اذهبي الى المحتوى
ام عبد الودود السلفية

الجزء الثاني لداء الغفلة

المشاركات التي تم ترشيحها

طباعة المقال طباعة المقال

 

تكلَّمنا في العدد السَّابق عن آفة الغفلة، وعن بعض آثارها السَّلبيَّة، وأخطارها الوخيمة، وبيَّنَّا أنَّ كلَّ مخلوق له نصيب من الغفلة، يقلُّ أو يكثر، تدوم أو تنقطع، تبعًا لاجتهاده وفطنته أو عجزه وكسله، وقد خلصنا ـ وهو ما وعدنا به ـ أنَّ لهذه الغفلة علاجًا يُذهب أعراضَ دائِها مِن قلب الإنسان، ويزيل مفعول سكرها من عقله إذا هو سارع من غير تثبيط أو تردُّد إلى الاستشفاء بهذا العلاج النَّافع الَّذي يتلخَّص في ثلاثة أمور:

 

أوَّلًا ـ ذكر الله تعالى على كلِّ حال:

 

فالذِّكر هو باب الله الأعظم المفتوح بينه وبين عبده ما لم يغلقه العبد بغفلته، وبالذِّكر يصرع العبد الشَّيطان كما يصرع الشَّيطان أهل الغفلة والنِّسيان، قال الله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205) ﴾ [الأعراف]، ذلك أنَّ خراب القلب من الأمن والغفلة، وعمارته بضدِّ ذلك من الخشية والذِّكر، وما الذِّكر في الحقيقة إلَّا التَّخلُّص من الغفلة والنِّسيان.

 

قال ابن القيِّم: «إنَّ الذِّكر ينبِّه القلب من نومه، ويوقظه من سِنَتِه، والقلب إذا كان نائمًا فاتته الأرباح والمتاجر، وكان الغالب عليه الخسران، فإذا استيقظ وعَلِم ما فاته في نومته شدَّ المئْزر، وأحيا بقيَّة عمره، واستدرك ما فاته، ولا تحصل يقظة إلَّا بالذِّكر، فإنَّ الغفلة نوم ثقيل»، بل هي الموت المحقَّق كما قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ»([2])، فجعل الذَّاكر بمنزلة الحيِّ والغافل بمنزلة الميِّت، وفي لفظ مسلم: «مَثَلُ البَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ وَالبَيْتِ الَّذِي لَا يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ»([3])، فجعل بيت الذَّاكر بمنزلة بيت الحيِّ، وبيت الغافل بمنزلة بيت الميِّت وهو القبر، قال ابن القيِّم بعد إيراده الحديث بلفظه: «فتضمَّن اللَّفظان أنَّ القلب الذَّاكر كالحيِّ في بيوت الأحياء، والغافل كالميِّت في بيوت الأموات، ولا ريب أنَّ أبدان الغافلين قبورٌ لقلوبهم، وقلوبهم كالأموات في القبور».

 

فنسيان ذكر الله موت قلوبهم

وأرواحهم في وحشة من جسومهم وأجسامهم قبل القبور قبور

وليس لهم حتَّى النُّشور نشور

والمرء ـ كما قيل ـ بأصغريه: لسانه وقلبه، فإذا غفل قلبه عن الله، وجفَّ لسانه عن ذكر مولاه؛ كان كالجثَّة الهامدة والجسد المشلول القاعد عن الحركة، لا ينفعه سعي ولا كسب، ولا يضرُّه قعود ولا سكون، ومن كان كذلك كان أبعد ما يكون عن الله، لا تنفعه المواعظ، ولا تزجره الحوادث، وإن دعا ربَّه لا يستجيب له، كما قال صلى الله عليه وسلم: «ادْعُوا اللهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاهٍ»([4]).

 

فالذِّكر وحده الَّذي يسيِّر العبد في كلِّ أحواله؛ بيته وسوقه، وصحَّته وسقمه، ومنشَطه ومكرهه، في خلوته وخلطته، فليس شيء من الأعمال يعمُّ الأوقات والأحوال مثله، وهو روح الأعمال الصَّالحة، فإذا خلا العمل عن الذِّكر كان كالجسد الَّذي لا روح فيه، كما أنَّ له تأثيرًا عجيبًا في انشراح الصَّدر ونعيم القلب، كما أنَّ للغفلة تأثيرًا عجيبًا في ضيقه وحبسه وعذابه.

