اذهبي الى المحتوى
أمّ عبد الله

حديث وفوائد : من سمَّعَ سمَّعَ الله به، ومن يُرائي يرائي الله به

المشاركات التي تم ترشيحها

حديث وفوائد

 

من سمَّعَ سمَّعَ الله به، ومن يُرائي يرائي الله به

101128_180x180.jpg

 

 

عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سمَّع سمَّع الله به، ومن يرائي يرائي الله به))؛ متفق عليه

[1].

 

يتعلق بهذا الحديث فوائد:

الفائدة الأولى: يجب على المسلم أن يقصد بجميع أعماله وجهَ الله تعالى والدار الآخرة؛ كما قال تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [البينة: 5]، وقال: فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا [الكهف: 110]، والمراءاة بالعمل حرامٌ، وقد دل الحديث على عقوبة المرائي يوم القيامة - إن لم يتُبْ من الرياء - وذلك أن الله تعالى يعامل المرائي بجنس ما عمله في الدنيا، فيفضحه يوم القيامة على رؤوس الخلائق، فيريه ثواب أعماله، ثم يحرمه منه والناس يرون، وهذا جارٍ على قاعدة: (الجزاء من جنس العمل).

 

الفائدة الثانية: الرياء لون من ألوان الكذب، وهو نوعٌ من الشرك الأصغر، وإذا دخل على العمل أفسده؛ وذلك أن العمل لا يقبله الله تعالى إلا بشرطين؛ أولهما: الإخلاص لله تعالى، والثاني: موافقة شريعة النبي صلى الله عليه وسلم، فالواجب على كل مسلم الحذر من الرياء ابتداءً، ومجاهدة النفس في تجنبه إذا طرأ على العمل، وفي الحديث القدسي: ((قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمِل عملًا أشرك فيه معي غيري، تركتُه وشِرْكَه))؛ رواه مسلم[2].

 

الفائدة الثالثة: لا ينبغي ترك الأعمال الصالحة خوفًا من الرياء؛ وذلك لأن المسلم إنما يعمل ابتغاء مرضاة الله تعالى، وكثيرٌ من الأعمال قد يكون بمرأى من الناس، فيأتي الشيطان إلى المسلم ليثبطه عن الأعمال الصالحة، فيوهمه أنه يرائي الآخرين، فإذا حصل هذا فليدفعه المسلم عنه، وليتعوَّذ بالله من الشيطان الرجيم، ولا يترك العمل، وهكذا إذا عرَض له الشيطان في أثناء العمل ليثبطه عنه، فلا يلتفت إليه، وليدفعه ما استطاع، ويتم عمله الصالح، قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: ما من أحد عمل عملًا إلا سار في قلبه سورتان، فإذا كانت الأولى منهما لله فلا تُهِيدنَّه الآخرة[3]، قال ابن الأثير رحمه الله تعالى: المعنى: إذا أراد فعلًا وصحت نيته فيه فوسوس له الشيطان فقال: إنك تريد بهذا الرياء، فلا يمنعه ذلك عن فعله؛ اهـ[4]، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ومن كان له وِردٌ مشروعٌ من صلاة الضحى أو قيام ليل أو غير ذلك، فإنه يصليه حيث كان، ولا ينبغي له أن يدَع ورده المشروع لأجل كونه بين الناس - إذا علم الله من قلبه أنه يفعله سرًّا لله - مع اجتهاده في سلامته من الرياء ومفسدات الإخلاص...ومن نهى عن أمر مشروع بمجرد زعمه أن ذلك رياءٌ فنهيه مردود عليه...والأعمال المشروعة لا يُنهى عنها خوفًا من الرياء، بل يؤمر بها، وبالإخلاص فيها؛ا.هـ[5].

 

 

 

[1] رواه البخاري في كتاب الرقاق، باب الرياء والسمعة 11/ 336 (6499)، ومسلم في كتاب الزهد والرقائق، باب من أشرك في عمله غير الله 4/ 2289 (2987)، وقوله: ((سمَّع)) يعني: قال قولًا يسمعه الناس رياءً، وقوله: ((يرائي)) يعني: يعمل العمل ليراه الناس فيحمدوه عليه، وقوله: ((سمَّع الله به، ويرائي الله به)) معناه: فضحه يوم القيامة على رؤوس الخلائق، فيريه ثواب أعماله، ثم يحرمه منها والناس يرون.

 

[2] رواه مسلم في كتاب الزهد والرقائق، باب من أشرك في عمله غير الله 4/ 2289 (2985) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

 

[3] رواه البيهقي في شُعب الإيمان 5/ 348 (6884).

 

[4] النهاية في غريب الحديث والأثر 5/ 286.

 

[5] مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 23/ 173 - 174.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اللهم ارزقنا الإخلاص والصدق فى النية والقول والعمل

 

اللهم اجعل عملنا كله لوجهك خالصا ولاتجعل لأحدٍ فيه نصيب

 

اللهم اغفر تقصيرنا وارحم ضعفنا ولا تقبضنا يا ربنا إلا وأنت راضٍ عنا

 

بارك الله فيكِ ياحبيبة .. ونِعم التذكرة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

اللهم ارزقنا الاخﻻص في القول والعمل

جزاك الله خيرا يا غاليه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×