اذهبي الى المحتوى
ميرفت ابو القاسم

تسلط الملاحدة || للشيخ عبد الرحمن المحمود || متجدد بإذن الله تعالى

المشاركات التي تم ترشيحها

upload3b844e8d13.gif

 

 

 

تسلط الملاحدة

 

من أسباب تسلط الفلاسفة والباطنية على المسلمين: دخول أهل الكلام من المعتزلة والأشاعرة في تأويل آيات الصفات وتحريفها، مما جعل الفلاسفة يؤولون آيات المعاد من بعث وجنة ونار ونعيم وعذاب، فهم ينكرون وقوع هذه الأشياء من أساسها، فكان لزاماً علينا أهل السنة أن نبين بطلان منهج المتكلمين من المعتزلة والأشاعرة، ومنهج الفلاسفة والباطنية، وأن ننشر المنهج الحق الذي هو منهج السلف الصالح من الصحابة ومن بعدهم في العالمين، فلا ندع بيت مدر ولا وبر إلا ونشرناه فيه.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

المتكلمون هم سبب تسلط الملاحدة والفلاسفة والباطنية على المسلمين

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن سار على نهجهم واهتدى بهداهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.

أما بعد: فدرسنا في هذه الليلة هو بعنوان: لماذا تسلط الملاحدة والفلاسفة والباطنية على المسلمين؟ أقول: يا أيها الإخوة! إن المتأمل لقضية تاريخ عقيدة هذه الأمة وتاريخ الفرق والطوائف يجد أن هناك سؤالاً محيراً خلاصته: أن هناك حركات باطنية إسماعيلية أو قرمطية ملحدة، وهناك أيضاً فلاسفة أنكروا النبوات وقالوا بقدم العالم، وأنكروا البعث بعد الموت، إلى غير ذلك من الأمور التي هي مصادمة للإسلام وللعقيدة الإسلامية مصادمة ظاهرة.

المتأمل فيها يجد أن هذه الحركات الفلسفية والباطنية كانت تقوم على صريح الكفر والإلحاد وتعطيل الشرائع، فكيف وجدت لها موطئ قدم بل أتباعاً بين المسلمين؟! وكيف لا تمضي فترة على شهرة الفيلسوف إلا وقد صار له أتباع وتلاميذ؟! وكيف قامت الدولة الباطنية المسماة بالفاطمية وأرسلت دعاتها في مختلف أقطار العالم الإسلامي ليدعوا إلى نحلتهم، ثم بعد ذلك يجد هؤلاء الدعاة إلى ذلك المذهب الباطني من يستجيبون لهم؟ صحيح أن كثيراً من هؤلاء يستخدمون أساليب ملتوية، ويتظاهرون بالتشيع ومحبة آل البيت والرفض، ويقصدون أنواعاً من المناطق لا تخلو من وجود من يتستر بالزندقة.

أيها الإخوة! هذا السؤال الذي طرحته قبل قليل يجب أن نقف عنده وقفة، وخلاصة الأمر كيف وجد في عالمنا الإسلامي مكان لتلك الدعوات الإلحادية؟ وكيف صار لها دعاة وأتباع؟ إن الجواب على ذلك يقتضي منا وقفة مع قضية من القضايا الكبار في تاريخ العقيدة الإسلامية، ألا وهي أن نماذج المتكلمين الذين دخلوا في قضايا كلامية ومنطقية وفلسفية، ثم دخلوا في باب التأويل من أوسع أبوابه ونسبوا ذلك إلى الإسلام، إن هؤلاء كانوا من أهم الأسباب التي أدت إلى تسلط أولئك الفلاسفة والباطنية على الأمة الإسلامية.

فالفيلسوف أو القرمطي لن يجد المشقة في إقناع أتباعه بما عنده من سفسطة أو قرمطة، إذا أطلعهم على أقوال وتأويلات هؤلاء المتكلمين، وقد يكون فيهم من هو من فقهاء الأمة وأعلامها وسيجد عنده مقالات عجيبة، وتلك المقالات التي نهجها أولئك المتكلمون فتحت الطريق لأولئك الفلاسفة والقرامطة، ودخلوا من ذلك الباب وانتهى بهم الأمر إلى ما سبق ذكره قبل قليل من أقوال إلحادية كفرية لا يقبلها أحد أبداً.

