اذهبي الى المحتوى

المشاركات التي تم ترشيحها

443640375.png

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المرسبين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

 

موضوعنا هو: شخصيـــات قرآنيـــة

للدكتور عبد الحي يوسف

 

في هذا الموضوع أنقل لكم أخواتي الحبيبات بعض الشخصيات القرآنية التي ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم

 

والتي منها الشخصيات الحسنة التي نأخذ منها القدوة والمثل

 

ومنها الشخصيات السيئة التي ننفر منها

 

فلنبدأ على بركة الله ..

 

منقول

تم تعديل بواسطة ام جومانا وجنى
موضوع متميز جزاك الله خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

:: أيــــوب عليـــه الســـلام ::

 

*** *** *** ***

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

 

نتحدث اليوم بإذن الله عن شخصية من الشخصيات القرآنية والتي نتعلم منها الصبر وهي " شخصية أيــــوب عليـــه الســـلام"

 

وقد ذكره الله في أربعة مواضع:

فبيّن أنه نبي يوحى إليه في سورة النساء حين قال (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا (163) النساء). ·

 

وفي سورة الأنعام بيّن أنه من الأنبياء الذين كمّلهم الله خلقاً وخُلقاً وآتاه النبوة (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) الأنعام)

 

ثم في سورة الأنبياء وفي سورة ص بيّن ربنا جل جلاله بأنه قد أبتلاه في جسده فقال في سورة الأنبياء (وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ (84) الأنبياء).

 

وفي سورة ص (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42) وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ (43) ص)

 

هذا النبي الكريم كان فى نعمةٍ ناعمة وخيرٍ وفير وحالٍ طيبة آتاه الله عز وجل من الأموال صنوفًا وأكثر له في الذرية ثم سلبه ذلك كله وابتلاه الله عز وجل في بدنه بمرضٍ ذهب عنه الناس بسببه واشتد بلاؤه وطال عليه الأمد حتى إنه عليه السلام ما بقيت معه الا زوجه الوفية التقية الصابرة الطيبة وحتى بلغ بها الحال أنها تخدم في البيوت من أجل أن تطعم هذا الزوج المريض عليه السلام.

 

ثم بعد ذلك سمع يوماً من الأيام رجلين يتناجيان قال أحدهما للآخر: تعلم أن أيوب قد أذنب ذنباً عظيماً ومن أجل ذلك ابتلاه الله بهذا البلاء وطال عليه الأمد.

 

فناجى أيوب عليه السلام ربه وقال: اللهم إن كنت تعلم أني ما بتُّ ليلة قطُّ شبعانًا وأنا أعلم بمكان جائع فصدّقني، اللهم إن كنت تعلم أني ما بتُّ ليلة قطُّ وعندي ثوبان وأنا أعلم بمكان عارٍ فصدّقني، اللهم إن كنت تعلم أني كنت أسمع الرجلين يتناجيان فيذكرانك فأرجع فأكفّرعنهما كراهة أن تُذكر في غير حق فصدّقني،

 

ثم ناجى ربه جل جلاله بهذا الدعاء فقال( مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) الأنبياء )

 

فاستجاب الله جل جلاله دعاءه وحقق رجاءه وكشف بلاءه وردّ عليه عافيته وأعاد له الأموال التي سُلبت منه (وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ (83) الأنبياء)

ورزقه الله عز وجل البنين والبنات وعاد أمره كما كان وهذا مثال للصبر كما قال سبحانه (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44) ص).

 

الصبر على البلاء، الصبر على الضراء، الصبر على البأساء، الصبر على ما يأتي من القضاء مما يكرهه المرء فإن الإنسان يكره المرض، يكره الفقر، يكره تسلط الأعداء عليه وقد يبتليه الله عز وجل بشيء من ذلك

قال تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) الزمر.

 

*** *** *** ***

 

اللهم إنا نسألك نفوسًا مطمئنة ترضى بقضائك وتقنع بعطائك وتؤمن بلقائك لا إله إلا أنت

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى جميع المرسلين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

يبدو موضوع قيم وشيق كسائر موضوعاتكِ

جزاك الله خيرا ونفع بكِ

 

اللهم إنا نسألك نفوسًا مطمئنة ترضى بقضائك وتقنع بعطائك وتؤمن بلقائك لا إله إلا أنت

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى جميع المرسلين

 

اللهم آميين

في المتابعة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وجزاكِ الله خيرًا مثلُه مشرفتي الحبيبة

الحمد لله رب العالمين، أسأل الله أن ينفعنا جميعًا بها

تسعدني متابعتكِ الكريمة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

:: الأنصـــار::

** **

 

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن أجمعين.

 

أما بعد، فمن الشخصيات الجمعية التي تحدث القرآن عنها مراراً شخصية الأنصار عليهم من الله الرضوان

 

هؤلاء الذين أثنى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لولا الهجرة لكنتُ امرءا من الأنصار، ولو سلك الناس شِعبًا، وسلك الأنصار شِعبًا لسلكت شِعب الأنصار،

ثم دعا لهم بقوله اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار.

 

هؤلاء الذي قال الله فيهم (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) الحشر)

 

الله عز وجل سمّاهم المفلحين وأثنى عليهم بأنهم قد وقووا شُحّ أنفسهم، وأثنى عليهم بخلقٍ عظيم هو خلق الإيثار.

 

رجلٌ من الناس جاء مسلماً بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي عليه الصلاة والسلام من يضيفُ هذا الليلة؟ من الذي يصطحب هذا الإنسان فيكون ضيفاً عنده هذه الليلة؟ فقال امرؤ من الأنصار: أنا يارسول الله فذهب رضي الله عنه بضيفه إلى البيت فقالت له امرأته ماعندنا إلا طعام صبياننا (يعني أنا وأنت لا نصيب لنا في هذا العشاء، الطعام للصغار) فقال لها علليهم حتى يناموا ثم هيئي طعامك فلما فعلت قال لها إذا وضعتِ الطعام فقومي إلى السراج كأنك تصلحينه فأطفئيه (يعني من أجل ألا يراها الضيف فنحن نتصنع أنا نأكل معه ولا نأكل من أجل أن يشبع هو) ففعلت المرأة ذلك.

ثم لما جاء الرجل في صبيحة اليوم الذي بعده قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: عَجِبَ ربنا من صنيعك وزوجك البارحة وأنزل الله عز وجل هذه الآية وفيها (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ (9) الحشر).

 

سعد بن الربيع رجلٌ من الأنصار آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الرحمن بن عوف فقال سعد بن الربيع: يا أخي، قال لعبد الرحمن يا أخي هذا مالي أشاطرك اياه يعني أجعل لك نصفاً وأجعل لي نصفا وهاتان زوجتاي اُنظر أيتهما أحبَّ إليك أطلقها فإذا انقضت عدّتها نكحتَها. فقال له عبد الرحمن رضي الله عنه: بارك الله لك في أهلك ومالك أمسِك عليك مالك ودلّني على السوق.

 

والإنسان لا يدري من أيهما يعجب أمِن كرم وإيثار سعدٍ أم من عفّة عبد الرحمن عليهم جميها من الله الرضوان؟!

