اذهبي الى المحتوى
ساجدة لله

دقائق مع نبي الله أيوب عليه السلام ..

المشاركات التي تم ترشيحها

وأَيُّوبَ إذ نادى ربَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وأَنتَ أرحَمُ الراحيمن * فاسْتَجَبنا لَهُ فكَشَفنا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْناهُ أَهلَهُ وَمِثلَهُم معَهُم رَحمَةً مِن عِندِنا وَذِكرى لِلعابِدين"

 

وقفت ببابه .. أنظر إلى ذلك النبيِّ المُرسَلِ .. بانت لي هيئتُه .. طويل القامةِ .. عظيمُ الرأسِ .. جعد الشعر .. حسن العينين والخَلق .. قصير العنق .. رومياً في أرض الشام ..

 

كان على فراش المرض .. تأبى جوارحه الأنين .. إذ هو صابر مصابر ..

 

عدتُ في مخيلتي للوراء .. قبل هذا البلاء ..

 

أيوب عليه السلام .. من عُرِف بغناه .. قد أنعم ربي جلَّ وعَلا عليه بالمال والأولاد .. كيف لا .. وهو الشكور العابد .. ومن أكرمُ من ربي .. وهو إن أعطى أدهش !

 

رزقه " رحمة " .. كانت أشبه الخَلق بيوسف عليه السلام .. كثيرة العبادة .. وهب لهما اثني عشر توأماً .. كل توأم ذكر وأنثى ..

 

قالوا: "كثرة المال مفسدة " ولكن ليس مع أيوب .. فالمال لم يعمي قلبه عن الحق .. ولم يفتن روحه عن العبادة والعطاء .. فكان قلبه محصَّناً بالإخلاص وبالإيمان العميق بالله تعالى ..

 

أرسله ربُّه الى قومه ليدعوهم فكان نِعم الداعي .. فشرع الشرائع وبنى المساجد ووضع الموائد وتكفّل بالأرامل والأيتام ..

 

كان كثير الصدقة .. رؤوفاً بالمساكين والفقراء والمحتاجين .. متفقداً للمرضى وأبناء السبيل .. شاكراً لأنعمِ الله مسبِّحاً بحمده .. جامعاً الناس على عبادة الله الأحد ..

 

ولكن ..

 

كيف يقوى إبليس اللعين على تحمّل كل هذا من العبد الصالح ؟! لقد اشتعل غضباً وحسداً .. فسأل المولى جلَّ وعَلا ان يسلِّطه على أيوب عليه السلام .. ليُرِيَه أنه سيُفتتن . فسلّطه ربنا جلَّ وعَلا على مال أيوب دون جسده وعقله ..

 

وكان ما كان .. أحرق كل شيء يملكه أيوب عليه السلام .. من مال وماشية وأراضي .. ولما فرغ انطلق الى نبي الله عليه السلام .. وجده قائماً يصلي .. فقال له "هل تدري ما الذي صنع ربك الذي اخترته وعبَدته بإبلك ومالك؟ "

 

أراد أن يفتنه نعوذ بالله منه علّه يُحشَر معه في نار جهنم ويغويه عن الحق فيكفر بالله تعالى ..

 

إلا أن الله الكريم ثبَّت العبد الشكور .. وانظر معي الى ما قاله أيوب عليه السلام " لإنها ماله أعارنيها وهو أولى بها . إن شاء تركها وإن شاء أخذها . وقد تحققت وطيبت النفس أني ومالي للفناء والزوال ".

 

فقال له ابليس : " فإن ربك أرسل ناراً فاحترقت كلها " .

 

فقال أيوب عليه السلام : "الحمد لله الذي أعطاني .. وحيث شاء نزع مني، عرياناً خرجت من بطن أمي وعرياناً أعود إلى القبر .. وعرياناً أُحشرُ إلى ربي .."

 

يا الله .. أهذا قولُ بشر ! ايه وربي .. انه قول قلب تعلّق بالحقّ جلّ وعَلا وسلَّم الأمر كله له ..

 

فامتعض ابليس اللعين من ثبات العبد الشكور المسلم .. فعاد الى ربه يسأله ان يسلِّطه على ولده .. فالمال والبنون زينة الحياةِ الدنيا .. ولئن استطاع الصبر على فقدان المال فكيف لأيوب أن يستطيع الصبر على فقدان فلذات كبده !

