اذهبي الى المحتوى
ام عبد الودود السلفية

حقيقة االدعوة للتوحيد

المشاركات التي تم ترشيحها

 

البحث المتقدم

تسجيل الدخول

منتديات البيضاء العلمية - Powered by vBulletin

المنتدى

المشاركات الجديدة تطبيقات عامة خيارات سريعة

الرئيسيةالمنتدى:: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة ::منبر التوحيد و العقيدة تذكير بأهمية الدعوة للتوحيد و بعض الضوابط

السلام عليكم ... مرحبا بكم في منتديات البيضاء العلمية

النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: تذكير بأهمية الدعوة للتوحيد و بعض الضوابط

أدوات الموضوع

عرض

12-Jan-2015, 06:34 AM #1 أبو يحيى بشير السوداني أبو يحيى بشير السوداني غير متواجد حالياً

تاريخ التسجيل

Jul 2014

المشاركات

30

Post تذكير بأهمية الدعوة للتوحيد و بعض الضوابط

بسم لله الرحمن الرحيم

إنّ الحمدَ لله نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنا ومن سيّئاتِ أعمالنا ، من يهدهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومن يُضْلِلْ فلا هادي له ، وأشهد أن لا إلهَ إلاّ اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ محمّدًا عبدُه ورسولُه، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُسْلِمُونَ﴾ ، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ ، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ .

أمّا بعد: فإنّ أصدقَ الحديثِ كلامُ الله ، وخيرَ الهدي هديُ محمّدٍ صلى الله عليه و سلم وشرَّ الأمورِ محدثاتُها ، وكلَّ محدثةٍ بدعة ، وكلَّ بدعةٍ ضلالة وكلّ ضلالةٍ في النّار.

أمّا بعد:

فقال شارح الطحاوية رحمه الله : " اعلم أن التوحيد أول دعوة الرسل وأول منازل الطريق وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله عز وجل قال تعالى : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } .

و قد أخبر الله سبحانه وتعالى أن الدعاة إلى الله هم أحسن الناس قولا و أثنى عليهم ثناءً عاطراً ، قال الله سبحانه و تعالى : " وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ " قال الحافظ ابن جرير - رحمه الله : (( يقول تعالى ذكره : ومن أحسن أيها الناس ممن قال ربنا الله ثم استقام على الإيمان به والانتهاء إلى أمره ونهيه ، ودعا عباد الله إلى ما قال وعمل به من ذلك )) .

قال العلامة ابن باز رحمه الله تعالى : " فهذه الآية الكريمة فيها التنويه بالدعاة والثناء عليهم، وأنه لا أحد أحسن قولا منهم، وعلى رأسهم الرسل عليهم الصلاة والسلام، ثم أتباعهم على حسب مراتبهم في الدعوة والعلم والفضل، فأنت يا عبد الله يكفيك شرفا أن تكون من أتباع الرسل ، ومن المنتظمين في هذه الآية الكريمة " . { من رسالة الدعوة إلى الله و أخلاق الدعاة } .

و بين العلامة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله تعالى فضل هذه الدعوة و خصوصا دعوة التوحيد التي هي حقيقة دعوة المرسلين فقال : " الدعوة إلى التوحيد هي ميراث الأنبياء والمرسلين؛ لكن هذه الدعوة من لم يعشها ولم يتوسع فيها لا يعرف كيف يدعو إلى التوحيد، بل قد يأتي من يظن أنه لا حاجة إلى ذلك، وعبودية الخلق لله جل وعلا التي هي غاية وجود الخلق إنما تكون بأن يُدْعَوا إلى الله جل وعلا بتوحيده وفهم ذلك والعلم به وتطبيقه، فإذا هديتَ الناس إلى أن يوحدوا الله في أقوالهم وأعمالهم وبما تعتقده قلوبهم انبعث ذلك الاعتقاد وذلك التوحيد عن عمل صالح وعن نفس مخبِتة منيبة لله جل وعلا " . { انتهى من مقدمة شرح كشف الشبهات الشريط الأول } .

فالدعوة إلى الله تعالى واجبة على هذه الأمة وحق للبشرية عليها ، وهذا الوجوب يكون فرض كفاية إذا قام به من يكف من الأمة سقط الإثم عن الباقين ، وإن لم يقم به أحد أو قام به من لا تحصل به الكفاية أثم كل أفراد الأمة ممن عنده الاستطاعة قال تعالى: " وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ " .

قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله : (( والمقصود من هذه الآية أن تكون فرقة من هذه الأمة متصدية لهذا الشأن ، وإن كان ذلك واجبا على كل فرد من الأمة بحسبه ، كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )) . وفي رواية : وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل . انتهى .

وقال العلامة الشوكاني رحمه الله تعالى : (( والأولى حمل الآية على العموم كما يقتضيه اللفظ ، فكل من جمع بين دعاء العباد إلى ما شرعه الله وعمل عملا صالحا وهو تأدية ما فرض الله عليه مع اجتناب ما حرمه الله عليه ، وكان من المسلمين دينا لا من غيرهم فلا شيء أحسن منه ، ولا أوضح من طريقته ، ولا أكثر ثوابا من عمله )) . . انتهى .

و قال العلامة ابن باز رحمه الله : " صرح العلماء أن الدعوة إلى الله عز وجل فرض كفاية ، بالنسبة إلى الأقطار التي يقوم فيها الدعاة ، فإن كل قطر وكل إقليم يحتاج إلى الدعوة وإلى النشاط فيها ، فهي فرض كفاية إذا قام بها من يكفي سقط عن الباقين ذلك الواجب ، وصارت الدعوة في حق الباقين سنة مؤكدة ، وعملاً صالحاً جليلاً.

وإذا لم يقم أهل الإقليم ، أو أهل القطر المعين بالدعوة على التمام ، صار الإثم عاما ، وصار الواجب على الجميع ، وعلى كل إنسان أن يقوم بالدعوة حسب طاقته وإمكانه ، أما بالنظر إلى عموم البلاد ، فالواجب : أن يوجد طائفة منتصبة تقوم بالدعوة إلى الله جل وعلا في أرجاء المعمورة ، تبلغ رسالات الله ، وتبين أمر الله عز وجل بالطرق الممكنة ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بعث الدعاة ، وأرسل الكتب إلى الناس ، وإلى الملوك والرؤساء ودعاهم إلى الله عز وجل " . { من رسالة الدعوة إلى الله و أخلاق الدعاة }

 

ماهية الدعوة إلى التوحيد :

 

يبين لنا العلامة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله تعالى أقسام و حقيقة الدعوة للتوحيد فقال حفظه الله في مقدمة شرحه لكتاب كشف الشبهات : " الدعوة إلى التوحيد تكون على جهتين:

الأولى: مجملة.

