اذهبي الى المحتوى
غِــيثَـــة اآلريــســْ

الخطة العملية والخطوات التطبيقية لكمال الانتفاع وتمام الاستمتاع بعشر الأضحى

المشاركات التي تم ترشيحها

akhawat_islamway_1471998793__010.jpg

~**~

> على عتبَـات الكلمَـات

أولاًّ: النيَّـة والأهميّـَة:|

 

 

إن المحبة في عرف الناس ليست كلمات جرداء، أو عبارات جوفاء؛ بل

لا يقنع الناس من دعاوى المحبة؛ إلا بما قام عليه الدليل الباهر، والبرهان

الظاهر.

فمن زعم لإنسان أنه متيم بحبه، ثم لم يحرص على وداده وقربه؛

كأنه يؤكد بلسان الحال، عكس ما زعمه بلسان المقال.

عجبًا لك أيها الإنسان!! لا تصدق من زعم أنه يحبك؛ ولم يبرهن

ببراهين كافية على دعواه؛ ولم يستفرغ وسعه في الإتيان بما تحبه وترضاه.

تقول: لو كان صادقًا في حبي؛ فعليه أن يستفرغ وسعه في البحث عما

يقربه من قلبي؛ وعليه إن أخبرته أني أحب أمرًا؛ أن يبادر إليه ويدوم عليه دهرًا.

ثم إن غضب صديقك الذي أهملك إن جفوته أو نسيته؛ قلت له:

تستاهل! لقد أخبرتك بما أحب فأهملته؛ بل لو كنت محبا صادقا لبحثت

عما أحبه وأتيته.

~**~

فلا ترى نفسك له ظالمًا، ولايراك الناس لحقه هاضمًا.

وأنت أنت ذات الشخص، لا تبالي بالبحث عما يحبه الله، ولاتكرث

إن أخرك بعمل يحبه ويرضاه؛ ثم تزعم بعد ذلك أنك من أصدق المحبين؛

والأولى بإكرام الله ومعيته من بين كل المسلمين.

مالكم كيف تحكمون؟ أفلا تعقلون؟ استقيموا يرحمكم الله.

لقد كنت أرى )عشر الأضحى( موسما من مواسم الخيرات؛ أحاول

أن أقوم فيه بما تيسر من الطاعات. لكنني لما وقفت لحظة مع العبارات

التي حضنا النبي بها على اغتنام هذه الأوقات؛ أدركت حجم خسارتي؛

وقدر غفلتي.

~**~

لقد زالت الغشاوة من على عيني؛ وأصبحت اليوم أرى تلك الأيام

فرصة لأبرهن فيها على صدق محبتي لله، وحرصي على مايحبه ويرضاه.

ثم لما اتسعت رقعة التأمل في العبارات، لم تعد الأيام في نظري فرصة

للتدليل على محبة الله؛ لكن أصبحت «سباقًا بين المحبين». فلم يعد

الهدف أن أغتنم تلك الأيام، أو أن أدلل على محبتي لله من خلالها، وإنما

أضحى الهدف أن أسابق المحبين الذين يستفرغون وسعهم في اغتنام هذه

الأيام ليبرهنوا من خلالها على محبتهم لمولاهم، وأكون في مقدمتهم إن

شاء الله.

~**~

فقد أثنى الله على عباده المحبين، بأنهم يسارعون في الخيرات، بل

يكونون في اغتنامها من السابقين؛ فقال تعالى: *أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ*

وقال سبحانه: *والسابقون السابقون أولئك المقربون* ، قال السعدي:«أي: السابقون في الدنيا إلى الخيرات،هم السابقون في الآخرة لدخول الجنات .(((»

بل لقد وَصَّى الله عباده تصريحا بالمسابقة؛ وبأن ينظروا إلى الدنيا

على أنها دار سباق؛ فقال تعالى: *سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ* .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1471998793__010.jpg

~**~

 

النَّــص النَّــبوِي

رسالة النبي صلى الله عليه وسلم لنا

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ « :مَا

مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الَْيَّامِ الْعَشْرِ »، فَقَالُوا:

يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟، قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا

رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ . (((»

روايَـات أخْرى:

وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :

«إِنَّ أَفْضَلَ أَيَّامِ الدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ ». قيل: ولا مثلُهن في سبيلِ الله؟ قال: «ولا

مثلُهن في سبيلِ الله، إلا رجلٌ عَفَّرَ وجهه بالتراب.(((»

وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي اللخ عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ « :مَا مِنْ

أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّه وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الَْأيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا

فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ .(((»

« 1((( صحيح البخاري « ،)926( » الترمذي « ،)757( » سنن أبي داوود « ،)2438( » سنن ابن ماجة « ،)1727( » مسند أحمد 1968( » (.

2 انظر «صَحِيح الْجَامِع « ،)1133( » صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب 1150( » (.

3 انظر «صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب 1248( » (.

