اذهبي الى المحتوى
ظِـلاَلُ اليَّـاسَميـنْ

"رمضـان قـَد لاح..فحيَّ عـلى الفـلاح" ‏||كيف نستعد لرمَـضَـاآن||~

المشاركات التي تم ترشيحها

استعد لرمضان بالإيمان للإستاذة أناهيد السميري-حفظها الله

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

سنناقش في هذه الدورة موضوع تأخّرنا عنه ثلاثة أشهر؛ وهو موضوع الاستعداد لرمضان، لكن أي استعداد هذا الذي نريده؟ غالباً الوعاظ وطلبة العلم يطرحون موضوع رمضان وقت الأزمة؛ وقت المفروض الإنسان قد انتهى من استعداداته وها هو يستقبل.

 

اعتبري رمضان ضيف -وهذه هي الحقيقة- وانظري متى ستستعدين؟ ومتى ستستقبلين؟

دائمًا الناس يسبقون الاستقبال بالاستعداد؛ وعلى قدْر مكانة الضيف على قدْر الزمن الذي يُقضى في الاستعداد. ولنا في صحابة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خير قدوة ومثال، فقد كانوا قبل أن يأتي زمن رمضان بستة أشهر وهم يطلبون من الله أن يبلغهم رمضان وهم في خير حال.

,

لكن السؤال: بماذا يستعد لرمضان؟ بكلمة واحدة مختصرة يستعد لرمضان

وسيتبين لنا ماذا نقصد بالإيمان وكيف يكون هذا الاستعداد؟ نحن نتوسل إلى الله أن يكون هذا اللقاء لقاءًا حقيقيًا نافعًا وليس مجرد كلام ..

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

نبدأ بالقاعدة التي بنينا عليها كل هذا النقاش، من أين لكم أن تقولوا أن رمضان يُستعد له؟

طبعًا نحن يكفينا فعل الصحابة، لكن لا بأس سيتبين لنا من قواعد كثيرة أن هذا عمل صحيح.

 

نبدأ بالقاعدة التي تقول:

تَعَرَّفْ إِلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ.

لكن أين الرخاء وأين الشدة في موقف مثل موقف رمضان؟ ما علاقة الرخاء والشدة برمضان وغيره من الشهور؟

· الشدة: وقت ضيّق ووضع حرج، الإنسان يريد أن يخرج منه إلى نتيجة.

· والرخاء: وقت فيه سعة.

 

لو قارنّا هذا برأس مالنا وهو (الوقت) ثم هذا الوقت بالصحة يكمل، وبدون الصحة يبقى هو رأس المال؛ لأنك أنت وإن كنت بدون صحة وعندك وقت يبقى هذا المرض سبب لرفعتك عند الله -عز وجل- وقد أقسم -سبحانه وتعالى- بالعصر الذي هو الزمن، العمر الذي هو رأس مال الناس، ثم بعد هذا القسم انقسم الناس لنوعين:

· ناس في خسر.

· وناس في ربح.

 

نحن في هذه الأيام (جماد الثاني ورجب وشعبان) يعتبر زمن رخاء، وتأتي الشدة في رمضان. يقال لك: تضاعف الأعمال، الفرص أكثر، نريدك أن تقوم الليل، وتصوم النهار وتختم القرآن وتحسن إلى الوالدين وتفعل وتفعل... كلها مرة واحدة في ثلاثين يوم! لو كنت مقطوع الصلة بهذه الأعمال ماذا سيكون عليك؟ سيكون من الصعب جدا أن تمارسها كما ينبغي جامعًا قلبك كما ينبغي، هي تمارس لكن ليس كما ينبغي.

 

في 30 يوم يقال لك: كلما أكثرت من قراءة القرآن كلما ارتفع أجرك وعظم. ويقال لك: كلما وقفت على قدميك تقوم في الليل جامعاً قلبك كلما زاد أجرك إلى أن تأتيك الشدة في العشرة الأخيرة، ويقال لك: قلل من نومك وقلل من وقت أكلك واغتنم العشر.

 

هل تتصورين أن هذا أمر يستطيعه شخص لم يعط نفسه فرصة للاستعداد؟! لا، ثم أنت إذا تعرّفت إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، فما موطنه هنا في رمضان؟ موطنه: أنه لو تعرفت إلى الله بالأعمال الصالحة؛ بقراءة القرآن بكثرة ذكره بمحاولات جادة لقيام الليل ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، وفقك الله ،لماذا؟ لإحسانها، ليس مجرد ممارستها، وإنما للإحسان فيها.

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا غاليتي

اختيار موفق اللهم بارك

 

الأستاذة أناهيد كلماتها تدخل القلب سريعا

نتابع معك إن شاء الله

بلغنا الله وإياك رمضانت وأعاننا على صيامه وتقبله منا .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

تصوري من 1-6 إلى 30-6 تختمين القرآن، ثم من 1-7 إلى 30-7 تختمين مرة أخرى، على أنك تختمينه كل شهر بتدبّر، ومثله في شهر شعبان. ماذا سيحصل في علاقتك مع القرآن؟ ماذا سيحصل في كلمات القرآن التي تسمعينها؟ ماذا سيكون عندما نتفق على برنامج هذا الشهر؟ ننتبه للأمثال في القرآن الشهر القادم ننتبه للقصص في القرآن الشهر القادم ننتبه.. المفروض أن يكون هذا من أول لكن ها نحن أمام ثلاثة أشهر.

 

تصوري عندما تدخلين إلى رمضان والعهد قريب بهذه المعارف، ماذا سيكون؟ ليس تعرف لهذه المرة، ليس تعرف السنة الماضية لرمضان، سيكون ها هو قريب العهد، فالتعرف إلى الله في الرخاء يورثك إحسان في الشدة، وهذه القاعدة تنفع في الدعاء، في الصلاة، تنفع في سائر أحوال العبد. تعرف إلى الله في الرخاء، لما يكون عندك وقت، والأمر ليس في حال اضطرار ويبقى لسانك لاهجًا بالدعاء، وقت الشدة ستجد لسانك طلقًا في دعاء الله. إذا كان حالك في الرخاء أنك طوال الوقت تدعو الله، عندما تأتي الشدة سينطلق لسانك في دعاء الله وهكذا.

 

أنت في هذا الزمن اعتنيت بالقرآن اعتنيت بالإيمان في رمضان وقت الشدة وقت الضيق ستجد نفسك تستطيع أن تحسن في زمن ضيق.

 

وهذه القاعدة قد رددناها مراراً وتكراراً في سنوات ماضية ونحن نقول عمرنا في السنة إحدى عشر شهراً رخاء وعندما نأتي في رمضان يكون عندنا شدة، كل أنواع العبادات يقال لك: اجمعها هنا، ومثله طبعاً في الحج وربما أكثر منه، لكن في الحج شدة أكثر من شدة رمضان عشرة أيام مطلب منك أن تحسن فيها إحساناً تاماً. فالمقصود أن مثل هذه البرامج أو الاجتماعات أو الدورات يقصد بها تطبيق هذه القاعدة، أن ننتبه لا نكون في غفلة عن ما سنستقدم.

 

يأتي من يقول ربما يكون الإنسان يغفل عن هذا المفهوم الذي هو (تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة) نقرأ كلام للشيخ عبد الكريم الخضير -حفظه الله- يتكلم فيه عن هذا الجزء.