والثانية: مفصلة.

أما المجملة : فهي ببيان معنى التوحيد وحق الله جل وعلا ، وبيان أنه سبحانه هو المستحق للعبادة وإقامة الدلائل على توحيد الله جل وعلا ، وعلى أن التوحيد أهم المهمات ، وعلى أنه دعوة الأنبياء والمرسلين، وعلى أن ذلك فيه من الفضل من تكرير الذنوب ومحو السيئات ما فيه، إلى آخر ما في بيان التوحيد وفضله مجملا بلا تفصيل.

وهذا القدر وهو الدعوة إلى التوحيد مجملة دون تفصيل يشترك فيها كثيرون من الدعاة في هذا الزمن؛ لأن الدعوة إلى التوحيد مجملة يتفق عليها الجميع؛ لأن تفسير التوحيد يكون عند المتلقي وليس من جهة الملقي، وإذا أحيل الكلام على فهم المتلقي كان حمّال أوجه يمكن أن يفسر بحسب ما يتلقاه المتلقي، فطوائف المشركين إذا أمرتهم بتوحيد الله مجملا لم ينتقدوا عليك؛ يعني في هذا الزمن، لأن التوحيد عندهم هو توحيد الربوبية، وطوائف الغلاة في عبادة الأولياء والصالحين إذا أمرتهم بالتوحيد ولم تشخص المسألة التي هم فيها ما أنكروا عليك، فكثيرون دعوا إلى التوحيد في أماكن فيها قبور للصالحين وتعبد من دون الله ولم ينكر عليهم أحد ممن هم في حضرة تلك المشاهد التي شُيدت لعبادتها من دون الله أو مع الله جل وعلا لأنها مجملة.

وهذا القدر لا يميّز القائل بأنه من أهل التوحيد أو أنه من الدعاة إلى توحيد الله؛ لأن هذا فيه عموم وإجمال، والإجمال لا يصلح بقدر إصلاح التفصيل، لكن إن كان الإجمال خطوة في الطريق فإنّ هذا يكون مناسبا، لهذا قلنا الدعوة إلى التوحيد تكون بإجمال وتكون بتفصيل، فمن أجمل ثم فصل فكان إجماله خطوة لينقل بها الناس أو ليمهد بها لبيان حق الله جل وعلا، ولو كان التمهيد في أسبوع أو أسبوعين أو شهر، بحسب الحال التي في بلده، فإن هذا مناسب، لكن أن يقال دعا إلى التوحيد، وإنما دعوته بإجمال دون تفصيل هذه ليست من منهجنا ولا من منهج أئمة هذه الدعوة، ولا أئمة الإسلام المتقدمين في الدعوة إلى توحيد الله.

النوع الثاني الدعوة إلى التوحيد مفصّلا : والتوحيد هو إفراد الله بالعبادة ، وهو تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، والتوحيد يكون بإفراد الله بأعمال القلوب وأعمال الجوارح . " ... إلى أن قال حفظه الله : " والإجمال ببيان شناعة الشرك وأنه أعظم ما عصي الله به وحكم المشرك وصورة الشرك ونحو ذلك مما فيه بيان الشرك بإجمال دون ذكر الصور؛ صور الشركيات الموجودة، هذا قد تجده -كما ذكرنا في التوحيد مجملا- قد تجده عند كثيرين إذا تكلم ونهى عن الشرك كان نهيه مجملا ولا تجد أنه يفصل قبل الكلام ولا بعده، وإنما يحب الدعوة إلى التوحيد أو يدعو إلى التوحيد بإجمال وينهى عن الشرك بإجمال، وهذا لا يفيد الفائدة المرجوة؛ لأن النهي عن الشرك بالإجمال يفسره المتلقي بحسب فهمه، ولكن إذا فصّلتَ وحددتَ فإنه يكون مستوعبا للمراد من الكلام، ولهذا قال ابن القيم رحمه الله:

عليك بالتفصيل والتبيين فالإطلاق والإجمال دون بيان قد أفسد هذا الوجود.

أو كما قال.

الإجمال موجود في الكتاب والسنة ولكنه إجمال وثَمّ تفصيل له، فمن اقتصر على الإجمال دون التفصيل فهو على غير السبيل، فالنهي عن الشرك مجملا عرفته.

ومفصلا بأن يذكر الشرك الأكبر الأصغر والأصغر منه الخفي ومنه ما هو ظاهر شرك الرياء أو الأعمال الظاهرة مثل التمائم ولبس الحلقة والخيط الحلف بغير الله ونحو ذلك، الشرك الأكبر أنواعه معروفة مشهورة عندكم فيفصل الداعية كل واحدة، فيأتي إلى دعاء غير الله ويبين أنه من الشرك ويفصل ويقيم الدلائل في ذلك بتفصيلها، ثم يذكر صور دعاء غير الله، كذلك الخوف من غير الله يذكر صور هذا الخوف من غير الله والصورة التي شرك أكبر بالله جل وعلا، يأتي إلى الشرك الأصغر ويعرضه بتفصيل، التمائم يكون الكلام عليها يحتاج إلى جلسة أوجلستين أو خطبة جمعة أو خطبتين أو ثلاثة؛ لأن صور التمائم كثيرة قد تقول للناس إن التمائم شرك، وتأتي في الحديث في ذلك ولكن لا تبين للناس صورة التمائم، فهذا يقع فيه كثيرون ممن ينهون مجملا عن الصورة ولا يفصلون الكلام عليها، الناس لا يتصورن المراد بالتمائم إما بالصور التي كانت في الجاهلية القديمة، لكن الصور الحاضرة اليوم التي تجدها في الشوارع وفي كثير من البيوت لا يتصور أنها من الشرك الأصغر، وهم ربما عملوها ونظروا إليها واستأنسوا لها، فلا بد أن يكون ثَم تشخيص للصورة الشركية، وإعطاء الصور الكثيرة بإعطاء تأصيل لهذه المسألة الشركية، هذه هي الدعوة إلى التوحيد والنهي عن الشرك مفصلة. " انتهى كلامه .

فيتبين مما سبق حقيقة هذه الدعوة - دعوة التوحيد العظيمة - و أن كثير من المنتسبين للدعوة و العلم قد خالفوا ضوابط السلف في البدء بأصل الأصول و توضيحه توضيحا شافيا وافيا للناس ، و على ذلك نحث الإخوة على الهمة في الدعوة إلى الله على بصيرة و حكمة و رفق بالناس في كل مكان يتيسر فيه عمل الدعوة سواءً في المساجد أو الجامعات أو الأسواق بالضوابط التي بينها أهل العلم .