 

~**~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1471998793__010.jpg

 

 

~**~

الحق الأوَّل: الفهْم

الدائِرة الأُولى: المعنى الإجْمالي:

 

يستثير رسول الله صلى الله عليه وسلم أشواق المحبين لرب العالمين، ويبعث

همتهم ليتباروا في ميدان من ميادين التدليل على محبتهم لله وشوقهم إليه،

فيُتحفهم النبي صلى الله عليه وسلم بإخبارهم أن أيام العشر الأوائل من ذي الحجة

شر الأضحى(، العمل الصالح فيها هو الأحب إلى الله تعالى.

فيتعجب الصحابة من ذلك الفضل الكبير لتلك الأيام؛ ويطلبون من

النبي صلى الله عليه وسلم أن يعقد لهم مقارنة بين )العمل الصالح في تلك الأيام(،

وعبادة هي ذروة سنام الإسام )الجهاد في سبيل الله(.

 

~**~

 

فيُلقي النبي صلى الله عليه وسلم على مسامعهم بالمفاجأة الثانية، التي كانت

دهشتهم منها أكبر من الأولى، ويخبرهم - على عكس ما كانوا يتوقعون -

أن المفاضلة قد أصبحت في صالح /العمل الصالح في عشر ذي الحجة/، وأن

كفته قد رجحت، باستثناء صورة واحدة من الجهاد كفتها قد تكون أرجح في

الفضل من /العمل الصالح في عشر ذي الحجة/ أو تكون مساوية له))).

-* قال الشوكاني في «نيل الأوطار « :)372 /3(» فَيَكُونُ أَفْضَلُ مِنْ الْعَامِلِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ أَوْ

مُسَاوِيًا لَهُ

 

~**~

 

ويخبرهم صلى الله عليه وسلم أن تلك الصورة هي، حالة رجل خرج

مجاهدا في سبيل الله بنفسه وماله، ففاز بالشهادة، ففقد نفسه وماله في

سبيل الله.

وفي روايات أخرى؛ يصف رسول الله /عشر الأضحى/ بجملة أوصاف تستحق الوقوف معها؛ لكونها تسبح في نفس فلك الإخبار بالتفضيل الكبير لتلك الأيام.

فتارة يصفها بأنها «أَفْضَل أَيَّامِ الدُّنْيَا »، وتارة يصفها بأنها «الأَعْظَمُ

عِنْدَ اللَّهِ »، وتارة يصف العمل فيها بأنه «الأَزْكَى عِنْدَ اللهِ »، أي: الأكثر نماءً

ومضاعفةً وأثرا على صاحبه من ناحية التطهير والتطوير)))، وتارة يصفه

بأنه «الأَعْظَم أَجْرًا » إضافة إلى وصفه طبعا بأنه «الأحب إلى الله .»

ولا تتعجبوا مما مَر؛ فعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

« :ألا أنبِّئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها

في درجاتكم، وخيرٍ لكم من إنفاق الذهب والورق، وخيرٍ لكم من أن

تَلْقَوْا عدوَّكم؛ فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟ ». قالوا: بلى. قال:

«ذكر الله»

))) وقال في «التنوير « :)40 /7( » )أزكى عند الله(، أي: أنمى وأرفع شأنًا .»

« ((( صحيح الترغيب والترهيب 2( » / 204 (.

 

~**~

 

ولايفوت النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي كان منهجه *العلم والعمل* أن

يضع للصحابة خطة تشغيلية مختصرة تتضمن الإكثار من الذكر وخصوصا

التهليل )لا إله إلا الله وأخواتها(، والتكبير )الله أكبر وأخواتها(، والتحميد

)الحمد للهوأخواتها(، مؤكدا أن أولى ما تُغْتَنَم به هذه الأيام هو الذكر،

ومُوَضِّحا أنه أهم ميدان من ميادين سباق المحبين في هذه الأيام.

فالذاكرين الله كثيرًا والذاكرات هم أهل السبق دومًا؛ فقد قَالَ

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم « :سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ »قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ

اللهِ؟ قَالَ: «الذَّاكِرُونَ ا للهَ كَثِيرًا، وَالذَّاكِرَاتُ/

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيرًا يا حبيبة

إنتقاء قيم وطيب

جعله الله في ميزان حسناتك

أسأل الله أن يجعلنا دائمً من السابقين للخيرات

في المتابعة بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1471998793__010.jpg

 

~**~

 

الدائرة الثانية: وقفات مع بعض المفردات.

الْعَمَلُ الصَّالِحُ: الخالص لله الموافق لسنة رسول الله .

أَيَّامٍ: أفادت أهمية الاجتهاد في الليل والنهار معا. وليس معنى أن

نهار هذه الأيام أفضل من نهار غيرها مطلقا أن نغفل عن ليلها؛ فقد أقسم

الله بليلها، فقال تعالى:(وَالْفَجْرِوَلَيَالٍ عَشْرٍ]الفجر: 1، 2[.

