اذهبي الى المحتوى
عروس القرءان

الفرق بين "سبع سَنابِل وسبع سُنبلات"

المشاركات التي تم ترشيحها

132416220919.gif

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الفرق بين "سبع سَنابِل وسبع سُنبلات"

 

---------------------------------------------

 

قال الله عز وجل :{ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ }(البقرة:261) ، فأتى بتمييز العدد ( سبع ) على ( سَنَابِلَ ) ، وهو جمع كثرة ، وكان من حقه أن يؤتى به على ( سُنْبُلاتٍ ) ؛ ليطابق العدد معدوده ، كما في قوله تعالى :{ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ } (يوسف:43‏) .

 

 

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : لم عدل عن ( سُنْبُلاتٍ ) في آية يوسف إلى ( سَنَابِلَ ) في آية البقرة ؟

والجواب عن ذلك من ثلاثة أوجه :

 

الوجــــــه الأول :

أن المقام في آية البقرة مقام تكثير وتضعيف ، فناسب ذلك جمع الكثرة . أما آية يوسف فلا مقتضًى فيها للتكثير والتضعيف ، فأتى بجمع القلَّة ؛ ليطابق اللفظ المعنى .

 

وهذا الوجه نقله الزركشي في البرهان عن بعضهم . وبنحو هذا الجواب أجاب البقاعي في نظم الدرِّ عند تفسير قوله تعالى :{ وَسَبْعُ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ } ، فقال :« ولما كان تأويل المنام : الجدب والقحط والشدة ، أضاف العدد إلى جمع القلة ، بخلاف ما كان في سياق المضاعفة في قوله:{ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ } ، فقال :{ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ }»

 

 

الوجــــــه الثاني :

قيل : إن جمع السلامة ، بالواو والنون ، أو بالألف والتاء ، لا يميَّز به من ( ثلاثة ) إلى ( عشرة ) ؛ إلا في موضعين :

أحدهما : ألا يكون لذلك المفرد جمع سواه ؛ كقوله تعالى:{ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ }(الطلاق:12) ، فجاء بجمع ( سماء ) على ( سموات ) ؛ لأنه ليس لها سوى هذا الجمع .

وكذلك :{ سَبْعَ بَقَرَاتٍ }(يوسف:43) ، :{ تِسْعَ آيَاتٍ }(الإسراء:101) ، :{ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ }(البقرة:157) ؛ لأن ( بقرة ) ، و( آية ) ، و( صلاة ) ليس لها سوى هذا الجمع ، ولم تجمع على غيره .

 

والثاني : أن يكون مجاورًا لما أهمل فيه هذا الجمع ، وإن كان المجاور لم يهمل فيه هذا الجمع ، فيعدل إليه لمجاورة غيره ؛ فقوله تعالى :{ وَسَبْعُ سُنْبُلاتٍ }(يوسف:46) ، لمَّا عُطِفَ على :{ سَبْعَ بَقَرَاتٍ }(يوسف:46) وجاوره ، حَسُن فيه الجمع بالألف والتاء .

 

ولو كان لم يُعْطَفْ ولم يجاور ، لكان :{ وسَبْعُ سَنَابِلَ } كما في آية البقرة ؛ ولذلك إذا عرِّيَ الجمع عن المجاور ، جاء على صيغة جمع التكسير في الأكثر والأوْلى ، وإن كان يجمع جمع سلامة ،

ومثال ذلك قوله تعالى :{ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ }(الحاقة:7) ، وقوله :{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ }(المؤمنون:17) .

لم يقل ( سبع ليلات ) ، ولا ( سبع طريقات ) ، وإن كان ذلك جائزًا في جمع : ( ليلة ) ، و( طريقة ) .

 

 

ويتحصَّل من ذلك : أن قوله تعالى :{ سَبْعَ سَنَابِلَ } جاء على ما تقرر في العربية ، من كونه جمعًا متناهيًا ، وأن قوله :{ وَسَبْعُ سُنْبُلاتٍ } ؛ إنما جاز لأجل مشاكلة:{ سَبْعَ بَقَرَاتٍ }قبله ومجاورته له .

 

وهذا حاصل جواب أبي حيان في البحر المحيط ، وهو الصواب ، إن شاء الله ؛ لأن الجواب الأول ، لو صح حمل آية البقرة وآية يوسف عليه ، فإنه لا يصح حمل غيرهما من الآيات عليه ؛ كقوله تعالى :{ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ }(الحاقة:7) ، وقوله :{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ }(المؤمنون:17) .. والله تعالى أعلم !

