اذهبي الى المحتوى
*إشراقة فجر*

التردد .. الآفة الخفيّة

المشاركات التي تم ترشيحها

post-36649-0-16395600-1393072774.png

 

 

 

خالد سعد النجار

 

التردد ينتج من ضعف الثقة بالنفس، وقد يمتزج برغبة قاهرة في الكمال أو التجويد المستحيل، والمتردد يسعى إلى الأفضل، ولكنه يؤخر حسم الاختيار، أو يتذبذب فيه، وفي اللحظة التي يجب أن يتخذ فيها قراراً حاسماً نراه يلجأ للتراجع والتسويف والمماطلة على أمل أن يتاح له خيار آخر، وقد يلوم نفسه بعد اختياره دونما سبب واضح أو معقول.

 

التردد ليس كله شراً، بل إن درجة منه ربما تكون مفيدة لإعطاء فرصة للتفكير في الاحتمالات المختلفة والعواقب المتوقعة، ودراسة البدائل المتاحة، ورؤية الموضوع من أكثر من جانب، وربما يتبع ذلك استشارة ذوى الرأي. وفي بعض الأحيان نفعل كل هذا ثم نجد أنفسنا ما زلنا في حيرة من أمرنا لأن هناك جوانب في الموضوع ما زالت خافية عنا وبالتالي تقلقنا.

 

 

post-36649-0-28440600-1393072792.png

 

الشخصية المترددة:

 

شخص متقلب في رأيه، لا يعرف ماذا يريد تحديداً، غير حازم في قراراته، لا يثبت علي منهج أو طريقة، يقبل الرأي ثم سرعان ما يقتنع بضده، ضعيف الثقة بنفسه، دوماً خجول وقلق، يتسم بالزهد في المهمات الكبيرة، ويقنع بالأعمال البسيطة والمشاريع قليلة الأهمية.

 

وأصحاب هذه الشخصية ربما يعيشونَ في عالمٍ مرعبٍ من المثاليات والقواعد التي تدفعهم في كثيرٍ من الأحيان إلى الإحجام عن التجربة أو عن تعلم الجديد، فهم لا يستطيعونَ تحملَ الخطأ لأنهم يجبُ ألا يخطئوا.

 

 

أيضاً صاحب الشخصية المترددة: يضيع وسط البدائل العديدة، يميل إلى الاعتماد على اللوائح والأنظمة، كثير الوعود ولا يهتم بالوقت، يطلب المزيد من المعلومات والتأكيدات، يرى نفسه أنه ليس بخير.

 

هذا النمط من الشخصية يحتاج إلي التعامل معه بقدر من الحكمة من خلال الثناء علي آرائه لدعم ثقته بنفسه، والتخفيف من درجة القلق والخجل بأسلوب "الوالدية الراعية"، كما أنه يحتاج إلي وعي من جانب المتعامل معه، والذي يقع علي عاتقه دائماً محاولة تقديم مجموعة من الاقتراحات والخيارات حتى يسهل عليه عملية اتخاذ القرار.

 

 

post-36649-0-28440600-1393072792.png

 

الطريق من هنا

 

• حياة كل منا هي عبارة عن مجموعة قرارات اتخذناها، بعضها تدفعنا إلى الأمام وبعضها تجرنا إلى الخلف، لذلك يجب أن نتأنى في اتخاذ هذه القرارات ونفكر ونتأمَّل ونستشير، وفى ذات الوقت نستعين بالله ذي العلم الواسع الشامل، فأسأل الله تعالى دوماً التوفيق والثبات، وقدم الاستخارة في كل أمورك.

 

 

 

• الإنسان مجموعة من الرغبات والآمال وتطلع نحو حياة أفضل، وخلال تحقيق تلك الأمنيات يكون هناك إرهاصات من الخوف والرجاء.. الخوف تصاحبه حالات من القلق والتوتر والتردد والإحباط واليأس وعدم الثقة في النفس..

