اذهبي الى المحتوى
...ياسمين...

''صفحة الأحاديث'' <تَذكِرَة الأبرار بِأدعِيَة الاستِغفار>

المشاركات التي تم ترشيحها

 

 

 

 

post-25975-0-24614300-1408233337.png

 

حفظ ما كُتب باللون الغامق إجباري، وحفظ ما كُتب باللون الفاتح اختياري

أما الشرح فالمطلوب قرائته قراءة متمعنة وفهمه فهما جيدا، ويفضل على سبيل الاستحباب لا الوجوب حفظ العناصر المهمة، وهذه تقررها كل واحدة لنفسها، كل بحسب همتها ورغبتها بالنهل من هذا العلم

 

 

 

 

post-25975-0-43914000-1408233345.png

 

 

الحديث الأول: عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سيد الاستغفار أن تقول : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

قال: ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة" رواه البخاري ( 5947 )

 

 

post-25975-0-43914000-1408233345.png

 

شرح الحديث: الأول

 

‏قال الطيبي : لما كان هذا الدعاء جامعا لمعاني التوبة كلها استعير له اسم السيد , وهو في الأصل الرئيس الذي يقصد في الحوائج , ويرجع إليه في الأمور. ‏

 

وقال شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى - : في قوله عليه السلام : " سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت" . قد اشتمل هذا الحديث من المعارف الجليلة ما استحق لأجلها أن يكون سيّد الاستغفار ، فإنه صدره باعتراف العبد بربوبية الله ، ثم ثناها بتوحيد الإلهية بقوله : (( لا إله إلا أنت )). ثم ذكر اعترافه بأن الله هو الذي خلقه وأوجده ولم يكن شيئا ، فهو حقيق بأن يتولى تمام الإحسان إليه بمغفرة ذنوبه ، كما ابتدأ الإحسان إليه بخلقه .

ثم قال : " وأنا عبدك " اعترف له بالعبودية.

 

 

فإن الله تعالى خلق ابن آدم لنفسه ولعبادته ، كما جاء في بعض الآثار : (( يقول الله تعالى : ابن آدم ! خلقتك لنفسي ، وخلقت كل شيء لأجلك ، فبحقي عليك لا تشتغل بما خلقته لك عما خلقتك له )). وفي أثر آخر : (( ابن آدم ! خلقتك لعبادتي فلا تلعب ، وتكفلت لك برزقك فلا تتعب. ابن آدم ! اطلبني تجدني ، فإن وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، وأنا أحب إليك من كل شيء )). فالعبد إذا خرج عما خلقه الله له من طاعته ومعرفته ومحبته والإنابة إليه والتوكل عليه ، فقد أبق من سيده ، فإذا تاب إليه ورجع إليه فقد راجع ما يحبه الله منه ، فيفرح الله بهذه المراجعة. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم يخبر عن الله : (( لله أشد فرحا بتوبة عبده من واجد راحلته عليها طعامه وشرابه بعد يأسه منها في الأرض المهلكة ، وهو سبحانه هو الذي وفقه لها ، وهو الذي ردها إليه )). وهذا غاية ما يكون من الفضل والإحسان ، وحقيق بمن هذا شأنه أن لا يكون شيء أحب إلى العبد منه.

ثم قال : " وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت" فالله سبحانه وتعالى عهد إلى عباده عهدا أمرهم فيه ونهاهم ، ووعدهم على وفائهم بعهده أن يثيبهم بأعلى المثوبات ، فالعبد يسير بين قيامه بعهد الله إليه وتصديقه بوعده. أي أنا مقيم على عهدك مصدق بوعدك. وهذا المعنى قد ذكره النبي صلى الله عليه وسلم ، كقوله : (( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )). والفعل إيمانا هو العهد الذي عهده إلى عباده ، والاحتساب هو رجاؤه ثواب الله له على ذلك ، وهذا لا يليق إلا مع التصديق بوعده. وقوله (( إيمانا واحتسابا )) منصوب على المفعول له ، إنما يحمله على ذلك إيمانه بأن الله شرع ذلك وأوجبه ورضيه وأمر به ، واحتسابه ثوابه عند الله ، أي يفعله خالصا يرجو ثوابه.

 

 

وقوله : " ما استطعت " أي إنما أقوم بذلك بحسب استطاعتي ، لا بحسب ما ينبغي لك وتستحقه علي. وفيه دليل على إثبات قوة العبد واستطاعته ، وأنه غير مجبور على ذلك ، بل له استطاعة هي مناط الأمر والنهي والثواب والعقاب. ففيه رد على القدرية المجبرة الذين يقولون : إن العبد لا قدرة له ولا استطاعة ، ولا فعل له البتة ، وإنما يعاقبه الله على فعله هو ، لا على فعل العبد. وفيه رد على طوائف المجوسية وغيرهم.

ثم قال : " أعوذ بك من شر ما صنعت " فاستعاذته بالله الالتجاء إليه والتحصن به والهروب إليه من المستعاذ منه ، كما يتحصن الهارب من العدو بالحصن الذي ينجيه منه. وفيه إثبات فعل العبد وكسبه ، وأن الشر مضاف إلى فعله هو ، لا إلى ربه ، فقال : (( أعوذ بك من شر ما صنعت )). فالشر إنما هو من العبد ، وأما الرب فله الأسماء الحسنى ، وكل أوصافه صفات كمال ، وكل أفعاله حكمة ومصلحة. ويؤيد هذا قوله عليه السلام : (( والشر ليس إليك )) في الحديث الذي رواه مسلم في دعاء الاستفتاح.

