اذهبي الى المحتوى
ظِـلاَلُ اليَّـاسَميـنْ

ஜ أُخـتَـاهُ لَآ تـقـنطِي مِـن رَحـمَة الله ஜ || مُـتجـدّد ||

المشاركات التي تم ترشيحها

0d31474c6df7.gif

 

 

 

 

أبو محمد عصام بن عبد ربه آل مشاحيت.

 

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (سورة آل عمران .)

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (سورة النساء ) .

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (سورة الأحزاب ).

أما بعد :

مما لا ريب فيه أنَّ المرأة هي أساس المجتمع، ففي صلاحها صلاح للمجتمع كله، فهي التي تقوم على تربية الأولاد من البنين والبنات، فإذا كانت هذه المربية متهتكة مستهترة لا تقيم لمبادىء الفضيلة أية قيمة، ولا لمفهومات العفة والشرف أي اعتبار، فيؤدي ذلك إلى ضياع الأبناء وانتشار الفساد في المجتمع، أما إذا كانت مثالاً للعفة والطهر والإيمان فيؤدي ذلك إلى وجود الشاب المسلم التقي الذي يؤمن بربه عز وجل، فيؤدي ما عليه من واجبات تجاه ربه ثم مجتمعه الذي يعيش فيه

 

0d31474c6df5.gif

 

وكذلك الفتاة المسلمة التقية التي تؤمن بربها عز وجل ثم مجتمعها الذي تعيش فيه، مما يؤدي إلى صلاح المجتمع ففي صلاحها صلاحٌ للمجتمع.

ومما يجدر الإشارة إليه أنه في هذه الأيام قد بعدت كثير من المسلمات عن دين الله – عز وجل – فعمّت البلوى وانتشر الفساد في كثير من بلاد المسلمين مما جعلني أهمس بكلماتي هذه في أُذن كل مسلمة ابتعدت عن دين الله عز وجل قائلاً لها : " لا تقنطي من رحمة الله ".

واعلمي أن الله يغفر الذنوب جميعًا، فعودي إلى الله وتوبي إليه توبة نصوحًا، فإن الله أمر المؤمنين جميعًا بالتوبة، فقال : }وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{ (سورة النور) .

فهذه رسالة متواضعة سميتها :

أختاه لا تقنطي من رحمة الله

لتعلم كل مسلمة ابتعدت عن دين الله عز وجل أن الله يغفر الذنوب جميعًا فلا تقنط من رحمة الله ولتبادر بالتوبة الصادقة إلى الله تعالى

 

يتبــع

 

0d31474c6df6.gif

تم تعديل بواسطة نَــسمـاتٌ عَـطــرَة‎
  • معجبة 2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

خُـطورة المعصية

بادىء ذي بدء اعلمي أختاه أن المعصية خطر جسيم يمتد أثره من الفرد على المجتمع، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «إذا ظهر السوء في الأرض أنزل الله بأسه بأهل الأرض، وإن كان فيهم قومٌ صالحون، يصيبهم ما أصاب الناس ثم يرجعون إلى رحمة الله ومغفرته » ([1]) .

فالذنوب والمعاصي تضر، وضررها في القلب كضرر السموم في الأبدان على اختلاف درجاتها في الضرر، ولا يوجد في الدنيا والآخرة شر وداء إلا سببه الذنوب والمعاصي، وتصفحي أختي المسلمة كتاب الله عز وجل وتدبري ما حدث للأمم السابقة بسبب الذنوب والآثام.

*فبسببها خرج آدم وحواء من الجنة :

قال تعالى : {وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ{ ([2]) .

([1]) صحيح : صحيح الجامع لناصر الدين الألباني رحمه الله ( 680 ) ، السلسلة الصحيحة للألباني (1372).

([2]) سورة البقرة ، الآيتان : 35 ، 36.

 

0d31474c6df5.gif

 

* وبسببها طرد إبليس ولُعن وبُدِّل بالجنة نارًا تلظّى:

قال الله عز وجل : }وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ{ ([1]) .

قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره : " وهكذا لما أمر الله له الملائكة بالسجود، فدخل إبليس في خطابهم وكان قبل المعصية عبدًا صالحًا يتعبّد مع الملائكة، فلما أمر الله بالسجود لآدم فسجد الملائكة طاعة لله إلا إبليس, أبى واستكبر عدو الله أن يسجد لآدم – عليه السلام – حسدًا منه على ما أعطاه الله من الكرامة وقال : " أنا ناري، وهذا طيني، وكانت المعصية ابتداء ذنوبه وسببها الكِبْر، وقد ثبت في الصحيح : « لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر » ([2]) .

وقد كان في قلب إبليس من الكبر والكفر والعناد ما اقتضى طرده وإبعاده عن جناب الرحمة وكان من الكافرين بسبب امتناعه أي صار من الكافرين...اهـ" ([3]) .

 

* وبسببها أُغرق أهل الأرض كلهم حتى علا الماء فوق رؤوس الجبال :

قال الله عز وجل : }مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا{ ([4]) .

قال ابن كثير – رحمه الله تعالى – " أي من إصرارهم على الكفر ومخالفة رسولهم أُغرقوا فأُدخلوا نارًا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارًا، أي لم يكن لهم مجير من عذاب الله... اهـ " ([5]).

 

* وبسببها سلَّط الله الريح على قوم عاد حتى ماتوا عن آخرهم، وأرسل الصيحة على قوم ثمود حتى قطعت قلوبهم في أجوافهم :

قال تعالى : }الْحَاقَّةُ * مَا الْحَاقَّةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ * كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ * فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ * وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ{ ([6]) .

 

* وبسببها أرسل الله على قوم شعيب سحاب العذاب كالظُلل فلما صار فوق رؤوسهم أمطر عليهم نارًا تلظى :

قال الله – عز وجل - : }فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ{ ([7]) .

0d31474c6df5.gif

 

* وبسببها أغرق الله فرعون وقومه في البحر :

قال الله عز وجل: }وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى * فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ{([8]).

هذا هو الغرق الذي حاق بفرعون وقومه، فكما أنه تقدمهم فسلك بهم في البحر فأضلّهم وأغرقهم وما هداهم إلى سبيل الرشاد، كذلك يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار، فبئس الورد المورود([9]).

* بسببها خسف الله بقارون وبداره وماله وأهله الأرض :

قال تعالى : }فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ{ ([10]) .

 

([1]) البقرة ، الآية : 34.

([2]) مسلم (91) وغيره.

([3]) تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير 1/42 للشيخ نسيب الرفاعي.

([4]) سورة نوح ، الآية : 25.

([5]) تسير العلي القدير لاختصار ابن تفسير كثير 4/431.

([6]) سورة الحاقة ، الآيات : 1-7.

([7]) سورة الشعراء / الآية : 189.

([8]) سورة طه ، الآية : 77-78 .

([9]) تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير بتصرف 3/145.

([10]) سورة القصص ، الآية : 81.

 

0d31474c6df6.gif

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

0d31474c6df7.gif

 

أضرار المعاصي

 

 

قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى : " من تأمل عواقب المعاصي رآها قبيحة، ولقد تفكّرت في أقوام أعرفهم يقرون بالزنا وغيره, فأرى من تعثُرهم في الدنيا مع جلادتهم ([1]) ما لا يقف عند حدّ، وكأنهم قد أُلبسوا ظلمة، فالقلوب تنفر عنهم، فإن اتسع لهم شيء فأكثره من مال الغير، وإن ضاق بهم أمر أخذوا يتسخطون على القدر، هذا وقد شُغلوا بهذه الأوساخ عن ذكر الآخرة..."اهـ([2]).