 

ضوابط مهمة في الدعوة إلى التوحيد :

 

1 / أهمية الإخلاص و العلم في الدعوة .

 

و هذا أصل أصيل في كل العبادات و الطاعات فلا بد من التوحيد في الدعوة إلى التوحيد ، فكل من دعا إلى التوحيد و قصد به الظهور و الشهرة فعليه أن يراجع نفسه و يحاسبها ، فدعوة التوحيد تعلم الإخلاص و إفراد الرب سبحانه بالتوجه و العبادة ، قال العلامة ابن باز رحمه الله : (( فيجب على الداعية أن يكون مخلصا لله عز وجل، لا يريد رياء ولا سمعة، ولا ثناء الناس ولا حمدهم، إنما يدعو إلى الله يريد وجهه عز وجل، كما قال سبحانه : { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ } وقال عز وجل : { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ } ، فعليك أن تخلص لله عز وجل ، هذا أهم الأخلاق ، هذا أعظم الصفات أن تكون في دعوتك تريد وجه الله والدار الآخرة )) . { من رسالة الدعوة إلى الله و أخلاق الدعاة } .

و قال الشيخ أيضا : (( لا بد من العلم ، فالعلم فريضة ، فإياك أن تدعو على جهالة ، وإياك أن تتكلم فيما لا تعلم ، فالجاهل يهدم ولا يبني ، ويفسد ولا يصلح ، فاتق الله يا عبد الله ، إياك أن تقول على الله بغير علم ، لا تدعو إلى شيء إلا بعد العلم به ، والبصيرة بما قاله الله ورسوله ، فلا بد من بصيرة وهي العلم ، فعلى طالب العلم وعلى الداعية ، أن يتبصر فيما يدعو إليه ، وأن ينظر فيما يدعو إليه ودليله ، فإن ظهر له الحق وعرفه دعا إلى ذلك ، سواء كان ذلك فعلاً أو تركاً ، فيدعو إلى الفعل إذا كان طاعة لله ورسوله ، ويدعو إلى ترك ما نهى الله عنه ورسوله على بينة وبصيرة )) . { من رسالة الدعوة إلى الله و أخلاق الدعاة } .

فيتبين مما سبق أهمية الإخلاص و العلم في الدعوة إلى الله تبارك و تعالى ، و طرق تحصيل العلم متوفرة و الحمد لله في هذا العصر من الأشرطة و الهواتف و غير ذلك من الأجهزة و الحمد لله .

 

2 / تبليغ ما يعرفه الداعية من غير تقول على أهل العلم و لا تصدر للفتوى :

 

و طرق هذا الموضوع من الأهمية بمكان ، فقد يعترض البعض على مسألة الدعوة من قبل السلفيين ( عوام و طلاب علم ) لتبليغهم هذه الدعوة المباركة بحجة عدم التصدر ، و هؤلاء لم يفرقوا بين التصدر للفتوى و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و قد سئل العلامة الفوزان حفظه الله تعالى التالي :

فضيلة الشيخ وفقكم الله هذا سائل من تونس يقول : ما الشروط و الضوابط التي تسمح لطالب العلم ان يقوم بالقاء الدروس و الدورات العلمية في بلده حيث ان البلد الذي نحن فيه لا يوجد فيه علماء ؟

فضيلة الشيخ : بلغ ما تعرف ، ماتعرف من العلم انشره و بلغه للناس ، و اما الامور التي لا تعرفها و لم تتوصل اليها فلا ، امسك عنها . نعم

وقد أجاب فضيلة الشيخ علي الحذيفي في مسألة السودان إجابة وافية من أراد سماعها فليدخل هذا الرابط :

http://cdn.top4top.net/d_77fa0f37de1.m4a

و هذه فتوى أخرى للعلامة ابن عثيمين رحمه الله حيث سئل :

هذا يقول : ذكرنا بالأمس ان من يعتمد على الكتب في تحصيل العلم يخطأ اكثر مما يصيب و كذا اليوم الدول الاسلامية لا يوجد فيها علماء يرجع الناس اليهم في امور دينهم فيتصدى لتوجيهم و تعليمهم مجموعة من الشباب الذين لم يتعلمون الا من الكتب فما الواجب على هؤلاء الشباب ؟

 

فضيلة الشيخ : الواجب عليهم انهم يتحرون الصواب للضرورة ، و ليس معنى ذلك انه ما يمكن ان يكون الانسان عالما مجتهدا الا بالمشايخ ، فيه علماء وصلوا الى غاية من العلم و هم لم يدرسوا على مشايخ ، لكن هذا قليل .

للتحميل : http://dc616.4shared.com/download/4L02r6WZ/_online.mp3

وهذا كلام الشيخ صالح آل الشيخ حيث سئل في شريط بعنوان (الوصايا الجلية ) :

نحن في مكانٍ بعيد عن هذه الدورة ، ولا يوجدُ طلابُ علمٍ ، ولكن نستطيعُ الحصولَ على أشرطة الدورة . فإلى أيِّ مدًى نستطيع الاستفادةَ منها ؟. كأنه يعني : هل يحضِّر منها ويدرِّس هناك.

فكانَ الجوابُ:

لا بأس أن تُعَلِّم ، وليس من شرط التعليم أن تكون عالـمًا متمكنًا ، أو مدرِّسًا في جامعة ، أو متخصصًا في فنٍّ. ولكن عليك بتقوى الله - جلَّ وعلا - فيما تقول ، واعلمْ أنك ستحاسبُ على ما تقول.

لا تَنْسِبْ لعالمٍ قولاً لم يقلْه ( تخلصًا من موقفٍ ) .

لا تقلْ على الله ما لا تعلمْ . قل ما تتيقنُه بدليله الواضحِ مما تَعَلَّمْتَهُ من الأشرطة أو من غيرها دونَ زيادةٍ.

وليس مهمًا أن تكون كلمتُك لمدةِ نصفِ ساعةٍ ، بل يكفي عشرُ دقائقَ ، والمهمُّ أن تُجْزَى عليه من الله - جلَّ وعلا - الجزاءَ الأوفى - إن شاء الله تعالى.

