اذهبي الى المحتوى
ظِـلاَلُ اليَّـاسَميـنْ

~ *{تــدبــُّرات قُـرآنـيـة} للشيخ هانى حلمى*~ 💓

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

أهميَّة التدبر

لماذا التدبر سؤال مطروح ومهم وملح ولعل الأهمية في التدبر تكمن :

1 – الامتثال لأمر الله سبحانه وتعالى فلقد أمرنا بذلك فقال

" أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " النساء

" أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها " محمد

وإن الله علم أن هذا التدبر فيه خير عظيم وإن كنا نحن المسلمين لا ندركه إدراكاً صحيحا

2- القرآن الكريم بحر فائض من الخيرات ورية الرحمن للعالمين

هل كان القرآن إلا رية

من يد الرحمن هنية

و عطية أبدية

يسمو بها الإنسان "

 

وقد قال الرافعي رحمه الله " القرآن الكريم يعطيك معان غير محدودة في كلمات محدودة "

وهذا البحر الفائض من الخيرات لا بد لاستخراج الدرر المكنونة فيه من غوص وتدبر لاستخراجها واستخراج الحلول للمشاكل المستجدة في عصرنا وفي كل العصور وهو ما يسمى بصلاحية الإسلام لكل زمان ومكان " قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا " الكهف

3- سبب لشحن النفس نحو الخير وضد الشر فقد كان النبي عليه السلام يكرر الآية الواحدة عشرات المرات وورد أنه قام الليل وهو يكرر قوله تعالى " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيزالحكيم " المائدة

وما معنى أن يكرر الإنسان آية عشرات المرات إذا لم يكن فيها تقليب الآية والتفكر فيها

وكثير من الصحابة والصالحين كانوا يكررون كثيرا من الآيات يتفكرون وينظرون ويعتبرون

4- التدبر يعني الاهتمام وبالتالي التطبيق والممارسة وهي النقطة الأهم في حياة الأمة

" فإذا تدبرنا القرآن نقلناه إلى حقول الممارسة على الأقل أو إلى ميادين السلوك " 5

5- التدبر في القرآن كان سبباْ في تغيير حياة كثير من الناس وأولهم الصحابة الذين كانوا يسمعون القرآن فيقولون والله إنه ليس بقول البشر وما هي إلا لحظات تفكر وتدبر قليلة حتى يدخل ذلك الرجل في الإسلام ويصبح من الصحابة الكرام .

 

 

ولعل من المفيد أن نذكر هنا أن الناس فهموا بعض الأحاديث فهما خاطئاً فأعرضوا عن التدبر وانصرفوا إلى الحفظ والصم دون التوقف والتدبر ومن هذه الأحاديث " خيركم من تعلم القرآن وعلمه "مسلم عن عثمان

فمن منا لا يطمع أن يكون من خير هذه الأمة لكن بعض المسلمين فهموا أن هذا الحديث لا يحمل إلا معنى واحد هو الحفظ وحسن التلاوة

" إن الصحابة عندما خوطبوا بهذا الحديث قد كانوا يعلمون معانيه سليقة "

وعليه فإن معنى هذا الحديث وحتى يحصل المسلم على الخيرية لا بد أن تتوافر فيه ثلاثة أمور :

1 - التلاوة الصحيحة

2- الفهم الصحيح

3- التطبيق السليم .

 

تم تعديل بواسطة ام جومانا وجنى
موضوع متميز

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

~ *{تــدبــُّرات قُـرآنـيـة} للشيخ هانى حلمى*~

 

انقلها لكنّ أخيّاتي الحبيبات من موقع الكلم الطّيب أسأل الله تعالى أن ينفعنا بها

المخرج

هل تعرف المخرج ؟

يا متحسراً على فوات أيام رمضان ومستشعراً أنَّك مغضوب عليك ولا جدوَى منكَ

 

مازال أمامك باب قلَّ من يطرقُ عليه باب الانكسار والذل والافتقار الذي ياتي به شدَّة النَّدم واحتراق القلب فيلهج اللسان بالإستغفَار

تدبَّر لما قتل موسى القبطي قال : ( قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.)القصص : 16 ،

قال ابن عطية : إن ندم موسى حمله على الخضوع لربِّه والاستغفار عن ذنب باء به عنده تعالى ، فغفر الله خطأهُ ذلك ،

قَال قتادة : عرف – والله – المخرج فاستغفر.

تم تعديل بواسطة ظِـلاَلُ اليَّـاسَميـنْ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

هل تتخيل أنك قد ترجع بعد رمضان فاسقا ؟

نعم مشكلة كل شوال نشتكي الفتور والغفلة والشعور بعدم القبول هل تدري العلاج؟

 

أن لا تنسى الله ومن نسيان الله نسيان كلامه

 

قال الطاهر بن عاشور في قول تعالى : ( وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) الحشر : 19 ،

ثم قال بعدها : ( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ) الحشر : 21 ،

ذكر هذه الآية بعد بيان حال الفاسقين ينبه على أنَّ ما أوقع الفاسقين في الهلكة إنما هو إهمالهم القرآن الكريم والتدبر فيه ،

 

وذلك من نسيانهم الله تعالى .

تم تعديل بواسطة ظِـلاَلُ اليَّـاسَميـنْ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

احذر الخواتيم

 

 

قال تعالى (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُواُ) [سورة المائدة : 92] نعم احذرُوا من رد طاعاتكُم

 

احذروا من حبُوط العمَل بالريَّاء والعُجب

 

ألم يقل سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ)[سورة محمد : 33]

 

لاحظُوا في الموضعين ذكر الطاعة وعقبها بالخوف

 

وهو معنى (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) [سورة المؤمنون : 60]

 

نعم إنه خوف الخواتيم وخوف الرد

 

 

وتأمل هذا المعنى في قوله (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)[سورة الزمر : 9]

 

لم يقل يخاف الآخرة في مقابل يرجو الرحمة ولم يقل يرجو وجه ربه ولا يرجو الجنة وإنما الحذر لأنه الخوف العملي فهو نتيجة وأثر للخوف

 

ويرجو الرحمة ن العبد يقوم قانتا ليتعرض للرحمة فإن أصابته حصل الإخلاص وحصل الجنة

 

احذر فتن وغفلات الخاتمة اللهم أحسن خاتمتنا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الجن

 

قال تعالى : ( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ) الأحقاف : 29 ،

 

وقال : ( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًا عَجَبًا) الجن : 1 ،

 

حين تقرأ كلام أولئك الجن عن القرآن يتملكك العجب !

 

أفي جلسة واحدة صنع بهم القرآن كل هذا ؟

 

مع أنهم يقيناً لم يسمعوا إلا شيئاً يسيراً من القرآن !

 

إنك – لو تأملت – لانكشف لك سر هذا

 

: إنه استماعهم الواعي وتدبرهم لما سمعوه ،

 

وشعورهم أنهم معنيون بتلك الآيات ،

 

فمتى قال أحدنا : إنا سمعنا قرآناً عجباً ؟

 

 

ومتى نكسر هذه الأقفال ؟

 

 

وفي تفسير الطبري أنه قرأ قارئ عند عمر : ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )محمد : 24 ،

وعنده شاب فقال :

اللهم عليها أقفالها ، وبيدك مفاتيحها ، لا يفتحها سواك ؛

فعرفها له عمر وزادته خيراً

 

عليك بالتعرف على الله الفتّاح ليفتح مغاليق قلبك لك فتحقق معنى قوله تعالى "فتخبت له قلوبهم " ولم يقل فتخبت به

 

إنه انقياد القلوب للقرآن واستسلامها له هل أحدث فيك القرآن شيئا من ذلك ؟

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

لا تتكبر

احذر أن تتكبر بشيء فمن تكبَّر بشيء عذِّب به ولابد

قال الشبخ ابن عثيمين : لما افتخر فرعون بقوله : ( وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ ) الزخرف : 51 عذب بما افتخر به فأغرق في البحر !

 

وعاد عذبت بألطف الأشياء – وهي الريح – لما تعالت بقوتها – وقالت : ( مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً) فصلت : 15

 

لاحظ :

 

ذرة كبر تحرم عليك الجنَّة

 

هلاَّ صرت متواضعاً ؟

 

انظر لما قالت الملائكة " ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك " فشاب كلامهم شيء من رؤية العمل

 

قال الله :" اسجدوا لآدم "

 

وخذها علامة : (فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ) [سورة فصلت : 38]

لا تمل الطاعة وأكثر من التسبيح لتنأى عن صفات المتكبرين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ترى من منا المختص برحمة الله تعالى ؟

 

من صاحب هذه المنزلة ؟

 

 

لما قال سبحانه : (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيم )

 

قال بعدها : (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًاَ) [سورة آل عمران :74_ 75]

 

وكأن الإشارة إلى أن أهل الأمانة هم المختصون بهذه الرحمات

 

فهل أنت أمين أم خائن ؟

 

هل تدري أن الإيمان أمانة ؟

 

هل تدري أنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ؟

 

هل خنته بعينك قبل ذلك ؟ تب لتختص برحمته اللهم لا تحرمنا رحماتك بذنوبنا وما اقترفت أيدينا.

