اذهبي الى المحتوى
الروميساء

اختيار التخصص الجامعي

المشاركات التي تم ترشيحها

الحيرة والضبابية لطلبة الثانوية العامة في اختيار التخصص الجامعي.

ما هي الصعوبات التي تواجه طلبة الثانوية العامة؟

ما هو نصيب التعليم الفني والمهني حول هذه المسألة؟

 

 

يحصد المرء في هذه الحياة على قدر ما زرع فيها من بذرة الاجتهاد والمثابرة في طلب العلم، وفي زحمة نتائج الثانوية العامة تبدو نسمات الفرح والبهجة والسرور تغمر قلوب الأهل، وما أن يسعد الطالب بنتائجه، إلا وتواجهه معركة صعبة تبدو واضحة عندما يبحث عن التخصص الجامعي، فيجد نفسه تائهاً بين إشباع رغباته الشخصية نحو اختيار التخصص المناسب، ونظرة الوالدين التي قد تخالف رغباته المستقبلية، وما مدى ما يوفر له المجتمع من تخصصات قد تلبي ميوله الذاتية، ومن ناحية أخرى ما هو مصير الطلبة الذين لم يحققوا المعدلات المطلوبة للالتحاق بالتعليم الجامعي؟ وما هي العقبات التي سوف تواجههم في مستقبلهم؟ هل هناك دراسة واقعية حول هذه القضية؟ هل لكل طالب ملف خاص ينتقل معه من مرحلة إلى مرحلة يرصد ميوله وتحصيله الدراسي ألخ ؟ ما هو نصيب التعليم الفني والمهني حول هذه المسألة؟

 

قضية قد تطرح، واستفسارات لا يراد منها إلا التوصل إلى حل شامل لمستقبل طلبة الثانوية العامة، ودراسة تربوية تتطلع نحو تكوين إطار شامل نحو التخصصات الجامعية المناسبة لطلبة الثانوية العامة، ومجلة المجتمع في هذا التحقيق ترصد نتائج تفاصيل هذه المسألة.

 

 

 

يقول الدكتور عارف الشيخ أمين عام مجلس التعليم بدبي: إن طلبة الثانوية العامة يدخلون امتحان الثانوية وهم غير واثقين من النجاح، لأنهم قضوا عاماً كاملاً مع منهج حفظوه ولم يفهموه، لذلك فإنهم عندما يدخلون قاعات الامتحان يدخلونها وقلوبهم وجله، وإذا حالفهم الحظ ونجحوا، تسلموا شهاداتهم وهم يتوجسون في أنفسهم خيفة من المستقبل الذي هو الجامعة. وإذا كانت هناك دراسات حول هذه المسألة فأنها لا تترتب عليها أحكام إلى حد بعيد، وذلك أن حصر المشكلات لا يكفي، بل لا بد من وضع علاج جذري، والعلاج لا يكون لخريج اختيار العلمي بناء على رغبة أهله، أو اختيار الأدبي هرباً من العلمي، إذناً تخرجه لا يعني تخرجاً مدروساً بل مجرد انتقال من مرحلة إلى مرحلة، أو خروجاً من ورطة ودخولاًً في ورطة جديدة، وقد ظهرت في السنوات الأخيرة توجهات بأن يكون هناك ما يهيئ الطالب للمرحلة الجامعية، فتقوم جامعة الأمارات بعقد لقاء مع الطلبة الثالث الثانوي من خلال المرشد الجامعي، كما أن هناك استبانة توجه إلى الطالب لمعرفة قدراته وميوله في وقت مبكر، لكن فيما أظن أن الكثيرين ينفلتون من مثل هذه العمليات، باعتبار أن في نهاية العام منهم من هو سابق بالخيرات، ومنهم من يمشي على رجليه، ومنهم من يزحف على بطنه، وهؤلاء الضعاف إما أن يلجأوا إلى الغش فينجحوا بدرجات عالية، ونجاحهم لا يمثل قدراتهم، فالجامعة تقبلهم بموجب علاماتهم الجيدة، ومنهم من ينجح بدرجة متدنية، لكن له من يرفعه بقدرة قادر إلى المستوى الذي يريده فيلتحق بالجامعة ويكون عالة عليها.