 

وقال رحمه الله تعالى : " ولقد رايت أقوامًا من المترفين كانوا يتقلبون في الظلم والمعاصي الباطنة والظاهرة، فتعبوا من حيث لم يحتسبوا، فقلعت أصولهم، ونُقِضَ ما بنوا من قواعد أحكموها لذراريهم، وما كان ذلك إلا أنهم أهملوا جانب الحق – عز وجل – وظنوا أن ما يفعلونه من خير يقاوم ما يجري من شر، فمالت سفينة ظنونهم، فدخلها من ماء الكيد ما أغرقهم... " ([3]).

 

فاحذري أختي المسلمة عواقب المعاصي وأضرارها التي منها:

1- مزيلة للنعم، جالبة للنقم، مؤدية إلى الهلاك والدمار : لما ثبت عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال : أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : « يا معشر المهاجرين ! خمسُ خصال إذا ابتُليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن : لم تظهر الفاحشة في قوم قط، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين وشدّة المؤنة، وجور السلطان من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلّط الله عليهم عدوَّهم من غيرهم، فأخذ بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم»([4]).

 

0d31474c6df5.gif

 

2- موجبة للذل والحرمان، جالبة للصد عن سبيل الرحمن، : تفسد القلوب، وتورث الهوان، وتوجب اللعنة من الله ومن رسوله صلى الله عليه وسلم، تزيل النعم، وتجلب النقم، وتلقي الرعب والخوف في القلوب، تُعمي البصيرة وتطبع عليها، وتسقط الكرامة وتوجب القطيعة، وتمحق البركة ما لم يتب العبد منها.

قال ابن المبارك – رحمه الله – مبيّنًا أضرار المعاصي :

 

رأيت الذنوب تميت القلوب

وقد يُورثُ الذُّلَّ إدمانُها

وترك الذنوب حياة القلوب

وخيرٌ لنفسك عصيانُها ([5])

 

3- ومن أضرارها : حرمان العلم، حرمان الرزق، وحشة القلب، تعسير الأمور، وحشة يجدها بينه وبين الناس ظلمة في القلب، وهن في القلب والبدن، حرمان الطاعة، تمحق البركة، والمعصية تولد الأخرى، كثرة المعاصي تجعلها عادة، سببٌ لهوان العبد على ربه، تورث الذل، تذهب الحياء، تفسد العقل فإن للعقل نورًا والمعصية تطفئه، حرمان دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إن تكاثرت طبع على قلب صاحبها وكان من الغافلين، إنها تزيل النعم وتحلّ النقم، تضعف في القلب تعظيم الربّ، تصرف القلب عن استقامته... اهـ ([6]) .

 

0d31474c6df5.gif

 

* أختي المسلمة..

بالتفكر فيما سبق من أضرار المعاصي نلاحظ أن لبعضها أضرارًا حسيّة، ولبعضها أضرارًا معنوية، كما أن بعضها دنيوي، وبعضها أخروي.

فاحذري – أختاه – عقوبات المعاصي في الدنيا والآخرة، وبادري بالتوبة قبل الموت.

([1]) الجلادة : الصلابة والقوة.

([2]) صيد الخاطر للإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ص194-195. طبعة : دار اليقين، الطبعة الثالثة، 1419 هـ.

([3]) صيد الخاطر : ص204.

([4]) صحيح : صحيح الجامع (7978) .

([5]) المجموعة الذهبية في الخطب المنبرية، ناصر الغامدي ، ص 289 ، 290 بتصرف.

([6]) الداء والدواء ، ابن قيم الجوزية ، ص48-75 بتصرف.

 

0d31474c6df6.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

0d31474c6df7.gif

 

 

 

باب التوبة مفتوح

 

أختاه..

اعلمي – رحمني الله وإياك – أن الإنسان خُلِق ضعيفًا وعجولاً، وقُدّرت عليه الذنوب وجُبِل على المعاصي ([1]) قال الله – عــز وجل - : {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا{ ([2])، وقال الله – عز وجل - : {وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولاً}([3]).

 

فالإنسان جُبل على الخطأ، فقد أخرج الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يُذنبون فيستغفرون الله فيغفر الله لهم » ([4]).