أنا ألاحظُ بعضَ الذين كانتْ لديهم رغبةٌ في تعليم الناس في المساجد أنهم لم يستمروا ؛ لأنهم أَتوا من جهة أنهم أَتوا بأشياء غير يقينية لم يعلموها من العلم حقًّا بسبب الإطالة . أُحرجوا في الكلام أو استطردوا ودخلوا في أشياءَ واجتهاداتٍ عقليةٍ خاصَّةٍ به ، والعلمُ خلافُ ما قال ، وكلامُه غَلَطٌ.

وربَّما نَسَبَ إلى أهل العلم ما لم يقولوه ، فيقول : أنا سمعتُ هذا من الشيخ فلان . والشيخُ بريءٌ مما قال.

والنتيجةُ أن يتفرّق الناسُ من حوله.

فإذًا التعليم الصحيح ممن تعلَّم مشافهةً ، وحَضَرَ هذه الدوراتِ ، وارتحل إلى بلده وعَلَّمَ . فجزاه الله - جلَّ وعلا - خيرًا. وأن يكتبَ الله خطواتِه ، وأن يجعلَه من طلبةِ العلم ، وأن يَقِرَّ العلمُ في صدره، وأن ينفعَ به من شاء الله من عباده.

والخلاصة : لا بأس أن يسمعَ من الأشرطة ، وينقل ما فهمه بيقينٍ باختصارٍ من دون إطالة ، وأن يكذبَ على الله وعلى رسوله و لا على العلماء .

وانْقُلْ ما تعلمتَه وسمعتَه من المشايخ أو قرأته بيقينٍ وفهمتَه دون لَبْسٍ أو غُمُوضٍ ، ولا تقلْ شيئًا تستنتجه استنتاجًا . فإنه يباركُ الله - جلَّ وعلا – فيه . فقد تسمع في القرى من بعض المشايخ متنًا ويشرحُه بكلماتٍ قليلةٍ ولكنها صحيحةٌ ، فيكون فيها بركة ؛ لأنها ليست غَلَطًا في نفسِها.

انقُلِ العلمَ لأهلك ولأولادِك ولأصدقائك، ولمن يحتاجُ إليه مع اليقين لما تنقلُ ، واخشَ الحسابَ عند الله - جلَّ وعلا - لأن الله - سبحانه وتعالى - يحاسبُ العالِمَ إذا كَذَبَ في علمِه ؛ لأنه يكذبُ على الشريعة ، والكذبُ على الشريعة له أَثَرُهُ الفاسدُ . وهؤلاءِ هم علماءُ السوء، والعياذُ بالله تعالى. انتهى .

و في المسألة تفصيل سأتطرق إليه بشيء من التفصيل في مقال لاحق إن شاء الله و من أراد التزود فليراجع ما كتبه الأخ الفاضل أبو أنس بشير بن سلة حفظه الله .

 

3 / اختيار المكان المناسب للدعوة :

 

لا شك و لا ريب في أهمية و أولوية الدعوة إلى الله في المساجد فقد قال سبحانه : ﴿ في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ﴾ ، و قال رب العزة العظيم : ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾ ، فكل هذه و غيرها من النصوص تبين فضل الدعوة في المساجد ، لكن إذا وعظ الداعية في غير المسجد فلا بأس بذلك فهذا سيد البشر يعظ ابن عباس رضي الله عنهما على حمار بل خرج الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه ، قال : أخبرني رجل يقال لـه : ربيعة بن عباد من بني الديل ، وكان جاهلياً ، قال : رأيت النبي في الجاهلية في سوق ذي المجاز وهو يقول : (( يا أيها الناس قولوا لا إله إلا اللَّه تفلحوا )) ، والناس مجتمعون عليه ، ووراءه رجل وضيء الوجه ، أحول ، ذو غديرتين ، يقول : إنه صابئ كاذب ، يتبعه حيث ذهب ، فسألت عنه ، فذكروا لي نسب رسول اللَّه وقالوا : هذا عمه أبو لهب . { أخرجه أحمد، 3/492 } .

و سئل العلامة صالح الفوزان حفظه الله تعالى السؤال التالي :

أحسن الله إليكم يقول : يعمد بعض الدعاة إلى الله سبحانه إلى إقامة بعض المحاضرات والمواعظ في الأسواق العامة ويحصل فيها شيء من الاختلاط ولكن قد يحصل فيها نفع وقد يتوب من يتوب من هؤلاء، فهل فعلهم صحيح ؟

الشيخ صالح الفوزان: نعم فعلهم صحيح، وهذا كان معمولاً به في هذه البلاد إلى عهد قريب، كانوا في يوم من أيام الأسوبع يخرج العالم أو المفتي أو القاضي، وينصب له كرسي في السوق ويلقي درساً ويستمع الناس إليه ويستفيدون منه ، أما الاختلاط فهذا يجب منعه ، يجب على ولاة الأمور ولى أهل الإيمان أن يمنعوا هذا الشيء، نعم. انتهى

 

4 / الدعوة بالحكمة و الموعظة الحسنة و التحلي بالأخلاق الفاضلة :

 

قال الشيخ ابن باز معدداً صفات الداعية إلى الله : ((أن يكون ذا خلق فاضل ، وسيرة حميدة، وصبر ومصابرة، وإخلاص في دعوته، واجتهاد فيما يوصل الخير إلى الناس، وفيما يبعدهم من الباطل، ومع ذلك يدعو لهم بالهداية، هذا من الأخلاق الفاضلة، أن يدعو لهم بالهداية ويقول للمدعو هداك الله، وفقك الله لقبول الحق، أعانك الله على قبول الحق، تدعوه وترشده وتصبر على الأذى، ومع ذلك تدعو له بالهداية، قال النبي عليه الصلاة والسلام لما قيل عن (دوس) إنهم عصوا، قال: " اللهم اهد دوسا وأت بهم" . تدعو له بالهداية والتوفيق لقبول الحق، وتصبر وتصابر في ذلك، ولا تقنط ولا تيأس ولا تقل إلا خيراً، لا تعنف ولا تقل كلاماً سيئاً ينفر من الحق، ولكن من ظلم وتعدى له شأن آخر، كما قال الله جل وعلا: { وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ } .

فالظالم الذي يقابل الدعوة بالشر والعناد والأذى، له حكم آخر، في الإمكان تأديبه على ذلك بالسجن أو غيره، ويكون تأديبه على ذلك على حسب مراتب الظلم، لكن ما دام كافاً عن الأذى، فعليك أن تصبر عليه، وتحتسب وتجادله بالتي هي أحسن، وتصفح عما يتعلق بشخصك من بعض الأذى، كما صبر الرسل وأتباعهم بإحسان )) . { من رسالة الدعوة إلى

تسجيل الدخول

منتديات البيضاء العلمية - Powered by vBulletin

المنتدى

المشاركات الجديدة تطبيقات عامة خيارات سريعة

الرئيسيةالمنتدى:: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة ::منبر التوحيد و العقيدة تذكير بأهمية الدعوة للتوحيد و

عرض

12-Jan-2015, 06:34 AM #1 أبو يحيى بشير السوداني أبو يحيى بشير السوداني غير متواجد حالياً

تاريخ التسجيل

Jul 2014

المشاركات

30

Post تذكير بأهمية الدعوة للتوحيد و بعض الضوابط

بسم لله الرحمن الرحيم

إنّ الحمدَ لله نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنا ومن سيّئاتِ أعمالنا ، من يهدهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومن يُضْلِلْ فلا هادي له ، وأشهد أن لا إلهَ إلاّ اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ محمّدًا عبدُه ورسولُه، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُسْلِمُونَ﴾ ، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ ، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ .

أمّا بعد: فإنّ أصدقَ الحديثِ كلامُ الله ، وخيرَ الهدي هديُ محمّدٍ صلى الله عليه و سلم وشرَّ الأمورِ محدثاتُها ، وكلَّ محدثةٍ بدعة ، وكلَّ بدعةٍ ضلالة وكلّ ضلالةٍ في النّار.

أمّا بعد:

فقال شارح الطحاوية رحمه الله : " اعلم أن التوحيد أول دعوة الرسل وأول منازل الطريق وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله عز وجل قال تعالى : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } .

و قد أخبر الله سبحانه وتعالى أن الدعاة إلى الله هم أحسن الناس قولا و أثنى عليهم ثناءً عاطراً ، قال الله سبحانه و تعالى : " وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ " قال الحافظ ابن جرير - رحمه الله : (( يقول تعالى ذكره : ومن أحسن أيها الناس ممن قال ربنا الله ثم استقام على الإيمان به والانتهاء إلى أمره ونهيه ، ودعا عباد الله إلى ما قال وعمل به من ذلك )) .

قال العلامة ابن باز رحمه الله تعالى : " فهذه الآية الكريمة فيها التنويه بالدعاة والثناء عليهم، وأنه لا أحد أحسن قولا منهم، وعلى رأسهم الرسل عليهم الصلاة والسلام، ثم أتباعهم على حسب مراتبهم في الدعوة والعلم والفضل، فأنت يا عبد الله يكفيك شرفا أن تكون من أتباع الرسل ، ومن المنتظمين في هذه الآية الكريمة " . { من رسالة الدعوة إلى الله و أخلاق الدعاة } .

و بين العلامة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله تعالى فضل هذه الدعوة و خصوصا دعوة التوحيد التي هي حقيقة دعوة المرسلين فقال : " الدعوة إلى التوحيد هي ميراث الأنبياء والمرسلين؛ لكن هذه الدعوة من لم يعشها ولم يتوسع فيها لا يعرف كيف يدعو إلى التوحيد، بل قد يأتي من يظن أنه لا حاجة إلى ذلك، وعبودية الخلق لله جل وعلا التي هي غاية وجود الخلق إنما تكون بأن يُدْعَوا إلى الله جل وعلا بتوحيده وفهم ذلك والعلم به وتطبيقه، فإذا هديتَ الناس إلى أن يوحدوا الله في أقوالهم وأعمالهم وبما تعتقده قلوبهم انبعث ذلك الاعتقاد وذلك التوحيد عن عمل صالح وعن نفس مخبِتة منيبة لله جل وعلا " . { انتهى من مقدمة شرح كشف الشبهات الشريط الأول } .

فالدعوة إلى الله تعالى واجبة على هذه الأمة وحق للبشرية عليها ، وهذا الوجوب يكون فرض كفاية إذا قام به من يكف من الأمة سقط الإثم عن الباقين ، وإن لم يقم به أحد أو قام به من لا تحصل به الكفاية أثم كل أفراد الأمة ممن عنده الاستطاعة قال تعالى: " وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ " .

قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله : (( والمقصود من هذه الآية أن تكون فرقة من هذه الأمة متصدية لهذا الشأن ، وإن كان ذلك واجبا على كل فرد من الأمة بحسبه ، كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )) . وفي رواية : وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل . انتهى .

وقال العلامة الشوكاني رحمه الله تعالى : (( والأولى حمل الآية على العموم كما يقتضيه اللفظ ، فكل من جمع بين دعاء العباد إلى ما شرعه الله وعمل عملا صالحا وهو تأدية ما فرض الله عليه مع اجتناب ما حرمه الله عليه ، وكان من المسلمين دينا لا من غيرهم فلا شيء أحسن منه ، ولا أوضح من طريقته ، ولا أكثر ثوابا من عمله )) . . انتهى .

و قال العلامة ابن باز رحمه الله : " صرح العلماء أن الدعوة إلى الله عز وجل فرض كفاية ، بالنسبة إلى الأقطار التي يقوم فيها الدعاة ، فإن كل قطر وكل إقليم يحتاج إلى الدعوة وإلى النشاط فيها ، فهي فرض كفاية إذا قام بها من يكفي سقط عن الباقين ذلك الواجب ، وصارت الدعوة في حق الباقين سنة مؤكدة ، وعملاً صالحاً جليلاً.

وإذا لم يقم أهل الإقليم ، أو أهل القطر المعين بالدعوة على التمام ، صار الإثم عاما ، وصار الواجب على الجميع ، وعلى كل إنسان أن يقوم بالدعوة حسب طاقته وإمكانه ، أما بالنظر إلى عموم البلاد ، فالواجب : أن يوجد طائفة منتصبة تقوم بالدعوة إلى الله جل وعلا في أرجاء المعمورة ، تبلغ رسالات الله ، وتبين أمر الله عز وجل بالطرق الممكنة ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بعث الدعاة ، وأرسل الكتب إلى الناس ، وإلى الملوك والرؤساء ودعاهم إلى الله عز وجل " . { من رسالة الدعوة إلى الله و أخلاق الدعاة }

 

ماهية الدعوة إلى التوحيد :

 

يبين لنا العلامة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله تعالى أقسام و حقيقة الدعوة للتوحيد فقال حفظه الله في مقدمة شرحه لكتاب كشف الشبهات : " الدعوة إلى التوحيد تكون على جهتين:

الأولى: مجملة.

والثانية: مفصلة.

