اذهبي الى المحتوى
همسة أمل ~

صفات المؤمنين في آي الذكر الحكيم | وقفة تأمّــل ~

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد ..

 

أخيّاتنا الحبيبات .. فإنّ الله سبحانه وتعالى قد أنزل إلينا كتابًا عزيزا لاتنقضي عجائبه على مرّ العصور والأزمان .. آياته شفاءٌ للقلوب ، منزلةً للسكينةِ والطمأنينة عليها ، من قرأه وعمل به فإنه لا يضلّ في الدنيا ولا يشقى ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : " ضَمِنَ الله لمن قرأ القرءان أن لا يضِلَّ في الدنيا ولا يشقى ، ثم قرأ : فمن اتبَّع هُدايَ فلا يضلّ ولا يشقى [طه: 123] " أخرجه الحاكم في المستدرك

 

والمراد بالقراءة الاتباع بدليل نص الآية

 

وإنّ هذا القرءان لم يُنزل علينا ليقرأ كأي كتاب ولا ليحفظ في الصدور بدون أن يكون له أدنى تأثير فيها ، وإنما الغاية التي أُنُزِل من أجلها هي تدبره والتذكّر به والعمل به ،

قال تعالى : (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)

 

h%20%2814%29.gifh%20%2814%29.gif

 

وأنّ الله سبحانه وتعالى قد ذكر وبيّن لنا في هذا القرءان الكريم صفاتٌ المؤمنين وصفات أهل الضلال والنفاق ، وأنّ من أراد أن يقرأ القرءان أن يجعل نفسه هو المخاطب ويتأمّل في آياته ليرى نفسه في أي الفريقين هو ؟!

إن رأى في نفسه خصلةً من خصلِ النفاقِ فليتدارك نفسه ويسعى جاهدا للتخلص منها

وإن رأى أنّ هناك نقصًا في صفات المؤمنين ، سعى لبلوغها وتحصيلها ليلحق بركب عباد الله الصالحين

 

h%20%2814%29.gifh%20%2814%29.gif

. من هذا المنطلق

,,

 

ارتأينا أن نمرّ هنا في هذه الصفحة المباركة على مجموعة من صفات المؤمنين الذين ذكرهم الله في كتابه العزيز

ونقف معها بصدقٍ ؛ لنرى أنفسنا أين نحن منهم؟!

 

وقد ذكر الله العديد من صفات المؤمنين في أكثر من موضوع من سور القرءان

وقد اخترنا لكنّ سورة المؤمنون التي ذكر الله في صدرها مجموعة من صفاتهم

نسأل الله أن يجعلنا منهم

اللهمّ آميــن

 

أخواتكنّ :

 

h%20%2814%29.gifh%20%2814%29.gifh%20%2814%29.gif

 

همــــ صمــــت الا شراقة فجر مــل ـــسة

تابعــــــــونــا ~

  • معجبة 2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

..

 

(قد أفلح المؤمنون) أي : قد فازوا وسعدوا وحصلوا على الفلاح ، وهم المؤمنون المتصفون بهذه الأوصاف .

(الذين هم في صلاتهم خاشعون) " قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : (خاشعون) : خائفون ساكنون . وكذا روي عن مجاهد ، والحسن ، وقتادة ، والزهري .

وعن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه :الخشوع : خشوع القلب. وكذا قال إبراهيم النخعي.

 

وقال الحسن البصري: كان خشوعهم في قلوبهم ، فغضوا بذلك أبصارهم ، وخفضوا الجناح .

 

 

 

وقال محمد بن سيرين : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة ، فلما نزلت هذه الآية : (قد أفلح المؤمنون . الذين هم في صلاتهم خاشعون) خفضوا أبصارهم إلى موضع سجودهم .

[و]قال ابن سيرين: وكانوا يقولون : لا يجاوز بصره مصلاه ، فإن كان قد اعتاد النظر فليغمض . رواه ابن جرير وابن أبي حاتم .

ثم روى ابن جرير عنه ، وعن عطاء بن أبي رباح أيضا مرسلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك ، حتى نزلت هذه الآية .

,,

 

والخشوع في الصلاة إنما يحصل بمن فرغ قلبه لها ، واشتغل بها عما عداها ، وآثرها على غيرها ، وحينئذ تكون راحة له وقرة عين

، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، في الحديث

الذي رواه الإمام أحمد والنسائي ، عن أنس ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "حبب إلي الطيب والنساء ، وجعلت قرة عيني في الصلاة" .