وقد ثبت في الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كُتِب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدركٌ ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخُطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويُصدِّق ذلك الفرج ويًكذِّبه»([5])،

0d31474c6df5.gif

فلما عصى آدم – عليه الصلاة والسلام – عصت ذريته، وجحد فجحدت ذريته لما أخرجه الترمذي في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لمَّا خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصًا من نور، ثم عرضهم على آدم، فقال : أي ربِّ، من هؤلاء ؟.

قال : هؤلاء ذريّتُك.

فرأى رجلاً منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال :

أي ربّ، من هذا ؟

فقال : هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له : داود.

فقال : رب كم جعلت عمره ؟

فقال : ستين سنة ؟

قال أي رب,زده من عمري أربعين سنة.

فلما قضي عمر آدم جاءه ملك الموت فقال: أولم يبق من عمري أربعون سنة؟

قال : أو لم تعطها ابنك داود ؟

قال : فجحد آدم، فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطىء آدم فخطئت ذريته »([6]).

قلت : ولم يكن آدم – عليه السلام – يعرف أنه ملك الموت.

 

0d31474c6df5.gif

 

من أجل ذلك فتح الله أمام بني آدم باب التوبة آناء الليل وأطراف النهار، وجعل للتوبة بابًا مفتوحًا لا يُغلق حتى تطلع الشمس من مغربها"([7]).

فباب التوبة مفتوح دائمًا في الليل والنهار، في الشتاء والصيف، فليس على الباب حرس أو حجاب بل هو باب " مفتوح يدخل منه كل من استيقظ ضميره، وأراد العودة والمآب، لا يُصدُّ عنه قاصد، ولا يُغلق في وجه لاجئ، أيّا كان، وأيًّا ما ارتكب من الآثام " ([8]).

 

بشرط أن تكون التوبة قبل طلوع الشمس من مغربها وقبل الغرغرة.

فالله – عز وجل – يفرح بتوبة التائبين، فهو – سبحانه وتعالى – يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه أعظم فرح يُقدَّر، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الإمامان البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلاً وبه مهلكة، ومعه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى أشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله، قال : ارجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة، ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده » ([9]).

 

 

([1]) وليس لأحد أن يحتجّ بالقدر على المعصية مُدَّعيًا أنه معذور فيها طالما كتبت عليه، والمسألة فيها كلام طويل لأهل السنة، خلافًا للقدرية المبتدعة، ليس هذا مجال بسطه، فاحذري – أختاه – من إغواء الشيطان في ذلك.

([2]) سورة النساء : 28.

([3]) الإسراء : 11 .

([4]) مسلم : (2749).

([5]) البخاري : (6212)، مسلم (2657) واللفظ له.

([6]) الترمذي : ( 3076 وقال : حديث حسن صحيح، وشاهده عند ابن حبان : (2082)، والحاكم (1/64).

([7]) كتاب الاستغفار لأخينا الشيخ / مصطفى العدوي – حفظه الله – (ص20-22) بتصرف.

([8]) الظلال للأستاذ / سيد قطب (5/2580).

([9]) البخاري (6308) ، ومسلم (2742).

 

0d31474c6df6.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

جميل نسمات الحبيبة

بوركتِ و بارك الرحمن في كاتبه

نسأل الله أن يغفر لنا ذنوبنا و إسرافنا في أمرنا.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

0d31474c6df7.gif

 

 

ما هي التوبة ؟

 

التوبة تعني : الرجوع من الذنب.

وتاب إلى الله : أناب ورجع عن المعصية إلى الطاعة، وتاب الله عليه : وفقه لها، ورجلٌ تواب : تائب إلى الله، وأصل تاب : عاد على الله ورجع وأناب، وتاب الله عليه: أي عاد عليه بالمغفرة ([1]).

ومعنى التوبة شرعًا : هي العلم بعِظَم الذنب والندم عليه والقصد المتعلق بالترك في الحال والاستقبال.