 

لما نزل قول ربنا جل جلاله (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ(92) آل عمران) جاء رجلٌ من الأنصار وهو أبو طلحة رضي الله عنه قال: يا رسول الله قد نزل من القرآن ما قد علمت وإن أحبّ مالي إليَّ بيرحاء؛ بيرحاء بستانٌ كان كثير النخل عذب المال طيب التربة، يا رسول الله إن أحب مالي إليّ بيرحاء هي لك اِجعلها حيث أراك الله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: بخٍ..بخٍ ذاك بيعٌ ذاك مالٌ رابح، ثم قال له اِجعله في قرابتك وذوي رحمك.

الرسول صلى الله عليه وسلم ردّ إليه البستان وأمره بأن يقسمه في قرابته وأرحامه لأن الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحمِ ثنتانِ صدقةٌ وصلة.

هؤلاء الأنصار آية الإيمان حبهم، حب الأنصار دليل الإيمان.

 

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بُغض الأنصار" متفق عليه واللفظ للبخاري

 

الذي يبغض أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا دليل على أنه منافق

 

قال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) التوبة)

 

اللهم لك الحمد في الأولى والآخرة

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

اللهم بارك موضوع مميز

جزاكِ الله خيرصا ياغالية

ونفع الله بكِ

 

اتابع معكِ إن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

هؤلاء الأنصار آية الإيمان حبهم، حب الأنصار دليل الإيمان.

 

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بُغض الأنصار" متفق عليه واللفظ للبخاري

 

الذي يبغض أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا دليل على أنه منافق

اتابع معك بإذن الله تعالى

جزيت خير عروس الحبيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

اللهم بارك موضوع مميز

جزاكِ الله خيرًا ياغالية

ونفع الله بكِ

 

اتابع معكِ إن شاء الله

 

الحمد لله رب العالمين

وجزاكِ الله خيرًا مثلُه مشرفتي الحبيبة

تسعدني متابعتكِ الكريمة

 

هؤلاء الأنصار آية الإيمان حبهم، حب الأنصار دليل الإيمان.

 

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بُغض الأنصار" متفق عليه واللفظ للبخاري

 

الذي يبغض أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا دليل على أنه منافق

اتابع معك بإذن الله تعالى

جزيت خير عروس الحبيبة

 

وجزاكِ الله خيرًا مثلُه أختي الحبيبة

تسعدني متابعتكِ الكريمة

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جزاك الله خيرا ونفع بك

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاكِ الله خيرًا مثلُه مشرفتي الحبيبة

بورك مروركِ الكريم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

:: يوسُــف عليــه الســلام ::

** ** ** **

 

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

 

أما بعد، ذُكرت شخصية نبي الله يوسف عليه السلام في القرآن ستًا وعشرين مرة:

 

أربع وعشرين منها في السورة التي سميت باسمه والتي فصّل الله فيه خبره ·

 

ومرة في سورة الأنعام في قوله تعالى (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84)).

 

ومرة في سورة غافر في قول ربنا جل جلاله (وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ (34))

 

قصة معروفة لا يكاد يجهلها مسلم من الخاصة أو العامة لكنني أنبّه على بعض المواقف وعلى بعض المعاني:

 

أولها: أن شرف الأصل إذا تبعه حُسن التربية وطيب المنبت فإن الشخصية تكون سوية كريمة عفيفة رضيّة.

فهذا كريم ابن كريم ابن كريم ابن كريم، يوسف ابن يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم على نبينا وعليهم صلوات الله وسلامه.

لما كان من أصل كريم ونشأ في بيت كريم في بيت نبي من الأنبياء تعاهده أبوه بالتربية والتوجيه والإصلاح والتسديد كانت شخصيته شخصية سويّة على اختلاف المواقف التي تعرّض لها .

 

ثانيًا: الالتجاء إلى الله في الشدائد.

هذا نبي الله يوسف عليه السلام يلقيه إخوته في غيابت الجُبّ فيلجأ إلى الله عز وجل ثم يخرج من الجُبّ فيُباع عبدًا رقيقًا وهو الكريم ابن الكريم

ثم يتعرض لتلك المحنة العظيمة حين تعرضت له امرأة ذات منصب وجمال، غلّقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله! لجأ الى الله عز وجل.

ثم بعد ذلك لما جمعت النسوة وبدأن يحرضنه على أن يطيع مولاته فيما تريد من الفاحشة لجأ إلى الله قال: (رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ‏ (33) يوسف)

 

يقول يا رب أنا ضعيف فقوني أنا حائر فأرشدني وسددني يلجأ إلى الله عز وجل.

 

ثم بعد ذلك في ختام حياته تكون تلك الضراعة الصادقة (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف)

 

ثم من المواقف كذلك

صبره عليه السلام ألقي في غيابت الجب فصبر،

بيع عبدًا رقيقًا فصبر،

ابتلاه الله بتلك المرأة فصبر،

ابتلاه الله بالسجن فصبر فلبث في السجن بضع سنين،

ابتلاه الله عز وجل بالوزارة والملك فصبر،

ابتلاه الله تعالى بأن مكنه من إخوته يفعل بهم ما يشاء فصبر في كل هذه الأحوال كان صابرًا (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ([يوسف: 88 – 90 ].

 

ثم بعد ذلك ما طُبِع عليه من خلق العفو (قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91))

 

ما لامهم ولا عنّفهم ولا وبّخهم ولا أظهر قوته عليهم (قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92))

 

ثم برّه بأبويه (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي)

يُرجع الفضل إلى الله

(إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي)

كأنه يعتذر إليهم بأن هذه كانت نزغة شيطان، ما يقول أن إخوتي كانوا مجرمين كانوا ضالين كانوا حاقدين كانوا حاسدين، لا،

وإنما يقول (إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100))

 

 

** ** ** **

أسأل الله عز وجل أن يرزقنا الإقتداء به والسيرعلى نهجه

والحمد لله في البدء والختام

وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع المرسلين .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

يقول يا رب أنا ضعيف فقوني أنا حائر فأرشدني وسددني يلجأ إلى الله عز وجل.

 

ثم بعد ذلك في ختام حياته تكون تلك الضراعة الصادقة (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف)

جزيت خير عروس الحبيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

:: يونــس عليــه الســلام ::

** ** ** **

 

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

 

أما بعد، من الشخصيات القرانية شخصية نبي الله يونس عليه السلام ذكره الله تعالى في أربعة مواضع في كتابه الكريم في السورة التي سُميت باسمه يقول الله تعالى(فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (98) يونس)

 

بعثه الله عز وجل إلى قرية يقال لها نينوى من أرض الموصل في العراق، قومه عاندوه وكذبوه فلما خرج منهم مغاضبًا لهم وقد أنذرهم بحلول العذاب بهم تابوا إلى الله عز وجل توبة صادقة، فرّقوا بين الأمهات وأولادها وبين النوق وفُصلانها وضجّوا إلى الله عز وجل باكين تائبين متضرعين فقبل الله عز وجل توبتهم وأخّر عنهم العذاب قال تعالى: (فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ(98) يونس)

ويُرجى أن تنفعهم توبتهم يوم القيامة إن شاء الله.

