اذهبي الى المحتوى
سدرة المُنتهى 87

حكمة الابتلاء بالذنوب والمعاصي (1) إصلاح علاقة العبد بربه

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته

 

قد يتساءل كثيرون عن حكمة وقوع المعاصي وما يترتب عليها من الابتلاءات، وربما خطر في بالهم السؤال الآتي: ألم يكن المولى عز وجل بقادر على أن يمنع هذه المعاصي فلا تقع أصلا؟

 

وعن هذا التساؤل أجاب ابن القيم باستفاضة، وفصّل أنواع الحكمة الإلهية التي اقتضت وقوع الذنوب أو المعاصي.

 

ويمكن تقسيم هذه الحكم العظيمة والمنح الجليلة في ثلاثة أمور:

1- إصلاح علاقة العبد بربه عز وجل.

2- إصلاح علاقة العبد بنفسه.

3- إصلاح علاقة العبد بالآخرين.

 

 

الأول: إصلاح علاقة العبد بربه عز وجل:

يتجلى ذلك بوضوح فيما يلي:-

 

أ- التوبة وصولا إلى الكمال البشري:

قال بعض العارفين: لو لم تكن التوبة أحب إلى اللّه لما ابتلى بالذنب أكرم المخلوقات عليه (الإنسان) فالتوبة هي غاية كل كمال آدمي، ولقد كان كمال أبينا آدم عليه السلام بها، فكم بين حاله وقد قيل له: {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى} [طه:118]. وبين حاله وقد أخبر عنه المولى بقوله: {ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ وَهَدى} [طه:122].

فالحال الأولى حال أكل وشرب وتمتع، والحال الثانية حال اجتباء واصطفاء وهداية، ويا بعد ما بينهما، ولما كان كماله (آدم) بالتوبة كان كمال بنيه بها أيضا، ذلك أن كمال الآدمي في هذه الدار إنما يكون بالتوبة النصوح، وفي الآخرة بالنجاة من النار، وهذا الكمال الأخير مرتب على الكمال الأول.

 

ب- الحمد والشكر والرضا:

ومن الحكمة أيضا ما توجبه التوبة من آثار عجيبة من المقامات التي لا تحصل بدونها فيوجب له ذلك من المحبة والرقة واللطف وشكر اللّه تعالى وحمده والرضا عنه عبوديات أخرى، ويكفيه أن اللّه عز وجل يفرح بتوبته أعظم فرح، وينعكس ذلك على الإنسان فيحس بفرح الظفر بالطاعة والتوبة النصوح، ويجد لذلك انشراحًا دائمًا ونعيمًا ومقيمًا.

 

ج- الاستغفار:

إذا وقع الإنسان في الذنب شهد نفسه مثل إخوانه الخطائين وأن الجميع مشتركون في الحاجة إلى مغفرة اللّه عز وجل وعفوه ورحمته، وكما يحب المرء أن يستغفر له أخوه المسلم ينبغي له أيضًا أن يستغفر لأخيه، فيصير هجيراه وديدنه.

 

د- الإحسان والبر والإفضال:

ومن حكم الابتلاء بالمعصية أن اللّه يحب أن يتفضل على عباده ويتم نعمته عليهم، ويريهم مواقع بره وكرمه وإحسانه، ومن أعظم أنواع الإحسان والبر، أن يحسن إلى من أساء، ويعفو عمن ظلم، ويغفر لمن أذنب.

 

هـ- تحقيق معنى الأسماء الحسنى:

ومن الحكم في الابتلاء بالذنب؛ أنه سبحانه له الأسماء الحسنى، ولكل من أسمائه أثر من الآثار في الخلق والأمر، لا بد من ترتبه عليه، كترتب المرزوق والرزق على الرازق، وترتب المرحوم وأسباب الرحمة على الراحم، ولو لم يكن من عباده من يخطئ ويذنب ليتوب عليه ويغفر له ويعفو عنه، لم يظهر أثر أسمائه الغفور والعفو والحليم والتواب، وما جرى مجراها.. فأسماؤه الغفار والتواب تقتضي مغفورا له وكذلك من يتوب عليه، وأمورًا يتوب عليه من أجلها.

