اذهبي الى المحتوى
بسمَة

" أحكامٌ تتعلَّقُ بحُضُور المَيِّتِ + صِفةُ تغسيل المَيِّتةِ وتكفينِها :"

المشاركات التي تم ترشيحها

" أحكامٌ تتعلَّقُ بحُضُور المَيِّتِ

+

صِفةُ تغسيل المَيِّتةِ وتكفينِها :"

 

 

 

بِسْمِ اللهِ ، والحَمْدُ للهِ ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسُولِ اللهِ .. وبعد ،

 

قال اللهُ تعالى : (( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ )) آل عِمران/185 ،

وقال سُبحانه : (( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ )) الزُّمَر/30 .

 

وإذا ماتَ المُسلِمُ ، فلا بُدَّ مِن تغسيلِهِ وتكفينِهِ .

 

لذا أحببتُ أن نتعرَّفَ سَويًّا على صِفةِ تغسيل المرأةِ المُسلِمةِ ( المَيِّتةِ ) وتكفينِها ،

وقبل ذلك أن نتعرَّفَ على أُمُورٍ مُهِمَّةٍ قد لا نعرِفُها قبل مَوتِ الشخصِ ،

إذا وُجِدنا عنده أثناءَ احتضارِهِ ، أو عند مَوتِهِ ، أو إذا وَصَلَنا خَبرُ مَوتِهِ .

 

وليس شرطًا - حبيبتي في اللهِ - أن تكوني مُغَسِّلَةً لتتعرَّفي على صِفةِ الغُسلِ

والتَّكفين ، ولكن مِن باب التَّفَقُّهِ في هذا الأمر ، والتَّعرُّفِ على أمرٍ مُهِمٍّ في دِينِنا ،

وما تدرين ، فلَعلَّكِ تحضُرينَ تغسيلَ مَيِّتةٍ مِن قريباتِكِ أو حبيباتِكِ ، وتُساعِدينَ

في ذلك ، فتكونينَ على عِلمٍ بصِفتِها الصحيحةِ المُوافقةِ للسُّنَّةِ .

 

وأسألُ اللهَ جَلَّ وعلا أن يُفَقِّهَني وإيَّاكِ في دِينِهِ ،

وأن يَرْزُقنا جميعًا حُسنَ الخاتِمة ()"

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أوَّلًا : ما يُفعَلُ عند حُضُور احتضارِ أحدٍ من الأهل :

 

1- تلقينُه الشَّهادة :

وذلك لقول النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :

(( لَقِّنُوا مَوتاكم : لا إلَهَ إلَّا الله )) رواه مُسلِم .

وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :

(( مَن كان آخِرَ كلامِهِ لا إلَهَ إلَّا اللهُ ، دَخَلَ الجنَّةَ )) صحيح الجامِع .

ويكونُ ذلك برِفقٍ ولِينٍ ، ودُون إثقالٍ أو إكثارٍ عليه .

 

2- توجيهُهُ إلى القِبلَة :

وللعُلَماءِ فيه صِفتان :

أ- أن ينامَ على ظَهْرِهِ مُستقبِلًا بوَجهِهِ القِبلَةِ ( إذا قَعَدَ ) .

ب- أن ينامَ على شِقِّهِ ( جَنْبِهِ ) الأيمَن ووَجهُهُ للقِبلَةِ .

 

 

ثانيًا : إذا مات الشَّخْصُ :

 

1- إغماضُ عَيْنَيْهِ :

لقَولِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :

(( إنَّ الرُّوحَ إذا قُبِضَ تَبِعَهُ البَصَرُ )) رواه مُسلِم .

 

2- تغطيةُ جَميعِ بَدَنِهِ .

 

3- الدُّعاءُ له :

ومِن ذلك : اللهمَّ اغفِرْ لفُلانٍ ، وارفَعْ دَرَجَتَه في المَهدِيِّينَ ، واخلُفْه في عَقِبِهِ

في الغَابرين ، واغفِرْ لنا وله يا رَبَّ العالَمِينَ ، وافسَحْ له في قَبرِه ، ونَوِّرْ له فيه .

 

4- المُبادرةُ بتجهِيزه وإخراجِهِ :

يعني بتغسيله ، وتكفينِهِ ، ودَفنِهِ ؛ لقولهِ صلَّى الله عليه وسلَّم :

(( أَسْرِعُواْ بالجَنازةِ ، فإن تَكُ صالحةً فخيرٌ تُقَدِّمُونَهَا ، وإن يَكُ سِوَى ذلكَ ،

فشَرٌّ تضعونَهُ عن رِقابِكم )) مُتَّفقٌ عليه .

 

5- المُبادرةُ إلى قضاءِ دَيْنِهِ :

وفي الحَديثِ عن سَلَمة بن الأكْوَع قال : كُنَّا جُلُوسًا عند النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ،

إذ أُتِيَ بجَنازةٍ ، فقالوا : صَلِّ عليها ، فقال : (( هل عليهِ دَيْنٌ ؟ )) . قالوا : لا .

