وتأميلا في أن ينتفع الموعوظ ، وهو ظاهر كلام النووي السابق . ومنهم من يرى عدم الوجوب لكنه يستحب عنده .

قال العلامة السفاريني الحنبلي رحمه الله في غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (1/215): " وقال الحافظ ابن رجب في شرح الأربعين النووية: حكى القاضي أبو يعلى روايتين عن الإمام أحمد في وجوب إنكار المنكر على من يعلم أنه لا يقبل منه وصحح القول بوجوبه وهو قول أكثر العلماء، وقد قيل لبعض السلف في هذا فقال يكون لك معذرة " انتهى.

وبهذا يتبين أنه : إن كنت قادراً على النهي عن هذا المنكر ، دون أن يترتب على ذلك مفسدة أعظم ، كأن يعاند من تنكر عليه فيصرح باستحلال المحرم ، أو الجرأة على الشريعة وأحكامها ، أو نحو ذلك من المنكرات التي قد تترتب على إنكار المنكر ، خاصة إذا صاحبه غلظة من الآمر ، أو إحراج له أمام من لا يحفظ هيئته عنده ، فإذا وجدت هذه القدرة : فإنه يجب عليك أن تنكر هذا المنكر وإن ظننت أنهم لن ينتهوا عن ذلك، وينبغي أن تتلطف بمن تنكر عليه قدر الاستطاعة لعل ذلك يكون سبباً في قبوله النصح.

وأما هل تنكر هذا المنكر سراً أو جهراً، فالجواب أن الأصل أنه من أظهر المنكر أنكر عليه جهراً ، ومن أسر به لم تجز المجاهرة بالإنكار عليه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى الكبرى (3/434): " وأما إذا أظهر الرجل المنكرات وجب الإنكار عليه علانية ولم يبق له غيبة " انتهى .

لكن مسألة الإسرار أو الجهر ترجع ـ في الحقيقة ـ إلى فقه المصلحة المرجوة من كل منهما ، فإن غلب على الظن أن الفاعل ينتفع بالإسرار ، ويعاند بالعلانية ، وجب الإسرار له ، والتلطف في أمره ، ثم كل حال هنا بحسبها ، وقد جعل الله لكل شيء قدرا .

وفي الختام نذكرك أيها الأخ الحبيب بثواب الله تعالى لمن تصدى لدعوة الناس إلى الخير وتذكيرهم به .

فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله و ملائكته و أهل السموات و الأرضين حتى النملة في جحرها و حتى الحوت ليصلون - أي يدعون بالخير- على معلم الناس الخير ) رواه الترمذي (2609) وصححه الألباني في صحيح الجامع حديث رقم (1838)

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

والله أعلم .

 

 

 

الإسلام سؤال وجواب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

متى يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض عين على فرد ؟

قد يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فرض عين ، وذلك في حق من يرى المنكر ، وليس هناك من ينكره ، وهو قادر على إنكاره ، فإنه يتعين عليه إنكاره ، لقيام الأدلة الكثيرة على ذلك .[عبد العزيز بن باز / الدرر السنية ج16 ص142 ]

 

ما هو الحامل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟

اعلم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، تارة يحمل عليه رجاء ثوابه ، وتارة خوف العقاب في تركه ، وتارة الغضب لله على انتهاك محارمه ، وتارة النصيحة للمؤمنين ، والرحمة لهم ، ورجاء إنقاذهم مما أوقعوا أنفسهم فيه ، من التعرض لغضب الله وعقوبته في الدنيا والآخرة ، وتارة يحمل عليه إجلال الله وإعظامه ومحبته ، وأنه أهل لأن يطاع فلا يعصى ، ويذكر فلا ينسى ، ويشكر فلا يكفر ، وأن يفتدى من انتهاك محارمه بالنفوس والأموال ، كما قال بعض السلف : وددت أن الخلق كلهم أطاعوا الله ، وأن لحمي قرض بالمقاريض ، وكان عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز – رحمهما الله – يقول لأبيه : وددت أني غلت بي وبك القدور في الله عز وجل .

[ جامع العلوم والحكم ج2 ص255 ]

 

هل تستخدم الشدة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أم اللين ؟

ما أحسن ما قاله الشاعر في هذا المعنى :

دعا المصطفى دهراً بمكة لم يجب *** وقـد لان مـنه جانب وخطاب

فلما دعـا والسيف صلت بكـفه*** له أسلموا واستسلموا وأنابوا

والخلاصة : أن الشريعة الكاملة : جاءت باللين في محله ، والشدة في محلها ، فلا يجوز للمسلم أن يتجاهل ذلك ، ولا يجوز أيضاً : أن يوضع اللين في محل الشدة ، ولا الشدة في محل اللين ، ولا ينبغي أيضاً : أن ينسب إلى الشريعة أنها جاءت باللين فقط ، ولا أنها جاءت بالشدة فقط ، بل هي شريعة حكيمة كاملة ، صالحة لكل زمان ومكان ، ولإصلاح كل أمة ، ولذلك جاءت بالأمرين معاً ، واتسمت بالعدل والحكمة والسماح .

[ عبد العزيز بن باز/ الدرر السنية ج16 ص133-134 ]

 

هل ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب للعنة الله ؟

قال تعالى : { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون } وهذا غاية في التغليظ ، إذ علل استحقاقهم اللعنة ، باستهانتهم بأمر الله ، وتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .[ محمد بن إبراهيم / الدرر السنية ج15 ص16 ]

 

هل الإنكار بالقلب فرض على الجميع ، وما هي كيفيته ؟

الإنكار بالقلب فرض على كل واحد ، لأنه مستطاع للجميع ، وهو بغض المنكر وكراهيته ، ومفارقة أهله عند العجز عن إنكاره باليد واللسان .

