اذهبي الى المحتوى
ظِـلاَلُ اليَّـاسَميـنْ

مُقتطفات من شريط [ ظاهـرة التطاول على العُلماء ]

المشاركات التي تم ترشيحها

1.gif

 

 

مُقتطفات من شريط [ ظاهـرة التطاول على العُلماء ]

 

للشيخ / محمـد إسماعيل المُقـدَّم .

 

- - - - - - - - - - - - - -

يقولُ الإمامُ ابن المُبارك رحمه اللهُ تعالى : ( مَن استخَفَّ بالعُلماءِ ذهبت آخِرتُه ، ومَن استخَفَّ بالأمُراءِ ذهبت دُنياه ، ومَن استخَفَّ بالإخوانِ ذهبت مروءَتُه ) .

 

وقال أبو سِنان الأسديّ : ( إذا كان طالِبُ العِلمِ قبل أنْ يتعلَّمَ مسألةً في الدينِ يتعلَّمُ الوقيعةَ في الناسِ ، متى يُفلِح ؟! ) .

 

وقال الإمامُ أحمد بن الأذرعيّ : ( الوقيعةُ في أهلِ العِلمِ – ولا سِيَّما أكابِرِهم – مِن كبائِر الذنوب ) .

 

وعن جعفر بن سُليمان قال : ( سَمِعتُ مالِكَ بنَ دينارٍ يقول : كَفَى بالمَرءِ شَرًّا ألَّا يكونَ صالِحًا وهو يَقعُ في الصَّالحين . والطَّاعِنونَ في أهلِ العِلمِ لا يَضُرُّونَ إلَّا أنفُسَهم ، وهم يَستجلِبونَ لها بفَعلَتِهم الشَّنيعةِ أَخبَثَ الأوصاف ، { بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } ، وهم مِن شِرارِ عِبادِ اللهِ بشَهادةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، فعن عبد الرحمَن بن غَنْم يَبْلُغُ به النَّبِيَّ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ – قال : ‹‹ خِيارُ عِبادِ اللهِ الذين إذا رُءُوا ذُكِرَ الله ، وشَرُّ عِبادِ اللهِ المَشَّاءُون بالنميمةِ ، المُفَّرِقونَ بين الأحَبَّةِ ، الباغونَ للبُرآءِ العَنَت ›› ) .. الذين يُلقون التُّهَمَ جُزافًا ، ومَن يتَّهِمونهم أبرياءٌ مِن مِثل هـذه المُجازفاتِ ومِثلِ هـذا العُدوان ، فمِن ثَمَّ وَصَفَهم النبيُّ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – بأنَّهم شَرُّ عِبادِ الله .. يقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ‹‹ خِيارُ عِبادِ اللهِ الذين إذا رُءُوا ذُكِرَ الله ، وشَرُّ عِبادِ اللهِ المَشَّاءُون بالنميمةِ ، المُفَّرِقونَ بين الأحَبَّةِ ، الباغونَ للبُرآءِ العَنَت ›› ، وهُم مُفسِدون في الأرض ، اللهُ تعالى قال : { إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ } ، وهم عُرضةٌ لِحَربِ اللهِ تباركَ وتعالى القائِلِ في الحديثِ القُدُسِيِّ : ‹‹ مَن عادَى لي وَلِيًّا فقـد آذنتُه بالحَرب ›› ، وهم مُتَعَرِّضون لاستجابةِ دعـوةِ المظلومِ عليهم ، فدعـوةُ المظلومِ – ولو كان فاسِقًا – ليس بينها وبين اللهِ حِجاب ، فكيف بدعـوةِ وَلِيِّ اللهِ الذي قال فيه : ‹‹ وَلَئِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّه ، ولَئِنْ استعاذَني لَاُعِيذَنَّه ›› .