قال : (( فهل ترك شيئًا ؟ )) . قالوا : لا ، فصلَّى عليهِ . ثُمَّ أُتِيَ بجَنازةٍ أخرى ،

فقالوا : يا رسولَ اللهِ ، صَلِّ عليها ، قال : (( هل عليهِ دَيْنٌ ؟ )) . قيل : نعم .

قال : (( فهل ترك شيئًا ؟ )) . قالوا : ثلاثةُ دنانيرَ ، فصلَّى عليها . ثم أُتِيَ

بالثالثةِ ، فقالوا : صَلِّ عليها ، قال : (( هل ترك شيئًا ؟ )) . قالوا : لا .

قال : (( فهل عليهِ دَيْنٌ ؟ )) . قالوا : ثلاثةُ دنانيرَ ، قال :

(( صَلُّوا على صاحبكم )) . قال أبو قتادةَ : صَلِّ عليهِ يا رسولَ اللهِ

وعليَّ دَيْنُهُ ، فصلَّى عليهِ .. رواه البُخاريُّ .

 

 

ثالثًا : ما يَجوزُ للحاضِرين وغيرهم تُجاه المَيِّت :

 

1- كَشفُ وَجهِهِ وتقبيلُه :

والمَرأةُ تُقبِّلُ النِّساءَ ومَحارِمَها فقط ؛ كزَوجِها وأبيها وابنِها ... إلخ .

وكذلك الرَّجُلُ يُقبِّلُ الرِّجالَ وزوجتَه ومَحارِمَهِ مِن النِّساءِ ؛ كأُمِّهِ وأُختِهِ وابنتِهِ ... إلخ .

 

2- البُكاءُ على المَيِّتِ بدُونِ صِياحٍ ولا صُراخٍ ولا نُواحٍ ولا عَويلٍ :

وقد بَكَى النبيُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - عند مَوتِ ابنِهِ إبراهيم وقال :

(( إنَّ العينَ تَدمَعُ ، والقلبَ يَحزَنُ ، ولا نقولُ إلَّا ما يُرْضِي رَبَّنا ، وإنَّا بفِرَاقِكَ

يا إبراهيمُ لمَحزنونَ )) مُتَّفَقٌ عليه . وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( إنَّ اللهَ

لا يُعَذِّبُ بِدَمْعِ العيْنِ ، ولا بِحُزْنِ القلبِ ، ولكن يُعَذِّبُ بهذا - وأشارَ إلى لسانِهِ -

أو يرحمُ ، وإنَّ المَيَّتَ يُعَذَّبُ ببُكاءِ أهلِهِ عليه )) مُتَّفَقٌ عليه .

 

وليس المُرادُ هُنا مُطْلَقَ البُكاءِ ، بل المُرادُ بالبُكاءِ النِّيَاحَة ورَفْع الصَّوتِ .

وقيل إنَّ المَيَّتَ يُعَذَّبُ بذلك إذا كان مِن سُنَّتِهِ وطريقتِهِ وقد أقرَّ عليه أهلَهُ

في حياتِهِ فيُعَذَّبُ لذلك ، وإن لم يَكُن مِن طريقتِهِ فإنَّه لا يُعَذَّبُ .

وقيل مَنْ وَصَّى بِأَنْ يُبْكَى عَلَيْهِ وَيُنَاحَ بَعْد مَوْته فَنُفِّذَتْ وَصِيَّتُه ،

فَهَذَا يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ وَنَوْحهمْ ؛ لِأَنَّهُ بِسَبَبِهِ وَمَنْسُوبٌ إِلَيْهِ .

فَأَمَّا مَنْ بَكَى عَلَيْهِ أَهْلُهُ وَنَاحُوا مِنْ غَيْر وَصِيَّةٍ مِنْهُ فَلَا يُعَذَّب ،

وقيل يُعَذَّبُ لتفريطِهِ بإهمالِ الوَصِيَّةِ بتركِهِما .

 

 

رابعًا : ما يَجِبُ على أقارب المَيِّتِ إذا جاءَهم خَبَرُ وفاتِهِ :

 

الصَّبرُ والاسترجاعُ والرِّضا بقَضاءِ اللهِ .

 

والاسترجاع أن تقولَ : ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) .

 

قال اللهُ تعالى : (( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ

وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا

إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ))

البقرة/155-157 . وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( ما مِن عَبْدٍ تُصيبُه مُصيبةٌ

فيقولُ : إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعُون ، اللَّهُمَّ أْجُرْني في مُصيبتي وأَخلِفْ لي خَيرًا

منها ، إلَّا أجَرَهُ اللهُ في مُصيبتِهِ ، وأخْلَفَ له خَيرًا منها )) رواه مُسلِم .