[ عبد العزيز بن باز / الدرر السنية ج16 ص143 ]

 

هل حاضر المنكر كفاعله ؟

لا يجوز لأحد أن يشهد مجالس المنكرات باختياره بغير ضرورة ، ورفع إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قوم شربوا الخمر ، فأمر بجلدهم ، فقيل : فيهم فلان صائم ، فقال : به ابدأوا ، أما سمعت الله تعالى يقول : { وقد نزّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم } فجعل حاضر المنكر كفاعله . [ مختصر فتاوى ابن تيمية ص 504 ]

 

إذا أنكر على صاحب المنكر المستتر سراً فلم ينته فما العمل معه ؟

إذا نهاه المرء سراً فلم ينته فعل ما ينكّـف به من هجر وغيره ، إذا كان ذلك أنفع في الدين . [مجموع فتاوى شيخ الإسلام ج28 ص 217 ]

 

من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفاً وطلباً للعز ما عاقبته ؟

المداهن لا بد أن يفتح الله له باباً من الذل والهوان من حيث طلب العز ، وقد قال بعض السلف " من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مخافة المخلوقين نزعت منه الطاعة ، فلو أمر ولده أو بعض مواليه لاستخف بحقه ، فكما هان عليه أمر الله أهانه الله وأذله { نسو الله فنسيهم }.

[ حمد بن عتيق / الدرر السنية ج8 ص76 ]

 

هل يسقط إنكار المنكر عمن يخشى أن يُسبَّ أو يُشتم ؟

إن خاف السب ، أو سماع الكلام السيئ ، لم يسقط عنه الإنكار بذلك ، نصَّ عليه الإمام أحمد ، وإن احتمل الأذى وقوي عليه فهو أفضل ، نصَّ عليه أحمد أيضاً .

[ جامع العلوم والحكم ج2 ص249 ]

 

أشكو من الخوف والهيبة عند إنكار المنكر أو السؤال عن العلم ، فما علاج ذلك ؟ وفقكم الله لكل خير .

هذا الخوف والهيبة إنما هو تخذيل من الشيطان ، فلتحذر ذلك ، وكن قوياً ، ولا تستحي إن الله لا يستحي من الحق ، وعليك أن تسأل ولا تستحي ، وأن تنكر المنكر ولا تستحي ، إذا كان لديك العلم والبصيرة فعليك أن تدعو إلى الله ، وأن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، بالأسلوب الحسن ، وليس في هذا حياء ، فالحياء الذي يمنع من الحق إنما هو ضعف وعجز ، وليس بحياء ، وإنما الحياء الشرعي الذي يمنعك من الباطل ، الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : ( الحياء من الإيمان ) ( الحياء خير كله ) هذا الحياء الذي يمنعك من الباطل ، فيمنعك من الزنى ، ويمنعك من الخمر ، ويمنعك من مجالسة الأعداء ، ويمنعك من كل شر ، هذا هو الحياء الشرعي .

[ ابن باز / فتاوى إسلامية ج4 ص293 ]

 

متى يكون الرفق ومتى تكون الغلظة ؟

قال أحمد : الناس محتاجون إلى مداراة ورفق ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بلا غلظة ، إلا رجل معلن بالفسق ، فلا حرمة له . [ جامع العلوم والحكم ج2 ص256 ]

 

ما هي آثار انتشار المنكرات على الناس ؟

متى صار العامة يرون المنكرات بأعينهم ، ويسمعونها بآذانهم ، زالت وحشتها وقبحها من نفوسهم ، ثم يتجرأ الكثيرون أو الأكثر على ارتكابها .

[ عبد الله بن محمد بن حميد / الدرر السنية ج15 ص10 ]

 

بعض الناس لا يأمر ولا ينهى أبداً بحجة طلب السلامة ، ما القول هنا ؟

لما كان في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله من الابتلاء والمحن ما يعرض به المرء للفتنة ، صار في الناس من يتعلل لترك ما وجب عليه من ذلك بأنه يطلب السلامة من الفتنة ، كما قال عن المنافقين { ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا } .

[مجموع فتاوى شيخ الإسلام ج28 ص165-166 ]

 

ما حكم تارك إنكار المنكر مع قدرته على إنكاره ؟

تارك إنكار المنكر مع القدرة على إنكاره ، كمرتكبه ، وهو من الفاسقين الداخلين في الوعيد . [ عبد الله بن سليمان بن حميد / الدرر السنية ج15ص54 ]

 

ماذا تكون نتيجة التساهل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الأساس الأعظم للدين ، والمهم الذي بعث الله لأجله النبيين ، ولو أهمل لاضمحلت الديانة ، وفشت الضلالة ، وعم الفساد ، وهلك العباد ، إن في النهي عن المنكر حفاظ الدين ، وسياج الآداب والكمالات ، فإذا أهمل أو تسوهل فيه ، تجرأ الفساق على إظهار الفسوق والفجور بلا مبالاة ولا خجل .

[ عبد الله بن محمد بن حميد / الدرر السنية ج15 ص10 ]

 

 

 

 

 

 

 

 

 

منــــــــــــــقول

المصدر: صيد الفوائد

http://www.saaid.net/alsafinh/f2.htm

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×