اذهبي الى المحتوى
~ أم العبادلة ~

التعليم المنزلي في حياة عابدة المؤيد العظم

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

 

هنا بعون الله سأجمع أكبر قدر من مقالات عابدة المؤيد العظم عن تجربتها في التعليم المنزلي مع أولادها

وعابدة المؤيد العظم هي حفيدة الشيخ علي الطنطاوي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كيف درس أولادي من المنزل؟

عابدة المؤيد العظم

 

تجربتي أثارت تساؤلات الناس، فكتبوا يستفتون، وليس- في تجربتي- أي فرق عن الدراسة النظامية، سوى "الامتناع عن الدوام اليومي" والبقاء في البيت، والتفاصيل كالتالي:

نظام الدراسة من البيت معترف به في المملكة العربية السعودية، وليست له أية شروط ولا يحتاج لأوراق إضافية أو لأسباب (مثل المرض أو السفر...)، ويمكن لأي طالب تجاوز المرحلة الابتدائية، أن يترك الانتظام ويتحول إلى الانتساب، والشهادة التي يأخذها معترف بها، ويمكن تصديقها وختمها، وتخوله لدخول أي جامعة، سواء داخل المملكة أو خارجها (وابني يدرس بناء عليها في ماليزيا)

ويتم القبول والتسجيل عن طريق وزارة التربية والتعليم السعودية نفسها وليس عن طريق المدرسة، (ولكن على "نظام المنازل")،وتختار الوزارة مدرسة حكومية على ذوقها هي، وتحول ملف الطالب عليها، وبعد شهر من بدء الدراسة يسلمونه الكتب،ويقدم امتحانه في نفس موعد الامتحانات العامة مع الطلاب المنتظمين، ويجيب عن الأسئلة نفسها، وتصدر النتيجة مع النتائج العامة.

بدأت تجربتي عام 2007 واستمرت حتى اليوم؛ فأصغر أبنائي بكالوريا هذا العام، وبذلك يكون صغيرهم قد درس المرحلتين الإعداية والثانوية كلها من البيت، وكبيرهم درس الثانوية فقط، وأوسطهم درس هذا وذاك.

أما من حيث الصعوبات الدراسية، والحاجة للمساعدة في فهم المناهج، فإني جعلتها فرصة ليتحمل صغاري المسؤولية، ويدرسوا ويتعلموا قراءة الكتب وفهمها. ولم أستخدم أية وسيلة للإيضاح، ولم أنظم الوقت! وتركت لهم اختيار وقت الدراسة والطريقة، ولم نحتج لمدرس خصوصي؛ يسألون بعض الأسئلة فأشرح لهم، وساعدهم أخوهم بالرياضيات، وكانت معدلاتهم 88% تزيد أو تنقص، وكنت راضية بهذا لأني لست من الذين يقدسون الدراسة أو يرنون إلى التفوق، ولم يكن أولادي من الذي يحبون دراسة الطب أو الهندسة (ولا شك أن هذا ساهم في نجاح تجربتي).

ولا تنسوا أن كثيراً من الأساتذة لا يجيدون الشرح، أو يقرؤون من الكتاب... وتحبيب الأولاد بالعلم أفضل فرضه عليهم لأجل الشهادة

 

وسألوني عن ضبط الوضع، ولم أجد حاجة له، وقد ربيت أولادي على تحمل المسؤولية بمعناها الواسع، فكانت الدراسة جزءاً منها فتحملوها، ولم يجدوا غضاضة.

وإن الخطة التي اتبعتها أني وثقت بنفسي ووثقت بأولادي، واسترخيت تماماً، صدقوني لم أفعل أكثر من هذا، والقضية ليست معقدة ولا صعبة، ومن وجد صعوبة فإن القنوات التعليمية والملخصات كفيلة بسد أي ثغرة. وبالمناسبة فإن بعض المدارس تسمح لطالب المنازل بالدوام والاستفسار في آخر أسبوعين قبل الامتحانات.