 

والصَّبرُ يكونُ عند وقوع المُصيبةِ ؛ لأنَّ الإنسان مع مرور الأيَّام سيَصبِر ،

وقد ينسَى . عن أنس بن مالِكٍ قال : (( مرَّ النبيُّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ -

بامرأةٍ تبكي عند قبرٍ ، فقال : اتَّقي اللهَ واصبري . قالت : إليكَ عَنِّي ،

فإنكَ لم تُصَبْ بمصيبتي ، ولم تعرفْهُ . فقيل لها : إنَّهُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ

وسلَّمَ ، فأتت باب النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فلم تجد عندَهْ بوَّابِينَ ،

فقالت : لم أعرفْكَ ، فقال : إنما الصبرُ عند الصدمةِ الأولى )) مُتَّفقٌ عليه .

 

 

خامسًا : ما يَحرُمُ على النِّساءِ مِن أقارِب المَيِّت :

 

1- النِّيَاحَةُ :

ففي حَديثِ أُمِّ عطيَّة الأنصاريَّة ، قالت : (( أَخَذَ علينا النبيُّ - صلَّى اللهُ عليهِ

وسلَّمَ - عندَ البيعَةِ أن لا نَنُوحَ ... )) مُتَّفَقٌ عليه ، وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :

(( النَّائِحةُ إذا لم تَتُبْ قبل مَوتِها ، تُقامُ يَوْمَ القِيامةِ وعليها سِربالٌ مِن قَطِرانٍ ،

ودِرعٌ مِن جَرَبٍ )) رواه مُسلِم .

 

2 ، 3- ضَرْبُ ( لَطْمُ ) الخُدُودِ ، وشَقُّ الجُيُوب :

قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( ليس مِنَّا من لَطَمَ الخُدُودَ ، وشَقَّ الجُيُوبَ ،

ودَعَا بدَعْوَى الجاهليَّةِ )) رواه البُخاريُّ .

 

4- حَلْقُ الشَّعر ، ونَشْرُهُ وتفريقُهُ :

وفي الحَديثِ : (( ... فإنَّ رسولَ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ - برِئَ منَ

الصَّالقةِ والحالقةِ والشَّاقَّةِ )) رواه مُسلِم .

تم تعديل بواسطة بسمَة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سادسًا : صِفاتُ المُغَسِّلَةِ :

 

1- أن تكونَ امرأةً صالِحةً ثِقةً أمينةً ؛ لِتَستُرَ على المَيِّتةِ إن رأت منها شيئًا سيِّئًا ،

ولِتَحفَظَ سِرَّها ولا تغتابَها . ولا يَجوزُ لها إذا رأت من الميِّتةِ شيئًا مِمَّا يُكرَه أن تذكُرَهُ

إلَّا لمَصلحة ، وإن رأت حَسنًا مِن أماراتِ الخير - مِثل وَضاءة الوَجه ونحو ذلك -

فيُستَحَبُّ لها إظهارُه ؛ ليَكثُرَ التَّرَحُّمُ عليها ، والرغبةُ في الاقتداءِ بها . إلَّا إذا كانت

الميِّتةُ مُبتدعِةً ورأت المُغسِّلَةُ على وجهِها مكروهًا - سَوادًا أو ظُلمةً - فإنَّه ينبغي

أن تُبيِّنَ ذلك ؛ حتى يَحذَرَ الناسُ من دعوتها ومنهجها .

 

2- أن يكونَ عِندها خِبرةٌ بالغُسل ؛ لِتَتبِّعَ فيه سُنَّةَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم .

 

 

سابعًا : صِفةُ تغسيلِ المَرأة ( المَيِّتةِ ) :

 

- يُكرَهُ لغَير مَن يُعينُ في غَسل المَيِّتةِ حُضُورها .

- تُستَرُ عَوْرةُ المَيِّتةِ بخِرقةٍ ( قِطعة قُماش أو ثَوْبٍ ) أو سُترةٍ أو نحوها ،

وعَوْرةُ المَرأةِ مع المَرأة ما بين السُّرَّةِ والرُّكبةِ .

- ثُمَّ تُجَرَّدُ مِن ملابِسِها ، وتُحَلُّ ضَفائِرُها ( إن كان لها ضَفائِرُ ) ،

وتُوضَعُ على سَرير الغُسل أو على مَكانٍ مُرتَفِعٍ .

- يُستَحَبُّ أن تُغَسَّلَ المَيِّتةُ بمَاءٍ باردٍ ، إلَّا إذا احتاجت الغاسِلةُ للمَاءِ الحَارِّ

بسبب أوساخ الجَسدِ .

- تُرفَعُ رأسُها وظَهْرُها كهَيئةِ الجالِسَةِ ، ويُعصَرُ بَطنُها برِفقٍ ؛ ليَخرُجَ منه الأذَى ،

مع الإكثار مِن صَبِّ المَاءِ ؛ ليَذهَبَ ما يَخرُجُ مِنَ الأذَى .

- ثُمَّ تلفُّ الغاسِلَةُ على يَدِها خِرْقةً ، فتُنَجِّيها ( تغسِلُ فَرْجَها ) ، دُونَ أن تنظُرَ

إلى عَوْرَتِها أو تَمَسَّها مُباشرةً بدُون حائِلٍ .