 

قال الشيخ عبد الكريم الخضير -حفظه الله- عضو اللجنة الدائمة للإفتاء: "الإنسان يذهب في الأوقات الفاضلة وفي الأماكن الفاضلة ليتفرّغ للعبادة لكنه لا يعان! لماذا؟" يذهب في رمضان ويترك كل شيء خصوصًا نحن الحمد لله نستمتع بإجازة في شهر رمضان يذهب ويترك أحواله وأوضاعه ويذهب إلى مثلاً أحد الحرمين ليتفرغ للعبادة، لكن يجد نفسه لا يعان، يجد نفسه نعسان، يجد نفسه متشتت، لماذا؟! قال:

"لأنه لم يتعرّف على الله في الرخاء، يهجر القرآن طول العام، وإذا ذهب إلى الأماكن الفاضلة يريد أن يقرأ القرآن في يوم كما كان عليه السلف أو في ثلاث أيام! كلا، لا يمكن" لابد أن تكون في الرخاء قد عمرت أيامك من أجل أن تعان على الإحسان، لا تعان على الإحسان إلا عندما تتعرف إلى الله في الرخاء. يقول: "ويسمع الحديث الصحيح:((مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ))[1] ويقول: (المسألة أربعة أيام، لن أتكلم بكلمة)؛ ولكن هل يستطيع أن يسكت؟! هل يعان على السكوت؟! لا يمكن وقد فرط في أوقات الرخاء!".

 

وعلى هذا سنخرج من هذا النقاش بمسألة غاية في الأهمية من كلمة قالها الشيخ (لكنه لا يعان) العبادة منك يا عبد الاستعانة، الفضل من الله أن يعينك، فأنت لا تتصور أنك محسن بقوتك، لا تتصور أن إحسانك في رمضان بقوتك. وقد اتفقنا سابقاً على هذه القاعدة ولا زلنا ونكررها: ابتلاؤنا ليس في قوانا الذاتية. نحن أصلاً عبيد لا قوة ذاتية عندنا، إنما كل بلائنا في قوة استعانتنا بالله. ففي الرخاء تدرب نفسك على العمل الصالح مع الاستعانة، الجزاء أنك وقت الشدة تعان.

 

ثم قال الشيخ: "ورأيت شخصاً في العشر الأواخر من رمضان بعد صلاة الصبح، وظاهره الصلاح قبل أن يقول: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، شغل الجوال وتكلم إلى أن انتشرت الشمس"!! هذا الوقت يعتبر وقتاً فاضلاً في الأيام العادية فكيف في رمضان كيف في العشرة الأخيرة كيف وهو في الحرم؟! فتصور الجمع بين كل هذه الفضائل بعد ذلك هذا الرد. قال الشيخ: "فهل مثل هذا يليق بمسلم هجر أهله ووطنه وتعرض لنفحات الله أن يكون بهذه الصفة، وعلى هذه الحالة؟!"انتهى كلامه.

 

الجواب: لا، طبعاً، لكن السؤال لماذا يحدث مثل هذا؟ لماذا نجد أنفسنا في الحرم مثلاً ونفتح المصحف بعد ما نقرأ آية أو نقرأ صفحة نجد نفسنا نتلفت يمين ويسار؟ لماذا لم نعان على أنفسنا؟ لأن العبد من أجل أن يعان لابد أن يعبد الله-عز وجل-بعبادة الاستعانة، وهذا يحتاج إلى تدريب إلى زمن ويكون هذا الزمن في وقت الرخاء، ها نحن يفصلنا عن رمضان ثلاثة أشهر المفروض تلاحظ دائماً زاد، تستزيد به وتستعد به لاستقبال مثل هذا الشهر العظيم، وأنت ترى أن فرصة أن تعيش إلى وقته، ثم يمكن أن لا تعيش! فنقول:

قَدْ لا يُبَلِّغكَ إلى رَمَضَانَ أجلُكَ فَلْيَسْبقْ إليْهِ قلْبُكَ.

 

[1] "صحيح مسلم" ( كتاب الحج / باب فِى فَضْلِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ وَيَوْمِ عَرَفَةَ / )

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جزاك الله خيرا يا غالية على النقل القيم والهادف

أسأل الله أن يبلغنا رمضا وهو عنا راضٍ

 

في المتابعة بمشيئة

أسأل الله أن ينفعنا به

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيراأختي الحبيبة

على هذا النقل الطيب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أهلاً بكُماآ ’ أختاي إشراقة وام حسام

وأنتما من أهْل الجزاء أنرتما المتصفح وأسعد بقربكما ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ليس شرطًا لهذا الاستعداد أن تكون ممن يبلغ الزمن، لكن يمكن أن يسبق قلبك إلى الشهر قبل بلوغه. المقصد أن هذا الاستعداد لا يمكن أن يضيع، ستجد آثار الاستعداد هنا ولما تبلغ هذا الشهر الفاضل.

 

نستعد لرمضان بالإيمان، من أين لنا بهذا؟

نأتي لنصين محفوظين متفّق عليهما، لا يوجد أي خلاف لا عند أهل الحديث ولا عند الخلق أهل القبلة.

قال عليه الصلاة والسلام: ((مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))[1].

وقال: ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))[2]

 

من أين آتي لنفسي بالإيمان في رمضان الإيمان ؟

لابد أن أدخل رمضان ومعي الإيمان، إذاً الإيمان كأنه متطلب سابق الإيمان موجود أصلاً وبعد ذلك تدخل وتصوم ومعك إيمان، والإيمان سيأتي لك بالأمرين ، أهم عملين الفرض الصيام، وأعظم نافلة في رمضان قيام الليل، وقيام الليل له تفاصيله.

 

ما الشرط من أجل أن يكون صيامك وقيامك سبب لمغفرة ذنوبك؟

لابد من شرطين ((إيماناً واحتساباً)).

 

ما معنى احتساباً؟

شخص قام يصلي وفي قلبه مشاعر (يا رب أنا احتسب عليك هذا العمل أنا قمت من أجلك، وانتظر الأجر عندك، والناس لا قيمة لهم عندي ولا أريد ثناءهم ولا أريد رضاهم، فقط الأجر عندك يا رب).

ننظر لحالتنا وقت الصيام والقيام، لنتحدث عن الناس الذين يواصلون ويؤذن الفجر ثم يصلون الفجر وينامون في النهار، سيأتي رمضان في الصيف سيكون مبكراً، لنفترض أنه الساعة الرابعة وبدأ يقلب نومه ويشعر بدوار سيدخل نهار رمضان وقت (الاحتساب) أين عقله؟! يصلي فقط الفجر كما اتفق، ويقوم الليل، أيضًا هو يقوم الليل ما حالته؟ الناس ذاهبون لصلاة التراويح نذهب معهم يأتي في العشرة الأخيرة ذاهبين إلى التراويح والتهجد نذهب معهم، لا تتصوري أن (احتساباً) هذه تأتي في تلك الساعة، الاحتساب هذا تدريب عملي وليس يأتي واحد بعد قول النبي صلى الله عليه وسلم (إيماناً واحتساباً) يقول: لو لم أجمع

 

[1] "صحيح البخاري" ( كتاب الإيمان / باب تَطَوُّعُ قِيَامِ رَمَضَانَ مِنَ الإِيمَانِ / 37 ) ، "صحيح مسلم" ( كتاب صلاة المسافرين / باب التَّرْغِيبِ فِى قِيَامِ رَمَضَانَ وَهُوَ التَّرَاوِيحُ / 1815 ) .

 

 

[2] "صحيح البخاري" ( كتاب الإيمان / باب صَوْمُ رَمَضَانَ احْتِسَابًا مِنَ الإِيمَانِ / 38 ) ، "صحيح مسلم" ( كتاب صلاة المسافرين / باب التَّرْغِيبِ فِى قِيَامِ رَمَضَانَ وَهُوَ التَّرَاوِيحُ : 1817 ) .