 

الموضع الثاني في سورة الأنبياء (وَذَا النُّونِ) والنون هو الحوت

قال تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ (87))أن لن نضيّق عليه.

 

لما ذهب صلوات الله وسلامه عليه وركب السفينة مع قوم وثقلت بهم وتعرضت للغرق اقترعوا لا بد أن يخففوا حمولتها فخرجت القُرعة على يونس عليه السلام لكنهم أبوا أن يلقوه في البحر فأعادوا القرعة ثانية وثالثة وفي كل مرة تخرج عليه لأمر قدّره الله فألقى بنفسه في البحر فقدّر الله عز وجل أن يلتقمه الحوت.

 

الحوت العظيم الضخم يلتقم هذا النبي الكريم وأوحى الله إلى ذلك الحوت أني لم أجعل لك في هذا الرجل رزقًا فلا تكسر له عظمًا ولا تبضع له لحمًا ولا تُسِل له دمًا.

 

يقول الله سبحانه وتعالى عن يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت (فنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ)ظلمة البطن مع ظلمة البحر مع ظلمة الليل نادى في الظلمات(أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)

 

سمعت الملائكة هذا النداء قالوا يا ربنا صوت معروف من عبد معروف لا ندري أين هو؟

قال الله عز وجل: ذاك عبدي يونس، قالوا: يا ربنا يونس الذي كان يصعد إليك عمل صالح منه في كل يوم وليلة؟ قال: بلى. فبدأت الملائكة تستغفر لهذا النبي الكريم وتشفع له عند ربها جل جلاله يقول سبحانه (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ)

 

هذه الدعوة(أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) قال رسول الله صلى عليه وسلم: لا يدعو عبد مكروب إلا نفّس الله عنه كربه

فلنعوّد ألسنتنا على هذه الكلمات المباركات .

 

وفي سورة الصافات يقول الله عز وجل (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142))أي ملوم (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ(145)) أي مريض ضعيف كان كالفرخ الذي ولد حديثًا(وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ(146)) شجرة القرع وهي التي لا يقع عليه الذباب ظلّها وارف وريحها طيّب (وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) فَآَمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (148))

 

هذا النبي الكريم أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نجلّه وأن نعرف له قدره وأن ننزله منزلته فقال عليه الصلاة والسلام: ما ينبغي لعبد أن يقول أنا خيرّ من يونس ابن متّى.

 

لأن بعض الناس ربما لو سمع القصة يقع في نفسه شيء من الانتقاص لهذا النبي الكريم فسدّ النبي صلى الله عليه وسلم هذا الباب بهذا الحديث "ما ينبغي لعبد أن يقول أنا خيرٌ من يونس ابن متّى".

 

** ** ** **

 

أسأل الله عز وجل أن يرزقنا حبه والإقتداء به

والحمد لله في البدء والختام

وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع المرسلين .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اللهــــــــــــم آميــــــــــــــن

بورك مروركِ الكريم أختي الحبيبة سديم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

:: أصحــــاب الكهـــف ::

** ** ** **

 

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

 

أما بعد، ففي القرآن الكريم سورة أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقرأها كل يوم جمعة وأمرنا بأن نحفظ عشر آيات من أولها وبشّرنا أن من فعل ذلك عُصم من فتنة الدجال، هذه السورة هي سورة الكهف.

 

الشخصيات التي ذكرت فيها ما سماهم ربنا جل جلاله بأسمائهم لكنه ذكر أنهم كانوا شبابًا (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) الكهف)

 

هؤلاء الشباب الذين كانوا سبعة وثامنهم كلبهم وقفوا أمام ملك جبار طاغية ظالم كان يعبد غير الله، وقفوا أمامه وجهروا بعقيدة التوحيد (هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15) الكهف)

 

لكن ذلك الظالم على عادة الفراعنة تهدّدهم وتوعّدهم وخوّفهم فلجأوا إلى الله عز وجل هاجروا، تركوا تلك الأرض الظالم أهلها ولجأوا إلى الله عز وجل أوصى بعضهم بعضًا قالوا (فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا (16) الكهف)

فهاجروا وهذه الهجرة باقية إلى يوم القيامة.

 

الإنسان إذا ضُيِّق عليه في دينه وما استطاع أن يظهر شعائره فإنه يترك تلك الأرض كما قال ربنا جل جلاله (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا (79) النساء).

هاجر هؤلاء الفتية وتركوا ذلك المكان ثم لجأوا إلى الله عز وجل يدعونه ويرجونه (رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً (10) الكهف).

فأجرى الله عز وجل لهم تلك الكرامات:

 

أولها: ضرب عليهم النوم (فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) الكهف)

أنامهم الله عز وجل ثلاثمائة سنة ثلاثمائة سنة شمسية أو ثلاثمائة وتسع من السنوات القمرية.

 

ثانيا: ما ناموا كما ينام الناس قال الله تعالى (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ (11) الكهف) يعني كانت أعينهم مفتوحة.

 

ثالثا: قلّبهم الله عز وجل ذات اليمين وذات الشمال لئلا تؤثر الأرض في جنوبهم في أجسادهم ·

 

رابعا: صرف الله عنهم حر الشمس (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ (17) الكهف) ·

 

خامسا: غيبهم الله عز وجل عن أولئك القوم عن الملك الظالم وزبانيته وعساكره وجنوده فما استطاعوا أن يصلوا إليهم وظلوا في ذلك الكهف آمنين مطمئنين لا يعكّر صفوهم شيء.

 

ونستفيد من قصة أولئك الفتية

الدعوة إلى الله عز وجل فإنهم كانوا دعاة إلى الله يبشّرون بدين الله وكانو يأخذون بالأسباب ولذلك لما بعثهم الله عز وجل من رقدتهم ما أظهروا قوة ولا عنفوانًا، يعلمون أنهم قلّة مستضعفين في الأرض ولذلك أوصوا بعضهم بعضًا فقالوا (فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19) إِنَّهُمْ)

(إِنهم يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ)أي أولئك الكفار الفجارويعلموا بمكانتكم (يَرْجُمُوكُمْ) أي يقتلوكم (أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ) يعيدوكم في ملتهم الكفرية وعقيدتهم الزائغة (وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20) الكهف)

 

وهذه القصة ينبغي أن نلقّنها لصغارنا وأن نعلمها أولادنا من أجل أن ينشأوا على هذه المعاني السامية والقيم الرفيعة.

 

** ** ** **

 

أسأل الله عز وجل أن ينفعنا وإياكم

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى جميع المرسلين

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما شاء الله عروس القرآن حبيبة

لا حرمك الله الأجر

بوركت أخية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

غيبهم الله عز وجل عن أولئك القوم عن الملك الظالم وزبانيته وعساكره وجنوده فما استطاعوا أن يصلوا إليهم وظلوا في ذلك الكهف آمنين مطمئنين لا يعكّر صفوهم شيء.

