اذهبي الى المحتوى
مريم فوزي

فيدخل جنَّةَ العبوديةِ، ويتنعَّم في ظِلالها الوارفةِ ،

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله

 

مقطتف من مقالة أعجبتني

,,

 

فالمؤمن يَتنزَّهُ في روضات القرآن، ويتنقَّل بين سوره؛ يتنسَّمُ عبيرَها، يقطف من ثمارها، يتنعَّم بمناجاة الله عز وجل، يَستشعِرُ أنه المُخاطَبُ بالآيات، وقد وُجِّهت إليه التكليفات، يَستحضر في خاصَّة نفسِه أن الله يأمرُه وينهاه، يُوجِّهه ويَزجُرُه، يُبشِّرُه ويُحذِّرُه، يستحضر في كلِّ ذلك أنه يراه وينظرُ إليه ويراقبُه، يَستحضرُ آياتِ القرآن وهو يواجِهُ تحدِّيات الحياة وهمومها ومشكلاتها التي لا تنتهي ولا تتوقَّفُ، فتُسكَبُ في قلبه حلاوةُ الإيمان، وبَردُ اليقين، وروعةُ الأنس بالله والثقة فيه، والتوكل عليه ...؛ فيدخل جنَّةَ العبوديةِ، ويتنعَّم في ظِلالها الوارفةِ، ويتلذَّذ بثمارها الشهيَّة، وعندها يُولَد المرء من جديد؛ تتغيَّر الأفكار والاهتمامات، وتتبدَّل الطموحاتُ والأمنيات، ويُصبِحُ رضا الملك عزَّ وجل والفوز بالجنة هي الغايةَ الكبرى، والهدفَ الأسمى لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ [الصافات: 61]

 

وبين الصوم والقرآنِ ارتباطٌ وثيقٌ بيَّنه النبي عليه الصلاة والسلام فقال: ((الصيامُ والقرآن يشفعان للعبد يومَالقيامة، يقولُ الصيام: أَيْ ربِّ، منعتُه الطعامَ والشهوات بالنهار؛ فشفِّعني فيه، ويقولالقرآن: ربِّ، منعتُه النومَ بالليل؛ فشفِّعني فيه؛ فيشفعان))، فالمؤمن يُقبِلُ على كتابِ الله - تلاوةً وتدبُّرًا - ينهل من مَعِينه، ويهتدي بأنوارِه، ويبحث عن دواء وشفاء لآفات قلبِه، ويُفتِّش عن نسمات أُنسٍ وسكينة تَقِيه وَحْشةَ النفس، وخَواءَ الروح ... إن طول فترة مصاحبةِ القرآن في هذا الشهر(ثلاثين يومًا) يُعيد إلى النفس صفاءها، ويُزيلُ ما عَلِق بها من أدرانِ الشهوات، ويُطهِّرها من جنابة الغفلات، ولكن لكي تؤتي مجالسةُ القرآن هذه الثمارَ اليانعة لا بدَّ من التدبُّر؛ ألم يَقُل الله عز وجل في كتابه: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [ص: 29]؟

,.

 

يقول الشيخ السعدي رحمه الله: (يأمرُ تعالى بتدبُّر كتابه؛ وهو التأمُّل في معانيه، وتحديقُ الفكر فيه، وفي مبادئه وعواقبِه ولوازم ذلك؛ فإن تدبُّر كتابِ الله مفتاحٌ للعلوم والمعارف، وبه يُستنتَجُ كلُّ خير، وتستخرج منه جميعُ العلوم، وبه يَزداد الإيمانُ في القلب، وتَرسخُ شجرتُه؛ فإنه يعرِّف بالربِّ المعبود، وما له من صفات الكمال، وما يُنزَّهُ عنه من سمات النقص، ويعرِّف الطريقَ الموصلة إليه، وصفة أهلها، وما لهم عند القدومِ عليه، ويعرِّف العدوَّ الذي هو العدو على الحقيقة، والطريقَ الموصلة إلى العذاب، وصفة أهلها، وما لهم عند وجودِ أسباب العقاب) وهكذا

..

وهكذا يتخرج المسلم في مدرسة رمضانَ مُتشبِّعًا بالاستسلام والانقياد لله في كلِّ شؤون حياته، في الصغيرِ والكبير من أموره، رافعًا شعار: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [البقرة: 285]؛ فينضم إلى رَكْب المؤمنين الصادقين إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [النور: 51]، فيا لسعادةِ المؤمنين بفوزهم برضوانِ الله العظيم! ويا لقُرَّة أعينهم بما ينتظرُهم من نعيم وتكريمٍ !

  • معجبة 2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما شاء الله قيم جدا

جزاك الله خيرا يا غلية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك ِ ونفع بك ِ يا حبيبة ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

ما شاء الله !أكثر من رائع ( ":

بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خيراً يا غالية ،

جعله الله فى موازين حسناتكِ .

 

 

 

 

 

 

فالمؤمن يَتنزَّهُ في روضات القرآن، ويتنقَّل بين سوره؛ يتنسَّمُ عبيرَها، يقطف من ثمارها، يتنعَّم بمناجاة الله عز وجل، يَستشعِرُ أنه المُخاطَبُ بالآيات، وقد وُجِّهت إليه التكليفات، يَستحضر في خاصَّة نفسِه أن الله يأمرُه وينهاه، يُوجِّهه ويَزجُرُه، يُبشِّرُه ويُحذِّرُه، يستحضر في كلِّ ذلك أنه يراه وينظرُ إليه ويراقبُه، يَستحضرُ آياتِ القرآن وهو يواجِهُ تحدِّيات الحياة وهمومها ومشكلاتها التي لا تنتهي ولا تتوقَّفُ، فتُسكَبُ في قلبه حلاوةُ الإيمان، وبَردُ اليقين، وروعةُ الأنس بالله والثقة فيه، والتوكل عليه ...؛ فيدخل جنَّةَ العبوديةِ، ويتنعَّم في ظِلالها الوارفةِ، ويتلذَّذ بثمارها الشهيَّة، وعندها يُولَد المرء من جديد؛

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×