 

 

قلبي وركزت أن هذا العمل لله أدخل في الحديث ولا ما أدخل؟نقول نحن: من جهة كونك فعلت إن شاء الله تكون ممن فعلوا، لكن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يشترط الشرطين يقول لك: ((إيماناً واحتساباً)) يعني طول السنة غافلين عن (احتساباً) ونأتي ونقوم في رمضان وأيضاً غافلين عن (احتساباً)!الحل: ليس في وقت رمضان أفتش عن (احتساباً) وأقول ذهبت عشر ليالي وأنا لم أجمع قلبي على إني يا رب أريد أن يكون هذا العمل لوجهك واحتسب كل كلمة أقولها، ذهبت العشرة أيام ماذا بقي لي؟ يأتي في العشرة الثانية وقد ذهبت همتنا العالية..

 

المقصد أن هذا الاحتساب مثل الإيمان يحتاج تدريب، الناس اليوم كلهم مقتنعين أن كل شي يأتي بالتدريب.

خطك ليس جيداً، أدربك، مشيك ليس جيداً. لو كان طفل صغير أدربك، حتى الأعمال التعبدية يحتاج لتدريب لكن تدريب القلـــــب، الاحتساب هذا يحتاج إلى تدريب القلب من أجل أن لا يأتي شهر كامل ويمر كل يوم وأنت تقولين: والله أنا غفلت وربنا غفور رحيم، لا ننكر أن الله غفور رحيم، أنا لا أكلمك على أنك ستدخلين إلى عذاب، بل أكلمك عن الدرجات العلا التي نخسرها بسبب انشغالنا عن قلوبنا هذا هو الأمر الخطير.

 

أنتم تتصورن أن درجات الجنة مثل هذا الدور والدور الذي يليه !؟ ترى الناس الذين في الأدنى من الجنة يرون الأعلى مثل ما يرى الكوكب الدري ! مثل ما يرى اليوم أهل الأرض النجم الذي فوق تلمع من بعيد ! هذه فوارق في الدرجات ما هو الفارق الأعمال متقاربة ؟! قلوبهم، العناية بها، تدريبها، بذل الجهد من أجل أن ينجز الإنسان عملاً بقلبه ليس فقط بجوارحه. المقصد سواء أقول: إيماناً أو احتساباً في الاثنين النتيجة: لابد من تدريب سابق على هذه الأعمال.

 

إلى الآن عندي ثلاثة أسباب تجعلني أفتح هذا الموضوع:

1. تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة.

2. قَدْ لا يُبَلِّغكَ إلى رَمَضَانَ أجلُكَ فَلْيَسْبقْ إليْهِ قلْبُكَ.

3. ترتيب الأجر على الصيام والقيام مرتب على ما مع العبد من إيمان.

 

يتبع إن شاء الله

تم تعديل بواسطة ظِـلاَلُ اليَّـاسَميـنْ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

نحن ندخل هذا الشهر العظيم غالباً بهمة عالية، نجلس عشرة أيام أو اثنا عشر يومًا إلى خمسة عشر يوم ثم ماذا يحصل ؟؟ تقل الهمة، وأقول لنفسي لا بأس فقط خمسة أيام ثم تأتي العشرة الأخيرة أشد همتي! وأجد نفسي على الوراء ! ما العلة؟ ولماذا كل سنة يحصل ذلك؟! وكل سنة أجد نفسي أكثر سرعة فينزول الإيمان ؟!السبب: الإيمان.يعني الإنسان أصلاً فيه (ضعف إيمان) فيأتي موسم الطاعة ما يكون نفسه عميق يستطيع أن يتجاوز زمناً محدوداً وبعد ذلك ينزل، نحن متفقين على قاعدة عند أهل السنة والجماعة يرددونها دائماً إن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية) كلما زدت طاعة كلما زاد إيمانك كلما أقبلت على الأعمال أكثر.

 

المفروض بهذه القاعدة أن أكون ثاني يوم من رمضان أفضل من أول يوم؛ لأنني قمت بأعمال صالحة في أول يوم، فالمفروض أنه زاد إيماني فالمفروض ثاني يوم أكون أحسن، لكن ليس منطقي أن أجد نفسي بعد خمسة عشر يوم أنني كنت في اليوم الأول أو الثاني أحسن من السادس عشر أو السابع عشر، إذاً أين المشكلة؟ أنه حتى هذه الأعمال فيها من النقص ما يسبب عدم زيادة الإيمان، إذاً أصبحت العلة أساساً في الإيمان، الإيمان فيه خلل أو عدم عناية أو عدم تفتيش لإشكالاته، من أجل ذلك ما نجد الأعمال تصب في الإيمان، المفروض الأعمال تصب في الإيمان تزيدك إيماناً وإذا زادتك إيماناً ويقيناً أول الشهر تعمل وأنت عندك شيء من الثقل آخر الشهر تعمل وأنت عندك شيء من القوة لماذا؟ لأن اليقين يزيد وإحساسك بأن الدنيا ستذهب لابد ولابد أن يذهب أهلها ولابد أن استعد لما وراء ذلك وهذه فرصة من أجل أن أعظم أعمالي، فالمفروض أن يزيد الإيمان الذي يسبب الزهد في الدنيا والإقبال على الآخرة.

 

نحن نسأل حقيقة عندما يأتي آخر شهر رمضان هل يحصل الإقبال على الآخرة أو الإقبال على الدنيا؟ الجواب: الإقبال والاشتياق على الدنيا، معناه أن هناك أمر مخبأ؛ الإقبال على الدنيا.

 

نقسم الدنيا إلى ثلاثة أقسام:

· العشرة الأولى الدنيا في الأكل.

· العشرة الوسطى الدنيا في الملابس.

· والأخير في ترتيب المنزل.

 

وكل هذا من الوراء ولا أحد يحس أن هذا ينخر في الإيمان، ثم اسأل الناس عموماً والصلّاح خصوصاً كيف تستهوينا؟! ـ خصوصاً النساء ـ عندما نتكلم عن رمضان كيف تستهوينا تلك الأطعمة والكلام الدقيق فيها؟! وكلها تحتها أعذار مئة ألف عذر عندنا نريد شيء خفيف وإلى أخر ما نتكلم.

 

هل تفهم من هذا أنه ممنوع الأكل والشرب؟

الجواب: لا، لكن أنت في شدة وتفكر في هدوء ماذا يأكل وما هو الحلى من هذا الذي في هدوء؟ إلا أنني لا أفهم ما هي القصة؟!غير فاهمة أننا في حالة اضطرار وشدة واستنفار من أجل ذلك لابد أن نقبل إقبالاً ونترك أي شيء خفيف يكفينا زاداً، لكن نحن نتفنن مع الإعلام والتجار والصبغة الاجتماعية العامة فتجد في النهاية تجد شهراً مقسوم عشرة وعشرة وعشرة لأعمال الدنيا لا نكذب على أنفسنا، أهم شيء في هذا الموضوع نحن يكون عندنا نهم للدنيا ونحن لا نشعر، وطبعاً هذا عدوك يستغل الفرصة التي قبل رمضان من أجل أن يجعل هذا الطمع شيء يسري فيك. يعني مثل: المخدرات-أسأل الله أن يحفظ الجميع-يسري في الإنسان، عندما يأتي رمضان لا تستطيع أن تتخلص منها هو يحبس وأثاره لا زالت عليك هو الشيطان يحبس وآثار إغرائه بالدنيا لا زالت على الخلق، وأنت يكفيك في هذا واذهب في أخر خمس أيام من شعبان وانظر أماكن الأطعمة والمواد الغذائية وانظر ماذا يحدث كأننا داخلين على مجاعة! على كل حال هذا كله من فعل العدو، بالإضافة إلى هوى النفس، بالإضافة إلى مئة عذر.