وقال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، حدثنا مسعر ، عن عمرو بن مرة ، عن سالم بن أبي الجعد ، [ص: 462] عن رجل من أسلم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "يا بلال ، أرحنا بالصلاة" .

وقال الإمام أحمد أيضا; حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا إسرائيل ، عن عثمان بن المغيرة ، عن سالم بن أبي الجعد ، أن محمد بن الحنفية قال : دخلت مع أبي على صهر لنا من الأنصار ، فحضرت الصلاة ، فقال : يا جارية ، ائتني بوضوء لعلي أصلي فأستريح . فرآنا أنكرنا عليه ذلك ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "قم يا بلال ، فأرحنا بالصلاة " .

,,

 

وقال : (والذين هم عن اللغو معرضون) أي : عن الباطل ، وهو يشمل : الشرك كما قاله بعضهم والمعاصي كما قاله آخرون وما لا فائدة فيه من الأقوال والأفعال ، كما قال تعالى : (وإذا مروا باللغو مروا كراما) [الفرقان : 72] .

 

قال قتادة: أتاهم والله من أمر الله ما وقذهم عن ذلك .

 

يُتبع بحول الله ~

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

..

الَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (

4)وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7)

 

وقوله : ( والذين هم للزكاة فاعلون ) : الأكثرون على أن المراد بالزكاة هاهنا زكاة الأموال ، مع أن هذه [الآية] مكية ، وإنما فرضت الزكاة بالمدينة في سنة اثنتين من الهجرة . والظاهر أن التي فرضت بالمدينة إنما هي ذات النصب والمقادير الخاصة ، وإلا فالظاهر أن أصل الزكاة كان واجبا بمكة ، كما قال تعالى في سورة الأنعام ، وهي مكية : ( وآتوا حقه يوم حصاده ) [الأنعام : 141] .

وقد يحتمل أن يكون المراد بالزكاة هاهنا : زكاة النفس من الشرك والدنس ، كقوله : ( قد أفلح من زكاها . وقد خاب من دساها ) [الشمس : 9 ، 10] ، وكقوله : ( وويل للمشركين . الذين لا يؤتون الزكاة ) [ فصلت : 6 ، 7 ] ، على أحد القولين في تفسيرها .

وقد يحتمل أن يكون كلا الأمرين مرادا ، وهو زكاة النفوس وزكاة الأموال; فإنه من جملة زكاة النفوس ، والمؤمن الكامل هو الذي يتعاطى هذا وهذا ، والله أعلم .

,,

 

وقوله : ( والذين هم لفروجهم حافظون . إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ) أي : والذين قد حفظوا فروجهم من الحرام ، فلا يقعون فيما نهاهم الله عنه من زنا أو لواط ، ولا يقربون سوى أزواجهم التي أحلها الله لهم ، وما ملكت أيمانهم من السراري ، ومن تعاطى ما أحله الله له فلا لوم عليه ولا حرج ; ولهذا قال : ( فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك ) أي : غير الأزواج والإماء ، ( فأولئك هم العادون ) أي : المعتدون .

وقال ابن جرير : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا عبد الأعلى ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، أن امرأة اتخذت مملوكها ، وقالت : تأولت آية من كتاب الله : ( أو ما ملكت أيمانهم ) [ قال ] : فأتي بها عمر بن الخطاب ، فقال له ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : تأولت آية من كتاب الله على غير وجهها . قال : فغرب العبد وجز رأسه : وقال : أنت بعده حرام على كل مسلم . هذا أثر غريب منقطع ، ذكره ابن جرير في أول تفسير سورة المائدة ، وهو هاهنا أليق ، وإنما حرمها على الرجال معاملة لها بنقيض قصدها ، والله أعلم .

وقد استدل الإمام الشافعي ، رحمه الله ، ومن وافقه على تحريم الاستمناء باليد بهذه الآية الكريمة ( والذين هم لفروجهم حافظون . إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم ) قال : فهذا الصنيع خارج عن هذين القسمين ، وقد قال : ( فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ) وقد استأنسوا بحديث رواه الإمام الحسن بن عرفة في جزئه المشهور حيث قال :

حدثني علي بن ثابت الجزري ، عن مسلمة بن جعفر ، عن حسان بن حميد ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " سبعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ، ولا يزكيهم ، ولا يجمعهم مع العاملين ، ويدخلهم النار أول الداخلين ، إلا أن يتوبوا ، فمن تاب تاب الله عليه : ناكح يده ، والفاعل ، والمفعول به ، ومدمن الخمر ، والضارب والديه حتى يستغيثا ، والمؤذي جيرانه حتى يلعنوه ، والناكح حليلة جاره " .

