اذهبي الى المحتوى
سدرة المُنتهى 87

أَما آن لَكُم أن تَذُوقـوا طَعمَ الحُـب؟!~

المشاركات التي تم ترشيحها

 

akhawat_islamway_1418151843__0_1.png

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قال الله تعالى:

 

{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ امَنُواْ رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر]

 

وعن معاذ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عله وسلم يقول: قال الله عز وجل:

 

«المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء».

 

كتبه: محمد إبراهيم شقرة

 

متجدد بإذن الله تعالى~

 

akhawat_islamway_1418151973__0_2.png

 

 

(1)

 

أما علمت -صاحبي- أن الحب والبغض أمران قلبيان،

لا يُريان إلا بآثارهما،

ولا يُعرفان إلا بما يُلقى منهما على ألسنة الناس،

ولا يظهران فيهم إلا من بعد موت من يُكِنُّهما،

فالمحب قد يُضْمِرُ ما لا يُظْهِرُ، والميت ليس بيده أن يظهر أو أن يضمر،

وكثيرٌ هم أولئك الذين لا يُعرف منهم حب ولا بغض،

من حرص منهم أن يصيب الناس منهم نفعاً فيفرحوا به، أو يُكَفَّ عنهم ضُرٌّ كان يحزنهم يوماً فيحذروه.

 

 

إنه بخل مُوَثَّقٌ بحبل متين،

 

لا يكون إلا ممن لم يسمعوا يوماً أن في دنيا الناس سخاء ورجاء يمر بأطيافه أمام عيونهم في آن لا يكون في الناس إلا اليأس من رجاء،

تلقاهم على غير عِدَّة، فتعرفهم من لحن القول، وجرس الصوت، ونظرة العين،

حتى إذا ما علموا أنك علمت منهم خفيَّ حالهم، وسيءَ أمرهم، وسريرة صدورهم

-لاذوا بحيلة أحدثوها سراعاً، يطمسون بها ما ظهر منهم للناس،

حتى لكأن شيئاً مما كان وبان لم يكن ولا وبان ،

ولست والله إخال أن في الناس ناساً برمت بهم نفوسهم أن يكون لهم فضلُ كسبٍ من معروف،

لا يثقل عليهم حمله، ولا يُسيئهم أثره، ولا يحدث لهم وفيهم إلا خيراً.

 

يتبع،،

 

akhawat_islamway_1418152106__0.png

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جميل ياغالية

بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خيرًا

اتابع معكِ إن شاء الله

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

akhawat_islamway_1418151843__0_1.png

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

akhawat_islamway_1418151973__0_2.png

 

 

(2)

 

ولو كان الحب شيئاً من صنع الناس، فماذا كان يمكن أن يكون من هؤلاء أكثر من هذا الذي كان؟!

 

إذاً -والحب شيء خلقه الله، وجعله حسناً، وحبَّبه إلى الناس وأقام وجودهم كله في حياتهم عليه- فلا ينبغي أن يفوتهم فضلُه،

 

وفضلُه ليس عسيراً عليهم نواله،

 

ولا شاقاً عليهم إدراكه،

 

ولا صعباً عليهم الأخذ بأسبابه،

 

إذ هو شيء مودع في جِبلاتِهم،

 

وقد مازه الله سبحانه من ضده -وهو البغض- وأجرى لهم من جميع أقطار نفوسهم أسبابه ودواعيه المُرغّبة فيه،

 

وحذّرهم من الأسباب والدواعي المرغّبة عنه،

 

وما أبقى سبيلاً سالكة إليه إلا وأوضحها،

 

ولا عقبة تحول بينه وبينهم إلا وبيَّنها،

 

فكان فضلاً من ربهم جمعه إلى مُودع الفطرة،

 

نعمةً سابغةً، مطولةً بندى الإيمان -والخضوع لأمره سبحانه،

 

من غير جحود لها ولا نكران.

 

ولا يكون الحب هنيئاً بهنيء،

 

ولا مريئاً يُمْرىُ إلا من أهله،

 

وأهله هم الذين يعرفون حكماً شرعياً يُخْضَعُ له ويُستجاب،

 

ولا يضعونه إلا في مواضعه التي لا يخالف عن الحكم الذي فرضه الله سبحانه على عباده، فكان منهم ومنهم.

