اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ

المشاركات التي تم ترشيحها

13100936_1021215614621828_2167346228576548867_n.jpg?oh=72d4834fd12d9e896a4f7bc2275e4175&oe=57E05DBF

 

 

{وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ }

هذه الآية عامة في جميع الحقوق التي بين العباد ،

المطففون على أصناف فمنهم:

ـ زوج يريد من الزوجة أن تعطيه حقه كاملاً وهو يبخسها حقها.

ـ صاحب يريد من صاحبه أن يكون له مثل العسل، لكنه يعامل صاحبه بما هو مر كالحنظل .

ـ موظف يطلب الراتب كاملاً، لكنه لا يعطي الوظيفة حقها دواما وعملا.

ـ مدرس أو معلم يريد من التلاميذ أن يحترموه ، وهو لا يلين لهم، ولا يعطي الدرس حقَّه.

ـ رجل استأجر أجيراً، فاستوفى الحق منه تاماً لكنه لم يعطه الأجرة كاملة .

كل هؤلاء مطففون ؛ لأنهم يستوفون حقوقهم كاملة ، ولا يعطون الحق الذي عليهم كاملاً.

 

 

 

فماذا ينتظرهم يوم القيامة؟

انه الوعيد الشديد

(أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ *

يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ).

بعد استعراض بعض الأمثلة من واقعنا العملي تبين الآيات جزاء من يفعل ذلك، فيحذرهم الله تعالى ويقول لهم: (أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ ) الاستفهام هنا للتوبيخ، يوبخ هؤلاء، ويقول لهم: هل أنتم تؤمنون بأنكم ستبعثون يوم القيامة؟ نعم هم يقولون: سنبعث لهذا اليوم، لكنهم ينسونه عند حلول الشهوات، فهم في الحقوق ينسون أنهم يبعثون، وإلا لو أن الإنسان إذا حدثته نفسه أن يخل بواجب أو ينتهك محرماً تذَّكر يوم المعاد، فما أظن عاقلاً يؤمن بذلك إلا وكف نفسه عن المحرم، وألزمها بفعل الواجب ً، لكنها الغفلة والنسيان التي تستولي علينا حتى ننسى هذا اليوم العظيم.. (لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ) ما هذا اليوم؟ انه يوم القيامة، الذي يفسره قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) وذلك من شدة الهول وعظمه.

(لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ )

يقومون من قبورهم لرب العالمين، يقومون سراعاً( يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعاً ) وقال عز وجل: (إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء ) .

 

 

إن الإنسان الذي يطلب حقه كاملاً، ويعطي الحق الذي عليه ناقصاً إنسان جائر ؛

لأن هذا خلاف العدل، والله تعالى لا يحب الجائرين، انه يحب المقسطين العادلين.

 

 

صيد القوائد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكِ

جزاكِ الله خيرًا يا غالية ونفع الله بكِ

()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

شرح لقوله تعالى {ويل للمطففين}

الكاتب: أبو عبدالله عبد الفتاح بن آدم المقدشي

 

عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: أقبَل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «يا معشر المهاجرين: خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط، حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله، إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله، ويتخيروا ما أنزل الله، إلا جعل الله بأسهم بـينهم» رواه ابن ماجه وغيره وصححه الألباني .

 

فمحل الشاهد قوله صلى الله عليه وسلم :" ولَم يَنقصوا المكيال والميزان، إلاَّ أُخذوا بالسنين، وشِدَّة المَؤُونة، وجَوْر السلطان عليهم "

وما من شكٍ أن كل ذلك المذكورفي المقال يدخل تحت هذا الوعيد الشديد، إذ كل تلك الفروع من الخيانات الممقوتة يُلحق بالأصل وهو قوله تعالى {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فعلة التطفيف هنا كما ترى هي الخيانة وليست العبرة حصر الخيانة بالمطعومات فحسب بل يشمل كل البضائع الأخرى مادامت القاعدة: " العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب". إذاً فيكون جامع حكم العلة بين الفروع المذكورة هنا والأصل هو الخيانة فيكون إذا وعيدهم بالعذاب كوعيدهم سواء بسواء كما أنهم من زمرة المطفِّفين الذين توعد الله لهم بالويل يوم القيامة أعاذنا الله منها.

 

قال ابن تيمية رحمه الله : “والناس وان تنازعوا فى اللفظ العام الوارد على سبب: هل يختص بسببه؟ فلم يقل احد ان عمومات الكتاب والسنة تختص بالشخص المعين، وانما غاية ما يقال: انها تختص بنوع ذلك الشخص فتعم ما يشبهه، ولا يكون العموم فيها بحسب اللفظ ، والآية التي لها سبب معين ان كانت أمرا أو نهيا فهي متناولة لذلك الشخص ولغيره ممن كان بمنزلته. وان كانت خبرا بمدح او ذم فهي متناولة لذلك الشخص ولمن كان بمنزلته ايضا فان العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب ولهذا كان أصح قولي الفقهاء: انه إذا لم يعرف ما نواه الحالف رجع الى سبب يمينه وما هيجها وأثارها" انتهى.

 

فكيف بالله عليكم بمن ينهبون أموال المسلمين بالملايين أو يسرقونها بالملايين بل وكيف من يتاجرون بأعضاء المسلمين من الكلى والكبد وغيره وكأنها قطع غيار بشرية عندهم بل وكيف بمن يبيعون الأحرار ويأكلون أثمانهم بعد احتجازهم في حوزتهم بالقوة والقهر، وكيف وكيف .... ... إلخ ، وقد وصل جشع التجار وكثير من الأطباء الجشعين إلى هذا الحد كما هو معلوم.!! والله المستعان.

فلا ريب أن مثل هؤلاء أولى وأحرى من المطففين بالأكيال والموزين من باب مفهوم الأولى وقد قال تعالى و {نَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [ الأنبياء: 47 ].

فبالله عليكم إذا كان الله يأتي بمثقال حبةٍ من خردلٍ ليوزن بموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا فكيف بمن يأتي بمظالم من الملايين ، بل ويتفنن المجرمون بجرائمهم بكيفيات كثيرة متنوعة لاضرار المسلمين والله المستعان.

أما ربط الويل بالمطففين هنا والتذكير ببعثهم ليومٍ عظيمٍ وقيامهم لرب العالمين ففيه تخويف من العقاب الأخروي الذي هو أعظم من العقوبات الدنيوية كما فيه تحصيل للإيمان باليوم الآخرة الذي هو المؤدِّب والموجِّه الأعظم لمن يمكن أن تخدع نفسه من المسلمين ليفعل في الخفية مثل هذه الأفاعيل أو بما يشاء من المظالم المشتركة أو الفردية.

 

طريق الاسلام

 

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×