اذهبي الى المحتوى
  • اﻹهداءات

    قومي بتسجيل الدخول أوﻻً لإرسال إهداء
    عرض المزيد

المنتديات

  1. "أهل القرآن"

    1. 57134
      مشاركات
    2. ساحات تحفيظ القرآن الكريم

      ساحات مخصصة لحفظ القرآن الكريم وتسميعه.
      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" [صحيح الترغيب]

      109817
      مشاركات
    3. ساحة التجويد

      ساحة مُخصصة لتعليم أحكام تجويد القرآن الكريم وتلاوته على الوجه الصحيح

      9066
      مشاركات
  2. القسم العام

    1. الإعلانات "نشاطات منتدى أخوات طريق الإسلام"

      للإعلان عن مسابقات وحملات المنتدى و نشاطاته المختلفة

      المشرفات: المشرفات, مساعدات المشرفات
      284
      مشاركات
    2. الملتقى المفتوح

      لمناقشة المواضيع العامة التي لا تُناقش في بقية الساحات

      180491
      مشاركات
    3. شموخٌ رغم الجراح

      من رحم المعاناة يخرج جيل النصر، منتدى يعتني بشؤون أمتنا الإسلامية، وأخبار إخواننا حول العالم.

      المشرفات: مُقصرة دومًا
      56695
      مشاركات
    4. 259979
      مشاركات
    5. شكاوى واقتراحات

      لطرح شكاوى وملاحظات على المنتدى، ولطرح اقتراحات لتطويره

      23500
      مشاركات
  3. ميراث الأنبياء

    1. قبس من نور النبوة

      ساحة مخصصة لطرح أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و شروحاتها و الفوائد المستقاة منها

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      8229
      مشاركات
    2. مجلس طالبات العلم

      قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع"

      32130
      مشاركات
    3. واحة اللغة والأدب

      ساحة لتدارس مختلف علوم اللغة العربية

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      4160
      مشاركات
    4. أحاديث المنتدى الضعيفة والموضوعة والدعوات الخاطئة

      يتم نقل مواضيع المنتدى التي تشمل أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة، وتلك التي تدعو إلى أمور غير شرعية، إلى هذا القسم

      3918
      مشاركات
    5. ساحة تحفيظ الأربعون النووية

      قسم خاص لحفظ أحاديث كتاب الأربعين النووية

      25483
      مشاركات
    6. ساحة تحفيظ رياض الصالحين

      قسم خاص لحفظ أحاديث رياض الصالحين

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      1677
      مشاركات
  4. الملتقى الشرعي

    1. الساحة الرمضانية

      مواضيع تتعلق بشهر رمضان المبارك

      المشرفات: فريق التصحيح
      30253
      مشاركات
    2. الساحة العقدية والفقهية

      لطرح مواضيع العقيدة والفقه؛ خاصة تلك المتعلقة بالمرأة المسلمة.

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      52984
      مشاركات
    3. أرشيف فتاوى المنتدى الشرعية

      يتم هنا نقل وتجميع مواضيع المنتدى المحتوية على فتاوى شرعية

      المشرفات: أرشيف الفتاوى
      19527
      مشاركات
    4. 6678
      مشاركات
  5. داعيات إلى الهدى

    1. زاد الداعية

      لمناقشة أمور الدعوة النسائية؛ من أفكار وأساليب، وعقبات ينبغي التغلب عليها.

      المشرفات: جمانة راجح
      21004
      مشاركات
    2. إصدارات ركن أخوات طريق الإسلام الدعوية

      إصدراتنا الدعوية من المجلات والمطويات والنشرات، الجاهزة للطباعة والتوزيع.

      776
      مشاركات
  6. البيت السعيد

    1. بَاْبُڪِ إِلَے اَلْجَنَّۃِ

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه." [صحيح ابن ماجه 2970]

      المشرفات: جمانة راجح
      6306
      مشاركات
    2. .❤. هو جنتكِ وناركِ .❤.

      لمناقشة أمور الحياة الزوجية

      97004
      مشاركات
    3. آمال المستقبل

      "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" قسم لمناقشة أمور تربية الأبناء

      36836
      مشاركات
  7. سير وقصص ومواعظ

    1. 31793
      مشاركات
    2. القصص القرآني

      "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثًا يُفترى"

      4883
      مشاركات
    3. السيرة النبوية

      نفحات الطيب من سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم

      16438
      مشاركات
    4. سيرة الصحابة والسلف الصالح

      ساحة لعرض سير الصحابة رضوان الله عليهم ، وسير سلفنا الصالح الذين جاء فيهم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.."

      المشرفات: سدرة المُنتهى 87
      15475
      مشاركات
    5. على طريق التوبة

      يقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } طه:82.

      المشرفات: أمل الأمّة
      29721
      مشاركات
  8. العلم والإيمان

    1. العبادة المنسية

      "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ.." عبادة غفل عنها الناس

      31145
      مشاركات
    2. الساحة العلمية

      العلوم الكونية والتطبيقية وجديد العلم في كل المجالات

      المشرفات: ميرفت ابو القاسم
      12926
      مشاركات
  9. إن من البيان لسحرًا

    1. قلمٌ نابضٌ

      ساحة لصاحبات الأقلام المبدعة المتذوقة للشعر العربي وأدبه

      المشرفات: الوفاء و الإخلاص
      50492
      مشاركات
  10. مملكتكِ الجميلة

    1. 41313
      مشاركات
    2. 33895
      مشاركات
    3. الطيّبات

      ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ))
      [البقرة : 172]

      91746
      مشاركات
  11. كمبيوتر وتقنيات

    1. صوتيات ومرئيات

      ساحة مخصصة للمواد الإسلامية السمعية والمرئية

      المشرفات: ام جومانا وجنى
      32199
      مشاركات
    2. جوالات واتصالات

      قسم خاص بما يتعلق بالجوالات من برامج وأجهزة

      13116
      مشاركات
    3. 34854
      مشاركات
    4. خربشة مبدعة

      ساحة التصاميم الرسومية

      المشرفات: محبة للجنان
      65605
      مشاركات
    5. وميضُ ضوء

      صور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة كاميرات عضوات منتدياتنا

      6120
      مشاركات
    6. 8966
      مشاركات
    7. المصممة الداعية

      يداَ بيد نخطو بثبات لنكون مصممات داعيـــات

      4925
      مشاركات
  12. ورشة عمل المحاضرات المفرغة

    1. ورشة التفريغ

      هنا يتم تفريغ المحاضرات الصوتية (في قسم التفريغ) ثم تنسيقها وتدقيقها لغويا (في قسم التصحيح) ثم يتم تخريج آياتها وأحاديثها (في قسم التخريج)

      12904
      مشاركات
    2. المحاضرات المنقحة و المطويات الجاهزة

      هنا توضع المحاضرات المنقحة والجاهزة بعد تفريغها وتصحيحها وتخريجها

      508
      مشاركات
  13. IslamWay Sisters

    1. English forums   (36444 زيارات علي هذا الرابط)

      Several English forums

  14. المكررات

    1. المواضيع المكررة

      تقوم مشرفات المنتدى بنقل أي موضوع مكرر تم نشره سابقًا إلى هذه الساحة.