 

إن الاستبانة واللقاء المبكر من الجامعة تفيد الطالب في اكتساب ميوله، لكن شريطة أن تأخذ مجراه ثم لا تنحرف عنه، وفي البداية يجب أن يدخل ذو الميول العلمية في القسم العلمي والأدبي في الأدبي وليس العكس. ومن المؤسف أن نجد ملف الطالب الدراسي ما هو إلا وثائق أو إنذارات بالغياب أو مخالفات قد ارتكبها الطالب طوال العام أو كشوف بمواد نجاحه أو رسوبه، فنحن بحاجة إلى ملف خاص ينتقل معه الطالب من مرحلة إلى مرحلة يرصد ميوله ورغباته المستقبلية وتحصيله الدراسي، لذلك نرى الطلبة الذين يحصلون على معدلات متدنية يتمنون الرسوب ليحسنوا معدلاتهم مرة أخرى، لأن الذي نجح بمعدلات متدنية لا تقبله الجامعة، ولا تقبله المدرسة مرة أخرى كطالب نظامي.. لأنه ناحج، لذلك فإنه إما أن يلتحق بالعمل، وإما أن يعيد الدراسة المنزليةً، وربما أعاد الثانوية فحصل على معدل أقل أو رسب نهائياً.

 

أما عن التعليم الفني والمهني فلا تتحدث عنه، لأنه آخر ما نفكر فيه، فطلابنا لا يفكرون بأن يعملوا في مجال المهن الفنية مستقبلاً، فالبركة في الآسيويين والوافدين عموماً، أما شبابنا إذا اتجهوا إلى سوق العمل فهم لا يريدون إلا أن يكونوا مدراء الأقسام، وإذا واصلوا الدراسة الجامعية فالتخصصات الأدبية تنتظرهم والتي تخرجهم مدراء ورؤساء في المؤسسات أو الشركات، ولا يفكرون أبداً أن ينزلوا إلى المواقع والأعمال المهنية أو الفنية، لذلك فإن المدارس الفنية تقل ولا تزيد، بسبب عدم قناعة هؤلاء الطلبة بأهيمة المداريس الفنية والمهنية.

 

أهمية المدارس الفنية والمعاهد التقنية

 

ويوضح الأستاذ محمد جمعة الحوسني مدير المدرسة الفنية وتعليم التجاري والفني للبنين أهمية المدارس الفنية والتجارية على أنها توفر المناخ الملائم لتلبية رغبات الطلاب وميولهم نحو التخصصات المناسبة لهم ولمستقبلهم، كما أن تنوع التعليم واحد من أهم ما يميز هذه المدارس عن غيرها، وبعد تخرج الطالب من الثانوية الفنية والتجارية يكون جاهزاً للعمل في القطاعات الحكومية أو الخاصة، فتوفر للمجتمع الأيدي العاملة المواطنة التي تواكب التغيرات، بالإضافة إلى أن الطالب يكون في السنوات الدراسة الفنية قد تشكل وتبلور لديه مفهوم الاختيار الجامعي، فتصبح رؤيته واضحة لا تتعارض مع رغبات الوالدين ولا مع نظرة المجتمع حول هذه المسألة.