- ثُمَّ تُسَمِّي اللهَ ، وتُوَضِّئُها كوضوءِ الصَّلاةِ ، ولكن لا تُدخِل المَاءَ في فَمِها وأنفِها ،

وإنَّما تُدخِلُ أُصبعها ملفوفًا به خِرْقةٌ مبلولة بين شَفتيها ، فتَمسحُ أسنانَها ،

وتُدخِلُها في مِنخرَيْها ( ثُقْبَيْ أو فَتْحَتَيْ أنفِها ) فتُنَظِّفهُما .

- يُدَقُّ السِّدْرُ ( وهو وَرَقُ النَّبِق ) ، ويُوضَعُ في إناءٍ فيه ماءٌ ، ويُضرَبُ باليدين

حتى يكونَ له رَغْوَةٌ .

- تَنوي الغاسلةُ غَسلَ المَيِّتةِ ، وتغسِلُ رأسَها جَيِّدًا برَغوةِ السِّدْرِ

( ويُمكنُ استبدالُه بالصَّابُون ) ، حتى تَصِلَ إلى منابِتِ شَعرِها .

- ثُمَّ تغسِلُ شِقَّها ( جانِبها ) الأيْمَن ، مِن صَفحَةِ عُنُقِها اليُمنَى صَبًّا إلى قَدَمِها

اليُمنَى مِن جِهةِ الأمام والخَلْفِ ، وتُحرَّفُ ( تُمَالُ ) على جَنبِها فيُغسَلُ القَفا والظَّهْرُ

والأَلْيَتان ، ثُمَّ تَغسِلُ شِقَّها الأيْسَر مِثل الأيْمَن ، ثُمَّ يُعَمَّمُ الجِسْمُ كُلُّه بالمَاءِ ،

تُغَسَّلُ ثلاثًا أو خَمسًا أو سَبْعًا حَسب الحاجةِ ( يكونُ عَدَدُ الغَسلاتِ وِترًا ) .

- يُدَقُّ الكافُورُ ( وهو طِيبٌ أبيض ) ويُجعَل في الغَسلَةِ الأخيرة ( أو يُوضَع المِسك ) ؛

لتطييب المَيِّتةِ ، وطَردِ الهَوام ( الحَشراتِ ) عنها .

- تُنَشَّفُ الميَّتةُ بعد غسلها .

- يُسَرَّحُ شَعرُها ويُضَفَّرُ ثلاث ضَفائِر ، ويُسدَلُ وراءَ ظَهرِها .

- الأصلُ ألَّا يُؤخَذَ من الميِّتةِ ظُفرٌ ولا شَعرٌ ، لكنْ لو رُؤيَ منها من ذلك شيءٌ

فاحِشٌ ، فلا مانِع من أخذه .

- إذا خرج من الميِّتةِ بَوْلٌ أو غائِطٌ أو دَمٌ ولم ينقطِع مع تكرار الغُسل ، فإنَّه يُسَدُّ

فَرْجُها بقُطنٍ ، ويُغسَلُ المَحلُّ وتُوَضَّأ ، وإن خرج بعد تكفينها فلا يُعادُ الغُسل للمَشَقَّةِ .

- يَرى بعضُ العُلماءِ بعد إنهاءِ الغُسل أن تُرَدَّ اليَدان والرِّجلان فيُلصَقا بالجَنْبَيْن ،

ويُصَفَّ القدمان ويُلصَقَ أحدُ الكعبين بالآخَر ، ويُضَمَّ الفَخذان .

- يُستَحَبُّ أن يُجعَلَ الطِّيبُ على عَيْنَي الميِّتةِ وأنفِها وشفتيها وأُذُنَيْها

ومَواضِع سُجُودِها ، وإنْ طُيِّبَ جَميعُ بَدنِها فَحَسَنٌ .

 

 

ثامنًا : تكفينُ المَرأة :

 

تكونُ قيمةُ الكَفَن من مال الميِّتةِ ، وإذا لم تترك قيمتَه ، فتَجِبُ على مَن تلزمُهم نفقتُها .

 

ويُستَحَبُّ في كَفَن المَرأةِ :

 

1- أن يكونَ أبيض :

لقول رسول اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم : (( البَسوا مِن ثيابِكُم البياضَ ؛

فإنَّها من خيرِ ثيابِكُم ، وكفِنوا فيها مَوتاكُم )) صحيح الجامع .

 

2- أن يكونَ خَمسةَ أثواب :

إزارٌ يُغطِّي أسفلَ البَدن ، وخِمَارٌ يُغطِّي الرأسَ والشَّعر والوَجه ،

وقَميصٌ ( وهو كالثَّوب ، ولكن مفتوح الجانبين ) ،

ولِفافتان تعُمَّان جميعَ الجَسَدِ .

( ولو كُفِّنَت كالرَّجُل جاز ذلك ) .

 

3- أن يكونَ أحدُ هذه الأثواب ثوبَ حَبرةٍ ( أي مُخَطَّطًا ) إن تيسَّرَ .