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك يا غالية وجزاك الله كل الخير

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حسن السماع

 

 

بداية طريق الهداية وبلوغ سعادة الدارين >>من حسن السماع ورزق حاسة التمييز

 

فالمبشرون من ربهم هم أهل العقول الراجحة والقلوب الزاكية والمهديون وسط هذه الضلالات هم الذين يحسنون الاستماع لما ينفعهم ،

 

ويميزون بين الحسن والأحسن ، ثم يتبعون الأحسن ،

( لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ. الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ )الزمر : 17 – 18

 

معادلة قرآنية :تمهل وأنصت وميز ثم اعمل طبقها في كل قرارتك واجعلها من الليلة في سماعك لقرآن القيام والتهجد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيرا يا حبيبة

واصلي بارك الله فيكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حل سحرى

 

 

 

ألا تتعجب من مجيء آية (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)

 

 

في وسط آيات الطلاق وأحكام اﻷسرة

 

 

نعم إنه الحل السحري لإصلاح البيوت

 

ففي ضيق هموم الزوجية الجأ لله وصلّ لتصل ما قطعك عن محبوبك فيأتيك بقلب زوجتك فتصفو الحياة .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

هل تريد ان تبلغ الفردوس

 

 

هل تعتقد أنك يمكن أن تكون من أهل الفردوس الأعلى ؟ ولم لا ؟

 

 

 

قد تبلغها في أيامك هذه بكثرة السجود وبشهود ليلة القجر وتحصيلك ثمرة التقوى بصيامك وثمرة المغفرة بصيامك وقيامك

 

تأمل قول سليمان في مقام استغفاره :

 

 

( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ) ص:35 ،

 

 

 

في هذه الآية أدب من آداب الدعاء ،

 

وهو تعظيم الرغبة ، وعلو الهمة في الطلب ،

 

 

 

فسليمان – عليه السلام – لم يكتف بسؤال الله المغفرة ،

 

ولكنه لعلو همته ، وعلمه بسعة فضل ربه سأله مع ذلك ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأجاب الله دعاءه .

 

 

فاللهم اغفر لنا وهب لنا من لدنك رحمة تبلغنا بها الفردوس الأعلى في رفقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

لا تيأس

 

يا من ترى أن رمضان انتهى وأنت لم تتغير رغم أن الفرصة مازالت سانحة.....لا تيأس

يامن ترى أن رمضان هذا العام أفضل رمضان فرحا بكثرة ختماتك أو ظاهر أعمالك ...لا تغتر

 

قال تعالى : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ) فاطر : 32 ،

 

ذكر القرطبي أن سبب تقديم الظالم لنفسه على السابق بالخيرات – مع أن السابق أعلى مرتبة منه –

 

لئلا ييأس الظالم من رحمة الله ، وأخر السابق لئلا يعجب بعمله .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

التسخط

 

 

(وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ)[سورة التوبة : 59]

 

 

 

علاج داء التسخط الذي قلَّ من يسلم منه كما يقول ابن القيم فغالب الناس يشعر أنه مبخوس الحق ( فلو أنهم رضوا ) بالعطايا ومفتاح الرضا في الافتقار لا ترى نفسك إلا بلباس الفقر والمسكنة ليتصدق عليك المليك ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين )

 

 

 

عالج مرضك فرمضان يمر سريعا وأعظم المنن أن تبلغ ثمرة المغفرة والتوبة من أسباب زلاتك ( عرفت ...فهمت ...فبالتأكيد الآن لزمت )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

البقره

 

 

 

تأمل قضية لقاء الله في سورة البقرة فإن كنت تريد الخشوع المفقود فاعلم أن البداية من اليقين بلقاء رب العالمين فقد نعت ربنا الخاشعين بأنهم (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)

 

 

 

فْاعلم أنك كادح في طلب الوصول لربك فملاقيه ومن هذا الكدح مقاومة الفتن ومنها الحلال كفتنة الزوجة (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ; وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوه; وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) [سورة البقرة : 223]

 

 

 

وتأمل

 

 

 

(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ ) فهل ستنتظر حتى يأتيك الله أم تذهب أنت له ؟

 

لاحظ أن هناك من رضي بالدنيا واطمأن بها وهذا لا يرجو لقاء الله (إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ)

 

 

 

وتأمل كيف عبر القرآن بأن المنتصرين الممكن لهم في نهاية قصة طالوت ( قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ َ) [سورة البقرة : 249] اللهم اجعلنا ممن يرجو لقاءك ويوقن بلقائك ويحب لقاءك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

اللهم بارك !!

تدبرات رائعة، أسأل الله أن ينفعنا بها

جزاك الله خيرا يا غالية ونفع بك

 

في المتابعة بمشيئة الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

رحمات الرب

 

رحمات الودود وحنو اللطيف

 

 

حين تقرأ سورة الأحزاب وتجد في مفتتحها ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا) [سورة اﻷحزاب : 1] هل تتخيل ؟ بأي قلب تلقى النبي صلى الله عليه وسلم قول ربنا " اتق الله " فبعض الناس تأخذه العزة بالإثم حين يسمعها ويراها توبيخا له .

 

 

فتتخيل سورة شديدة التوجيهات للنبي فتفاجا برحمات الودود وحنو اللطيف فهي أكثر سور القرآن تعظيما لقدر النبي ورعاية لحاله وحال بيته (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [سورة اﻷحزاب : 56]

 

إنها تربية الرب لنبيه فاللهم هذبنا وأدبنا وعلمنا وفهمنا عنك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة وبركاته

ممكن اختي ظلال الياسمين او اخت من الاخوات ان توضح لي تدبر في سورة البقرة عن لقاء الله

هل لقاءالله هو الوقوف بين يدي الله للحساب

وهل معنى لقاء الله في كل اية وضعتيها هو نفسه ام مختلف المعنى على حسب سياق الاية وجزاكم الله خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

البقره

 

 

 

تأمل قضية لقاء الله في سورة البقرة فإن كنت تريد الخشوع المفقود فاعلم أن البداية من اليقين بلقاء رب العالمين فقد نعت ربنا الخاشعين بأنهم (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)

 

 

 

فْاعلم أنك كادح في طلب الوصول لربك فملاقيه ومن هذا الكدح مقاومة الفتن ومنها الحلال كفتنة الزوجة (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ; وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوه; وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) [سورة البقرة : 223]

 

 

 

وتأمل

 

 

 

(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ ) فهل ستنتظر حتى يأتيك الله أم تذهب أنت له ؟

 

لاحظ أن هناك من رضي بالدنيا واطمأن بها وهذا لا يرجو لقاء الله (إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ)

 

 

 

وتأمل كيف عبر القرآن بأن المنتصرين الممكن لهم في نهاية قصة طالوت ( قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ َ) [سورة البقرة : 249] اللهم اجعلنا ممن يرجو لقاءك ويوقن بلقائك ويحب لقاءك

السلام عليكم ورحمة وبركاته

ممكن اختي ظلال الياسمين او اخت من الاخوات ان توضح لي تدبر في سورة البقرة عن لقاء الله

هل لقاءالله هو الوقوف بين يدي الله للحساب

وهل معنى لقاء الله في كل اية وضعتيها هو نفسه ام مختلف المعنى على حسب سياق الاية وجزاكم الله خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

سئل عن لقاء الله: هل هو رؤيته أو رؤية ثوابه؟

 

 

ابن تيمية

 

السؤال: سئل رحمه الله تعالى:‏

 

ما هو لقاء الله سبحانه الذي وصف بظنه الخاشعين بقوله تعالى:‏‏{‏‏الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ‏}‏‏ ‏[‏البقرة:‏46‏]‏، وأمر بعلمه المتقين في قوله تعالى:‏‏{‏‏وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ‏}‏‏ ‏[‏البقرة:‏223‏]‏، وبشر بالإقرار به عند المصيبة الصابرين، وأشار إلى إتيان أجله للراجين بقوله تعالى:‏‏{‏‏مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ‏}‏‏‏[‏العنكبوت:‏5‏]‏، واشتهر ذكره في غير حديث من كلام سيد المرسلين، كقوله في دعائه:‏ ‏(‏لقاؤك حق‏)‏، وقوله‏"‏من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه‏"‏‏ الحديث‏‏.

 

الإجابة:

 

ما هو لقاء الله سبحانه الذي وصف بظنه الخاشعين بقوله تعالى:‏‏{‏‏الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ‏}‏‏ ‏[‏البقرة:‏46‏]‏، وأمر بعلمه المتقين في قوله تعالى:‏‏{‏‏وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ‏}‏‏ ‏[‏البقرة:‏223‏]‏، وبشر بالإقرار به عند المصيبة الصابرين، وأشار إلى إتيان أجله للراجين بقوله تعالى:‏‏{‏‏مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ‏}‏‏‏[‏العنكبوت:‏5‏]‏، واشتهر ذكره في غير حديث من كلام سيد المرسلين، كقوله في دعائه:‏ ‏(‏لقاؤك حق‏)‏، وقوله‏"‏من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه‏"‏‏ الحديث‏‏ وهل يصح قول بعض المفسرين من أنه متعلق بمحذوف تقديره:‏ جزاء ربهم أو نحوه، بكونه مما لا يصح أن يضاف إلى الله تعالى حقيقة، فيستحيل ظاهره ويكون المراد منه غير ظاهره، ويصار فيه إلى تأويل معين؟ أم هو مستغن عن ذلك لجوازه في نفسه؟ وكيف يتصور منا محبة من لا نعرفه، ولا نطلع عليه؟ أم كيف يتأتى شوقه وحنين القلوب إليه، وإيثاره على ما سواه، مما هو عندنا معروف ولقلوبنا مألوف؟ ولنا به منفعة عاجلة، ولذة حاصلة.‏

 

وقد قالت عائشة رضي الله عنها:‏ كراهية الموت، وكلنا نكره الموت.‏

 

فرد صلى الله عليه وسلم قولها بما تضمنه الحديث "من رؤية المؤمن ما له عند الله من النعيم، فأحب الله لقاءه‏"‏‏ الحديث.‏

 

وقد يعترض على هذا سؤال، وهو أنه إذا كان حبه اللقاء لما رآه من النعيم، فالمحبة حينئذ للنعيم العائد إليه، لا لمجـرد لقـاء اللـه تعالى فكيف يجـازي عليـه بحـب الله تعالى لقاءه ومحبته غير خالصة، وإنما يتقبل الله من الأعمال ما كان خالصاً‏؟