 

ويقول الطالب حمد على جار الله: لقد اخترت مهعد أدنوك النفي لمواصلة دراستي الثانوية تلبياً لميولي ورغباتي الشخصية فقد كنت أنتظر لحظة دخولي المهعد بفارق الصبر، فأدركت بعد فترة أن هذه المعاهد تأهل الطالب للعمل بنجاح وحب وانتاج، أو تكملة دراسته الجامعية، حيث يصبح الطالب يملك مهارات فنية ويجيد اللغة الإنجليزية والمصطلحات الفنية والمفردات المهنية، مما يسهل له الدراسة في خارج الدولة، كما أن هذه المعاهد تساهم في اختيار الطالب التخصص الجامعي أو العمل مباشراً بعد تخرجه من دراسته الثانوية، ومما يميز هذه المدراس عن غيرها أنها تقوم دائما بتشجيع الطالب معنوياً ومادياً وحتى لو رسب الطالب وما استطاع أن يكمل دراسته الثانوية فمكان العمل محجولاً له مسبقاً.

 

مواكبة التغيرات

 

يقول عبد الله الجابري مدير مدرسة: تسعى المدرسة إلى تنمية الطلبة جسمياً وعقلياً وانفعالياً واجتماعياً والانتقال بهم إلى الاعتماد على أنفسهم وتحقيق حاجاتهم الأساسية في الحياة، فبسبب ازدياد أعداد الطلبة في المدارس وتطور التعليم ومفاهيمه، وزيادة عدد التخصصات والمواد، أصبح المعلم غير قادر على مواجهة هذا الكم من الأعباء، مما أدى إلى تواجد مرشد نفسي في كل مدرسة، والمرشد يقوم بدراسة قدرات الطالب وميوله وحاجاته ويوفر الجو الصحي للتكيف، ومن أهم مجالات الإرشاد النفسي هو الإرشاد المهني الذي أصبح ضروري وهاماً جداً لمعرفة ميول وقدرات واستعدادات الطالب نحو مهنة ما، ذلك أن الفرد سيقضي معظم حياته في المهنة التي اختارها ولذلك يجب أن يجعل حياته ذات قيمة بحسن اختيار هذه المهنة حتى لا يضطر الإنسان إلى تغيير مهنته مرات عديدة، وقد ينعكس ذلك على مما يسبب له اضطرابات نفسية أو تأخر عن الدوام وغيرها، لذلك نجد أن الدول المتطورة استخدمت اختبارات كود للميول المهنية لإثارة الطلبة الدراسة التي يميلون إليها ، ومن أهم المعوقات التي تواجه الطلبة في اختيار التخصصات هي (المعوقات العامة) ومنها:

 

أولاً ـ ضعف الإرشاد والتوجيه المدرسي والمجتمعي والأسري، وغياب التوجيه المهني في التعليم.

 

ثانياً ـ تعدد جهات الإرشاد أحيانا (المدارس ـ أولياء الأمورـ الجامعات ـ المعاهد ـ الإعلام والصحف ـ المؤسسات الاجتماعية)

 

ثالثاً ـ عدم وجود تنسيق واضح بين الجهات التي تقدم برامج تعليمية لما بعد الثانوية، وهناك التنافس الشديد بين الجامعات والمعاهد المقدمة لخدمات التعليم الجامعي.

 

رابعاً ـ التغيرات التي تحدث في سوق العمل بين عملية العرض والطلب في التخصصات و التكاليف العالية (المكلفة) لبعض التخصصات مما يدفع الطلبة إلى اللجوء إلى التخصصات السهلة والرخيصة.

 

خامساً ـ عدم فهم الطالب الدور الذي يمكن أن يقوم به في المواقف الحياتية والوظيفية، ونظرته القاصرة نحو التخصصات الجامعية الملائمة لرغباته وميوله الثقافية والفكرية، وضعف الاتصال بين المدرسة وأولياء الأمور والتعرف على مشكلات أبنائهم ومتابعة تربيتهم.