 

[ والقَدْرُ الواجِبُ هو ثوبٌ يَسترُ جَميعَ بَدن المَيِّتةِ ]

 

- تُربَطُ العُقَدُ فوق رأس المَيِّتةِ ، وتحت رِجلَيْها ، ووَسطِها ؛ حتى لا تخرج

من الكَفَن . وتُفَكُّ هذه العُقَدُ عند وَضعِها في اللَّحد .

 

- يَجوزُ تكفينُ المَرأة في الحَرير ؛ لأنَّه يَجوزُ لها لبسُه في الحَياة ،

لكنْ يُكرَه لأنَّ فيه سَرَفًا ويُشبِهُ إضاعةَ المَال .

 

- لا يَجوزُ كشفُ وجه المَيِّتِ إذا وُضِعَ في اللَّحْدِ سواءٌ كان رجلًا أو امرأة ،

وإنَّما الواجب ستره بالكفن ، إلَّا أن يكون مُحْرِمًا فإنَّه لا يُغَطَّي رأسُه ولا وَجهه ..

لكنْ إذا كان المَيِّتُ امرأة ، فإنَّه يُخَمَّرُ وَجهُها بكفنها ولو كانت مُحْرِمَةً ؛

لأنَّها عَوْرَةٌ .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تاسعًا : مَسائِلُ مُتفرِّقةٌ :

 

- الرَّجُلُ يُغَسِّلُهُ الرِّجالُ ، والمَرأةُ تُغسِّلُها النِّساءُ ، إلَّا أنَّه يَجوزُ للمَرأةِ أن تُغَسِّلَ

زوجَها ، وللرَّجُلِ أن يُغَسِّلَ زَوجتَه .

 

- لا يَجوزُ لمُسلِمٍ أن يُغَسِّلَ كافِرًا أو يُكَفِّنَه أو يَحمِلَ جَنازَتَه أو يُصلِّيَ عليه

أو يتبَع جَنازَتَه أو يَدفِنَه . قال اللهُ تعالى : (( وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا

وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ )) التوبة/84 . لكنْ إذا لم يُوجَد

مَن يَدفِنُه مِنَ الكُفَّار ، فإنَّ المُسلِمَ يُواريه ، بأن يُلقيَه في حُفرةٍ ؛ مَنعًا للتَّضَرُّرِ

بجُثَّتِهِ ، ولأنَّ النبيَّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - ألقَى قَتلَى المُشركينَ في مَعركةِ

بَدْرٍ في البِئر .

 

- يَجوزُ للرَّجُل أن يُغَسِّلَ ابنتَهَ الصغيرةَ ( أقلّ من سَبع سنين ) .

وليس له أن يُغَسِّلَ مَن مات مِن مَحارِمِهِ - وإن كانت أُمَّه أو أُختَه

أو ابنتَه - ولكنْ يُيَمِّمُها ؛ يَمسَحُ وَجهَها وكَفَّيْها بالتُّراب .

 

- إذا ماتت المَرأةُ بين رِجال ، فأصَحُّ قَوْلَي العُلماءِ أنَّها تُيَمَّمُ ولا تُغَسَّلُ ؛

بأن يَضَعَ الرَّجُلُ على يَديه خِرقةً أو يلبس قُفَّازَين ، فيَضربُ بيديه الأرض ،

ثُمَّ يَمسحُ بهما وَجهَها وكَفَّيْها .

 

- يَجوزُ للمَرأة أن تُغَسِّلَ الصَّبيَّ الصغيرَ .

 

- لا حَرَجَ على الحَائِض والجُنُب أن تُغَسِّلَ المَيِّتةَ ؛ لعَدم الدليل على المنع منه .

 

- مَن غَسَّلَت مَيِّتة ، هل تغتسِل ؟

جُمهورُ العُلماءِ لا يَرونَ الاغتسالَ مِن غسل المَيِّتِ واجبًا ، وإنَّما يَستحِبُّونه .

 

- إذا ماتت المَرأةُ وهِيَ حائِضٌ أو جُنُبٌ ، فإنَّها تُغَسَّلُ غُسلًا واحِدًا ؛

لأنَّها خَرجت من أحكام التَّكليفِ ولم يَبقَ عليها عِبادةٌ واجبةٌ .

 

- إذا ماتت المَرأةُ وفي بطنِها جَنينٌ حَيٌّ : فإنْ كانت تُرجَى حياتُه ،

فإنَّه يُشَقُّ بَطنُها لإخراجِهِ ، وإنْ لم تُرْجَ حياتُه لم يُشَقّ .

 

- مَن تَعَذَّرَ غسلُه - إمَّا لعَدم وجود الماءِ ، أو لتَمَزُّقِهِ ، أو لاحتراقِهِ - فإنَّه

يُيَمَّمُ ؛ أيْ يَضرِبُ أحدُ الحاضِرين بيَدِهِ التُّرابَ ويَمسَحُ بهما وَجه الميِّتِ وكفَّيْه .