 

‏‏ بينوا لنا هذه الأمور البيان الشافي، بالجواب الصحيح الكافي، طلباً للأجر الوافي إن شاء الله تعالى؟

 

فأجاب رضي الله عنه وأرضاه:‏

 

الحمد لله، ‏[‏أما اللقاء‏]‏ فقد فسره طائفة من السلف والخلف بما يتضمن المعاينة والمشاهدة بعد السلوك والمسير، وقالوا:‏ إن لقاء الله يتضمن رؤيته سبحانه وتعالى واحتجوا بآيات ‏[‏اللقاء‏]‏ على من أنكر رؤية الله في الآخرة من الجهمية، كالمعتزلة وغيرهم.‏

 

وروى عن عبد الله بن المبارك أنه قال في قوله:‏‏{‏‏فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً‏}‏‏‏[‏الكهف:‏110‏]‏:‏ ولايرائي، أوقال:‏ ولا يخبر به أحداً، وجعلوا اللقاء يتضمن معنيين:‏

 

أحدهما:‏السير إلى الملك، والثاني:‏ معاينته، كما قال:‏‏{‏‏يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ‏}‏‏‏[‏الانشقاق:‏6‏]‏، فذكر أنه يكدح إلى الله فيلاقيه والكدح إليه يتضمن السلوك والسير إليه، واللقاء يعقبهما.‏

 

وأما المعاينة من غير مسير إليه كمعاينة الشمس والقمر فلا يسمى لقاء.‏

 

وقد يراد باللقاء الوصول إلى الشيء والوصول إلى الشيء بحسبه.‏

 

ومن دليل ذلك أن الله تعالى قد قال:‏ ‏{‏‏إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ‏}‏‏‏[‏الأنفال:‏ 45‏]‏، و ‏{‏‏إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ}‏‏‏[‏الأنفال:‏15‏]‏، وقال:‏‏{وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ‏}‏‏ الآية ‏[‏البقرة:‏14‏]‏، وقال:‏‏{‏‏وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْ‏}‏‏ ‏[‏البقرة:‏76‏]‏، وقال:‏‏{وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ‏}‏‏‏[‏الأنفال:‏44‏]‏، وقال تعالى:‏ ‏{ققَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ}‏‏‏[‏آل عمران:‏ 13‏]‏.

 

‏‏ وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال"لا تتمنوا لقاء العدو، واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا‏"‏‏، وفي الصحيحين عن أبي هريرة أنه لقى النبي صلى الله عليه وسلم في طريق المدينة وهو جُنُب، فانفتل فذهب فاغتسل، ففقده النبي صلى الله عليه وسلم، فلما جاء قال "أين كنت؟‏‏ قال:‏ يا رسول الله، لقيتني وأنا جنب، فكرهت أن أجالسك حتى أغتسل.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:‏‏ ‏سبحان الله ‏!‏ إن المؤمن لا ينجس‏"‏‏ وفي لفظ:‏ لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في مسلم عن حذيفة أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيه وهو جنب، فذكر معناه.‏

 

وفي صحيح مسلم عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أمر أميراً على جيش أو سرية، أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله، ومن معه من المسلمين خيراً، ثم قال‏ ‏"‏اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليداً، وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال‏"‏‏ الحديث.

 

‏‏ وفي حديث عتبة بن عبيد قال:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "القتلى ثلاثة:‏ رجل مؤمن جاهد بماله ونفسه في سبيل الله، حتى إذا لقى عدواً قاتلهم حتى يقتل، فذلك الشهيد المفتخر في خيمة الله تحت ظل عرشه، لا يفضله إلا النبيون بدرجة النبوة، ورجل قرف على نفسه من الذنوب والخطايا جاهد بنفسه وماله في سبيل الله، حتى إذا لقى العدو قاتل حتى قتل، فمصمصة تحت ذنوبه وخطاياه، إن السيف محَّاء للخطايا، وأُدخل من أي أبواب الجنة شاء، فإن لها ثمانية أبواب، ولجهنم سبعة أبواب، وبعضها أفضل من بعض، ورجل منافق جاهد بنفسه وماله حتى إذا لقى العدو قاتل في سبيل الله حتى قتل، فإن ذلك في النار، إن السيف لا يمحو النفاق‏"‏‏ رواه أحمد وأبو حاتم في صحيحه، ومثل هذا كثير في كلام العرب كقول الشاعر:

 

‏‏ متى ما تلقى فرد من ** ترجو وأبو السنل

 

ويستعمل ‏[‏اللقاء‏]‏ في لقاء العدو، ولقاء الولي، ولقاء المحبوب، ولقاء المكروه، وقد يستعمل فيما يتضمن مباشرة الملاقي ومماسته مع اللذه والألم، كما قال "إذا التقا الختانان وجب الغسل‏"‏‏، وفي الحديث الصحيح ‏"‏إذا قعد بين شُعَبِها الأربع والتزق الختانان فقد وجب الغسل‏"‏‏.

 

‏‏ ومن نحو هذا قوله:‏‏{‏‏قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ‏}‏‏‏[‏الجمعة:‏8‏]‏ وقوله:‏ ‏{‏‏فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً}‏‏‏[‏الإنسان:‏11‏]‏، وقوله:‏ ‏{‏‏أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَاماً‏}‏‏ ‏[‏الفرقان:‏75‏]‏، ويقال:‏ فلان لقي خيراً ولقى شراً، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏إنكم ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض‏"‏‏‏(‏1‏)‏.

 

‏‏ وقد يقال:‏ إن ‏[‏اللقاء‏]‏ في مثل هذا يتضمن معنى المشاهدة، كما قال تعالى:‏ ‏{‏‏وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ‏}‏‏‏[‏آل عمران:‏ 143‏]‏؛ لأن الإنسان يشاهد بنفسه هذه الأمور، وقد قيل:‏ إن الموت نفسه يشهد ويرى ظاهراً.‏

 

وقيل:‏المرئي أسبابه.

 

‏‏ وقد جاء في الكتاب والسنة ألفاظ من نحو ‏[‏لقاء الله‏]‏، كقوله:‏‏{‏‏وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ‏}‏‏‏[‏الأنعام:‏94‏]‏، وقوله:‏ ‏{‏‏وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا‏}‏‏‏[‏الأنعام:‏30‏]‏، وقوله:‏ ‏{‏‏وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ}‏‏ ‏[‏الكهف:‏48‏]‏، وقوله:‏ ‏{‏‏إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ‏}‏‏‏[‏الفجر:‏14‏]‏، وقوله:‏ ‏{‏‏وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ‏}‏‏‏[‏النور:‏39‏]‏، وقوله:‏‏{‏‏كَلَّا لَا وَزَرَ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ‏}‏‏‏[‏القيامة:‏11، 12‏]‏، وقوله:‏‏{‏‏إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى‏}‏‏ ‏[‏العلق:‏8‏]‏، وقوله:‏‏{‏‏إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}‏‏ ‏[‏البقرة:‏ 156‏]‏، وقوله:‏ ‏{‏‏إِلَيْهِ الْمَصِيرُ‏}‏‏‏[‏غافر:‏3‏]‏، وقوله:‏ ‏{‏‏إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ‏}‏‏‏[‏الغاشية:‏25-26‏]‏.‏

 

لكن يلزم هؤلاء مسألة تكلم الناس فيها، وهي أن القرآن قد أخبر أنه يلقاه الكفار ويلقاه المؤمنون، كما قال:‏‏{يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً وَيَصْلَى سَعِيراً ‏}‏‏‏[‏الانشقاق:‏6ـ12‏]‏.‏

 

وقد تنازع الناس في الكفار:‏ هل يرون ربهم مرة ثم يحتجب عنهم، أم لا يرونه بحال، تمسكاً بظاهر قوله:‏ ‏{‏‏كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ‏}‏‏‏[‏المطففين:‏15‏]‏، ولأن الرؤية أعظم الكرامة والنعيم، والكفار لا حظ لهم في ذلك.‏

 

وقالت طوائف من أهل الحديث والتصوف:‏ بل يرونه ثم يحتجب، كما دل على ذلك الأحاديث الصحيحة التي في الصحيح وغيره، من حديث أبي سعيد وأبي هريرة وغيرهما مع موافقة ظاهر القرآن، قالوا:‏ وقوله:‏ {‏‏لَّمَحْجُوبُون‏}‏‏ يشعر بأنهم عاينوا ثم حجبوا، ودليل ذلك قوله:‏ ‏{‏‏إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ}‏‏، فعلم أن الحجب كان يومئذ.‏ فيشعر بأنه يختص بذلك اليوم، وذلك إنما هو في الحجب بعد الرؤية، فأما المنع الدائم من الرؤية فلا يزال في الدنيا والآخرة، قالوا:‏ ورؤية الكفار ليست كرامة ولا نعيماً؛ إذ ‏[‏اللقاء‏]‏ ينقسم إلى لقاء على وجه الإكرام، ولقاء على وجه العذاب، فهكذا الرؤية التي يتضمنها اللقاء.‏

 