و تعريف العبد بعزة اللّه في قضائه وقدره:

ومن الحكمة أيضا أنه سبحانه يعرف عباده عزه في قضائه وقدره ونفوذ مشيئته وجريان حكمته، وأنه لا محيص للعبد عما قضاه عليه ولا مفر له منه بل هو في قبضة مالكه وسيده.

 

ز- بيان حاجة العبد إلى حفظ اللّه ومعونته:

ومن حكم الابتلاء بالمعاصي تعريف العبد حاجته إلى حفظ اللّه له ومعونته وصيانته، وإلا فهو هالك، وإن وكله اللّه إلى نفسه وكله إلى ضيعة وعجز وذنب وخطيئة وتفريط، وقد أجمع العلماء على أن التوفيق، ألّا يكل اللّه العبد إلى نفسه، وأن الخذلان كل الخذلان أن يخلي بينه وبين نفسه، وفي دعاء الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم: «اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين».

 

ح- الاستعانة والاستعاذة والدعاء:

يستجلب اللّه من العبد عند ما يبتليه بالذنب ما هو من أعظم أسباب السعادة له من الاستعاذة والاستعانة والدعاء والتضرع والابتهال والإنابة والمحبة والرجاء والخوف.

 

ط- تمام العبودية:

يستخرج اللّه بهذا النوع من الابتلاء من العبد تمام العبودية، بتكميل مقام الذل والانقياد، وأكمل الخلق عبودية أكملهم ذلّا للّه وانقيادا وطاعة، والمراد بالذل هنا، ذل المحبة الذي يستخرج من قلب المحب أنواعا من التقرب والتودد والإيثار والرضا والحمد والشكر والصبر والندم، وتحمل العظائم لا يستخرجها الخوف وحده، ولا الرجاء وحده، وهناك ذل آخر هو ذل المعصية،

وبيان ذلك أن العبد متى شهد صلاحه واستقامته شمخ بأنفه وتعاظمت نفسه وظن أنه وأنه، فإذا ابتلى بالذنب تصاغرت إليه نفسه وذل للّه وخضع.

 

ي- سعة حلم اللّه وكرمه وعفوه:

ومن الحكمة أيضًا في ذلك تعريفه سبحانه عبده سعة حاله وكرمه في الستر عليه، وأنه لو شاء لعاجله بالذنب ولهتكه بين عباده فلم يطب له معهم عيش أبدًا، ولولا حلمه وكرمه ما استقام أمر، ولفسدت السموات والأرض، ولا سبيل لعبد في النجاة إلا بعفوه ومغفرته وقبول توبته، فاللّه عز وجل هو الذي وفق العبد للتوبة وألهمه إياها،

ومن هنا تكون توبة العبد محفوفة بتوبة قبلها عليه من اللّه إذنا وتوفيقا،

وتوبة ثانية منه عليه قبولا ورضًا.

 

ك- الإنابة والمحبة والفرار إلى اللّه عز وجل:

رب ذنب قد أهاج لصاحبه من الخوف والإشفاق، والوجل والإنابة، والمحبة والإيثار، والفرار إلى اللّه، ما لا يهيجه له كثير من الطاعات،

وكم من ذنب كان سببًا لاستقامة العبد وفراره إلى اللّه وبعده عن رق الغي،

وهو بمنزلة من خلّط فأحس بسوء مزاجه، وعنده أخلاط مزمنة قاتلة وهو لا يشعر بها، فشرب دواء أزال تلك الأخلاط العفنة التي لو دامت لترامت به إلى الفساد والعيب، إن من تبلغ رحمته ولطفه وبره بعبده هذا المبلغ، وما هو أعجب وألطف منه لحقيق بأن يكون الحب كله له والطاعات كلها له، وأن يذكر فلا ينسى، ويطاع فلا يعصى، ويشكر فلا يكفر.

 

ل- التواضع والخشية:

ومن ذلك أن العبد إذا شهد ذنوبه ومعاصيه وتفريطه في حق ربه رأى القليل من النعم كثيرا والكثير من عمله قليلا، فيورثه ذلك تواضعًا وخشية وإنابة وطمأنينة ورضا، وأين حال هذا من حال من لا يرى للّه عليه نعمة إلا ويرى أنه كان يستحق أكثر منها.

