اذهبي الى المحتوى
ام عبد الودود السلفية

أضرار البرمجة العصبية

المشاركات التي تم ترشيحها

تاريخ المشاركة : AM 12:39 | 2016 Sep 24

بسْم الله الرَّحمن الرَّحيم

 

 

قال الشَّيخ مُصطفى مبرم حفظه الله تعالى:

((وإنَّه لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ الله عَلَيْهِ)) [1] فمع عِظم هذا الأمر إلَّا أنَّ الله الَّذي لا يُعجزه شيءٌ في الأرض ولا في السَّماء إذا أراد تيسيرهُ وتسهيله فإنَّه يُيسِّره على من يشاء من عباده؛ فقال: ((وَإنَّهُ لَيَسِيرٌ)) لكن ((عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ عَلَيْهِ)) فإذا لم يأتِ التَّيسير من جهة الرَّب فإنَّه لا يستطيع العبد إليه سبيلا

إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى = فأوَّل ما يجني عليه اجتهاده

 

ولهذا قال عليه الصَّلاة والسَّلام في دعائه: ((وَلَا تَكِلْنِي إلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْن)) [2] ومن هنا يتبيَّن لنا الرَّد على هذه الفتنة التي ملأت المواقع وملأت السَّاحات وملأت العالم الإسلامي فضلًا عن غيره وهو ما يُسمى بـ "البرمجة العصبية" بـ "علم اللُّغات" و "البرمجة العصبيَّة" الَّتي نَتيجتها وثمرتها أنَّها كما يقولون تُوصل إلى الثِّقة بالنَّفس، والمسلم لا يثق بنفسه على الإطلاق أبدًا، وإنَّما يستعين الله -جلَّ وعلا-؛ ولهذا قال شيخ مشايخنا العلَّامة مُحمَّد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمة الله ومغفرته عليه- كما في فتاواه: (لا يجوزُ أن يقول المسلم أنا عندي ثقة بنفسي) وهذا مُتبيِّن من الحديث الَّذي قدَّمناه.

 

الدَّرس 17 \ شرح الأربعين النَّوويَّة

 

***

 

وقال –حفظه الله تعالى- في درسٍ آخر:

يقول الألبيري هنا: [وإنْ ألقَاكَ فَهْمُكَ في مهاوٍ]

في كلِّ وادٍ سحيق، ذهبتَ مع كلِّ أحد، لَم تستفد من هذا العلم، لم تستفد ممَّا يقودك إليه العلم، لم تُعظِّم النُّصوص، لَم تعظِّم الآثار، لَم تُعظِّم اتِّباع الأئمَّة، وإنَّما خسرت نفسك على نفسك، وأخذت بكلِّ قول وبكلِّ فعل وبكلِّ اعتقاد وأعرضت عمَّا أمرك الله به ورسول عليه الصَّلاة والسَّلام؛ فهذه نصحيةٌ جليلةٌ عظيمةُ القدر اعتماد المرء على نفسه اعتماد المرء على فهمه، اليوم تُنشأ المعاهد، وفي القديم -في بداية الدَّعوة وبداية انتشار هذا العلم في هذا العصور في أرجاء هذه المعمورة- كان أهل العلم وحملته هم العلماء الرَّاسخون في العلم، ولمَّا لَم يرضَ طَريقتهم الكثير ممَّن انتسب إلى هذه الدَّعوة أو انتسب إلى العلم وثقل عليه ما عليه العلماء من التَّقيُّد والارتباط بمنهج السَّلف ذهبوا وأنشأوا مصطلحًا زيَّنوه لأنفسهم وهو مُصطلح "الصَّحوة" و "شباب الصَّحوة" و "دُعاة الصَّحوة" و "علماء الصَّحوة" الَّذين شهدوا على أنفسهم بأنَّهم كانوا في غفلة وصحوا والنَّاس قد ساروا وذهبوا؛ واستمرَّ هذا زمنًا لا يعلمه إلَّا الله -جلَّ وعلا- ولا يزال، ورجع النَّاس إلى علمائهم بعد أن رأو رسوخهم في العلم فجاؤوا بمصلح "الفكر" وقالوا: "هذا المفكِّر الإسلامي" و "صاحب الفكر الإسلامي" و "هؤلاء مفكِّرون" ولا يطلقون عليهم "علماء" كما كان اصطلاح المتكلِّمين أيضًا، وأرادوا أن يعزلوا الأمَّة والنَّاس عن علمائهم:"لأنَّ هذا مُفكِّر، لأنَّه فاهم للواقع، لأنَّه يتحدَّث من لمس جراحات المسلمين، ومِن، ومِن.." إلى آخره

واليوم جاؤوا لنا بنِحلة جديدة وهي محنة المدرِّبين، ما خلصنا من الصَّحويين إلى المفكِّرين حتَّى تلقَّف شبابنا [...] [3]

"هذا مدرِّب" وش مدِّرب؟ النَّاس كانوا يعرفون المدرِّب الرِّياضي: مدرِّب على كرة سلَّة أو على كرة طائرة أو على كرة قدم "مدرِّب رياضي"، لا، هذا مدرِّب إسلامي، يدرِّب على ماذا؟ على الثِّقة في النَّفس وعلى ذلك يُدندنون "البرمجة" أو ما يسمُّونه بـ "البرمجة العصبية" وغايتهم أنَّهم يريدون أن يصِلوا بهذا المتدرِّب إلى أن يكون واثقًا من نفسه وكفى بهذه سوأه لأنَّه لا يجوز للمسلم أن يثق بنفسه أبدًا، لا يجوز، النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام يقول: ((وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي)) [4] فالعبد لا يفرح بنفسه حتَّى وإن كان رأى أنَّه فهم هذه المسألة ولم يفهمها ذاك العالم أو عسرت على غيره، مهما يكن فلكلِّ مقامٍ مقال وفوق كلِّ ذي علمٍ عليم.

 

الدَّرس التَّاسع \ شرح تائيَّة الألبيري

_______________

[1] قال النَّووي في "الأربعين النَّووية": رواه التِّرمذيُّ وقال: حديثٌ حسنٌ صحيح.

[2] و [4] قال الألباني –رحمه الله- في "صحيح التَّرغيب": حسن

[3] انقطاع في الصَّوت

 

تفريغ: أم حور

[باختصار يسير]

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×