 

 

ثم قال : " أبوء لك بنعمتك علي " أي أعترف بأمر كذا ، أي أقر به ، أي فأنا معترف لك بإنعامك علي ، وإني أنا المذنب ، فمنك الإحسان ومني الإساءة. فأنا أحمدك على نعمتك ، وأنت أهل لأن تحمد وأستغفرك لذنوبي. ولذا قال بعض العارفين : ينبغي للعبد أن تكون أنفاسه كلها نفسين : نفسا يحمد فيه ربه ، ونفسا يستغفره من ذنبه. ومن هذا حكاية الحسن مع الشاب الذي كان يجلس في المسجد وحده ولا يجلس إليه ، فمر به يوما فقال : ما بالك لا تجالسنا ؟ فقال : إني أصبح بين نعمة من الله تستوجب علي حمدا ، وبين ذنب مني يستوجب استغفارا ، فأنا مشغول بحمده واستغفاره عن مجالستك. فقال : أنت أفقه عندي من الحسن. ومتى شهد العبد هذين الأمرين استقامت له العبودية ، وترقى في درجات المعرفة والإيمان ، وتصاغرت إليه نفسه ، وتواضع لربه ، وهذا هو كمال العبودية ، وبه يبرأ من العجب والكبر وزينة العمل. والله الموفق الهادي ، والحمد لله وحده ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، ورضي الله عن أصحاب رسول الله أجمعين ، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

 

post-25975-0-43914000-1408233345.png

 

الحديث الثاني:

عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء " رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري كله وما أنت أعلم به مني ، اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وهزلي وكل ذلك عندي ، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير " . رواه البخاري ( 6035 ) ومسلم ( 2719 ) .

 

post-25975-0-43914000-1408233345.png

 

شرح الحديث الثاني:

 

هذا الدعاء من أجمع الأدعية في الاستغفار؛ لأنه دعاء بألفاظ التعميم، والشمول، مع البسط والتفصيل بذكر كل معنى بصريح لفظه، دون الاكتفاء بدلالة اللفظ الآخر عليه؛ ليأتي الاستغفار على ما علمه العبد من ذنوبه، وما لم يعلمه، ومعلوم أنه لو قيل: اغفرلي كلَّ ما صنعت؛ لكان أوجز، ولكن ألفاظ الحديث في مقام الدعاء والتضرّع، وإظهار العبودية والافتقار لربّ العالمين، واستحضار الأنواع التي يتوب العبد منها تفصيلاً أحسن وأبلغ من الإيجاز والاختصار([2])؛ ولهذا يحسن العناية والتدبير واستحضار المعاني عند الدعاء بها؛ لأن ذلك يورث أثراً عظيماً طيباً في النفس، ويورث الخشوع، والخضوع، والتذلّل بين يدي اللَّه تعالى، وهذا من كمال العبودية لله رب العالمين، يقول العلامة ابن عثيمين رحمه اللَّه: ((في باب الدعاء ينبغي البسط لأربعة أسباب:

 

السبب الأول: أن يستحضر الإنسان جميع ما يدعو به بأنواعه.

 

السبب الثاني: أن الدعاء مخاطبة للَّه عز وجل ، وكلَّما بسط الإنسان مع اللَّه تعالى في المخاطبة، كان ذلك أشوقَ وأحبَّ إليه ممّا دعا على سبيل الاختصار.

 

السبب الثالث: أنه كلما ازداد دعاء، ازداد قربه إلى اللَّه عز وجل .

 

السبب الرابع: أنه كلما ازداد دعاء، كان فيه إظهار لافتقار الإنسان إلى ربه عز وجل ((3 )

 

والمعنى: يا اللَّه اغفر لي ذنوبي كلَّها: صغيرها وكبيرها، ما صدر عنِّي من جهل نفسي، ومجاوزتي للحدِّ في كلِّ شيء، اللَّهم اغفري ذنوبي كلَّها مما علمتها، ومما لم أعلمها، في حال جدّي، وهزلي، وفي حال خطئي وتعمّدي، فأنا متّصفٌ بكلّ هذه الذنوب ومُقِرٌّ بها.

 

قوله: ((وكل ذلك عندي)): إقرار العبد لربه بكثرة الذنوب، ((ومتحقّق لها، فهو كالتذييل للسابق: أي أنا متصف بهذه الأشياء فاغفرها))([4])، فدلّ على أن إقرار العبد على نفسه بالتقصير من أسباب قبول توبته ومغفرته لذنوبه، واللَّه أعلم.

 

 

 

 

 

post-25975-0-21561600-1408233660.png

 

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

 

 

post-25975-0-24614300-1408233337.png

 

 

حفظ ما كُتب باللون الغامق إجباري، وحفظ ما كُتب باللون الفاتح اختياري

أما الشرح فالمطلوب قرائته قراءة متمعنة وفهمه فهما جيدا، ويفضل على سبيل الاستحباب لا الوجوب حفظ العناصر المهمة، وهذه تقررها كل واحدة لنفسها، كل بحسب همتها ورغبتها بالنهل من هذا العلم

 

 

 

 

post-25975-0-43914000-1408233345.png

 

 

 

 

الحديث الثالث: عن ابن عمر قال : إنْ كنَّا لنعدُّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس يقول " رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم " مائة مرة . رواه الترمذي ( 3434 ) وعنده " التواب الغفور " وأبو داود ( 1516 ) وابن ماجه ( 3814 ) .

 

 

 

 

post-25975-0-43914000-1408233345.png

 

 

 

شرح الحديث: الثالث

 

فإذا كان المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر صلى الله عليه وسلم يعدّون له طلب المغفرة بهذا العدد الجمّ، فكيف بنا ونحن نخطئ بالليل والنهار ما اللَّه به عليم، فمن باب أولى أن نجتهد بأكثر من ذلك العدد، وهذه رحمة من اللَّه عز وجل لعباده، فإن العباد خطاؤون كما قال صلى الله عليه وسلم ((كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون))([2]). فجعل اللَّه تعالى لهم كفارة بما يقعون به، وليعلم أن الخطأ الذي يصدر من بني آدم له سببان:

 

إما تقصير في واجب، أو فعل المحرم، ولا يخلو أي عبد من ذلك، فجعل الدواء الاستغفار.

