اذهبي الى المحتوى
مريم فوزي

تنبيه قبل غسل اليدين إلى المرفقين | سُنة تخليل الأصابع و صفة ذلك"

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

من المعلوم أن تخليل الأصابع يكون عند غسلهما - أي أثناء الغسل - وهو سنة إن وصل الماء إلى الأصابع دون تخليل، وتحصل السنة إن خلل أصابعه في الغسلة الأولى، أو الثانية، أو الثالثة، ولكن نص بعض الفقهاء على أنه يستحب التخليل في الغسلات الثلاث, قال الشربيني الشافعي في مغني المحتاج: قالَ الْإِسْنَوِيُّ: وَلَمْ يَتَعَرَّض الْمُصَنِّفُ، وَلَا غَيْرُهُ إلَى تَثْلِيثِ التَّخْلِيلِ، وَقَدْ رَوَى الدَّارَقُطْنِيّ، وَالْبَيْهَقِيُّ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ، كَمَا قَالَهُ فِي شَرْحِ الْمُهَذَّبِ، عَنْ عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ «تَوَضَّأَ فَخَلَّلَ بَيْنَ أَصَابِعِ قَدَمَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ كَمَا فَعَلْتُ» وَمُقْتَضَى هَذَا اسْتِحْبَابُ تَثْلِيثِ التَّخْلِيلِ، وَهَذَا ظَاهِرٌ. اهــ .

 

 

قال ابن قدامة في المغني : تخليل أصابع اليدين والرجلين في الوضوء مسنون، وهو في الرجلين آكد؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم للقيط بن صبرة : أسبغ الوضوء، وخلل الأصابع. وهو حديث صحيح. وقال المستورد بن شداد : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ دلك أصابع رجله بخنصره. رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي وقال : لا نعرفهإلا من حديث ابن لهيعة، ويستحب أن يخلل أصابع رجليه بخنصره لهذا الحديث، ويبدأ في تخليل اليمنى من خنصرها إلى إبهامها، وفي اليسرى من إبهامها إلى خنصرها لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن في وضوئه وفي هذا تيمن. انتهى .

 

 

إسلام ويب*

 

 

سبق لنا معنى التخليل في الفصل الذي قبل هذا، ومحل استحباب تخليل الأصابع إذا وصل الماء إلى ما بين الأصابع بدون تخليل، وإلا فيجب إيصال الماء إلى ما بين الأصابع وإن لم يتعين التخليل.

 

 

 

قال ابن سيد الناس في شرح الترمذي: قال أصحابنا: من سنن الوضوء تخليل أصابع الرِّجلين في غسلهما. قال: وهذا إذا كان الماء يصل إليهما من غير تخليل، فلو كانت الأصابع ملتفة لا يصل إليها الماء إلا بتخليل، فحينئذٍ يجب التخليل لا لذاته، لكن لأداء فرض الغسل

[1].

 

 

وقد اختلف العلماء في حكم تخليل الأصابع:

 

فقيل: إن تخليل الأصابع مشروع، وهو في الرجلين آكد من اليدين، وهذا مذهب الحنفية

[2]، والشافعية[3]، والحنابلة[4]، واختاره ابن رشد من المالكية[5].

 

 

وقيل: تخليل الأصابع واجب في اليدين، سنة في الرجلين، وهو مذهب المالكية

[6].

 

 

وقيل: التخليل واجب مطلقًا في اليدين والرجلين، وهو قول في مذهب المالكية

[7].

 

 

وقيل: التخليل سنة أحيانًا، ولا يداوم عليه، وهو اختيار ابن القيم

[8].

 

 

دليل الجمهور:

 

(862-91) ما رواه أبو داود

[9]، قال:حدثنا قتيبة بن سعيد في آخرين، قالوا: ثنا يحيى بن سليم، عن إسماعيل بن كثير، عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه لقيط بن صبرة قال:

 

قلت: يا رسول الله، أخبرني عن الوضوء، قال: ((أسبغ الوضوء، وخلِّل بين الأصابع، وبالِغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا)).

 

[والحديث صحيح]

[10].

 

 

فقوله: ((وخلل بين الأصابع)) الأمر مطلق، فيشمل أصابع اليدين والرجلين.

 

 

الدليل الثاني: حديث ابن عباس:

 

(863-92) رواه أحمد، قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، حدثنا عبدالرحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن صالح مولى التوءمة، قال:

 

سمعت ابن عباس يقول: سأل رجل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن شيء من أمر الصلاة، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((خلل أصابع يديك ورجليك))؛ يعني: إسباغ الوضوء

[11].

 

[أرجو أن يكون حسنًا]

[12].

 

 

الدليل الثالث: حديث المستورد بن شداد:

 

(864-93) رواه أحمد، قال: ثنا موسى بن داود، قال: أنا ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو، عن أبي عبدالرحمن الحبلي، عن المستورد بن شداد صاحب النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا توضأ خلل أصابع رجليه بخنصره

[13].

 

[إسناده ضعيف؛ تفرد به ابن لهيعة]

[14].

 

 

الدليل الرابع:

 

(865-94) ما رواه الدارقطني من طريق مصعب بن المقدام وعبدالله بن نمير، عن إسرائيل، عن عامر بن شقيق، عن أبي وائل قال:

 

رأيت عثمان بن عفان يتوضأ فغسل يديه ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، ومضمض ثلاثًا، واستنشق ثلاثًا، وغسل ذراعيه ثلاثًا، ومسح برأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما، ثم غسل قدميه ثلاثًا، ثم خلل أصابعه وخلل لحيته ثلاثًا حين غسل وجهه، ثم قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعل كالذي رأيتموني فعلت

[15].