      101648
      مشاركات
  • أحدث المشاركات

    • الجزء التاسع   {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وإذا تُلِيت عليْهِمْ آيَاتُهُ زَادتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِم يَتوكلُون} هذه الآية مع الآية التي بعدها بيانٌ لصفات من يتطلعون للفوز بهذا الوصف. {أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ}   علاج كل أسباب الضلال التي ذكرتها سورة الاعراف: -الدعاء بأسماء الله الحسنى (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) - السلامة من أمراض القلوب بالتخلّق بالخلق الجميل(خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين) -المداومة على الاستغفار والتوبة (إن ربك من بعدها لغفور رحيم)   {وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون} حسن التوكل والظن بالله جعل موسى يقف امام عدوه وهو لايعلم مانوع النصر الذي سيلقاه من الله   (فَتَوَلَّىٰ عَنۡهُمۡ وَقَالَ یَـٰقَوۡمِ لَقَدۡ أَبۡلَغۡتُكُمۡ رِسَـٰلَـٰتِ رَبِّی وَنَصَحۡتُ لَكُمۡۖ فَكَیۡفَ ءَاسَىٰ عَلَىٰ قَوۡمࣲ كَـٰفِرِینَ) لا متسع للحزن والأسى على الكفار عند المؤمن فعقيدته فوق كل اعتبار   (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ) الإنجاز... النجاح.... التوفيق...... ليس بإمكانياتك، ولا بجهدك، بل هو فضل من الله ونعمة.   (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) آيه تذهب من النفس كل خوف وقلق، وتبعث السكينة والطمأنينة، لأن الله حسيب المؤمن.   (أنجينا الذين ينهون عن السوء) النهي عن المنكر من أسباب النجاة
      الشيطان متربص ببني آدم
      فإما مبتدئ بالوسوسة حتى يحقق مراده (ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما) وإما متصيّد لزلّة فيُتبعها بخطوات على طريق الغواية (الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان)!
      اللهم اهدنا وثبتنا
      ·
      {سنزيد المحسنين} لاتظن أن احسانك لنفسك
      ولغيرك
      انه تعب وخسارة
      بل هو ربح وتجارة
      قد نندم على الحلم مرة .. لكننا بلا شك ندمنا على الغضب مرارا !! ﴿ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح ﴾
      ﴿وألقي السحرة ساجدين﴾ ما أعظم إيمان السحرة ..
      استجابة سريعة للحق ..
      وصبر لا مثيل له على الإبتلاء ..
      تضرع وصدق مع الله ..
      فاستحقوا بذلك أن تخلد أعمالهم .
      (وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ )
      كثيرٌ هم أولئك الذين يقفون على الطريق ليس لهم إلا أن يحبطوك ويحطوا من عزيمتك
      فاحذرهم ولا تلقِ لهم بال (قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ )   (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ) أعظم الخسران أن يصرف العبد عن آيات الله البينات ويترك لاتباع هواه، فيرى الغي والضلال طريقا للحق فيتشبث به، ويصرف عن الطريق المستقيم ..  
      (أُوْلَـٰٓئِكَ كَٱلۡأَنۡعَٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡغَٰفِلُونَ) ومن لم يُسخر حواسه في الله ، ولله .
      كــان عند الله، أضل من البهائم والأنعام .   {وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم} سبحان ربي ما أرحمه... مع أن النصر من عنده وحده،
      إلا أنه من رحمته سبحانه اعتنى بمشاعر المؤمنين،وحاجتهم النفسية
      فهيأ أسبابا لتكون بشارة واطمئنانا للقلوب.   إذا أردت أن تكون مصلحا .. فكن صالحا . ﴿ والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجرالمصلحين ﴾   سبحان ربي!
      كم تخفف هذه الآية من هموم وآلام ..
      { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ }
      -الاستعاذة بالله(وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله)
      -الاستماع للقرآن والإنصات (فاستمعواله وأنصتوا لعلكم ترحمون)
      -المداومة على ذكرالله (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة)
      -الخضوع والاستسلام لله وتنزيهه (إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون)
      (وأورثنا القوم الذين كانوا يُستضعفون مشارق الأرض ومغاربها.. )الاستضعاف  أول مراحل التمكين والإبتلاء اساس العطاء فكن متفاءل   ( إِذْ يُغَشِّيكُمْ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ ) الأنفال ١١.الموقف مهيب والحرب قائمة ويشاء الله أن ينام الجند وهو يحرسهم ويأمنهم ..! إنها الرحمة والمعية .
        ﴿  وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ وسِعت كلَّ ألم،
       وكلَّ خاطرةِ حُزن،
       وكلَّ لمحةِ وجع، لا تيأس؛ فقط علّق آمالَكَ بربّك
      "وقالَ الْملأُ الَّذينَ كفرُوا مِن قوْمهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعيْبًا إِنَّكُم إِذا لَّخاسرُون" من شأن الكفار والمنافقين إذا عجزوا عن إغواء
      الناس للرجوع عن الحق، أن يدلسوا عليهم بتشويه هذا الحق أو بتهديدهم برزقهم إذ خوفوهم بخسارة
      الأرباح التي كانوا يكسبونها من التطفيف
      (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن تَتَّقُوا۟ ٱللَّهَ یَجۡعَل لَّكُمۡ فُرۡقَانࣰا وَیُكَفِّرۡ عَنكُمۡ سَیِّـَٔاتِكُمۡ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡۗ) من لازم التقوى لازمه الخير ..
        هذه الآيه سلوى المستضعفين: "اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ" فاستعينوا بربكم واصبروا على مابتليتم به حتى يتحقق وعد الله للمتقين والعاقبة الحميدة تنتظركم   ﴿وَإِذا قُرِئَ القُرآنُ فَاستَمِعوا لَهُ وَأَنصِتوا لَعَلَّكُم تُرحَمونَ﴾
      يغشاك من رحمات الله بحسب
      حضور قلبك وإنصاتك.
      استنصت روحك
      استقبل الوحي بكل ذرة فيك .
      د. عبدالله بلقاسم
      (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي)
      حينما تصفو النفوس وتذوب الضغائن وترتقي الأخلاق تصعد للسماء مثل هذه الدعوات الزكية
      ...لا أتمنى الخير لي وحدي   (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) أعظمُ آيةٍ..🤍
      رسمت المنهجَ الإنساني في التعامل..
      وجمعت كل مكارمَ الأخلاقِ في وضوحٍ كالنور..   (يحرم عليهم الخبائث) أعلمت !!
      إذا لا تجادل في أمر حرم عليك فالله أحكم الحاكمين .
      قال الله تعالى (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ) من شرح الله صدره للهداية ،  فليبشر بأن فيه خير.   ﴿وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾ لا تظن أنّ النصر بسبب الملائكة التي تنزلت، وإنما هم مجرد سبب، ولو شاء الله لنصرهم دون ملائكة.  
      ( لئن اتبعتم شعيبا إنكم إذا لخاسرون )
      تشويه القدوات وتزييف الحقائق
      صناعة إعلامية فاسدة .
        ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْا۟ إِذَا مَسَّهُمْ طَٰٓئِفٌ مِّنَ ٱلشَّيْطَٰنِ تَذَكَّرُوا۟ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ﴾ قال سعيد بن جبير:
      هو الرجل يغضب الغضبة فيذكر الله؛ فيكظم الغيظ
       وقال ليث عن مجاهد:
       هو الرجل يهم بالذنب فيذكر الله فيدعه.   ﴿قالَ رَبِّ اغفِر لي وَلِأَخي﴾ حين نقسو على من نحب علينا قبل أن نعتذر منهم أن نسأل ربنا المغفرة
      حتى يكون ندمنا لله وليس لهم. د. عبدالله بلقاسم
      ﴿ إِنَّ ٱلْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِۦ ۖ وَٱلْعَٰقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ العبادة والتقوى .. شرط لوراثة الأرض.
      {قالَ المَلأ الذينَ استَكبَروا مِن قَومِهِ لَنخرِجنكَ يَا شُعيب والذينَ آمنُوا معَكَ من قَريتِنَا أو لَتَعُودُنَّ في مِلّتِنَا قَالَ أوَلَو كنّا كَارِهينَ} الطواغيت يميلون إلى المعارك يفرضوا رأيهم
      يستعملوا القوة
      لا يراعوا ذمة لأن حجتهم واهية   {ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون.. ..} مفارقة نور القرآن وهدايته يُفقد الإنسان مكانته وقيمته يتخبط في ظلمات الهوى والمغريات
      يفقد معنى الحياة لا يستوي من فقد الحياة بالقرآن ومن نَعِم بها.