 

فالتوبة – أختاه – أن تتركي الذنب مع العلم بقبحه، والندم على فعله، والعزم على ألاَّ تعودي إليه، وتؤدي ما ضيعت من الفرائض، إخلاصًا لله، ورجاء لثوابه، وخوفًا من عقابه، وذلك قبل حشرجة الروح في الصدر (الغرغرة) وقبل طلوع الشمس من مغربها.

والتوبة واجبة من كل ذنب، وقد دعا الله – عز وجل – جميع العباد إلى التوبة، مع اختلاف معاصيهم وعِظَم جرائمهم في حق الله تعالى دعا إليها المنافقين فقال – عز وجل - : }إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ{ ([2]).

 

0d31474c6df5.gif

 

بل دعا إليها من نسب إلى الله – عز وجل – الفقر، الذين قالوا : }إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ{ ([3]).

وقالوا : }يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا{ ([4]).

فقال الله – عز وجل – بعد أن ذكر حالهم : }أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ{ ([5]).

ودعا إليها المشركين كافة فقال – عز وجل - : }فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ{ ([6]).

ودعا إليها المسرفين على أنفسهم في المعاصي من أمة النبي صلى الله عليه وسلم ومن غيرهم فقال : }قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{ ([7]).

 

كما دعا إليها أهل الإيمان وخيار الخليفة فقال – عز وجل – للصحابة بعد إيمانهم وهجرتهم وجهادهم وصبرهم : }وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{ ([8]).

قال مجاهد : من لم يتب كل صباح ومساء كان من الظالمين، قال الله – عز وجل - : }وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ{([9]).

 

([1]) لسان العرب لابن منظور ، مادة ( توب ) 1/315 ، دار صادر.

([2]) النساء : 146.

([3]) آل عمران : 181.

([4]) المائدة : 64.

([5]) المائدة : 74.

([6]) التوبة : 11.

([7]) الزمر : 53 .

([8]) النور : 11.

([9]) تحفة الواعظ في الخطب والمواعظ لأخينا أحمد فريد 1/94.

 

0d31474c6df6.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

@ عَـطــرَة‎

 

سلمت يداك يا غالية

هل من مزيد؟ (:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

0d31474c6df7.gif

 

 

 

أختاه.. لا تقنطي من رحمة الله

اعلمي أختاه أن القنوط من رحمة الله – عز وجل – كبيرة من الكبائر، فاحذري القنوط واليأس من رحمة الله، قال تعالى : }قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ{([1]).

وقال الله – عز وجل - : }إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ{([2]).

وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه – عز وجل – قال : « أذنب عبدٌ ذنبًا، فقال : اللهم, اغفر لي ذنبي، فقال – تبارك وتعالى - : أذنب عبدي ذنبًا، فعلم أن له ربًا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال : أي رب, اغفر لي ذنبي، فقال – تبارك وتعالى - : عبدي أذنب ذنبًا، فعلم أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال : أي رب, اغفر لي ذنبي، فقال - تبارك وتعالى - : أذنب عبدي ذنبًا، فعلم أن له ربًا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت، فقد غفرت لك» ([3]).

 

وكذلك ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه البخاري من حديث عمر رضي الله عنه أن رجلاً كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله وكان يُلقب حمارًا، وكان يُضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب، فأُتي به يومًا قأُمر به فجُلد فقال رجلٌ من القوم، اللهم, العنه، ما أكثر ما يُؤتى به ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم :

« لا تلعنوه، فوالله ما ([4]) علمت إنه يحب الله ورسوله » ([5]) .

 

0d31474c6df5.gif

 

وتذكري – أختاه – دائمًا قول الله عز وجل : }وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ{ ([6]).

فقد فهم الرعيل الأول من هذه الأمة هذه الآيات وغيرها من كتاب الله عز وجل فهمًا صحيحًا فضربوا لنا أروع الأمثال في التوبة والإنابة والرجوع إلى الله عز وجل وعدم اليأس والقنوط من رحمة الله عز وجل.