وأقر بأن المدارس ليست واحدة في مستواها العلمي والخلقي، وكذلك قدرات الأبناء ونفوسهم وشخصياتهم، وولاة أمورهم مختلفون كذلك، ومن كان ولده بخير فعلام يضعه بالمنازل؟! وإنما طرحت فكرتي لمن كره أولاده المدرسة، أو لمن أصبحت سيئاتها أكثر من حسناتها، أو لمن يراها كابوساً وفترة سيئة من حياته.... وللمُهجّرين

 

وأما السلبيات فلم أشعر بشيء منها يهدم التجربة! بل كنت أطمئن كل يوم، وتزيد الأسباب غير المباشرة في اطمئناني وثقتي؛ فحرارة الجو وازدحام المواصلات وحوادث السيارات... تقلقني، وحين يكون الصغار بالبيت أشعر بالراحة والسعادة.

وأكثر ما كان يطمئنني رؤية الأمهات وهن يبذلن جهدهن ويُدَرسن أولادهن (الذين يواظبون على الدوام) في حين لا أحتاج أنا لتدرّيس أولادي العاطلين! وأرى الأمهات تشتكي التقصير والإهمال وأولادي على خير حال، وستسألون: كيف؟ وماذا صنعت؟

والجواب: هددتهم بشيء واحد فقط "أي تقصير من طرفكم يعني فشل التجربة وإعادتكم إلى المدرسة!". فكان هذا التهديد -وحده- خطيراً ومخيفاً ورادعاً!

عابدة المؤيد العظم (وفي الصورة أبطال هذه التجربة: سنان وكنان وعباد)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الطلاب والحياة الاجتماعية في المدرسة

(والكلام يشمل الطلاب النظاميين)

 

قال الناس: "ليست المدرسة بيئة علمية فقط، إنها بيئة اجتماعية للتربية والتأهيل واكتساب المهارات وتبادل التجارب والخبرات، وبقاء الصغار بالبيت يحرمهم من هذه المزايا.

فكان أول ما قلته لهم: أولادي أخذوا من المدرسة خيرها ولم يتبق لهم سوى شرها! فقد وصلوا لسن حرج وبدأ الأصدقاء يغرونهم بالصور والمواقع والأرقام، فعلام أنتظر؟

وإن من الأسباب الرئيسية التي دفعتني لإخراج أولادي من المدرسة حمايتهم من توابع النواحي الاجتماعية تلك! وإليكم المزيد:

أولاً- إن أهم علاقة اجتماعية هي علاقة الولد بأهله وقرابته، وإذا نجح في التعامل معهم مع اختلاف شخصياتهم وميولهم، نجح بالحياة؛ ذلك أن التعامل مع المقربين أصعب بمرات من التعامل مع الأباعد، وأكثر المشكلات تقع بين الذين يعيشون في مكان واحد

 

ثانياً- المدرسة لا تُوجد المقدرة على التواصل الاجتماعي عند الشخصية الميالة للانطواء، فهذه خلقة وطبع. وبالتالي لا تستطيع تغييره ولا تعطيه الخبرات

 

ثالثاً- وإن الاحتكاك الاجتماعي عواقبه خطيرة إذا لم يتعلم الصغير الحسن والقبيح، والتمييز بين الخير والشر... خاصة مع غياب الأهل عن متابعة أولادهم واشتغالهم بأعمالهم وطموحاتهم ولم يعد للصغار من يوجههم أو يقودهم فكيف يُكوّنون التجارب والخبرات بلا إرشاد؟ وكيف يواجهون العالم الخارجي بلا وعي أو فهم؟

وإن أكبر عامل -في الفساد الذي نراه- أصدقاء المدرسة الذين تفردوا بالرأي والمشورة! فكيف نترك أبناءنا بين أيديهم ثم نقول سوف يكتسبون الخبرات؟!