 

بما أن الاختبارات قريبة جداً من رمضان تأمل لو قامت ابنتك من دراستها وذهبت لتصنع لنفسها كأس شاي من أجل أن تأكل وأخرجت من الأسفل شيء، ومن الفريزر شيء من أجل أن تعمل كذا وفتحت الفرن ماذا تقول لها؟! أي محاضرة التي ستعطيها لها؟؟ كلام عن الوقت وأهميته وأن كلها أيام محدودة وانظر كيف نحاضرهم؟ هذه المحاضرة أحسن ما يكون الكلام في العناية بالوقت والعناية بالهدف، اختلطت الدنيا علينا اختلف الأمر أصبحنا لا نعلم ما هو الاختبار الحقيقي الذي نحن نعيشه؟ ولا زلت أقول أن هذا ليس تزهيداً لا في الطعام والشراب، ولا تزهيداً في الاختبارات والامتحانات.

 

هذا فقط من أجل أن نقدر الأمور قدرها. وانظر كيف أن غالب الناس الذين يستعملون تغير بيوتهم في أخر رمضان. الآن في العشرة الأخيرة كان لازم يأكلوا كذا وكذا، وعندما يأتوا لفرش بيوتهم والاهتمام بها يتنازلوا عن المأكولات، كل هذا إشارة على أن الدنيا سرت وجرت في الدماء، وها هي أثارها تأتي في الزمن الفاضل، الناس يرجون أن يكونوا مجاورين للحرم يرجون أن يقتربوا له ساعة، وناس كثيرين يكونون قريبين من الحرام والله! لا يوجد في قلوبهم تعظيم له

 

ولا شوق لماذا؟ سنعود لأصل القضية؛ الإيمان هو المشكلة، ومن أجل ذلك نحن نناقش أسباب تزيد إيماننا، فإذا زاد إيمان العبد كان عنده قوة في طلب الإعانة وإذا طلب الإعانة لا يظن أنه يمكن أن يخذل. واحد عنده إيمان وطلب الإعانة لا يمكن أن يخذل.

 

يتبع إن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

ما شاء الله، اللهم بارك

 

 

 

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة على نقلكِ القيم

 

 

 

جعله الله في ميزان حسناتك

 

 

 

أسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان ويعيننا فيه على الصيام والقيام وقراءة القرآن

 

 

 

في المتابعة بإذن الله ..

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

بارك الله فيك أختي

 

 

 

جعله في ميزان حسناتك

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ولا شوق لماذا؟ سنعود لأصل القضية؛ الإيمان هو المشكلة، ومن أجل ذلك نحن نناقش أسباب تزيد إيماننا، فإذا زاد إيمان العبد كان عنده قوة في طلب الإعانة وإذا طلب الإعانة لا يظن أنه يمكن أن يخذل. واحد عنده إيمان وطلب الإعانة لا يمكن أن يخذل.

 

نأتي الآن إلى الأدلة في كتاب الله عز وجل التي تتكلم عن مسألة زيادة الإيمان، من أجل أن تتصور أن زيادة الإيمان لها طريقها، والله عز وجل يحيي الإنسان حياة ويجري عليه أقدار من أجل أن يتبصر فإذا تبصر ازداد إيماناً.

1. قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً}[1] .

2. {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ}[2].

3. عَنْ عَبْدِ الله بن عَمْرو بن العَاص رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((إِنَّ الإِيمَانَ لَيخلق فِي جَوْفِ أَحَدكُمْ كَمَا يَخلقُ الثَّوْبُ، فَاسْأَلُوا الله أَنْ يُجَدِّدَ الإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ)) [3]ماذا يحصل له الإيمان في القلوب؟ أنه يبلى ـ كما في الرواية الثانية ـ مثل الثوب الذي يتحلل خيوطه فيصبح سهل التمزق، فالإيمان هكذا في القلب وهذا تشبيه للإيمان باللباس، فإذا لبس الإنسان حلة الإيمان كان هذا سبباً في لانتفاعه بكل الأزمان كل الأوقات وإذا هذا الثوب تخرق ضعف الإنسان في الانتفاع بالفرص.

 

الحياة كلها فرص للارتفاع والقربى؛ هذه حقيقة الحياة كلها فرص للارتفاع والقربى منه سبحانه وتعالى؛ زوج أولاد جيران نفس مواقف أحداث كلها هذه عبارة عن فرص أن أجعلها جسوراً للوصول إلى الله سبحانه

وتعالى والارتفاع عنده. ما الذي يضعف انتفاعنا بهذه الفرص؟ ضعف الإيمان؛ نلبس ثوبا خفيفاً ضعيفاً من الإيمان فتتكرر الفرص وأنا لا انتفع منها.

 

ما المطلوب الآن؟

لابد أن تعرف أن إيمانك سبب صبرك على الطاعة وإيمانك سبب لصبرك عن المعصية وإيمانك سبب لصبرك على أقدار الله، كلما قوي الإيمان كلما قوي صبرك على الطاعة. فأصبح قيام الليل مثلاً في رمضان يسير لوجود الإيمان؛ والإيمان يسبب زيادة الصبر على الطاعة؛ كلما زاد إيمانك كلما زاد صبرك عن المعصية، كلما زاد إيمانك كلما زاد صبرك على الأقدار.من الجهة الأخرى كلما زاد إيمانك كلما أصبح عندك حساسية شديدة للنعم؛ فتشعر بأدق النعم، ومن ثم يزيد الإيمان ويزيد الشكر، يزيد الإيمان يزيد الصبر.

 

وأنا أسير في الحياة وجدت أن شكراً ضعف، وصبراً ضعف بأقل مراجعة تفهمين ماذا ؟إيمانك ضعف، أريد أن أزيد شكري وإحساسي بالنعم وأزيد صبري على طاعة الله وعن معصية الله وعلى أقدار الله، أزيد إيماني، إذاً زيادة الإيمان هذا مطلب طول الحياة، وهو مطلب تريدينه عندما تدخلي في زمن فاضل إلى عمل فاضل، تأتي بأسباب تزيد لك الإيمان

 

[1] سورة الفتح: 4.

 

[2] سورة المدثر:31.

 

[3] أخرجه الحاكم ( 1 / 4 )، وحَسَّنَه الألباني (السلسلة الصحيحة، 4/ 113).

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السؤال :هل أفتش في يومي وليلتي ما أنا فيه من الإيمان ؟

عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال : إن من فقه المرء أن يعرف إيمانه هل هو في زيادة أو نقص؟! هذا الموضوع ما مكانه في قائمة المهام؟ المفروض أعلى، لكن عملياً إلى أي درجة أنا أفتش؟ أنت تقول: أنا لا أعرف الإشارات كيف يزيد وكيف ينقص؟لو كنت مهتمة بالإيمان وشعرت أن الإيمان هو القاعدة، وعلى أساس هذه القاعدة يكون:

· الصبر ويكون الشكر.

· ويكون بقية الطاعات.

· ويكون التلذذ بحلاوة المناجاة.

· ويكون سهولة الدعاء.

· ويكون حسن الأخلاق.

