اذهبي الى المحتوى
*إشراقة فجر*

ثلاثةُ محاذير نحو قلبٍ يقظ ...

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

خالد رُوشه

 

في طريق الحياة يتوه كثيرون في متاهات السبل البراقة , غير مستبصرين بنور الهداية الإيمانية النقية , فتجتذبهم الأهواء , وتتقاذفهم الفتن , فتعود قلوبهم يختلط بياضها بالسواد , ويختلط نقاؤها بالشوائب والكدر ..

وكثيرة هي نصائح الصالحين نحو الحفاظ على القلب بعيدا عن تلك المساقط , إلا أننا ههنا نقرب النظر نحو ثلاثة منها فحسب نراها مبدأ الحذر ..

 

icon%20%2825%29.gificon%20%2825%29.gificon%20%2825%29.gif

 

أولا: إحذر الغفلة عن عيوب النفس : عندما يبدأ قلب المؤمن بالتفتح والسير في طريق الطاعة والعبادة, يرى الناس من حوله وهم غافلون ضائعون, في هذا الجو يصير عنده نوع من الشعور بالذات ونوع من الغفلة عن عيوب النفس.

 

وكم في النفس من عيوب؟ فلا يصح للمؤمن بحال أن يغفل عن عيوب نفسه, فإنه إن لم يطلع على عيوب نفسه لم يمكنه إزالة تلك العيوب أبدًا, وظل بين الناس يظن نفسه خيرهم ولا يرى بنفسه عيبًا أبدًا, وتراه وقافًا على عيوب الناس, محبًا لنقدهم وتبيين أخطائهم, كارهًا لمن وجه إليه نصيحة أو بصّره بعيب فيه, فيكون ذلك مدخل العجب والكبر في نفسه, وصعب عليه بعد ذلك إصلاحه.

 

icon%20%2825%29.gifقال يونس بن عبيد: "إني لأجد مائة خصلة من خصال الخير ما أعلم أن في نفسي منها واحدة".

 

icon%20%2825%29.gifوقال محمد بن واسع: "لو كان للذنوب ريحٌ ما قدر أحد أن يجلس إليّ".

 

icon%20%2825%29.gifوقال مالك بن دينار: "رحم الله عبدًا قال لنفسه: ألست صاحبة كذا, ألست صاحبة كذا, ثم ذمّها, ثم خطمها, ثم ألزمها كتاب الله فكان لها قائدًا".

 

icon%20%2825%29.gifوقال مطرف بن عبد الله: "لأن أبيت نائمًا وأصبح نادمًا أحب إلي من أن أبيت قائمًا وأصبح معجبًا".

icon%20%2825%29.gifوقال أبو وهب المروزي: "سألت ابن المبارك: ما الكبر؟ قال: أن تزدري الناس, فسألته عن العجب؟ قال: أن ترى أن عندك شيئًا ليس عند غيرك, لا أعلم في المصلين شيئًا شرًا من العجب".

 

icon%20%2825%29.gificon%20%2825%29.gificon%20%2825%29.gif

 

ثانيا : احذر ألا يستنير قلبك بالعمل : فكثير منا يكتفي في فعله للطاعات والعبادات بأن يؤديها وينتهي منها, ولا يحرص على تدبر معانيها والتحقق فيها والخشوع, ولا يحرص أن يحضر قلبه أثناء عملها, ولا يحرص أن يستشعر قلبه معانيها, فتنتهي العبادة والطاعة وما بقي منها في القلب شيئًا, وهو تقصير واضح منا في السعي للشعور بأثر تلك العبادات في قلوبنا.

 

icon%20%2825%29.gifيقول الإمام ابن القيم رحمه الله: "فبين العمل وبين القلب مسافة, وفي تلك المسافة قُطَّاع تمنع وصول العمل إلى القلب, فيكون الرجل كثير العمل, وما وصل منه إلى قلبه محبة ولا خوف ولا رجاء ولا زهد في الدنيا ولا رغبة في الآخرة ولا نور يفرق بين أولياء الله وأعدائه وبين الحق والباطل, ولا قوة في أمره, فلو وصل أثر الأعمال إلى قلبه لاستنار وأشرق ورأى الحق والباطل, وميز بين أولياء الله وأعدائه"1

 

* عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الرجل لينصرف ومـا كتـب له إلا عُشر صلاته, تُسعها, ثمنها, سبعها, سدسها, خمسها, ربعها, ثلثها, نصفها)2.

 

قال الألباني - رحمه الله -: "أي عشر ثوابها لما أخل بالخشوع والخضوع وغير ذلك" 3

فعلينا أن نحرص على التدبر أثناء العبادات وعلى الخشوع فيها والإخلاص التام لله فيها, وأن نسأل الله أن يعيننا على حسن عبادته عز وجل.