جزيت خير عروس حبيبتي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

(أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)

 

جزاك الله خيرا ونفع بك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وجزاكنّ الله خيرًا مثلُه أخواتي الحبيبات

 

@ طيبة أم جسام

@ ميرفت أبو القاسم

@ أم جومانا وجنى

 

وبورك مروركنّ العطر، ومتابعتكنّ الكريمة

نفعني الله وإياكنّ بهذه الشخصيات الطيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

:: الخَــضِــر ::

 

** ** ** **

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

 

أما بعد، فقد ورد في القرآن الكريم شخصية وصفه الله عزوجل بالعبودية والعلم ولم يسمها باسمها.

 

وهي شخصية الخضر كما فسّر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الآيات.

 

يقول الله عز وجل عن نبينا موسى عليه السلام (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا * فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا * فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا * قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِعَجَبًا * قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا * فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا الكهف)

 

هذه الآية تدل على أن الخضر عليه السلام كان نبيًا لأن الرحمة في القرآن تطلق على النبوة كما في قوله تعالى(وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ (85) القصص)

 

وكما في قوله تعالى( وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّك (32)الزخرف)

 

وكذلك العلم الخاص الذي يؤتيه الله عز وجل الأنبياء كما في قوله سبحانه(وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (68)يوسف)

 

وكما في قوله سبحانه (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ) النساء

 

يقول الله عز وجل (فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً (65) الكهف)

هذا الرجل المبارك تبعه موسى عليه السلام فكان من آثار هذه المتابعة

 

* أنه وجده نصيرًا للمستضعفين حين خَرَق تلك السفينة وعلّل ذلك الخرق بقوله (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ (79) الكهف)

هذه السفينة كانت لناس مساكين يستعملونها وسيلة للاقتيات، للارتزاق، هي وسيلة رزقهم وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا.

 

* أنه وجده إنسانًا رحيمًا بالمستضعفين ولذلك بادر إلى قتل ذلك الغلام لئلا يكون سببًا في فجور والديه(وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا(80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا(81) الكهف).

 

* ثم بعد ذلك وجده ساعيًا بالصلاح حين بنى ذلك الجدار في قرية كان أهلها لئامًا ما ضيفوهما ولا أطعموهما ثم علّل ذلك بقوله(وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ)

 

ثم قال (وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا(82))

هذه الأفعال كلها ما كانت اجتهادًا مني ولا ذكاءً صادرًا عني ولا على علم عندي وإنما بأمر ربي جلّ جلاله(وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي لِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا(82) الكهف)

 

ــــ وبعض الناس قد يخطر بباله أن الخضر أفضل من موسى وهذا ليس بصحيح

لأنه لو كان الخضر وليًا فالنبي أفضل من الوليّ ضرورة ولا خلاف في هذا بين أهل الإسلام،

وإن كان الخضر نبيًا فإن موسى عليه السلام نبيّ مكلَّم(وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164) النساء)

وهو من أولي العزم من الرسل وقد قال الله عز وجل له (إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي (144)الأعراف).

 

ــــ كون الخضر عليه السلام قد آتاه الله علمًا ما كان عند موسى لا يقتضي ذلك أفضليته

بدليل أن الهدهد قال لسليمان(أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) النمل)

ولا يقول عاقل بأن الهدهد كان أفضل من سليمان

 

ومثله أيضًا لما قال الحُباب بن المنذر رضي الله عنه: يا رسول الله أهذا منزل أنزلكه الله أم هي المكيدة والخديعة والرأي؟ قال بل هي الخديعة والمكيدة والرأي، قال: ليس هذا بمنزل، وأقرّه النبي صلى الله عليه وسلم على رأيه.

 

فعلينا أن نقرأ هذه القصة لنتعلم آداب طالب العلم

كيف يتواضع لمعلمه، كيف يكون له تابعًا، كيف يصبر على ما يكون له من جفاء.

 

** ** ** **

 

أسأل الله أن يعلمنا علمًا نافعًا وأن يرزقنا عملًا صالحًا

والحمد لله أولًا وآخرًا

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى جميع المرسلين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

يقول الله عز وجل (فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً (65) الكهف)

 

السلام عليكم ورحمته وبركاته

 

جزيت خير اللهم بارك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

:: ذو القــرنيـــن ::

 

** ** ** **

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

 

أما بعد، ففي القرآن الكريم نماذج لشخصيات مباركة نموذج للعالِم العامل ونموذج للحاكم العادل ونموذج للشاب المؤمن ونموذج للمرأة الصالحة وهكذا تتعدد النماذج.

 

من هذه النماذج شخصية ذي القرنين عليه السلام يقول الله عز وجل (وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا (83) الكهف)

 

سأل المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر اليهود عن رجل مَلَكَ المشارق والمغارب

 

وقد قال أهل العلم: ملك الأرض مسلمان وكافران،

أما المسلمان فسليمان وذو القرنين عليهما السلام

وأما الكافران فرعون وبختنصّر، هذان الكافران.

 

هذا الملك العادل وهو ذو القرنين عليه السلام قد اختُلف في كونه نبيًا أو أنه لم يكن نبيًا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أدري أكان ذو القرنين نبيا أم لا".

 

ـــ وقد لُقّب بذي القرنين:

لأنه كان كريم الأصل من جهة أبيه وأمه

أو لأنه هلك في عهده قرنان أي جيلان من الناس

أو لأنه بلغ مشرق الشمس ومغربها لأنه رأى في منامه أنه قابض على قرني الشمس فأُوّلت له هذه الرؤيا بأنه سيملك المشارق والمغارب

وإما لأنه كان ذا قرنين أي ظفيرتين

وإما لأنه قام إلى قومه فدعاهم إلى الله فضربوه على قرنه أي على شقه الأيمن ثم قام فدعاهم إلى الله فشجّوا شقه الأيسر

والله أعلم أيّ ذلك كان.

 

لكن الذي يعنيني أن هذا النبي الكريم أولا كان موصوفًا بالعدل ولذلك قال (قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) الكهف)

 

يعني كان يكافئ المحسن على إحسانه ويأخذ المسيء بإساءته، فكان موصوفًا بالعدل.

 

هذا النبي الكريم عليه السلام كان لا يسأل الناس أجرًا ولذلك لما شكى إليه القوم(قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا)أي مالًا

(عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْر) الكهف،

الذي آتاني الله عز وجل من الأسباب والمتاع خير من هذا الذي تعرضونه عليّ

 

مثلما قال سليمان عليه السلام لما جاءته هدية ملكة سبأ (فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) النمل)

 

ومثلما قال كل نبي من الأنبياء لقومه (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90) الأنعام)

 

ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم لما قال له قومه: " إن كنت تريد ملكًا ملّكناك علينا إن كنت تريد مالًا جمعنا لك حتى تصير أغنانا إن كنت تريد نساءً فاختر أجمل نساء قريش نزوجك عشرًا،

قال: ما أريد ملكًا ولا مالا ولا نساءً إني رسول الله إليكم جميعا قولوا لا إله إلا الله تفلحوا".