 

 

قال ابن كثير: «وَاللَّيَالِي الْعَشْرُ: الْمُرَادُ بِهَا عَشَرُ ذِي الْحِجَّةِ. كَمَا قَالَهُ

ابْنُ عَبَّاسٍ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ، وَمُجَاهِدٌ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ .»

« ((( صحيح مسلم 4( » / 2062 (.

« ((( تفسير ابن كثير 8( » / 390 (.

 

الْعَشْرِ: العشر الأول من ذي الحجة، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ:

«الْعَشْرُ الثَّمَانُ، وَعَرَفَةُ، وَالنَّحْرُ .»

وعَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ الْعَشْرَ عَشْرُ الَْضْحَى،

وَالْوَتْرَ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّفْعَ يَوْمُ النَّحْرِ »

وعَنْ أَبِي الضُّحَى قَالَ: سُئِلَ مَسْرُوقٌ عَنِ «الْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ » قَالَ:

«هِيَ أَفْضَلُ أَيَّامِ السَّنَةِ .»

 

~**~

أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ:

عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «مَا مِنْ عَمَلٍ فِي أَيَّامِ السَّنَةِ أَفْضَلُ مِنْهُ فِي الْعَشْرِ مِنْ

ذِي الْحِجَّةِ .(((»

وقال الإمام ابن حجر: «الْمُرَادَ أَنَّ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ أَفْضَلُ مِنْ

غَيْرِهِ مِنْ أَيَّامِ السَّنَةِ سَوَاءٌ كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَمْ لَا، وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ

الْجُمُعَةِ فِي غَيْرِهِ لِجْتِمَاعِ الْفَضْلَيْنِ فِيهِ .»

« ((( شعب الإيمان 5( » / 305 (.

« ((( مسند أحمد » ط الرسالة ) 22 / 389 ( وقال محققه: هذا إسناد لا بأس برجاله.

« ((( مصنف عبد الرزاق الصنعاني 4( » / 376 (.

« ((( مصنف عبد الرزاق الصنعاني 4( » / 375 (.

« ((( فتح الباري 2( » / 534 (.

 

~**~

 

قال شيخ الإسام ابن تيمية: «أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام

العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي

عشر ذي الحجة »وأيده ابن القيم-/ وابن كثير))).

لكن ابن رجب يفضل عشر ذي الحجة ليلا ونهارا على غيرها، ويقول

في كلام بديع:«فرائض عشر ذي الحجة أفضل من فرائض سائر الأعشار،

ونوافله أفضل من نوافلها، فأما نوافل العشر فليست أفضل من فرائض

غيره .»

وقال بعبارة أصرح: «عشر ذي الحجة أفضل من غيره من الأيام من

غير استثناء، هذا في أيامه فأما لياليه فمن المتأخرين من زعم أن ليالي عشر

رمضان أفضل من لياليه لاشتمالها على ليلة القدر، وهذا بعيد جدا »

~**~

وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ:

قال ابن رجب: «هذا الحديث نص في أن العمل المفضول يصير فاضلا

إذا وقع في زمان فاضل، حتى يصير أفضل من غيره من الأعمال الفاضلة ؛

لفضل زمانه »

« ((( مجموع الفتاوى 287/25( » (.

« ((( بدائع الفوائد 683/3( » (.

« ((( تفسير ابن كثير 8( » / 391 (.

« ((( فتح الباري » لابن رجب ) 6/ 118 (.

« ((( لطائف المعارف 468( » (.

« ((( فتح الباري » لابن رجب ) 6/ 115 (.

 

~**~

 

وقال ابن حجر: «والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة

لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة، والصيام، والصدقة،

والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره .(((»

فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ:

قال ابن بطال: «هذا اللفظ يحتمل أمرين: أن لا يرجع بشيء من ماله

وأن رجع هو، وأن لا يرجع هو ولا ماله بأن يرزقه ا لله الشهادة .(((»

لكن في رواية في «صحيح الترغيب والترهيب « :)32 /2( » إلا من

عثر جواده، وأهريق دمه .»

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1471998793__010.jpg

 

 

~**~

 

الدائرة الثالثة: من لطائف الحديث.

1- جاء وصف هذه الأيام بعبارات تتضمن أعظم الحوافز، وتكسر

أعتى الحواجز أفضل أيام الدنيا - الأعظم عند الله - العمل

الصالح فيها؛ هو الأحب إلى الله - العمل الصالح فيها؛ هو الأزكى

عند الله - العمل الصالح فيها؛ هو الأعظم أجرا.