أما المجملة : فهي ببيان معنى التوحيد وحق الله جل وعلا ، وبيان أنه سبحانه هو المستحق للعبادة وإقامة الدلائل على توحيد الله جل وعلا ، وعلى أن التوحيد أهم المهمات ، وعلى أنه دعوة الأنبياء والمرسلين، وعلى أن ذلك فيه من الفضل من تكرير الذنوب ومحو السيئات ما فيه، إلى آخر ما في بيان التوحيد وفضله مجملا بلا تفصيل.

وهذا القدر وهو الدعوة إلى التوحيد مجملة دون تفصيل يشترك فيها كثيرون من الدعاة في هذا الزمن؛ لأن الدعوة إلى التوحيد مجملة يتفق عليها الجميع؛ لأن تفسير التوحيد يكون عند المتلقي وليس من جهة الملقي، وإذا أحيل الكلام على فهم المتلقي كان حمّال أوجه يمكن أن يفسر بحسب ما يتلقاه المتلقي، فطوائف المشركين إذا أمرتهم بتوحيد الله مجملا لم ينتقدوا عليك؛ يعني في هذا الزمن، لأن التوحيد عندهم هو توحيد الربوبية، وطوائف الغلاة في عبادة الأولياء والصالحين إذا أمرتهم بالتوحيد ولم تشخص المسألة التي هم فيها ما أنكروا عليك، فكثيرون دعوا إلى التوحيد في أماكن فيها قبور للصالحين وتعبد من دون الله ولم ينكر عليهم أحد ممن هم في حضرة تلك المشاهد التي شُيدت لعبادتها من دون الله أو مع الله جل وعلا لأنها مجملة.

وهذا القدر لا يميّز القائل بأنه من أهل التوحيد أو أنه من الدعاة إلى توحيد الله؛ لأن هذا فيه عموم وإجمال، والإجمال لا يصلح بقدر إصلاح التفصيل، لكن إن كان الإجمال خطوة في الطريق فإنّ هذا يكون مناسبا، لهذا قلنا الدعوة إلى التوحيد تكون بإجمال وتكون بتفصيل، فمن أجمل ثم فصل فكان إجماله خطوة لينقل بها الناس أو ليمهد بها لبيان حق الله جل وعلا، ولو كان التمهيد في أسبوع أو أسبوعين أو شهر، بحسب الحال التي في بلده، فإن هذا مناسب، لكن أن يقال دعا إلى التوحيد، وإنما دعوته بإجمال دون تفصيل هذه ليست من منهجنا ولا من منهج أئمة هذه الدعوة، ولا أئمة الإسلام المتقدمين في الدعوة إلى توحيد الله.

النوع الثاني الدعوة إلى التوحيد مفصّلا : والتوحيد هو إفراد الله بالعبادة ، وهو تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، والتوحيد يكون بإفراد الله بأعمال القلوب وأعمال الجوارح . " ... إلى أن قال حفظه الله : " والإجمال ببيان شناعة الشرك وأنه أعظم ما عصي الله به وحكم المشرك وصورة الشرك ونحو ذلك مما فيه بيان الشرك بإجمال دون ذكر الصور؛ صور الشركيات الموجودة، هذا قد تجده -كما ذكرنا في التوحيد مجملا- قد تجده عند كثيرين إذا تكلم ونهى عن الشرك كان نهيه مجملا ولا تجد أنه يفصل قبل الكلام ولا بعده، وإنما يحب الدعوة إلى التوحيد أو يدعو إلى التوحيد بإجمال وينهى عن الشرك بإجمال، وهذا لا يفيد الفائدة المرجوة؛ لأن النهي عن الشرك بالإجمال يفسره المتلقي بحسب فهمه، ولكن إذا فصّلتَ وحددتَ فإنه يكون مستوعبا للمراد من الكلام، ولهذا قال ابن القيم رحمه الله:

عليك بالتفصيل والتبيين فالإطلاق والإجمال دون بيان قد أفسد هذا الوجود.

أو كما قال.

الإجمال موجود في الكتاب والسنة ولكنه إجمال وثَمّ تفصيل له، فمن اقتصر على الإجمال دون التفصيل فهو على غير السبيل، فالنهي عن الشرك مجملا عرفته.

ومفصلا بأن يذكر الشرك الأكبر الأصغر والأصغر منه الخفي ومنه ما هو ظاهر شرك الرياء أو الأعمال الظاهرة مثل التمائم ولبس الحلقة والخيط الحلف بغير الله ونحو ذلك، الشرك الأكبر أنواعه معروفة مشهورة عندكم فيفصل الداعية كل واحدة، فيأتي إلى دعاء غير الله ويبين أنه من الشرك ويفصل ويقيم الدلائل في ذلك بتفصيلها، ثم يذكر صور دعاء غير الله، كذلك الخوف من غير الله يذكر صور هذا الخوف من غير الله والصورة التي شرك أكبر بالله جل وعلا، يأتي إلى الشرك الأصغر ويعرضه بتفصيل، التمائم يكون الكلام عليها يحتاج إلى جلسة أوجلستين أو خطبة جمعة أو خطبتين أو ثلاثة؛ لأن صور التمائم كثيرة قد تقول للناس إن التمائم شرك، وتأتي في الحديث في ذلك ولكن لا تبين للناس صورة التمائم، فهذا يقع فيه كثيرون ممن ينهون مجملا عن الصورة ولا يفصلون الكلام عليها، الناس لا يتصورن المراد بالتمائم إما بالصور التي كانت في الجاهلية القديمة، لكن الصور الحاضرة اليوم التي تجدها في الشوارع وفي كثير من البيوت لا يتصور أنها من الشرك الأصغر، وهم ربما عملوها ونظروا إليها واستأنسوا لها، فلا بد أن يكون ثَم تشخيص للصورة الشركية، وإعطاء الصور الكثيرة بإعطاء تأصيل لهذه المسألة الشركية، هذه هي الدعوة إلى التوحيد والنهي عن الشرك مفصلة. " انتهى كلامه .

فيتبين مما سبق حقيقة هذه الدعوة - دعوة التوحيد العظيمة - و أن كثير من المنتسبين للدعوة و العلم قد خالفوا ضوابط السلف في البدء بأصل الأصول و توضيحه توضيحا شافيا وافيا للناس ، و على ذلك نحث الإخوة على الهمة في الدعوة إلى الله على بصيرة و حكمة و رفق بالناس في كل مكان يتيسر فيه عمل الدعوة سواءً في المساجد أو الجامعات أو الأسواق بالضوابط التي بينها أهل العلم .

 

ضوابط مهمة في الدعوة إلى التوحيد :

 

1 / أهمية الإخلاص و العلم في الدعوة .

