اذهبي الى المحتوى
همسة أمل ~

الأخفــــياء } *

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

الأخفــــياء } *

***********

 

 

 

أن تفعل خيراً في العلن

 

فإن للعطاء لذة

 

لكن أن يكون عطائك متحصنا

 

في ( أسوار الكتمان )

 

فإنه حتما

 

ألذ و أعذب و أصدق

 

وحديثنا اليوم عن أناس

 

لا يعرفهم (أهل الأرض)

 

لكنهم معرفون هناك

 

عند أهل السماء

 

} *

( وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ )

(البقرة : 271 )

 

هذه الآية العذبة تشعل فتيل نور في بصيرتنا

 

لتنبهنا عن عبادة مغيبة

 

منا من جهلها

 

ومنا من غفل عنها

 

و منا من اعتادها فتلذذ بها

 

هي: ( العمل الصالح الخفي ) أو (السريرة) أو (الخبيئة)

 

سمها ما شئت !!

 

 

و لكن امتلك نصيبا منها

}*

 

تأملوا معي

 

(إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي)

- رواه مسلم -

 

ياااااااااااه

 

هل تستشعرون ذلك ؟!

 

الله

 

الملك .. القدوس .. السلام ..المهيمن .. العزيز ..الجبار ..المتكبر .. يحبهم

 

(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ …)

 

الله

 

 

 

 

الخالق ..البارئ .. المصور .. الذي يسبح له ما في السماوات والأرض .. يحبهم

 

(هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)

 

 

 

يا أحباب هل تدركون معنى أن تكونوا من أحباب الله؟!

 

(أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)

 

يا الله

 

ماذا يقيدنا .. عن اللحاق بأولئك النفر؟!!

 

و ما هذا العمل الذي أخفوه هم

 

حتى أوصلهم إلى هذه المنزلة؟!

 

 

 

صحبوا الخفاء .. حتى ألفوه

 

فتلذذوا به .. و عاشوا معه

 

فكانوا أخفياء .. في أنفسهم أولا

 

يقول الشيخ محمد بن عثيمين في (شرح رياض الصالحين ) – رحمه الله – :

 

(الخفي هو الذي لا يظهر نفسه, ولا يهتم أن يظهر عند الناس, أو يشار إليه بالبنان, أو يتحدث الناس عنه ,(..) يخفي نفسه ).

 

و أخفياء في أعمالهم ثانيا

 

إقراء بقلبك :

 

يقول الله جل في علاه في الحديث القدسي – عن السبعة الذين يظلهم الله – :

 

( ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه )

 

أغمض عينيك

 

وتخيل ما معنى (لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)

 

هل فعلت؟

 

اكمل ما بدأت وأستحضر معي هذه الرسائل الصادقة

 

يقول عبد الله بن داود رضي الله عنه ، فيما أورده الذهبي :

 

(كان يستحبون – أي السلف الصالح- أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح لا تعلم به زوجته ولا غيرها).

 

ويحدثنا محمد بن واسع :

 

(لقد أدركت رجالا يقوم أحدهم في الصف، فتسيل دموعه على خده ولا يشعر به الذي إلى جنبه)

 

 

 

ما هو السر الذي امتلكه هؤلاء وغفلنا عنه ياترى ؟!

 

يقول الشيخ الفاضل إبراهيم الدويش :

 

(السر في حياة أولئك … التوحيد القلبي،

 

يوم أن تكون الأفعال والأقوال وحركات القلب وسكناته

 

كلها لله سبحانه وتعالى

 

عرف هذا السر أولئك الأخفياء، فكانت الدنيا لهم، والآخرة دارهم)

 

ثم يحدثنا الدويش عن سر آخر:

 

(إن فقدت الأعمال والأقوال خلوص النية لله جل وعلا،

 

انطلقت من أفضل الطاعات إلى أحط المخالفات(…)

 

فما اجتهدوا في إخفاء أعمالهم إلا لخوفهم من ربهم،

 

وخوفهم من فساد أعمالهم بالعجب والغرور وهجمات الرياء)

 

قد يكون هذا أحد أسرارهم بل هو الأساس

 

غير أني أجد سرا آخر

 

و هو ما يجدونه في قلوبهم من لذة.

 

فللعمل الخفي لذة ونشوة و تحليق

 

لا يدركه إلا من جربه

 

وأقرأ هذه القصة التي يرويها د.عبد الكريم بكار في كتابه (عش هانئا)

 

لتستيقن من صحة هذه النشوة .. يقول فيها:

 

( تحدثوا عن رجل كان يتردد إلى إحدى دور الأيتام بعد ظهر كل يوم أربعاء

 

ليقضي ساعة من الزمن يرفه خلالها عن الصغار البائسين , برواية القصص لهم و ملاعبتهم

 

و لما سُئِل مُدير المَيتم : عن هذا الرجل؟

 

أجاب بأنه لا يعرف عنه شيئا و لا من هو !!