وكم سعدت لما سمعت أن الأمريكيين المحافظين يلجؤون للتعليم المنزلي حفاظاً على دين أولادهم وأخلاقهم، وخوفا على فطرتهم من الميوعة والفساد في المدرسة!

 

رابعاً- إن عزل الطفل عن المدرسة لا يعني حرمانه من الحياة الاجتماعية، وإنما انتقاء المجتمع المناسب له، والذي يتوفر ضمن العائلة ومحيطها، بطريقة أكثر انسجاماً مع مقاييسنا التربوية وتكون خاضعة لرقابتنا.

وهناك مجالات متنوعة للتواصل الاجتماعي والاحتكاك بالناس، بالمشاركة مع أطفال الأقارب والأصدقاء والجيران وكبار العائلة ،بنشاطات ورحلات جماعية ومخيمات وملاهي ومسابح، وحضور ندوات ودورات علمية، وزيارات لمكتبات ومعارض.. (كما ذكرتم) فإن لم يتوفر ذلك فارتياد الجامعة –مستقبلاً- سيعيد التوازن للعلاقات الاجتماعية.

 

خامساً- ولا تنسوا أمراً مهماً: بقاء الفرد في بيئة واحدة يوقف خبراته عند حدود هذه البيئة، ومع مرور الأيام يتقمص سيئاتها، وهذا ما يحدث في المدرسة، فأولادنا كل يوم مع نفس الرفاق ونفس الأساتذة!

والمهم توفير بيئة آمنة فكرياً وخلقياً للأبناء، وعلاقة أسرية متينة، من أجل الحصول على أبناء ناجحين وبارين، ولهم شخصيات سوية ومشبعة بالعاطفة، ولديهم من التعقل والحكمة ما يجعلهم مقبولين وناجحين في المجتمع

عابدة المؤيد العظم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

"الدراسة" من الأسباب الرئيسية في فساد مجتمعاتنا!

 

إذ كانت الفتيات في زماني يتفوقن ويأتين بأعلى الدرجات رغم صعوبة المناهج الدراسية، ورغم صرامة المعلمات في وضع الأسئلة وفي التصحيح، وكن خلال السنة الدراسية يَكُنّ في مهنة أهلهن، ويتعلمن الطبخ وأمور البيت، ورعاية الصغار والتعامل مع الناس، فينجحن بكل أمور الحياة.

وقد ذهب كل هذا اليوم -بسبب تقديس الدراسة المبالغ به- والاهتمام بالشهادة أكثر من أي شيء آخر، وجعلها على رأس القائمة... مما أفسد قيم هذا الجيل وغير أولوياته وأخل بتوازنه، وأخّر نضجه!

نعم، ولا تعجبوا

فإن الطفل الصغير -من عمر الخامسة- أصبح يُحصر في عالم واحد فقط، عالم جامد هو الكتب المدرسية والوظائف، وهو في السن الذي يتلقى فيه الآداب والعادات الحسنة والقيم العالية والفضائل السامية والخلق... فهذه كلها تكون قبل العاشرة أو لاتكون.

ويستغني عن وصل الأرحام ليدرس، ويُقصّر في البر ليتفوق، وتمر الأيام... وقد يموت كبار العائلة أو يتفرقون في البلدان، ويكبر الطالب ولم يتآلف مع أفراد أسرته الكبيرة، ولم يتلق ما يلزمه من الآداب الدينية والخبرات الاجتماعية... مما يفسر زيادة الخلافات بين الناس، وكثرة الشقاق وقطيعة الأرحام والطلاق...

وإن بعض التوازن ومراعاة الاولويات يحل المسألة ويذهب بأساس المشكلة

كتبتها بمناسبة الامتحانات، مع تمنياتي بالنجاح والتوفيق

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ارحموا الصغار!

