اذهبي الى المحتوى
همسة أمل ~

صناعة الدواء *|| إبداع وإتقان ||*

المشاركات التي تم ترشيحها

OBQ74682.png

كل الكائنات تمرض، وعندما يمرض الإنسان فهو يلجأ للدواء.كان الناس في العصور القديمة يستشفون بأي شيء، ابتداءاً من حرق الجمجمة و ضرب الرأس لطرد الأرواح الشريرة ، وليس انتهاء بخلطات الأعشاب التي كثير منها شعوذه والقليل منها كان مبنياً على مبدأ التجربة والخطأ. ومنذ بدأت الأدوية الحديثة بالظهور، وضعت قواعد صارمة تحكم الصناعة الدوائية، هدفها الأسمى هو الحفاظ على صحة وسلام الإنسان بأقل مخاطر ممكنة.

 

 

QW474682.png

 

الطريق الطويل..

 

 

 

pic-2.jpg?resize=555%2C391

 

الادوية المتداولة حالياً قطعت شوطاً كبيراً و طويلاً اخذ ما يقارب 15-20 سنة , حتى سمح باستخدامها. فالنفرض أننا نريد أن نخترع دواءاً لعلاج داء القرحة، والتي هي مرض ينتج بسبب زيادة افراز حمض الهيدروكلوريك في المعدة بشكل مستمر، فبالتالي نحتاج لدواء يمنع المعدة من افراز هذا الحمض، إذا نحن لدينا هدف هو الخلايا المسؤولة عن افراز هذا الحمض. تحال هذه الفكرة لفريق من الصيادلة المتخصصين الكيمياء الطبية Medicinal chemistry حتى يقوموا بالبحث عن المركب الملائم ليكون دواء، تسمى هذه المرحلة مرحلة الإستكشاف، ويقوم من خلالها هؤلاء الصيادلة بمسح آلاف مؤلفة من المركبات التي لربما تحمل بعض الخصائص الكيميائة التي يحتاجها الدواء المنشود، بعد انتهاء المسح يخلص العلماء لعدد من المرشحين، يتم اجراء اختبارات محاكاة باستخدام برمجيات على الحاسوب لمعرفة أي من هؤلاء المرشحين هو الأقدر على اصابة الهدف ومنع الخلايا من افراز الحمض، بعدها يأخذ العلماء -على سبيل المثال- أفضل 3 مركبات ويبدأون بتجربتها على أنسجة معزولة للمعده (يتم الحصول عليها إما من حيوانات أو عن طريق الخلايا الجذعية) فإن أثبتوا فاعليتهم يبدأون بتجربة هذه المركبات الثلاثة على الحيوانات ، ويبدأون بقياس فاعلية الدواء و نسبة الإمتصاص و الزمن اللازم حتى يصل الدواء لأعلى فاعلية له و الأعراض الجانبية و مقدار الجرعة الآمنة ومقدار الجرعة المميته إلى آخره من قياسات. هذه العملية لوحدها تستغرق ما لا يقل عن 5 سنوات وفي نهايتها نكون قد حصلنا على مركب واحد قدم أفضل نتائج.

بعد هذا كله نبدأ بتجربة الدواء على الإنسان ، نبدأ بمجموعة صغيرة (1-10) ثم تكبر رويداً رويداً حسب معطيات المرحلة السابقة إلى أن تصل إلى 10 آلاف شخص. وهذه الدراسات على البشر تأخذ على الأقل 5 سنوات أخرى.

 

 

pic-3.jpg?resize=450%2C367

 

 

بعدما نتأكد من أن الدواء آمن على البشر ويقوم بالأثر المطلوب بالشكل المطلوب وأننا قد أحصينا كل شيء يقوم به الدواء داخل الجسم من لحظة دخوله للحظة خروجه ، نتقدم بكل هذا الكلام في الأعلى إلى…

 

QW474682.png

 

مؤسسة الغذاء و الدواء

 

pic-4.png?resize=500%2C215

 

 

قد تكونوا قد سمعتم بهذا الإسم سابقا في نشرات الأخبار، لكن ما هي ال FDA ؟

مؤسسة الغذاء والدواء تعنى بسلامة الغذاء والدواء -كما يوحي اسمها- فهي تقوم بفحص جميع المواد الغذائية و الأدوية التي يتم استيرادها أو انتاجها على أرض الدولة واعطاء موافقات بإدخالها ،واصدار تعليمات النقل و التخزين وغيرها. أشهرها مؤسسة الغذاء و الدواء الأمريكية. وكان الأردن أول دولة عربية قام بانشاء مؤسسة الغذاء و الدواء في الوطن العربي. فكما أسلفنا يقدم المصنع كل الأبحاث و المعلومات الموثقة التي قام بها على الدواء للغذاء و الدواء FDAحيث تقوم بدراستها بتعمق شديد و اعطاء توصيات إما بالسماح للمصنع بالبدء بتصنيع الدواء و ارساله للسوق أو بالقيام بالمزيد من الدراسات ( مثلا لم يتم دراسة تأثير الدواء بالشكل الكاف على مرضى السكري). فالنفترض أنه وبعد عناء شديد حصل دواؤنا على الموافقة من الغذاء و الدواء FDA ننتقل إلى مرحلة أخرى وهي التصنيع ...

 

 

 

pic-5.jpg?resize=93%2C126

QW474682.png

 

أسس التصنيع الجيد

 

 

 

pic-6.jpg?resize=600%2C422

 

 

 

لا يكفي أن نقرر أننا سنصنع الدواء، فاختيار الشكل الصيدلاني المناسب ضروري لإعطاء الأثر العلاجي المطلوب، ولكل شكل صيدلاني اختباراته المعقدة لتضمن وصول دواء ذو كفاءة عالية للمريض، فمثلاً توضع الحبوب في هذا الجهاز حتى نقيس مدى قوتها وتحملها للصدمات.

وهذا واحد من العدي من الإختبارات الصارمة التي تجرى على المنتج النهائي للتأكد من جودته العالية ، فهنا إما أن يكون المنتج ذو جودة عالية مطابق لمواصفات دستور الأدوية وإما أنه سيرفض ولن يصل السوق.

كما توجب أسس التصنيع الجيد على المصنع الإلتزام بقواعد و معايير لهيكلته و تنظيمه حتى على مستوى مخطط المبنى؛ ابتداءا من تقسيم الحجرات ونظام التهوية المعقد ولباس الأفراد وتعقيم الآلات و ليس انتهاءا بغرف معقمة أكثر من غرف العمليات نفسها يكلف تجهيز الواحدة منها مئات الملايين من الدولارات.

ومن الأسرار التي سأبوح لكم بها في النهاية هو أن تاريخ الإنتهاء المكتوب على عبوة الدواء (وفقط الدواء) يعني أن الدواء فقد 10% من فاعليته وبقي 90% ، فنحن الصيادلة لا نقبل أن يتناول المريض دواءاً فاعليته أقل من 90%.

صورة 7 تعبيرية (تاريخ انتهاء أحد الأدوية)

 

pic-7.jpg?resize=259%2C172

 

 

O5S74682.png

 

عالم الإبداع

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزيت خيرًا همسة الحبيبة لنقلكِ القيم ()

وسبحان الذي هدَى الإنسان لمثل هذه الاكتشافات

 

أسأل الله أن يقينا جميعًا شر الأمراض والأسقام ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

رااااائع .. كلا م جميل وكلام معقول ماقدرش اقول حاجة عنه

 

بس تفتكروا ده اللى بيحصل فى الواقع ؟؟؟

 

ربنا يعافينا من قلة الضمير العالمية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×