هذا حديث غريب ، وإسناده فيه من لا يعرف لجهالته ، والله أعلم .

ابن كثير

 

يُتبع بحول الله ~

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

..

 

وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8)

 

وقوله : ( والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ) أي : إذا اؤتمنوا لم يخونوا ، بل يؤدونها إلى أهلها ، وإذا عاهدوا أو عاقدوا أوفوا بذلك ، لا كصفات المنافقين الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان " .

,,

 

 

وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9)

وقوله : ( والذين هم على صلواتهم يحافظون ) أي : يواظبون عليها في مواقيتها ، كما قال ابن مسعود : سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، أي العمل أحب إلى الله؟ قال : " الصلاة على وقتها " . قلت : ثم أي؟ قال : " بر الوالدين " . قلت : ثم أي؟ قال : " الجهاد في سبيل الله " .

أخرجاه في الصحيحين . وفي مستدرك الحاكم قال : " الصلاة في أول وقتها " .

وقال ابن مسعود ، ومسروق في قوله : ( والذين هم على صلواتهم يحافظون ) يعني : مواقيت الصلاة . وكذا قال أبو الضحى ، وعلقمة بن قيس ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة .

وقال قتادة : على مواقيتها وركوعها وسجودها .

وقد افتتح الله ذكر هذه الصفات الحميدة بالصلاة ، واختتمها بالصلاة ، فدل على أفضليتها ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" استقيموا ولن تحصوا ، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن " .

,,

أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10)

 

ولما وصفهم [ الله ] تعالى بالقيام بهذه الصفات الحميدة والأفعال الرشيدة قال : (أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون )

وثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس ، فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة ، ومنه تفجر أنهار الجنة ، وفوقه عرش الرحمن " .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن سنان ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما منكم من أحد إلا وله منزلان : منزل في الجنة ومنزل في النار ، فإن مات فدخل النار ورث أهل الجنة منزله ، فذلك قوله : ( أولئك هم الوارثون ) .

وقال ابن جريج ، عن ليث ، عن مجاهد : ( أولئك هم الوارثون ) قال : ما من عبد إلا وله منزلان : منزل في الجنة ، ومنزل في النار ، فأما المؤمن فيبنى بيته الذي في الجنة ، ويهدم بيته الذي في النار ، وأما الكافر فيهدم بيته الذي في الجنة ، ويبنى بيته الذي في النار . وروي عن سعيد بن جبير نحو ذلك .

فالمؤمنون يرثون منازل الكفار ; لأنهم [ كلهم ] خلقوا لعبادة الله تعالى ، فلما قام هؤلاء المؤمنون بما وجب عليهم من العبادة ، وترك أولئك ما أمروا به مما خلقوا له أحرز هؤلاء نصيب أولئك لو كانوا أطاعوا ربهم عز وجل ، بل أبلغ من هذا أيضا ، وهو ما ثبت في صحيح مسلم ، عن أبي بردة ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال ، فيغفرها الله لهم ، ويضعها على اليهود والنصارى " .

وفي لفظ له : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا كان يوم القيامة دفع الله لكل مسلم يهوديا أو نصرانيا ، فيقال : هذا فكاكك من النار " . فاستحلف عمر بن عبد العزيز أبا بردة بالله الذي لا إله إلا هو ، ثلاث مرات ، أن أباه حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فحلف له . قلت : وهذه الآية كقوله تعالى : ( تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا ) [ مريم : 63 ] ، وكقوله: (وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ) [ الزخرف : 73 ] . وقد قال مجاهد ، وسعيد بن جبير : الجنة بالرومية هي الفردوس .

وقال بعض السلف : لا يسمى البستان فردوسا إلا إذا كان فيه عنب ، فالله أعلم .

[تفسير ابن كثير]

,,

هنا مقطع تأملات قرءانية في سورة المؤمنون للشيخ المغامسي بارك الله فيه يتحدث عن أول 11 اية

http://ar.islamway.n...ˆظ†

 

 

 

يُتبع بحول الله ~

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الله أكبر ....أعشق سورة المؤمنون

 

فأولها يمنينى أن أكون من المؤمنين وأسعد وأهنأ بهذا الإيمان

 

وأخرها يرعبنى من أن أكون ــ والعياذ بالله ــ ممن غلبت عليهم شقوتهم

 

يارب سلمنا وعافنا واعفُ عنا ولاتتركنا لأنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك

 

بارك الله فيكن حبيباتى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

...