 

قال الإمامُ الحافِظُ أبو العَبَّاسِ الحَسَن بن سُفيان - رَحِمَه اللهُ تعالى – لِمَن أثقلَ عليه : ( ما هـذا ؟! قـد احتملتُكَ وأنا ابنُ تسعين سنةً ، فاتَّقِ اللهَ في المشايخ ، فرُبَّما استُجيبَت مِنكَ دعـوة ) .

 

ولَمَّا أنكر السُّلطانُ على الوزيرِ نظام المُلْكِ صَرْفَ الأموالَ الكثيرةَ في جِهةِ طلبِ العِلم ، أجابه قائِلاً : ( أقمتُ لَكَ بها جُندًا لا تُرَدُّ سِهامُهم بالأسحار ) . فاستصوَبَ فِعلَه ، وساعَدَهُ عليه .

 

وعن عبد اللهِ بن مسعودٍ – رَضِيَ اللهُ عنه – قال : ( البَلاءُ مُوَكَّلٌ بالقول ، ولو سَخِرتُ مِن كَلْبٍ لَخَشِيتُ أنْ أُحَوَّلَ كَلْبًا ) .

 

رُوِيَ عن الإمامِ أحمد – رَحِمَه اللهُ تعالى – أنَّه قال : ( لُحومُ العُلَماءِ مَسمومة ، مَن شَمَّها مَرِض ، ومَن أَكَلَها مات ) .

 

يقولُ الإمامُ الحافِظُ ابنُ عساكِر رَحِمَه اللهُ تعالى : ( واعلم يا أخي – وَفَّقنا اللهُ وإيَّاكَ لمَرضاتِه ، وجعلنا مِمَّن يخشاه ويتَّقيه حَقَّ تُقاتِه – أنَّ لُحومَ العُلماءِ – رَحمَةُ اللهِ عليهم – مَسمومة ، وعادةُ اللهِ في هَتكِ أستارِ مُنتقصِيهم معلومة ، ؛ لأنَّ الوقيعةَ فيهم بما هم منه بَراءٌ أمرٌ عظيم ، والتَّناولَ لأعراضِهم بالزُّورِ والافتراءَ مَرتَعٌ وخيم ، والاختلافَ على مَن اختاره اللهُ منهم لنعش العِلم خُلُقٌ ذميم ) لنعش : يعني إنعاش .

 

منقول

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وقال أيضًا رَحِمَه اللهُ تعالى : ( ومَن أطلق لِسانَه في العُلماءِ بالثَّلْبِ ابتلاهُ اللهُ تعالى قبل موتِهِ { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ) .

 

m73.gif

 

** ومِن مَخاطِـرِ الطَّعْنِ في العُلَماءِ : التَّسَبُّبُ إلى تعطيلِ الانتفاعِ بعِلمِهم ، وقـد نَهَى رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – عن سَبِّ الدِّيك ؛ لأنَّه يدعوا إلى الصَّلاة ، ففي الحديثِ الذي رواه الإمامُ أحمدُ وأبو داود بلفظِ : ‹‹ لا تَسُبُّوا الدِّيكَ ؛ فإنَّه يُوقِظُ للصَّلاة ›› وهو حديثٌ صحيح .. ما نوعُ هـذه الفاء ؟ فاء السَّبَبِيَّة ؛ يعني سببُ النَّهْي عن سَبِّ الدِّيكِ أنَّه يدعوا الناسَ إلى الصَّلاة .. فكيف يستبيحُ قومٌ إطلاقَ ألسنتِهم في وَرَثَةِ الأنبياءِ الدَّاعينَ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } .

 

وكان الحَسَنُ البَصْرِيُّ – رَحِمَه اللهُ تعالى – يقول : ( الدُّنيا كُلُّها ظُلْمَة ، إلَّا مجالسَ العُلَماءِ ) .