2 -ما أروع الطريقة النبوية في التوجيه؛ لم يحضنا النبي صلى الله عليه وسلم

على اغتنام هذه الأيام بعبارات جامدة وكلمات باردة؛ بل بكلمات

– لو صح التعبير- تعزف على وتر محبة الله الكامنة في النفوس،

وبعبارت تبعث الشوق إلى الرغبة في إرضاء الله وتزكيه؛ فتنقل

كلمات النبي صلى الله عليه وسلم الأمر من كونه عملاً جامدا مجردا

تقوم به الجوارح؛ إلى شوق اضطرمت ناره في القلب فراح يحمل

الجوارح ويحدوها على استفراغ الوسع في إكمال التعبد موافقة لمراد

المحبوب وبرهانا على الصدق في حبه «أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ « ،» أَعْظَمُ عِنْدَ

اللَّهِ « ،» أَزْكَى عِنْدَ ا للهِ .»

 

~**~

 

وليس ذلك فحسب بل تتخطى الكلمات حافز «الأجر » وحافز

«الشوق » إلى معالي الأمور وأشرافها حيث حافز المسابقة والتنافس على

منزلة أعظم المأجورين وأفضل المشتاقين، فتصور الأمر كأنه )سباقٌ

للمحبين(«مَا مِنْ أَيَّامٍ « ،» أَفْضَلَ أَيَّامِ الدُّنْيَا « ،» أَعْظَمُ أَجْرًا « ،» فَأكَْثِرُوا .»

إن كلمات النبي صلى الله عليه وسلم تنقل العبد المقبل على اغتنام

العشر الأوائل من إنسان يراها فقط فرصة لزيادة الأجر أو سبيلا

لتكفير الوزر؛ إلى إنسان يراها برهانا على محبته لله وحرصه على

رضاه؛ لقد أضحى المسلم بعد كلمات الرسول صلى الله عليه وسلم طائرا

يحلق في فضاء العشر الأوائل تحمله المحبة، وتحدوه الرغبة والرهبة.

 

~**~

 

لقد أصبح الآن، يرى اجتهاده في هذا الجزء من الزمان، دليلاً على

محبته للكريم المنَّان، وسبيلا لتقديم أسمى آيات الشكر والعرفان.

« ((( فتح الباري 460/2( » (.

« ((( فتح الباري 460/2( » (.

 

~**~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1471998793__010.jpg

 

 

 

 

~**~

 

- الْعَمَلُ الصَّالِحُ » اشترط النبي صلى الله عليه وسلم في العمل أن يكون صالحا؛

والصالح ماكان خالصا لله، على طريقة رسول الله ،لى الله عليه وسلم

والصالح أيضا ما كَمُلَ كيفا وكما؛ فليس المطلوب مجرد العمل

بل أحسنه.

~**~

 

« إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ » تفاضل

الأعمال يكون بتفاضل حجم التضحية فيها؛ فلما بلغ المجاهد

الذي خرج بنفسه وماله أعلى درجات التضحية؛ كانت منزلته أعلى؛

ومن عبادات العشر الأوائل من ذي الحجة؛ عبادة «الأضحية »؛ فلا

تغفلوا عن معنى التضحية في هذا الأيام لتكونوا فيها من الفائزين؛

وكلما ضحيت أكثر، كلما كان انتفاعك بهذه الأيام أكثر. وقد سماها

النبي صلى الله عليه وسلم « عَشْرَ الَْضْحَى .»

 

~**~

 

« وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ » إن تلك الكلمات من النبي ؛صلى الله عليه وسلم

وصور المقارنة التي يستدعيها الصحابة؛ تشير إلى أن القضية ليست

اغتنام هذه الأيام بل دخول حلبة سباق التضحية والبذل لتكون

أعظم الناس فوزا فيها؛ إنها تصور الأمر «سباقا للمحبين » ليبرهنوا

على محبتهم للمحبوب الأكبر سبحانه.

~**~

« وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ » كما تحض الشريعة على الحرص

على الموت في سبيل الله؛ تحض كذلك على الحرص على الحياة

في سبيل الله؛ بل وتقدم الحياة في سبيل الله على الموت في سبيله في

أحيان كثيرة؛ كأن يكون الجهاد جهاد «طلب » لا جهاد «دفع ». قال ابن

باز « : فالحياة في سبيل ا لله، أصعب من الموت في سبيل ا لله .»

~**~

« إلا رجل »، أي: )جهاد رجل(، بيان لفخامة جهاده وتعظيم له بأنه

قد بلغ مبلغًاعظيما ).

«خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ » إن كلمات النبي صلى الله عليه وسلم تبين العلاقة

العكسية بين الرغبة فيما عند الله والرغبة في متاع الدنيا؛ فكلما كانت

رغبة العبد فيما عند الله أكثر؛ كلما كانت رغبته في متاع دار الفناء

وحبه للتكاثر فيها والاقتناء أصغر وأصغر. لا يمكن أن يكون الإنسان

«في أعلى درجات البذل والعطاء » وفي ذات الوقت «من أكثر مدمني

البخل والاقتناء » المجاهد أعطى النفس والمال والوقت والجهد؛

وقبلها تحرر من حب متاع الدنيا والإخلاد إلى الأرض.