 

- إذا دُفِنَت المَيِّتةُ دُونَ أن تُغَسَّلَ أو تُكَفَّنَ ، فلا بأسَ أن تُنْبَشَ وتُخرَجَ

لتُغَسَّلَ وتُكَفَّنَ ما لم تتغيَّر .

 

 

أسألُ اللهَ - جلَّ وعلا - أن يرُزَقنا جميعًا حُسنَ الخاتِمةَ ،

وأن يَجعلنا مِن أهل الجنَّةِ ()"

 

 

 

المَصادِرُ

1/ كتاب : فِقه السُّنَّة للنِّساء / أبو مالك كمال بن السيِّد سالم

2/ كتاب : وما خَلَقْتُ الجِنَّ والإنْسَ إلَّا ليَعبُدُون / د. محمد بن عبد الرَّحمن العَريفي

3/ فتويان للشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رَحِمَهُ الله - / من موقعِهِ

4/ فتويان للشيخ : محمد صالح المنجِّد / موقع : الإسلام سُؤال وجواب

5/ فتوى بمَوقِع إسلام ويب

[ بتصرُّفٍ في بعض النِّقاطِ ]

 

 

:: لتحميل الموضوع جاهز للطباعة ::

مِن [ هُنا ] أو [ هُنا ] .

تم تعديل بواسطة بسمَة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما شاء الله عرض قيم جداا

جزاكِ الله خيراً أختي الحبيبة بسمة

جعله الله تعالى في ميزان حسناتكِ

أسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الخاتمة ، ويتوفانا وهو راضٍ عنا أجمعين

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

 

ما شاء الله ، نقل طيب جدا وهام جدا جدا بفضل الله

تم تحميل الملف بفضل الله

 

جزاك الله خيراً وجعله الله في ميزان حسناتك

وجزى الله خيرا الحبيبة أم لبابة على نقلها الموضوع ايضاً : )

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك بسومة الحبيبة

علي هذه المعلومات القيمة

جعلها الله في ميزان حسناتك

اللهم امتنا علي ملة الاسلام

و احسن خاتمتنا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

يااااااااااه على تكريم الإنسان

 

سبحانك ربنا وتعاليت .. اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الارض ويوم العرض

 

اللهم ارزقنا حـُـسن الخاتمة وارضَ عنا

 

بارك الله فيكِ بسومة ..موضوع رائع وقيم ومهم

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

  • محتوي مشابه

    • بواسطة بسمَة
      ~ دَورةُ نُـور البَيَـان ~
       
       
      السَّلامُ عليكُنَّ ورحمة الله وبركاتُه ..
       
      بِسم اللهِ ، والحَمدُ للهِ ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسول الله .. وبعد :
      فقد يَسَّرَ اللهُ لي حُضورَ دَورةٍ في تعليم نُور البيان ، للشيخ : أحمد عطية .
      ومِن باب الفائِدة ونشر العِلم ، أنقلُها لَكُنَّ هُنا ، مع شرح الشيخ صوتًا
      وصُورة ( من دَورة سابقة ) .
      وأسألُ اللهَ- جلَّ وعلا- أن ينفعني وإيَّاكُنَّ بها ،
      وأن يَجزِيَ الشيخَ خيرَ الجزاءِ على هذه الدروة .
       
      * * *
       
      وطريقةُ نُور البيان هِيَ طريقةٌ لتعليم القراءة والكتابة ،
      بأسلوبٍ مُيَسَّرٍ ، وبكلماتٍ من القرآن الكريم .
       
      تُستخدَمُ هذه الطريقة مع الأطفال من عُمر ثلاث سنواتٍ ،
      كما تُستخدَمُ في تعليم الأُميِّين والأعاجِم ،
      ويُمكنُ تطبيقُها بدُور التَّحفيظ .
       
      وبتعلُّمِها يُمكنُ تهجِّي أيِّ كلمةٍ من كلماتٍ القُرآن الكريم ،
      وبالتالي قراءتُها بشكلٍ صحيح .
       
      * * *
       
      كُتبُ المَنهج :
       
      كتاب :
      فَتح الرَّحمن
      في تعليم كلمات القُرآن
      للأطفال والأُمِّيِّين والأعاجِم ودُور التَّحفيظ
       

       
      كتاب :
      الفَتح الرَّبانيُّ
      في تيسير تلاوة القُرآن
       

       
      وهُناك كتابٌ يُمكن للمُعلماتِ الاستعانةُ به والاستفادةُ منه ،
      وهو مُتعلِّقٌ بطُرق التَّدريس الخاصَّة بكُلِّ دَرسٍ بالتَّفصيل ،
      كتاب :
      مِنَّة الرَّحمَن
      في تعليم الأطفال القُرآن
      ( برنامج مُتكامل في كيفية تعليم الأطفال
      قراءة وتجويد القرآن الكريم )
       