 

و هذا أصل أصيل في كل العبادات و الطاعات فلا بد من التوحيد في الدعوة إلى التوحيد ، فكل من دعا إلى التوحيد و قصد به الظهور و الشهرة فعليه أن يراجع نفسه و يحاسبها ، فدعوة التوحيد تعلم الإخلاص و إفراد الرب سبحانه بالتوجه و العبادة ، قال العلامة ابن باز رحمه الله : (( فيجب على الداعية أن يكون مخلصا لله عز وجل، لا يريد رياء ولا سمعة، ولا ثناء الناس ولا حمدهم، إنما يدعو إلى الله يريد وجهه عز وجل، كما قال سبحانه : { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ } وقال عز وجل : { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ } ، فعليك أن تخلص لله عز وجل ، هذا أهم الأخلاق ، هذا أعظم الصفات أن تكون في دعوتك تريد وجه الله والدار الآخرة )) . { من رسالة الدعوة إلى الله و أخلاق الدعاة } .

و قال الشيخ أيضا : (( لا بد من العلم ، فالعلم فريضة ، فإياك أن تدعو على جهالة ، وإياك أن تتكلم فيما لا تعلم ، فالجاهل يهدم ولا يبني ، ويفسد ولا يصلح ، فاتق الله يا عبد الله ، إياك أن تقول على الله بغير علم ، لا تدعو إلى شيء إلا بعد العلم به ، والبصيرة بما قاله الله ورسوله ، فلا بد من بصيرة وهي العلم ، فعلى طالب العلم وعلى الداعية ، أن يتبصر فيما يدعو إليه ، وأن ينظر فيما يدعو إليه ودليله ، فإن ظهر له الحق وعرفه دعا إلى ذلك ، سواء كان ذلك فعلاً أو تركاً ، فيدعو إلى الفعل إذا كان طاعة لله ورسوله ، ويدعو إلى ترك ما نهى الله عنه ورسوله على بينة وبصيرة )) . { من رسالة الدعوة إلى الله و أخلاق الدعاة } .

فيتبين مما سبق أهمية الإخلاص و العلم في الدعوة إلى الله تبارك و تعالى ، و طرق تحصيل العلم متوفرة و الحمد لله في هذا العصر من الأشرطة و الهواتف و غير ذلك من الأجهزة و الحمد لله .

 

2 / تبليغ ما يعرفه الداعية من غير تقول على أهل العلم و لا تصدر للفتوى :

 

و طرق هذا الموضوع من الأهمية بمكان ، فقد يعترض البعض على مسألة الدعوة من قبل السلفيين ( عوام و طلاب علم ) لتبليغهم هذه الدعوة المباركة بحجة عدم التصدر ، و هؤلاء لم يفرقوا بين التصدر للفتوى و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و قد سئل العلامة الفوزان حفظه الله تعالى التالي :

فضيلة الشيخ وفقكم الله هذا سائل من تونس يقول : ما الشروط و الضوابط التي تسمح لطالب العلم ان يقوم بالقاء الدروس و الدورات العلمية في بلده حيث ان البلد الذي نحن فيه لا يوجد فيه علماء ؟

فضيلة الشيخ : بلغ ما تعرف ، ماتعرف من العلم انشره و بلغه للناس ، و اما الامور التي لا تعرفها و لم تتوصل اليها فلا ، امسك عنها . نعم

وقد أجاب فضيلة الشيخ علي الحذيفي في مسألة السودان إجابة وافية من أراد سماعها فليدخل هذا الرابط :

http://cdn.top4top.net/d_77fa0f37de1.m4a

و هذه فتوى أخرى للعلامة ابن عثيمين رحمه الله حيث سئل :

هذا يقول : ذكرنا بالأمس ان من يعتمد على الكتب في تحصيل العلم يخطأ اكثر مما يصيب و كذا اليوم الدول الاسلامية لا يوجد فيها علماء يرجع الناس اليهم في امور دينهم فيتصدى لتوجيهم و تعليمهم مجموعة من الشباب الذين لم يتعلمون الا من الكتب فما الواجب على هؤلاء الشباب ؟

 

فضيلة الشيخ : الواجب عليهم انهم يتحرون الصواب للضرورة ، و ليس معنى ذلك انه ما يمكن ان يكون الانسان عالما مجتهدا الا بالمشايخ ، فيه علماء وصلوا الى غاية من العلم و هم لم يدرسوا على مشايخ ، لكن هذا قليل .

للتحميل : http://dc616.4shared.com/download/4L02r6WZ/_online.mp3

وهذا كلام الشيخ صالح آل الشيخ حيث سئل في شريط بعنوان (الوصايا الجلية ) :

نحن في مكانٍ بعيد عن هذه الدورة ، ولا يوجدُ طلابُ علمٍ ، ولكن نستطيعُ الحصولَ على أشرطة الدورة . فإلى أيِّ مدًى نستطيع الاستفادةَ منها ؟. كأنه يعني : هل يحضِّر منها ويدرِّس هناك.

فكانَ الجوابُ:

لا بأس أن تُعَلِّم ، وليس من شرط التعليم أن تكون عالـمًا متمكنًا ، أو مدرِّسًا في جامعة ، أو متخصصًا في فنٍّ. ولكن عليك بتقوى الله - جلَّ وعلا - فيما تقول ، واعلمْ أنك ستحاسبُ على ما تقول.

لا تَنْسِبْ لعالمٍ قولاً لم يقلْه ( تخلصًا من موقفٍ ) .

لا تقلْ على الله ما لا تعلمْ . قل ما تتيقنُه بدليله الواضحِ مما تَعَلَّمْتَهُ من الأشرطة أو من غيرها دونَ زيادةٍ.

وليس مهمًا أن تكون كلمتُك لمدةِ نصفِ ساعةٍ ، بل يكفي عشرُ دقائقَ ، والمهمُّ أن تُجْزَى عليه من الله - جلَّ وعلا - الجزاءَ الأوفى - إن شاء الله تعالى.

أنا ألاحظُ بعضَ الذين كانتْ لديهم رغبةٌ في تعليم الناس في المساجد أنهم لم يستمروا ؛ لأنهم أَتوا من جهة أنهم أَتوا بأشياء غير يقينية لم يعلموها من العلم حقًّا بسبب الإطالة . أُحرجوا في الكلام أو استطردوا ودخلوا في أشياءَ واجتهاداتٍ عقليةٍ خاصَّةٍ به ، والعلمُ خلافُ ما قال ، وكلامُه غَلَطٌ.