تصور!! كل شيء مبني على ما معك من إيمان، أنا أحس نفسي تدهورت أخلاقي، أحد أولادي يكلمني أجد نفسي سريعة الغضب مع أنني قبل يومين أو ثلاثة كنت في حال أحسن، نقول: نحن أكيد هناك عوامل

بدنية سببت مثل هذه التأثيرات ارتفاع الغضب وانخفاضه، نحن ما ننكر العوامل البدنية، لكن نقول: لما يزيد الإيمان يحجب الإنسان ويحفظ عن المعاصي، والعكس لما ينقص الإيمان يوكل الإنسان إلى نفسه.

 

فقضية الإيمان ليست قضية يسيرة؛ لها علاقة بالاستعداد لرمضان، والإنسان لا يستعد لرمضان إلا بالإيمان؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((من صام رمضان من قام رمضان إيماناً واحتساباً)) والاحتساب مبني على الإيمان، إذاً وأنا داخلة رمضان يجب أن يكون معي إيمان من أجل أن أحقق الشرط الذي به يغفر لي، لكن لا تظن أن القصة فقط في رمضان، أنت طول الحياة تحتاج إلى مقياس تقيس به إيمانك، ولهذا كم من شواهد لنقص الإيمان يشهدها الإنسان على نفسه وهو لا يشعر.

 

نأتي بشاهد مشهور: (انتشار ظاهرة العري في المجتمع النسائي) ماذا تقول بصريح العبارة؟

ظاهرة العري هو عدم الحياء، لكن نقص الحياء إشارة لنقص الإيمان، بكلمة واضحة من كلام النبي صلى الله عليه وسلم أنه قالfrown.gif(وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ))[1] كل النصوص التي تتكلم عن الحياء والإيمان واقترانهم. الآن واحد بنفسه يشهد على نفسه أنه ضعيف الإيمان، فبعد هذا يقول: أنا ما أدري إيماني قوي أو ضعيف!! ثم يقول: الإيمان في القلب! نقول: نعم، الإيمان في القلب وما تفعله شاهد على ضعف الإيمان؛ لأن الحياء تعبير عن الإيمان، لا نقف عند هذا المثل فقط لابد أن تتصور أن هناك شواهد كثيرة إما على ضعف الإيمان وإما على نقص الإيمان، كم مرة بحثت في كتاب الله يا مؤمن يا من تود أن يزيد إيمانك ( إن الله لا يحب ) أو ( إن الله يحب ) ؟ أي عمل تفعله يقال لك: إن الله يحبه معناه أن فيك إيمان فعلت فعلاً يحبه الله من أجل الله، وكل مرة تفعل فعلاً لا يحبه الله هذا شاهداً على نقص إيمانك لأنك تعرضت لما لا يحب الله ومع ذلك فعلت.

 

فالمقصد أن هناك شواهد على زيادة الإيمان وعلى نقصه، العناية بموضوع الإيمان وجعله على رأس المهام والاهتمام به من جهة ملاحظته زائداً أو ناقصاً هذا موضوع غاية في الأهمية ليس له علاقة فقط برمضان إنما بالحياة كلها.

 

دائماً احرص أن تفتش نفسك في موطنين:

· قبل مواسم الطاعة.

فتش من أنت في إيمانك وسلوكياتك؟! هل هذه تأتي بشخص مؤمن أو غير مؤمن؟!

 

· بعد حالات انشغالك في الدنيا.

ندخل في الدنيا في أزمات أولادي يختبروا أو أفرش بيتي إلى أخر الأشياء التي تشتغل في الدنيا، الآن بعد ما أمر بأزمة دنيوية وأجد نفسي انخرطت في الدنيا أيام وليالي آتي بعدها أفتش عن إيماني ماذا حدث له؛ لأن الانهماك في الدنيا لابد أن يضعف الإيمان.

 

فكلما زاد زمن الانهماك في الدنيا كلما زاد ضعف الإيمان.

الحل: التفتيش أمر مهم وطلب أسباب زيادة الإيمان أمر مهم، وأهم منه أن نبقى ملاحظين إيماننا فنسأل الله أن يجدد إيماننا؛ النبي صلى الله عليه وسلم يقول( فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم )) راجع قائمة دعواتك وانظر كم مرة تسأل الله أن يجدد إيمانك ويزيده؟ غفلتك عن هذا معناه أن الإيمان ليس ذا بال وضيعت الأساس الذي يبنى عليه كل العمل.

 

حرص السلف على ازدياد إيمانهم:

· كان عمر رضي الله عنه يقول لأصحابه:"تعالوا نزدد إيماناً".

· مثل هذه الاجتماعات سبب من أسباب زيادة الإيمان هنا أو في أي مكان ينشر فيه السنة؛ هذه اجتماعات تسبب زيادة الإيمان فكان عمر ـ رضي الله عنه ـ يقول: تعالوا نزداد إيماننا، معنى هذا أنه من فعل السلف الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ أنهم كانوا يجتمعون ويعتنون في اجتماعهم بزيادة الإيمان.

 

· وكان مثله يقوله ابن مسعود رضي الله عنه يقول:"اجلسوا بنا نزدد إيمانًا"؛ ويقول في دعائه:"اللهم زدني إيمانًا ويقينًا وفقهًا".

· وكل هذه الأدعية إشارة ودليل على فقهه؛ لأن الإيمان لو زاد صلحت الأعمال، نقص الإيمان سبب لنقص العمال أو نقص صلاحها، فعندما تجد جفاء في قلبك لازم تعرف أن الذي ضعيف هو الإيمان.

· وكان معاذ رضي الله عنه يقول:"اجلسوا بنا نؤمن ساعة" نجلس مجلساً نذكر فيه الله عز وجل فيزداد الإيمان.

[1] "صحيح البخاري" (كتاب الإيمان/ بَابٌ أُمُور الإِيمَانِ/ 9)، "صحيح مسلم" (كتاب الإيمان/ باب شُعَبِ الإِيمَانِ/ 161).

 

 

تم تعديل بواسطة ظِـلاَلُ اليَّـاسَميـنْ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أسبـاب زيادة الإيمان الآن :

نستعد لرمضان بالإيمان، الاحتساب ناتج الإيمان، أن تحتسب وقلبك يرقب رضا الله هذا مبني على إيمانك، قوة الإيمان تيسر الاحتساب، فأنت تدخل على هذا الشهر العظيم وعلى كل مواسم الطاعات مستعداً بالإيمان، لكن قررنا ونحن نتناقش أن الاهتمام بالإيمان ليس حكراً على الاستعداد لرمضان أو للحج أو للمواسم المباركة إنما هو حياة يجب أن تعيشها دائماً، يجب أن تكون فقيه، ترى أنت جاهل لو كنت تعيش الحياة ولا تعرف ما أنت من الإيمان زائد أو ناقص. المفروض خطة الحياة هذه فيها بذل جهد أن تأتي بأسباب زيادة الإيمان.

 

نرى الآن الكلام حول أسباب زيادة الإيمان: المتكلمين من أهل العلم-جزاهم الله خيراً-في أسباب زيادة الإيمان بعضهم أجملوا وبعضهم فصلوا، من أجمل في أسباب زيادة الإيمان حوى كلامه كلام من فصل، ومن فصل ستجدي أن تفصيله سيعود على كلام من أجمل.

 

نبدأ أولاً، نحدد أسباب زيادة الإيمان بثلاث أمور :

· أولاً: تعلّم العلم النافع ـ وهذا رأس كل سبب ـ

· ثانيًا: التأمُّل في آيات الله الكونية.

الثاني مبني على الأول، حتى في الإجمال الأسباب مبنية بعضها على بعض.

· ثالثًا: الاجتهاد في الأعمال الصالحة والمداومة عليها.