 

عن حميضة بنت ياسر، عن جدَّتها يُسَيْرَة ـ وكانت من المهاجرات ـ قالت: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُنَّ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّقْدِيسِ، وَاعْقِدْنَ بِالأَنَامِل؛ فَإِنَهُنَّ مَسْئُولَات مُسْتَنْطَقَات، وَلَا تَغْفَلْنَ فَتَنْسَينَ الرَّحْمَةَ»([5]).

 

قال القارئ: «المراد بنسيان الرَّحمة: نسيان أسبابها، أي لا تتركن الذِّكر، فإنكنَّ لو تركتنَّ الذِّكر لحرمتنَّ ثوابه، فكأنكنَّ تركتُنَّ الرَّحمة، وقد قال تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي ﴾ ـ أي بالطَّاعة ـ ﴿ أَذْكُرْكُمْ ﴾ أي: بالرَّحمة، والمعنى لا يكن منكنَّ الغفلة فيكون من الله ترك الرَّحمة، فعبَّر بالنِّسيان عن ترك الرَّحمة كما في قوله تعالى: ﴿ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) ﴾ [طه]».

 

ولقد درج سلفنا الصَّالح على اغتنام الأوقات والأعمار في كسب الحسنات، واقتناص الأجر والثَّواب من كبير الأعمال وصغيرها، وقليلها وكثيرها، وهذا باب قلَّما يوجد من يهتدي إليه من الخَلْق حتَّى من الذَّاكرين أنفسهم، فكما أنَّ للذُّنوب محقِّرات فإنَّ للأعمال الصَّالحة أيضًا محقِّرات يغفل عنها النَّاس، ولا يعيرونها اهتمامًا، ولا يقيمون لها وزنًا، وفيها من الأجر والثَّواب ما لا يوفَّق إليه إلَّا المرحوم، ولا يصرف عنه إلَّا المحروم، والنَّاس في هذا بين مستقلٍّ ومستكثر، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء.

 

وتأمَّل هذين النَّموذجين أمامك تدرك ـ أخي القارئ ـ ما كان عليه سلفنا الصَّالح من الفطنة والتَّرصُّد لحسنات الأعمال، وطردهم للغفلة، واهتمامهم بإصلاح الأحوال.

 

روى مسلم في «صحيحه» عن أبي وائل قال: «غدونا على عبد الله ابن مسعود يومًا بعدما صلَّينا الغداة، فسلَّمنا بالباب، فأذن لنا، قال: فمكثنا بالباب هنية قال: فخرجتِ الجارية، فقالت: ألا تدخلون؟! فدخلنا، فإذا هو جالس فقال: ما منعكم أن تدخلوا وقد أذن لكم؟! فقلنا: لا إلَّا أنَّنا ظننَّا أنَّ بعض أهل البيت نائم، قال: ظننتم بآل ابن أمِّ عبد غفلة؟ قال: ثمَّ أقبل يسبِّح حتَّى ظنَّ أنَّ الشَّمس قد طلعت، قال: يا جارية! انظري هل طلعت؟ قال: فنظرت فإذا هي لم تطلع، فأقبل يسبِّح حتَّى إذا ظنَّ أنَّ الشَّمس قد طلعت، قال: يا جارية! انظري هل طلعت؟ فنظرت فإذا هي قد طلعت، فقال: الحمد لله الَّذي أقالنا يومنا هذا، فقال مهدي: وأحسبه قال: ولم يهلكنا بذنوبنا».

 

وروى الإمام أحمد في كتاب «الزُّهد» عن عبد الله بن عبد الملك قال: «كنَّا مع أبينا في موكبه، فقال: سبِّحوا حتَّى تأتوا تلك الشَّجرة، فنسبِّح حتَّى نأتيها، فإذا رفعت لنا شجرة أخرى قال: كبِّروا حتَّى تأتوا تلك الشَّجرة، فكان يصنع ذلك بنا».

 

فانظر ـ رعاك الله ـ إلى هذا الأنموذج العالي من التَّربية الصَّالحة والتَّوجيه الهادف الَّذي يعوِّد الطِّفل على استغلال الوقت والاستفادة منه وهو يلهو ويمرح، ويضحك ويمزح، يتبيَّن لك أنَّ القوم ما شابوا على المكارم والفضائل وماتوا عليها إلَّا بعد أن شبُّوا عليها ورضعوا منها وفطموا عليها.

