اذهبي الى المحتوى
مُقصرة دومًا

{قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}

المشاركات التي تم ترشيحها

post-125640-0-23157500-1327824303.png

 

 

 

 

يغضب بعض المؤمنين الصالحين من توجيه اللوم إليهم عند حدوث مصيبة من المصائب، ويتعلَّلون بعِلَلٍ شتَّى كلها يهدف إلى تبرئة الذات من الخطأ؛ فبعضهم يقول: إنَّ الوقت ليس مناسبًا للعتاب؛ لأننا في مصاب.

وبعضهم يقول: مِن الأفضل أن نُوَجِّه اللوم إلى الظالمين المعتدين بدلًا من جلد الذات. وبعضهم يُبَرِّر الأخطاء، ويلتمس الأعذار، ولسان حاله يقول -وإن كان لا يُصَرِّح-: نحن قومٌ بلا خطايا.

ويعتقد أن "الدنيا" قد تلعب بالصحابة؛ لكنها لا تلعب أبدًا به أو بإخوانه وقادته، وبعضهم يصبُّ جام غضبه على اللائم، وقد يتَّهمه بالخيانة أو التخاذل أو الجهل، وبعضهم له مبرراته الأخرى التي لا تنتهي.

 

post-125640-0-01551600-1327824306.png

 

خلاصة الأمر أن المصابين لا يُريدون أن يسمعوا أنهم "من المحتمل" أن يكونوا هم أحد الأسباب في المشكلة.

وليس معنى البحث عن الأخطاء أن الظالم معذور في ظلمه للناس، أو أن الله عز وجل سيعفيه من العقاب ما دام أن المظلومين أخطئوا، ولكن هذه ليست قضيتنا في الواقع؛ إنما قضيتنا هي الخروج من المأزق، وخروجنا من المأزق لن يكون باستجداء العدل من الظالمين، وإنما يكون "بالعمل" على إصلاح الذات؛ حتى نكون أهلًا لأن يرفع اللهُ عز وجل الغُمَّة عنَّا، وهذا يحتاج إلى مكاشفة ومحاسبة وإنابة وتوبة.

 

post-125640-0-01551600-1327824306.png

 

إنَّ الله عز وجل خاطب المخطئين في غزوة أحد خطابًا كاشفًا وسريعًا -وفي وقت المصيبة- كشف به عن خبايا القلوب، وقَصَرَ السبب في المصيبة على المؤمنين، فقال: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران:165]، والخطاب كان موجَّهًا لخير الناس بعد الأنبياء، وكانت مخالفتهم في الواقع بسيطة للغاية إلى جوار مخالفات الأجيال اللاحقة، ولم يتكبَّر أحدهم عن سماع هذه المكاشفة، فما بالنا اليوم نغضب ونتعصَّب إذا أشار أحدٌ -ولو بالتلميح اللطيف- إلى "احتمال" أن نكون سببًا في المصيبة؟!

إننا -والله- لا نُوَجِّه اللوم إلا بدافع الحبِّ، ولا نتحدَّث عن الأخطاء إلا بنيَّة الإصلاح، ولا نُشير إلى أسباب المصائب إلا لإيماننا أن الأمل في رفع الغُمَّة كبير، ولو كنا نشعر بأن الجيل لا يمكنه حمل أمانة الدين بنجاح لكان السكوت أولى، ولكننا نؤمن بأن الخير لا ينقطع في هذه الأُمَّة، وأن الله غالبٌ على أمره، وأن المصلحين المتمسِّكين بالكتاب والسُّنَّة لن يخذلهم الله أبدًا؛ قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} [الأعراف:170].

post-125640-0-95518900-1327824311.png

  • معجبة 2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله

فعلا نحتاج لإصلاح ذواتنا ومحاسبتها وتقبل أي نصح أو لوم

طرح مميز ويحكي واقعا معاشا

 

جزاك الله خيرا ياغالية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إننا -والله- لا نُوَجِّه اللوم إلا بدافع الحبِّ، ولا نتحدَّث عن الأخطاء إلا بنيَّة الإصلاح، ولا نُشير إلى أسباب المصائب إلا لإيماننا أن الأمل في رفع الغُمَّة كبير، ولو كنا نشعر بأن الجيل لا يمكنه حمل أمانة الدين بنجاح لكان السكوت أولى، ولكننا نؤمن بأن الخير لا ينقطع في هذه الأُمَّة، وأن الله غالبٌ على أمره، وأن المصلحين المتمسِّكين بالكتاب والسُّنَّة لن يخذلهم الله أبدًا؛ قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ}

السلام عليكم و رحمة الله وبر كاته

جزاك الله خيرا الحبيبة

مقصرة دوما و نفع بك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

طرح رائع يحكي واقع نعيشه للأسف

بارك الله فيكِ يا غالية و نفع بكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

صدقت يا حبيبة

جزاك الله خيرًا و نفع الله بك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×