* عن مطرف عن أبيه رضي الله عنه قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي, وفي صدره أزيز كأزيز الرحى من البكاء"4

 

icon%20%2825%29.gificon%20%2825%29.gificon%20%2825%29.gif

ثالثا : إحذر خيانة العهد مع الله : إن خيانة العهود صفة من صفات المنافقين, وعلامة من علامات النفاق, والمؤمن لا يخون أبدًا, بل يفي بعهده مع ربه سبحانه وتعالى وفاءً تامًا إلى يوم يلقاه.

وكم عاهدنا الله عهودًا؟ وكم عقدنا من عقود, نقر فيها بالعودة إليه والإنابة له سبحانه, ثم ها نحن نخلف العهود, وننقض الوعود, ولا ندري هل يأتينا الموت في وقت نوف فيه أو في وقت غيره؟!

فكن وفيًا بعهد الله الذي عاهدت, وكن ثابتًا على وعده سبحانه, وإياك أن تتساقط في الطريق وإياك أن ترتد على أدبارك رغبة في دنيا أو خوفًا من الناس, فما أناب إلى الله من خان عهده وغدر به.

قال الله تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ} [النحل: 91], وقال سبحانه: {وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا} [البقرة: 177].

 

قال ابن القيم: "وهذا يتناول عهودهم مع الله بالوفاء له بالإخلاص والإيمان والطاعة, وعهودهم مع الخلق".

وأنت أيها العامل لله والداعية إلى الله: كن وفيًا لدعوتك, ثابتًا على منهجك مهما حصل لك ومهما تغيرت أحوالك الدنيوية.

وأنت يا طالب العلم, كن وفيًا لعلمك الذي تعلمته, صادعًا بالحق, غير مُخْفٍ له ولا مبدل مهما حصل لك, فارفع صوتك بكلمة الحق وقل كلمة العلم حتى في أحلك الظروف.

إن الدعوة الإسلامية في أمس حاجة للأوفياء لها, الذين يضحون في سبيل الله بكل غال في سبيل رفعة دينه, الذين يثبتون على عهودهم كالجبال الرواسي ويدافعون عن مناهجهم كالأسود الضواري, ويرفعون راية لا إله إلا الله خفاقة عالية, يرفعونها على هاماتهم رغم الجراح, ويزودون عنها حتى آخر قطرة دم صادقة, فتعلو رايتهم, ويبشرون بالجنة.

===================================================

1- تهذيب مدارج السالكين, ص235.

2- رواه النسائي وأبو داود وصححه الألباني (ترغيب برقم 538).

3- صحيح الترغيب والترهيب للألباني, ص214.

4- رواه أبو داود وصححه الألباني (ترغيب 545).

 

 

icon%20%2825%29.gificon%20%2825%29.gificon%20%2825%29.gif

  • معجبة 2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وقال أبو وهب المروزي: "سألت ابن المبارك: ما الكبر؟ قال: أن تزدري الناس, فسألته عن العجب؟ قال: أن ترى أن عندك شيئًا ليس عند غيرك, لا أعلم في المصلين شيئًا شرًا من العجب".

 

يقول الشيخ مشاري الخراز بارك الله فيه في سلسلة كيف تتلذذ بصلاتك في الأذكار بعد السلام من الصلاة

عندما نقول (اللهم أنت السلام، منك السلام...)

يقول فيما معناه عن سبب الدعاء باسم السلام؛ أي اللهم سلّم لي صلاتي من العجب والغرور

لأنه ربما الإنسان يبكي الإنسان في صلاته من أثر الخشوع فيعجب بنفسه

لذلك يسأل الله باسمه السّلام أن يسلم عمله من هذه الآفات ويتقبلها منه.

والله أعلم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكِ

 

شكرا على الائفاده :)

 

post-647555-0-32331000-1440082884.gif

تم تعديل بواسطة ينابيع التفائل
  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

موضوع قيم و مفيد

 

278ug0h44ag5bf8yt0e2.gif

تم تعديل بواسطة * اللّؤلؤة المكنونة *
  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله إشراقة

ونفع الله بك

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

http://forum.lahaonline.com/images/icons/icon%20%2825%29.gif[/img] <span style="font-family: traditional arabic">وقال مالك بن دينار: "رحم الله عبدًا قال لنفسه: ألست صاحبة كذا, ألست صاحبة كذا, ثم ذمّها, ثم خطمها, ثم ألزمها كتاب الله فكان لها قائدًاspan>".

جزاك الله خيرا أختى

بوركت ..

تم تعديل بواسطة درة أنا بحجابى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×