       
      بالإضافةِ إلى كتابٍ آخَر مُفيدٍ للمُعلِّمات والمُشرفاتِ على الدُّور،
      وهو كتاب :
      مِنَّة الرَّحمَن
      في الإشراف على دُور تحفيظ القُرآن
       

       
      * * *
       
      وهاكُن الشَّرح فيديو :
       
      ( مع بعض التَّغييرات التي تمت إضافتُها لطُرق التَّدريس
      ولا توجد في الفيديو )
       
      = مُقدِّمَةُ الدَّورة [ 1 ] + [ 2 ]
       
      # شَـرُحُ كِتاب ( فَتْح الرَّحْمَن ) :
      = حُرُوفُ الهِجاءِ [ 1 ] + [ 2 ]
      = الفَتْحُ + الكَسْرُ + الضَّمُّ
      = المَـدُّ الطَّبيعِيُّ
      = المَـدُّ المُتَّصِلُ + المَـدُّ المُنفَصِلُ + مَـدُّ البَدَلِ
      = التَّنويـن
      = السُّكونُ + اللام القَمَرِيَّة
      = الشَّـدَّةُ مع الحَركاتِ والمُـدُودِ
      = اللامُ الشمسيَّة + المَـدُّ اللازم
      = الشَّـدَّةُ والتَّنوين
       
      # شَـرُحُ كِتاب ( الفَتْح الرَّبَّانِيّ ) :
      * أحكامُ النُّون السكنة والتَّنوين :
      1- الإظهار
      2- الإدغام
      3- الإقلاب
      4- الإخفاء
      = أحكام الميم الساكنة
      = المَد العارض واللين



      =
      كيفيَّةُ إنشاءِ دار نُور البيان وجَدول الحِصَص 
      * * *
       
      وهُنا المادة جاهزة للطباعةِ ، في ملفين ، اختاري منهما ما يُناسِبُكِ :
      حمِّليه مِن ( هُنا ) أو ( هُنا ) ..
       
      ويشتملُ الملف على ( الخط العُثمانيّ ) ؛ والذي يلزم تحميلُه
      لتظهر كلماتُ القرآن بالملف وفي الطباعة بشكلٍ صحيح .
       
      وحمِّلي تهَجِّي الشيخ لبعض سُوَر القُرآن الكريم ،
      مِن هُنا : 1 + 2 + 3
      أو هُنا : 1 + 2 + 3
       
       
      **
       
       
      أُختُكُنَّ : بسمَة ()


    • بواسطة بسمَة
      السَّلامُ عليكُنَّ ورحمة الله وبركاتُه ()
       
       
      ( البسبوسة ) من مطبخ بسُّومة ^_*
       
       
       
      ~ المقادير ~
      1 و 1/2 كوب سميد
      1/4 كوب دقيق أبيض
      1/2 كوب سمن سايح
      علبة زبادي
      1/4 كوب عصير بُرتقال
      1 ملعقة صغيرة بيكنج بودر
      3/4 كوب جوز هند
       
       
      ~ الشربات ( الشيرة ) ~
      1 و 1/2 كوب سكر + 1 و 1/2 كوب ماء + قليل من عصير الليمون
       
       
      ~ الطريقة ~
      - يُعجَن السمن + عصير البُرتقال + جوز الهند .
       

       
      - ثُمَّ يُضاف الزبادي ، ويُعجَن .
       

       
      - ثُمَّ يُضاف الدقيق والبيكنج بودر ، ويُعجَن .
       

       
      - بعد ذلك يُضاف السميد ، ويُلَمُّ العَجين بدون عَجن .
       

       

       
      - يُصبُّ الخليط في صينية مقاس 28 ، مدهونة بالسمن .
       

       
      ويُمكن أن نُقطِّعها بالسكين قبل دُخولها الفُرن ،
      ونُضيف لها أنصاف الفُول السُّوداني .
       

       
      - بعد نُضجها ، يُصَبُّ عليها الشربات البارد ( الشيرة ) ،
      مع مُلاحظة أنَّنا قد لا نحتاج لكمية الشربات كُلِّها .
       

       

       

       
       
       
       
      أخذت الطريقة من أحد المواقع ، وعدّلت عليها ؛
      بحَذف بعض المُكوِّنات واستبدالها بغير ،
      وإضافة مُكوِّنات أُخرى .



    • بواسطة بسمَة
      ~ رَمَضَانُ أقْبَلَ يا بُنَيَّة (":
       
       
       
      رَمَضانُ ، ما أجَمَلَهُ مِن عُنوان !
       
      وما أحلاهُ مِن شَهْرٍ يُقرِّبُ مِنَ الرَّحمَن !
       
      وما أرْوَعَ أيَّامه ولياليهِ التي تَزيدُ في القلبِ الإيمانَ ،
      وتُنسي الهُمُومَ ، وتطرُدُ الأحزانَ !
       
      ما أطْيَبَ أوقاته ، وأبْرَكَ لَحَظاته وساعاته !
       