 

ما لي أرى الأمهات مستنفرات أيام الامتحانات، يتركن كل نشاط في سبيل التفرغ للدرس والتدريس، فأحسب ابنها سيقدم فحص البكالوريا وسوف يتحدد مستقبله، فإذا به ما يزال في الابتدائية؟!

يحرجون الصغير بالدراسة، ويضيعون طفولته البريئة بحفظ مواد لن تهمه، ومتون لن تنفعه، ولن يحتاجها خلال حياته، وكم أصبحت أشفق على الصغار!

 

فإذا كانوا يريدون العلامة فإنهم يرهقون الصغير قبل الآوان وقبل الحاجة للعلامات. حتى إذا وصل للثانوية العامة، وتوجب عليه أن يأتي بعلامة عالية ليستطيع دخول جامعة جيدة، يكون قد مل وضاق صدره، واستنفذت طاقته، فيتكاسل عنها.

وإذا كانوا يريدون العلم، فهو نتاج الفهم، وليس شرطاً أن يتفوق كل الطلاب، المهم أن يفهم كل واحد منهم أساسيات كل علم، ويدرك أصول كل مادة، هذا كاف جداً لطفل صغير، وسوف يبدع تلقائيا فيما يحب، حتى إذا كبر عرف أهمية العلم والشهادة، وأقبل عليهما بلا دفع إو إكراه.

أيتها الأمهات، أيها المربون

أعطوا كل عمر حقه، ومن حق الصغير أن يلهو ويلعب، ويتفلت من بعض الواجبات، وكلما تقدم صفاً فهم وعقل، ومع إرشاداتكم وتوجيهاتكم يأتي بالعلامات العالية في وقتها الصحيح

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أولادي الخمسة يكتبون رأيهم بالدراسة من البيت:

1- "حارثة" (عمره اليوم 31 سنة) درس دراسة نظامية، فكتب: ليتك يا أماه اكتشفت هذه الفكرة في وقت أبكر كي نستفيد منه أنا وسارية! وأحب أن أكتب نتائج التجربة الملموسة التي ربما تواضعت أمي عن كتابتها: فأصغر من خاضوا التجربة (عباد) صار اليوم أصغر محرر في موسوعة ويكيبيديا العربية (ومن أكثرهم نشاطا وحصل على عدة منح للسفر إلى مؤتمرات ويكيبيدية قبل أن يبلغ السابعة عشرة)، والآخران عملا شريكين في مشروع برمجة لعبة إلكترونية من مستوى رفيع سترى النور قريبا بعون الله وتقديره، وما كان لهذه المواهب والقدرات إلا أن تقضي عليها المدرسة لو أنهم سلكوا طريق المدرسة المألوف وحرموا أنفسهم من محاسن هذه التجربة

 

2- "سارية" (30 سنة): إن الجيل الجديد لا تعجزه أي معلومة فهي على بعد ضغطات زر منه. ومع ذلك لا تزال تصرّ المدرسة على إلصاق مجموعة أطفال يشعون ذكاء بالكراسي 6 ساعات بلا انقطاع ليحفظوا ويكرروا ويبصموا معلومات ونظريات لم يعد زماننا يحتاجها. أليس الأولى أن نعلمهم كيف يبحثون بشكل علمي ويستفيدون من أيام حياتهم وكيف يفكرون بشكل صحيح؟

 

3- "سنان" (21 سنة): دراسة المنازل... لا أدري لماذا يصنع الناس منها قصة مُهوّلة، طالما كان كل ما في الأمر أنك تأتي بنفس الكتب ونفس النصوص، لكن بدلاً من أن تشاهد رجلاً يتلوها عليك تقرؤها بنفسك! وبدلاً من إضاعة نصف أيامك بين مجموعة من الطلاب بعضهم مزعج ومفسد... تُحرر هذا الوقت لتستخدم جزءاً منه فقط في دراسة مناهجنا السهلة وتستخدم الباقي براحتك!