 

فالنبي والداعية إلى الله عز وجل والعبد الصالح لا يسأل الناس أجرًا وإنما يطلب أجره من الله عز وجل .

 

ثم الحاكم الصالح يفعِّل رعيته في الخير ولذلك قال لهم (فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ(96) الكهف)

 

يعني عليكم أنتم بالقوة البشرية تستعملوا هذه القوة في إعداد زبر الحديد أي قطع الحديد الصغيرة وأنا علي التوجيه والتخطيط ونتعاون سويًا في التنفيذ هذا الذي فعله ذو القرنين عليه السلام

 

وهكذا ينبغي أن يكون الحاكم الصالح والإمام العادل .

 

** ** ** **

 

أسأل الله عز وجل أن يجعلنا مِمَن يقولون بالحق وبه يعدلون

والحمد لله أولًا وآخرًا

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى جميع المرسلين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرا ونفع بكِ أختي عروس الحبيبة

موضوع قيم اللهم بارك

تشرفني المتابعة معكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

  • محتوي مشابه

    • بواسطة amifiamifi
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
       
      كيف أعمل بالقرآن
       
       
      السؤال
       
       
       
       
       
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
       
      كما هو معلوم أن العمل بالقرآن واجب على كل شخص، فأنا أريد أن أطبق القرآن الكريم وأعمل به، ولكني لا أعرف كيف؟ كيف أبدأ؟ هل أبدأ من سورة الفاتحة حتى النهاية أم كيف؟
       
      وجزاكم الله خيراً.
       
       
      الإجابــة
       
       
       
      بسم الله الرحمن الرحيم
      الأخ الفاضل/ بهاء حفظه الله.
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
       
      فمرحباً بك أيها الولد الحبيب بين آبائك وإخوانك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله الكريم سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياك لكل خير، وأن يزيدك حرصاً ورغبة في العمل بكتابه والاهتداء بهديه وامتثال أمره.
       
      لا شك أيها الحبيب أن هذا القصد وهذه النية التي عزمت عليها العمل بالقرآن الكريم، لا شك بأن هذا هو باب السعادة الذي من دخله لا يشقى بعده أبداً، فإن كتاب الله سبحانه وتعالى أنزله ليكون هادياً لأحسن سبيل، كما قال في كتابه: ((إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ))[الإسراء:9] وأخبر سبحانه وتعالى بأنه سبب السعادة وجالب للطمأنينة والسكينة والحياة السعيدة، فقال سبحانه: ((فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا))[طه:123-124].
       
      هذا القرآن شفاء لما في الصدور من الجهل والشكوك، وشفاء كذلك للأبدان، فهو جالب للعافية في دين الإنسان ودنياه، ولا شك أن من جعل القرآن إمامه وقائده فإنه سيقوده إلى الجنة، ومن جعله وراء ظهره فإنه سيزج به في نار جهنم والعياذ بالله.
       
      نحن نبارك لك أيها الحبيب هذا التوجه الحسن، ونتمنى أن تزيد رغبة فيه وحرصاً عليه، فاجعل القرآن قائدك ودليلك وسيوصلك إلى رضوان الله تعالى لا محالة.
       
      احفظ من هذا الكتاب ما استطعت، فإن قارئ القرآن يتبوأ أعلى الرتب والمنازل عند الله تعالى، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (من يُرد الله به خيراً يُفقهه في الدين)، وأخبر عليه الصلاة والسلام في أحاديث كثيرة عن فضل حفظ القرآن وقراءته، فأخبر أن القارئ يقال له يوم القيامة: (اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها) وأخبر عليه الصلاة والسلام بأن (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة).
       
      والأحاديث في فضل قراءة القرآن كثيرة معلومة، فاحرص بارك الله فيك على تعلم هذا الكتاب العزيز قراءة وتجويداً وتفسيراً، وحاول بعد ذلك العمل به ما استطعت، لكن هذا العمل على مراتب، فليس العمل مرتبة واحدة، والناس ليسوا فيه سواء، فهناك أعمال واجبة يجب على الإنسان المسلم أن يتقي الله تعالى فيها فيؤديها كاملة بلا انتقاص، وذلك بأداء الفرائض التي فرضها الله عز وجل سواء فرضها في كتابه العزيز أو فرضها رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يُبين هذا القرآن ويفسره، كما أخبر الله تعالى في كتابه.
       
       
       
      فاحرص بارك الله فيك على أن تحاسب نفسك على الواجبات الشرعية والواجبات كثيرة، منها واجبات قولية، ومنها واجبات فعلية، ومنها واجبات في القلب، ومنها واجبات في البدن، وشرح هذه الواجبات يطول، منها أركان الإسلام، ومنها ما هو دون ذلك، فاحرص أولاً على العمل بهذه الواجبات واجتناب المحرمات الصغائر منها والكبائر، وهذا أيضاً باب يطول، فالمحرمات أنواع، منها محرمات على القلب، ومحرمات على العين، ومحرمات على اللسان، ومحرمات على الفرج، ومحرمات على البطن، وهكذا اجتنب ما حرم الله تعالى.
       
      هذه هي المرتبة الأولى أن يجتهد العبد في اجتناب ما حرم الله وفعل ما فرض الله، ثم بعد ذلك ينبغي للإنسان أن يستكثر من النوافل بقدر الاستطاعة، والأعمال الصالحة فيها المفروض وفيها النفل، فالصلوات منها ما هو فرض ومنها ما هو نفل، وقد شرع الله لنا التقرب إليه بالنفل حتى نجبر النقص الذي قد يكون في الفرض، وحتى يرفع لنا الدرجات عنده سبحانه وتعالى، فاحرص أن تنال ما استطعت من نوافل الأعمال، لاسيما ذكر الله تعالى وطلب العلم الشرعي، فإن طلب العلم الشرعي من أفضل القُرب بل هو أفضلها، وأفضل ما يُتقرب به إلى الله تعالى التفقه في دينه ليعرف الإنسان ويكون على بيّنة فيما يأتي وما يذر.
       
      وتفاصيل هذه الجمل التي ذكرناها أيها الحبيب يطول الكلام فيها، ولكن أنت إذا شرعت في طلب العلم فإنه سيتبين لك المفروض والمندوب، وسيتبين لك الأعلى مرتبة وما دونه، وبهذا ستعرف الطريقة التي توصلك إلى الله تعالى على التفصيل.
       
      نحن الآن نشد من أزرك ونشجعك على سلوك هذا الطريق وعدم التردد فيه، فاحرص على أن تتفقه في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، على أيدي الماهرين من أهل العلم المعروفين بالعلم بين الناس، احرص على سلوك هذا الطريق وتعلم ما أمكنك تعلمه، وستتضح لك إن شاء الله تعالى معالم هذا الطريق ودلائله التي توصلك إلى الله تعالى.
       