ومما احتجوا به الحديث الصحيح حديث سفيان بن عيينة:‏ حدثنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة‏ "‏‏هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر؟‏" وقد روى مسلم وأبو داود وأحمد في المسند وابن خزيمة في التوحيد وغيره قال‏ " قالوا:‏ يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال‏ ‏هل تُضَارُّون في رؤية الشمس ليست في سَحَابة؟ قالوا:‏ لا‏‏ قال:‏ ‏‏والذي نفسي بيده، لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما‏‏، قال:‏‏‏فيلقى العبد فيقول:‏ أي فل، ألم أكرمك وأسَوِّدْك، وأزوجك، وأسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول:‏ بلى يا رب‏‏ قال:‏ ‏‏فيقول:‏ فظننت أنك ملاقي‏ فيقول:‏ لا.‏ فيقول:‏ فإني أنساك كما نسيتني، ثم قال:‏ يلقي الثاني فيقول له:‏ مثل ذلك، فيقول:‏ أي رب، آمنت بك وبكتابك وبرسلك، وصليت وصمت وتصدقت، ويثنى بخير ما استطاع.‏ فيقول:‏ هاهنا إذا‏‏‏‏ قال:‏‏ ‏ثم يقال:‏ الآن نبعث شاهدنا عليك، ويتفكر في نفسه من ذا الذي يشهد على؟ فيختم على فيه، ويقال لفخذه:‏انطقي، فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بما كان يعمل، فذلك المنافق ليعذر من نفسه، وذلك الذي يسخط الله عليه‏"‏‏، وتمام الحديث قال‏ ‏"‏ثم ينادي مناد:‏ ألا تتبع كل أمة ما كانت تعبد، فتتبع الشياطين والصليب أولياؤهم إلى جهنم، وبقينا أيها المؤمنون فيأتينا ربنا، فيقول:‏ ما هؤلاء؟ فنقول:‏ من عباد الله المؤمنين، آمنا بربنا ولم نشرك به شيئاً، وهو ربنا تبارك وتعالى وهو يأتينا وهو يثبتنا، وهو ذا مقامنا حتى يأتينا ربنا، فيقول:‏ أنا ربكم، فيقول:‏انطلقوا، فننطلق حتى نأتي الجسر، وعليه كَلاليب من نار تخطف، عند ذلك حلت الشفاعة لي، اللهم سَلِّم، اللهم سَلِّم، فإذا جاوزوا الجسر، فكل من أنفق زوجاً من المال في سبيل الله مما يملك، فتكلمه خزنة الجنة تقول:‏ يا عبد الله، يا مسلم هذا خير‏‏، فقال أبو بكر رضي الله عنه:‏يا رسول الله، إن هذا عبد لا تَوَى عليه، يدع باباً ويلج من آخر؟ فضرب كتفه وقال:‏‏‏إني أرجو أن تكون منهم"‏‏.

 

‏‏ قال سفيان ابن عيينة:‏ حفظته أنا وروح بن القاسم، وردده علينا مرتين أو ثلاثاً.‏

 

وسئل سفيان عن قوله:‏‏(‏ترأس وتربع‏)‏ فقال:‏ كان الرجل إذا كان رأس القوم كان له الرباع وهو الربع.‏ وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم، حيث قال:‏ يا رسول الله، إني على دين قال‏ ‏"‏أنا أعلم بدينك منك، إنك مستحل الرباع ولا يحل لك‏"‏‏.

 

‏ وهذا الحديث معناه في الصحيحين وغيرهما من وجوه متعددة، يصدق بعضها بعضاً، وفيه أنه سئل عن الرؤية فأجاب بثبوتها، ثم أتبع ذلك بتفسيره وذكر أنه يلقاه العبد، والمنافق، وأنه يخاطبهم.

 

‏‏ وفي حديث أبي سعيد وأبي هريرة:‏ أنه يتجلى لهم في القيامة مرة للمؤمنين والمنافقين، بعد ما تجلى لهم أول مرة، ويسجد المؤمنون دون المنافقين.‏

 

وقد بسط الكلام على هذه المسألة في غير هذا الموضع.‏

 

وأما الجهمية من المعتزلة وغيرهم، فيمتنع على أصلهم لقاء الله؛ لأنه يمتنع عندهم رؤية الله في الدنيا والآخرة، وخالفوا بذلك ما تواترت به السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم.‏

 

وما اتفق عليه الصحابة وأئمة الإسلام من أن المؤمنين يرون ربهم في الآخرة، واحتجوا بحجج كثيرة عقلية ونقلية، قد بينا فسادها مبسوطاًً، وذكرنا دلالة العقل والسمع على جواز الرؤية.‏

 

وهذه المسألة من الأصول التي كان يشتد نكير السلف والأئمة على من خالف فيها، وصنفوا فيها مصنفات مشهورة.‏

 

 

 

والثاني:‏ أن عندهم لا يتصور الكَدْح إليه، ولا العَرْض عليه، ولا الوقوف عليه، ولا أن يحبه العبد ولا أن يجده، ولا أن يشار إليه، ولا أن يرجع إليه، ولا يؤوب إليه، إذ هذه الحروف تقتضي أن يكون حال العبد بالنسبة إليه في الآخرة وبينهما فضل يقتضى تقرباً إليه ودنواً منه، وأن يكون حال العبد بالنسبة إليه مخالف لحاله في الدنيا، وهذا كله محال عندهم، فإنهم لا يقرون بأن الخالق مباين للمخلوق كما اتفق السلف والأئمة، وصرحوا بأنه مباين للخلق، ليس داخلاً في المخلوقات، ولا المخلوقات داخلة فيه بل تارة يجعلونه حالاً بذاته في كل مكان، وتارة يجعلون وجوده عين وجود المخلوقات، وتارة يصفونه بالأمور السلبية المحضة، مثل كونه غير مباين للعالم ولا حال فيه فهم بين أمرين:‏

 

إما أن يصفوه بما يقتضى عدمه وتعطيله، فينكرونه، وإن كانوا يقرون به، فيجمعون في قولهم بين الإقرار والإنكار، والنفي والإثبات.

 

‏وقد يصرح بعضهم بصحة الجمع بين النقيضين، ويقول:‏ إن هذا غاية التحقيق والعرفان.‏

 

وإما أن يصفوه بما يقتضي أنه عين المخلوقات أو جزء منهـا، أو صفـة لهـا، وذلك أيضاً يقتضي قولهم بعدم الخالق، وتعطيل الصانع وإن كانوا مقرين بوجود موجود غيره وإن جعلوه إياه، ثم يجدون في المخلوقات مبايناً في ربوبية المخلوق، فيقولون بالجمع بين النقيضين، كما تقدم.‏

 

وقد يقولون بعبادة الأصنام، وأن عباد الأصنام على حق، وعباد العجل على حق وأنه ما عبد غير الله قط، إذ لا غير عندهم، بل الوجود واحد، ويقولون بامتناع الدعوة إليه، وأنه يمكن أن يتقرب إليه ويصل إليه، وهم يقولون:‏ ما عدم في البداية فيدعى إلى الغاية، بل هو عين المدعو، فكيف يدعو إلى نفسه؟

 

وكلام السلف والأئمة في ذم الجهمية وتكفيرهم كثير جداً.‏

 

وهؤلاء ومن وافقهم على بعض أقوالهم التي تنفي حقيقة اللقاء يتأولون ‏[‏اللقاء‏]‏ على أن المراد به لقاء جزاء ربهم، ويقولون:‏ إن الجزاء قد يرى، كما في قوله:‏ ‏{‏‏وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ}‏‏‏[‏الملك:‏25ـ27‏]‏، فإن ضمير المفعول في ‏{‏‏رَأَوْهُ‏} عائد إلى الوعد، والمراد به الموعود، أي:‏فلما رأوا ما وعدوا سيئت وجوه الذين كفروا.‏

 

ومن قال:‏ إن الضمير عائد هنا إلى الله، فقوله ضعيف، وفساد قول الذين يجعلون المراد لقاء الجزاء دون لقاء الله معلوم بالاضطرار، بعد تدبر الكتاب والسنة، يظهر فساده من وجوه:‏

 

أحدها:‏ أنه خلاف التفاسير المأثورة عن الصحابة والتابعين.

 

‏‏

 

الثاني:‏ أن حذف المضاف إليه يقارنه قرائن،فلابد أن يكون مع الكلام قرينة تبين ذلك، كما قيل في قوله:‏ ‏{‏‏وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا}‏‏‏[‏يوسف:‏82‏]‏ ولو قال قائل:‏ رأيت زيداً، أو لقيته مطلقاً، وأراد بذلك لقاء أبيه أو غلامه لم يجز ذلك في لغة العرب بلا نزاع، ولقاء الله قد ذكر في كتاب الله وسنة رسوله في مواضع كثيرة، مطلقاً غير مقترن بما يدل على أنه أريد بلقاء الله لقاء بعض مخلوقاته من جزاء أو غيره.‏

 

الثالث:‏ أن اللفظ إذا تكرر ذكره في الكتاب، ودار مرة بعد مرة على وجه واحد، وكان المراد به غير مفهومه ومقتضاه عند الإطلاق، ولم يبين ذلك، كان تدليساً وتلبيساً، يجب أن يصان كلام الله عنه، الذي أخبر أنه شفاء لما في الصدور، وهدى ورحمة للمؤمنين، وأنه بيان للناس، وأخبر أن الرسول قد بلغه البلاغ المبين، وأنه بين للناس ما نزل إليهم، وأخبر أن عليه بيانه، ولا يجوز أن يقال:‏ ما في العقل دلالة على امتناع إرادة هذا المعنى هو القرينة التي دل المخاطبين على الفهم بها؛ لوجهين:‏

 

أحدهما:‏ أن يقال:‏ ليس في العقل ما ينافى ذلك، بل الضرورة العقلية، والبراهين العقلية توافق ما دل عليه القرآن، كما قال:‏ ‏{‏‏وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ‏}‏‏‏[‏سبأ:‏6‏]‏، وما يذكر من الحجج العقلية المخالفة لمدلول القرآن، فهو شبهات فاسدة عند من له خبرة جيدة بالمعقولات، دون من يقلد فيها بغير نظر تام.‏

 