 

4- "كنان" (19 سنة): ليس لأحد الأحقية بالتصرف بأوقات الناس، المدرسة تأخذ اثنتي عشرة سنة من حياة كل طفل بحجة التعليم، عائدات هذه الجريمة لن تعدل قط مقدار ما تسلبه من أعمارنا القصيرة.

 

5- "عباد" (18 سنة): أعتبر ترك المدرسة نقطة تحول رئيسية في حياتي وأحد أفضل الأشياء التي حصلت لي، فمنذ ذلك الوقت أصبحت لي أخيراً حياة خاصة أفعل بها ما أريد، ومكنني ذلك من شقّ طريقي الخاص واكتشاف الأشياء التي أحبها عوضاً عن تأسرني المدرسة بما تحبّه وتضيع كل حياتي دون فائدة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

"آثار التربية" تظهر فجأة!

كنت أحسب توجيهاتي لصغاري يذهب بعضها هدراً وتذروها العوامل الخارجية، حتى حدثتني رفيقتي ماذا صنع ابني في المدرسة! وكم فوجئت! وكانت أول مرة أعرف فيها شهامته؛ عاتبته لأنه لم يخبرني ولكني طرت به فخراً. وهاكم القصة:

نقلت ابني الثالث "سنان" لإحدى المدارس الابتدائية وهو في صف الرابع، كانت المدرسة جديدة وفيها من كل صف شعبة أو اثنتان، فوجد كبار التلاميذ (من صف الخامس والسادس) قد جعلوا أنفسهم أعزة، واتخذوا من صغارهم وضعفائهم (من بقية الصفوف) أذلة، واستولوا على منتجات المقصف وسدوا بابه على البقية، واستفردوا بالجلوس بالأماكن المظللة أثناء الفرصة، وصاروا يتسلون بصغار التلاميذ ويؤذونهم بقولهم أو فعلهم...

أكثر الطلاب تقبلوا هذا الوضع -لعجزهم عن مجاراة هؤلاء الأقوياء- وتعايشوا معه، ابني "سنان" لم يرق له الحال فاشتكى للأساتذة فلم يهتموا، كلم المنتفعين فسخروا منه وتوعدوه، فجمع حوله من آنس منهم رشداً من زملائه، وكون جمعية سماها "جمعية الدفاع عن حقوق المظلومين"! وتربص لأولئك المعتدين، وقام بحماية الضعفاء والمساكين، وصار يرتب الطلاب في صف منظم أمام المقصف ويمنع التعدي ومجاوزة الدور، ومنع كبار الطلاب من ضرب صغارهم وإفساد متاعهم، كما كانوا يفعلون... ولم يستسلم أولئك الأقوياء شاغبوا وشجبوا، فما استطاعوا ثنيه عن عمله، وهو على الحق وهم على الباطل، وقد أصبح جمعه أكبر من جمعهم، فتركوا ما كانوا عليه، وأصبحت المدرسة مثالا في التعاون بين الطلاب، والانضباط!

وتنبه الأساتذة لجهود ابني فاشتهر بينهم بالشهامة والأخلاق بدل التفوق والنجاح، وأصبحوا يعاملونه باحترام فائق وتقدير كبير

أيها المربون

اعملوا! واعلموا أن نتائج التربية تظهر ولو بعد حين، وقد تظهر في مواطن لا نراها، ولكننا سنشعر بآثارها في وقت قريب، وإن التربية الصالحة أثرها كبير وجميل، ويمتد لصالح وخير الآخرين، ويجلب لكم السعادة والرضا، والشكر لرب العالمين

عابدة المؤيد العظم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بعض التفاصيل المهمة لتجربتي "أولادي والمدرسة"

 

سألوني: "كم من مدرس خصوصي احتجت؟ وكم من وقتك أنفقت؟ مقابل بقاء أولادك في البيت؟ وإن المربين مختلفون ولا يمكنك تعيم التجربة"، وهذا جوابي:

إن مما يزيد تواكل هذا الجيل وتأخر نضجه؛ حرص المربين الدائم على رعايته، وتأمين كل احتياجاته، وتوفير وسائل اللهو والترفيه له، وإعفائه من واجباته... وإن أولادي لما كرهوا المدرسة ورضوا بأن يكونوا مع القواعد، آليت على نفسي ترك المسؤولية كلها عليهم.