وربَّما نَسَبَ إلى أهل العلم ما لم يقولوه ، فيقول : أنا سمعتُ هذا من الشيخ فلان . والشيخُ بريءٌ مما قال.

والنتيجةُ أن يتفرّق الناسُ من حوله.

فإذًا التعليم الصحيح ممن تعلَّم مشافهةً ، وحَضَرَ هذه الدوراتِ ، وارتحل إلى بلده وعَلَّمَ . فجزاه الله - جلَّ وعلا - خيرًا. وأن يكتبَ الله خطواتِه ، وأن يجعلَه من طلبةِ العلم ، وأن يَقِرَّ العلمُ في صدره، وأن ينفعَ به من شاء الله من عباده.

والخلاصة : لا بأس أن يسمعَ من الأشرطة ، وينقل ما فهمه بيقينٍ باختصارٍ من دون إطالة ، وأن يكذبَ على الله وعلى رسوله و لا على العلماء .

وانْقُلْ ما تعلمتَه وسمعتَه من المشايخ أو قرأته بيقينٍ وفهمتَه دون لَبْسٍ أو غُمُوضٍ ، ولا تقلْ شيئًا تستنتجه استنتاجًا . فإنه يباركُ الله - جلَّ وعلا – فيه . فقد تسمع في القرى من بعض المشايخ متنًا ويشرحُه بكلماتٍ قليلةٍ ولكنها صحيحةٌ ، فيكون فيها بركة ؛ لأنها ليست غَلَطًا في نفسِها.

انقُلِ العلمَ لأهلك ولأولادِك ولأصدقائك، ولمن يحتاجُ إليه مع اليقين لما تنقلُ ، واخشَ الحسابَ عند الله - جلَّ وعلا - لأن الله - سبحانه وتعالى - يحاسبُ العالِمَ إذا كَذَبَ في علمِه ؛ لأنه يكذبُ على الشريعة ، والكذبُ على الشريعة له أَثَرُهُ الفاسدُ . وهؤلاءِ هم علماءُ السوء، والعياذُ بالله تعالى. انتهى .

و في المسألة تفصيل سأتطرق إليه بشيء من التفصيل في مقال لاحق إن شاء الله و من أراد التزود فليراجع ما كتبه الأخ الفاضل أبو أنس بشير بن سلة حفظه الله .

 

3 / اختيار المكان المناسب للدعوة :

 

لا شك و لا ريب في أهمية و أولوية الدعوة إلى الله في المساجد فقد قال سبحانه : ﴿ في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ﴾ ، و قال رب العزة العظيم : ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾ ، فكل هذه و غيرها من النصوص تبين فضل الدعوة في المساجد ، لكن إذا وعظ الداعية في غير المسجد فلا بأس بذلك فهذا سيد البشر يعظ ابن عباس رضي الله عنهما على حمار بل خرج الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه ، قال : أخبرني رجل يقال لـه : ربيعة بن عباد من بني الديل ، وكان جاهلياً ، قال : رأيت النبي في الجاهلية في سوق ذي المجاز وهو يقول : (( يا أيها الناس قولوا لا إله إلا اللَّه تفلحوا )) ، والناس مجتمعون عليه ، ووراءه رجل وضيء الوجه ، أحول ، ذو غديرتين ، يقول : إنه صابئ كاذب ، يتبعه حيث ذهب ، فسألت عنه ، فذكروا لي نسب رسول اللَّه وقالوا : هذا عمه أبو لهب . { أخرجه أحمد، 3/492 } .

و سئل العلامة صالح الفوزان حفظه الله تعالى السؤال التالي :

أحسن الله إليكم يقول : يعمد بعض الدعاة إلى الله سبحانه إلى إقامة بعض المحاضرات والمواعظ في الأسواق العامة ويحصل فيها شيء من الاختلاط ولكن قد يحصل فيها نفع وقد يتوب من يتوب من هؤلاء، فهل فعلهم صحيح ؟

الشيخ صالح الفوزان: نعم فعلهم صحيح، وهذا كان معمولاً به في هذه البلاد إلى عهد قريب، كانوا في يوم من أيام الأسوبع يخرج العالم أو المفتي أو القاضي، وينصب له كرسي في السوق ويلقي درساً ويستمع الناس إليه ويستفيدون منه ، أما الاختلاط فهذا يجب منعه ، يجب على ولاة الأمور ولى أهل الإيمان أن يمنعوا هذا الشيء، نعم. انتهى

 

4 / الدعوة بالحكمة و الموعظة الحسنة و التحلي بالأخلاق الفاضلة :

 

قال الشيخ ابن باز معدداً صفات الداعية إلى الله : ((أن يكون ذا خلق فاضل ، وسيرة حميدة، وصبر ومصابرة، وإخلاص في دعوته، واجتهاد فيما يوصل الخير إلى الناس، وفيما يبعدهم من الباطل، ومع ذلك يدعو لهم بالهداية، هذا من الأخلاق الفاضلة، أن يدعو لهم بالهداية ويقول للمدعو هداك الله، وفقك الله لقبول الحق، أعانك الله على قبول الحق، تدعوه وترشده وتصبر على الأذى، ومع ذلك تدعو له بالهداية، قال النبي عليه الصلاة والسلام لما قيل عن (دوس) إنهم عصوا، قال: " اللهم اهد دوسا وأت بهم" . تدعو له بالهداية والتوفيق لقبول الحق، وتصبر وتصابر في ذلك، ولا تقنط ولا تيأس ولا تقل إلا خيراً، لا تعنف ولا تقل كلاماً سيئاً ينفر من الحق، ولكن من ظلم وتعدى له شأن آخر، كما قال الله جل وعلا: { وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ } .

فالظالم الذي يقابل الدعوة بالشر والعناد والأذى، له حكم آخر، في الإمكان تأديبه على ذلك بالسجن أو غيره، ويكون تأديبه على ذلك على حسب مراتب الظلم، لكن ما دام كافاً عن الأذى، فعليك أن تصبر عليه، وتحتسب وتجادله بالتي هي أحسن، وتصفح عما يتعلق بشخصك من بعض الأذى، كما صبر الرسل وأتباعهم بإحسان )) . { من رسالة الدعوة إلى الله و أخلاق الدعاة } .

نسأل الله أن يحيينا من دعاة التوحيد و حماة جنابه ، و صلى الله على نبينا محمد و صحبه و سلم .

و كتب :

أبو يحيى بشير بن عبد Translate By Almuhajir

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرا اخني

 

 

نقل موفق وموضوع هام

لي عودة لإتمام القراءة إن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×