الثاني:‏ أنه لو فرض أن هناك دليلاً عقلياً ينافى مدلول القرآن لكان خفياً دقيقاً، ذا مقدمات طويلة مشكلة متنازع فيها، ليس فيها مقدمة متفق عليها بين العقلاء، إذ ما يذكر من الأدلة العقلية المخالفة لمدلول القرآن هي شبهات فاسدة كلها ليست من هذا الباب.‏

 

ومعلوم أن المخاطب الذي أخبر أنه بين للناس، وأن كلامه بلاغ مبين، وهدى للناس إذا أراد بكلامه ما لا يدل عليه ولا يفهم منه إلا مثل هذه القرينة، لم يكن قد بين وهدى، بل قد كان لبس وأضل، وهذا مما اتفق المسلمون على وجوب تنزيه الله ورسوله، بل وعامة الصحابة والأئمة من ذلك.‏

 

الرابع:‏ أن قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه ‏"‏اللهم لك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، أنت الحق، وقولك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وإليك حاكمت، وبك خاصمت، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت إلهي لا إله إلا أنت‏"‏‏، وفي لفظ‏ ‏"‏أعوذ بك أن تضلني، أنت الحي الذي لا تموت، والجن والإنس يموتون‏"‏‏.‏ ففي الحديث فرق بين لقاءه وبين الجنة والنار، والجنة والنار تتضمن جزاء المطيعين والعصاة، فعلم أن لقاءه ليس هو لقاء الجنة والنار.‏

 

الخامس:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في غير حديث ما يبين لقاء العبد ربه، كما في الصحيحين عن عدي بن حاتم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‏"‏ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه حاجب ولا ترجمان؛ فينظر أيمن منه فلا يرى إلا شيئاً قَدَّمه، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا شيئاً قدمه، فتستقبله النار، فمن استطاع أن يتقي النار ولو بشق تمرة فليفعل، فإن لم يستطع فبكلمة طيبة‏"‏‏، إلى أمثال ذلك من الأحاديث.‏

 

السادس:‏ أنه لو أريد بلقاء الله بعض المخلوقات إما جزاء وإما غير جزاء لكان ذلك واقعاً في الدنيا والآخرة، فكان العبد لا يزال ملاقياً لربه، ولما علم المسلمون بالاضطرار من دين الإسلام أن لقاء الله لا يكون إلا بعد الموت، علم بطلان أن ‏[‏اللقاء‏]‏ لقاء بعض المخلوقات، ومعلوم أن الله قد جازى خلقاً على أعمالهم في الدنيا بخير وشر، كما جازي قوم نوح، وعاد، وثمود، وفرعون، وكما جازى الأنبياء وأتباعهم، ولم يقل مسلم:‏إن لقاء هذه الأمور في الدنيا لقاء الله، ولو قال قائل:‏ إن لقاء الله جزاء مخصوص وهو الجنة مثلاً، أو النار، لقيل له:‏ ليس في لفظ هذا لقاء مخصوص، ولا دليل عليه، وليس هو بأولى من أن يقال:‏ لقاء الله تعالى لقاء بعض ملائكته، أو بعض الشياطين، وأمثال ذلك من التحكمات الموجودة في الدنيا والآخرة، إذ ليس دلالة اللفظ على تعيين هذا بأولى من دلالته على تعيين هذا، فبطل ذلك.‏

 

الوجه السابع:‏ أن لقاء الله لم يستعمل في لقاء غيره، لا حقيقة ولا مجازاً، ولا استعمل لقاء زيد في لقاء غيره أصلاً، بل حيث ذكر هذا اللفظ، فإنما يراد به لقاء المذكور؛ إذ ما سواه لا يشعر اللفظ به، فلا يدل عليه.‏

 

الوجه الثامن:‏أن قوله:‏‏{‏‏هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً‏}‏‏ ‏[‏الأحزاب:‏43-44‏]‏، فلو كان اللقاء هو لقاء جزائه، لكان هو لقاء الأجر الكريم الذي أعد لهم، وإذا أخبر بأنهم يلقون ذلك لم يحسن بعد ذلك الإخبار بإعداده؛ إذ الإعداد مقصوده الوصول، فكيف يخبر بالوسيلة بعد حصول المقصود؟ هذا نزاع بَيِّن العيِّ الذي يصان عنه كلام أوسط الناس فضلا عن كلام رب العالمين، لا سيما وقد قرن اللقاء بالتحية، وذلك لا يكون إلا في اللقاء المعروف، لا في حصول شيء من النعيم المخلوق.

 

‏‏ الوجه التاسع:‏أن قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ‏"‏من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه‏"‏‏، أخبر فيه أن الله يحب لقاء عبد ويكره لقاء عبد، وهذا يمتنع حمله على الجزاء؛ لأن الله لا يكره جزاء أحد، ولأن الجزاء لا يلقاه الله، ولأنه إن جاز أن يلقى بعض المخلوق كالجزاء أو غيره جاز أن يلقي العبد، فالمحذور الذي يذكر في لقاء العبد موجود في لقاءه سائر المخلوقات، فهذا تعطيل النص، وإما أن يقال:‏ بل هو لاق لبعضها، فيتناقض قول الجهمي ويبطل.‏

 

ودلائل بطلان هذا القول لا تكاد تحصى، يضيق هذا الاستفتاء عن ذكر كثير منها فضلاً عن أكثرها.‏

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - المجلد السادس.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الطغيان

 

( وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا) [سورة اﻹسراء : 60]

 

 

الخوف أعظم سائق إلى الله وأدل دليل على اتعاظ العبد أو جرأته وطغيانه هل تتخيل أن إنسانا سمع أن من أدرك رمضان فلم يغفر له فيه فمات دخل النار فأبعده الله وأسحقه

 

 

وهو إلى الآن شارد ولاه ومعجب بل يردد أنه أفضل من غيره فزاده رمضان غفلة على غفلاته وصار مغرورا بفتاته

 

 

فاعرض نفسك على زواجر القرآن وانظر قبل فوات الأوان هل أنت طاغ او غافل أو وجل لتنجح في امتحان مادة القرآن في رمضان فإنها لا تحتمل الرسوب!!!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

  • محتوي مشابه

    • بواسطة امانى يسرى محمد
      مهما غرقنا في متعة السفر فلا بد أن نفكر جيدا بالعودة
      " واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله" .
      / عبد الله بلقاسم
       
       
      ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)
      نحن منه في البداية وإليه في النهاية ؛
      ولهذا : لنكن (معه) فيما بين ذلك.
      / د.عقيل الشمري
       
       
      (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ)
      تدبر معي .. قوله : ( تفرون ) فالفرار مما تظنه وراءك ؛ وقوله : ( ملاقيكم ) فاللقاء يكون لما هو أمامك !! فيا الله ما أبلغ هذا التعبير القرآني وما أعجب هذا الوصف الرباني لحالنا مع الموت ! فنحن لا ندري أين الموت ؟ فنفر منه تظنه وراءنا ؛والحق أنه أمامنا لا نفر منه إلا إليه... فاللهم ارحمنا و اغفرلنا يا واسع الرحمة والمغفرة ؛وأحسن لنا الخاتمة يا رب
      ماجد الزهراني
       
       
      ( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ )
      ليست معلومة تُقْرأ ؛ وإنما حقيقة تستحق العمل .
      الموت ليس النهاية بل بداية النعيم أو بداية الجحيم ؛ فحدّد مصيرك الآن !
       
       
      (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ)
      نزل الموت منزلة المشاهد ( ذلك ) للدلالة على قرب حصوله.



      ابن_عاشور
       
       
      ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ)
      لم نخلق للبقاء !
      فـَصنع لـنفسك أثراً طيباً ؛ يبقى من بعدك .
       
       
      (وَالْتَفَّتْ السَّاقُ بِالسَّاقِ)
      هذا مشهد أخر يوم للعبد في الدنيا وأول يوم أخرته
      مشهد عصيب ينبغي لكل عاقل استحضاره قبل أن يتحسر ويندم
      / محمد العيد



    • بواسطة ام عبد الودود السلفية
      AM 11:50 | 2015 Jun 17
      بِسْــمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِـيمِ
       
      الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد ...
      فيقول الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى:
      وَأَمَّا التَّأَمُّلُ فِي الْقُرْآنِ: فَهُوَ تَحْدِيقُ نَاظِرِ الْقَلْبِ إِلَى مَعَانِيهِ، وَجَمْعُ الْفِكْرِ عَلَى تَدَبُّرِهِ وَتَعَقُّلِهِ، وَهُوَ الْمَقْصُودُ بِإِنْزَالِهِ، لَا مُجَرَّدُ تِلَاوَتِهِ بِلَا فَهْمٍ وَلَا تَدَبُّرٍ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) [ص: 29] وَقَالَ تَعَالَى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد: 24] وَقَالَ تَعَالَى: (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ) [المؤمنون: 68] وَقَالَ تَعَالَى: (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [الزخرف: 3] وَقَالَ الْحَسَنُ: "نَزَلَ الْقُرْآنُ لِيُتَدَبَّرَ وَيُعْمَلَ بِهِ فَاتَّخِذُوا تِلَاوَتَهُ عَمَلًا".
      فَلَيْسَ شَيْءٌ أَنْفَعَ لِلْعَبْدِ فِي مَعَاشِهِ وَمَعَادِهِ، وَأَقْرَبَ إِلَى نَجَاتِهِ: مِنْ تَدَبُّرِ الْقُرْآنِ، وَإِطَالَةِ التَّأَمُّلِ فِيهِ، وَجَمْعِ الْفِكْرِ عَلَى مَعَانِي آيَاتِهِ؛
      ـ فَإِنَّهَا تُطْلِعُ الْعَبْدَ عَلَى مَعَالِمِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ بِحَذَافِيرِهِمَا، وَعَلَى طُرُقَاتِهِمَا وَأَسْبَابِهِمَا وَغَايَاتِهِمَا وَثَمَرَاتِهِمَا، وَمَآلِ أَهْلِهِمَا،
      ـ وَتَتُلُّ[1] فِي يَدِهِ مَفَاتِيحَ كُنُوزِ السَّعَادَةِ وَالْعُلُومِ النَّافِعَةِ،
      ـ وَتُثَبِّتُ قَوَاعِدَ الْإِيمَانِ فِي قَلْبِهِ، وَتُشَيِّدُ بُنْيَانَهُ وَتُوَطِّدُ أَرْكَانَهُ،
      ـ وَتُرِيهِ صُورَةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ فِي قَلْبِهِ،
      ـ وَتُحْضِرُهُ بَيْنَ الْأُمَمِ، وَتُرِيهِ أَيَّامَ اللَّهِ فِيهِمْ، وَتُبَصِّرُهُ مَوَاقِعَ الْعِبَرِ،
      ـ وَتُشْهِدُهُ عَدْلَ اللَّهِ وَفَضْلَهُ، وَتُعَرِّفُهُ ذَاتَهُ، وَأَسْمَاءَهُ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالَهُ، وَمَا يُحِبُّهُ وَمَا يُبْغِضُهُ، وَصِرَاطَهُ الْمُوصِلَ إِلَيْهِ، وَمَا لِسَالِكِيهِ بَعْدَ الْوُصُولِ وَالْقُدُومِ عَلَيْهِ، وَقَوَاطِعَ الطَّرِيقِ وَآفَاتِهَا،
      ـ وَتُعَرِّفُهُ النَّفْسَ وَصِفَاتِهَا، وَمُفْسِدَاتِ الْأَعْمَالِ وَمُصَحِّحَاتِهَا،
      ـ وَتُعَرِّفُهُ طَرِيقَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ وَأَعْمَالَهُمْ، وَأَحْوَالَهُمْ وَسِيمَاهُمْ، وَمَرَاتِبَ أَهْلِ السَّعَادَةِ وَأَهْلِ الشَّقَاوَةِ، وَأَقْسَامَ الْخَلْقِ وَاجْتِمَاعَهُمْ فِيمَا يَجْتَمِعُونَ فِيهِ، وَافْتِرَاقَهُمْ فِيمَا يَفْتَرِقُونَ فِيهِ.
      وَبِالْجُمْلَةِ تُعَرِّفُهُ:
      ـ الرَّبَّ الْمَدْعُوَّ إِلَيْهِ،
      ـ وَطَرِيقَ الْوُصُولِ إِلَيْهِ،
      ـ وَمَا لَهُ مِنَ الْكَرَامَةِ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِ.
      وَتُعَرِّفُهُ فِي مُقَابِلِ ذَلِكَ ثَلَاثَةً أُخْرَى:
      ـ مَا يَدْعُو إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ،
      ـ وَالطَّرِيقَ الْمُوصِلَةَ إِلَيْهِ،
      ـ وَمَا لِلْمُسْتَجِيبِ لِدَعْوَتِهِ مِنَ الْإِهَانَةِ وَالْعَذَابِ بَعْدَ الْوُصُولِ إِلَيْهِ.
      فَهَذِهِ سِتَّةُ أُمُورٍ ضَرُورِيٌّ لِلْعَبْدِ مَعْرِفَتُهَا، وَمُشَاهَدَتُهَا وَمُطَالَعَتُهَا.
      ـ فَتُشْهِدُهُ الْآخِرَةَ حَتَّى كَأَنَّهُ فِيهَا،
      ـ وَتَغَيِّبُهُ عَنِ الدُّنْيَا حَتَّى كَأَنَّهُ لَيْسَ فِيهَا،
      ـ وَتُمَيِّزُ لَهُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ فِي كُلِّ مَا اخْتَلَفَ فِيهِ الْعَالَمُ، فَتُرِيهِ الْحَقَّ حَقًّا، وَالْبَاطِلَ بَاطِلًا،
      ـ وَتُعْطِيهِ فُرْقَانًا وَنُورًا يُفَرِّقُ بِهِ بَيْنَ الْهُدَى وَالضَّلَالِ، وَالْغَيِّ وَالرَّشَادِ،
      ـ وَتُعْطِيهِ قُوَّةً فِي قَلْبِهِ، وَحَيَاةً، وَسَعَةً وَانْشِرَاحًا وَبَهْجَةً وَسُرُورًا، فَيَصِيرُ فِي شَأْنٍ وَالنَّاسُ فِي شَأْنٍ آخَرَ.
      فَإِنَّ مَعَانِيَ الْقُرْآنِ دَائِرَةٌ عَلَى التَّوْحِيدِ وَبَرَاهِينِهِ، وَالْعِلْمِ بِاللَّهِ وَمَا لَهُ مِنْ أَوْصَافِ الْكَمَالِ، وَمَا يُنَزَّهُ عَنْهُ مِنْ سِمَاتِ النَّقْصِ، وَعَلَى الْإِيمَانِ بِالرُّسُلِ، وَذِكْرِ بَرَاهِينِ صِدْقِهِمْ، وَأَدِلَّةِ صِحَّةِ نُبُوَّتِهِمْ، وَالتَّعْرِيفِ بِحُقُوقِهِمْ، وَحُقُوقِ مُرْسِلِهِمْ، وَعَلَى الْإِيمَانِ بِمَلَائِكَتِهِ، وَهُمْ رُسُلُهُ فِي خَلْقِهِ وَأَمْرِهِ، وَتَدْبِيرِهِمُ الْأُمُورَ بِإِذْنِهِ وَمَشِيئَتِهِ، وَمَا جُعِلُوا عَلَيْهِ مِنْ أَمْرِ الْعَالَمِ الْعُلْوِيِّ وَالسُّفْلِيِّ، وَمَا يَخْتَصُّ بِالنَّوْعِ الْإِنْسَانِيِّ مِنْهُمْ، مِنْ حِينِ يَسْتَقِرُّ فِي رَحِمِ أُمِّهِ إِلَى يَوْمِ يُوَافِي رَبَّهُ وَيَقْدَمُ عَلَيْهِ، وَعَلَى الْإِيمَانِ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ فِيهِ لِأَوْلِيَائِهِ مِنْ دَارِ النَّعِيمِ الْمُطْلَقِ الَّتِي لَا يَشْعُرُونَ فِيهَا بِأَلَمٍ وَلَا نَكَدٍ وَتَنْغِيصٍ، وَمَا أَعَدَّ لِأَعْدَائِهِ مِنْ دَارِ الْعِقَابِ الْوَبِيلِ الَّتِي لَا يُخَالِطُهَا سُرُورٌ وَلَا رَخَاءٌ وَلَا رَاحَةٌ وَلَا فَرَحٌ. وَتَفَاصِيلِ ذَلِكَ أَتَمَّ تَفْصِيلٍ وَأَبْيَنَهُ، وَعَلَى تَفَاصِيلِ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ، وَالشَّرْعِ وَالْقَدَرِ، وَالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، وَالْمَوَاعِظِ وَالْعِبَرِ، وَالْقَصَصِ وَالْأَمْثَالِ، وَالْأَسْبَابِ وَالْحِكَمِ، وَالْمَبَادِئِ وَالْغَايَاتِ فِي خَلْقِهِ وَأَمْرِهِ.
      فَلَا تَزَالُ مَعَانِيهِ تُنْهِضُ الْعَبْدَ إِلَى رَبِّهِ بِالْوَعْدِ الْجَمِيلِ، وَتُحَذِّرُهُ وَتُخَوِّفُهُ بِوَعِيدِهِ مِنَ الْعَذَابِ الْوَبِيلِ، وَتَحُثُّهُ عَلَى التَّضَمُّرِ وَالتَّخَفُّفِ لِلِقَاءِ الْيَوْمِ الثَّقِيلِ، وَتَهْدِيهِ فِي ظُلَمِ الْآرَاءِ وَالْمَذَاهِبِ إِلَى سَوَاءِ السَّبِيلِ، وَتَصُدُّهُ عَنِ اقْتِحَامِ طُرُقِ الْبِدَعِ وَالْأَضَالِيلِ وَتَبْعَثُهُ عَلَى الِازْدِيَادِ مِنَ النِّعَمِ بِشُكْرِ رَبِّهِ الْجَلِيلِ، وَتُبَصِّرُهُ بِحُدُودِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، وَتُوقِفُهُ عَلَيْهَا لِئَلَّا يَتَعَدَّاهَا فَيَقَعَ فِي الْعَنَاءِ الطَّوِيلِ، وَتُثَبِّتُ قَلْبَهُ عَنِ الزَّيْغِ وَالْمَيْلِ عَنِ الْحَقِّ وَالتَّحْوِيلِ، وَتُسَهِّلُ عَلَيْهِ الْأُمُورَ الصِّعَابَ وَالْعَقَبَاتِ الشَّاقَّةَ غَايَةَ التَّسْهِيلِ، وَتُنَادِيهِ كُلَّمَا فَتَرَتْ عَزَمَاتُهُ وَوَنَى فِي سَيْرِهِ تَقَدَّمَ الرَّكْبُ وَفَاتَكَ الدَّلِيلُ، فَاللِّحَاقَ اللِّحَاقَ، وَالرَّحِيلَ الرَّحِيلَ، وَتَحْدُو بِهِ وَتَسِيرُ أَمَامَهُ سَيْرَ الدَّلِيلِ، وَكُلَّمَا خَرَجَ عَلَيْهِ كَمِينٌ مِنْ كَمَائِنِ الْعَدُوِّ، أَوْ قَاطِعٌ مِنْ قُطَّاعِ الطَّرِيقِ نَادَتْهُ: الْحَذَرَ الْحَذَرَ! فَاعْتَصِمْ بِاللَّهِ، وَاسْتَعِنْ بِهِ، وَقُلْ: حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.
      وَفِي تَأَمُّلِ الْقُرْآنِ وَتَدَبُّرِهِ، وَتَفَهُّمِهِ، أَضْعَافُ أَضْعَافِ مَا ذَكَرْنَا مِنَ الْحِكَمِ وَالْفَوَائِدِ.
      وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ أَعْظَمُ الْكُنُوزِ، طَلْسَمُهُ الْغَوْصُ بِالْفِكْرِ إِلَى قَرَارِ مَعَانِيهِ.
      نَزِّهْ فُؤَادَكَ عَنْ سِوَى رَوْضَاتِهِ *** فَرِيَاضُـهُ حِـلٌّ لِكُـلِّ مُنَزَّهِ
      وَالْفَهْمُ طَلْسَمٌ لِكَنْزِ عُلُومِـهِ *** فَاقْصِدْ إِلَى الطَّلْسَمِ تَحْظَ بِكَنْزِهِ
      لَا تَخْشَ مِنْ بِدَعٍ لَهُمْ وَحَوَادِثِ *** مَا دُمْتَ فِي كَنَفِ الْكِتَابِ وَحِرْزِهِ
      مَنْ كَانَ حَارِسَهُ الْكِتَابُ وَدِرْعَهُ *** لَمْ يَخْشَ مِنْ طَعْنِ الْعَدُوِّ وَوَخْزِهِ
      لَا تَخْشَ مِنْ شُبُهَاتِهِمْ وَاحْمِلْ إِذَا *** مَا قَابَلَتْكَ بِنَصْرِهِ وَبِعِزِّهِ
      وَاللَّهِ مَا هَابَ امْرُؤٌ شُبُهَاتِهِمْ *** إِلَّا لِضَعْفِ الْقَلْبِ مِنْهُ وَعَجْزِهِ
      يَا وَيْحَ تَيْسٍ ظَالِعٍ يَبْغِي مُسَا *** بَقَةَ الْهِزَبْرِ بِعَدْوِهِ وَبِجَمْزِهِ
      وَدُخَانِ زِبْلٍ يَرْتَقِي لِلشَّمْسِ يَسْـ *** تُرُ عَيْنَهَا لَمَّا سَرَى فِي أَزِّهِ
      وَجَبَانِ قَلْبٍ أَعْزَلٍ قَدْ رَامَ يَأْسِـ *** رُ فَارِسًا شَاكِي السِّلَاحِ بِهَزِّهِ
       
