اذهبي الى المحتوى
جمانة راجح

❤ فن التعامل مع الوالدين ❤

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

 

i_f4cdab05891.png

فن التعامل مع الوالدين

 

 

عبدالعزيز الجهني

كم يتحدث الناس وكم يعقدون من دورات في فن التعامل مع الناس وفن

التعامل مع الجمهور وفن التعامل مع الزوجة وغير ذلك من المسميات

والدورات ,ولم يطرق سمعي في يوم من الأيام هذا العنوان

(فن التعامل مع الوالدين )

مع أنه أس التعامل في هذه الحياة وأحق ما يتعلمه المسلم . وقد تظافرت

نصوص الوحيين في بيان حقهما والدلالة على ما يجب لهما . وإني لأعلم

يقينا أن هذه النصوص معلومة عند عامة المسلمين فضلا عن متعلميهم .

ولكن من خلال تواصلي مع كثير من الشباب ورؤيتي لكيفية تعاملهم مع

والديهم وجدت عند البعض منهم غفلة وقصورا في تطبيق دلالات النصوص

الشرعية في تعاملهم مع الوالدين , وبشكل أدق هناك فجوة بين الجانب

النظري والجانب العملي .فالكل يقر بحقوق الوالدين وحسن الأدب معهما ,

لكن كيفية تطبيق هذه الحقوق وتطبيقها على أرض الواقع فيه خلل كبير سببه

الغفلة والإلف والعادة, وهذا ما يجعل الغيور يشعر بالأسى والحزن لعظم حق

الوالدين الذي يأتي بعد حق الله كما جاء في مواطن عدة من كتاب الله مما لا

يخفى على ذي بصيرة . وقد أعجبني تعريف الراغب رحمة الله لبر الوالدين

حيث قال:وبر الوالدين: التوسع في الإحسان إليهما. ولاحظ قوله :التوسع ,

فكم له من دلالة.

من هذا المنطلق ومن باب التواصي بالمعروف أضع هنا بعض النقاط كمفاتيح

لفن التعامل مع الوالدين والتي تمثل جانبا عمليا نحتاجه في حياتنا مع التنبيه

على بعض الأخطاء التي قد تقع في التعامل معهما ليكون ذلك سببا في وصولنا

بإذن الله إلى البر الذي هو مبتغى كل مؤمن ولننال كذلك رضى المولى عزوجل

فرضى الله من رضى الوالدين

i_db4e962df21.png

1_نداؤهما باسم الأبوة والأمومة, ومن الخطأ الذي يقع فيه بعض الناس بحكم

العادة مناداتهما بأبي فلان أو أم فلان , وأقبح منه من يخاطبهما بالشايب أو

العجوز أو الكهل أو الكهلة , وهذا سوء أدب معهما , وانظر إلى أدب الخليل

في ندائه اللطيف لوالده الكافر (يا أبتِ) ويكررها عدة مرات وبالعبارة اللطيفة

نفسها.فما أجمله من أدب.

2_السلام عليهما بخصوصية تليق بهما وذلك بتقبيل الرأس واليد, وهذا من أقل

الوفاء لهما .وإنك لتعجب من ابن يسلم على والديه كما يسلم على صديقه ,

فأين حق الوالدين وأين إكرامهما ؟ فوالذي نفسي بيده لو قبل قدميهما ما زاده

ذلك إلا شرفا.

3_إظهار الذل لهما امتثالا لأمر الله (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) و

ذلك بخفض الصوت عند الحديث معهما وعدم إحداد النظر إليهما.

وقد يقع خلاف ذلك عند النقاش دون قصد ولكن المؤمن الحريص يحذر من

ذلك لخطورته.

4_ويتعلق بهذه النقطة مراعاة الألفاظ والحركات أثناء الحديث معهما.وانظر

إلى قول المولى عزوجل (ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما) فقد نص في هذه الآية

على النهي عن يسير القول ويسير الحركة مما هو خارج عن الأدب.فأف من

يسير القول الذي يخرج دون شعور عند طلب الوالدين أمرا قد لا يعجب الابن

أولا يرتضيه, ويدخل في قوله (ولا تنهرهما ) يسير حركة اليدين عند عدم الرضا

كما جاء في تفسير عطاء رحمه الله .فانظر إلى هذين النهيين في يسير الأمور

فما ظنك بما هو أكبر منهما مما لا يليق بمقام الوالدين العظيم عند الله,فاللهم

ارزقنا حسن الأدب في القول والعمل.