وكذلك من يريد اغتنام هذه الأيَّام ينبغي أن يتحرر من الجواذب

السفلية؛ لينطلق في سماء البذل والعبودية؛ ولا يتوهم أنه سينالهما

معا؛ إن خاض غمار هذه التجربة أضاعهما معا.

 

~**~

 

« فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ » هذا في قاموس الدنيا؛ لكنه في قاموس

الآخرة قد فاز بكل شيء. فقد يراك الناس قد خسرت لأجل الآخرة

من مالك أو جهدك؛ ذاك قاموس أهل الدنيا؛ لكن قاموس الآخرة

يناديك «ربح البيع »، ويصيح فيك «فزت ورب الكعبة .»

 

~**~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

d2dfdb4edf1f32f8049d0cd386994d88.jpg

 

إن كلمات النبي صلى الله عليه وسلم « أحب « ،» أفضل « ،» أزكى « ،» أعظم ،»

تشير إلى أن المسلم ينبغي أن تنصرف همته دوما إلى معالي الأمور

وأشرافها وأن يرتفع بنفسه عن سفسافها، فليس التصنيف عند الله،

مسيء ومحسن فقط، إنما هناك صنف آخر وصفه أنه «أحسن ». إنها

نظرة لابد أن تنتظم كل أمور الدين والحياة وتتأكد هنا ونحن بصدد

الحض على اغتنام العشر الأوائل.

 

« فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ » أرأيت كيف

تجاوز النبي صلى الله عليه وسلم مجرد حض الصحابة على اغتنام العشر

الأوائل إلى توجيههم لكيفية العمل بما تعلموه؟ لم يكتف النبي

بالتوجيهات النظرية، وإنما أردفها مباشرة بالتطبيقات العملية.

 

« فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ » يبين النبي

أن هذه الأيام لو صح التعبير هي «المهرجان السنوي

للذكر »؛ وأن أهم ما يحرص المسلم عليه من العبادات في هذه الأيام

هو عبادة الذكر. فكما كانت العشر الأواخر من رمضان مهرجانًا

سنويًّا ومعسكرًا تدريبيًّا «للقرآن والقيام والصيام » تميزت العشر

الأوائل بعبادة «الذكر .»

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

4_copy.jpg

 

| فَأَكْثِرُوا » دعوة من النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين لإحياء عبادة

الذكر والوصول بها إلى الكمال الممكن كمًّا وكيفًا. فتلك الأيام

المباركة فرصة لتجويد عبادة الذكر، وزيادة كفاءة آدائها مع استفراغ

الوسع في الإكثار منها، ويؤكد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بوصفه لأيام

عيد الأضحى بأنها أيام «ذكر »، وحال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه

ومن تبعهم بإحسان يؤكد ذلك.

/*

وذكر النبي صلى الله عليه وسلم « للتَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ» وغيرها

من صور الذكر المطلق يؤكد أن المراد فيما يتعلق بالذكر في هذه

الأيَّام ليس فقط ما اعتدناه من الأذكار الموظفة؛ بل أكبر قدر

ممكن كما وكيفا.

/*

وكلمة «أَزْكَى » تشير إلى دور الاجتهاد في هذه الأيام في تطهير النفس

وتطويرها؛ فالتزكية أعظم تغيير وتشمل كمال التطهير والتطوير.

فهذه الأيام فرصة لصفحة جديدة وانطلاقة سديدة في السير إلى الله.

وعشر ذي الحجة هي الأيام العشر التي أتمها الله تعالى لموسى

عليه الصلاة والسلام، والتي كلم الله تعالى موسى في تمامها، والتي

كانت مرحلة إعداد وتهيئة لمرحلة جديدة في تبليغ رسالة الله ودعوته،

وذلك في قوله الله تعالى:( وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً)

قال ابن كثير: «فَالأكْثَرُونَ عَلَى أَنَّ الثَّلَاثِينَ هِيَ ذُو الْقَعْدَةِ، وَالْعَشَرُ

عَشَرُ ذِي الْحِجَّةِ. قَالَهُ مُجَاهِدٌ، وَمَسْرُوقٌ، وَابْنُ جُرَيْجٍ. وَرُوِيَ عَنِ

ابْنِ عَبَّاسٍ »

/*

وعشر ذي الحجة هي الأيام التي أكمل الله بها الدين، وأنزل فيها

قوله تعالى:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) وكأن الوصية بالاجتهاد فيها وصية بتكميل الالتزام بهذا

الدين، ودعوة لتقييم حال النفس مع هذا الدين في ذكرى اكتماله.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

موضوع قيم وجاى فى وقته

 

بارك الله فيكِ غيوث الرااااااااااااااائعة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

===

 

ثانيًا: الوصايا العملية والرسائل المستخرجة من النص

)ما هو أبرز ما ينبغي عليّ فعله؟(

الوصية الرئيسية:

1/ أن أُحْسِن التعرض لنفحات الله في الأيام العشر؛ لأغتنم 100 %

مما جاءت به من بركات؛ مثل )الفوز بمحبة الله ورضوانه – إكمال عبادة

الذكر كما وكيفا – العتق من النار في يوم عرفه – إجابة الدعاء(

وصايا أخرى:

1 أن أبحث عن أحب الأعمال إلى الله وأفضلها عنده وألتزمها.