      انتهى النقل من: [مدارج السالكين: 1/ 451-453
    • بواسطة امانى يسرى محمد
      نظرات بيانية في وصية لقمان لابنه
       
      تبدأ الوصية من قوله تعالى:
      “وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ 12
      وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ13
       
      قال تعالى الشكر بلفظ المضارع ، والكفران قاله بالفعل الماضي “ومن كفرâ€‌
      الشيء المتكرر جاء به بالمضارع يشكر، فالشكر يتكرر لأن النعم لا تنتهي
      â€‌ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌâ€‌
      أما الكفر فهو أمر واحد حتى إن لم يتكرر، فإن كفر الإنسان بأمر ما فقد كفر، إن كفر بما يعتقد من الدين بالضرورة فقد كفر، وفيه إشارة إلى أن الشكر ينبغي أن يتكرر وأن الكفر ينبغي أن يقطع، فخالف بينهما في التعبير فجاء بأحدهما في الزمن الحاضر الدال على التجدد والاستمرار وجاء بالآخر في الزمن الماضي الذي ينبغي أن ينتهي.
       
       
      (إِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ)
      بدأ لقمان بهذه الكلمة (يَا بُنَيَّ) مع أنه من الممكن أن يبدأ الأب بالأمر مباشرة ولكن لها أثُرها الذي لا ينكر ولايترك، فأراد ربنا أن يوجهنا إلى الطريقة اللطيفة الصحيحة المنتجة في تربية الأبناء وتوجيههم وإزالة الحجاب بيننا بينهم من دون تعنيف أو قسوة أو شدة، وبذلك تريح نفسه وتزيل كل حجاب بينك وبينه ونحن في حياتنا اليومية نعلم أن كلمة واحدة قد تؤدي إلى أضعاف ما فيها من السوء، وكلمة أخرى تهون الأمور العظيمة وتجعلها يسيرة
       
       
       
      (يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)
      لم يبدأ بالعبادة ولم يقل له اعبد الله وإنما بدأ بالنهي عن الشرك، وذلك لما يلي:
      أولا: التوحيد أس الأمور، ولا تقبل عبادة مع الشرك، فالتوحيد أهم شيء.
      ثانيا: العبادة تلي التوحيد وعدم الشرك فهي أخص منه. التوحيد تعلمه الصغير والكبير، فالمعتقدات تُتعلم في الصغر وما تعلم في الصغر فمن الصعب فيما بعد أن تجتثه من نفسه،أما العبادة فتكون بعد التكليف.
      ثالثا : الأمر بعدم الشرك (أي بالتوحيد) هو أيسر من التكليف بالعبادة، العبادة ثقيلة ولذلك نرى كثيرا من الناس موحدين ولكنهم يقصرون بالعبادة، فبدأ بما هو أعم وأيسر؛ أعم لأنه يشمل الصغير والكبير، وأيسر في الأداء والتكليف.
       
       
      (يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)
      لماذا اختار الظلم؟ لماذا لم يختر : إثم عظيم، ولماذا لم يقل كبير؟
      الإنسان بطبيعته يكره الظلم، قد يرتضيه لنفسه لكن لا يرضى أن يقع عليه ظلم ، فاختار الأمر الذي تكرهه نفوس البشر (الظلم) وإن كان المرء بنفسه ظالما.
      وفي هذا القول تعليل، فهو لم يقل له: لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ وسكت، وإنما علل له، وهذا توجيه للآباء أن يعللوا لا أن يقتصروا على الأوامر والنواهي بلا تعليل، لا بد من ذكر السبب حتى يفهم لماذا، لا بد أن يعرف حتى يقتنع فهو بهذه النهاية إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ13 أفادنا أمورا كثيرة في التوجيه والنصح والتعليم والتربية.



      (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17))
      بعد أن نهاه عن الشرك وأمره بالتوحيد بعد ذلك بدأ بأهم العبادات.لم يقل له صلي وإنما قال أقم الصلاة أي الإتيان بها على أتم حالاتها بكل سكناتها وحركاتها وخشوعها. نلاحظ أنه بعد الأمر بإقامة الصلاة ما قال أموراً أخرى وإنما قال (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ) إذن هو أمره بنوعين من العبادات عبادة فردية شخصية (الصلاة) وعبادة عامة اجتماعية (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) هذه علاقته بالمجتمع، بالآخرين، عبادة اجتماعية عبادتين إحداهما للنفس وتكميلها والثانية للمجتمع لأن من حق المجتمع على الفرد أن يحفظه ويرسي قواعد الخير فيه ويجتث أمور الشر فيه، الأمر بالمعروف يرسي قواعد الخير والنهي عن المنكر يجتث قواعد التخريب وقواعد الهدم.



      (وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ)



      الذي يتصدى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يدركه الأذى من الآخرين وهكذا قال القدامى لأنك تتعرض للآخرين تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر فقد تسمع منهم كلاماً يؤذيك وقد يكونوا أذوك بأشد الأذى ولقمان أدرك بحكمته أن ابنه إذا فعل هذا سيتعرض للأذى لأنه من أمر بالمعروف عليه أن يتوقع أن يصيبه أذى.
       
      قال لا تمش في الأرض ولم يقل على الأرض مع أنه قال في موطن آخر قال (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا (63) الفرقان). (في) تفيد الظرفية و(على) للإستعلاء كأن هذا المختال يريد أن يخرق الأرض وهو يمشي كما قال تعالى (وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ (37) الإسراء) فالمختال يمشي في الأرض هكذا. أما عباد الرحمن يمشون على الأرض هوناً بوقار وسكينة وليس في الأرض كما يفعل أولئك. (على) تفيد الإستعلاء و(في) تفيد الظرفية
       
      (وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ )
      جاء بـ (من) ما قال اغضض صوتك، قال اغضض من صوتك للتبعيض فيخفض منه بحيث لا يكون مرتفعاً فيؤذي ولا يكون همساً فلا يُسمَع. لما نقول اغضض من صوتك أي اخفض منه قليلاً ولذلك عند الرسول قال تعالى (إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله) ولذلك كان الصحابة لا يكاد يُسمع أصواتهم عند رسول الله فرق بين خطاب عموم الناس غض من الصوت وأما عند الرسول فتغض صوتك


       
       

      يتبع


    • بواسطة زهرة نسرين
      علمتني سورة الكهف
      أن على المسلم أن يأوي إلى سورة الكهف تلاوةً وتدبراً وعملاً لينجو من أعظم الفتن فتنة الدجال وفتنة الدين والمال والعلم..
       
      علمتني سورة الكهف
      (فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا )
      لاتأكل إلاطيباً ولاتُطعِم إلاطيباً
      فالله طيبٌ لايقبل إلاطيباً..
       
      علمتني سورة الكهف
      ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)الصديق الصالح من إذا صاحبته تعلقتَ بالآخرة..
       
       
      علمتني سورة الكهف
      أنه لا سبيل إلى نيل الهداية إلا من الله فهو الهادي المرشد لمصالح الدارين سبحانه ( مَن يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا )..
       
       
       
      علمتني سورة الكهف
      أن الرب الذي أمات أصحاب الكهف ثلاث مائة عام وازدادوا تسعا ثم أحياهم بعد ذلك قادر على أن يحيي أمتنا مهما طال سباتها..
       