 

هذا كلام إجمالي، اتفقنا أن هناك أسباب تسبب زيادة الإيمان، وأنت تأخذها وقائم في قلبك أنك تريد زيادة إيمانك، وسترى أثر ذلك، ونلاحظ أن الأسباب مبني بعضها على بعض، فالسبب الرئيس هو تعلم العلم النافع ومنه يخرج السببين: التأمل في آيات الله الكونية والاجتهاد في الأعمال الصالحة. بدون العلم ما تعرف تتأمل في الآيات الكونية ولا تستطيع أن تترجمها وبدون العلم لا تهتدي ما هو العمل الصالح الذي يحبه ربنا.

 

أهم شي نهتم به في مثل هذه اللقاءات العامة أن نهتم بالسبب الأول.

[ تعلُّم العِلْم النافع ]: تعلم العلم نافع مبني على ماذا؟ على أي مصدر؟ تقوية الصلة بقال الله وقال رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما عندنا مخرج آخر، وعلى ذلك المفروض أننا سننكب على كتاب الله ـ عز وجل ـ؛

لكن المشكلة أن الانكباب والعناية بكتاب الله أخذت وجهات نظر؛كل واحد ذهب إلى موطن في الانكباب، نتفق على طريقة توصلنا إلى المراد. اليوم نفصل في العلم النافع وماذا يكون في قلبك حال تحصيله؟ وتهتم بماذا؟ لأن هناك أشياء كثيرة تدخل تحت العلم وما هي أولوياته؟ فمَن وُفِّق لهذا العلم، فقد وُفِّق لأعظم أسباب زيادة الإيمان: قال الله تعالى:{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[1]

 

{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} هذه الكلمة التي نسأل الله أن نعيش عليها وعليها أن نموت! شهد الله لنفسه هذه الشهادة وشهدت أيضاً الملائكة، وشهد أهل العلم بلا إله إلا الله، لكن شهادة حق تثقّل الميزان، هل يمكن أن يشهد شهادة لا تثقل الميزان ؟ نعم. الشهادة هذه تخرج مَنْ المؤمن ومَنْ المنافق، ما الفاصل بينهما ؟ إيمانه الواقع في قلبه. ما الذي يأتي بإيمانه الواقع بقلبه ؟ أن يكون عنده علم ويقين. إذاً ماذا نقول؟ أن شهادة أولوا العلم بلا إله إلا الله شهادة ذكرها الله مع شهادة الملائكة إشارة إلى قوة إيمانهم؛ أولوا العلم فيهم قوة إيمان بلا إله إلا الله، وهي سبب لأن يذكروا مع الملائكة.

 

نقول: الذي وفق للعلم وفق لأهم أسباب زيادة الإيمان، نأتي بشواهد على ذلك:

الله لما شهد لنفسه سبحانه وتعالى باستحقاقه أن يكون إله وشهدت الملائكة على ذلك ذكر في هذه الآية أن أولوا العلم شهدوا أيضاً بذلك، شهدوا من رؤية أم شهدوا من علم، ما نوع العلم؟ هل هو علم طارئ سطحي أم علم ما وصفه ؟ علم يقيني. ولهذا تعال لهؤلاء في قبورهم وانظر يُسأل العبد في قبره من ربك؟ واحد يجيب: ربي الله، الثاني يقول: ها ها، كنت أسمعهم يقولون !! في رواية لابن ماجه وهي صحيحة: أن الملائكة تسأل هذا الرجل الذي كان ثابتاً في جوابه وقال: ربي الله، هل رأيت ربك؟ فيجيب: لا ينبغي أن يرى في الدنيا!! فأيّ علمٍ هذا ؟!! هذه الشهادة التي وجدت في قلبه وثبتت ليست مبنية على رؤيا إنما على علم يقيني، فإذا وجد العلم أصبح أهل هؤلاء العلم ممن حقاً شهد الله لهم أنهم شهدوا شهادة حق وأنهم شهدوا بالحق.

 

لو سألتك: كيف شهد الله لنفسه أنه لا إله إلا هو؟

هذا من معاني اسمه المؤمن كما ورد في سورة الحشر، ما معنى أنه مؤمن؟ أنه مصدق لنفسه سبحانه، وبعد ذلك مصدق لخلقه وأنبيائه ورسوله. مصدق لنفسه، ما معناها؟ أن الله-عز وجل-أشهد الخلق على أنه لا يستحق المحبة ولا التعظيم إلا إياه. عاشوا مواقف وأحداث وأحوال ومرت عليهم من التدابير التي تنزع من قلوبهم غير الله، لكن هذا الكلام لمن؟

· كم من الناس؛ بل كل الناس الله عز وجل أراهم أن عظيماً لا يبقى؛ أي عظيم تعظمه تدور عليه الأحوال يموت ويفقد عظمته تتغير أحواله.

· كل العظماء يذهبون من أهل الدنيا.

· وأصحاب الأموال كلهم إما يذهبوا أو تذهب أموالهم عنهم، ويتفرق هذا المال على الناس.

· أصحاب الأراضي يورثوا.

· أصحاب الحضارات يهدموا؛ تهد حضارتهم ويذهبون.

 

إشهادات دائمة؛ طبعاً إشهادات عامة، وهناك إشهادات خاصة بحياتك، هناك واحد كنت تراه مهيبًا مخوفًا إلى آخره ومن ثم تقف عليه وقد فقد عقله أو خرّف أو حصل له كذا وكذا، سبحان الله! كان يخاف من أن يُقبل أصبح ما يستطيع أن يتحرك!! أو بالعكس بدل من أن نتكلم على المعظمين، نتكلم عن المحبوبين كم من الخلق صرفت لهم محاب وصرفت لهم أشياء من التعلق وظن الإنسان فيهم كمال الصفات، وفترة طويلة وهو يظن أن هؤلاء كُمّل من الخلق، لا صحبة له ولا أهل ولا أحباب وبعد ذلك مرة واحدة تنفرط؛ كأن عقداً انفرط من سوء الخلق والصفات الناقصة ومن الضعف، كل هذا إشهادات من أجل يا بصير ماذا تفهم؟ عندما عظماء يصبحون لا شيء وعندما أناس نحبهم غاية المحبة وبعد ذلك تذهب محابهم، تشهد على ماذا في النهاية؟ أشهدك الله على ماذا يا بصير؟ أشهدك على أنه لا أحد يستحق التعلق والتعظيم إلا إياه سبحانه وتعالى، مزيل للخلق عن أماكنهم سواء في قلوب الخلق أو في عظائمهم، يموتون وهو حي لا يموت، يفقدون القدرة على القيام على أنفسهم وهو سبحانه وتعالى قائم على كل شيء، قائم على كل نفس بما كسبت.

 

[1] سورة آل عمران:18.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

هذه الإشهادات يا بصير نفعتك وطردت كل أحد من قلبك، وخلت قلبك لله أو لا زلت تتعلق بغيره وتُعظّم غيره؟ من أجل ذلك أهل العلم تعلموا عن الله كمال الصفات وتعلموا عن أنفسهم وعن الخلق نقصهم، ثم كلما أشهدهم الله شهدوا وكلما مرت عليهم أحداث تبصروا، وأنتِ ابحثي في كتاب الله كم مرة يقال الناس أعمى وبصير؟ ولماذا يكرر أعمى وبصير؟! من أجل أن يقول لكِ: تبصري ترى الله يشهدك أنه لا يستحق أن تتعلق إلا به ولا تعظم إلا إياه، يعني لا تؤله في قلبك إلا إياه.