2 أن أُضَحِّي بوقتي ومالي وجهدي ونفسي ابتغاء مرضاة الله.

3 أن أخلص في أعمالي وأحرص على موافقتها للسنة.

4 أن أسارع في الخيرات وأسابق نحو المكرمات.

ويفضل صياغتها في صورة هدف متكامل الأركان والمواصفات؛ حيث يكون موضوعيا

محددا واقعيا يمكن قياسه.

===

 

ثالثاَ

)التفكر في الحال والمآل(

الدائرة الأولى: الإسقاط والتقييم

إن من المشكلات التي نعانيها:

أننا نتذكر حسناتنا ونستكثرها ونستعظمها، وننسى سيئاتنا ونستقلها

ونحتقرها؛ فنشعر بالرضى عن أنفسنا ونعجب بحالنا، فنزهد في كثير من

نفحات الخير وأطواق النجاة التي تنتشلنا مما نحن فيه، ونغفل عن حاجتنا

الماسة إليها؛ لأننا لا نحاسب أنفسنا باستمرار توهما منا أننا على خير حال،

وأن في أمان من سوء المآل.

ننسى ذنوبنا، لكن الله لا ينساها، قال الله: يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ۚوَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ

نستهين بذنوبنا ونستصغرها؛ لكنها ليست هينة ولا صغيرة؛ لأنها تفريط

في القيام بحق الله، قال تعالى:

 

وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ

 

لذا فإن بال بن سعد يوصينا: «لا تنظر إلى صغر المعصية، ولكن

انظر.. مَن عصيت! .(((»

===

فنسأل الله ألا نكون منهم

وقال أنس بن عياض: «رأيت صفوان بن سليم، ولو قيل له: )غدًا

القيامة( ما كان عنده مزيد على ما هو عليه من العبادة » وروي شبيهه عن

حماد بن سلمة ومنصور بن زاذان))).

إن الواحد منا يتصور أنه من أصلح الصالحين؛ رغم أنه يغفل عن

الكثير من الخير ويزهد فيه؛ لكن لو علم أن اليوم هو آخر يوم من حياته؛

سيصدق نفسه فيجتهد اجتهادا لم يكن له نظير في حياته.

لذا اسمح لي أن أسألك أسئلةً أتمنى أن تجيب عليها بصدق وألا

تخدع نفسك، لِنُقَّوّم أنفسنا ونحاسبها ونرتقي بها قبل أن يأتي يوم نُحاسَب

ولا نقدر أن نفعل شيئا:

===

=هل نصيبك من الحسنات يجعلك تزهد في حسنات أخرى؟ وهل

تضمن أن هذا القدر يكفيك؟

 

=هل نصيبك من السيئات يجعلك تزهد في فرص تعويض الخسارة

وغفران الذنوب؟

= وهل تأمن مغبات هذه السيئات مهما قَلَّت؟

= هل حققت المهمة التي خلقك الله لأجلها على الوجه الأكمل؟

=هل تعتقد أنك لو حُوسبت عليها ستكون من الفائزين؟

=هل ستكون سعيدا بمقابلة الله لو أتاك ملك الموت الآن؟

=كيف سيكون حالك يوم القيامة؟ هل ستكون من الفائزين؟ كيف

ستكون موازينك؟

=هل لديك عهد بأنك من أهل الجنة يزهدك في العمل لها بهذه

الطريقة؟ أما اشتقت للجنة؟

=هل لديك صك بالأمان من النار يزهدك في كل الأعمال التي

تباعدك عنها؟

=وبعد كل ذلك.. هل أنت راضٍ عن نفسك تماما؟

 

===

=ألست بحاجة إلى نفحة من كرم الكريم الحليم، تأخذ بيدك إلى

بر الأمان والفاح والنعيم؟

= أخي! أختي!

=أين نحن مما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم به فيما يتعلق باغتنام

هذه الأيام وحسن التعرض لها؟

لماذا نغفل عنها ولا نبالي بها؟

لماذا يكتفي بعضنا بأن يضرب بسهم في أي باب من أبواب الخير

فيها، ولايبالي ببقية الأبواب؟ لماذا يستكثر بعضنا الاجتهاد فيها

كلها، ويكتفي بيوم واحد فقط؟

أخي! أختي!