       
      علمتني سورة الكهف
      من الأدب مع الله تعالى أن لا يقول العبد سأفعل كذا مستقبلاً إلا قال بعدها إن شاء الله وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًاإِلَّا أَن يَشَاءَ الله
       
       
      علمتني سورة الكهف
      (وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا).
      أنه أعظم علاج للنسيان هو الإكثار من ذكر الله فذكر الله والدعاء علاج للنفس والنسيان"
       
       
      علمتني سورة الكهف
      أن عذاب الدنيا مهما بلغ فإنه لا يقارن بعذاب الآخرة
      (قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا)
      نعوذ بالله من النار..
       
       
      علمتني سورة الكهف
      ( احفظ الله يحفظك )
      ( وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ
      )قال ابن عباس لو لم يُقَـلّبوا لأكلتهم الأرض."
      فمن حفظ أوامر الله حفظه الله،ومن حفظه الله
      ،سخر له كل شي السماء والأرض والبشر والجمادات والحيوانات
       
       
      علمتني سورة الكهف
      ( وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا
      قال أهل العلم يستفاد من هذه الآية : مشروعية كتمان بعض الأعمال وعدم إظهارها..
       
       
      علمتني سورة الكهف
      " فانطلقا " " فانطلقا " " فانطلقا
      أن النجاح والفلاح في الدارين يحتاج إلى انطلاق ..."
       
       
      علمتني سورة الكهف
      أن الدنيا(وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا)
      فماأقصرهاحياة.!ومـاأهونهاحياة.!
       
       
      علمتني سورة الكهف
      إياك أن يأثر فيك إعراض الناس وعدم قبولهم في مسيرة دعوتك (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا)
       
       
      علمتني سورة الكهف
      ( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا)
      انتبه لأقوالك ! فرب كلمة تخرجها ترجح بكفة سيئاتك..
       
       
      علمتني سورة الكهف
      أن لا أتعلق إلا بالله فلا ناصر إلا إياه(وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا
       
       
      علمتني سورة الكهف
      أن قول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)خير مما على الأرض من متاع وولد
      (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا)
       
       
      علمتني سورة الكهف
      أنه مهما بلغَتْ قوة قلبك وجسدك
      فأنت ضعيف في نفسك قوي بإخوانك..(فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا)
       
       
      علمتني سورة الكهف
      (لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)
      ولم يقل سُبحانه أكثر وأدوم !
      بل أحسن ..بإخلاص النية واتباعه.
       
       
      علمتني سورة الكهف
      أني كلما تعاليت واستكبرت على خلق الله تذكرت(أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا)فلمَ الكِبر والخُيلاء.؟
       
       
      علمتني سورة الكهف
      أن من أعظم أسباب الثبات التمسك بالقرآن، فالله قص علينا ثبات أهل الكهف، ثم أعقب ذلك بالوصية وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا)
       
       
      علمتني سورة الكهف
      أن من المهارة في القيادة نفع الآخرين بتوظيف طاقاتهم، كما وظف ذو القرنين طاقات قوم لا يكادون يفقهون قولا..!!
       
       
      علمتني سورة الكهف
      أن الكهف أوسع من الفضاء إذا عبدت الله فيه , وأن الفضاء أضيق من الكهف إذا لم تستطع عبادة الله فيه ..
       
       
      علمتني سورة الكهف
      أن صلاح الأب فيه حفظ لأبناءه بعد مماته . ( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا)
       
       
       
       
      مما راق لي
    • بواسطة امانى يسرى محمد
      مقصد سورة الضحى:تركّز على رعاية الله لنبيه والامتنان عليه بنعمة الوحي ودوامها له.
      المختصر في التفسير
      . مقصد سورة الشرح:تركّز على إتمام منّة الله على نبيه بزوال الغم والحرج والعسر عنه،وما يوجب ذلك. المختصر في التفسير
       
       
      (وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنْ الأُولَى )
      1-بعدما كان ينام على الحصير ويربط الحجر على بطنه من الجوع ، تنطرح الدنيا عند قدميه .. فيصرفها !
      قلب ممتلئ بـ : وللآخرة خير لك من الأولى . ./ حاتم المالكي
      2-مهما كثر مالك وعظم جاهك في هذه الدنيا فـالآخرة خير لك وابقى فقدم لها
      3- نهاية كل أمر أوسع من أوله ، فلا تقلـق وأحسـن ظنك بالله . / عايض المطيري
      لم يقل الله لرسوله ولسوف يعطيك ربك فتسعد وإنما قال"وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى"
      فالخير كله في عطاء الله حتى لو خالف أمنياتنا ..
       
       
       
      (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى )
      تكفل به جده،عمه،ألقى حبه في قلب خديجة، واسته بمالها،صدَّقته حينما كذَّبه الناس، إنها رعاية الله !
      إذا عطَفَ الناس عليك... وأكرموك.. وأعطوك.. فهذا من محبة الله لك .... أودع حبك في قلوبهم !
      / نايف الفيصل
       
       
      { وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ}
      السؤال عن العلم والدين أعظم من سؤال المال، فالرفق بسائل العلم والاحتفاء به أولى وأحرى.
      (وأما (السائل) فلا تنهر )
      لم تحدد هُويته ولا جنسه ولا مسألته!
      فلا تزجر أي سائل لمال أو طعام أو علم أو غيره.
       
       
       
      ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)
      (نعمة) مفرد مضاف فيعم كل النعم وأعظمها النعم الدينية والقرآن (حدث)
      اذكرها على سبيل الشكرلا العجب والتباهي
      / محمد السريع
       
       

       
       
      "أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ"
      1-ليست النعمة الكبرى أن يتغير من أجلك العالم
      النعمة الكبرى أن يتغير صدرك ليحتوى العالم.
      عبد الله بلقاسم
      2-أحياناً يكون عندك كل أسباب السعادة ولا تشعر إلا بالاختناق !
      سكينة القلب إحدى رحماته سبحانه
      3-القلب مستودع العلم والحكمة فمن أراد الله به خيرا وسع قلبه لاستقبال الخير وأخلاه من وساوس الشر
       
       
       
      وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ (3)الشرح
      إذا كان وزره -وهو المعصوم- قد أثقل ظهره، فكيف بذنوبنا؟!
      وتعظم مصيبةُ مَن لا يحس بثقل ذنوبه وهي كالجبال! /أ. د. ناصر العمر
      كلما زادت خشيتك استشعرت بثِقل وزرك !!
       
       
      (الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ)
      ثقل الظهر يمنع من قطع مسافة السفر، وكذلك الأوزار تمنع القلب من السير إلى الله،
      وتثقل الجوارح من النهوض للطاعة.
      هل تشعر بثقله؟
      هكذا الذنب يثقل الظهر ويوهنه لمن بقي في قلبه إحساس.. د/عمر المقبل
       
       
       
      فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5)
      إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (6)
      مهما كثرت الهموم.. فإن مع العسر يسرا سيأتيك فرج ينسيك آلام الماضي!
      اطمئن.. ( سيجعل الله بعد عسرٍ يسراً ) / نايف الفيصل
      إذا ضاقت بك الدنيا فـتذكر : " إن | مع | العُسْر يُسراً " نعم معه ..
      | مع | الضيق الفرج | مع | الفقر الغنى | مع | المرض الصحة/ نايف الفيصل
       
       
      قال الله عن اشتداد المحن(إن مع العسر يسرا)وقال"وأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب". قال"مع" ولم يقل "بعد"؛إنه دليل على السرعة والمزامنة. /سعود الشريم
      مايُصيب المرء من أوجاع وإبتلاءات ماهي إلا خير له سواءاً أدركه أم لم يُدركه وما غلب عُسر يُسرَين؛ فإن مع العُسر يُسراً إن مع العُسر يُسراً
       
       
       
      فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7)
      { فإذا فرغت فانصب}
      قال عمر: إني لأكره أن أرى أحدكم فارغا سهلا لا في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة . /محمد الربيعة
      هل تجد فراغاً في وقتك؟ فإذا فرغت فانصب..وإلى ربك فارغب
      الفراغ فرصة للقرب من الله . / نايف الفيصل
       
      (فإذا فَرَغْتَ فَانصَبْ)
      قال بعض العلماء: "إذا فرغت من أشغال الدنيا فانصب في عبادة ربك"، وأرجح الأقوال: إذا فرغت من عملٍ فانصب في عملٍ آخر، إذا فرغت من عمل الدنيا فانصب في عمل الآخرة، وإذا فرغت من عمل الآخرة فانصب في عمل الدنيا، وإياك والكسل، وإياك والخمول، وإياك واللهو، وإياك واللعب، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: "أنه مرّ برجلين يتصارعان، فقال: ما بهذا أُمرنا بعد فراغنا"، وكان عُمر - رضي الله عنه – يقول: "إنّي لأكرهُ لأحدكم أن يكون سَبَهْلَلاً، لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة ".


       

      { فإذا فرغت فانصب}
      قال الضحاك : فإذا فرغت من الصلاة فانصب في الدعاء / محمد الربيعة



      وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)
      " وإلى ربك فــارغـــب "
      ماذا ترغب ؟؟ ارغب فيما عند الله يحبّك الله...
      وارغب فيما في أيدي الناس يُبْغضك الناس... / نايف الفيصل
       
      (وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ)
      إلجأ إلى الله في تحقيق مطلوبك(إنا إلى الله راغبون)وتقديم الجار والمجرور(إلى ربك) يفيد الحصر،لأن الرغبة لا تكون إلا لله / محمد السريع


       

      المصدر



      اسلاميات وحصاد التدبر


منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×