 

[إسناده ضعيف]

[16].

 

 

أدلة القائلين بوجوب التخليل:

 

الدليل الأول:

 

(866-95) قال الحافظ في التلخيص

[17]: روى زيد بن أبي الزرقاء، عن الثوري، عن أبي مسكين، واسمه: حر بن مسكين، عن هزيل بن شرحبيل، عن عبدالله بن مسعود مرفوعًا: لينهكن أحدكم أصابعه قبل أن تنهكه النار.

 

[المحفوظ وقفه]

[18].

 

 

ويجاب عنه:

 

بأن الأثر محمول على وجوب غسل ما بين الأصابع؛ حتى لا يكون هناك موضع لم يصبه الماء؛ جمعًا بين الأدلة، والله أعلم.

 

 

الدليل الثاني:

 

(867-96) ما رواه الدارقطني من طريق عمر بن قيس، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ، ويخلل بين أصابعه، ويدلك عقبيه، ويقول: خللوا بين أصابعكم، لا يخلل الله تعالى بينها بالنار

[19].

 

[ضعيف جدًّا]

[20].

 

 

الدليل الثالث:

 

(868-97) استدلوا بما تقدم من حديث لقيط بن صبرة قال:

 

قلت: يا رسول الله، أخبرني عن الوضوء، قال: ((أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا)).

 

[والحديث صحيح]

[21].

 

 

فقوله: ((خلل)) أمر، والأصل في الأمر الوجوب.

 

 

قال الشوكاني في النيل: والأحاديث قد صرحت بوجوب التخليل، وثبتت من قوله -صلى الله عليه وسلم- وفعله، ولا فرق بين إمكان وصول الماء بدون تخليل، وعدمه، ولا بين أصابع اليدين والرجلين، فالتقييد بأصابع الرجلين، أو بعدم إمكان وصول الماء، لا دليل عليه. اهـ

 

 

والقول بالوجوب فيه نظر؛ لأن الله سبحانه وتعالى إنما ذكر في القرآن الغسل، وحقيقته: جريان الماء على العضو، والتخليل زيادة عليه، فهو داخل في الكمال، والأحاديث التي وصفت وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الصحيحين وغيرهما - كما في حديث عثمان، وعبدالله بن زيد، وابن عباس وغيرها - لم يرد فيها ذكر التخليل، مع أن الصحابة في مقام البيان والتعليم، فلو كان واجبًا لما أهملوا ذكره، والله أعلم.

 

 

دليل التفريق بين أصابع اليدين والرجلين:

 

قال الخرشي: وإنما وجب تخليل أصابع اليدين دون أصابع الرجلين؛ لعدم شدة اتصال ما بينهما، بخلاف أصابع الرجلين، فأشبه ما بينهما الباطن؛ لشدة اتصال ما بينهما. اهـ

 

 

وذكر ابن العربي تعليلاً آخر، فقال: والحق أنه واجب في اليدين على القول بالدلك، غير واجب في الرجلين؛ لأن تخليلها بالماء يقرح باطنها، وقد شاهدنا ذلك، وما علينا في الدين من حرج في أقل من ذلك، فكيف في تخليل تتقرح به الأقدام؟

[22]

 

 

قلت: لا فرق بينهما في وجوب جريان الماء بين الأصابع، فالتخليل زائد على الغسل، فيكون التخليل سنة فيهما، وأما كون بعض الأدلة قد تذكر أصابع الرجلين فقط كما في حديث المستورد بن شداد، فهو إن صح ذكر لفرد من أفراد العام أو المطلق، لا يقتضي تخصيص العام أو تقييد المطلق، وقد جاء في حديث ابن عباس النص على تخليل أصابع اليدين والرجلين، وهو حديث حسن إن شاء الله تعالى، وحديث لقيط بن صبرة: ((خلل بين الأصابع))، وهو مطلق يشمل أصابع اليدين والرجلين، والله أعلم.

 

 

صفة تخليل الأصابع:

 

اختلفوا في صفة التخليل للأصابع:

 

فقيل: في اليدين بالتشبيك، وفي الرجلين يخلل بخنصر يده اليسرى، بادئًا بخنصر رجله اليمنى من أسفل حتى يصل إلى إبهامها، ثم يبدأ بإبهام الرجل اليسرى خاتمًا بخنصرها.

 

 

هذه صفة التخليل عند الجمهور

[23].

 

 

وقيل: بل يخلل بخنصر يده اليمنى، اختاره القاضي أبو الطيب من الشافعية

[24].

 

 

وقيل: يخلل بكل أصابعه إلا الإبهامين؛ لما فيهما من العسر

[25].

 

 

وقيل: لا دليل على تعيين اليد اليمنى أو اليسرى للتخليل، فلا حجر على المتوضئ في استعمال اليمنى أو اليسرى. وهو اختيار إمام الحرمين

[26].

 

 

وهذه الأقوال قد يوجد لبعضها أدلة من عمومات ونحوها، فالبداءة باليمنى قد يستدل له بحديث عائشة رضي الله عنها، قالت:

 

كان يعجبه التيامن ما استطاع في تنعله وترجُّله وطهوره، في شأنه كله.

 

 

وكون التخليل بالخنصر قد يستدل له بحديث المستورد بن شداد: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا توضأ دلك أصابع رجليه بخنصره.

 

وهو حديث ضعيف، وسبق تخريجه

[27].

 

 

وأما كونه بخنصر اليد اليسرى، فلم يثبت فيه عندي سنة، وكلام إمام الحرمين قوي، والله أعلم.

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا اختى ونفع بما سطرته يداك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزاك الله خيرا على موضوعك النافع يا غالية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×