فهل تصدقون أني لم أستعن بأي أستاذ خصوصي؟! ولم أقض وقتي في تعقب أولادي وملاحقتهم، بل تركتهم يفعلون ما يشاؤون ويلعبون ويلهون، واكتفيت بتوجيههم من بعيد لاستثمار وقتهم، وأتيت لكم بما يفيد من الكتب والمواد ليمارسوا هواياتهم.

فلما أَزِفَ موعد الامتحان استعدوا له شهراً واحداً، وسألوني بضعة أسئلة أعانتهم على الفهم، ثم دخلوه فكانوا من الناجحين.

وإنه حين تكون ثقافة الأهل محدودة فالنتيجة السلبية واحدة، سواء أكان أولادهم بالبيت أو المدرسة.

وإن الدراسة من البيت لم تعد أمرا غريبا وإنها معروفة بأمريكا وكندا، والعالم الحديث يشجعها وتنتشر وتزداد خوفا على فطرة الصغار من الفساد في المدرسة! وأكثر الذين يدرسون في البيت دراسة حرة يحصلون على معدلات جيدة جداً تؤهلهم للجامعة.

والدراسة الحرة توفر الفرصة لتوطيد العلاقات بين أفراد الأسرة، وتؤمن لهم البيئة المتجانسة النظيفة، والوقت للقراءة الحرة، والنشاطات العلمية الهادفة

وكما كتبت أختي بيان حوى لو علم الاهل مافي الدراسة الحرة من نفع على أطفالهم ومافي المدارس من ضرر وهدم لما تركوا أطفالهم فيها!

وأما المقدرة على التواصل الاجتماعي فهذه خلقة وطبع، والمدرسة لا توجدها.

وإن الاحتكاك بالنماذج المختلفة غير محبذ قبل أن يتعلم الصغار الحسن والقبيح، والتمييز بين الخير والشر، والتجربة بلا خبرة قد تكون خطيرة جدا.

وإن بعض اللقاءات مع العائلة الكبيرة والأصدقاء، وبعض النشاطات العلمية خارج البيت (من مكتبات و ندوات و معارض...) حل هذه المشكلة، وإن ارتياد الجامعة أعاد التوازن للعلاقات الاجتماعية

وإن الذي دفعني لهذا السلوك إنقاذ الصغار من المجتمع!

فأنا أم لجيلين، الجيل الأول صبيان درسا دراسة نظامية، فكرهوا المدرسة كرهاً غير طبيعي، ولم يخفف عنهما إلا وجودهما مع أولاد أخواتي في مدرسة واحدة.

وكان أسعد يوم في حياتهما لما تخرجا من الثانوية العامة (وهما الآن في الثلاثين)؛ ولكن خروجهما من المدرسة كان بدء المعاناة للجيل الثاني من أبنائي، ثلاثة صبيان بلغوا سن السادسة واحداً تلو الآخر، ودخلوا المدرسة في جدة تباعاً.

أدخلتهم الصف الأول مباشرة لعلهم يحبون المدرسة ويتأقلمون معها، على أني حصلت على نفس النتيجة، من اليوم الأول لكل واحد منهم في المدرسة: الكره والنفور!؟

ربما لأني ربيتهم على قيم عالية قديمة... فلما دخلوا المدرسة شعر التلاميذ بأهم من كوكب آخر، وفوجئ أولادي من سلوك بعض الطلاب وما أحسنوا التعامل معهم، وما استطاعوا رد العدوان عن أنفسهم، فاستضعفوهم، وكادوا يؤذونهم في بدنهم ومتاعهم ونفسياتهم، وتعرض أولادي لمواقف كثيرة... فتطور الوضع عندهم لشعور بالغربة، ومعاناة نفسية، حتى خشيت أن تتحول حالة أصغرهم لمرض مزمن.