 

هذه الانفعالات النفسية ما هي إلا معوقات تؤثر في قراراتنا وتحديد مصيرنا، وتفويت الفرص الذهبية التي تمر بنا وقد لا تتكرر.. فالإنسان الذي يتيح لهذه انفعالات أن تتحكم في حياته لاشك أنه يفتقر إلى استقلال الشخصية، ويجعل من نفسه شخصية مذبذبة تنعدم لديها روح المبادرة والإبداع.

 

 

 

• الذي يغلب جانب الرجاء والتفاؤل بالمستقبل وحسن العاقبة، ستكون قراراته حاسمة وقوية وسوف يتعزز لديه الجانب الايجابي من حياته، وإذا نجح في تحقيق أهدافه فسيكون ذلك دافعاً لنجاحات أخرى في المستقبل، ولو فشل في تحقيق أهدافه قد يحبط بعض الوقت، ولكنه يملك مقومات الخروج من الأزمة سريعاً.

 

post-36649-0-28440600-1393072792.png

 

 

 

• إذا كنت تتردد في كل موقف يقابلك، فاسأل نفسك هذه الأسئلة: لماذا التردد؟ وهل لديك خبرات أو معلومات تغنيك عن التردد، أم أنه التردد فقط لعدم الإلمام بالموضوع؟ وهل هو خوف من تحمل المسئولية وحدك نتيجة اختيارك وقرارك؟ بإجابتك عن هذه الأسئلة تستطيع أن تعرف نقطة الضعف لديك، وتبدأ منها للتغلب على التردد.

 

 

• هناك قرارات هامة في حياة كل إنسان مثل: الالتحاق بكلية معينة، اختيار العمل، الخطبة والزواج.. فلابد من أن يكون هناك وقت كاف ودراسة شاملة قبل اتخاذ القرار بشأنها، فالتسرع من أخطر الأمور التي تكتنف هذه القرارات المصيرية.

 

 

• أنت تحتاج إلى التقليل من الاهتمام برأي الناس، فليس من المعقول أن يكون الناس أمة واحدة في أذواقهم، ونظرتهم للأمور، وليس من المعقول أن نكون متأثرين برأي كل من هب ودب.. ضع كل آراء الآخرين في اعتبارك، وليكن اتخاذ القرار النهائي لك وحدك، وباقتناع تام دون ضغط من أحد.

 

 

• تعلم من تجاربك السابقة في الاختيار، واستمع للنقد البناء وتفهم مبرراته؛ لتحسين أدائك في المرات القادمة، وليس من أجل تدعيم لومك لذاتك على ما مضى، وبالتدريج ستزداد ثقتك بنفسك.

 

 

• أجمع المعلومات الكاملة والصحيحة عن الموضوع الذي يحتاج إلى اتخاذ قرار فيه، لأن محاولة اتخاذ القرار مع نقص المعلومات أو مع عدم صحتها، سيؤدي إلى اتخاذ قرار خاطئ، وبالتالي ستكون النتائج كارثية.

 

 

post-36649-0-28440600-1393072792.png

 

 

• اطلع بقدر ما تستطيع على ثقافات متعددة، وزد حصيلتك بالقراءة واكتساب المعرفة والمعلومات، فكل هذه المعارف تساعدك على طرح التردد، وعلى الكلام والتحدث بثقة.

 

 

 

• عنصر الزمن عنصر هام في الحياة، وبالتالي هناك أشياء تحتاج للحسم في توقيتات مناسبة، فإذا تركنا أنفسنا للتردد بلا ضابط فإننا سنضيع فرصاً كثيرة، ونشعر ببطء إيقاع الحياة، وبأننا مكبلين بحبال الخوف والقلق.

 

والتردد بهذه الدرجة المعوقة هو علامة اهتزاز ثقتنا بأنفسنا وبالآخرين.