       
       
      نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفتح عليك بخير الدنيا والآخرة، وبهذا تكون قد علمت أيها الحبيب أن العمل بالقرآن لا يعني أن تأتي إلى سورة سورة منه تبحث عما فيها، إنما يجب عليك أن تتعلم الفرائض سواء كانت ذُكرت في أول المصحف أو في وسطه أو في آخره فتبدأ بها، وتجتنب المحرمات سواء ذُكرت كذلك في أول المصحف أو في وسطه أو في آخره، سواء ذُكر الفرض أو المحرم في القرآن أو ذكر في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وبهذا تسلك الطريق الذي يحبه الله والذي يوصل إليه، فقد بيّن لنا ربنا سبحانه وتعالى الطريق الموصل إلى محبته بياناً واضحاً شافياً، ومن ذلك الحديث القدسي الذي رواه الإمام البخاري – رحمه الله تعالى – في صحيحه، إذ قال الله عز وجل فيه: (وما تقرب إليَّ عبدي بأفضل ما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه) فيبدأ الإنسان بما فرض الله عز وجل، ثم ينتقل بعد ذلك إلى النوافل، وبيان هذه الفرائض وتلك النوافل مما يطول، ولكن بالتعلم ستصل إلى هذا كله.
       
      نسأل الله أن يزيدك توفيقاً وهداية وأن يرزقنا وإياك العلم النافع والعمل الصالح.
    • بواسطة ظِـلاَلُ اليَّـاسَميـنْ
      سلام الله يغشاكم .. تحيةً مُعطرة مِلئُها الحُب


       

      أفكار مخملية حاملينها معنا
      بطبق من ودّ
      سآئلين الله عز وجل النفع بها و القبول


       
       

      و هُنـا تحميل الملف


       


      هُنــــــــا

       
       

      يحوي المحور الأول على أفكار لطريق التسميع ~


       

      ثم المحور الثاني على أفكار و وسائل تحفيزية ~


       

      ثم المحور الثالث على أفكار لمعلمة الحلقة داخل حلقتُها ~


       

      يتبع



      منقول


    • بواسطة ظِـلاَلُ اليَّـاسَميـنْ
      بسم الله الرحمن الرحيم
       
      لأنكِ يامعلمة القرآن نبراس نور ومنارة خير
      وعلى عاتقكِ أمانة الأجيال
       
      جئناكِ بصفحات من ضياء تحمل بين طياتها
      تحاضير القرآن
      للمرحلة التمهيدية
      لجزء عم
       
      هنــــا
       
      نسأل الله أن ينفع بما فيه ويجعله خالصاً لوجهه الكريم .


       
       

      منقـــول


    • بواسطة ظِـلاَلُ اليَّـاسَميـنْ
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
       
      جداول ختم القرآن في :>3 -5-7-10-15-30 يَـوم <
       
       

       
       

       
       

       
       

       
       



       

       

       
       

       
       

       

       
       



       

      منقول


    • بواسطة عروس القرءان
      {القــــرآن الكريـــــم}



      ~ تعريفه.. نزوله.. وتمييزه عما سواه ~


       

      *** *** ***
       
      - تعريفه:
      هو كلام الله تعالى القديم، المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، المُتَعَبَّد بتلاوته، المبتدأ ب بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والمختتم بسورة الناس. والقرآن الكريم هو وحي من الله تعالى للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم باللفظ والمعنى.



      *** *** ***



      ب- الفرق بينه وبين الحديث النبوي والحديث القدسي:
      لكي نعرف الفرق بين القرآن وبين الحديث القدسي والحديث النبوي، نعطي التعريفين الآتيين:
       
      - الحديث النبوي: هو ما أُضيفَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقيَّة أو خُلُقيَّة.
       
      مثال القول: قوله عليه الصلاة و السلام: "إنما الأعمال بالنيات…"، جزء من حديث رواه البخاري ومسلم.
       
      مثال الفعل: قول عائشة رضي الله عنها في صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم: " كان يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم ". وكالذي ثبت من تعليمه لأصحابه كيفية الصلاة ثم قال: " صلوا كما رأيتموني أصلي " رواه البخاري.
       
      مثال الإقرار: كأن يقر أمراً عَلِمَه عن أحد الصحابة من قول أو فعل، سواء أكان ذلك في حضرته صلى الله عليه و سلم، أم في غيبته ثم بلغه، ومن أمثلته: " أكل الضب على مائدته صلى الله عليه وسلم "، فأقرهم على أكله - وهذا دليل الشافعية على جواز أكل الضب -ولم ينكر عليهم ذلك إذ يستحيل أن يرى معصية ولا ينكرها أو يسكت عنها.
       
      فائدة: إذا فعل إنسان طاعة و سكت عنها النبي صلى الله عليه وسلم، دل ذلك على استحبابها فضلاً عن جوازها، لأنه لا يجوز لأحد أن يختلق طاعة ما ليتعبَّد الله بها، فليس للعبد أن يتعبَّد له بأمر لم يأمره به جل وعلا، من هنا كان عدم صحة وجواز النذر إلا فيما كان من جنسه طاعة أو واجب، فمن نذر أن يشرب كوب ماء مثلاً، لا يصح نذره وبالتالي لا يلزمه الوفاء به.
       
      مثال الصفة: ما رُوِيَ: من أنه صلى الله عليه وسلم، كان دائم البِشر، سهل الخلق ... "، رواه البخاري و مسلم.
       
      - الحديث القدسي: هو ما يضيفه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى: أي أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم يرويه على أنه من كلام الله، فالرسول عليه الصلاة و السلام راوٍ لكلام الله بلفظ من عنده. فالحديث القدسي معناه وحي من عند الله عز وجل و لفظه من عند النبي صلى الله عليه وسلم.
       
      مثال الحديث القدسي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز و جل: " إني حرمت الظلم على نفسي و جعلته بينكم محرماً ".
       
      و عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله تعالى:
      " أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ... "، أخرجه البخاري و مسلم.



      إذاً فالحديث القدسي هو حديث تلقى الرسول صلى الله عليه وسلم مضمونه من الوحي فبيَّنه للناس بكلامه ولفظه أي أوحى الله تعالى له بالمعنى والرسول صلى الله تعالى عليه وسلم صاغ هذا المعنى بعبارته.



      *** *** ***



      - الفرق بين القرآن و الحديث النبوي: هناك فروق عدة أهمها:
      -1 أنَّ القرآن الكريم كلام الله أوحى به تبارك وتعالى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بلفظه ومعناه، وتحدى به العرب الفصحاء والجن والإنس ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا، فعجزوا عن أن يأتوا بمثله، أو بعشر سوَر مثله، أو بسورة من مثله، ولا يزال التحدي قائماً، فهو معجزة خالدة إلى يوم الدين. أما الحديث لم يقع به التحدي و الإعجاز. إعجاز السُنَّة لا يضاهي إعجاز القرآن رغم أنَّ السنة تُعتَبر من أفصح كلام العرب حيث ورد في الحديث الشريف أنه صلى الله عليه وسلم أوتي جوامع الكلم، إلا أنها تأتي بالمرتبة الثانية بعد القرآن.
       
      -2 القرآن الكريم جميعه منقول بالتواتر، فهو قطعي الثبوت، والأحاديث أكثرها ظنية الثبوت أما الأحاديث المتواترة فهي قطعية الثبوت.
       