 

معنى هذا أن العلم الذي تتعلمه سترى شواهده في كل شيء، وهكذا يتحول العلم من مجرد منظور إلى يقين، ألسنا كلنا نحفظ قوله تعالى:{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }[1] كلنا نعرف أنه تبارك وتعالى وتعاظم، وكلنا نعرف أنه بيده ملك كل شيء، وكلنا نعرف أنه على كل شيء قدير، هذه مسلّمات لكنها (مسلّمات معلوماتية). لكن الممارسة كلما أتاك أمر وجدت نفسك ممكن أن تفزع لغيره ممكن أن تطلب غيره أو تصاب بالإحباط فلا تطلب ولا تسأل ولا تبحث ولا تفعل أي شيء لا تطلب الله عز وجل، طيب أنت لا تعلم أن وصفه أنه له ملك كل شيء؟ أنت عن ماذا تبحث ؟! عن قلب أبناء، أو عن قلب زوج، أو عن عقل، أو عن دراسة، أو عن ماذا تبحث؟ كل الذي تريد أن تبحث عنه ملك لله، والله قادر على أن يهبك أو يهبه أو يفعل ما يريدـ سبحانه وتعالى ـ فما بالك يشهدك الله أنه على كل شي قدير ويخبرك أن له كل شيء وأنه على كل شيء قدير ثم تأتي مواقف يشهدك كيف تأتي لك حبة من الخردل من صخرة يأتي لك من المضائق حاجاتك، ثم يقال لك: هذا مثال لقدرته! بعد ما ترى المثال على قدرته تنسي المثال وتعيش كأنك لا تعرف ربك !! هذا الإشكال واضح ضعف الإيمان يحصل كيف ؟! أنا أحفظ نصوص كثيرة فيها وصوفات الكمال لله ـ عز وجل ـ والحياة كلها أحداث تجري بعضها خلف بعض، المفروض تبصرني لشواهدي كمال صفاته كل الحياة عبارة عن أحداث تقول لك: تنطق أن الله كامل الصفات، من يسمع هذا النطق ومن يرى هذا التفسير؟! البصير الذي أعطى نفسه فرصة أن يتدبر.

 

لذلك مهم جداً أن تعرفي الأسباب الثلاثة:

· العلم النافع

"]· يأتي بعده التأمل في آيات الله الكونية

· التي في الكون وفي الآيات التي تجري عليّ شخصيًا]

 

فهذا التأمل هو الذي يحول العلم من مجرد معلومات إلى يقين. كثير من الناس يحملون القرآن كاملاً يحفظون، ثم تأتي من المواقف والأحداث تقولي هذا لا يعرف آية في كتاب الله! كم مرة بخلنا في الإحسان]

[1] سورة الملك:1.

تم تعديل بواسطة ظِـلاَلُ اليَّـاسَميـنْ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كم مرة بخلنا في الإحسان ونحن نحفظ {إن الله يحب المحسنين}؟!كم مرة نسينا غفلنا أنه أتت لك فرصة أن تكون في هذه اللحظة ممن يحبهم الله في هذه اللحظة تحسن فيحسن الله إليك؟ كم مرة استفزونا الناس؟ وبعد ذلك نعيش الاستفزاز ويمارس علينا ونحن نستجيب له! وكان المفروض أن هذا كله ينقطع بأن الله يحب المحسنين؛ فأحسن بكلمة واحدة فينقطع الأمر كله ثم أنجح في الاختبار وينتهي الموضوع.

 

قد تقول: لكن الغفلة واردة؟!

نعم الغفلة واردة ومتكررة وتحصل لا بأس، لكن من غير المعقول أن هذه الغفلة الواردة تكون من أول ما أنا أفهم إلى أن أموت وأنا لا أرجع أبداً ولا أفهم ليس منطقياً!! لكن أفهم وبعد ذلك أنسى هذا أمر أخر، ثم لازم تلاحظوا أمراً مهماً وقد ذكرناه سابقاً مراراً أن كل واحد فينا ابتلي بنقطة ضعف، هذه نقطة الضعف التي دائماً يرتد فيها ويتقدم. سبق أن مرّ علينا الحديث:((إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم)) وعندما مرّ معنا اتفقنا ما المقصود بالأخلاق؟ يعني الطباع الجبلية؛ الله ـ عز وجل ـ ابتلى واحد بالغضب هذا طبعه الجبلي، وأصبحت هذه نقطة اختباره، هذا الطبع الجبلي الذي عنده ماذا يحصل له؟ يتعلم يتعلم بعد ذلك يفهم ويتقدم قليلاً بعد ذلك يرتد وبعد ذلك يجاهد ويتقدم ويرتد خلاص هذه نقطة ضعفك، لا تناقش في نقطة ضعفك كلمني عن باقي أحوالك، الأشياء العادية التي لم تبتلى فيها بطبع.

 

واحد ابتلي بأنه مبذر وواحد ابتلي بأنه غضوب وواحد ابتلي بأنه بخيل، هذه صفات جبلية ابتلي بها الإنسان اختبار له، ما مقدار مجاهدته فيها؟ هذه نقاط الضعف يحصل فيها أن يتقدم الإنسان ويعود، لكن أنا لا أكلمك عن نقطة الضعف هذه، هذه النقاط ممكن يبتلى الإنسان أنه شحيح وبعد ذلك هذا اليوم الذي يخرج فيه عشرة ريال قد أنجز إنجازاً يرى نفسه أنجز إنجازاً جزاه الله خيرًا، وبعد أيام يقول: لا، المفروض أن هؤلاء يعملوا ليس المفروض أن نعطيهم كذا وكذا، الآن رجع إلى الوراء بعد ما أعطى عشرة ريال رجع إلى الوراء، نقول: هذا يتردد ويذهب وكل مرة أكلمه وأزيده حتى يتحسن في النقطة هذه يجاهد فقط هذه النقطة، لكن المفروض في باقي الصفات كلما تعلم المفروض أن يتقدم، لا يبقى في مكانه في كل شيء، وإلى الوراء في كل شيء، في حب الدنيا إلى الوراء يزيد ويزيد؛ يعني هذا أمر مهم أن تفهم عن نفسك ما نقطة ضعفي؟ أحياناً نقطة الضعف عند إنسان حبه للأنس فلا يريد أن يخلو، طوال الوقت يريد أن يذهب عند هؤلاء ويخرج عند هؤلاء هذه نقطة ضعف موجودة جداً في النساء دائماً يحبوا الأنس، فكّرْ قليلاً، نقول: هذا لمن هذا طبعه سيأتي زمن لن تأنس فيه بأحد فكر في تلك الوحشة الحقيقية وابحث عن أنيس!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إن الإنسان يُعذر في تردده بين تقدم وتأخر عندما يكون الله عز وجل ابتلاه بطبع، يعني لا أقارن واحد الله ابتلاه أن يكون شحيحاً بواحد ربنا ابتلاه بأن يكون كريماً. والابتلاء بمعنى الاختبار، أقول له: انظر كيف أخوك ما شاء الله لا يأتي له راتب إلا ويدفع منه. لا يصح هذا الكلام، لماذا؟ لأن هذا لم يبتلى مثل هذا، ونقول له: أنت الشهر الذي سبق كنت متقدم ماذا حدث لك؟ يفهم أن ساحة الجهد القوي عند هذا هي هذه النقطة.