 

فاستجاب ربنا جلَّ وعَلا وسلّطه على ولده دون عقله وجسده ..

 

فأتى أولاد أيوب في قصر لهم فزلزله وقتلهم أجمعين .. ثم اتى العبد الصابر .. وقال له : " لو رأيت قصورك كيف تهدّمت وأولادك وما حلّ بهم" .. ولم يزل يعدّ له ما حلّ بهم حتى أبكاه !

 

فلما بكى أيوب عليه السلام .. استغفر وخرَّ ساجداً .. وقال لإبليس : "]يا ملعون .. انصرف عني خائباً .. فإن أولادي كانوا عارية عندي لله" ..

 

أي نفسٍّ تلك التي بين جنبيك يا أيوب الصابر ! ومن مثل أيوب يُضرَبُ مثلاً في الصبر والثبات !!

 

ثم ماذا ؟!

 

بعد أن خسئ ابليس مجدداً .. عاد الى ربّه وسأله أن يسلّطه على جسمه .. فاستجاب ربنا جلَّ وعَلا وسلّطه على جسده دون عقله وقلبه ولسانه ..

 

وما كان ربنا ليستجيب لإبليس الا ليُعظِّم الثواب لأيوب ويجعله عبرة للصابرين وذكرى للعابدين وأسوة لبني البشر أجمعين ..

 

وابتُلِيَ أيوب بجسده .. قيل ثلاث سنوات .. أو سبع .. أو ثمانية عشر سنة .. ومهما كان فمن يقوى على المرض طوال هذه الفترة ! ولكنه أيوب الصابر ..

 

وقاطعه الناس .. إلا زوجته .. فكانت تخدمه وتقف عند طلباته دون تردد او نفور .. ونفر من أصحابه لا يزيد عن ثلاثة .. كانوا يوبِّخانه ويطالبانه بالتوية عن الذنوب التي من أجلها ابتلاه الله تعالى بكل هذا البلاء .. فكان أيوب عليه السلام يتضايق من كلامهم .. وتفيض عيناه الى الباري جلَّ وعَلا .. حتى تركوه دون أن يتركوا الايمان بالعلي القدير ..

 

وعدتُ إليك يا أيوب .. الى فراشك .. حيث تسمّرت بأوجاعك المبرِّحة .. الى جوار زوجتك المُحِبَّة لك .. وقد أشرق نور الإيمان في قلبك .. ليثبِّتَكَ على طريق الحق .. وينير ظلمات الآلام .. في زمن الابتلاءات المتتالية ..

 

ثم كانت منك تلك الأدعية الطاهرة الصاعدة الى ربٍّ رحيم .. من نفسٍ قبلت به رباً .. قد صهَّرها الألم ونقّاها العذاب .. فاستجاب الله تعالى .. ومَنَّ عليه بالشفاء .. ورزقه مثل ما كان عنده قبل البلاء ..

 

"اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشارب * ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب * وخذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث إنّا وجدناه صابراً . . نِعم العبد ! إنّه أواب"

 

طوبى لمن عرف ربّه .. وصبر عند البلاء .. وشكر عند الرخاء .. وكان كأيوب الأواب ..

 

ولكن ..

 

من مثل أيوب ؟!

 

نرجو الدعاء ..

ساجدة لله ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بارك الله فيكي لختي على هذا الموضوع الذي فيه اعظم العبر لمعنى الصبر على البلاء

 

فنساله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من الصابرين صبرا يحبه الله عز وجل ويرضاه لنا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم..

وعليكم السلام ورحمة الله .......

بسم الله ما شاء الله ..حبيبتى الغايه ..كم تكون قصص الأنبياء لها تأثير فى النفوس .....

طوبى لمن عرف ربّه .. وصبر عند البلاء .. وشكر عند الرخاء .. وكان كأيوب الأواب ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكي اختي الحبيبة على ما ذكرتي من قصة النبي ايوب عليه السلام

وفي مثل يقول صبر ايوب لكثرة صبره على ما ابتلاه الله فيه

وكان نعم العبد انه اواب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بورك مداد قلمكِ يا حبيبة

جزاكِ الله خيرًا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×