 

قوله: ((رب اغفر لي)) توسل بربوبية اللَّه عز وجل العظيمة في أن يستر اللَّه على عبده الذنب ويتجاوز عنه.

 

قوله: ((وتب عليَّ)) أي وفّقنا للتوبة فنتوب، والتوبة من العبد: هي الرجوع من المعصية إلى الطاعة ومن اللَّه عز وجل : هي توفيق العبد للتوبة ثم قبولها منه.

 

قوله: ((إنك أنت التواب الغفور)), تعليل للطلب، فهي وسيلة يتوسّل بها الداعي إلى حصول المطلوب, والتوّاب هو: اسم من أسماء اللَّه تعالى الحسنى على صيغة المبالغة على وزن ((فعال))([3])؛ لكثرة من يتوب اللَّه عز وجل عليهم، وكثرة توبته على العبد. والغفور:هو الذي يستر ذنوب عباده، ويغطّيهم بستره([4])، ولا يخفى في ختام بهذين الاسمين ما يناسب المطلوب، وهذا الذي ينبغي للداعي أن يتوسل إلى ربه بأسمائه الحسنى بما يناسب مطلوبه, تحقيقاً لقوله تعالى: "وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا"([5]).

 

 

 

 

post-25975-0-43914000-1408233345.png

 

 

 

 

الحديث الرابع: عن أبي يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مَن قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحيَّ القيومَ وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف " . رواه الترمذي ( 3577 ) وأبو داود ( 1517 ) .

 

 

 

 

 

post-25975-0-43914000-1408233345.png

 

شرح الحديث الرابع:

 

وفي شرح أبي داود للعيني قال : قوله : وإن كان فر من الزحف أي : الجهاد ولقاء العدو في الحرب. والزحف : الجيش يزحفون إلى العدو . أي : يمشون. يقال : زحف إليه زحفا إذا مشى نحوه. وقد عد الفرار من الزحف من الكبائر. اهـ

وقال المباركفوري في مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 8/60 : وإن كان قد فر أي هرب من الزحف بفتح الزاي وسكون الحاء أي من الجهاد ولقاء العدو في الحرب يعني وإن ارتكب الكبيرة فإن الفرار من الزحف كبيرة أوعد الله تعالى عليه : وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16) {الأنفال}. الآية

 

قال الطيبي : الزحف الجيش الكثير الذي يرى لكثرته كأنه يزحف . قال في النهاية : من زحف الصبي إذا دب على استه قليلا قيلا . وقال المظهر : هو اجتماع الجيش في وجه العدو . أي فر من حرب الكفار حيث لا يجوز الفرار بأن لا يزيد الكفار على المسلين مثلي عدد المسلمين ولا نوى التحرف أو التحيز .

 

post-25975-0-21561600-1408233660.png

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

 

 

post-25975-0-24614300-1408233337.png

 

 

حفظ ما كُتب باللون الغامق إجباري، وحفظ ما كُتب باللون الفاتح اختياري

أما الشرح فالمطلوب قرائته قراءة متمعنة وفهمه فهما جيدا، ويفضل على سبيل الاستحباب لا الوجوب حفظ العناصر المهمة، وهذه تقررها كل واحدة لنفسها، كل بحسب همتها ورغبتها بالنهل من هذا العلم

 

 

 

 

post-25975-0-43914000-1408233345.png

 

 

 

 

الحديث الخامس: عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : علِّمني دعاءً أدعو به في صلاتي ، قال : قل " اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرةً من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم " . رواه البخاري ( 799 ) ومسلم ( 2705 ) .

post-25975-0-43914000-1408233345.png

 

 

 

شرح الحديث الخامس:

 

 

المفردات:

 

ظلمت نفسي: الظلم: وضع الشيء في غير محلّه، وهو على مراتب: أعلاها الشرك، ويندرج تحته الذنوب الكبيرة والصغيرة([2]).

 

فاغفر لي: الغفر: الستر والتغطية، مأخوذة من المغفر، وهو الذي يوضع على رأس المحارب لحمايته من الضرب، فهو وقاية وحماية.

 

الغفور: اسم من أسماء اللَّه الحسنى العظيمة، وهو من أبنية المبالغة؛ لأنه يفعل ذلك بعباده مرة بعد مرة إلى ما لا يُحصى، والمعنى: الذي يكثر منه ستر الذنوب لعباده المؤمنين، والتجاوز عنها.

 

الرحيم: اسم من [أسماء اللَّه الحسنى] الكريمة الدالة على كثرة الرحمة، والتعطف على عباده المؤمنين، وفي تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر هذا الدعاء إشارة إلى إيثار أمر الآخرة على أمر الدنيا الزائلة، وخصّ الدعاء بالصلاة؛ لأنها بالإجابة أحقّ، فهي محلّ المناجاة بين العبد وخالقه، ولا يخفى اختيار الحبيب للحبيب في مناجاة السميع القريب له دلالة على عظم شأن هذا الدعاء، فيجدر بنا العناية به استناناً واقتداءً بالحبيب صلى الله عليه وسلم الشرح:

 

هذا الحديث عظيم القدر، من تدبَّره وتمعَّن فيه ظهر له من جلالته؛ لأن فيه الاعتراف بغاية التقصير، والإقرار بنهاية الكمال لله تعالى، وطلب العفو، والتجاوز الموصل إلى حصول النعيم الأبدي.

 

قوله: ((اللَّهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً)): هذا اعتراف من العبد إلى ربه بالتقصير بملابسته ما يستوجب العقوبة أو النقص، وإن الإنسان لا يعرى عن التقصير ولو كان صدّيقاً.

 

قوله: ((ظلماً كثيراً))، أكده بالمصدر، ووصفه زيادة في التذلّل والخضوع للمولى سبحانه وتعالى ((3))

 

وهذا تعليم للداعي أنه ينبغي حالة دعائه أن يظهر غاية التذلّل والخضوع لربه؛ فإن ذلك أقرب للإجابة، وأكثر ثواباً وجزاء.