 

m73.gif

 

** مِن شُـؤمِ الطَّعْنِ في العُلَماءِ : أنَّ القَـدْحَ بالحامِلِ يُفضِي إلى القَـدْحِ بما يَحمِلُه مِنَ الشَّرْعِ والدِّين .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

** مِن بعضِ أسبابِ ظاهِـرةِ التَّطاولِ على العُلَماءِ : -

- - - - - - - -

جِماعُ هـذه الأسبابِ : الانحـرافُ عن هَـدْي السَّلَفِ الصَّالِحِ – رَحِمَهم اللهُ تعالى – في التربيةِ والتأديبِ والتعليمِ والتهذيب .

 

(1) تشييخُ الصَّحيفة وافتقادُ القُـدوة : فقـد كان السَّلَفُ – رَحِمَهم اللهُ تعالى – يَمنعونَ مَن كان تعلَّمَ الفِقهَ مِن الكُتُبِ فقط ، كانوا يمنعونه مِن الفتوى ومِن التدريس ، كما يَمنعون مَن تلَقَّى القُـرآنَ مِنَ المصحفِ مِن الإقـراء .. قال أبو زُرعة : ( لا يُفتي الناسَ صُحُفِيّ ، ولا يُقرِؤهم مُصحَفِيّ ) .. صُحُفيّ : يعني الذي لم يتلَقَّ العِلمَ على المشايخ ، وإنَّما تلقَّاه مِنَ المُصحف ومِن الكُتُبِ والأوراق .. مُصْحَفِيّ : الذي يتلَقَّى القُـرآنَ بجُهدِهِ الذَّاتيّ ، يقـرأُ مِنَ المُصحف مُباشرةً دون أنْ يتلقَّاهُ سَماعًا شِفاهًا على يدِ شيخٍ مُقْرِئ .. وفي [ تاريخ ابن خَلِّيكان ] يقـولُ : ( المَجذوبُ هو مَن لا شَيخَ له ) ، يعتبرُه مَجنونًا .. وقـد قيل : ( مَن كان شيخُه كتابَه ، فخَطَؤُه أكثرُ مِن صَوابِه ) .. وقال بعضُهم : ( مِن أعظمِ البَلِيَّةِ تشييخُ الصَّحيفة ) .. وقال الإمامُ الشَّافِعيُّ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( مَن تَفَقَّه مِن بطونِ الكُتُب ضَيَّعَ الأحكام ) .

 

مَنْ يأخُذُ العِـلْمَ عن شيخٍ مُشافهةً .. يَكُنْ مِن الزَّيغِ والتَّحريفِ في حَرَمِ

ومَن كان أخـذُهُ للعِـلْمِ عن كُتُبٍ .. فعِلْمُـهُ عندَ أهـلِ العِـلْمِ كالعَـدَمِ

 

وقال الإمامُ ابنُ جَماعة رَحِمَه اللهُ تعالى : ( وليَجتهِد على أنْ يكونَ الشيخُ مِمَّن له على العلومِ الشَّرعيةِ تمامُ الإطِّلاعِ ، وله مع مَن يُوثَقُ مِن مشايخِ عصرِه كثرةُ بحثٍ وطولُ اجتماع ، لا مِمَّن أَخَذَ عن بُطونِ الأوراق ، ولم يُعرَف بصُحبةِ المشائِخِ الحُذَّاق ) .

 

m73.gif

 

(2) استعجالُ التَّصَدُّرِ قبل تحصيلِ الحَدِّ الأَدنَى مِنَ العِلْمِ الشَّرعيِّ بحُجَّةِ الدعـوةِ وحَمْلِ هَمِّ الدعـوة .