      قال تعالى ﴿إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون﴾
       [الأنفال: ٢]
      قال السعدي رحمه الله : ووجه ذلك أنهم يلقون له السمع، ويحضرون قلوبهم لتدبره، فعند ذلك يزيد إيمانهم
      *لأن التدبر من أعمال القلوب
    • د. خالد سعد النجار   يقول الله تعالى في سورة آل عمران: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)   {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ} جمع «آية»، وهي العلامة، ثم أطلقت الآية على الحجة لأن الحجة علامة على الحق، وكل آية في القرآن فهي علامة على منزلها لما فيها من الإعجاز والتحدي. ولذلك سميت معجزة الرسول «آية» كما في قوله تعالى: {فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ} [النمل:12] {وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ} [لأعراف:203] وإنما سميت «آية» لأنها دليل على أنها موحى بها من عند الله إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأنها تشتمل على ما هو من الحد الأعلى في بلاغة نظم الكلام، ولأنها لوقوعها مع غيرها من الآيات جعلت دليلا على أن القرآن منزل من عند الله وليس من تأليف البشر إذ قد تحدى النبي به أهل الفصاحة والبلاغة من أهل اللسان العربي فعجزوا عن تأليف مثل سورة من سوره. فلذا لا يحق لجمل التوراة والإنجيل أن تسمى آيات إذ ليست فيها هذه الخصوصية في اللغة العبرانية والآرامية. وأما ما ورد في حديث رجم اليهوديين اللذين زنيا من قول الراوي: "فوضع الذي نشر التوراة يده على آية الرجم"، فذلك تعبير غلب على لسان الراوي على وجه المشاكلة التقديرية تشبيها بجمل القرآن، إذ لم يجد لها اسما يعبر به عنها.   {مُحْكَمَاتٌ} متقنات في الدلالة والحكم والخبر؛ معلومة ما فيها إشكال، قال السلف: المحكم الذي يعمل به كأصول الاعتقاد والتشريع، والآداب والمواعظ. قال يحيى بن يَعْمَر: "الفرائض، والأمر والنهي، والحلال والحرام".   وكانت أصولا لذلك باتضاح دلالتها، بحيث تدل على معان لا تحتمل غيرها أو تحتمله احتمالا ضعيفا غير معتد به. وباتضاح معانيها بحيث تتناولها أفهام معظم المخاطبين بها وتتأهل لفهمها فهي أصل القرآن المرجوع إليه في حمل معاني غيرها عليها للبيان أو التفريع.   {هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} أصله ومرجعه الذي يرجع إليه في فهم الكتاب ومقاصده، ويرجع إليه أيضا عند الاشتباه، وقدم وصف هذه المحكمات وبيان حالها ليتبادر إلى الذهن أول ما يتبادر أنه يرد المتشابهات إلى المحكمات؛ لأنها أم، وأم الشيء مرجعه وأصله، قال الله تعالى: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد:٣٩]، أي: المرجع، وهو «اللوح المحفوظ» الذي تُرجع الكتابات كلها إليه، ومنه سُميت الفاتحة «أم الكتاب»؛ لأن مرجع القرآن إليها، ومن هذا المعنى قوله تعالى: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} [الفرقان:74]   {وَأُخَرُ} أي: ومنه أُخَر، كقوله تعالى: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} [هود:١٠٥]، فإن {سَعِيدٌ} هنا ليست معطوفة على {شَقِيٌّ}؛ لأنها لو كانت معطوفة عليها لفسد التقسيم، ولكن التقدير: "فمنهم شقي ومنهم سعيد"، هذا أيضًا: "منه آيات محكمات، ومنه أخر متشابهات".   {مُتَشَابِهَاتٌ} في الدلالة، سواء كان حكمًا أو خبرًا، ولهذا نجد أن بعض الآيات لا تدل دلالة صريحة على الحكم الذي استدل بها عليه، وبعض الآيات الخبرية أيضًا لا تدل دلالة صريحة على الخبر الذي استدُل بها عليه. فهو إما اشتباه في المعنى، يكون المعنى غير واضح، أو اشتباه في التعارض، يظن الظآنّ أن القرآن يُعارِض بعضه بعضًا. ولا يمكن أبدًا أن يكون في القرآن شيء متعارض إطلاقًا؛ لأن الله عز وجل يقول: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً} [النساء:٨٢] فهو يصدق بعضه بعضًا، ولكن التعارض الذي قد يفهمه من يفهمه من الناس يكون إما لقصور في العلم، أو قصور في الفهم، أو تقصير في التدبر، أو سوء ظن، بحيث يظن أن القرآن يتعارض، فإذا ظن هذا الظن لم يُوفّق للجمع بين النصوص، ويحرم الخير؛ لأنه ظن ما لا يليق بالقرآن. أما من أعطاه الله علمًا وفهمًا وحسن قصد وحسن ظن فإنه لا يحصل لديه تعارض في القرآن الكريم؛ لأن عنده كمال في العلم، وكمال في الفهم، ونشاط في التدبر، وحسن نية وقصد، فهذا يوفقه الله تعالى فيعرف كيف يجمع بين ما ظاهره التعارض، أو كيف يعرِف هذا المتشابه. قال الشاطبي: "فالتشابه: حقيقي، وإضافي، فالحقيقي: ما لا سبيل إلى فهم معناه، وهو المراد من الآية، والإضافي: ما اشتبه معناه، لاحتياجه إلى مراعاة دليل آخر. فإذا تقصى المجتهد أدلة الشريعة وجد فيها ما يبين معناه، والتشابه بالمعنى الحقيقي قليل جدا في الشريعة وبالمعنى الإضافي كثير". وفي «أحكام القرآن» للكيا الهراسى يقول: "فجعل الله آيات الكتاب منقسمة إلى المحكم والمتشابه, وسمى المحكمات أم الكتاب, وذلك يقتضي رد المتشابهات إليها, فإن الأم لا يظهر لها معنى هاهنا, سوى أنها الأصل لما سواها, ويفهم منها معاني المتشابهات, وذلك يقتضي كون المتشابه محتملاً لمعاني مختلفة, يتعرف مراد الله منها بردها إلى المحكمات, وإن كان كثير منها يستدل بالأدلة العقلية على معرفة المراد منها. ويمكن أن يقال: سميت المحكمات أمّاً: لأنها أنفع لعباد الله تعالى, وأفضل من المتشابهات, كما سميت فاتحة الكتاب أم الكتاب, وسميت مكة أم القرى. ويحتمل أن يقال: سمّي المحكمات أم الكتاب لأنه يلوح معناها, فيستنبط منها الفوائد, ويقاس عليها فسماها أم الكتاب, أي الأم والأصل من الكتاب.   فعلى المحمل الأول, إذا قلنا معنى أم الكتاب أن المتشابهات مردودة إلى المحكمات, ومعتبرة بها, ومقيسة عليها, فالمتشابهات هي التي تحتمل معاني مختلفة, فيتعرف مراد الله منها بالمحكمات". ** وقد دلت هذه الآية على أن من القرآن محكما ومتشابها، ودلت آيات أخر على أن القرآن كله محكم، قال تعالى: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ} [هود:1] وقال: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} [يونس:1] والمراد أنه أحكم وأتقن في بلاغته، كما دلت آيات على أن القرآن كله متشابه، قال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً} [الزمر:23] والمعنى أنه تشابه في الحسن والبلاغة والحقية، وهو معنى ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا، فلا تعارض بين هذه الآيات: لاختلاف المراد بالإحكام والتشابه في مواضعها، بحسب ما تقتضيه المقامات.   {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} الزيغ: الميل والانحراف عن المقصود، قال تعالى: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ} [النجم:17] ويقال: "زاغت الشمس" إذا مالت عن كبد السماء. فالزيغ أخص من الميل؛ لأنه ميل عن المقصود والصواب، أو عن الحق إلى الباطل.   {فَيَتَّبِعُونَ} والاتباع هنا مجاز عن الملازمة والمعاودة، أي يعكفون على الخوض في المتشابه ويحصونه. شبهت تلك الملازمة بملازمة التابع متبوعه.   {مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} كقوله تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران:١٠٦]، وقوله في آية أخرى: {وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا} [طه:١٠٢] وقوله: {وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} [المرسلات:٣٦]، وفي آية أخرى: يعتذرون، كقوله تعالى: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} [المؤمنون:107] وقوله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ} [المؤمنون:101] وفي آية أخرى: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ} [الطور:25] وقوله: {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً} [النساء:42] وفي آية أخرى: {ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام:23] ** روى البخاري عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنِّي أَجِدُ فِي القُرْآنِ أَشْيَاءَ تَخْتَلِفُ عَلَيَّ، قَالَ: {فَلاَ أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون:101]، {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات:27] {وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} [النساء:42]، {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: 23]، فَقَدْ كَتَمُوا فِي هَذِهِ الآيَةِ؟ وَقَالَ: {أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا} [النازعات:27] إِلَى قَوْلِهِ: {دَحَاهَا} [النازعات:30] فَذَكَرَ خَلْقَ السَّمَاءِ قَبْلَ خَلْقِ الأَرْضِ، ثُمَّ قَالَ: {أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت:9] إِلَى قَوْلِهِ: {طَائِعِينَ} [فصلت:11] فَذَكَرَ فِي هَذِهِ خَلْقَ الأَرْضِ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاءِ؟ وَقَالَ: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء:96]، {عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء:56]، {سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء:58] فَكَأَنَّهُ كَانَ ثُمَّ مَضَى؟ فَقَالَ [أي ابن عباس]: {فَلاَ أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ} [المؤمنون:101] فِي النَّفْخَةِ الأُولَى، ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ: {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر:68] فَلاَ أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ وَلاَ يَتَسَاءَلُونَ، ثُمَّ فِي النَّفْخَةِ الآخِرَةِ، {أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات:27] وَأَمَّا قَوْلُهُ: {مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام:23]، {وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} [النساء: 42]، فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لِأَهْلِ الإِخْلاَصِ ذُنُوبَهُمْ، وَقَالَ المُشْرِكُونَ: تَعَالَوْا نَقُولُ لَمْ نَكُنْ مُشْرِكِينَ، فَخُتِمَ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ، فَتَنْطِقُ أَيْدِيهِمْ، فَعِنْدَ ذَلِكَ عُرِفَ أَنَّ اللَّهَ لاَ يُكْتَمُ حَدِيثًا، [وفي رواية: عن ابن عباس أن معنى هذه: ودوا إذ فضحتحهم جوارحهم أنهم لم يكتموا الله شركهم. وروي عنه أيضاً: أنهم لما شهدت عليهم جوارحهم لم يكتموا الله شيئاً. وقال الحسن: القيامة مواقف، ففي موطن يعرفون سوء أعمالهم ويسألون أن يردوا إلى الدنيا، وفي موطن يكتمون ويقولون: والله ربنا ما كنا مشركين] وَخَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاءَ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ، ثُمَّ دَحَا الأَرْضَ، وَدَحْوُهَا: أَنْ أَخْرَجَ مِنْهَا المَاءَ وَالمَرْعَى، وَخَلَقَ الجِبَالَ وَالجِمَالَ وَالآكَامَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {دَحَاهَا} [النازعات:30]. وَقَوْلُهُ: {خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت:9]. فَجُعِلَتِ الأَرْضُ وَمَا فِيهَا مِنْ شَيْءٍ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ، وَخُلِقَتِ السَّمَوَاتُ فِي يَوْمَيْنِ، {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء:96] سَمَّى نَفْسَهُ ذَلِكَ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ، أَيْ لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يُرِدْ شَيْئًا إِلَّا أَصَابَ بِهِ الَّذِي أَرَادَ، فَلاَ يَخْتَلِفْ عَلَيْكَ القُرْآنُ، فَإِنَّ كُلًّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ".   ويقصد من قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} التعريض بنصارى نجران؛ إذ ألزموا المسلمين بأن القرآن يشهد لكون الله ثالث ثلاثة بما يقع في القرآن من ضمير المتكلم ومعه غيره من نحو: خلقنا وأمرنا وقضينا، وزعموا أن ذلك الضمير له وعيسى ومريم، ولاشك أن هذا إن صح عنهم هو تمويه؛ إذ من المعروف أن في ذلك الضمير طريقتين مشهورتين إما إرادة التشريك أو إرادة التعظيم فما أرادوا من استدلالهم هذا إلا التمويه على عامة الناس. ومثال تأويل الزنادقة: ما حكاه محمد بن علي بن رازم الطائي الكوفي قال: كنت بمكة حين كان الجنابي زعيم القرامطة بمكة، وهم يقتلون الحجاج، ويقولون: أليس قال لكم محمد المكي: {وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} فأي أمن هنا؟" قال: فقلت له: هذا خرج في صورة الخبر، والمراد به الأمر، أي: ومن دخله فأمنوه، كقوله: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ} [البقرة:228] فالذين في قلوبهم زيغ يأتون بهذه الآيات المتشابهة حتى يضربوا بعضها ببعض ليصدوا عن سبيل الله، ويشككوا الناس في كلام الله عز وجل. عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْها- قَالَتْ قَرَأَ رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} فَإِذَا رَأَيْتُمْ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيهِ فَهُمْ الَّذِينَ عَنَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَاحْذَرُوهُمْ) [مسند أحمد: قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين]. ولفظ البخاري: (فإذا رأيتَ الذين يتَّبِعُون ما تشابه منه فأولئك الذين سَمَّى اللهُ فَاحْذَرُوهُمْ) وقال الحافظ أبو بكر بن مردويه: عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن ابن العاص، عن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: (إن القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضًا، فما عرفتم منه فاعملوا به، وما تشابه منه فآمنوا به) [ورواه ابن الضريس في فضائل القرآن، وابن سعد في الطبقات الكبرى، وإسناده حسن] وروى أحمد في المسند: عن عمر بن شعيب عن أبيه، عن جده قال: سمع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قومًا يتدارءون فقال: (إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وإنما أنزل كتاب الله ليصدق بعضه بعضًا، فلا تكذبوا بعضه ببعض، فما علمتم منه فقولوا، وما جهلتم فَكِلُوهُ إلى عَالِمِه) [ورواه ابن ماجة والبغوي. وقال البوصيري في "زوائد ابن ماجة": "إسناده صحيح ورجاله ثقات"]. قال الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي في مسنده، عن أبي سلمة قال: لا أعلمه إلا عن أبي هريرة -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: (نزل القرآن على سبعة أحرف، والمِرَاءُ في القرآن كفر -ثلاثًا- ما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه). [قال ابن كثير: "وهذا إسناد صحيح، ولكن فيه علة بسبب قول الراوي: "لا أعلمه إلا عن أبي هريرة" .. لكن رواه النسائي في الكبرى وليس في رواية النسائي الشك "لا أعلمه"].   {ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} أي: الإضلال لأتباعهم، وصد الناس عن دين الله؛ لأن الفتنة بمعنى الصد عن دين الله، كما قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ} [البروج:١٠] كما احتج النصارى بأن القرآن قد نطق بأن عيسى هو روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم، وتركوا الاحتجاج بقوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ} [الزخرف:59] وبقوله: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران:59 ] وغير ذلك من الآيات المحكمة المصرحة بأنه خلق من مخلوقات الله، وعبد، ورسول من رسل الله.   {وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} أي: طلب تأويله لما يريدون هم لا لما يريد الله عز وجل، وهذا كأهل البدع من الرافضة والخوارج والمعتزلة والجهمية، وغيرهم من الباطنية فقد جعلوا معظم القرآن متشابها، وتأولوه بحسب أهوائهم.. كلهم اتبعوا ما تشابه منه، لكن من مقل ومستكثر، فهؤلاء يتبعون ما تشابه لهذين الغرضين أو لأحدهما. قال الحافظ أبو يَعْلَى: عن حذيفة يحدث عن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه ذكر: (إن في أمّتي قومًا يقرؤون القرآن يَنْثُرُونَهُ نَثْر الدَّقَل، يَتَأوَّلُوْنَهُ على غير تأويله).   {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} الذين تمكنوا في علم الكتاب، ومعرفة محامله، وقام عندهم من الأدلة ما أرشدهم إلى مراد الله تعالى، بحيث لا تروج عليهم الشبه. والرسوخ في كلام العرب: الثبات والتمكن في المكان، يقال: رسخت القدم ترسخ رسوخا إذا ثبتت عند المشي ولم تتزلزل، واستعير الرسوخ لكمال العقل والعلم بحيث لا تضلله الشبه، ولا تتطرقه الأخطاء غالبا، فالراسخون في العلم: الثابتون فيه العارفون بدقائقه، فهم يحسنون مواقع التأويل، ويعلمونه.   ** هذه الآية الكريمة اختلف السلف في الوقف عليها: 1/ فأكثر السلف وقف على قوله: {إِلَّا اللَّهُ} وجعل الوقف هنا لازمًا، يعني يجب أن تقف تقول: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} ثم تبتدئ فتقول: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} وعلى هذا فتكون الواو هنا في قوله: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} للاستئناف {وَالرَّاسِخُونَ} مبتدأ، وجملة {يَقُولُونَ} خبر المبتدأ، وهذا الذي عليه أكثر السلف، يعني أن هذا المتشابه لا يعلم تأويله، المراد به إلا الله عز وجل، والراسخون في العلم الذين لم يعلموا لا يطلبون بذلك الفتنة، وإنما يقولون: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا}، وليس في كلام ربنا تناقض ولا تضارب، ويسلمون الأمر إلى الله عز وجل؛ لأنه هو العالم بما أراد، فينقسم الناس إذن إلى قسمين: {الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} و {الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ}. وقالوا: ولو كانوا عالمين بتأويل المتشابه على التفصيل لما كان في الإيمان به مدح، لأن من علم شيئاً على التفصيل لا بد أن يؤمن به؛ إذ الإيمان بما ظهر معناه أمر غير غريب.. وإنما الراسخون يعلمون بالدليل العقلي أن المراد غير الظاهر، ويفوضون تعيين المراد إلى علمه تعالى، وقطعوا أنه الحق، ولم يحملهم عدم التعيين على ترك الإيمان. قال عبد الرزاق: كان ابن عباس يقرأ: "{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}، ويقول الراسخون: آمنا به"، وكذا رواه ابن جرير، عن عمر بن عبد العزيز، ومالك بن أنس: أنهم يؤمنون به ولا يعلمون تأويله. وحكى ابن جرير أن في قراءة عبد الله بن مسعود: "إن تأويله إلا عند الله، والراسخون في العلم يقولون آمنا به". وكذا عن أبي بن كعب. واختار ابن جرير هذا القول. قال الفخر: ومن هنا أمسك كثير السلف عن تأويل المتشابهات، غير الراجعة إلى التشريع، فقال أبو بكر -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إن قلت في كتاب الله بما لا أعلم". وعن سليمان بن يسار أن صَبِيغ بن عِسْل التَميمي قدم المدينة [من البصرة] فجعل يسأل عن متشابه القرآن وعن أشياء [كان يَتَتَبَّع مُشْكِل القرآن، ويسأل عنه]، فبلغ ذلك عمر -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فبعث إليه عمر فأحضره وقد أعد له عراجين من عراجين النخل فلما حضر، قال له عمر: من أنت؟ قال أنا عبد الله صَبِيغ. فقال عمر: وأنا عبد الله عمر ثم قام إليه فضرب رأسه بعرجون فشجه ثم تابع ضربه حتى سال دمه على وجهه [وكرر ذلك أياما] فقال: "حسبك يا أمير المؤمنين، فقد ذهب والله ما كنت أجد في رأسي"، ثم أرجعه إلى البصرة، وكتب إلى أبي موسى الأشعري أن يمنع الناس من مخالطته. وطريقة السلف هذه كانت قبل تفشي شكوك الملحدين أو المتعلمين، وذلك في عصر الصحابة والتابعين وبعض عصر تابعيهم، خشية أن يتأولوا تأويلات لا يدرى مدى ما تفضي إليه من أمور لا تليق بجلال الله تعالى، ولا تتسق مع ما شرعه للناس من الشرائع. 2/ ووصل بعض السلف ولم يقف، أي قرأ: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} فتكون الواو للعطف، {وَالرَّاسِخُونَ} معطوفة على لفظ الجلالة؛ أي: ما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم، بخلاف الذين في قلوبهم زيغ وليس عندهم علم فهؤلاء لا يعلمون. وفي هذا العطف تشريف عظيم: كقوله: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ} [آل عمران:18] ولا يسمى راسخاً إلاَّ من يعلم من هذا النوع كثيراً بحسب ما قدّر له، وإلاَّ فمن لا يعلم سوى المحكم فليس براسخ. فتسميتهم راسخين يقتضي أنهم يعلمون أكثر من المحكم الذي استوى في علمه جميع من يفهم كلام العرب، وفي أي شيء رسوخهم إذا لم يعلموا إلا ما يعلم الجميع؟ وما الرسوخ إلاَّ المعرفة بتصاريف الكلام، وموارد الأحكام، ومواقع المواعظ؟ وهو قول كثير من المفسرين وأهل الأصول، وقالوا: الخطاب بما لا يفهم بعيد. وعن مجاهد عن ابن عباس أنه قال: أنا من الراسخين الذين يعلمون تأويله. وإعراب: الراسخين، يحتمل الوجهين، ولذلك قال ابن عباس بهما. وتأول عند عروض الشبهة لبعض الناس كما مر في حديث البخاري. وقال محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ} الذي أراد ما أراد {إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} ثم ردوا تأويل المتشابه على ما عرفوا من تأويل المُحْكَمَة التي لا تأويل لأحد فيها إلا تأويل واحد، فاتسق بقولهم الكتاب، وصدق بعضه بعضًا، فنفذت الحجة، وظهر به العذر، وزاح به الباطل، ودفع به الكفر. ** والحقيقة أن ظاهر القراءتين التعارض؛ لأن القراءة الأولى تقتضي أنه لا يعلم تأويل هذا المتشابه إلا الله، والقراءة الثانية تقتضي أن هذا المتشابه يعلم تأويله الله والراسخون في العلم، فيكون في ظاهر القولين التعارض. ولكن الصحيح أنه لا تعارض بينهما، وأن هذا الخلاف مبني على الاختلاف في معنى التأويل في قوله: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} فإن كان المراد بالتأويل «التفسير» فقراءة الوصل أوْلى؛ لأن الراسخين في العلم يعلمون تفسير القرآن المتشابه، ولا يخفى عليهم لرسوخهم في العلم وبلوغهم عمق العلم؛ لأن الراسخ في الشيء الثابت فيه المتمكن منه، فهم لتمكنهم وثبوت أقدامهم في العلم وتعمقهم فيه يعلمون ما يخفى على غيرهم، فإذا جعلنا التأويل بمعنى التفسير فقراءة الوصل أوْلى. أما إذا جعلنا التأويل بمعنى «العاقبة والغاية» المجهولة فالوقف على {إِلَّا اللَّهُ} أوْلى؛ لأن عاقبة هذا المتشابه وما يؤول إليه أمر مجهول لكل الخلق. وهو موجود في القرآن: أولًا: التأويل بمعنى «التفسير»؛ مثل قول صاحبي السجن ليوسف عليه الصلاة والسلام: {قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ} [يوسف:٣٦] أي بتفسير هذه الرؤيا، ومن ذلك قول الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لابن عباس: (اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ) [أحمد]، أي: تفسير الكلام ومعرفة معناه. وأما التأويل بمعنى «العاقبة والغاية» فمنه قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} [الأعراف:٥٣] فقوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ} يعني: عاقبته وما يؤول إليه، {يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ} يعني: تأتي عاقبته التي وُعِدوا بها، {يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ}. ومنه قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء:٥٩] يعني: أحسن عاقبة ومآلًا. فتبين بهذا أن كلمة (تأويل) صالحة للمعنيين جميعًا؛ التفسير والعاقبة، فإذا جعلناها بمعنى التفسير فلا ريب أن الراسخين في العلم يعلمون تفسير القرآن ولا يخفى عليهم شيء، ولا يمكن -بأي حال من الأحوال- أن ينزل الله سبحانه وتعالى على عباده كتابًا يسألهم عنه يوم القيامة وهم لا يعرفون معناه. فالراسخون في العلم لا بد أن يعلموه وإلا لبطلت الحجة، فلا بد من معرفة هذا الكتاب المنزل على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أما إذا قلنا بأن التأويل ما آل إليه الأمر، وما كان عليه في نفس الواقع مما هو مجهول لنا فهنا يتعين الوقوف على قوله: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}. ** واعلم أن كثيرًا من الناس الذين تكلموا في العقائد فسروا المتشابه بآيات الصفات، قالوا: إن المتشابهات هن آيات الصفات، ولكن لا شك أن تفسير المتشابهات بآيات الصفات على الإطلاق ليس بسديد ولا بصحيح؛ لأن آيات الصفات معلومة مجهولة؛ فهي من حيث المعنى معلومة، ولا يمكن أن يخاطبنا الله عز وجل ويحدِّثنا عن نفسه بأمر مجهول لا نستفيد منه، وليس هو بالنسبة إلينا إلا كنسبة الحروف الهجائية التي ليس فيها معنى، هذا غير ممكن إطلاقًا، نعم، هي مجهولة من جهة أخرى، وهي الحقيقة والكيفية التي هي عليها، فهذا مجهول لنا، لا نعلم كيف يد الله ولا ندرك حقيقتها، لا نعلم كيف وجه الله ولا ندرك حقيقته، لا ندرك حقيقة علم الله عز وجل، ولا ندرك كل صفاته من حيث حقائقها؛ لأن الله يقول: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه:١١٠]، فمن زعم أن آيات الصفات من المتشابه -على سبيل الإطلاق- فقد أخطأ. وقد ذهب إلى هذا من ذهب من الناس، وقال: إن آيات الصفات وأحاديثها مجهولة لا نعلمها، لا يعلمها رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا علي، ولا ابن مسعود، ولا ابن عباس، ولا فقهاء الصحابة، ولا فقهاء التابعين، ولا أئمة الإسلام، كلهم لا يدرون ما معناها، تقول له: ما معنى استوى على العرش؟ فيقول: الله أعلم. ما معنى يد الله في قوله: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة:٦٤]؟ يقول: الله أعلم، ما معنى: {ويَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} [الرحمن:٢٧]؟ الله أعلم، كل شيء الله أعلم، كل ما يتعلق بصفات الله يقول: الله أعلم، والغريب أن هذا القول في غاية ما يكون من السقوط، وإن كان بعض الناس يظن أنه مذهب أهل السنة، أو أنه مذهب السلف، حتى أدى بهم الأمر إلى هذه الكلمة الكاذبة، «طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعْلم وأحكم»، وهذه الجملة والقضية من أكذب القضايا، أن تكون طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم، لكن نقول: طريقة السلف أسلم وأعلم وأحكم، المهم أن من الناس من يظن أن مذهب السلف هو التفويض وعدم معرفة المعنى وعدم الكلام به حتى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على زعمهم يقول: (يَضْحَكُ اللَّهُ إِلَى رَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ يَدْخُلَانِ الْجَنَّةَ) [البخاري] لو سألته وقلت: يا رسول الله، ما معنى يضحك؟ قال: ما أدري! (يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ) لو سألته: ما معنى ينزل؟ قال: لا أدري، والعجب كيف يستقيم لسان شخص يدّعي أن هذا مذهب السلف من الصحابة والتابعين وتابعيهم إلى يوم القيامة؟! هذا بعيد من الصواب! إذن: آيات الصفات من المتشابه في الحقيقة والكيفية التي هي عليها؛ لأن الإنسان بشر لا يمكن يدرك هذه الصفات العظيمة، لكن في المعنى محكَمة معلومة لا تخفى على أحد، كلنا يعرف ما معنى العلم، كلنا يعرف ما معنى الاستواء، كلنا يعرف ما معنى الوجه، ما معنى اليد، ولهذا قال الإمام مالك -رحمه الله- قوله المشهور الذي روي عن شيخه قال: «الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بِدعة».   {يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} صدّقنا به، بالمحكَم وبالمتشابه، أما المحكم فظاهر أنهم يؤمنون به؛ لأنهم عرفوا معناه واطمأنوا إليه، وأما المتشابه فإيمانهم به هو التسليم.   {كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} فعلى القول الأول: هو أنهم آمنوا بما عرفوا بتفصيله وما لم يعرفوه. وعلى القول الثاني: وإذا كان كل من عند ربنا فإنه لا يمكن أن يتناقض ولا يمكن أن يتعارض، بل هو متحد متفق، فيُرد المتشابه منه إلى المحكَم ويكون الجميع محكمًا. وأضاف العندية إلى قوله: {ربنا}، لا إلى غيره من أسمائه تعالى لما في الإشعار بلفظة الرب من النظر في مصلحة عبيده، فلولا أن في المتشابه مصلحة ما أنزله تعالى، ولجعل كتابه كله محكماً.   {وَمَا يَذَّكَّرُ} أصلها: يتذكر، لكن قلبت التاء ذالًا وأُدغمت في الذال الأخرى صارت {وَمَا يَذَّكَّرُ}، أي: لا يتعظ وينتفع بالقرآن {إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} إلا أصحاب العقول.. تذييل، ليس من كلام الراسخين، مسوق مساق الثناء عليهم في اهتدائهم إلى صحيح الفهم. والمعنى: وما يتعظ بنزول المحكم والمتشابه إلاَّ أصحاب العقول، إذ هم المدركون لحقائق الأشياء، ووضع الكلام مواضعه، ونبه بذلك على أن ما اشتبه من القرآن، فلا بد من النظر فيه بالعقل الذي جعل مميزاً لإدراك: الواجب، والجائز، والمستحيل، فلا يوقف مع دلالة ظاهر اللفظ، بل يستعمل في ذلك الفكر حتى لا ينسب إلى البارئ تعالى، ولا إلى ما شرع من أحكامه، ما لا يجوز في العقل. ** وحكمة الله عز وجل في جعله القرآن ينقسم إلى قسمين، أن بهذا يحصل الابتلاء والامتحان؛ فالمؤمن لا يضل بهذا الانقسام، والذي في قلبه زيغ يضل، وهذا كما يمتحن الله العباد بالأوامر والنواهي يمتحنهم أيضًا بالأدلة فيجعل هذا محكمًا وهذا متشابهًا ليتبين المؤمن من غير المؤمن، ولو كان القرآن كله محكمًا لم يحصل الابتلاء، ولو كان كله متشابهًا لم يحصل البيان، والله سبحانه وتعالى جعل القرآن بيانًا، وجعله محكمًا متشابهًا للاختبار والامتحان. قال ابن كثير: وأحسن ما قيل فيه الذي قدمناه، وهو الذي نص عليه محمد بن إسحاق بن يسار -رحمه الله- حيث قال: {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} فيهن حجة الرب، وعصمة العباد، ودفع الخصوم والباطل، ليس لهن تصريف ولا تحريف عما وضعن عليه. قال: والمتشابهات في الصدق، لهن تصريف وتحريف وتأويل، ابتلى الله فيهن العباد، كما ابتلاهم في الحلال والحرام ألا يصرفن إلى الباطل، ولا يحرّفن عن الحق. وأيضا لو كان كله محكماً لتعلق الناس به لسهولة مأخذه، ولأعرضوا عما يحتاجون فيه إلى الفحص والتأمل من النظر والاستدلال،،، وفي المتشابه من تقادح العلماء وإتقانهم القرائح في استخراج معانيه، ورده إلى المحكم من الفوائد الجليلة، والعلوم الجمة، ونيل الدرجات عند الله،،، ولأن المؤمن المعتقد أن لا مناقضة في كلام الله، ولا اختلاف إذا رأى فيه ما يتناقض في ظاهره، وأهمه طلب ما يوفق بينه ويجريه على سنن واحد، ففكر وراجع نفسه وغيره، ففتح الله عليه، وتبين مطابقة المتشابه المحكم، ازداد طمأنينة إلى معتقده، وقوة في إتقانه.   ويقول ابن عاشور: على أن من مقاصد القرآن أمرين آخرين: 1/ أحدهما كونه شريعة دائمة، وذلك يقتضي فتح أبواب عباراته لمختلف استنباط المستنبطين، حتى تؤخذ منه أحكام الأولين والآخرين. 2/ وثانيهما تعويد حملة هذه الشريعة، وعلماء هذه الأمة، بالتنقيب، والبحث، واستخراج المقاصد من عويصات الأدلة، حتى تكون طبقات علماء الأمة صالحة في كل زمان لفهم تشريع الشارع ومقصده من التشريع، فيكونوا قادرين على استنباط الأحكام التشريعية، ولو صيغ لهم التشريع في أسلوب سهل التناول لاعتادوا العكوف على ما بين أنظارهم في المطالعة الواحدة.
      جمع وترتيب
      د/ خالد سعد النجار ضيد الفوائد
    • الجزء 8
        افتتحت سورة الأنعام بدلائل التوحيد ، واختتمت بالإقرار التام بالتوحيد { قُلْ إِنَّ صَلَاتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَايَى وَمَمَاتِى لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } فتدبر دلائل التوحيد لتحقق كماله   أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون) حين تنتكس الفطرة تصبح الفضيلة تهمة   [أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس ] الوحي في قلب المؤمن بمنزلة الروح من الجسد، لا حياة له بدونه ولا نور له بدونه.. بل من بركته يشع من أنواره على كل من حوله.   [قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين] مآل كل متكبر الهبوط والهوان حسيًا ومعنويًا في دنياه وآخرته.. (فالجزاء من جنس العمل)   (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) كل نعمة علينا فإنما هي من الله عزوجل ابتداء متى استقر هذا المفهوم في القلب خرج الكِبر منه مدحورا!   (ولوشاء ربك) (منزّل من ربك بالحق) (وتمّت كلمة ربك) (إن ربّك هو أعلم بالمهتدين) (إن ربك هو أعلم بالمعتدين) (وهذا صراط ربك) (ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم) (وما ربك بغافل عما يعملون) (وربك الغني ذوالرحمة) ربك (رب+كاف الخطاب للنبي) كم فيها من معاني الرعاية والتربية والحب  
      (ونادى أصحاب اجنة أصحاب النار) (ونادى أصحاب الأعراف..) (ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة) من غير الله عز وجل يمكنه أن يصف بدقة حوارات مستقبلية لم تحصل بعد؟! آمنت بالله عالم الغيب..
      (وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين) #تأمل هذا القسم الشيطاني المغلف بالنصيحة هناك من شياطين الإنس من يتقنه فتنبه .
      {وكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظّالِمِينَ بَعْضًا بِما كانُوا يَكْسِبُونَ} لا تغتر بولاية الظالمين "إنْ لَمْ يُقْلِعِ الظّالِمُ عَنْ ظُلْمِهِ سُلِّطَ عَلَيْهِ ظالِمٌ آخَرُ" سنة من سنن الله في خلقه  
      {یـٰبنی ءادم قد أنزلنا علیكم لباسا یو ٰ⁠ری سوء ٰ⁠تكم وریشا ولباس…}#الأعراف
      ﴿ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا﴾
      ليس للمتكبرين مقام في الجنة ..
      قال ﷺ : " لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ "  
      (إن رحمت الله قريب من المحسنين) الإحسان لا يأتي إلا بخير أحسِن في العبادة أحسِن في المعاملات أحسِن في كل أمر كفى بالمحسنين جزاءً قُرب رحمة الله منهم!  
      ختمت سورة الأنعام (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿١٦٠﴾) وافتتحت سورة الأعراف (والوزن يومئذ الحق) (فمن ثقلت موازينه) (ومن خفّت موازينه) لن يضيع عند الله مثقال الذرة!  
      (وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ) قيمة الانسان ليست في نوعية اللباس وثمنه بل هي في قيمته الاخلاقية التي تدعو الى الستر والاحتشام _ فاعتني بروحك من الداخل ..  
      بدون توفيق الله ما نقدر نفعل شىء ولا نستطيع أن نقدم أو نؤخر أى شىء ايمانك..عبادتك..اخلاصك كل شىء بتوفيق الله لنا قد يحرمك وقد يعطيك فانسب الفضل له الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ  
      ﴿وَإِن تُطِع أَكثَرَ مَن فِي الأَرضِ يُضِلّوكَ عَن سَبيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِن هُم إِلّا يَخرُصونَ﴾ في هذه الآية الكريمة فضيلة العلم، فمن أسباب الضلال عن دين الله اتباع الظنون الفاسدة، والآراء الباطلة.  
      (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً) إن تأملت أخباره وجدتها في غاية الحلاوة.. وإن جاءت الآيات في الأحكام والأوامر والنواهي اشتملت على الأمر بكل معروف والنهي عن كل قبيح! [ابن كثير]
      "حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات ۚ كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون" تشبيه المعاد بمنظر يتكرر أمام الناس تذكير لهم لئلا ينسوه أو يرتابوا فيه!  
      (أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) هذا دائما ديدن أهل الباطل مع أهل الحق الإقصاء وذلك لضعفهم وخوفهم من مواجهة الحق  
      { فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ } يوم القيامة يوم شديد الكل يقف للسؤال ، فماذا أعددنا له!!!  
      ﴿وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ﴾ لا ينبغي لعاقلٍ أن يأمنَ صفوَ الليالي ولا مواتاةَ الأيام، بل عليه أن يَلزمَ حصنَ الطاعة والحذر ففي القرون الماضية لمَن ادَّكرَ مُعتبَر.  
      (قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ) لا تتأثر بكلام أهل الباطل ما دام الشرع هو مقياس أفعالك .  
      (إن رحمت الله قريب من المحسنين﴾ أحسن إلى نفسك بكثرة العبادة، وإلى من حولك بحسن المعاملة؛ لتنال رحمة الله.  
      { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ} لا تجعل خلافَك مع أخيك في مسألةٍ اجتهادية يُفضي بك إلى الكره والبغضاء ألا تحبُّ أن تَلقى اللهَ سليمَ الصدر طاهرَ السريرة؟!  
      (وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ) النفس البشرية السوية لاتقبل أن تتعرى كالبهائم فهي مكرمة ومنزهة عن ذلك..
      فهل يفهم ذلك دعاة التبرج والسفور؟!  
      {وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا} هذا نموذج لفاعل المعصية وبحثه عن عذر الاعتراف بالذنب من صفات التائبين  
      (قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم) لمحة تربوية وكل مفرط في تعريف أولاده بالله سيكون له نصيب من تفريطه بحسب ماتبذل معه من الصغر ستجني المرابح في الشباب ..  
      {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الأنعام حياة المسلم كلها لله مطعمه ومشربه وصحته وحركته وسكونه .. لا عزاء لمن يحاولون حصر الدين في الإيمان القلبي وفي الصلاة في المساجد .  
      " يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك ". كلما زاد رصيد التقوى في القلب زادت حشمة البدن .  
      {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ } والله إني لأستشعرها في كل أمرٍ يسوؤني .. فتحتويني سكينة ، واطمئنان ، لا تصفهما حروف .... فاللهم لك الحمد  
      ( فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ) أهل الإيمان هم أشرح الناس صدورًا وهم أبعد الناس عن العيادات النفسية لما في قلوبهم من طمئنينة بالله.  
      ( وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا ) أنت من تحدد درجتك ومنزلتك وبعملك يتحدد مستواك عند ربك .. ألا تدفعك الآية لمزيد من الجهد العمل!؟  
      ( إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ ) اللهم استعملنا ولا تستبدلنا..  
      ﴿ وربك الغني ذو الرحمة ﴾ لو كان لك أب غني فأنك لاتحمل هم العيش ولا تقلق له فكيف (وربك الغني) وذو رحمة !! سبحانه جل في علاه .  