وأصبح رجاؤهم وحلم حياتهم ترك الدوام في المدرسة نهائياً.

تعاطفت معهم وأعجبني اقتراحهم، فتفكرت بالأمر، وذات صباح جربت الاتصال بوزارة التربية فرد علي رجل محترم، قال: "أنا وزير التربية والتعليم، وهذه أول مرة أرد فيها على الهاتف، ولا أدري لماذا فعلت! ربما يريد الله بك خيرا، وإن قوانين المملكة تسمع بالدراسة من البيت بعد انتهاء المرحلة الابتدائية"، فشكرته وهذا ما كان

ونهاية القصة أن علاماتهم جيدة ونفسياتهم رائعة وشخصياتهم مميزة، وقد تعلموا أشياء كثير على النت، وأتقنوا اللغة الأجنبية... أصغرهم (عباد 17 سنة) بكالوريا، وصار اليوم أصغر محرر في موسوعة ويكيبيديا العربية ومن أكثرهم نشاطا، وحصل على عدة منح للسفر إلى مؤتمرات ويكيبيدية.

والآخران بالجامعة، وعملا شريكين في مشروع برمجة لعبة إلكترونية من مستوى رفيع، وما كان لهذه المواهب والقدرات إلا أن تقضي عليها المدرسة لو أنهم سلكوا طريقها المألوف وحرموا أنفسهم من محاسن هذه التجربة.

ولا شك أن الناس يتفاوتون في المواهب، والمدارس تتنوع من بلد لآخر، وأولادي لكل واحد منهم شخصيته وطباعه، ولكنها تبقى تجربة رائعة وناجحة ومنتجة.

عابدة المؤيد العظم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أولادي والمدرسة والتجربة المريرة والفريدة

هذه قصتي الحقيقية مع أولادي كتبتها (مختصرة) لكل من يكره أولاده المدرسة

 

بدأت حكايتي كما تبدأ حكاية كل أم وصل أطفالها لسن الرابعة والخامسة، سجلتهم بالمدرسة، وظننتهم سيحبونها ويتمتعون باللعب واللهو مع أقرانهم.

فجاؤوني ظهراً يبكون، وقالوا: يا أمنا إنا وجدنا المدرسة كابوساً، وإنا لا نريدها أبداً، فأخرجينا منها، تعملي صالحا.

فما وجدت كلامهم مقنعاً، ولم أُقدّر شكواهم، وقلت سيتعودون.

ولكن أيام المدرسة كانت مريرة وصعبة، ضرب وعقوبات عشوائية وقسوة، وكلمات غير لطيفة من الأساتذة، ومضاربات بين الطلاب تصل لحد الإيذاء فيجرحون بعضهم بعضاً، ويرشقون الحبر على الملابس، ويمزقون الكتب ويخفون الدفاتر ويكسرون الأقلام... والأساتذة لاهون وفي شغلهم غارقون.

جربت الاتصال بالإدارة وتفعيل التعاون بين البيت والمدرسة، فما استفدت شيئاً.

واحتلت على الوضع بنقل أولادي من مدرسة إلى مدرسة؛ فما لقيت أي فرق!؟

وبعد تجربة طولها عشر سنوات وفي أفخر مدارس البلد، وجدت المدارس كلها سواء بالتحصيل العلمي، وإن الذي يختلف بيئة الطلاب (وهي الناحية المهمة لما لها من أثر تربوي كبير على الطفل الصغير)

 

