اذهبي الى المحتوى
مريم فوزي

اتَّخذ إلهه هـواه!

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أبو الهيثم محمد درويش

,,

 

اتباع الهوى؛ من أكبر الآفات التي تنأى بالعبد عن طريق الرحمن سبحانه، وتُبعِده عن صراطه المستقيم، وتُقرِّبه لسبيل

الشيطان ودروبه.

ومن أكبر ما يُسبِّب الفتن في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، بل عبر التاريخ الإنساني؛ اتباع المرء هواه وعبادته للهوى من دون الله، اتباعًا لشهوات النفس، واستصعابًا لسبيل الحق، واستسهالًا للباطل.

...

 

قال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [الجاثية:23].

قال ابن كثير رحمه الله تعالى: "{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} أي: إنما يأتمر بهواه، فمهما رآه حسنًا فعله، ومهما رآه قبيحًا تركه: وهذا قد يستدل به على المعتزلة في قولهم بالتحسين والتقبيح العقليين. وعن مالك بن أنس رحمه الله فيما روي عنه من التفسير: لا يهوى شيئًا إلا عبده.

,,

 

وقوله: {وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ} يحتمل قولين:

أحدهما: وأضلَّه الله لعلمه أنه يستحق ذلك. والآخر: وأضلَّه الله بعد بلوغ العلم إليه، وقيام الحجة عليه. والثاني يستلزم الأول، ولا ينعكس.

,,

 

{وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً} أي: فلا يسمع ما ينفعه، ولا يعي شيئًا يهتدي به، ولا يرى حجة يستضيء بها؛ ولهذا قال: {فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} كقوله: {مَنْ يُضْلِلْ اللَّه فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرهُمْ فِي طُغْيَانهمْ يَعْمَهُونَ} [الأعراف:186]"اهـ (من

تفسير ابن كثير).

واتباع الهوى نتيجة حتمية لتشرُّب الفتن، وتقبُّل الشهوات، والتشرُّف للشبهات، لذا؛ أغلق الشرع وسدَّ باب الذرائع التي تؤدي للوقوع في الفتن والمحرَّمات والبدع والشركيات.

فحرَّم النظرة التي تجرُّ للزنى، وحرَّم الخضوع بالقول ولمس المرأة الذي نهايته الحرام، وحرَّم اتخاذ القبور مساجد لأن نهايته الشرك بالله... وهكذا سدَّ الشرع على المسلم كل ذريعة لشر حفاظًا على قلبه وعقيدته.

...

 

وقد أخبر

النبي صلى الله عليه وسلم وحذَّر من داء اتباع الهوى، وأخبرنا محذِّرًا عن سبيل منتهاه قلوب لا تعرف معروفًا، ولا تُنكِر مُنكَرًا إلا ما أُشرِبَ من هواها.. تلك القلوب بدأت بالتعرُّض للفتن، وانتهت بعبادة الهوى عياذًا بالله.

أخرج مسلم في صحيحه قال: قَالَ حُذَيْفَةُ رضي الله عنه: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا، فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا، لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ»".

وليُعلَم أن سفر

الدار الآخرة، والسير إلى الله تبارَكَ وتعالى يُقطَع بالقلوب لا بالأقدام:

قطع المسافة بالقلوب إليه لا *** بالسير فوق مقاعد الركبان

 

فيحرص كل مِنَّا على سلامة قلبه إلى أن يلقى الله به سليمًا، ولا يكون هذا إلا بالتعلُّق بالله، وسؤاله سلامة

القلب، والثبات على سبيله وصراطه المستقيم، ومن أولى أسباب الثبات الحرص على تخليص النية من الشرك الأكبر والأصغر، وتصفية العمل من البدع والأخطاء، ويتحصل هذا باتباع الحق وعرض القلوب والأعمال على ميزان الشرع المطهر كتابًا وسنة

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم والسلام ورحمة الله وبركاته,,

 

نسأل الله أن يرزقنا قلوبنا سليمًا وأن لايشغلها بغيره.

جزاكِ الله خيرا يا غالية وجعله في ميزان حسناتك()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيراً ونفع بكِ

اللهم نجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم والسلام ورحمة الله وبركاته,,

 

نسأل الله أن يرزقنا قلوبنا سليمًا وأن لايشغلها بغيره.

جزاكِ الله خيرا يا غالية وجعله في ميزان حسناتك()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

جزاكِ الله خيرًا يا غالية

و جعل ما نقلتِ في ميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×