اذهبي الى المحتوى
الملتزمة المتفائلة

ليْلةُ عُرْسٍ وليل مَطِير

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

ليْلةُ عُرْسٍ

وليل مَطِير

 

 

 

 

من أجمل الليالي التي تمرّ على كثير من الناس...ويُخطِّط لها...ويحلم بها...ويستشرف إليها...هي ليلة عُرسه...وليلة بِنَائه بزوجه...إنها فرحة جميلة...رائـعة...عندما يلتقي الزوجان لبناء البيت المسلم على طاعة الله...ولكن عندما يعترض مع أمر الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)...فإن الأمر في حساب المسلم يختلف...كيف وهي كما يقال: ليلة العمر...ليلة لا تتكر إلا قليلا...وقد سنَّ الإسلام الفرح وإظهاره في هذه الليلة وإعلان العرس...ولكن مع هذا كله عندما يأتي أمر الله الذي يجب أن يفعل في وقته...فلا تأخير...لأجل عرس...ولا لأجل مال...ولا ولد...لـِمَهْ...؟

لأن أمر الله فوق ذلك كله..!!

 

هنا تَتَجلَّى عظمة الإيمان في قلب المؤمن...ويبدو كالجبل الأشم يراه كل أحد...

 

الصحابي الجليل...يدخل بزوجه في ليلة عرسه...ليلة العمر...فيُنَادَى للجهاد...وهو يسمع صيحات الجهاد تُدوي في كل مكان: أن حيَّ على الجهاد...ياخيل الله اركبي...ويرِنّ في أذنه صهيل الخيول...ويتردد في مسمعه قرع السيـوف...ولكنه لم يكن له مع زوجه إلا ساعات...ياسبحان الله...ماذا سيفعل أصحاب الإيمان؟ أيركن إلى الدَّعة والراحة؟ ويستمتع مع زوجه بشهر كما يحلو للبعض أن يسميه تسميات أُخَر...؟ ما ظنّك أنه فاعل...؟

إنه لما سمع حيَّ على الجهاد...أسرج خيله...وسلََّ سلاحه...وإلى أين المسير...؟ إنه إلى وسط الوغى وغبارها الأطيب...إنه أطيب عنده من ريح المسك والعنبر الذي كان قد شمَّه البارحه...إنه يخوض المعركة بصدق عزيمة...وبطولة هُو لهَا أَهْلٌ...وحسبك أن ترك ليلة العمر...وخلَّف وراءه عروسه المتجمِّلة بأجمل زينة...والمتعطرة له بأعطر العطر...التي لم يرها إلا البارحة فقط...وذهب لا ليعود إليها مرة أخرى...وذهب لينال الشهادة في سبيل الله...إنه يطمع فيما عند الله...فما عند الله؛ هو خير وأبقى للمؤمنين...

وينجلي الغبار...وتَسْكن رحى المعركة...ويرى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حَنظلة (رضي الله عنه) تغسله الملائكة بين السماء والأرض في طَسْتٍ من الجنة بماء المزن...لماذا ؟

 

إنه لم ينتظر أن يغتسل من الجنابة...بل ربما نسي أنه جُنُب...وراح ليقدِّم نفسا لله (عزَّ وجل)...وترك وراءه زوجة لم تَكْتَحِل عيناها به إلا سُويعات...ولم تُسمَّى زوجة إلا دقائق وثانيات...ثم التحقت بعد ذلك بالحداد...

صورة أخرى مشرقة تُطِلُّ علينا من كُوَّة ذاك التاريخ العظيم...انظر معي من هذه الكوة الصغيرة...ثلاثية الشكل...▲...إلى شخصية نادرة...ربما لا تتكرر مرَّة أخرى...ولكننا في شوق أن نرى مثلها الكثير في أمتنا...إنه البطل الذي خاض المعارك ولم يكن في جسده قدر شبر إلا وفيه طعنة أو ضربة في سبيل الله...وسمَّاه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) اسما عظيما...يُعرف به حتى اليوم...سمَّاه: سيف الله المسلول...استمع معي إليه وهو يقول: لَلَيْلَةٌ عظيمٌ مطرُها...شديدٌ بَردُها...لامِعٌ بَرقُها...أقوم فيها مجاهدا في سبيل الله؛ أحبّ إليَّ من ليلة يُهدى إليَّ فيها عروس...

 

إننا بحاجة إلى أن نقدم أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على كل ما يخالفه...وإن كان الولد أو الزوجة أوالمال... قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24) [التوبة: 24]

 

إنه عندما نستمع إلى حيَّ على الصلاة فإنه يجب علينا أن نُجيب ونستجيب لأمر الله...

رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) [النور: 37]

 

إننا عندما نَتعامل مع والدينا فإنه يجب علينا الرأفة والرحمة بهم...وطاعتهم في طاعة الله : وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) [الإسـراء :24]

إننا يجب أن نُتوِّج حياتنا كلَّها كلَّها لأمر الله: قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161الأنعام:[ 162].

 

مقتطفات من كتاب: أزف الرحيل

تم تعديل بواسطة "أم ميساء المسلمة"

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيراً

موضوع جميل

نفع الله بكِ :))

تم تعديل بواسطة افتخر انى مسلمة
  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وخيرا جزاك أختي العزيرة..

انت الاجمل يا غالية..

آمين وإياك

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك ِ اشراقة نقل جميل

وصدقًا نحن بحاجة لتقديم أمرالله قبل كل شيء .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وخيرا جزاك الله@@أمّ عبد الله الحبيبة.. بوركت

 

@

وفيك بارك الله أخيتي.. نورت ^_^

آمين وإياك يا غالية

@@سُندس واستبرق

وفيك بارك الله يا حبيبة

نعم، معك حق..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وخيرا جزاك يا غالية

 

وبك نفع

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×