 

فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث بريدة رضي الله عنه : أن ماعز بن مالك الأسلمي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله، إني قد ظلمت نفسي وزنيت، وإني أريد أن تطهرني, فردَّه، فلما كان من الغد أتاه، فقال : يا رسول الله إني قد زنيت، فرده الثانية، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه، فقال : « أتعلمون بعقله بأسًا تنكرون منه شيئًا ؟ » قالوا : ما نعلمه إلا وافي العقل، من صالحينا فيما نرى، فأتاه الثالثة. فأرسل إليهم أيضًا، فسأل عنه فأخبروه أنه لا بأس به ولا بعقله. فلما كان الرابعة حفر له حفرة، ثم أمر به فرُجِم. قال : فجاءت الغامدية، فقالت : يا رسول الله، إني قد زنيت فطهّرني، وإنه ردَّها، فلما كان الغد، قالت : يا رسول الله، لِمَ تردّني ؟ لعلك أن تردّني كما رددت ماعزًا، فوالله إني لحُبلى، قــال : « أما لا، فاذهبي حتى تلدي». قال: فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة، قالت : هذا قد ولدته. قال: «اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه » فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة خبز، فقالت : هذا يا رسول الله قد فطمته، وقد أكل الطعام، فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين. ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها، وأمر الناس فرجموها.

فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فتنضح الدم على وجه خالد فسبَّها، فسمع نبي الله صلى الله عليه وسلم سبَّه إياها، فقال : « مهلاً يا خالد ! فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغُفر له » ([7]).

ثم أمر بها فصلَّى عليها، ودُفِنت.

 

0d31474c6df5.gif

 

وفي رواية : فقال عمر رضي الله عنه : يا رسول الله، رجمتها ثم تصلي عليها !! فقال : « لقد تابت توبة لو قُسِّمت بين سبعين من أهل المدينة وسعتهم، وهل وجَدَتْ شيئًا أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل » ([8]).

فتأمّلي – أختي المسلمة – ما كان من هذه المرأة فهي تعلم أن تطهيرها من هذه الكبيرة وهي الزنى الرجم بالحجارة حتى الموت، إلا أنها استشعرت قبح الذنب وضرره العظيم في الآخرة، فبادرت إلى التوبة والإنابة والرجوع إلى الله عز وجل، ولم تقنط من رحمة الله عز وجل، فمهما كان ماضي المسلم, فإن باب التوبة أمامه مفتوح، وعلى كل مسلم أن يفرح بها.

 

 

 

([1]) الحجر : 56.

([2]) يوسف : 87.

([3]) البخاري (7507) ، ومسلم (2758).

([4]) نقل الحافظ ابن الحجر – رحمه الله – في " ما " هنا أقوالاً، أقربها ما نقله عن أبي البلقاء في إعراب الجمع أنه قال : ما زائدة ، أي فوالله علمت أنه ، والهمزة على هذا مفتوحة ، قال : ويحتمل أن يكون المفعول محذوفًا ، أي : ما علمت عليه أو فيها سوءًا، ثم استأنف فقال : " إنه يحب الله ورسوله ". انظر كتاب الاستغفار للشيخ مصطفى العدوي ، هامش/46.

([5]) البخاري ( 6780 ).

([6]) آل عمران : 135-136 .

([7]) رواه مسلم ، والمكس : هو أخذ المال عن طريق الغضب كما يفعل قطَّاع الطرق.

([8]) رواه عبد الرزاق في مصنفه (7/325).

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

مهلاً يا خالد .....

لقد تابت توبة لو قُسِّمت بين سبعين من أهل المدينة وسعتهم، وهل وجَدَتْ شيئًا أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل

 

سبحان الله :"

جميل اللهم بارك بوركت يا غالية

في انتظار البقية بإذن الله تعالى

نسأل الله أن يرزقنا توبة نصوح نلقاه بها ~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

 

جزاك الله خيرا اختي الغالية

 

اللهم تب علينا إنك أنت التواب الرحيم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×