 

m73.gif

 

(3) هـذا السببُ قريبٌ مِنَ السَّبَبِ الثاني ، وهو : التَّعالُمُ وتَصَـدُّرُ الأحـداث : فترى أَبَتَثِيًّا – الأَبَتَثِيُّ : يعني المُبتدِئُ جدًا في العِلْم – فترى أَبَتَثِيًّا صريعَ الجَهلِ مُتشبِّعًا بما لم يُعطَ ، يُنَصِّبُ نَفسَه مَرْجِعًا للفُتيا ، ويتملَّكُه العُجْبُ ، فيلمِز أكابِرَ العُلَماء ، ويَفري أعراضَهم ، ويُسَفِّهُ أقوالَهم ، فيَصُدُّوا الناسَ عن سبيلِ رَبِّهم بِصَدِّهم عن الأَدِلَّاءِ عليه .. عن عبد اللهِ بن مسعودٍ – رَضِيَ اللهُ تعالى عنه – قال : ( إنَّكم لن تزالوا بخيرٍ ما دام العِلْمُ في كِبارِكم ، فإذا كان العِلْمُ في صِغارِكم سَفَّه الصَّغيرُ الكبيرَ ) .. وقال أميرُ المُؤمنين مُعاويةُ رَضِيَ اللهُ تعالى عنه : ( إنَّ أَغْوَى الضَّلالةِ رجلٌ يقـرأُ القُـرآنَ فلا يَفقهُ فيه – يعني : هو يتمكَّنُ مِنَ الحِفظِ بدونِ أنْ يَفقَهَ القُـرآنَ وأحكامَ القُـرآن – فيُعلِّمه الصَّبِيَّ والعَبْدَ والمرأةَ ، فيُجادِلون به أهلَ العِلْم ) .. وقال أبو وَهْبٍ المَرْوَزِيّ : ( سألتُ ابنَ المُبارك : ما الكِبْر ؟ قال : أنْ تزدري الناس ، فسألتُه عن العُجْب ، قال : أنْ ترى أنَّ عِندكَ شيئًا ليس عند غيرِك ، لا أعلمُ في المُصلِّين شيئًا شَرًّا مِنَ العُجْب ، ولقـد أصابَ المأمونُ عندما قال مُتَهَكِّمًا بهـذا الضرب مِن طلبةِ العِلْم : " يَطلُبُ أحدُهم الحديثَ ثلاثةَ أيَّامٍ ، ثُمَّ يقولُ : أنا مِن أهلِ الحديث " ) . وفي هؤلاءِ يقولُ أبو الحَسَنِ القالي رَحِمَه اللهُ تعالى :

 

تَبَـدَّلَت المَجـالِسُ أَوْجُهـًا .. غيرَ الذي عَهِدَتْـهُ مِن عُلَمَاءِها

ورأيتُها مَحفوفةً بسِوَى الأُولى .. كانوا وُلاةَ صُدورِها وفَناءِها

أنشـدتُ بيتًا سائِرًا مُتَقَدِّمًا .. والعينُ قـد شَرقت بجاري مائِها

أمَّا الخِيامُ فإنَّها كخِيامِهـم .. وأرى نِساءَ الحَـيِّ غيـرَ نِسائِها

 

ويقـــولُ أيضــًا :

 

تَصَـدَّرَ للتهويسِ كُلُّ مُهَوِّسِ .. بليـدٍ تَسَمَّى بالفقيـهِ المُدَرِّسِ

فحُقَّ لأهـلِ العِـلْمِ أنْ يتمثَّلُوا .. ببيتٍ قديمٍ شاعَ في كُلِّ مجلسِ

لقـد هَزِلَتْ حتى بدا مِن هُزالِها .. كُلاها وحتى سامِها كُلُّ مُفَلِّسِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

(4) الاغتـرارُ بكلامِ العُلَماءِ بعضِهم في بعض : يَرى العُلَماءَ يتطاحنون أحيانًا ويتكلَّمُ بعضُهم في بعض ، أو يُنكِرُ بعضُهم على بعض ، فيَحسَبُ أنَّ له في هـذا أُسوة ، وأنَّ له أنْ يقتحِمَ مع هؤلاءِ الفطاحِلِ في المَعمعة .. [ كلامُ الأقـرانِ في بعضِهم البعض يُطوَى ولا يُحْكَى ] .

