اذهبي الى المحتوى
*إشراقة فجر*

" ما الارتباط بين إفشاء السّلام وتذييل الآية باسم الله الحسيب؟ "

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى:{وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} [النساء:86]، فمفهوم السياق في الآيات يتكلم عن بذل السلام وعن أدب السلام، إما أن تحييه بنفس هذه التحية أو تأتي له بالأفضل، فإذا مثلاً قال: السلام عليكم، قلت: وعليكم السلام ورحمة الله فزدته، أو إذا أبلغ فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، قلت: كذلك قلت وعليكم، ولكن ما الارتباط -في ضوء هذه المعاني- بين إفشاء السلام وتذييل الآية باسم الله الحسيب؟

 

أولاً: يدل ذلك ذكر الله لمسألة السلام في القرآن في آية تتلى إلى يوم القيامة على أهمية هذه العبادة بين المسلمين وأنها من أعظم القربات عند الله عزوجل.

فالنبيّ صلى الله عليه وسلم حين دخل المدينة كان أول مرسوم وأول قرار له: «يا أيها الناس أفشوا السلام بينكم وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام» (السلسلة الصحيحة:113/2)، وإفشاء السلام منك يجب أن يشمل الناس جميعًا.. كل المسلمين، حتى لمن تحمل في قلبك تجاهه عداوة أو بغض، فالله يذكرك أنه حسيب، فإن ألقيت عل مسلم السلام وأنت بداخلك فتور أو إعراض عنه، أو لو أفشيت السلام بغرض مصلحة لديك عنده، فالله يقول لك انتبه إلى نيتك حتى يؤتي العمل ثمرته من الألفة والمودة.

فبذل السلام جُعل سببًا عظيمًا للتواد بين البشر، قال النبي صلى الله عليه وسلم «ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم» (صحيح مسلم:54)، وهذه مسألة بناء مجتمع وبناء أمة. وبناء هذه الأمة يجب أن يكون على روابط وثيقة فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يجعل المفتاح في هذا الأمر اليسير جدًا في بذل السلام وتنزل آية منزلة من قبل الله سبحانه وتعالى في هذا الأمر اليسير تتلى إلى يوم القيامة، إذًا فالأمر كبير.

فكان ذكر اسم الله الحسيب تذكرة لك أنه سبحانه وتعالى يعلم بواطنك ومتى تفشي السلام عن بغض أو عن مصلحة وسيحاسبك على ذلك، فأصلح نيّتك وألقي السلام وابذله وأنت لا تريد إلا رضا رب العالمين، فإذا حسُنت نيتك في مثل ذلك سيجازيك الله عز وجل عن هذا أضعاف ما تتصور وسيعود ذلك بالنفع العميم على المجتمع الإسلامي كله.

وانتبه إلى جرم قد يفعله الكثيرون وهم غافلون: أنه حين تقع خصومة بين اثنين ثم يهاتف أحدهما الآخر بادئًا بالسلام وإصلاح ذات البين.. فيرده الآخر ويغلق الهاتف في وجهه ويرفض مصالحته، سيحاسب عن هذا حسابًا مريرًا إذ أفسد ذات البين التي سعى صاحبه لإصلاحها، يقول النبي صل الله عليه وسلم: «ألا أدلكم على أفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟» -وهذه أعظم أعمال الإسلام- قالوا: "بلى يا رسول الله". قال: «إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة. لا أقول: إنها تحلق الشعر ولكن تحلق الدين» (صححه الألباني).

لذلك يحث الله عزوجل مثل هذا بتذكيره بـ"الحسيب" أنه سيحاسبك، سيحفظ عليك ذلك الموقف وسيجازيك به حين تعرض عنه ثم تقبل عليه تناديه يارب فيعرض عنك ولا يقبل عذرك، من هنا تأتي خطورة اسم الله الحسيب.

***

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×