      وداخِل بَيْتٍ مِن بُيُوتِ المُسلمين سنعيشُ هُنا أيَّامًا .
      نُتابِعُ ما فيه مِن مَشاهِد ، ونَرَى ما فيه مِن أحداث .
       
      فحَيَّا اللهُ مَن أرادَت دُخولَه معنا (":
       
      وأهلًا بمَن قَرَّرَت المُكُوثَ هُنا ، والمُشاهَدَةَ والتَّعليقَ على الأحداث ()


       




    • بواسطة بسمَة
      .. لَسْتَ قَوِيًّا ..
       
       
       
      بإمكانِكَ أن تَتَّهِمَه ، بيَدِكَ أن تَحبِسَه ، سَهْلٌ عليكَ أن تظلِمَه .
       
      يستسمِحُكَ فلا تَهتَمُّ به ، يستنجِدُ بمَن حولَه فتسخَرُ منه ،
      يَرفَعُ يَدَيْهِ بالدُّعاءِ فتستهزِئُ به .
       
      تراه ضعيفًا ، لا مالَ ولا سُلطان ، لا مُعينَ له ولا مُنقِذ .
       
      بجَاهِكَ تتكبَّرُ عليه ، بمالِكَ تأكُلُ حَقَّه ، بمنصِبِكَ تُهينُه وتُذِلُّه .
       
      أشغلَتكَ الدُّنيا وملأت قلبَكَ ، حُبُّها تملَّكَ عليكَ ،
      فنَسيتَ أنَّ لَكَ رَبًّا هو أكبرُ مِنكَ وأكبرُ مِن كُلِّ شيءٍ ومِن كُلِّ أحدٍ .
       
      افعَل ما تشاءُ ، اظلِم مَن تشاءُ ، استمتِع بدُنياكَ كما تشاءُ ،
      استغِلّ نُفُوذَكَ وسُلطانَكَ ومالَكَ وجاهَكَ فيما تشاءُ .
      لكنْ لا تَظُنّ نفسَكَ قويًّا ، ولا تَظُنّ أنَّ ما تملكُ حِصنًا لَكَ مِنَ المَخاطِر والشُّرور .
       
      إن كُنتَ قويًّا بما تملكُ مِن أشياء دُنيويَّة ، هِيَ نِعَمٌ مِن اللهِ لم تُحسِن استخدامَها ،
      فمَن ظلمتَه أقوَى مِنكَ . نعم ، أقوَى مِنكَ بحُسن ظَنِّهِ برَبِّه سُبحانه ،
      وبلُجُوئِهِ إليه واعتصامِهِ به .
       
      دَعْوَةٌ منه كفيلةٌ بأن تُسقِطَكَ ، وأن تُجَرِّدَكَ مِن كُلِّ ما تملك ،
      وأن تُحَوِّلَ ما أنتَ فيه مِن نِعَمٍ إلى نِقَمٍ عليكَ ؛
      لأنَّ دَعوةَ المظلومِ مُستجابةٌ ، ودَعوةَ المُضطَرِّ لا تُرَدُّ .
      يقولُ اللهُ تعالى : (( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ )) النمل/62 .
      ويقولُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم : (( اتَّقِ دعوةَ المظلومِ ،
      فإنَّها ليس بينَها وبينَ اللهِ حجابٌ )) مُتفقٌ عليه ، وفي روايةٍ :
      (( اتَّقوا دعوةَ المظلومِ ، فإنَّها تُحمَلُ على الغمامِ ، يقولُ اللهُ :
      وعِزَّتي وجَلالي لأنْصُرنَّكِ ولو بعدَ حِينٍ )) صحيح الجامع .
       
      لا تَظْلِمَنَّ إذا ما كُنتَ مُقتَدِرًا
      فالظُّلْمُ تَرْجِعُ عُقباهُ إلى النَّدَمِ
       
      تنامُ عيناكَ والمظلومُ مُنْتَبِهٌ
      يدعوا عليكَ وعَيْنُ اللهِ لَم تَنَمِ
       
      واللهُ يُمهِلُ ولا يُهْمِلُ ، يقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :
      (( إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُملي للظَّالمِ ، فإذا أخَذَه لم يُفْلِتْه )) ثمَّ قرأ :
      (( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ))
      هود/102 . مُتفقٌ عليه .
       
      فليس اللهُ بغافلٍ عنكَ ، (( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ
      إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ )) إبراهيم/42 .
       
      إنْ كُنتَ تخشَى على نفسِكَ نارَ جَهنَّمَ ، وتُريدُ أن تَنجُوَ بها ،
      فبَادِر بالتَّحَلُّلِ مِن مَظالِمِ العِبادِ قبل أن يُباغِتَكَ المَوْتُ ،
      بل بادِر بتخليص نَفسِكَ مِن ظُلْمِها بالمَعاصي والذنوبِ ،
      فإنَّ اللهَ دَعاكَ إلى التَّوبةِ ، فقال سُبحانه :
      (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا
      عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ
      تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ )) التحريم/8 .
       
       
       
       
      كَتَبَهُ / بسمَة


منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×