 

((وفيه دليل على أن الواجب على العبد أن يكون على حذر من ربه تعالى في كل أحواله، وإن كان من أهل الاجتهاد في العبادة في أقصى غاية، إذ كان الصدِّيق مع موضعه في الدِّين لم يسلم مما يحتاج إلى الاستغفار إلى ربه تعالى منه))([4])، فمن باب أولى من كان دونه.

 

قوله: ((ولا يغفر الذنوب إلا أنت)): أي لا أحد يقدر على ستر الذنوب، والتجاوز عنها إلا أنت وحدك، ففيه الإقرار بالوحدانية للَّه تعالى، واستجلاب المغفرة منه.

 

قوله: ((فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني)): دلّ تنكير ((مغفرة)) على أن المطلوب غفران عظيم، لا يُدرك كنهه، ووصفه بكونه من عنده سبحانه وتعالى بيان لذلك العظم؛ لأن الذي يكون من عند اللَّه تعالى لا يحيط به وصف، وفيه إشارة إلى طلب مغفرة متفضّل بها لا يقتضيها سبب من العبد من عمل حسن ولا غيره.

 

والمعنى: هبْ لي مغفرة تفضلاً، وإن لم أكن لها أهلاً بعملي؛ لهذا أضافها إليه ((من عندك)) فإنها تكون أعظم وأبلغ، فإن عظم العطاء من عظم المُعطي([5]).

 

وقدّم ((ظلمت نفسي)): وهو الاعتراف بالتقصير والذنب على سؤال المغفرة، فاغفر لي أدباً جميلاً، كما قال ذلك أبوانا: آدم وحواء: ]رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ[([6])، ولا يخفى حسن ترتيب هذا الحديث، حيث قدّم الاعتراف بالذنب، ثم الوحدانية، ثم سؤال المغفرة؛ فإن الاعتراف بذلك أقرب إلى العفو والثناء على السيد بما هو أهله، وأرجى لقبول سؤاله.

 

قوله: ((إنك أنت الغفور الرحيم)): إنك أنت مشعر بالتعليل، أي اغفر لي، وارحمني لأن من دعاك يا ربنا، ولجأ إليك، وسألك المغفرة والرحمة، تغفر له وترحمه؛ لأنك كثير المغفرة، وكثير الرحمة بنا يا ربنا، فتضمّن هذا الدعاء الجليل توسلين عظيمين:

 

1 – توسل بظلم النفس بتقصيرها وضعفها، وهو من التوسّلات الجليلة التي يحبها اللَّه عز وجل كما سبق.

 

2 – توسّل بأسماء اللَّه تعالى الحسنى، ولا يخفى بحسن الختام مقابلةً في السؤال والطلب فـ(اغفر لي) مناسب (للغفور)، و(الرحيم) مناسب لـ(وارحمني)، وهو مناسب ما أمر اللَّه تعالى به في الدعاء بأسمائه الحسنى: ]وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[([7]).

 

قال الكرماني: هذا الدعاء من الجوامع؛ لأن فيه الاعتراف بغاية التقصير، وطلب غاية الإنعام، فالمغفرة بستر الذنوب ومحوها، والرحمة إيصال الخيرات [ولا شك، ولا ريب أن رحمة اللَّه صفة من صفاته العظيمة، تليق بجلاله، ومن مقتضاها وآثارها إيصال الخيرات، ودفع النقمات]، ففي الأول طلب الزحزحة عن النار، وفي الثاني طلب إدخال الجنة، وهذا هو الفوز العظيم.

 

post-25975-0-43914000-1408233345.png

 

الحديث السادس: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكثِرُ من قول " سبحانَ اللهِ وبحمدِه أستغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه " قالت: فقلت يا رسولَ اللهِ! أراك تُكْثرُ من قولِ " سبحانَ اللهِ وبحمدِه أستغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه ؟ " فقال: أخبرني ربِّي أني سأرَى علامةً في أمتي فإذا رأيتُها أكثرتُ من قولِ: سبحانَ اللهِ وبحمدِه أستغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه. فقد رأيتُها (إذا جاء نصر الله والفتح) . فتحُ مكةَ. (ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا . فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) ".

الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 484

خلاصة حكم المحدث: صحيح

 

 

 

 

post-25975-0-43914000-1408233345.png

 

 

شرح الحديث السادس:

 

 

عن عائشة رضي الله عنها قالت : "ما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ان نزلت عليه إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ : و تسمى سورة النصر

(الا يقول فيها ) : أي في ركوعها و سجودها

(سبحانك) : أي تنزيها لك عما لا يليق بك من كل نقص

(اللهم) : يا الله

(وبحمدك) : الواو للحال و متعلق الظرف محذوف أي متلبسا بحمدك من أجل توفيقك لي و قيل عاطفة لجملة على جملة : أي انزهك و أتلبس بحمدك و قيل زائدة : أي أسبحك مع ملابسة حمدك و فدم التسبيح على التحميد لانه تنزيه عن النقائص و الحمد و ثناء بصفات الكمال و التخلية مقدمة على التحلية

(اللهم أغفر لي) : أي ما هو نقص بالنظر الى علي مقامي و ان لم يكن ذنبا في نفس الامر اذ الانبياء معصومون من الذنب مطلقا

(يكثر ان يقول في ركوعه و سجوده " سبحانك اللهم ربنا و بحمدك اللهم أغفر لي ") : ووجه عدم اخذ الفقهاء بقضية هذا الحديث حيث قالوا : انه يقول في الركوع : سبحان ربي العظيم و في السجود : سبحان ربي الاعلى دون ما ذكر في هذا الحديث من ان ما ذكروه هو ما واظب عليه صلى الله عليه و سلم طول عمره و غيره مما ضمه اليه تارة و اقتصر عليه اخرى