أين نحن من الحرص على الأعمال التي يحبها الله عزوجل؟

=لماذا لا نعمر تلك الأيام فرصة لأن نبرهن على محبتنا له

سبحانه؟

=ألسنا بحاجة إلى أن نزداد له سبحانه حبا، ومنه قربا؟

=لماذا نزهد في تلك الفرصة السهلة التي ربما تكون معراجا

للفوز بمحبته سبحانه لنا؟

===

=أين نحن من التضحية؟ أين نحن من الإخلاص؟ أين نحن من

متابعة السنة؟

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

===

 

نحتاج إلى نتفكر في حالنا، ونفسح المجال لحديث رسول الله

صلى الله عليه وسلم عن العشر الأواخر؛ ليفتشنا ويفاتشنا، ويكشفنا ويكاشفنا،

ويوقفنا على حقيقة حالنا؛ ونتعرف على وضعنا الحالي؛ لندرك – على

الحقيقة – أين نحن من طاعة الله؟ وأين نحن من الحرص على ما يحبه

ويرضاه؟ وأين نحن من استباق الخيرات والمسارعة في الطاعات؟ وأين

نحن من الحرص على جعل أعمالنا خالصة لله موافقة لسنة رسول الله؟

وأين نحن من التضحية - في سبيل الله - بالنفس والمال؟ وأين نحن من

الحرص على تزكية النفس بالأعمال؟

أريدك أن تَزِن حالك بحال النبي صلى الله عليه وسلم، وتُقَيِّم نفسك في

ضوء هذين المعيارين:

الأول: )الحاجات(؛ هل أنت أحوج لاغتنام عشر الأضحى أم النبي

؟

الثاني: )الحواجز(؛ هل لديك من الشواغل والصوارف والهموم أكثر

مما كان لدى النبي صلى الله عليه وسلم؟

لاشك أنك أحوج لهذه الأيام، وشواغلك أقل من شواغل النبي عليه

الصلاة والسلالم ورغم ذلك ماكان يغفل عن هذه الأيام أو

يفرط فيها؛ بل اجتهد في أن يكون الأول في «سباق المحبين .»

 

===

 

فماذا أنت فاعل؟ ألستَ أولى بالاجتهاد في هذه الأيام؟

* آمل أن تصنف نفسك، فيما يتعلق بحجم استجابتك لوصية النبي

صلى الله عليه وسلم )نظرتك لهذه الأيام واستعدادك لها، واجتهادك فيها(؛ لتحدد

مشكلتك، وتعرف موقعك؛ وتتمكن من الوصول إلى الوجهة التي تريد.

 

===

 

كم مرة مَرَّت علينا هذه الأيام وما اغتنمناها؟

كم مرة جاءتنا هذه الفرصة وما ااجتهدنا فيها؟

ربما كانت هذه هي الفرصة الأخيرة؛ فاغتنوها، ولا تضيعوها.

===

الدائرة الثانية: التفكر في العواقب الحسنة والسيئة )التفكر في المآل(:

وذلك التفكر القلبي المنشود لايكفي فيه مجرد معرفة العواقب، بل

يكون بتحديد العواقب، ثم شهودها بالقلب )وهو شهيد(؛ فيتصور الإنسان

نفسه كأن هذه العاقبة حَقَّت ووقعت، وهو ينظر إليها بعين قلبه بل

ويعايشها كأنه فيها الآن؛ إنها نقلة قلب لحالة مستقبلية، واستحضار للحالة

الشعورية التي سيكون عليها حينها. ليدرك العواقب والمآلات من الآن

كأنما ينظر إليها بعين قلبه؛ فيتأثر قلبه ويتحرك رغبة أو رهبة؛ ويشعر بأهمية

الوصية ويزداد إقباله عليها.

فمثلاً: يحدد ما هي عاقبة الحرص على النوافل؟ فيعرف أن منها

)الفوز بمحبة الله(، فلا يكتفِ بذلك؛ لأنه لايكون كافيا في تحفيزه وزيادة

دافعيته وإقباله على النوافل ليأتي بها أكمل ماتكون، بل يبدأ تفكره القلبي

بشهود تلك العاقبة، فيتصور نفسه كأن قد فاز الآن بمحبة الله له، ويعايش

تلك الحالة كأنه فيها الآن، ويستحضر الحالة الشعورية التي سيكون عليها،

كأنما ينظر بعين قلبه الآن إلى تلك العواقب الحسنة لمحبة الله له، فيجد

من التأثر القلبي ما يزيده رغبة في الحرص على النوافل، ويشعره بأهميتها

ويزيده إقبالا عليها.

===

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

===

والسؤال الآن: هل أحسنت التعرض لنفحات الرحمة في عشر

الأضحى؟ هل أحسنت الاستعداد لها؟ فقد قال ربنا: وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ،

 

 

===

 

-4 تزكية النفس تطهيرا وتطويرا:

فأعمال هذه الأيام هي أزكى الأعمال عند الله؛ وأهم عبادات هذه

الأيام عبادة الذكر وهي من أزكى الأعمال عند الله، وفيها أيضا الصوم

والدعاء وغيرها من الأعمال التي تزكي النفس تطهيرًا وتطويرًا.

وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله « :ألا

أنبِّئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخيرٍ

لكم من إنفاق الذهب والورق، وخيرٍ لكم من أن تَلْقَوْا عدوَّكم؛ فتضربوا

أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟ ». قالوا: بلى. قال: «ذكر ا لله .(((»

 

===

 

-5 الأجر والثواب الذي لا نظير له:

فأي عبادة في هذه الأيام خير من مثيلتها في غير هذه الأيام أجرا وبركة؛

بل ربما فاقت بعض فرائض هذه الأيام فرائض ليست من جنسها، وربما

فاقت بعض نوافلها نوافل ليست من جنسها.

« ((( صحيح الترغيب والترهيب 2( » / 204 (.

 

===

 

فقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم العمل فيها بأنه «الأَزْكَى عِنْدَ الله ،»ِ

أي: الأكثر نماءً ومضاعفةً وأثرا على صاحبه من ناحية التطهير والتطوير)))،

وتارة يصفه بأنه «الأَعْظَم أَجْرًا » إضافة إلى وصفه طبعا بأنه «الأحب إلى الله .»

يقول ابن رجب: «فرائض عشر ذي الحجة أفضل من فرائض سائر

الأعشار، ونوافله أفضل من نوافلها، فأما نوافل العشر فليست أفضل من

فرائض غيره .(((»

 

===

 

-6 منزلة الهجرة إلى ا لله:

كنت تتمنى طبعا أن تكون ممن هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

أليس كذلك؟ قد جاءتك فرصة.

قال رسول الله « :الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ .(((»

فالمنشغل بعبادة الله وقت انشغال الناس وغفلتهم عن الله بالمنكرات

أو حتى بالمباحات، له ثواب المهاجر. فا تدخر وسعا في أن تثبت لله أنه؛

أهم شيء لديك، وأحب شيء إليك. ولا تغفل عما يحب أبدا وإن غفل كل

الناس. فمن له رب كربنا كيف يغفل عنه طرفة عين؟!!! سامحنا يا ولي

نعمتنا وارض عنا.

))) وقال في «التنوير شرح الجامع الصغير « :)40 /7( » )أزكى عند الله(، أي: أنمى وأرفع شأنًا .»

« ((( فتح الباري » لابن رجب ) 6/ 118 (.

« ((( صحيح مسلم 8( » / 208 (، الهرج: القتل والفتن واضطراب الأمور.

 

===

اهجر هواك، وآثِر هداك، اهجر كوكب أهل الغفلة والعصيان، وهاجر

لكوكب أهل الطاعة والإحسان. فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ « :أَفْضَلُ

الْجِهَادِ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ وَهَوَاهُ فِي ذَاتِ اللَّهِ، وَأَفْضَلُ الْمُهَاجِرِينَ مَنْ هَجَرَ مَا

نَهَى اللَّهُ عَنْهُ .(((»

وقَالَ أيضا: «إِنَّ الْهِجْرَةَ خَصْلَتَانِ: إِحْدَاهُمَا أَنْ تَهْجُرَ

السَّيِّئَاتِ، وَالُْاخْرَى أَنْ تُهَاجِرَ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَلَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا تُقُبِّلَتْ

التَّوْبَةُ، وَلَا تَزَالُ التَّوْبَةُ مَقْبُولَةً حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ الْمَغْرِبِ... .(((»

ولما سئل مُعَاوِيَةُ بْن حَيْدَةَ النبي صلى الله عليه وسلم : فَأَيُّ الِْيمَانِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:

«الْهِجْرَةُ »، قُلْتُ: وَمَا الْهِجْرَةُ؟، قَالَ: «أَنْ تَهْجُرَ السُّوءَ .(((»

-7 العتق من النيران وخصوصا يوم عرفة:

لو لم يكن العمل والاجتهاد في العشر إلا تأهبا ليوم عرفة؛ ليكون

ذلك أرجى للفوز فيه، لكان كافيا. ففي الحديث: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ

يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ .(((»

وفي آخر هذه الرسالة إلحاق عن )الأسباب الجالبة للعتق من النيران(.

« ((( صَحِيح الْجَامِع 1129( » (.

« ((( صَحِيح الْجَامِع 7469( » (.

« ((( الصحيحة 369( » (.

« ((( صحيح مسلم 4( » / 107 (.

 

 

-8 استجابة الدعاء، وخصوصا في يوم عرفة:

ففي الحديث: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ

مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى

كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .(((»

-9 تكفير السيئات وخصوصا في يوم عرفة:

ففي الحديث: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ

الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ . (((»

وفي رواية: «من صام يوم عرفة غفر له ذنب سنتين متتابعتين .(((»

 

« ((( سنن الترمذي 5( » / 572 ( وحسنه الألباني.

« ((( صحيح مسلم 3( » / 167 (.

« ((( صحيح الترغيب والترهيب 1( » / 244 (.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×