 

المقصد: أن العلم النافع هو علم يأخذه الإنسان ويحوله إلى يقين، ليس مجرد معلومة. كم من المرات نتكلم عن كمال صفاته؟! كم مرة نقول: ربِّ الناس، ملك الناس، إله الناس كم مرة نقول؟! أين إحساسنا بربوبيته وملكه ـ سبحانه وتعالى ـ وكمال صفاته ـ سبحانه وتعالى ـ ؟ كل هذا فيه ضعف، نتيجة معلومات لكن لا يوجد عين بصيرة ترى هذه المعلومات وتحولها إلى اليقين.

 

يكفي أنا وقفت عند هذه الآية والباقي سيأتي لكن أريد أن تتصوروا أثر العلم على الإنسان . أمليكم أرقام الآيات التي مضت لأنها غدًا سوف تكون موضوع نقاشنا: (مررنا على آل عمران 18، وسنمر على النساء 162 وسنمر على الإسراء 107 - 109 ،) وفي المسند وغيره من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهل الله له به طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر))

 

لاحظ نحن نتكلم عن العلاقة بين الإيمان والعلم، الإيمان نهايته إلى الجنةـ نسأل الله من فضله ـ والعلم نهايته للسالك فيه للجنة، فاستووا في النهاية، فالعلم هو الذي بالإيمان الذي تكون النتيجة الدخول إلى الجنة. (وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع) لماذا هذا الوصف بالذات؟ الملائكة الذين وصفهم الله أن لهم أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء، وفي رواية عن جبريل: أن له ستمائة جناح !! وهم خلق الله العظيم لماذا تأتي لطالب العلم الضعيف في بنيته وقدرته يمشي على الأرض فتضع له أجنحتها؟! يعني هذا طالب العلم لابد أن يحمل ذلاً عظيماً لله، ذل وانكسار قوي فيه الدور الذي من أجله خُلق، هو خلق عبداً، هناك أناس يخرجوا عن هذه العبودية وهذه الوظيفة، وهناك أناس يلزموا هذه الوظيفة لكنها ليست بقوة وليست بأدب، وهناك أناس عندهم قوة قيام بهذه الوظيفة عبودية ذل قلب منكسر، فهذا يرحل وقلبه منكسر لله فأتت الملائكة العظام لهذا الذليل المنكسر لربه فذلت له وضعت أجنحت

ها له رضًا بما يصنع تواضعاً منها لهذا المنكسر.

 

ومما يشهد لهذا الحديث المعروف:((من تواضع لله رفعه)) فتصوري عبد يأتي منكسر ذليل يبذل جهده وأنفاسه واهتمامه في أن يعرف ربه، في أن يعرف ماذا يحب ربه؟ ماذا يحب الله؟ هذا من أعظم اهتمامات هذا العبد، من هو الله؟ هذا من اهتماماته، يسعى لذلك وهو ذليل يريد بهذا العلم أن يزداد عند ربه فكان هذا الجزاء من جنس العمل، سعى ذليلاً، فذلّ له العظماء. (وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء) ولك أن تتصور كيف العلم سبب لزيادة الإيمان؛ يعني إذا الملائكة تضع أجنحتها لهذا، وإذا الحيتان في البحر تستغفر له !

 

من في السماوات: يعني الملائكة.

من في الأرض: عدي من في الأرض إلى أن تبلغي لأعظم مخلوق موجود في الأرض وهو الحوت، واعلم أن هذا الحوت الذي يكلموك عن عظمته وعن ارتفاعه وإلى أخره هذا له علاقة بك وأنتِ طالبة علم تطلبي العلم وتعلميه، ماذا يفعل لك؟ يستغفر لك، فمن المؤكد أن إيمانًا يزيد، يعني الملائكة وهذه الدواب التي تدب على الأرض أو التي تسبح في البحر كلها تسأل الله أن يغفر لك ذنبك، فيمشي طالب العلم على الأرض طاهراً، فإذا كان طاهراً خالياً من الذنوب، فإذاً هذا موعود بزيادة الإيمان، أصبح عمله سببًا لزيادة إيمانه.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

لابد أن تتصوري العلاقة العظيمة، في الحديث الآخر: (حتى النملة في جحرها) ولذلك لا تمر عليك النملة يا طالب العلم كما يمر عليك أي شيء، ترى أنت لك علاقة بالنملة كما لك علاقة بالحوت ما علاقتك؟ هذه من بين ذكرها وتسبيحها لربها تخصّك باستغفار، فانظر كيف العلاقة العظيمة. ماذا تتصور قلب عبد وحال عبد يستغفر له هؤلاء؟ أنت تعرف كم عدد الملائكة ؟! عدد عظيم، إذا كان البيت المعمور يدخل له كل يوم في رواية مئة ألف وفي رواية سبعون ألف لا يعودون إليه مرة أخرى ! كم عددهم يعني ؟! وكل هؤلاء يستغفرون لك. ولما الأطهار يستغفرون لبني آدم ماذا تظن أنه حادث ؟ فأكيد أن يكون قلبك مهيأ لزيادة الإيمان،

 

لابد أن يكون هذا الطريق سببًا لزيادة الإيمان. ثم يقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـوفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب)

 

كثير من يقول: أنا الآن حاسس في قلبي إيمان وحب للدين فلأدخل مباشرة على العمل لأن الناس يحسبون إنجازاتهم بكم ركعة صليت؟ وكم جزء خلصت؟ هكذا نفكر فماذا يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى نتجه كما ينبغي ؟ ماذا يقول ؟ (وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب) تصور واحد يعبد وواحد يطلب العلم، الذي يطلب العلم فضله على العابد كفضل القمر المنير الذي يشترك مع الكواكب في علوه وفي كونه كوكبًا ، لكن يزيد عليهم بأنه منير، ينتفع هو وينفع غيره، وهذا وجه المقارنة والفارق بين هذا وذاك.

 

((وإن العلماء ورثة الأنبياء لم يورثوا دينارًا ، ولا درهما إنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر))

 

يقال لك: هذه تركة فلان هذه ورثة فلان تعال لك نصيب فيها، هكذا العلم والأنبياء، أنت الآن يقال لك: ترك لك النبي-صلى الله عليه وسلم-هذه الورثة هذه التركة، تعالي خذي نصيبك منها، من هذا أحد يأتي ويقول له: ترى فلان الفلاني العظيم ترك لك شيء من الميراث تعال وخذه؟ من هذا الذي يترك؟ ثم لما يكون هذا العظيم هو النبي الكريم على ربه، من هذا الذي يبخل على نفسه أن يقبل على الميراث؟ لكن المحروم من حرمه الله.

 

لابد أن هناك علة أشغلتنا عن هذا، وهذه العلة ستظهر لنا في سورة الحديد وسورة يونس وستظهر في مواطن عدة أن هناك علة أشغلتنا، والله ـ عز وجل ـ يقول {وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ }[1] أين أنتم يقوم عن دار السلام؟ ما الذي أشغلنا عن دار السلام؟ فقط اقرأ الآيات التي قبل ستعرف ما الذي أشغلنا عن دار السلام، وهذه هي وقفات التأمل التي نرجوها، من أجل أن يتبين لنا ما الذي صرف قلوبنا عن هذا الميراث عن هذا الأمر عن هذه العلاقة.

 

يعني تصوري تدبي على الأرض ودواب الأرض تستغفر لك تدبي على الأرض وأهل السماء يستغفرون لك، هذا كله أمر مدهش، لكن أين يذهب هذا الاهتمام؟ أين تذهب هذه الرعاية والعناية التي المفروض تكون بعد ما نعرف هذه المعلومات.

 

[1] سورة يونس:25

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

نفع الله بك وجزاك خيرا أختي الحبيبة غيثاء

بلغنا الله وإياك رمضان غير فاقدين ولا مفقودين .

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×