 

m73.gif

 

(5) مِن أحـد أسبابِ تطاول بعضِ الشَّبابِ على العُلَماءِ : أنَّهم يَغتَرُّونَ بمَسلَكِ الإمامِ ابن حَزْمٍ – رَحِمَه اللهُ تعالى – في شِدَّتِهِ على الأئمةِ الذين يُخالفون ، فيَحسَبُ طالِبُ العِلْمِ أنَّ هـذه الشِّدَّةَ مِن الغَيْرةِ المحمودةِ على الحَقِّ ، ومِن نُصرةِ الدِّين ، ويَنسَى أنَّه لا أُسوةَ في مِثلِ هـذا المَوضِع .

 

m73.gif

 

(6) الجَهْـلُ : جَهْلُ المُنتقدين بأقـدارِ مَن ينتقدونَهم مِن العُلَماءِ .

 

m73.gif

 

(7) التَّأثُّرُ بفَوْضَوِيَّةِ الغَربِيِّين ونعراتِهم .

 

m73.gif

 

(8) التَّعَصُّبُ الحِزْبِيُّ والبَغْيُ وعَقـدُ الوَلاءِ على غيرِ الكِتابِ والسُّنَّة : فبعضُ الناسِ يُرَبُّونَ أتباعَهم على الوَلاءِ لأشخاصِهم والانتماءِ لذواتِهم أو جماعاتِهم ، ويُوالون في ذلك ويُعادون ، دون اعتبارٍ لمبدأ الحُبِّ في اللهِ والبُغضِ في الله . يقولُ شيخُ الإسلامِ ابن تيمية : ( وليس لأحدٍ أنْ ينتسِبَ إلى شيخٍ يُوالي على مُتابعتِهِ ويُعادي على ذلك ، بل عليه أنْ يُوالي كُلَّ مَن كان مِن أهلِ الإيمان ، ومَن عُرِفَ منه التَّقوى مِن جميعِ الشيوخِ وغيرِه ، ولا يَخُصُّ أحدًا بمزيدِ مُوالاةٍ إلَّا إذا ظهر له مزيدُ إيمانِهِ وتقواه ، فيُقدِّمُ مَن قَـدَّمَ اللهُ ورسولُهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، ويُفَضِّلُ مَن فضَّلَه اللهُ ورسولُه ) . وقال أيضًا شيخُ الإسلامِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى : ( ومَن نَصَّبَ شخصًا كائنًا مَن كان ، فوالَى وعادَى على مُوافقتِهِ في القولِ والفِعلِ ، فهو مِنَ الذين فرَّقوا دينَهم وكانوا شِيَعًا ، وإذا تَفَقَّهَ الرجلُ وتأدَّبَ بطريقةِ قومٍ مِنَ المُؤمنين – مِثلَ أتباعِ الأئمةِ والمشايخ – فليس له أنْ يجعلَ قُدوتَه أصحابَه هم العِيار ، فيُوالي مَن وافَقَهم ، ويُعادي مَن خالَفَهم ) .

 

m73.gif

 

(9) التَّحاسُـدُ والتَّنافُسُ على العُلُوِّ والرِّيَاسـة : يقولُ سُفيانُ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( ما رأيتُ الزُّهـدَ في شئٍ أقلَّ منه في الرِّياسة ، ترى الرجلَ يَزهدُ في المَطعمِ والمَشربِ والمالِ والثِّياب ، فإنْ نُوزِعَ الرِّئاسةَ حامَى عليها وعادَى ) . وقال الفُضيلُ بنُ عِياض : ( ما مِن أحدٍ أَحَبَّ الرِّياسةَ إلَّا حَسَدَ وبَغَى وتَتَبَّعَ عيوبَه الناس ، وكَرِهَ أنْ يُذكَرَ أحدٌ بخير ) . وقال سُفيانُ الثوريّ : ( ما أَحَبَّ أحدٌ الرِّياسةَ إلَّا أَحَبَّ ذِكرَ الناسِ بالنقائصِ والعيوب ، ليتميَّزَ هو بالكمال ، ويَكره أنْ يَذكُرَ الناسُ أحدًا عنده بخير ) .