 

تأملات أخواتكنّ الفقيرات

,.

لو تأملنا الأيات لوجدنا أن الله سبحانه وتعالى جعل أولى صفات المفلحين أي الذين فازوا وسعدوا وحصلوا على الفلاح ، هي المحافظة على الصلاة والخشوع فيها ؛ ذلك لأن الخشوع محله القلب ، والقلب لا يخشع حتى يكون صحيحا سليما ، وإذا صلح القلب وسلم صلح معه سائر الجسد ، قال صلى الله عليه وسلم: " ألا وإنّ في الجسد مضغة إذا صلَحت صلح الجسد كلّه وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب " [صحيح البخاري] ،واختار سبحانه الصلاة دون غيرها من العبادات لأنها إن أداها الإنسان وقام بحقها من خشوع وحضور قلب واستشعر مقامه بين يديه ربه عزّ وجل ، فإنها سوف تنهاه عن الفحشاء والمنكر ، وبذلك يصلح سائر عمله ، قال تعالى : "إنّ الصلاة تنهى عن الفحشاءِ والمنكرِ والبغي يعظكم لعلكم تذكرون" [العنكبوت]

,,

ثمّ نبّه سبحانه وتعالى عن صفة ثانية من صفت عباده المفلحين ، ألا وهيَ الإعراض عن مجالس اللغو، لأنها إن انشغل بها الإنسان أفسدت قلبه ، حتى وإن لم تكن مجالس غيبة ونميمة ، فإنّ كثرة الكلام يفسد القلب ، وإن فسد القلب فقد الخشوع ، ولذلك نرى كثيرا من الناس يصلي ولكنّ أثر الصلاة غير ظاهر عليه ، لعدم اجتنابه ما أمر الله به.

..

 

* وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ *

سبحان الله الاية أتت بعد الحديث عن صفة اعراض المؤمنين عن اللغو ، و غالبا من يكثر منه اللغو يكون كثير الأماني و الإنتقادات و قليل العمل و قد يقع في الكلام السوء على الناس و كله هذا ناتج عن فساد في القلب ، فجاء بعدها الزكاة و قد تفسر بزكاة المال و تزكية النفس و كلا التفسيران ينطبق عليها.

سواء كان المراد بها زكاة المال فهي دالة على العمل الذي هو ضد التمني و الخمول والكسل ، و إن كان المراد بها تزكية النفس فإنه لا ينتج اللغو إلا عن قلة تزكية المرء لنفسه ، ففيها الحث على ذلك أنك لن تكف عن اللغو إلا إذا زكيت نفسك.

و الله أعلم

,,

* و الذين هم لأماناتهم و عهدهم راعون*

كما قال ابن كثير "إذا اؤتمنوا لم يخونوا" و سبحان الله ذلك لا يشمل الأمانات التي قد تأتي في ذهن الكثير من الأموال و العقود، و إنما كل ما اؤتمنا عليه و أمرنا بحفظه من كل ما لا يرضي الله، و ذلك في أعضائنا و جوارحنا و ألسنتنا و كل ذلك يُعد دين علينا، و ليس الدين المراد النقود فقط إنما كل نعمة أنعم الله بها علينا وجبت علينا كدين علينا الحفاظ عليه و مراعاته .. ما علينا مراعاته من العبادات الواجبة و يجبر عنا التقصير و أننا لن نستطيع شكرها، و البنت مثلًا تكون مراعاتها هنا في بر والديها، و الزوجة لزوجها و أولادها، و الطبيبة مثلًا في مجال عملها و هكذا كل هذه أمانات و ديون علينا مراعاتها فنسأل الله أن يقضِ عنا الدين ()

 

من يتطرق في اسم الله عز و جل "الأول و الآخر و الظاهر و الباطن" سيتعمق أكثر بالأمر