 

 

 

• لا تلُم أو تبكِّت نفسك بقسوة إذا ضاعت منك فرصة بسبب ترددك، فكل إنسان مهما كان خبرته أو درجة تعليمه، يحتاج إلى التدريب على اكتساب المزيد من المعرفة والثقة بالنفس. وتذكر أنه لا يوجد إنسان لم يُضع بعض الفرص بسبب تردده، فالإنسان يتعلم دائماً من أخطائه حتى يتغلب عليها، كما يتعلم أيضاً من أخطاء الآخرين.

 

 

• من المفيد أن تتعلم مهارة اتخاذ القرارات، فهي مهارة حياتية غاية في الأهمية.. تعوّد على تحمل المسئولية، وابدأ بالمسئوليات الصغيرة، أو البسيطة، واطلب ممن حولك أن يسندوا إليك بعض المسئوليات، حتى تستطيع التدريب على تحملها. وبإحراز النجاح والتشجيع ممن حولك، تكون قد خطوت خطوة نحو الثقة وعدم التردد.

 

post-36649-0-28585000-1393072806.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

مقال رائع وانتقاء متميز سلمتِ يداكِ أختى

 

جزى الله كاتبه خير الجزاء فقد استفدت من الموضوع

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

بارك الله فيك ِ اشراقة وجزاك ِ خيرًا

الحزم مع مثل هذه الشخصية هي التعامل الأفضل معها .- حسب اعتقادي -

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

موضوع قيم جدًا فالتردد آفة خطيرة إن كانت صفة في الإنسان و ليس شيء عارض

التردد كما جاء في المقال أفضل وسيلة لتجنبه : أن يغلب جانب الرجاء و حسن الظن بالله ,,,

رأي من حوله من الناس يأخذ منه الإيجابي الصادق في النصح و لا يلتفت للسلبي فهناك فئة من البشر مهمتها التثبيط و تفشيل الآخرين

الثقة في النفس عليها عامل و كذلك وضوح الهدف و السعي نحوه

 

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة على هذا النقل القيم

جعله الله في ميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

مقال رائع وانتقاء متميز سلمتِ يداكِ أختى

 

جزى الله كاتبه خير الجزاء فقد استفدت من الموضوع

 

سلّمكِ ربي من كل سوء اختي الحبيبة

وأنا استفدت من الموضوع كثيرا

جزى الله عنا كاتبه خيرا

أسعدني مروركِ العطر يا حبيبة

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

بارك الله فيك ِ اشراقة وجزاك ِ خيرًا

الحزم مع مثل هذه الشخصية هي التعامل الأفضل معها .- حسب اعتقادي -

 

 

وفيكِ بارك الرحمن يا غالية وجزاكِ خيرا منه

 

أحترم رأيكِ كثيرا حبيبتي

ولكن هناك بعض الناس يحتاج إلى التدرج في التعامل معه لكي يعزز الثقة بنفسهِ

والكاتب جزاه الله خيرا قد ذكر خطوات مفيدة جدا للتخلص من هذه الآفة

 

أسعدني مرورك الغالي سندستي الحبيبة

 

 

 

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

موضوع قيم جدًا فالتردد آفة خطيرة إن كانت صفة في الإنسان و ليس شيء عارض

التردد كما جاء في المقال أفضل وسيلة لتجنبه : أن يغلب جانب الرجاء و حسن الظن بالله ,,,

رأي من حوله من الناس يأخذ منه الإيجابي الصادق في النصح و لا يلتفت للسلبي فهناك فئة من البشر مهمتها التثبيط و تفشيل الآخرين

الثقة في النفس عليها عامل و كذلك وضوح الهدف و السعي نحوه

 

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة على هذا النقل القيم

جعله الله في ميزان حسناتك

 

اللهم آمين

 

 

وجزاكِ ربي خيرا منه مديرتنا الحبيبة

 

 

نعم صدقتِ مديرتنا الحبيبة هي آفة خطيرة جدا

ولا ينبغي للمرء أن يلتفت إلى آراء المثبطين من حوله

 

سرّني مروركِ الغالي مديرتنا الحبيبة

لا حرمنا الله منكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×