 

توجيهات ونصائح

 

ويقول السيد محمد سعيد المسكري نائب مدير منطقة أبوظبي التعليمية: لا بد من نظرة شاملة حول هذه القضية المهمة والتي تنطلق من وجهة نظري من ثلاثية الأبعاد:

 

البعد الأول: مدى قناعة الطالب في اختيار التخصص الذي يلائم ميوله ورغباته العلمية، وهل هذه القناعة نابعة من دراسة هادفة لمستقبل وظيفته؟

 

البعد الثاني: هل قرار الأهل مبني على نظريات علمية، أو مبني على خبراتهم السالفة، وتخصصاتهم الحاضرة؟ وهل وظائفهم تتلاءم مع التغيرات السريعة في العلم والتكنولوجيا والتحديدات في مدى توفر الوظائف لهذه التخصصات؟

 

البعد الثالث: كيف تضع المدرسة معايير اختيار التخصصات، وكيفية توجيه الطالب نحو التخصصات التي توفر له فرص العمل في المستقبل.

 

ما زال هناك تساؤلات كثيرة حول هذه المسألة، فهل رغبات الطالب تكفي في اتخاذ قرار يتوقف على تغيير مسيرة حياته، وكيف إذا تعارضت الرغبة مع فرص العمل، أو فرص الدراسة من حيث التسجيل والقبول، أو القدرة المالية لتكملة الدراسة.

 

قد تكون رغبة الطالب في التخصصات الأدبية، فهل فكر قليلاً، أين سيعمل في المستقبل، ليوفر له ولأبناء سبل الرفاهية وحياة هانئة؟ وإنني بعد هذه التساؤلات أوجه نصائح غالية لطلابنا الذين أنهوا دراستهم الثانوية:

 

أولا: الاستشارة، فما أجمل أن يستشير الطالب أصحاب الخبرات والتخصصات، ويفضل أن يقوم بزيارة علمية في القطاعات الحكومية أو الخاصة على حسب التخصص الذي يتطلع أليه، أو بعض الشركات لأخذ فكرة مبسطة تتحدث عن رغبات تخصصه المستقبلية.

 

ثانياً: إذا اكتشف الطالب ميوله الدراسية مبكراً، فعليه أن يشتري بعض كتب التخصص أو يبحث عن بعض البحوث والدراسات التي تتحدث عن تخصصه، ليقوي رغباته العلمية وينمي ميوله الفكرية. كما أن زيارة المعارض الخاصة للجامعات وما تعرض فيها من تخصصات مختلفة ومتنوعة، وفرص التوظيف التي تقام سنوياً، تنور للطالب الوجة المستقبله، ويأخذ فكرة شاملة على ما هو متوفر داخل الدولة.

 

ثالثاً: من أهم القضايا التي تسهل على الطالب حصوله على الدراسة الجامعية وتفتح له أبواب التوفيق واليسر هي رضا الوالدين.

 

رابعاً: الاستخارة: وهي عبارة عن ركعتين يتوجه العبد بهما إلى من يعلم السر وأخفي، ويعلم غيب مستقبل الطلاب وما ينفعهم وما يضرهم.

 

وأخيراً وجه نصائح لأوياء الأمور بأن يهتموا بتربة أبنائهم، ومتابعتهم، وتقوية وازعهم الفكري، حتى تيكون لديهم الإرادة التقوية والشخصية الفذة والثقافة الواعية، فيستطيعوا أن يختاروا التخصاصات المناسبة بعد الثانوية، كما أن علي أولياء الأمور أن يحسنوا الانصات لآراء ابنائهم الشخصية وميولهم ورغباتهم، بالإضافة إلى تدريبهم على مهارات الحياة وثقافة التخطيط، فأنا أرى أن التخطيط يبدأ مع بداية دراسة الطالب مرحلته الثانوية، ويكون دور المربي في هذه الفترة الحرجة دور الموجه والصديق فيستطيع الابن أن يبوح عن أسراره ومعاناته والصعوبات التي يواجهها، وكل ذلك حتى لا يصل إلى تضارب وجهات النظر بين الأباء والأبناء نحو التخصص الجامعية، فيفرض أولياء الأمور آراءهم الشخصية التي قد تتعارض مع ميول أبنائهم.

post-18659-1149512489_thumb.jpg

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×