 

 

يتبع،،

 

akhawat_islamway_1418152106__0.png

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلا ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرًا يا غالية يتبع

بإذن الله تعالى

تم تعديل بواسطة ميرفت ابو القاسم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جميل ، بارك الله فيك سدرة الحبيبة ()

ونتابع معك ِ بمشيئة الرحمن ~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جميل يا حبيبة ~

أتابع معكِ إن شاء الله تعالى

جزاكِ الله خيرا.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

جملكنّ الله بالطاعات وفعل الخيرات

بوركتنّ

وتسعدني متابعتكن الكريمة~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

akhawat_islamway_1418151843__0_1.png

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

akhawat_islamway_1418151973__0_2.png

 

 

(3)

 

أما الذين يرون في الحب سبباً واصِلهم بنفع يرجونه،

 

أو هو مبعدهم من ضر يخشونه،

 

حتى إذا ما كان لهم ما يرجون أو يخشون، أعرضوا عنه،

 

وولوا الأدبار له، حتى نسوه، بل وأبغضوه

 

وكان حقاً عليهم أن لا يكون منهم، بعد أن أُوتوا ما أتوا منه -ألا يكون منهم إلا ما يكون من شكر الله، أن كان لهم بالحب ما كان،

 

وأن يبقى فيهم قائماً على سخط ورضا،

 

ولو أنهم فعلوا ذلك لواروا سوءات نفوسهم التي أضلّتهم عن سواء القصد،

 

بما وجب عليهم من حفظ حق الحب،

 

وأن لا يكون منهم بغض إلا لنفوسهم التي كزَّت الحب وأضجرها تبعته الحسنة اللطيفة،

 

وحسب ما يكون منه مثل هذا خروجاً عن سواء الفطرة ونبالتها.

 

 

يتبع،،

 

akhawat_islamway_1418152106__0.png

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جميل ماشاء الله

بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك

اتابع معك ان شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزاك الله خيرا يا غالية موضوع قيم جدا بفضل الله وكلمات رقراقة عذبة : )

بارك الله فيكِ : )

نتابع إن شاء الله : ))

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكما الله خيرًا وبارك فيكما الرحمن

تسرني متابعتكت الجميلة~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

akhawat_islamway_1418151843__0_1.png

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

akhawat_islamway_1418151973__0_2.png

 

 

(4)

وإذا كان الحب شيئاً من خلق الله سبحانه، وهو الذي أودعه أمراً

 

يعسر على الخلائق كلها -أنيسها ووحشيِّها، جامدِها ومتحرِّكها، قويِّها وضعيفها، عاقلها وغير العاقل منها- أن تعيش بغيره،

 

وأن يكون ائتلاف بينها -المتماثل والمتشابه، والمتنافر والمختلف، المتقارب والمتباعد- إلا به،

 

وهو الوشيجة الخفية، التي تجمع،

 

وانقطاعُها، أو ضعفُها، أو ذهابُها، يفرق ويبدِّد ويباعد:

 

إنه السر العجيب الذي أقدره الله على مثل ذلك التأليف والجمع، وبدونه لا يكون شيء منه،

 

فهل يكون حسناً ممن وهبهم الله العقل الذي يقدرهم على تلقي الخطاب الشرعي،

 

وفهم فحواه، ليحملوه تكليفاً، على مقتضى الطاعة والإخبات، والإذعان المطلق، والتسليم الخالص -أن يقرؤوا قول الله سبحانه:

 

{هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ الله أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}

 

فإذا ما قرأ مثل هذه الآية علم أن ما كان من هذا التأليف بين قلوب الصحابة رضوان الله عليهم ما كان منه من شيء أن يكون

 

إلا بالحب،

 

وهو النعمة التي شغفت بها قلوبهم، واستضاءت بها صدورهم، وارتحلت إليها إراداتهم،

 

فالتقت جميعها على أمر قد قدر لها، واستُجيشت منها وجداناتهم،

 

وأنالت منها من جاء من بعدهم من القرون القارة في غيب المستقبل،

 

حتى لكأنها حاضرة فيهم، تراهم، وتسمعهم، وتلقف ما ترى وما تسمع

 

على رجاء أن يكون منها لمن بعدها مثل الذي كان لها من أولئك الأعيان الأخيار من صحابة محمدصلى الله عليه وسلم الأطهار،

 

حبَّـاً لا يعرف للآخرين إلا بمثل ما كانوا له وعليه ومنه وإليه، من إيمان وإسلام وإحسان.