 

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

موضوع قيّم جدا

نسأل الله أن يعفو عنا ويغفر لنا ويرحمنا

جزاكِ الله خيرا يا غالية وبارك فيكِ

في انتظار الجزء الثاني بمشيئة الله.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيرًا ياغالية

موضوع قيّم

نفع الله بكِ

 

وخيرًا جزاكِ أختي الحبيبة

اللهم آمين وبكنّ جميعًا~

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

موضوع قيّم جدا

نسأل الله أن يعفو عنا ويغفر لنا ويرحمنا

جزاكِ الله خيرا يا غالية وبارك فيكِ

في انتظار الجزء الثاني بمشيئة الله.

 

اللهم آمين

بإذن الله تعالى~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك وفي جهودك ياحبيبة

كلمات أصابت الصميم ولله موضوع قيم ورائع

سلمتي وسلمت يداك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك وفي جهودك ياحبيبة

كلمات أصابت الصميم ولله موضوع قيم ورائع

سلمتي وسلمت يداك

 

وفيكِ بارك الرحمن أختي الكريمة

وسلمك المولى من كل شر وسوء~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

جميل و قيم اللهم بارك

سلمت يمينك يا حبيبة و جزاك الله خيرًا

في المتابعة بحول الله ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

كلام قيم جدًا

جزاكِ الله خيرًا يا غالية و نفع بكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

جميل و قيم اللهم بارك

سلمت يمينك يا حبيبة و جزاك الله خيرًا

في المتابعة بحول الله ()

 

جملّكِ الله بالطاعاتِ وفعل الخيراتِ

وسلمكِ من كل شرٍ وسوء

 

جزاكِ الله خيرًا~

 

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

كلام قيم جدًا

جزاكِ الله خيرًا يا غالية و نفع بكِ

 

اللهم آمين

وجزاكِ بمثل أم سهيلة الغالية~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

  • محتوي مشابه

    • بواسطة سدرة المُنتهى 87
      بسم الله الرحمن الرحيم



      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


       

      حكمة الابتلاء بالذنوب أو المعاصي (2)


       

      في الجزء الأول تم توضيح النقطة الأولى ألا وهي إصلاح علاقة العبد بربه سبحانه وتعالى.


       

      الثاني: إصلاح علاقة العبد بنفسه:



      ويظهر هذا جليًا في النقاط التالية:



      أ- تعريف العبد حقيقة نفسه:



      ومن حكمة الابتلاء بالذنب أن العبد يعرف حقيقة نفسه، وأنها الظالمة، وأن ما صدر عنها من الشر صدر من أهله، إذ الجهل والظلم منبع الشر كله، وأن كل ما فيها من خير وعلم وهدى وإنابة وتقوى من اللّه عز وجل هو الذي زكاها، وإذا لم يشأ تزكية العبد تركه مع دواعي ظلمه وجهله، لأن اللّه عز وجل هو الذي يزكي من يشاء من النفوس فتزكو وتأتي بأنواع الخير والبر.


       

      ب- خلع رداء الكبر والعظمة:



      ومن الحكمة في الابتلاء بالمعاصي أن يخلع العبد صولة الطاعة من قلبه وينزع عنه رداء الكبر والعظمة الذي لبس له، ويلبس رداء الذل والانكسار،



      إذ لو دامت تلك الصولة والعزة في قلبه لخيف عليه ما هو من أعظم الآفات وأشدها فتكًا، ألا وهو العجب.


       

      ج- زوال الحصر والضيق:



      ومن الحكمة في ذلك، أنّ العبد يقيم معاذير الخلائق وتتسع رحمته لهم، ويزول عنه ذلك الحصر والضيق، والانحراف، ويستريح العصاة من دعائه عليهم وقنوطه منهم وسؤال المولى عز وجل أن يخسف بهم الأرض ويرسل عليهم البلاء.