      (الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا) إحذر أن تكون حجر عثره في سبيل الله إياك أن تمنع خير ، أو توقف خير ، أو تمنع شرع أو توقف شرع ، أو تستهزء بشيء من شريعة الله . (محمد الصاوي)  
      {كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا ..} اللعن صفة من صفات أهل النار .. فليرتدع ... كل من تفوه به ليل نهار ..!!!  
      ﴿قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا﴾ قدَّم موسى ( الاستعانة بالله ) على ( الصبر )، لأن التوكل على الله أنفع في الشدة من الاعتماد على النفس بصبرها وتجلدها ..  
      ﴿وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ﴾ لا يستدل على الحق بكثرة أهله.. فإن أهل الحق هم الأقلون عددًا ، الأعظمون عند الله قدرًا وأجرًا.( السعدي)  
      {ولاتسرفوا إنه لا يحب المسرفين } يكفي في ذم الإسراف أن الله لايحبه. والآية قاعدة ربانية فيها: امتثال لأمر الله. حفظ الصحة.
      حفظ المال.  
      القرآن ليس في المسجد فقط.! بل يصحبك حتى في أقصى درجات انغماسك في الدنيا: (وجعلنا له نورا يمشي به في الناس)  
      ﴿ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ ﴾
      مجرد الاقتراب من الفواحش خطر فكيف بالوقوع فيها .
      لباس ضروري يستر البدن(یو ٰ⁠ری سوء ٰ⁠تكم) لباس زينة ناعم(ريشا)للتجمّل أصل الستر فطرة وتشريع  قالﷺ عن ترك اللبس: (إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده).  
    • ثمرات التقوى.. (إن الله مع الذين اتقوا)معية الله (إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا) رؤية الحق من الباطل (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) الفرج والسعة من كل ضيق (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا) التيسير (واتقوا الله لعلكم ترحمون) الرحمة (واتقوا الله لعلكم تفلحون) الفلاح   (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) المتنافسون نوعان: متنافس غافل جاهل: لايشبع من المنافسة في الدنيا وهي فقاعة محدودة الزمن متنافس واع عاقل: لايشبع من المنافسة في الحسنات وحُقّ له,فدائرته الزمنية التي يعمل لها خلود لاينتهي فلايزال يجني الخير حتى يخطو أعتاب الجنة ويتطلع لفردوسها الأعلى     (واستفزز من استطعت منهم بصوتك) كل دعوة إلى معصية وكل تحريض على باطل وكل صوت ضلالة وشر فهو من منابره الشيطانية استفزهم لضغف دينهم وأغراهم بزيف الوعود واستنهضهم ففزوا ملبّين تراهم حولك على غير الهدى مسرعين إلا أنت.. حماك الله بصحة إيمانك وأذكارك وثباتك على الحق   (الَّذي يراك حينَ تَقُوم) إنها رؤية خاصة يخصّ بها كل تقي صالح بقدر تقواه يراك حين تقوم إلى مصلاك يرى ابتهالك وبثّك ونجواك يرى خوفك ومحبتك وتقواك يرى نيّتك وعملك وخطاك وكلما توجهت إليه بقلبك نظر إليك ورءآك نظرة ينهال عليك بسببها غيث الرحمة, وسبل التوفيق,وحلول الرضوان,وخصوص المحبة   (لسعيها راضية) الرضا الحقيقي عن الذات إنما يكون في استجابتها لطاعة ربها فالذات التي تحثك على اتباع أهوائها يجب ألا ترضى عنها وتسعى لترويضها لتصل بها إلى الهدف البعيد فترضى عن سعيها يوم ترى نتائجه الجميلة نفسك كطفلك إن رضيت عن كل أفعاله أفسدته   (ربَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا) قال أهل العلم: ليس الشأن في طلب الهداية فقط بل الشأن في الثبات عليها فالزم سؤال الله الثبات فمغريات الشهوات عن الحق صارفة وسيول الفتن إلى وديان الزيغ جارفة   (فسوف يبصرون) (فسوف)يبصرون ما يسوءهم لأنهم سوّفوا وتراخوا واهتموا بالمبصرات وتركوا الغيبيات فالمهم أن تبصرها اليوم أزل غبش الشهوات عن بصيرتك أبصر طريق السعادة المغطى بركام من الغفلة أبصر نهاية الطريق وتزود قبل الوصول الكل حينئذ سوف يبصر ولكن من أبصر اليوم ستقر عينه بما سيبصر   (كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار) ما أقصر الدنيا وكم سنتقطع حسرةحينما تمر سريعا وإذ بنا تحت أطباق التراب حسرةعلى أوامر كان من السهل فعلها حسرةعلى نواه كان من السهل اجتنابها ساعات وأوقات كان من السهل اغتنامها فنحن بحمدلله لانزال في تلك الساعة فلنتدارك دقائقها وثوانيها قبل الفوات   (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ) ولا يزال الجن لديهم نهم شديد في الاستكثار منكم والضحايا في ازدياد فاحذروا ..تمسكوا بحبل الله حتى لا تقعوا في حبائلهم   (ولتنظر نفس ما قدمت لغد) من نظر إلى حياته نظرة لحظية فرّغ فيها جُهدة وماله ووقته وخرج لغده البعيد بلا شيء فانظر إلى حياتك نظرة شاملة تربط دنياك بآخرتك فأعمالك اليوم, هي غراسٌ وحصاده في الغد واعلم أن غراس الهوى والشهوة لن يثمر إلا الحنظل فاغرس الخير يثمر رضا الرحمن وأشجار الجنان   (إني أخاف الله) (ليعلم الله من يخافه بالغيب) (ويخافون سوء الحساب) (لمن خاف مقامي وخاف وعيد) قال أحدهم: لاتخوفونا,نار..عذاب.. عقاب,الله غفور رحيم هذا المفهوم أبعدنا عن طاعته وجرّأناعلى معصيته حتى نسيناأنه ذو عقاب أليم عودوا للخوف والرجاء أيقظوا بهما قلوبكم حتى يتعادل ميزان العبادة   (ومَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) وقد نسمي الشخص رحيما لرحمته مخلوقا فكيف بمن وصفه ربه بالرحمة فكانت سجيّته وفاضت أنسام رحمته على العالمين عليه وعلى آله أكمل الصلاة وأتم التسليم   (فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْه) قد يكون للذنب لذة ومتعة.. ولكن مشاعر الخوف في قلب المؤمن واحتمالية العقوبة يُذهب تلك اللذة وقد يكون للطاعة مشقة.. ولكن لذة الانتصار على الهوى والشيطان واستشعار المثوبة يُذهب كل تعب ونصب فصاحب القلب الحيّ إذا تذكر هذا وذاك يستقيم     (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَات) تخيّل أن تكون من هؤلاء ما أنقى هذه النفوس ما أجمل أن تسخر نفسك للخيرات وتسارع في الاستكثار منها ويا لفوز من ينعته الله جل جلاله بهذه الصفة إنهم عرفوا الله فسارعوا لما يحب وسخَروا أنفسهم لكل خير يُرضي ربهم وابتعدوا عن كل يُسخطه   (وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنتَهَىٰ) كلما انتهت خطاك إلى هدف من أهداف الدنيا إلى قمة ظننت أنك إليها قد وصلت إلى مهمة ظننت أنها أقصى مآربك تذكر أنك لم تصل بعد ..والوصول الحق إنما هو إلى ربك فتأهّب   (قوا أنفسكم وأهليكم نارا) وأهليكم.. إنهامسئوليتك فلا تُلقها على غيرك واعلم أن من يربي أبناءك اليوم خلقٌ((كثير)) فإن لم تطبعه أنت على ما تريد طبعه أولئك على ما يريدون وإن لم تقيه أنت النار دفعهم أولئك إليها فلا تمل من حماية غرسك ورعايته   (وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا) رغبا ..ورهبا الدعاء الذي يحبه الله ويستجيب له أن تدعو ونفسك وقلبك مجتمعة على التوجه إليه راغب فيما عنده, راجٍ إجابته راهب مقام ربك ,خائف عقوبته, مع تركك ما لا يرضيه محسن الظن به   (وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآب) (وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآب) احسم قرارك واعمل لمستقبل يحسُن إليه المآب فالدنيا زائلة كيف؟ كن ممن خاف واتقى واحذر أن تكون ممن تعدى و طغى ولو بالعون والمساعدة     (وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين) نعم ..كبيرة على من التهى بالشهوات كبيرة على من اتبع خطوات الشيطان كبيرة على من كان همه الدنيا وجمعِ حطامها أما أهل الخشوع فيبحثون عن الزيادة بكثرة النوافل   (أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) كم حذرنا الله منه والطاغوت الأكبر إبليس يطغى على عقلك ونفسك ودينك وقد نشر جنوده اليوم بأسلوب عصري طغيان الشهوةوطغيان المادةوطغيان الفكرة فتطغى عليك شهوة محرمة أو فكرة مشوهة حتى تصرفك عن الحق فما أكثرالطواغيت التي يعبدها الناس اليوم ولايتنبهون لها   ﴿الذين صَبَرُوا۟ وعلىٰ رَبِّهِمۡ یَتَوَكَّلُون﴾ الصبر عند المؤمن عبادة جليلة وهو قرين التوكل فالتوكل يفتح للصابر آفاقا رحيبة يفتح باب الرضا يفتح باب الفرج يفتح باب اليسر والإعانة يفتح باب القوة والعزم على مزيد الصبر يفتح باب الرجاء وحسن الظن أما الصبر بلا توكل.. مجرد انتظار   (ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) تحرّ الحكمة بمتابعة السنة بالعلم النافع بتحري الدليل والحجة بالتفكير المنظم بتوسيع مجال الرؤية بالتخطيط لا العشوائية بالبحث عن الصواب لا التقليد والتبعية بترك التفاهات والجهالات   (وأَلزمهم كلمة التّقوى وكانوا أَحقَّ بِها وأَهلها) من وفّقه الله ألزمه بتقواه فالتزم بحق لا إله إلا الله فكان من أهلها وكانت له المنهج والدين وثبت مع أهلها ولم يكن من الغافلين واتبع سبيلها حتى يدركه اليقين فاللهم اجعلنا من أهلها   (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) لا تستحقر أي حسنة مهما صغُرت وأبشر بالزيادات زيادة توفيق ونجاح زيادة نور وبصيرة وصلاح زيادة سعادة وانشراح زيادة ثواب ومحبة وفلاح   (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى) من علامات هذه الهداية أن تجد نفسك سالكا الطريق إليه مستشعرا نعمة معرفته منشرحًا لذكره حريصا على محابّه مسابقا لكل مافيه مرضاته ماقتا لكل ما يغضبه راغبا في المزيد من الهداية مستعيذا به من الزيغ   (انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ) ياله من موقف يشتد فيه الخوف والحسرة حينما تمتزج الظلمة مع سواد جهنم فأنر ظلمة عبور الصراط بأنوار صلاتك (بشِّرِ المشَّائينَ في الظُّلمِ إلى المساجدِ بالنُّورِ التَّامِّ يومَ القيامةِ)صحيح أبي داود/     (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم) نعم الجلساء فالزمهم (ولاتعدُ عيناك عنهم) ماأدقها من عبارة وماأبلغها من موعظة لاتتجاوزهم فتنظر هنا وهناك لاترفع عينيك إلى أهل الغفلة فتغفل فتخطفك بهرجة الدنيا فيفتنك زيفها وغرورها فتزل قدمك وكما قيل: لاتصاحب من لايُنهضك حاله ولايدلّك على الله مقاله     (ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق) كلما ازددت علما بالله ازددت بصيرة والعكس صحيح,كلما بعدت عن الله ازددت غفلة وما أخطر الغفلة الغفلة كالمقدم على خطر وهو نائم نعم هناك حالة تحدث للبعض فيمشي نائما وقد يصعد أعلى المنزل ويسقط فيهلك وهكذا الغافل وهو مقدم على الآخرة        