يتبع،،

 

akhawat_islamway_1418152106__0.png

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جميل بارك الله فيك أختي لي عودة ان شاء الله لإتمام القراءة.

--

جزاك الله خيرا أختي

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جميل بارك الله فيك أختي لي عودة ان شاء الله لإتمام القراءة.

--

جزاك الله خيرا أختي

 

جملكِ الله بالطاعات

وفيكِ بارك الرحمن أختي الغالية

~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

akhawat_islamway_1418151843__0_1.png

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

akhawat_islamway_1418151973__0_2.png

 

 

(5)

ثم إن كل آية في القرآن إذا استحضرها المرءُ المؤمنُ،

 

استحضر كل ما يماثلها بلفظه وبمعناه من كلام الله سبحانه،

 

لا يفلت منه إلا بنسيان، أو ذهابٍ بجهل أو بغفلةٍ،

 

وسواءٌ أكان هذا الاستحضار برؤية عينٍ، أم بسماع أذن، أم بتخيُّل ذهنٍ،

 

فهو على سواء الأمر من إدراك معنى قوله سبحانه:

 

{وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً

 

وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا كَذلِكَ يُبَيِّنُ الله لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}.

 

 

يتبع،،

 

akhawat_islamway_1418152106__0.png

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

akhawat_islamway_1418151843__0_1.png

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

akhawat_islamway_1418151973__0_2.png

 

 

(6)

 

وليس من شكٍّ، في أن إصابة النعمة لا تكون إلا بمثل ما أصابها السابقون المُخِفُّون،

 

أما المثقلون بأرزاء نفوسهم إلى الأرض، الراغبون عن الحب، الضالعون في البغض، الذاهبون في سواد النفور،

 

فأولئك كان سعيهم كؤوداً كدوداً قعوداً، لا يمسهم إلا من زيادةٍ مما هم فيه،

 

ولا يمس من كان على رجاء من رجاء السابقين المُخَفِّين، إلا أذى، لا يضرهم، ولا يكف أيديهم عن برور خير، يعود نافعاً ناضراً على الناس،

 

فمن كان على صفاء نفس، ورقَّةِ عاطفةٍ، وشوقٍ شائب بشكره نعمة، فهو على ذكر لمثل قوله عليه الصلاة والسلام:

 

«خير الناس أنفعهم للناس»

 

وتلكم الخيريَّة لا تكون إلا من مثل من كان على صفاءٍ، ورقَّة، وشوقٍ، لا يتكلف شيئاً منها،

 

لأن التكلف لا يصلح ميزاناً عدلاً لأحوال النفوس، إلا ريثما تصادِفُ موقِعَها المتكلَّف، فتزول عنه سريعاً،

 

والحب السليم يأبى على صاحبه إلا أن يكون هو الموطِنَ السليم الأمين عليه أن يثلم أو يخرق أو يكسر،

 

حتى يوافي بسلامته وتمام خلقه المفطور عليه، القلوب التي تكون أهلاً لحلوله منها، بما أعدت له من حال لا تنكر إلا حين تذهب عنها تلك الحال

 

-إذ هو الأهل لها- وذهابها عنها لا يكون إلا بسقوط التكليف الشرعي عن أصحابها، أو أنها من بعدهم ترقد معهم غياهب القبور.