      فائدة: كون الحديث قدسياً لا يعني أنه متواتر أو صحيح، إذ لا علاقة بين كونه قدسياً وبين درجته، فقد يكون الحديث القدسي صحيحاً، و قد يكون حسناً، وقد يكون ضعيفاً أو حتى موضوعاً، ذلك لأن الحكم على الحديث من حيث الصحة أو الضعف إنما يكون على السند الذي وصل به إلينا.
       
      -3 القرآن من عند الله لفظاً ومعنى، فهو وحي باللفظ والمعنى، أما الحديث فمعناه من عند الله و لفظه من عند الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو وحي بالمعنى دون اللفظ.
       
      -4 القرآن نتعبَّد الله بتلاوته، فهو الذي تتعين القراءة به في الصلاة، أما الحديث فلا تجزىء قراءته في الصلاة.



      *** *** ***



      ج - نزول القرآن الكريم:
      الراجح أنَّ القرآن له تنزلان:
      الأول: نزوله جملة واحدة في ليلة القدر من اللوح المحفوظ في السماء السابعة إلى بيت العزة في السماء الدنيا. يقول الله تعالى في كتابه العزيز مبيناً هذا المعنى:
       
      {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185].


       

      وقال جل وعلا: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 3-4]، أي في ليلة القدر وليست ليلة النصف من شعبان كما يعتقد كثير من عامة الناس .
       
      وقال تبارك وتعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1].
       
      الثاني: نزوله من السماء الدنيا إلى الأرض مفرَّقاً منجماً في ثلاث وعشرين سنة.
       
      يقول الله تعالى: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلا} [الإسراء: 106].
       
      {تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنْ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [الجاثية: 2].
       
      هذه الآيات وكثير غيرها، تفيد أنَّ جبريل عليه السلام نزل به على قلب رسول الله صلى الله عليه و سلم، وأنَّ هذا النزول غير النزول الأول إلى السماء الدنيا فالمراد به نزوله منجَّماً أي على دفعات، ويدل التعبير بلفظ التنزيل دون الإنزال على أنَّ المقصود النزول على سبيل التدرج، فالتنزيل لما نزل مفرقاً والإنزال أعم يفيد النزول دفعة واحدة كما كان حال التوراة و الإنجيل، قال تعالى: {الم * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ * مِنْ قَبْلُ} [ آل عمران: 1- 4].
       
      وقد نزل القرآن منجَّماً في ثلاث وعشرين سنة منها ثلاث عشرة سنة بمكة على الرأي الراجح، وعشر بالمدينة، وكان ينزل بحسب الوقائع والأحداث خمس آيات وعشر آيات وأكثر أو أقل.



      *** *** ***



      الحكمة من نزوله منجَّماً:
      -1 تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم وتكريمه بإنزال الوحي علي مراراً وتكراراً. قال تعالى: {كذلك لنثبِّت به فؤادك ورتلناه ترتيلا}، [الفرقان: 32 ].
       
      قال السخاوي: " في نزوله إلى السماء جملة تكريم بني آدم وتعظيم شأنهم عند الملائكة وتعريفهم عناية الله بهم، ورحمته لهم، و لهذا المعنى أمر سبعين ألفاً من الملائكة أن تشيع سورة الأنعام، و زاد سبحانه في هذا المعنى بأن أمر جبريل بإملائه على السفرة الكرام، وإنساخهم إياه، وتلاوتهم له ".
       
      -2 التحدي والإعجاز.
       
      -3 تيسير حفظه وفهمه وتدبر معانيه والوقوف عند أحكامه .
       
      -4 مراعاة حال المخاطَبين بالوحي وعدم مفاجأتهم بما لا عهد لهم به ومسايرة الحوادث والتدرج في التشريع .
       
      وأوضح مثال على ذلك، التدرج في تحريم الخمر: فقد نزل قوله تعالى: {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا}، [النحل: 67 ] أشارت الآية إشارة خفية إلى أن الخمر ليس رزقاً أي لا ينتفع به.


       

      ثم نزل قوله تعالى:{يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [البقرة: 219]،


       

      ثم نزل قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43]،


       

      ثم قال تبارك وتعالى مُصَرِّحاً بالنهي والتحريم القاطع في سورة المائدة:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90].
       
      -5 الدلالة القاطعة على أنَّ القرآن الكريم تنزيل من حكيم حميد، إذ لو كان من كلام البشر لوقع فيه التفكك و الانفصام و استعصى أن يكون بينه التوافق والإنسجام، يقول تعالى:
      {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} [النساء: 82 ].


       

      فأحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم -وهي ذروة الفصاحة و البلاغة بعد القرآن الكريم- لا تنتظم حباتها في كتاب واحد سلس العبارة، دقيق السبك، مترابط المعاني، رصين الأسلوب ومتناسق الآيات والسوَر.


       

      *** *** ***



      د- نزول القرآن على سبعة أحرف:
      لقد كان للعرب لهجات شتى، فكل قبيلة لها من اللحن في كثير من الكلمات ما ليس للآخرين، إلا أنَّ قريشاً من بين العرب قد تهيَّأت لها عوامل جعلت للغتها الصدارة بين فروع العربية الأخرى، فكان طبيعياً أن يتنزَّل القرآن بلغة قريش تأليفاً للعرب وتحقيقاً لإعجاز القرآن.
       
      أخرج أبو داود من طريق كعب الأنصاري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى ابن مسعود رضي الله عنه: " إنَّ القرآن نزل بلسان قريش، فأقرِىء الناس بلغة قري…" .
       
      لقد كان واضحاً لكبار الصحابة رضوان الله عليهم أنَّ القرآن إنما نزل بلسان قريش قوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك حكم جليلة أهمها:
       
      -1 أنَّ قريشاً هم قوم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جرت سُنَّة الله في رسله أن يبعثهم بألسنة أقوامهم، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ...} [إبراهيم: 4].
       
      -2 أنه عليه الصلاة والسلام قد أُمِرَ بتبليغهم الرسالة أولاً، قال تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]. فلا بد من مخاطبتهم بما يألفون ويعرفون لِيَستبين لهم أمر دينهم.



      فأنزل الله القرآن بلغتهم و أساليبهم التي يفضلونها في مستوى رفيع من البلاغة لا يجارى.
       
      -3 إنَّ لغة قريش هي أفصح اللغات العربية وهي تشمل معظم هذه اللغات لاختلاط قريش بالقبائل و لاحتوائها الجَيِّد الفصيح من لغاتها.
       
      و إذا كان العرب تتفاوت لهجاتهم في المعنى الواحد بوجه من وجوه التفاوت، فكان لا بد للقرآن أن يكون مستجمعاً وشاملاً لهذه اللهجات مما ييسر على العرب القراءة والحفظ والفهم. ونصوص السنّة قد تواترت بأحاديث نزول القرآن على سبعة أحرف.
       
      عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: " سمعتُ هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاستمعتُ لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يُقرِئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكدتُ أساوره في الصلاة. فتصبَّرتُ حتى سلَّم فلبَّبته بردائه فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ، قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلتُ له كذبتَ، أقرأنيها على غير ما قرأتَ. فانطلقتُ به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلتُ: إني سمعتُ هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تُقرِئنيها. فقال: أرسِلهُ. اقرأ يا هشام، فقرا القراءة التي سمعتُه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذلك أُنزِلَت. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ يا عمر. فقرأتُ التي أقرأني فقال: كذلك أُنزِلَت. إنَّ هذا القرآن أُنزِلَ على سبعة أحرف، فاقرأوا ما تيسَّر منه "، رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وأحمد وابن جرير.
       
      قوله: " فكدتُ اساوِرُهُ في الصلاة ": أي أُواثِبُه وأقاتِلُهُ ، وقال النووي: أي أُعاجِلُهُ وأُواثِبُهُ.
       
      قوله: " فلبَّبتُهُ بردائه ": أي جمعتُ عليه ثوبه عند لُبَّتِهِ وجررته به لئلا يتفلت مني.



      اللبة: الهُزمة التي فوق الصدر، وفيها تُنحَر الإبل.
       
      قوله: " كذَبتَ ": أي أخطأتَ، لأن أهل الحجاز يُطلقون الكذب في موضع الخطأ.
       
      وسبب تخطئة عمر كان بسبب رسوخ قدمه في الإسلام بخلاف هشام فإنه كان قريب العهد بالإسلام فخشي عمر من ذلك أن لا يكون أتقن القراءة، بخلاف نفسه فإنه أتقن ما سمع، وكان سبب اختلاف قراءتهما أن عمر حفظ هذه السورة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قديماً، ثم لم يسمع ما أُنزِلَ فيها بخلاف ما حفظه وشاهده ولأن النبي صلى الله عليه و سلم اقرأ هشاماً على ما نزل أخيراً فنشأ اختلافهما من ذلك. ومبادرة عمر للإنكار محمولة على أنه لم يكن سمع حديث أُنزِلَ القرآن على سبعة أحرف إلا في هذه الحادثة.
       
      يفيد هذا الحديث أنَّ النزاع بين الصحابيين الجليلين راجع إلى كيفية تلاوة القرآن، لا إلى تفسيره وبيان معانيه و هذا يبرهن على أنَّ القرآن يُقرأُ بأكثر من وجه.


       

      وهذه الأوجه التي أُنزِلَ عليها القرآن ليست من لغة واحدة بل هي من عدة لغات عربية كلها توقيفية أي أوحِيَ بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
       
      وروى مسلم في صحيحه عن أُبي بن كعب قوله رضي الله عنه: " كنتُ في المسجد فدخل رجل يصلي فقرأ قراءة أنكرتها عليه. ثم دخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ققلتُ: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه. ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه. فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرآ. فحسَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما. فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنتُ في الجاهلية. فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني ضربَ في صدري ففضتُ عرقاً وكأني أنظر إلى الله عز وجل فرقاً، فقال لي:يا أبي أُرسِلَ إليَّ أن اقرأ القرآن على حرف فرددتُ إليه أن هوِّن على أمَّتي فردَّ إليَّ الثانية اقرأه على حرفين. فرددتُ إليه أن هوِّن على أُمَّتي. فردَّ إليَّ الثالثة: اقرأه على سبعة أحرف، فلك بكل ردة ردتتها مسألة تسألينها فقلتُ: اللهم اغفر لأمَّتي. اللهم اغفر لأمَّتي، و أخَّرتُ الثالثة ليوم يرغب إليَّ الخلقُ كلهم حتى إبراهيم صلى الله عليه و سلم ".
       
      يتبيَّن من ذلك أن كل حرف من الأحرف السبعة تنزيل من حكيم حميد.


       

      *** *** ***



      وقد يتساءل المرء عن كلام الله تعالى كيف يُقرأ على سبعة أوجه ..؟


       

      وقد تعتريه الدهشة ويختلجه الشك بإثارة الشيطان وساوسه في نفسه ليكدر صفو إيمانها، ويوهن من قوة يقينها بالله ورسوله وكتابه.
       
      و في هذا الحديث معالجة عملية لمثل هذه الحالة النفسية الدقيقة الحرجة . فالرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله يباشر بنفسه القيام بهذه المداواة.
       
      فلقد ضرب في صدر الصحابي الجليل ضربة نبويَّة قطع بها دابر الشك الوافد قبل استقراره وتمكنه، فأخذ على الشيطان سبيله إلى قلب أبيّ، ثم أتبع ذلك ببيان يُثلِج الصدر ببرد اليقين، ويفعم القلب بنور الأيمان، أعلا مراتب الأيمان " اعبد الله كأنك تراه " مما جعل أُبياً يرى نفسه كماثل أمام الحضرة الإلهية، فغشيه شعور عظيم بالمهابة و الحياء من الله، ويروعه ما كاد ينزلق فيه بعد إذ هداه الله من ضلال أشد من ضلال الجاهلية، فانتابه إحساس قوي بالخجل والوجل فلاذ بالإذعان لمشيئة الله وحكمته البالغة التي قضت بإنزال القرآن على سبعة أحرف.



      *** *** ***



      ما المراد بالأحرف السبعة ؟
      اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة، وتشعبت أقوالهم، وتعددت، و لكننا سنورد أرجح الأقوال وهو قول محمد بن الجزري في بيان المراد بحديث أُنزِلَ القرآن على سبعة أحرف.
       
      قال ابن الجزري: لا زلتُ أستشكل هذا الحديث وأفكر فيه وأمعن النظر من نيف وثلاثين سنة، حتى فتح الله عليّ بما يمكن أن يكون صواباً إن شاء الله.
       
      ذلك أني تتبَّعتُ القراءات صحيحها و شاذها و ضعيفها ومنكرها فإذا هو يرجع اختلافها إلى سبعة أوجه من الاختلاف لا يخرج عنها وذلك:
       
      أولاً: الاختلاف في الحركات بلا تغير في المعنى و الصورة:
      نحو: ( البخل ) بأربعة أوجه و ( يحسب ) بوجهين.
       
      ثانياً: الاختلاف في الحركات بتغير المعنى فقط:
      نحو: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} [البقرة: 37]، وقُرِءى بنصب " آدمُ " ورفع " كلمات ": {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ}.
       
      ثالثاً: الاختلاف في الحروف بتغير المعنى لا الصورة:
      نحو: ( تبلو ) و ( تتلو ) و (ننجيك ببدنك ) و ( ينجيك ببدنك ).
       
      رابعاً: الاختلاف في الحروف بتغير الصورة لا المعنى:
      نحو: ( بصطة و بسطة ) ونحو ( الصراط و السراط ).
       
      خامساً: الاختلاف في الحروف بتغير الصورة و المعنى:
      نحو: ( فامضوا ، فاسعوا ).
       
      سادساً: الاختلاف في التقديم والتأخير:
      نحو: ( فيَقتُلون و يُقتَلون )، قُرءى ( فيُقتَلون و يَقتُلون ).


       

      *** *** ***



      اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا



      وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين



      وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله صحبه أجمعين


منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×