 

الوجــــــه الثالث :

أن ( جمع القلة ) نوعان : جمع تكسير ، وجمع سالم :

أما جمع التكسير فذكر اللغويون له أربعة أوزان (فِعْلَة ، أفْعَال ، أفعُل ، أفْعِلَة ) .

وأما الجمع السالم فما كان بالألف والتاء ، والواو والنون ، أو الياء والنون .

ويشترط في دلالة هذه الجموع على القلة أن تأتي بصيغة التنكير ، ما لم يقترن بها ما يبيِّن أن المراد بها الكثرة ؛ كأن تستعمل في السياق معرَّفة بالألف واللام غير العهدية ، أو معرَّفة بالإضافة ، فحينئذ تدل على الكثرة ؛ كما تدل عليه جموع الكثرة .

مثال الجمع السالم الذي يدل على القلة قولك : مسلمون ومسلمات . فإذا قلت : المسلمون والمسلمات ، دل كل منهما على الكثرة . وهذا ما أشار إليه ابن جني ، واحتج له بقوله تعالى:{ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ}(الأحزاب:35) ، فالغرض في جميع ذلك الكثرة ، لا القلة .

 

ومثال جمع التكسير الذي يدل على القلة قولك : أصحاب ، وأبرار . فإذا أردت الكثرة قلت : الأصحاب ، والأبرار ؛ كما قال تعالى :{ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ }(الانفط:ار13) .

 

والأبرار جمع ( بَرٍّ ) ، أو ( بارٍّ ) ؛ كـ( رب وأرباب ) ، و( صاحب وأصحاب ) ،

وهم هنا : الأنبياء الصالحون ، وقيل : هم : الطائعون لله . وقيل : هم الذين بروا الآباء والأبناء . وعلى الأقوال كلها هم كثرة لا قلة ، خلافًا لمن زعم غير ذلك .

 

وقد نصَّ أبو حيان في البحر المحيط على أنه لا فرق في الدَّلالة بين ( النبيين ) في قوله تعالى:{وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ }(البقرة:61) ، وهو جمع سالم ،

وبين ( الأنبياء ) في قوله تعالى:{ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ }(آل عمران:112) وهو جمع تكسير ؛ لأنَّ الجمعين – كما قال - إذا دخلت عليهما الألف واللام تساويا ، بخلاف حالهما ، إذا كانا نكرتين ؛ لأن جمع السَّلامة ؛ إذ ذاك ظاهر في القلَّة ،وجمع التْكسير على أفعلاء ظاهر في الكثرة .

 

والله تعالى أعلم !

 

بقلم : محمد إسماعيل عتوك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيرا عروس الحبيبة على الفوائد القيّمة وبارك فيكِ.

 

وجزاكِ الله خيرًا مثلُه إشراقة الحبيبة، وبارك فيكِ الرحمن

سعدت بمروركِ الكريم

 

و عليكم السلام و رحمةالله و بركاته..

 

معلومات قيمة ...ما شاء الله

جزاك الله خيراا و نفع بك ’’

 

الحمد لله رب العالمين

وجزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة

سعدت بمروركِ الكريم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

بوركت يا حبيبة ونفع بك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الوجــــــه الثالث :

 

أن ( جمع القلة ) نوعان : جمع تكسير ، وجمع سالم :

أما جمع التكسير فذكر اللغويون له أربعة أوزان (فِعْلَة ، أفْعَال ، أفعُل ، أفْعِلَة ) .

وأما الجمع السالم فما كان بالألف والتاء ، والواو والنون ، أو الياء والنون .

ويشترط في دلالة هذه الجموع على القلة أن تأتي بصيغة التنكير ، ما لم يقترن بها ما يبيِّن أن المراد بها الكثرة ؛ كأن تستعمل في السياق معرَّفة بالألف واللام غير العهدية ، أو معرَّفة بالإضافة ، فحينئذ تدل على الكثرة ؛ كما تدل عليه جموع الكثرة .

مثال الجمع السالم الذي يدل على القلة قولك : مسلمون ومسلمات . فإذا قلت : المسلمون والمسلمات ، دل كل منهما على الكثرة . وهذا ما أشار إليه ابن جني ، واحتج له بقوله تعالى:{ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ}(الأحزاب:35) ، فالغرض في جميع ذلك الكثرة ، لا القلة .

جزاك الله خيرا يا غالية

بارك الله فيك ونفع بك

تم تعديل بواسطة ميرفت ابو القاسم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×