 

 

 

 

يتبع،،

 

akhawat_islamway_1418152106__0.png

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزاكّ الله خيراً سدرة المنتهى

وجعلها في ميزان حسناتكِ

 

وخيرًا جزاكِ يا غالية

يسعدني متابعتك يا حبيبة

لا حرمكِ الله الأجر

اللهم آمين~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

akhawat_islamway_1418151843__0_1.png

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

akhawat_islamway_1418151973__0_2.png

 

 

(7)

وأمثل الحب وأحسنه ما يكون منسوجاً من طاعة الله ورسوله،

 

يُلقي المرءُ نفسه به شاخصاً على باب الرضا،

 

يفتح له على مصراعيه، بالهمسة الرضية، أو البسمة الحَفية، أو الهجسة القلبية الخفية،

 

يتخير لنفسه حين يدخل منه أيّ مكان يحب، وأيّ طيب يصيبن وأيّ ثوب يرتدي،

 

لا ينبغي عنها حولاً،

 

وينظر بعينيه في كل جهة، ويُصعِّد بصره في كل أفق، ويدور بفكره في كل جزء،

 

فلا يدرك بكل ذلك إلا ما يدرك الصبُّ الموله من وجه من يحب بعد طول غياب، لفعه ضبابُ الأحلام في يقظة القلق ونوم المضطرب،

 

فلا القلقُ بذاهبٍ منه، ولا الاضطرابُ بمدبر عنه،

 

حتى إذا التقى محبوه فزع إليه قناطير قلقه، وتقطع اضطرابه،

 

وبات ليلاً قرير النفس، هانىء القلب، يُمَنيّ نفسه أن تكون إلى جانب قلبه حين يلتقي محبوبه،

 

فيكون فرحاً عارماً لا يُصدَّع عنه بخمرة ولا يُنزَف بسورةٍ.

 

 

يتبع،،

 

akhawat_islamway_1418152106__0.png

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

akhawat_islamway_1418151843__0_1.png

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

akhawat_islamway_1418151973__0_2.png

 

 

(8)

 

وكان ليلاً طويلاً أسبغ عليه رداءه، ومزَّقت ظلمته فتسلل النورُ إليه

 

فرأى في سواد الليل الطويل أمانيَّه ترقصُ في جلوة ضوء النَّهار

 

فكان الليل بعضاً من النهار، تقارباً وتواصفاً وتداخلاً، فكأنما الليلُ هو النهار، وكأنّما النهارُ قد أخفى تحت جناحه الليل،

 

فنعمَ وأنعَمَ، وأخذ ووهَب، ودنا وتدلى، وأوحى إلى العاشقين الوالهين ما أوحى،

 

فتعانقتْ منهم القلوب، وتهاتفتْ باسم ربها الأبصار،

 

وتناجت أنفاسُها في دجى الأسحار، وعزفت أنغامَها العِذابَ الساحرة رهيفاتُ الأوتار،

 

وزاد من لذة صوتها ورنين أنغامها خفيفُ أوراق الأشجار، واجتمعت على صعيد القلوب، الرقائق المسبِّحة بخالق الليل والنهار.

 

 

 

(9)

 

واعلم يا صاحبي،

 

أنه ليس من حق من أسلم قلبه الله في طواعية، وأناخ راحلته عند بابه في غادية وسارية،

 

أن يحب كيف يشاءُ، ومتى يشاءُ، ومن يشاءُ،

 

إذ الحب -وهو شيء مما خلق الله سبحانه- نوع عبادةٍ، يتقرب بها المُحِبُّ إلى الله،

 

وبما أن الحب ومن يحب من خلق الله،

 

فليس يَجْملُ بالمُحِبِّ أن يُحبَّ إلا على وفاق ما يحب الله ويرضى،

 

وحبُّ الله لا ينفكُّ عن ذاته،

 

لذا، فإن حقاً على المحب ممَّن خلق سبحانه -وهو شيء يكون في صاحبه- أن يستحضر رضا الله في حبه، وفي بغضه-

 

من غير أن يكون لنفسه سلطانٌ يدنيه إلى أحدهما في غير رضا الله سبحانه.