 

 

 

 

post-25975-0-21561600-1408233660.png

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

post-25975-0-84761000-1408233333.png

 

 

 

 

post-25975-0-24614300-1408233337.png

 

 

 

 

 

 

 

 

الامتحان الأول - الأحاديث رقم 1 إلى 6

الإجابة تكون في صفحة التسميع

استعن بالله وجددن النية وابدأن

من استعصت عليها الإجابة يجوز لها النظر في الأحاديث أو الشرح مرة أخرى، لكن تذكر ذلك في نهاية جوابها بارك الله فيكن

 

 

 

 

 

 

 

 

 

post-25975-0-43914000-1408233345.png

 

 

 

 

 

املأي الفراغات

 

1. عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سيد الاستغفار أن تقول : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت ....................................... فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

قال: ومن قالها ...................... فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها ................................ قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة" رواه البخاري ( 5947 )

 

 

2. عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء " رب اغفر لي .......................................... وما أنت أعلم به مني ، اللهم اغفر لي خطاياي ................................... وكل ذلك عندي ، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير " . رواه البخاري ( 6035 ) ومسلم ( 2719 ) .

 

 

3. عن ابن عمر قال : إنْ كنَّا لنعدُّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس يقول " رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم " مائة مرة . رواه الترمذي ( 3434 )

وعنده .............................. وأبو داود ( 1516 ) وابن ماجه ( 3814 ) .

 

 

4. عن أبي يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مَن قال أستغفر الله .................................. وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف " . رواه الترمذي ( 3577 ) وأبو داود ( 1517 ) .

 

 

5. عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : .......................................... ، قال : قل " اللهم إني ظلمت نفسي ........................................ " . رواه البخاري ( 799 ) ومسلم ( 2705 ) .

 

 

6.كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكثِرُ من قول " ................................... " قالت: فقلت يا رسولَ اللهِ! أراك تُكْثرُ من قولِ ".................................. ؟ " فقال: أخبرني ربِّي أني سأرَى علامةً في أمتي فإذا رأيتُها أكثرتُ من قولِ: ................................... فقد رأيتُها (إذا جاء نصر الله والفتح) . فتحُ مكةَ. (ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا . فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) ".

الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 484

خلاصة حكم المحدث: صحيح

 

 

 

post-25975-0-43914000-1408233345.png

 

 

 

 

 

أجيبي عن الأسئلة:

 

 

1. في دعاء سيد الاستغفار جملة دلت على إثبات قوة العبد واستطاعته، اكتبي الجملة مع كتابة معناها من فهمك للشرح.

2. ذكر ابن عثيمين رحمه الله أربعة أسباب للبسط في الدعاء، اذكري اثنين منها

3. ما معنى اسم الله: التواب؟

4. ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: وإن كان فر من الزحف؟

5. الدعاء الذي علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي يبدأ بـ: اللهم إني ظلمت نفسي .... الخ الدعاء، هو دعاء جميل وجامع وتضمن توسلين عظيمين، اذكريهما!

6. بعد نزول سورة النصر لزم رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء، ما هو الدعاء ومتى كان رسول الله يدعو به، كما قالت عائشة رضي الله عنها؟

 

 

 

 

 

 

 

 

post-25975-0-21561600-1408233660.png

 

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

 

 

post-25975-0-24614300-1408233337.png

 

 

حفظ ما كُتب باللون الغامق إجباري، وحفظ ما كُتب باللون الفاتح اختياري

أما الشرح فالمطلوب قرائته قراءة متمعنة وفهمه فهما جيدا، ويفضل على سبيل الاستحباب لا الوجوب حفظ العناصر المهمة، وهذه تقررها كل واحدة لنفسها، كل بحسب همتها ورغبتها بالنهل من هذا العلم

 

 

 

 

post-25975-0-43914000-1408233345.png

 

 

 

الحديث السابع: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، إذا انصرف من صلاتِه ، استغفر ثلاثًا . وقال " اللهمَّ ! أنت السلامُ ومنك السلامُ . تباركت يا ذا الجلالِ والإكرامِ " . قال الوليدُ : فقلتُ للأوزاعيِّ : كيف الاستغفارُ ؟ قال : تقول : أستغفرُ اللهَ ، أستغفرُ اللهَ .

الراوي: ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 591

خلاصة حكم المحدث: صحيح

 

 

 

 

 

 

post-25975-0-43914000-1408233345.png

 

 

 

 

 

 

شرح الحديث السابع:

 

إذا انصرف يعني إذا سلم أول ما تبدأ بعد أن تسلم من الفريضة تقول أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله ثلاث مرات كيف تقول أستغفر الله وأنت صليت أديت طاعة لأن طاعتك هذه لا تخلو من نقص وخلل فتستغفر الله تعالى مما حصل فيها من خلل ونظير ذلك أن المجتهدين المتهجدين في الليل إذا فرغوا من تهجدهم استغفروا كما قال تعالى { والمستغفرين بالأسحار } وتقول اللهم أنت السلام ومنك السلام أنت السلام يعني السالم من كل نقص وعيب ومنك السلام يعني منك السلامة لولا الله عز وجل ما سلمنا ولا عملنا ولا قمنا ولا قاتلنا تباركت يا ذا الجلال والإكرام وليس فيها وتعاليت ولكن في أحاديث أخرى فيها يا ذا الجلال والإكرام أي عظمت خيراتك وبركاتك ونعمك على عبادك فينبغي للإنسان أن يستغفر بعد الصلاة الفريضة ثلاث مرات ويقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام

 

 

 

 

 

post-25975-0-43914000-1408233345.png

 

 

 

 