تعلمنا هذا الحديث و علمنا أن المراد بالدين في نهايته ليس فقط ما علينا قضاؤه من النقود و إنما ما ذكرت في السطور الماضية .. "كان أبو صالح يأمرُنا ، إذا أراد أحدُنا أن ينام ، أن يضطجعَ على شِقِّه الأيمنِ . ثم يقول " اللهمَّ ! ربَّ السماوات ِوربَّ الأرضِ وربَّ العرشِ العظيمِ . ربَّنا وربَّ كلّ شئٍ . فالقَ الحبِّ والنوى . ومنزلَ التوراةِ والإنجيلِ والفرقانِ . أعوذ بك من شرِّ كلِّ شيءٍ أنت آخذٌ بناصيته . اللهمَّ ! أنت الأولُ فليس قبلك شئٌ . وأنت الآخرُ فليس بعدك شئٌ . وأنت الظاهرُ فليس فوقَك شئٌ . وأنت الباطنُ فليس دونك شئٌ . اقضِ عنا الدَّينَ وأغنِنا من الفقرِ " [صحيح مسلم: (2713)]

و في عهودنا مع الله عز و جل و مع الناس و فيه قول الله عز و جل: {وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح: 10]

و ذلك أتى أيضًا في حديث النبي -صلى الله عليه و سلم-: "ألا كُلّكُم راعٍ . وكلّكُم مسئولٌ عن رعيّتهِ" [صحيح مسلم: (1829)]

..

 

"أولئك هم الوارثون"

سبحانه و تعالى ذكر ذلك في قوله: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}

فنسأل الله أن نكون ممن يرثون الفردوس الأعلى بغير حساب و لا سابقة عذاب.

 

آمين

و الحمد لله رب العالمين

والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

همــــ صمــــت الا شراقة فجر مــل ـــسة

 

h%20%2814%29.gif

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكنّ

جميل اللهم بارك!!

جزاكما الله خيرًا صموتة وأشروقة جعله الله في ميزان حسناتكما

()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

اللهم بارك جميل

جزاكنّ الله خيرًا

همسة أمل وصمت الأمل وأشراقة فجر

 

بإذن الله لي عودة للمتابعة وتتم ماسبق

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته اخواتي الحبيبات

بارك الله لكن علي هذا المجهود الرائع

تبكيني انا ايضا سورة الؤمنون .

اللهم البسنا لباس التقوي لننال هذا الفلاح

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@أم يُمنى

 

وفيكِ بارك الرحمن يا غالية وجزاكِ خيرا

 

@@مُقصرة دومًا

 

جملك ربي بالطاعات حيبتبتي

اللهم آمين ، جزانا الله وإياكِ وجزى الحبيبة همسة أمل خير الجزاء

 

@

 

جملكِ ربي بالطاعات حبيبتنا مرا، وبانتظار عودتك بإذن الله (:

 

@@تالية القران

 

اللهم آمين

وفيكِ بارك الرحمن خالنتا الغالية وجزاكِ خيرا ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ما شاء الله ، موضوع جميل جدااا

وعرض أكثر من رائع

بارك الله تعالى لكنّ أخواتي الحبيبات ** همسة أمل وصمت الأمل وإشراقة فجر **

جعله الله تعالى في ميزان حسناتكنّ جميعاً

 

 

"أولئك هم الوارثون"

سبحانه و تعالى ذكر ذلك في قوله: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}

فنسأل الله أن نكون ممن يرثون الفردوس الأعلى بغير حساب و لا سابقة عذاب.

 

آمين

 

 

اللهـــــــــــــــــــــــــــــــم آميــــــــــــــــــــــن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

إشراقة فجر ،، همسة أمل ،، صمت الأمل

ثلاثي رائع ،،، دائمًا متميزات بما تقدمنّ لنا من فوائد

بارك الله فيكنّ و جزاكنّ كل خير

 

نسأل الله عز و جل أن يجعلنا ممن يتصفون بصفات المؤمنين و يرضى عنا .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و فيك بارك الله عروس القرءان الحبيبة

 

اللهم آمين آمين

جزاك الله خيرا خالتي الحبيبة على كلماتك الطيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

لنرى أنفسنا نحن أين منهم؟ فعلا لبد من وقفة

جزاكن الله خيرا أخياتي متابعة معكن بإذن الله

اللهم اجعلنا من عبادك المؤمنين المخلصين

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكن

 

موضوع أكثر من رائع و متميز

 

ما شاء الله و تبارك الرحمن

 

باارك الله فيكن اخواتي الغاليات

 

و جزاكن الله خيرا على المجهودات القيمة

تم تعديل بواسطة * اللّؤلؤة المكنونة *

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@طيبة أم حسام

@@* اللّؤلؤة المكنونة *

 

و عليكن السلام ورحمة الله وبركاته

و خيرا جزاكن الله يا حبيبات

 

نسأل الله أن يجعلنا جميعا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×