 

ثانيًا ـ تعاهد القرآن الكريم:

 

وذلك بتلاوته والاستماع إليه، سماعًا يصحبه الفهم والتَّدبُّر، وينتج العبرة والتَّذكُّر، ذلك أنَّ قوَّة الإيمان وكمال اليقين واليقظة الدَّائمة والمراقبة المستمرَّة لا تحصل إلَّا بكثرة قراءة القرآن واستماعه مع التَّدبُّر بنيَّة الاهتداء به والعمل بأمره ونهيه.

 

فما آمن مَن آمن من العرب إلَّا باستماعه وفهمه، ولا فُتِحت أقطار المعمورة واتَّسع عمران المسلمين وعظم سلطانهم إلَّا بتأثير هدايته.

 

وما كان الجاحدون المعاندون من زعماء مكَّة يجاهدون النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ويصدُّونه عن تبليغ دعوة ربِّه إلَّا بمنعه عن إيصال صوت القرآن وهديه إلى أسماع وقلوب النَّاس، قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) ﴾ [فصلت].

 

وما ضعف المسلمون وانحسر مدُّهم إلَّا لمَّا تركوا القيام بحقِّ القرآن، فأُهمِلت تلاوته، وهُجِرت أحكامه، وزُهِد في هدايته، وجعلوه للرُّقى والتَّعاويذ الَّتي تُتَّخذ للتَّبرُّك أو لشفاء أمراض الأبدان ليس إلَّا.

 

ولو قرؤوه وسمعوه وتعاهدوه كما تعاهده أسلافهم لم تصبهم هذه الغفلة الَّتي أنستهم في عزِّهم، ولما حرموا تأثير القرآن وهدايته وهو بين أيديهم يتلى ويُسمع، فلا قلب يخشع ولا عين تدمع ولا عمل بأحكامه فيُرجى به أن يشفع.

 

ومن العجائب والعجائب جمَّة

كالعيس في البيداء يقتلها الظَّما قرب الحبيب وما إليه وصول

والماء فوق ظهورها محمول

إنَّ ران القلبِ لا ينمحي وإنَّ ضباب الغفلة لا ينجلي إلَّا إذا تلا العبدُ كلامَ ربِّ العالمين، واستمع إليه بقلب شاهد يقظان، وكأنَّه المخاطب وحده بهذا القرآن، قال ابن القيِّم :: «إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجعل قلبك عند تلاوته وسماعه، وألق سمعك، واحضر حضور من يخاطبه به مَن تكلَّم به سبحانه منه إليه، فإنَّه خطاب منه لك على لسان رسوله، قال تعالى: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37) ﴾ [ق]…

 

قال ابن قتيبة في «غريب القرآن» عند قوله تعالى في هذه الآية: ﴿ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾: «استمعَ كتابَ الله وهو شاهدُ القلب والفهم، ليس بغافل ولا ساه…

 

فإذا حصل المؤثِّر وهو القرآن، والمحلُّ القابل وهو القلب الحيُّ، ووُجد الشَّرط وهو الإصغاء، وانتفى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب، وانصرافه عنه إلى شيء آخر؛ حصل الأثر وهو الانتفاع والتَّذكُّر»([6]).

 

ثالثًا ـ الإعراض عن مجالس أهل الغفلة:

 

وذلك أنَّ الغافل كالأحمق إذا أراد أن ينفعك أضرَّ بك، فكيف إذا أراد أن يضرَّك، وقد قالوا قديمًا: «الصَّاحب رقعة في قميص الرَّجل، فلينظر أحدكم بم يرقع به ثوبه»، ولله درُّ من قال:

 

والنَّاس مثل دراهم ميَّزتها

اصحب خيار النَّاس حيث لقيتهم فوجدت منها فضَّة وزيوفًا

خير الصَّحابة من يكون عفيفًا

فعلى كلِّ ذي لبٍّ وفطنة أن يحرص على صحبة من ينفعه في دينه، ويوقظه من غفلته، ويأخذ بيده إلى مراشد الأمور، يذكِّره إذا نسي، ويردُّه إذا زلَّ، يعينه على الخير ويدلُّه عليه، ويحذِّره من الشرِّ ويمنعه منه، فالمرء على دين خليله كما قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «فَلْيَنْظُر أَحَدُكُم مَنْ يُخَالِل».