وأصبحت المدرسة البلاء المبين، فصرت أعفي أولادي من الدوام يوماً من كل أسبوع يغيبون، ثم حدثته إلى يومين، فإذا صارت طوارئ وغابوا يوماً واحداً عوضتهم من الأسبوع الذي يليه! ثم تطور الأمر إلى غياب ثلاثة أيام في الأسبوع! وتغاضيت عن الواجبات حتى امتلأ دفتر المتابعة بجملة "لم يحل الواجب"... بذلت جهدي بأشياء كثيرة ولم أنجح بتحبيبهم بالمدرسة

بل ازداد الوضع سوءاً؛ وبدأ ابني الصغير يعاني من عقدة نفسية واضحة تجلت في قلقه وسهره، وبكائه، ورفضه الذهاب إلى المدرسة، ولم يعد أمامي إلا حل واحد جريء نقل الصغار من الدراسة النظامية إلى "المنازل" (وفي الشام نسميها "دراسة حرة")

حذرني الجميع من عواقبه، وأنذروني من مغبته، واجتمع الناس علي، بين ناصح ومحذر وناه... كلهم ضدي، وقالوا بثقة "ستندمين":

1- فليست المدرسة فقط بيئة علمية، إنها بيئة اجتماعية

2- البكور والسماع من الأستاذ أفضل وأثبت للتعلم

3- الشهادة مع حضور أوثق للمستقبل العلمي أمام الجامعات.

سمعت كل ما قالوه وفكرت به ملياً ثم قلت:

1- أولادي أخذوا من المدرسة خيرها ولم يتبق لهم سوى شرها! فقد وصلوا لسن حرج وبدأ الأصدقاء يغرونهم بالصور والمواقع والأرقام، فعلام أنتظر؟

2- وأما التعليم: فأي سماع وأي أساتذة وقد رُفع العلم إلا ممن رحم ربي، وكيف سيفهم الصغير الدرس وهو نعسان، والملل والحزن يسيطر عليه؟

3- وأما قيمة الشهادة فلا أمل لنا بالجامعات الحكومية في كل الأحوال، والجامعات الخاصة تتقبل أي شهادة تختمها الحكومات وتصدقها.

وأما عار "الشهادة الحرة" فسوف تغسله شهادة الجامعة!

اتخذت قراري، وكنت جريئة وحاسمة، وسحبت أولادي من المدارس النظامية نهائياً، وصاروا يذهبون إلى المدرسة في العام مرتين؛ منتصفه وآخره، فيقدمون الامتحان ويرجعون. ولقد مرت على تجربتي ست سنوات، ولن أحلف لكم أن التجربة نجحت نجاهاً باهراً.

ست سنوات وأولادي معي في البيت نتشارك في كل شيء وأعيش معهم حياة أسرية دافئة، وقد ارتحت من أعباء كبيرة كانت تأخذ وقتي وطاقتي ومالها أي قيمة:

فقد تخلصت من غسيل الأثواب وكيها، وتخلصت من إزالة بقع الحبر والطعام منها، وارتحت من النزول للسوق لشراء لوازم المدرسة من ملابس وأبواط وشنط وقرطاسية،

ووفرت وقتاً جيداً كنت أقضيه في تجليد الكتب والدفاتر وكتابة الأسماء عليها

واسترحت من المتابعة مع المدرسة حول وضع الأولاد ومشكلاتهم، ومن الكلام على الهاتف في محاولة لإقناع الأساتذة ببعض الأفكار البناءة.... ومن أعباء أخرى...

وإذا أخذتم هذا على محمل الطرافة، فإن صغاري استفادوا فائدة عميقة وحقيقية من بقائهم بالمنزل، إذ استقرت نفسياتهم وقويت علاقاتهم، ونموا مواهبهم، وتعلموا أشياء كثيرة في الكمبيوتر واللغة والثقافة العامة وفنون الحياة... كان من الصعب أن يتعلموها لو تُركوا ليضيعوا وقتهم في المدرسة!

مع تحياتي لكل الآباء والأمهات الذين يحرصون على الدوام والواجبات...

عابدة المؤيد العظم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×