يتبع،،

 

akhawat_islamway_1418152106__0.png

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

akhawat_islamway_1418151843__0_1.png

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

akhawat_islamway_1418151973__0_2.png

 

 

(10)

ونحن في زمان أضحى الحب فيه سلعة تُباعُ وتشرى،

 

وليت الثمن الذي يدفعه الشاري للبائع يزيد من قيمتها إذا قلّت في السوق كغيرها من السلع،

 

أي حين يصير الطلبُ أكثرَ من العَرْض،

 

بل لقد أقدم على سَوْمِها الفقيرُ المُعْدَمُ، والشراة والبائعون صاروا فيها من الزاهدين،

 

أما البائع فقد سَئمها لقلة من يسومها أو يطلبها،

 

وأما الشاري فقد اغتنى عنها بأحسن منها عنده،

 

لقد صار البغض هو الأحب والأقرب إليه،

 

وبعض آخر لم ير من فرق عنده بين الحب وبين البغض،

 

فيحل هذا مكان هذا، وذاك مكان ذاك،

 

فالأحسنُ الأحبُّ إليه ما يجرُّ إليـه نفعاً، أو يُصلِحُ له شأناً، في غير تحرُّر من شبهةٍ ولا تعفُّفٍ عن حرام.

 

يتبع،،

 

akhawat_islamway_1418152106__0.png

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السّلام عليكم

كلّ المشاعر مرّت عليّ و أنا أقرأ البعض من صفحاتك القيّمة .

نعوذ بالله من خذلان ونعوذ بالله من الطّمع في غيره سبحانه.

أختكم .

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السّلام عليكم

كلّ المشاعر مرّت عليّ و أنا أقرأ البعض من صفحاتك القيّمة .

نعوذ بالله من خذلان ونعوذ بالله من الطّمع في غيره سبحانه.

أختكم .

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

 

بارك الله فيكِ وجزاكِ خيرًا

وجزى الله الشيخ خير الجزاء على هذه الكلمات الجميلة~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

akhawat_islamway_1418151843__0_1.png

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

akhawat_islamway_1418151973__0_2.png

 

 

(11)

 

وكان العلم يأتي الناس غداة،

 

فلا يأتي وقت الأصيل إلا وقد ذاع وانتشر، ومشى فيهم وظهر،

 

يتنافسون في رغبة في العمل به كما يتنافس أهل الدنيا دنياهم،

 

فما كان العلم فيهم إلا محباً، ومحبوباً، وساعياً إليهم، وهم يَسْعَوْن سراعاً إليه، يزيد بالعمل، ويزيد العمل به،

 

فكان كل واحد منها يشاطر الآخر حُسْنَه، ويركِضَه إليه، ليبقي فيه على وصله من غير ملالةٍ ولا تضجُّر،

 

فيحرز العلم بأهله المحبية، ما يحرز أهله المحبوه منه،

 

يقبل الواحد منهم بالمسألة على العلم يتزود منه، فلا يرضى منه ليعطيه إلا أن يرى منه حرصاً على التي عمل بها أن تظل حاضرة فيه،

 

لِيَكبُرَ وتعظمَ عنده بغيرها،

 

تأتيه في بكور وعشي، وفي ليل ونهار، وفي عافية وسقم، وفي سخط ورضى،

 

فلكأنما الحب -وهو كذلك- وليدُ العلم، ولكأنما العلم صنيعهُ الحب،

 

فلا يجد الحب مأوى له يأمنُ فيه على نفسه إلا في ثوب العلم،

 

ولا يجد العلم مكاناً يسرد فيه فضائله الجالِبَها للناس إلا بالحب المبذول فيهم،

 

فأين يقف العلم اليوم من أهله الأدعياء؟

 

وأين يكون الحب فيهم، وقد صار العلم إلى بَوار ودُوار؟

 

فتنافرا، وتساورا، وتحاورا، وأدار كلٍّ منهما ظهره للآخر، مشحوناً للآخر،

 

مشحوناً بالبغضاء المرتحلة إليه بصديدها القديم الآسن،

 

أوتيها بشعار التربص المتسربل رداءَ الكبر المحرَّق، على غير رضى إلا من الشيطان عدو المؤمن الأول،

 

بشعاره المرقوم على قلبه وجبينه: {أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً}

 

و {أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ}.

 

 

 

يتبع،،

 

akhawat_islamway_1418152106__0.png

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×