 

فمجالسة الغُفَّل ومن لا ينهضك حاله ومقاله إلى الطَّاعة والخير إنساءٌ من الشَّيطان وقصدٌ منه على إغفال العبد ليقع في شراك الغفلة وأسْر الهوى، ولهذا قال تعالى: ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68) ﴾ [الأنعام]، وقال تعالى: ﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28) ﴾ [الكهف].

 

فالغافل عن ذكر الله، المتَّبع لهواه، ليس أهلًا لأن يُطاع، ولا أن يكون إمامًا ولا متبوعًا ولا صاحبًا؛ لفرط أمره، وضلال سعيه، قال ابن القيِّم في «الوابل الصيِّب» (ص 64): «فإذا أراد العبد أن يقتدي برجل؛ فلينظر هل هو من أهل الذِّكر أو من الغافلين؟ وهل الحاكم عليه الهوى أو الوحي؟ فإذا كان الحاكم عليه الهوى وهو من أهل الغفلة كان أمره فرطًا ـ إلى أن قال ـ: والمقصود أنَّ الله سبحانه نهى عن طاعة من جمع هذه الصِّفات، فينبغي للرَّجل أن ينظر في شيخه وقدوته ومتبوعه، فإن وجده كذلك فليبعد عنه، وإن وجده ممَّن غلب عليه ذكر الله واتِّباع السُّنَّة، وأمره غير مفروط عليه، بل هو حازم في أمره فليستمسك بغرزه، وذلك فوز عظيم».

 

***

 

فهذه أدوية ثلاث، ينبني عليها الاستشفاء من علَّة الغفلة والهيمان، وتقوم عليها عافية الأرواح والأبدان.

 

ومن نظر في أحوال أمَّتنا يجد أنَّ الإخفاء والفشل إنَّما نالها من هذه الأبواب:

 

باب الذِّكر الَّذي إذا أوصده العبد فقد أوصد منافذ النَّجاة على نفسه، و«أفضل الذِّكر وأنفعه ما وطأ فيه القلب اللِّسان، وكان من الأذكار النَّبويَّة، وشهد الذَّاكر معانيه ومقاصده».

 

وباب القرآن الَّذي إذا لم يلجْه وأخطأه فقد ضلَّ عن السَّبيل وتاه في الظُّلمات، وطريق حصول هداية القرآن أن «يفرغ سمعه للكلام، وقلبه لتأمُّله والتَّفكُّر فيه وتعقُّل معانيه».

 

وباب مجالسة الأخيار وشدُّ العضد بهم الَّذي إن زهد العبد فيه تخطَّفه قرناء السُّوء ورموْا به في مهاوي الرَّذيلة، و«خير الأصحاب من إذا خدمته صانك، وإن صاحبته زانك، وإذا مددت يدك للخير مدَّها، وإن رأى منك حسنة عدَّها، وإن رأى منك سيِّئة سدَّها، وإن حاولت أمرًا أعانك ونصرك، وإن تنازعتما في شيء آثرك».

 

فساق دعوة الإسلام اليوم لا يستوي، وجذر شجرتها لا يرتوي حتَّى يسكب دعاتها وأنصارها ماء الحياة من مُقل العيون الدَّامعة، الممتدِّ من معين القلوب الخاشعة، إذ التَّوفيق في الأعمال يُسقى بدموع الخشية والذِّكر والإنابة، ولا تشرق أنوار هذه الدَّعوة مجدَّدًا فتبدِّد ظلمات الأهواء من القلوب، وتزيل رواسب الغفلة عن النُّفوس، ما لم تلهج ألسنتنا بالذِّكر وقراءة القرآن، تجدِّد سمت الأوائل، وتردِّد نشيد الفضائل: «اجلس بنا نؤمن ساعة»، فهذا الَّذي يمكث في الأرض، وغيره يذهب جفاء، «لا تنقش على الدِّرهم الزَّائف اسم الملك، فإنَّه لا يدخل الخزانة إلَّا بعد النَّقد».

 

وصلَّى الله على محمَّد وآله وسلَّم تسليمًا.

 

* * *

 

 

 

([1]) نُشر في مجلَّة «منابر الهدى»: العدد (4)/ربيع الأوَّل ـ ربيع الثَّاني 1422هـ.

 

([2]) البخاري (6407).

 

([3]) مسلم (779) .

 

([4]) التِّرمذي (3479) وحسَّنه الألباني.

 

([5]) التِّرمذي (3583) وأبو داود (1501).

 

([6]) «الفوائد» (4 ـ 5).

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اسال الله ان لا نكون من الغافلين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×