 

وما عَبَّرَ الإنسانُ عن فضلِ نفسِهِ .. بمِثلِ اعتقادِ الفضلِ في كُلِّ فاضلِ

وليس مِنَ الإنصافِ أنْ يدفعَ الفَتَى .. يدَ النَّقصِ عنه بانتقاصِ الأفاضلِ

 

m73.gif

 

(10) عـدمُ التَّثَبُّتِ في النقـل .

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

(11) الفـراغ : فإنَّ الاشتغالَ بلَغو القولِ وتجريحِ الآخَرين ، وسائِرِ آفاتِ الِّلسان ، إنَّما هو ثمرةُ الفراغ الذي لم يُبادِر صاحِبُه إلى مَلْئِهِ بالعملِ الصَّالِح .

 

m73.gif

 

(12) الجُحـودُ وعـدمُ الإنصاف : فَمِن مظاهِـره : تَنَكُّـرُ الطالبِ لشيخِهِ الذي طالما أفاده وعلَّمَه وأحسنَ إليه ؛ لأجلِ زَلَّةٍ زَلَّها وغَضْبَةٍ غَضِبَها ، فيَجحَدُ كُلَّ ما مَضَى مِن إحسانِهِ إليه ، ويقولُ كما تقولُ كافِراتُ العَشير : ( ما رأيتُ مِنكَ خيرًا قط ) ، ويُطلِقُ لِسانَهُ في ذَمِّ شَيخِهِ ، والتشنيعِ عليه .

 

مِن مظاهِـر الجُحـود : الرجـوعُ عن التعديـلِ والتزكيـة إلى التجريحِ والذَّمِّ لِمَحْضِ الهَوَى وشهواتِ النَّفْس .

 

مِن مظاهِـر الجُحـود : الانكبابُ على مُصَنَّفاتِ العالِمِ ، والنَّهْـلُ مِن فيضِ عِلمِهِ سِرًّا مع إظهارِ الاستغناءِ عنه وذَمِّ كُتُبِهِ في المَلأ .

 

مِن مظاهِـر الجُحـود : تَنَكُّـرُ مُنتسبي الدعـوةِ للجيلِ السَّابِق الذي عاصَرَ مراحِـلَ التأسيس وعانَى ما اكتنفَها مِن جُهدٍ وآلام .

 

ولَيْتَهُم إذْ جَحَدوا كَفُّوا ألسنتَهم عن الأَذَى .. إذًا لَحُمِـدوا أبلَغَ الحَمْـدِ

 

m73.gif

 

(13) استثمارُ المُغرِضين لِزَلَّاتِ العُلَماء : الحُكمُ على زَلَّةِ العالِمِ أنَّها زَلَّةٌ هو مِن وظائِفِ المُجتهدين . قال أميرُ المُؤمنين عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه : ( ثلاثٌ يَهْدِمنَ الدِّين : زَلَّةُ عالِم ، وجِدالُ مُنافِقٍ بالقُـرآن ، وأئمةٌ مُضِلُّون ) . قال علِيُّ بنُ الحُسين : ( ليس ما لا يُعرَفُ مِنَ العِلمِ ، إنَّما العِلْمُ ما عُرِفَ وتواطئت عليه الألسنُ ) . قال محمد بنُ سيرين : ( ظُلْمٌ لأخيكَ أنْ تَذكُرَ منه أسوأَ ما تعلم ، وتكتُمَ خيرَه ) .

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

بارك الله فيكِ ياغالية

ونفع الله بكِ

 

لي عودة لأكماله إن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة لله وبركاته

 

 

جزاك الله خيرا ونفع بك

موضوع قيم جعله الله في ميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×