اذهبي الى المحتوى
محبة الاسلام @

ربنا يعطي كل واحد حسب نيته

المشاركات التي تم ترشيحها

 

 

أود أن أعرف ما هي النية التي يريدها الله؟ ودائما أسمع كلمة ( ربنا يعطي كل واحد حسب نيته ) وكيف أعرف إذا كانت النية عندي لله؟ وكيف أجعلها لله فقط؟ وهل يعني أن كل عمل تقوم به لله فسوف يوفقك الله؟

 

 

 

 

فإن النية أول أركان العمل، وعمل بلا نية عمل ناقص غير مكتمل، فالعمل الصالح شرط صحته أمران اثنان: فالأول النية الخالصة والثاني متابعة سنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ كما قال تعالى: { ليبلوكم – أي ليمتحنكم – أيكم أحسن عملاً } أي أخلصه وأصوبه.. فثبت بذلك أن أصل الدين مبني على النية وعلى متابعة النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك كان السؤال عن النية من أوكد الأمور وأهمها..

 

إذا علم هذا فإن النية التي يريدها الله تعالى من عباده هي الإخلاص له وحده لا شريك له، بحيث إذا أديت عبادة من العبادات قصدت بذلك وجه الله تعالى وأردت بذلك التقرب إليه وطلب رضوانه؛ كما قال تعالى: { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين }، وأيضًا فإن صحة الأعمال وثوابها بحسب النية؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) متفق على صحته.

 

وأما عن هذه الكلمة التي أشرت إليها، وهي أن الله تعالى يعطي كل إنسان على حسب نيته فهذه عبارة ليست من كتاب الله ولا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وليست مما ثبت عن صحابته الكرام – رضوان الله تعالى عليهم –والناس يقصدون بها أن الله تعالى يعطي الأرزاق في هذه الدنيا على حسب نواياهم، وربما قالوا ( على نياتكم ترزقون )، وربما ظنها بعض العامة آية من القرآن، وهذا من أعظم الغلط، فإن هذه أيضًا ليست من كلام الله تعالى ولا من كلام نبيه صلى الله عليه وسلم ولا تصح عن الصحابة – رضوان الله عليهم – وهذه أيضًا يراد بها في قصد الناس أن الله تعالى يرزق الناس في هذه الدنيا على حسب نواياهم، وهذا خطأ محض وغلط واضح بيِّن، فإن الله تعالى يرزق في هذه الدنيا الكافر والمؤمن، بل ربما رزق الكافر الرزق الواسع الذي لم يرزق مثله نظرائه ومعاصروه كما وقع لقارون الكافر العنيد، فقد رزقه الله تعالى من الكنوز شيئًا يفوق الوصف حتى قال تعالى: { وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولى القوة }، وكذلك شأن فرعون الذي بسط الله له الملك والمال والجاه والثراء، بل قال تعالى في حق الوليد بن المغيرة وهو من أكفر المشركين وأعندهم { ذرني ومن خلقت وحيدًا وجعلت له مالاً ممدودًا وبنين شهودًا ومهدت له تمهيدًا ثم يطمع أن أزيد كلا إنه كان لآياتنا عنيدًا }، بل أخبر الله تعالى أن المترفين في عامة الأمم الغابرة إنما هم الفئة المعاندة الغالب عليها الكفر والضلال؛ كما قال تعالى: { وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون }، وهذا كثير في كتاب الله تعالى، بل قال تعالى: { ولولا أن يكون الناس أمة واحدة – أي على الكفر – لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سُقفًا من فضة ومعارج عليها يظهرون } الآيتان.

 

وهذا أمر يطول استقصاؤه وشرحه، فثبت بذلك بطريق القطع من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الرزق في هذه الدنيا لا يكون على حسب النيات، فها هو نبينا صلى الله عليه وسلم أصلح الخلق نية وأعظمهم وأحسنهم مقصدًا ومع هذا كان يمر عليه الشهر والشهران ولا يوقد في بيته نار، صلوات الله وسلامه عليه، فاعرف ذلك واحفظه.

 

وأما في الآخرة فلا ريب أن النية لها عملها ولها شأنها، فإذا كانت النية صالحة والعمل صوابًا فإن هذا يزيد في الأجر وفي قدره بحسب النية وشدة المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم.

 

وطريق أن تخلص النية لله تعالى بأن تجعل قصدك من كل عبادة تقوم بها هو طلب رضوان الله تعالى وعدم الالتفات إلى أي مقصد آخر، وقد كان من دعاء عمر رضي الله عنه: ( اللهم اجعل عملي كله صالحًا ولوجهك خالصًا ولا تجعل لأحد فيه شيئًا ).. فأحسن نيتك وأحسن عملك تكن من المتقين الذين قال تعالى فيهم: { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب }.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×