5_التأدب في الجلوس معهما ,فتجد البعض هداهم الله يمد رجليه أمام والديه

أو يتحدث معهما جالسا وهم وقوف.فأي أدب هذا وأي خلق

6_التأدب في السير معهما ,فلا يمشي أمامهما ولا يدخل مكانا قبلهما بل من

الأدب التأخر قليلا عنهما والمسارعة بفتح الباب عند دخولهما ,ففي ذلك أدب

وأي أدب.

7_الجلوس معهما ومحادثتهما بلطف وحنان وإدخال السرور عليهما بطرائف

الحديث وجميل النوادر والحكم , فكم لك من أجر بإشاعة الابتسامة على محياهما.

وهذا من البر المغفل إلا ما ندر ,فقد تجد البعض خفيف الظل كثير المرح مع

أصدقائه فإذا جلس مع والديه فكأنه في مهمة رسمية , لاضحك ولا تبسم

ولادعابة.فأين البر من هذا؟

8_تفقد أحوالهما دائما بالزيارة والسؤال والاتصال. وإنك لتعجب من ابن يغيب

عن والديه بالأيام وهو يسكن معهما في مدينة واحدة.فأي عقوق هذا , ولا يتعلل

أحد بكثرة المشاغل ,فليس هناك من هو أولى منهما وشاهد ذلك قصة جريج العابد .

فتمتع بالجلوس معهما قبل أن تفقدهما فتندم ولات حين مندم.فكم من الناس من

يواظب على جلسات الأصدقاء أو اجتماعاتهم كل ليلة ويحرص على رياضة المشي

كل مساء ,فلا أدري من الأولى .أما إذا كانا بعيدين فعليه أن يتعاهدهما بالاتصال

كل يوم يسأل عن حالهما ويطمئن عليهما ويشعرهما باهتمامه بهما .فهو بذلك

يلتمس بركتهما ويحوز على رضاهما وما أعظمه من مطلب.

9_تعاهدهما بالهدايا بين فترة وأخرى وإعطائهما من المال ولو شيئا يسيرا خصوصا

الوالدة , وهذا مما قد يغيب عن بال كثير من الأبناء ظنا منه بعدم أهميته أو

عدم احتياجهما , وهذه غفلة يجب التنبه لها فكم للهدية من أثر في النفس ,

وكم نسمع عن هدايا الأزواج وأثره في إشاعة الحب بينهما ,أما الهدايا للوالدين

فهي من المهملات.ويجدر التنبيه على مسألة تقديم المال لهمما خصوصا

الوالدة ففي ذلك عون لها على الصدقة والبذل والعطاء ,فلهما أجر وأنت

شريكهما في ذلك وهذا نور على نور.

10_تلمس بركتهما بطلب الدعاء منهما , فدعوة الوالد مستجابة ,والابن البار

سيفوز بهذه الغنيمة وسيجني ثمرة ذلك في صحته وذريته وماله.

11_أخيرا الدعاء لهما كما أمر المولى بذلك في قوله (وقل رب ارحمهما كما

ربياني صغيرا)وهذا من أعظم البر وهو من الأجر الدائم لهما بعد موتهما

ولد صالح يدعو له> وبعد فهنيئا لمن كان له والدين ينعم بقربهما ويسعد ببرهما

وهي نعمة جليلة يعلم قدرها من حُرمها.

وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى وغفر لنا ولوالدينا وجمعنا بهم في الفردوس

الأعلى من الجنة إنه ولي ذلك والقادر عليه.

i_cf99ca47d11.png

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اللهم بارك جزاك الله خيرا عزيزتي هذا فعلا ما كنت احتاجه ^_^

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

بارك الله في ِ لنقل الطيب وجزاك خيرا

نسأل الله أن يُعيننا على برهم ويحسن أخلاقنا .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أختي الحبيبة مرام لدي سؤال من فضلكِ، إن كانت لديكِ إجابة:

 

في الفقرة الثالثة، هذه الجملة (إحداد النظر إليهما)

هل المقصود بها: النظر المباشر إلى عينيهما، يعني لابد أن أخفض عيني عند الحديث "العادي" معهما؟

أم المقصود: حِدَّة النظر (مثل لو غضب أحد الناس من صديقه؛ فنظر إليه نظرةً حادةً بسبب الغضب) ؟

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك يااختي العزيزه

 

وحقا اني كنت ابحث عن هذه المواضيع القيمه لكي استفاد

 

استفاد من ابواب الجنه المفتوحه لنا لطالما وجودهما معنا حفضك الله

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

post-647555-0-59463900-1440080141.gif

تم تعديل بواسطة ينابيع التفائل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@

 

مشكورة على التذكرة

 

وفقنا الله لبرهما ورزقنا رضاهما

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×