 

و أنهم كل ما سألوه أجاب :

 

لا أهمية لذلك .. لو أخبرتكم لفسد كل شيء )

 

صدق والله

 

(لو أخبرهم لفسد كل شيء )

 

 

}*

 

قد نتحير في بعض التساؤلات حول الخبيئة:

 

هل الخفاء في الصدقة فقط ؟

 

 

 

كلا

 

يقول الشيخ إبراهيم الدويش : (هم الساجدون الراكعون في الخلوات،

 

فكم من دعوة في ظلمة الليل شقت عنان السماء, وكم من دمعة بللت الأرض )

 

هل هي في الصلاة فقط ؟!

 

 

كلا

 

اقرأ بقلبك

 

قال صلى الله عليه وسلم ( الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة والمُسِر بالقرآن كالمُسِر بالصدقة )

 

- رواه أحمد –

 

هل هي في قراءة القرآن فقط ؟!

 

 

يقول القرطبي : ( وكذلك سائر العبادات .. الإخفاء أفضل في تطوعها )

 

حسنا

 

هل هي في العبادات فقط؟!!

 

كلا

 

يكفيك أن تكون سريرتك هي ( أن لا تسرق السرور من قلب أحد )

 

يروي لنا د.صالح المغامسي – حفظه الله –

 

قصة مُغرَقة في الرومانسية .. لسريرة رجل صالح فيقول :

 

(يحكى عن رجل من الصالحين يقال له: أبو عثمان النيسابوري .. أنه كان محبوباً عند الناس..

 

ففي آخر حياته جاءه رجل فقال له: يا أبا عثمان !

 

إنك لست إماماً ولا خطيباً، وإنني أجد الله قد وضع لك قبولاً في الأرض ومحبة،

 

فأسألك بالله إلا أخبرتني بأرجى عمل عملته في الدين ؟!!

 

فوافق الرجل على أن يخبره شريطة ألا يحدث به الناس إلا بعد موته،

 

فحدث به السامع بعد موته.

 

قال: يا هذا إنه جاءني رجل ذات يوم أظنه من أهل الصلاح،

 

فقال لي: إني أريد أن أزوجك ابنتي. فقبلت، فلما دخلت عليها

 

إذا هي عوراء شوهاء عرجاء لا تحسن الكلام، وليس فيها من الجمال مثقال ذرة،

 

فلما رأيتها رضيت بقضاء الله وقدره، فأقمت معها خمسة عشر عاماً،

 

ففتنت بي وليس في قلبي نحوها من الهوى والميل مثقال ذرة،

 

ولكنني كنت صابراً عليها أحسن إليها ولا أخبرها عما في قلبي إجلالاً لله تبارك وتعالى

 

حتى توفاها الله جل وعلا.

 

وكان من تعلقها بي أنها تمنعني من أن أذهب إلى المسجد وإلى أقاربي وأصدقائي

 

وتريدني طيلة النهار أن أكون معها، فأطيعها في كثير من الأحيان،

 

ولم أخبر بهذا أحداً.. ولم أشك أمري إلى أحد غير الله..

 

وفعلت ما فعلت إجلالاً لله،

 

فإن كان الله كتب لي قبولاً

 

فإني أرجو أن يكون بسريرتي هذه. )

 

يالله ..

 

يجل الله في قلب أحبه .. وعين افتتنت به

 

 

يالله

 

أي إجلالٍ لله هذا ؟! .. و أي فقه؟! .. بل أي سريرة؟!

 

 

 

 

}*

 

حسنا

 

لنعزم من الآن أن نلتحق بهؤلاء

 

 

 

اجعل لك سريرة

 

لا يعلمها أحد من الخلق

تدخرها لنفسك هناك

 

بين يديه سبحانه

 

لا تحرم نفسك لذة هذا الشعور .. ابدأ الآن.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كتبته: هند عامر

 

 

}*

 

كيف يكون لك سريرة صادقة | للشيخ المغامسي حفظه الله

 

 

تم تعديل بواسطة همسة أمل ~
  • معجبة 4

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته

 

قيّم ورائع اللهم بارك!

 

جزاكم الله خيرا وجعل ما نقلتِ في ميزان حسناتك حبيبتي هموسة()

 

 

 

يقول الشيخ الفاضل إبراهيم الدويش :

 

(السر في حياة أولئك … التوحيد القلبي،

 

يوم أن تكون الأفعال والأقوال وحركات القلب وسكناته

 

كلها لله سبحانه وتعالى

 

عرف هذا السر أولئك الأخفياء، فكانت الدنيا لهم، والآخرة دارهم)

 

أسأل الله أن يجعلنا منهم

اللهم آمين()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

رائع تبارك الرحمن

جزاكم الله خير الجزاء

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة على النقل القيم

جعله الله في ميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرًا موضوع جميل جميل بارك الله فيك ونفع بك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

رائع تبارك الرحمن

جزاكم الله خير الجزاء

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اللهم ارزقنا عملا صالحا خفيا يرضيك عنا

 

واقبضنا عليه وابعثنا عليه ياربنا ..أنت ولى ذلك والقادر عليه

 

بارك الله فيكِ حبيبتى ونفع بكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×