اذهبي الى المحتوى
مريم فوزي

الجمع بين قول الله: (و إنك لتهدي إلى صراط مستقيم) و (إنك لا تهدي من أحببت)؟

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

فلا تعارض بين الآيتين، فالهدى المنفي في سورة القصص، غير الهدى المثبت في سورة الشورى؛ إذ الهداية على نوعين: هداية توفيق وإلهام، وهذه لا يقدر عليها إلا الله تعالى، وهي المنفية عن رسوله صلى الله عليه وسلم، المثبتة لله وحده؛ قال تعالى: إنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ. [لقصص:56]

وهداية إرشاد وبيان، وهي المثبتة للنبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. [الشورى:52 ]

3.gif3.gif

 

قال الشيخ الأمين الشنقيطي- رحمه الله- في دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب: إن وجه الجمع بين قوله تعالى: إنك لا تهدي من أحببت. وبين قوله تعالى: وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم: أن الهدى المنفي عنه صلى الله عليه وسلم هو منح التوفيق، والهدى المثبت له هو إبانة الطريق. اهـ.

وقال في الكلام على قوله تعالى: هُدًى لِلْمُتَّقِينَ {البقرة:2}: خصص في هذه الآية هدى هذا الكتاب بالمتقين، وقد جاء في آية أخرى ما يدل على أن هداه عام لجميع الناس، وهي قوله تعالى: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس. الآية [2 185]

 

ووجه الجمع بينهما أن الهدى يستعمل في القرءان استعمالين: أحدهما عام، والثاني خاص

 

3.gif3.gif

 

أما الهدى العام فمعناه إبانة طريق الحق وإيضاح المحجة، سواء سلكها المبين له أم لا، ومنه بهذا المعنى قوله تعالى: وأما ثمود فهديناهم [41 17] ، أي بينا لهم طريق الحق على لسان نبينا صالح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، مع أنهم لم يسلكوها بدليل قوله عز وجل: فاستحبوا العمى على الهدى [41 17] . ومنه أيضا قوله تعالى: إنا هديناه السبيل [76 3] ، أي بينا له طريق الخير والشر، بدليل قوله: إما شاكرا وإما كفورا [76 3] . وأما الهدى الخاص فهو تفضل الله بالتوفيق على العبد، ومنه بهذا المعنى قوله تعالى: أولئك الذين هدى الله. الآية [6] . وقوله: فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام [6 125]

 

3.gif

 

فإذا علمت ذلك، فاعلم أن الهدى الخاص بالمتقين هو الهدى الخاص، وهو التفضل بالتوفيق عليهم، والهدى العام للناس هو الهدى العام، وهو إبانة الطريق وإيضاح المحجة، وبهذا يرتفع الإشكال أيضا بين قوله تعالى: إنك لا تهدي من أحببت [28 56] ، مع قوله: وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم [42 52] ، لأن الهدى المنفي عنه صلى الله عليه وسلم هو الهدى الخاص؛ لأن التوفيق بيد الله وحده. ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا [5 41]

 

والهدى المثبت له هو الهدى العام الذي هو إبانة الطريق، وقد بينها صلى الله عليه وسلم حتى تركها محجة بيضاء ليلها كنهارها. اهـ

وراجع الفتويين التاليتين:8976- 30758

والله أعلم.

 

3.gif3.gif

 

و في كلام طيب للشيخ الشنقيطي: الهداية نعمة من الله عظيمة، ومنة منه جليلة، فبالهداية ينال الإنسان مرضاة الله سبحانه، وبالهداية تكون الراحة والطمأنينة في الدارين، لذلك يضطرب الجنان من خشية الله؛ خوفاً من تبدل الأحوال، وتقلب القلوب، وسوء العاقبة والمآل، ولا يكون الحفاظ عليها إلا بمعرفة الأسباب التي تعين على الثبات على هذه النعمة العظيمة التي امتن الله بها على عباده.

 

3.gif3.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيرا غاليتي ونفع بكِ دوما

 

و في كلام طيب للشيخ الشنقيطي: الهداية نعمة من الله عظيمة، ومنة منه جليلة، فبالهداية ينال الإنسان مرضاة الله سبحانه، وبالهداية تكون الراحة والطمأنينة في الدارين، لذلك يضطرب الجنان من خشية الله؛ خوفاً من تبدل الأحوال، وتقلب القلوب، وسوء العاقبة والمآل، ولا يكون الحفاظ عليها إلا بمعرفة الأسباب التي تعين على الثبات على هذه النعمة العظيمة التي امتن الله بها على عباده.

 

ما أجمل هذا الكلام

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتديَ لولا أن هدانا الله

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك

نسأل الله الثبات حتى الممات

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×