الحديث الثامن: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، أُتِيَ بلصٍّ قدِ اعترفَ اعترافًا ولم يوجَد معَهُ متاعٌ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : ما إِخالُكَ سرَقتَ ، قالَ : بلَى ، فأعادَ عليهِ مرَّتينِ أو ثلاثًا ، فأمرَ بِهِ فقطعَ ، وجيءَ بِهِ ، فقالَ : استَغفرِ اللَّهَ وتُب إليهِ فقالَ : أستغفرُ اللَّهَ وأتوبُ إليهِ ، فقالَ : اللَّهمَّ تُبْ علَيهِ ثلاثًا

الراوي: أبو أمية المخزومي المحدث: ابن الملقن - المصدر: تحفة المحتاج - الصفحة أو الرقم: 2/483

خلاصة حكم المحدث: صحيح أو حسن [كما اشترط على نفسه في المقدمة]

 

 

 

 

 

 

 

post-25975-0-43914000-1408233345.png

 

 

 

شرح الحديث الثامن:

 

 

هذه الترجمة وهي: [ باب في التلقين في الحد ]، يعني: تلقين المعترف شيئاً يخلصه من إقامة الحد عليه، وهذا إنما يكون في أمر مشتبه ومحتمل، ومن شخص قد يكون لا يعرف السرقة من غير السرقة، وما يوجب القطع مما لا يوجب القطع، وقد يظن أن كل شيء يوجب القطع، ومن المعلوم أن القطع لا بد له من شروط: ومنها الحرز، والنصاب.. وما إلى ذلك، وقد يكون الشخص عنده شيء من التغفيل وعدم المعرفة، فما جاء من التلقين فهو في مثل هذا.والحديث الذي أورده أبو داود عن أبي أمية المخزومي رضي الله عنه: (أن النبي عليه الصلاة والسلام أتي بلص اعترف أنه سرق، فقال: ما إخالك سرقت! قال: بلى) يعني: ما أظنك سرقت، قال: بلى، وقوله: (ما إخالك سرقت) هذا المقصود من الترجمة، وهو التلقين، يعني: ما أظنك سرقت، لكنه أكد أنه قد سرق، فأمر به فقطعت يده لما حصل منه الاعتراف بالسرقة، ثم بعد ذلك أتي به فقال: (استغفر الله وتب إليه) فاستغفر فقال: (اللهم اغفر له وتب عليه، ثلاثاً) قال ذلك رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.والحديث في إسناده أبو المنذر وهو مقبول.

تراجم رجال إسناد حديث: (أن النبي أتي بلص قد اعترف ... فقال رسول الله: ما إخالك سرقت...)

 

 

 

 

 

post-25975-0-21561600-1408233660.png

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

 

 

post-25975-0-24614300-1408233337.png

 

 

حفظ ما كُتب باللون الغامق إجباري، وحفظ ما كُتب باللون الفاتح اختياري

أما الشرح فالمطلوب قرائته قراءة متمعنة وفهمه فهما جيدا، ويفضل على سبيل الاستحباب لا الوجوب حفظ العناصر المهمة، وهذه تقررها كل واحدة لنفسها، كل بحسب همتها ورغبتها بالنهل من هذا العلم

 

 

 

 

post-25975-0-43914000-1408233345.png

 

 

 

 

 

الحديث التاسع: يا أيُّها النَّاسُ استَغفِروا ربَّكم وتوبوا إليهِ فإنِّي أستَغفِرُ اللَّهَ وأتوبُ إليهِ في كلِّ يومٍ مئةَ مرَّةٍ أو أَكْثرَ مِن مئةَ مرَّةٍ

الراوي: رجل من المهاجرين المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الأمالي المطلقة - الصفحة أو الرقم: 255

خلاصة حكم المحدث: صحيح

 

 

 

 

 

post-25975-0-43914000-1408233345.png

 

 

 

شرح الحديث التاسع:

 

 

وقد استشكل وقوع الاستغفار من النبي صلى الله عليه وسلم وهو معصوم والاستغفار يستدعى وقوع معصية وأجيب بعدة أجوبة منها ما تقدم في تفسير الغين ومنها قول بن الجوزي هفوات الطباع البشرية لا يسلم منها أحد والأنبياء وان عصموا من الكبائر فلم يعصموا من الصغائر كذا قال وهو مفرع على خلاف المختار والراجح عصمتهم من الصغائر أيضا ومنها قول بن بطال الأنبياء أشد الناس اجتهادا في العبادة لما اعطاهم الله تعالى من المعرفة فهم دائبون في شكره معترفون له بالتقصير انتهى ومحصل جوابه ان الاستغفار من التقصير في أداء الحق الذي يجب لله تعالى ويحتمل ان يكون لاشتغاله بالأمور المباحة من أكل أو شرب أو جماع أو نوم أو راحة أو لمخاطبة الناس والنظر في مصالحهم ومحاربة عدوهم تارة ومداراته أخرى وتأليف المؤلفة وغير ذلك مما يحجبه عن الاشتغال بذكر الله والتضرع اليه ومشاهدته ومراقبته فيرى ذلك ذنبا بالنسبة الى المقام العلي وهو الحضور في حظيرة القدس ومنها ان استغفاره تشريع لامته أو من ذنوب الأمة فهو كالشفاعة لهم وقال الغزالي في الاحياء كان صلى الله عليه وسلم دائم الترقي فإذا ارتقى الى حال رأى ما قبلها دونها فاستغفر من الحالة السابقة وهذا مفرع على ان العدد المذكور في استغفاره كان مفرقا بحسب تعدد الأحوال وظاهر ألفاظ الحديث يخالف ذلك وقال الشيخ السهروردي لما كان روح النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل في الترقي الى مقامات القرب يستتبع القلب والقلب يستتبع النفس ولا ريب ان حركة الروح والقلب أسرع من نهضة النفس فكانت خطا النفس تقصر عن مداهما في العروج فاقتضت الحكمة ابطاء حركة القلب لئلا تنقطع علاقة النفس عنه فيبقى العباد محرومين فكان صلى الله عليه وسلم يفزع الى الاستغفار لقصور النفس عن شأو ترقى القلب والله اعلم