    • تدبر الجزء 7   ﴿ فَأَصَٰبَتْكُم مُّصِيبَةُ ٱلْمَوْتِ ﴾ والأعظم مصيبة من ذلك غفلة الناس عنه .   (فَكَفَّـٰرَتُهُۥٓ إِطۡعَامُ عَشَرَةِ مَسَٰكِينَ مِنۡ أَوۡسَطِ مَا تُطۡعِمُونَ أَهۡلِيكُمۡ أَوۡ كِسۡوَتُهُمۡ أَوۡ تَحۡرِيرُ رَقَبَةٖۖ) أجمع العلماء أن الحانث مخير بين الإطعام والكسوة والعتق…. ( فمن لم يجد فصيام ، ثلاثة أيام)     ( قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث ) الإعجاب بالكثرة والتغافل عن الحكم الشرعي نقصان في العقل . .   لاتتنازل عن قيمك ومبادئك (ولو أعجبك كثرة الخبيث)     ﴿فَلمَّا نَسوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فتحنا عليْهِمْ أَبْوَابَ كلِّ شَيْءٍ حتىٰ إِذَا فَرِحُوا بما أوتوا أَخَذْنَاهمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ﴾ • قال رسولُ الله ﷺ: «إذا رأيتَ اللهَ يعطي العبدَ من الدنيا على معاصيه ما يحبُّ، فإنما هو استدراج     {….فصبروا على ماكُذّبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا…} اعلم أن النصر مع الصبر .     (وإنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كاشف له إِلّا هو ) حتى وإن فعلت الأسباب فليس لك إلا هو فتعلق به وحده وتوكل عليه     {‌لتجِدنَّ ‌أشدَّ الناس عداوةً للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا} إنها ليست دعوة للخوف والهلع، إنها بصيرة وتحذير من العدو الخطير، بل أخطر الأعداء: {أشدَّ الناس عداوة}.     {قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث} كثرة أهل الباطل ليس دليل على صحة المسار وقلة أهل الحق ليس دليل على فساد المسار أكملوا الآية:{فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون)     (حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوٓاْ أَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ ) اياك وإن زادت النعم تزيد في الطغيان والبطر ، بل تذلل لربك بالطاعة والشكر ..     {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبْدَ لكم تسؤكم} بعض الأسئلة نقص، فاحرص على ما ينفعك     {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبْدَ لكم تسؤكم} بعض الأسئلة نقص، فاحرص على ما ينفعك     {وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سِركم وجهركم ويعلم ما تكسبون} تحدَّث كيف شئت عن كاميرات التتبع، وأجهزة التنصت، إن علم الله أوسع. هل يمكن لأجهزة العالم كلها أن ترصد ما في هذه الآية؟!     {ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ وَأَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ (٩٨)} جعل الرحمة صفة له مذكورة في أسمائه الحسنى، وأمَّا العذاب والعقاب فجعلهما من مفعولاته، غير مذكورين في أسمائه. ابن تيمية رحمه الله.     تأمل (….ليعلَمَ اللهُ مَن يخافُه بِالغَيب…) الله عزّ وجل قد يبتلي المرء بتيسير أسباب المعصية له حتى يعلم سبحانه من يخافه بالغيب ، فالخلوات هي الوجه الحقيقي لشخصيتك .     ﴿قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب} لا تقلق كما نجاك الله من كُرَب وغموم حلت بك سابقا سينيجيك من كُرَبك وغمومك دائما     {لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} يا من تختلس نظرات محرمة قد لا يراك مَن حولك ومن هو بجانبك، لكن يراك من وسع سمعه وبصره كل شيء. (وهو يدرك الأبصار)     (وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر) هداية مادية (فبهداهم اقتده) هداية معنوية فالحمد لله الذي هدانا والحمد لله الذي خلق السموات والأرض والحمد لله الذي جعل الظلمات والنور وأخرجنا بالقرآن من الظلمات إلى النور     سورة الأنعام تتحدث عن توحيد الله سبحانه وقدرته فحري بالعبد أن يستشعر عظمة الله سبحانه في تلاوتها {كتب على نفسه الرحمة} {وماقدروا الله حق قدره} {ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو} {وهو القاهر فوق عباده} {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار}     ﴿فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ﴾ راجع نفسك ؛ ما أثر الابتلاءات عليك؟ أقرّبتك من ربك؟ أم دون وقعٍ؟ أم زادتك بُعدًا عنه سبحانه إن كانت قرّبتك فلا زلت على خير وإن كانت غير ذلك فتدارك نفسك     (أولئك الذين هداهم الله (فبهداهم) اقتده) الاقتداء لا يكون بالأشخاص مهما علا شأنهم فالأنبياء والصالحين والمؤمنون أنعم الله عزوجل عليهم بالهداية ابتداء (وهديناهم إلى صراط مستقيم) (ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده) اسأل الله تعالى أن يهديك كما هداهم     ﴿قَد (نَعلَمُ) إِنَّهُ لَيَحزُنُكَ الَّذي يَقولونَ فَإِنَّهُم لا يُكَذِّبونَكَ وَلكِنَّ الظّالِمينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجحَدونَ﴾ عندما يحزنك قولهم،نقدهم،إساءتهم تذكر أن الله يعلم حزنك ....فلا تشتكي إلا إليه     "وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو..." الإطمئنان النفسي عندما تعلم أن أمرك بيده غني أنت به عن العالمين.     (فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ) وسمى الله- تعالى- الموت في هذه الآية مصيبة، والموت وإن كان مصيبة عظمى، ورزية كبرى؛ فأعظم منه الغفلة عنه، والإعراض عن ذكره، وترك التفكر فيه، وترك العمل له، وإن فيه وحده لعبرة لمن اعتبر، وفكرة لمن تفكر.     كم قلنا (لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين) وكم عُدنا بعد النجاة لما كنا عليه من جحود النعم؟!     { قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السموات والأرض وهو يطعم ولا يطعم } مهما اشتدت بك الظروف فلا تتعلق بغير ربك وليا وأسلم له وجهك له .     "ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم..." العاقل من اعتبر بغيره     { ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة } خص هاتين العبادتين - والله أعلم - لأنهما من أشد العبادات على الشيطان .. ومن دونهما يضعف المؤمن كثيراً ويصبح صيداً سهلا لسهام العدو والشهوات .     {فأثابهم الله بما قالوا} [المائدة:٨٥]. قد يكون بينك وبين لحظات التكريم الإلهية قول كلمة، فلا تتردد في قول ما يرضي ربك     ﴿وما تسقطُ من ورقةٍ إلا يعلمها﴾ اتراه يجهل حالك ويغفل عنك !!     ( إنه لايفلح الظالمون) سيبقى ظلم الظالمين سداً منيعاً حائلاً دون فلاحهم أو توفيقهم⚘     { وعنده مفاتح الغيب لايعلمها إلا هو } مفتاح الفرج وكشف الغمة عند الله لا يعلمه إلا هو ...فلنلح على ربنا أن يكشف غمتنا     { كتب على نفسه الرحمة} { كتب ربكم على نفسه الرحمة } آيتان تطمئنان قلبك بأن ماكتبه من البلاء والشدة لابد أن يصاحبه رحمة من ربك فالتمس رحمته     ( فَأَثَابَهُمْ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ) راقب كلماتك وأقوالك فربّ كلمة رفعت صاحبها أعالي السماء وأسكنته الجنات.. وربّ كلمة قالت لصاحبها دعني..     (قُلْ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ) ومن غير ربي؟ مهما تعاظمت وتزاحمت فلاسبيل لنا ولامخرج إلا بالتضرع إليه سبحانه..     ﴿كَتَبَ عَلى نَفسِهِ الرَّحمَةَ﴾ دعوة للمسرفين على أنفسهم،والغارقين في بحار اليأس،والظانين بالله ظن السوء ..     ( فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعوا) أأصابك فقر؟ أأصابك مرض؟ لعل الله أراد أن يرى تضرعك!!⚘     ﴿ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ عجباً أن يخافُ من عاقبةِ الذنبِ نبيٌ معصوم، ولا يخافُ منه إنسانٌ جهولٌ ظلوم !     ( قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون ) من الآيات التي تزيد المؤمن ثبات في زمن الغربة ..الكثرة لاتعني الصواب | طوبى للغرباء |     ( وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) "اللطيف" إسم تعجز عن وصفه الأقلام.. تجد آثاره في كل شئ حولك.. يحنو عليك من حيث لاتشعر.. يقدر لك الخير وإن بدا لك الأمر فيما تكره فلو كُشف لك الغطاء لعلمت مدى لطفه وكرمه إسم الله اللطيف لايأتي مقرونًا إلا مع اسمه الخبير..     { وله ماسكن في الليل والتهار وهو السميع العليم} كل ماسكن الأرض فهو تحت حكمه فاطمئن ، وليسمع ربك منك خيرا وليعلم منك صبرا    
  • أكثر العضوات تفاعلاً

    لاتوجد مشارِكات لهذا الاسبوع

  • آخر تحديثات الحالة المزاجية

    • samra120 تشعر الآن ب غير مهتمة
    • Hannan Ali تشعر الآن ب سعيدة
  • إحصائيات الأقسام

    • إجمالي الموضوعات
      181844
    • إجمالي المشاركات
      2534982
  • إحصائيات العضوات

    • العضوات
      93100
    • أقصى تواجد
      6236

    أحدث العضوات
    شرين حاتم
    تاريخ الانضمام

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×