       

      د- تحقق صفة الإنسانية في العبد:



      لقد اقتضت الحكمة الإلهية تركيب الشهوة والغضب في الإنسان، وهاتان القوتان هما بمنزلة صفاته الذاتية وبهما وقعت المحنة والابتلاء، وهاتان القوتان لا يدعان العبد حتى ينزلانه منازل الأبرار أو يضعانه تحت أقدام الأشرار، وهكذا فإن كل واحد من القوتين يقتضي أثره من وقوع الذنب والمخالفات والمعاصي، ولو لم يكن الأمر كذلك لم يكن الإنسان إنسانا بل كان ملكا، ومن هنا قال المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم: «كل بني آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون».


       

      هـ- الندم والبكاء:



      إذا ابتلي الإنسان بالذنب جعله نصب عينيه، ونسي طاعته وجعل همه كله بذنبه، ويكون هذا عين الرحمة في حقه، قال بعض السلف في هذا المعنى:



      "إن العبد ليعمل الذنب فيدخل به الجنة، ويعمل الحسنة فيدخل بها النار"



      قالوا: وكيف ذلك؟ قال:



      "يعمل الخطيئة فلا تزال نصب عينه، كلما ذكرها بكى وندم وتاب واستغفر وتضرع وأناب إلى اللّه عز وجل وذل له وانكسر، وعمل لها أعمالا فتكون سبب الرحمة في حقه،



      ويعمل الحسنة فلا تزال نصب عينيه يمن بها ويراها ويعتد بها على ربه عز وجل وعلى الخلق، ويتكبر بها، ويتعجب من الناس كيف لا يعظمونه ويكرمونه ويجلونه عليها، فلا تزال هذه الأمور به حتى تقوى عليه آثارها فتدخله النار،



      وعلامة السعادة أن تكون حسنات العبد خلف ظهره وسيئاته نصب عينيه،



      وعلامة الشقاوة أن يجعل حسناته نصب عينيه وسيئاته خلف ظهره".


       
       
       

      الثالث: إصلاح علاقة العبد بالآخرين:



      ويبدو ذلك جليا في الآتي:


       

      أ- تعلم العبد المسامحة وحسن المعاملة والرضا عن الغير:



      ومنها أن العبد إذا ابتلي بالمحنة أو بالذنب فإنه يدعو اللّه أن يقيل عثرته ويغفر زلته فيعامل بني جنسه في إساءتهم إليه وزلاتهم معه بما يحب أن يعامله اللّه به، لأن الجزاء من جنس العمل فمن عفا عفا اللّه عنه، ومن سامح أخاه في إساءته إليه سامحه اللّه، ومن عفا وتجاوز تجاوز اللّه عنه، ويلحق بذلك أن العبد إذا عرف هذا فأحسن إلى من أساء إليه ولم يقابل إساءته بإساءة تعرض بذلك لمثلها من رب العزة والجلال، وأن اللّه عز وجل يقابل إساءته بإحسان منه وفضل، إذ المولى عز وجل أوسع فضلا وأجزل عطاء.


       

      ب- التواضع مع الخلق والعفو عن زلاتهم:



      مشاهدة العبد ذنوبه وخطاياه توجب ألا يرى لنفسه على أحد فضلا ولا يقع في اعتقاده أنه خير من أحد، وأين هذا ممن لا يزال عاتبا على الخلق شاكيًا ترك قيامهم بحقه ساخطًا عليهم وهم عليه أسخط، ويستتبع هذا أن يمسك عن عيوب الناس والفكر فيها لأنه مشغول بعيب نفسه، وطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وويل لمن نسي عيبه وتفرغ لعيوب الناس.


       

      هذه الثمرات ونحوها متى اجتناها العبد من الذنب فهي علامة كون الابتلاء رحمة في حقه، ومن اجتنى منه أضدادها وأوجبت له خلاف ذلك، فهي علامة الشقاوة، وأنه من هوانه على اللّه وسقوطه من عينه خلى بينه وبين معاصيه ليقيم عليه حجة عدله، فيعاقبه باستحقاقه، وتتداعى السيئات في حقه فيتولد من الذنب ما شاء اللّه من المهالك والمتالف التي يهوي بها فى دركات الجحيم.


       

      (من كتاب: نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم)


منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×