 

 

 

 

post-25975-0-43914000-1408233345.png

 

 

 

الحديث العاشر: كفارةُ المجلسِ واللغو إذا قام العبدُ أن يقولَ سبحانك اللهم وبحمدِك أشهدُ أن لا إله إلا أنت أستغفرُك وأتوبُ إليك

الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الإرشاد - الصفحة أو الرقم: 3/960

خلاصة حكم المحدث: هذا حديث جليل

 

 

 

 

post-25975-0-43914000-1408233345.png

 

 

 

 

شرح الحديث العاشر:

 

 

 

أي: الكلمات أو الذكر الذي يقال عند انتهاء المجلس ليكون ختاماً له، ليكون ختامه مسكاً، ويكون ختامه على وجه مشروع فيه اتباع للسنة التي أرشد إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي الإتيان بهذا الذكر عند انتهاء المجلس، فإذا حصل فيه شيء من اللغو أو شيء مما لا ينبغي فيكون ذلك كفارة لما حصل. وأما إذا كان المجلس فيه كلام في أعراض الناس، فهذه حقوق للناس لا يكفي فيها أن يقول الإنسان هذا الذكر ويظن أن تلك الحقوق قد سقطت، وإنما هذا الذكر في الأمور التي يمكن أن تكون مكفرة لما يحصل من لغو في ذلك المجلس، وأما حقوق الناس فهذه بينه وبين الناس، فإذا طلب منهم المسامحة والعفو وعفوا عنه فإنه يكون بذلك قد سلم من التبعة؛ لكونهم سامحوه وأعفوه من ذلك الذي حصل، وإلا فإن مجرد القيام بكونه يأتي بهذا الذكر لا يسقط عنه حقوق الناس الذين ألحق بهم الأذى والذين نال منهم، بل هذا لا بد أن يكون بطلب المسامحة منهم. وقد أورد أبو داود عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما أنه قال: (كلمات لا يتكلم بهن أحد في مجلسه عند قيامه ثلاث مرات إلا كفر بهن عنه). الأحاديث وردت في الإتيان بهذا الذكر مرة واحدة، وهذا الحديث جاء فيه أنه يقولها ثلاث مرات، لكن الأحاديث الكثيرة والروايات المتعددة جاءت بأن الذكر يقال مرة واحدة، وقد صح الحديث بدون ذكر الثلاث، ولم يأت ذكر العدد إلا في هذا الموضع. وقوله: (أو لا يقولهن في مجلس خير ومجلس ذكر إلا ختم له بهن عليه كما يختم بالخاتم على الصحيفة). معنى ذلك: أن الصحيفة كلها خير، وأن المجلس معمور بالخير ثم جاءت هذه ختاماً له وصارت خيراً على خير، فإذا كان هناك مجلس حصل فيه لغو، وحصل فيه أمور لا تنبغي فإن هذا الذكر يكفرها، وإذا كان المجلس كله ذكر وخير، وليس فيه خطأ ولا سوء، فيكون هذا الذكر خيراً على خير، وتكون ختاماً لذلك الخير، وطابعاً على ذلك الخير. وقوله: (سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك). هذا ثناء على الله عز وجل وذكر له سبحانه وتعالى، ودعاء واستغفار؛ لأن الاستغفار دعاء، فجمع فيه بين الثناء عليه وتنزيهه سبحانه وتعالى، وبين توحيده والاعتراف بألوهيته، وبين الاستغفار الذي هو طلب المغفرة من الله عز وجل، فجمع بين هذه الأمور كلها في هذا الذكر المختصر الذي هو ذكر ودعاء.

 

 

 

 

post-25975-0-21561600-1408233660.png

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

 

 

post-25975-0-24614300-1408233337.png

 

 

حفظ ما كُتب باللون الغامق إجباري، وحفظ ما كُتب باللون الفاتح اختياري

أما الشرح فالمطلوب قرائته قراءة متمعنة وفهمه فهما جيدا، ويفضل على سبيل الاستحباب لا الوجوب حفظ العناصر المهمة، وهذه تقررها كل واحدة لنفسها، كل بحسب همتها ورغبتها بالنهل من هذا العلم

 

 

 

 

post-25975-0-43914000-1408233345.png

 

 

 

 

الحديث الحادي عشر والأخير: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم كان إذا استيقظ قال : اللهمَّ لا إلهَ إلَّا أنتَ سبحانَك ، اللهمَّ أستغفرُكَ لذنبي وأسألُكَ رحمتَك ، اللهمَّ زِدني علمًا ولا تُزِغ قلبي بعد إذْ هديتَني وهَبْ لي من لدُنْكَ رحمةً إنكَ أنتَ الوهَّابُ

الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الفيروزآبادي - المصدر: سفر السعادة - الصفحة أو الرقم: 204

خلاصة حكم المحدث: ثابت

 

 

 

post-25975-0-43914000-1408233345.png

 

 

شرح الحديث الحادي عشر:

 

 

 

كان ينام على الفراش تارة ، وعلى النطع تارة ، وعلى الحصير تارة ، وعلى الأرض تارة ، وعلى السرير تارة بين رماله وتارة على كساء أسود .

قال عباد بن تميم ، عن عمه رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستلقيا في المسجد واضعا إحدى رجليه على الأخرى .

وكان إذا أوى إلى فراشه للنوم قال : ( باسمك اللهم أحيا وأموت )

( وكان يجمع كفيه ثم ينفث فيهما ) وكان يقرأ فيهما : قل هو الله أحد و قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ، ووجهه ، وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات .

وكان ينام على شقه الأيمن ويضع يده اليمنى تحت خده الأيمن ثم يقول - النبي عليه السلام - : ( اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ) . وكان يقول إذا أوى إلى فراشه : ( الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي ) ذكره مسلم . وذكر أيضا أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه ( اللهم رب ....-

السماوات والأرض ، ورب العرش العظيم ، ربنا ورب كل شيء ، فالق الحب والنوى ، منزل التوراة والإنجيل والفرقان ، أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته ، أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر )

وكان إذا استيقظ من منامه في الليل قال : ( لا إله إلا أنت سبحانك اللهم إني أستغفرك لذنبي ، وأسألك رحمتك ، اللهم زدني علما ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني ، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب )

وكان إذا انتبه من نومه قال : ( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ) . ثم يتسوك ، وربما قرأ العشر الآيات من آخر ( آل عمران ) من قوله ( إن في خلق السماوات والأرض ) إلى آخرها [ آل عمران : - ص 152 - 190 - 200 ] .

وقال ( اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ، ولقاؤك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والنبيون حق ، ومحمد حق ، والساعة حق ، اللهم لك أسلمت ، وبك آمنت ، وعليك توكلت ، وإليك أنبت ، وبك خاصمت ، وإليك حاكمت ، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت ، أنت إلهي ، لا إله إلا أنت )

وكان ينام أول الليل ، ويقوم آخره ، وربما سهر أول الليل في مصالح المسلمين ، وكان تنام عيناه ولا ينام قلبه . وكان إذا نام لم يوقظوه حتى يكون هو الذي يستيقظ .

 

 

 

 

 

post-25975-0-21561600-1408233660.png

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

post-25975-0-84761000-1408233333.png

 

 

 

 

post-25975-0-24614300-1408233337.png

 

 

 

 

 

 

 

 

الامتحان الأول - الأحاديث رقم 7 إلى 11

الإجابة تكون في صفحة التسميع

استعن بالله وجددن النية وابدأن

من استعصت عليها الإجابة يجوز لها النظر في الأحاديث أو الشرح مرة أخرى، لكن تذكر ذلك في نهاية جوابها بارك الله فيكن

 

 

 

 

 

 

 

 

 

post-25975-0-43914000-1408233345.png

 

 

 

 

 

املأي الفراغات

1. كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، إذا انصرف من صلاتِه ، ............................ . وقال " ....................................... " . قال الوليدُ : فقلتُ للأوزاعيِّ : كيف الاستغفارُ ؟ قال : تقول : ................................... .

الراوي: ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 591

خلاصة حكم المحدث: صحيح

 

 

 

2. أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، أُتِيَ بلصٍّ .................................. ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : ما إِخالُكَ سرَقتَ ، قالَ : بلَى ، فأعادَ عليهِ مرَّتينِ أو ثلاثًا ، فأمرَ بِهِ فقطعَ ، وجيءَ بِهِ ، فقالَ : ................................... فقالَ : أستغفرُ اللَّهَ وأتوبُ إليهِ ، فقالَ : ......................................

الراوي: أبو أمية المخزومي المحدث: ابن الملقن - المصدر: تحفة المحتاج - الصفحة أو الرقم: 2/483

خلاصة حكم المحدث: صحيح أو حسن [كما اشترط على نفسه في المقدمة]

 

 

 

3. يا أيُّها النَّاسُ استَغفِروا ربَّكم ...........................................................

الراوي: رجل من المهاجرين المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الأمالي المطلقة - الصفحة أو الرقم: 255

خلاصة حكم المحدث: صحيح

 

 

 

 

4. كفارةُ .............................. إذا قام العبدُ أن يقولَ ...................................................................

الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الإرشاد - الصفحة أو الرقم: 3/960

خلاصة حكم المحدث: هذا حديث جليل

 

 

 

 

 

5. أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم كان إذا استيقظ قال : .................................................................................................................................................................................

الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الفيروزآبادي - المصدر: سفر السعادة - الصفحة أو الرقم: 204

خلاصة حكم المحدث: ثابت

 

 

 

 

 

post-25975-0-43914000-1408233345.png

 

 

 

 

 

أسئلة الشرح:

 

 

1. نستغفر الله ثلاثا وندعو بدعاء يبدأ بـ: اللهم أنت السلام ..... إلخ، متى ندعو بهذا الدعاء؟ ولماذا نستغفر الله في هذا الموضع بالتحديد؟

2. ما هو التلقين ولماذا قام به الرسول صلى الله عليه وسلم حين آُتي بلص قد اعترف؟

3. في شرح الحديث التاسع كان هنالك كلاما طويلا عن سبب استغفار النبي صلى الله عليه وسلم مع أنه معصوم، اكتبي فهمك للشرح بشكل مختصر.

4. ماذا تعني عبارة: كفارة المجلس واللغو؟

5. في شرح الحديث الأخير المتعلق بدعاء: '' اللهم لا إله إلا أنت سبحانك، اللهم أستغفرك لذنبي................. إلخ'' تم تحديد الموضع الذي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء فيه، فمتى كان يدعو به؟

 

 

 

 

 

 

 

post-25975-0-21561600-1408233660.png

 

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

post-25975-0-84761000-1408233333.png

 

 

 

 

post-25975-0-24614300-1408233337.png

 

 

 

 

ها قد وصلنا إلى ختام حلقة حفظ الأحاديث في ملتقانا الصيفي لهذه السنة، وأحمد الله الذي رزقني متابعتكن حبيباتي، سعدت كثيرا باجتهادكن في الحفظ والفهم، وأسأل الله سبحانه أن يجزيكن خيرا ويبارك لكن في هذا العلم ويثبته في صدوركن.

امتحانكن النهائي هو:

 

تسميع خمسة أحاديث اختيارية من التي حفظناها، مع شرحها وتفسيرها قدر المستطاع من فهمكن

 

 

بعد إجابتكن على هذا الامتحان الأخير تكن قد أتممتن الحلقة بفضل الله سبحانه، فأذكر نفسي وإياكن بتجديد النية لتكون مسك الختام، وفقكن الله لكل خير

 

 

 

 

 

 

post-25975-0-21561600-1408233660.png

 

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
زوار
هذا الموضوع مغلق.

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×