 

 

يتبع بإذن الله ~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أسباب ابتداع أهل الكلام للمناهج العقلية الكلامية المنحرفة

 

 

أيها الإخوة: أريد أن أبين هذه القضية بعد أن قدمت هذه المقدمة من خلال شرح هذه المسألة من أساسها.

نحن نعلم أن السلف الصالح رحمهم الله تعالى كان لهم منهج واضح محدد في التعامل مع النصوص، ومع قواطع العقيدة وضوابطها، ولهذا تجد منهجهم واحداً لم يتغير، فمنهج السلف في القرن الثاني أو الخامس أو العاشر أو الخامس عشر هو واحد؛ لأن الأصول والمنطلقات واحدة.

لكن الذي وقع بالنسبة لهؤلاء المتكلمين هو أنهم ابتدعوا مناهج عقلية وطرقاً كلامية لتأييد العقيدة أو لإيضاحها أو نحو ذلك، وهذا لا يكاد يخلو منه أحد من أهل الكلام، ومن ثم فإنهم استعاروا بعض أصول الفلاسفة، ثم جاءوا ليدرسوا نصوص العقيدة وقضاياها من خلال تلك الأصول.

ودعوني أضرب لكم مثالاً واحداً يبين كيف دخلوا من خلال تلك الأصول: أرادوا أن يثبتوا أن هذا العالم حادث، ونحن نعلم أن منهاج القرآن في ذلك منهج واضح جلي، ألا وهو الاستدلال بنفس المخلوقات على الخالق، أي: أن هذا الكون لابد له من خالق، وهذه قضية بدهية يعرفها الجميع، يقول الأعرابي: البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، ثم يقول: سماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، ألا يدل ذلك على العليم الخبير؟! هذه بدهية.

ومن ثم تجد أن القول بالأسباب حتى عند الأطفال، فلو أنك كنت عند طفل عمره ثلاث سنوات ثم ضربته على حين غفلة منه، ثم جاء يبحث عن الضارب، فلو قلت لهذا الطفل الصغير: لم يضربك أحد هل سيصدق؟ لا يمكن أن يصدق، سيقول لك: لابد أن يكون هناك أحد ضربني.

إذاً: الاستدلال بنفس المخلوقات، كما قال تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} [الطور:35]، الاحتمالات ثلاثة: إما أن يكونوا خلقوا من غير شيء، أو يكونوا هم الخالقين لأنفسهم، وهذان الاحتمالان باطلان، فبقي الاحتمال الثالث الصحيح ألا وهو: أن لهم خالقاً خلقهم، هذا المنهج الصحيح.

تم تعديل بواسطة ميرفت ابو القاسم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

خطأ المتكلمين في الاستدلال بصفات الأجسام على حدوث العالم

فجاء أولئك المتكلمون ليأخذوا بمنهج آخر في إثبات حدوث العالم وليقولوا: إن حدوث العالم إنما دلت عليه صفات الأجسام، أي: كون هذه الأجسام فيها صفات من تغير وتنقل واستحالة ونحوها، ومن ثم فهي حادثة، ومعنى ذلك: أننا نستدل على أن القمر مخلوق بأن هذا القمر يتحرك، ونستدل على هذه الأرض بأنها مخلوقة أنها تسبح في هذا الكون وكذا الشمس وكذا غيرها.

فاستدلوا بصفات الأجسام على أنها مخلوقة، وقالوا: كل جسم تحدث فيه صفات ومتغيرات فهو حادث.

قد يقول الإنسان وهو ينظر إلى هذا الدليل: إن هذا فيه شيء من الصحة، لكن في الحقيقة هو باطل، وفتح عليهم باباً عظيماً جداً من أبواب الضلالة؛ لأن هؤلاء قيل لهم: هل هذا هو الدليل الوحيد على حدوث العالم، وأن الأعراض إذا حلت في الأجسام دلت على أن الأجسام حادثة؟ قالوا: نعم، فجاءهم بعض المنحرفين من المتفلسفة وغيرهم وقالوا لهم: إذاً ماذا تقولون في صفات الله وصفات الله أعراض؟ إن قلتم إن هذه الصفات تقوم بالله، فيقوم به صفة العلم وصفة الإرادة وصفة الخلق وصفة الاستواء وصفة المجيء وصفة الضحك وصفة المحبة وغير ذلك من الصفات الواردة؛ فيلزمكم على هذه القاعدة أن يكون الله جسماً، وأن يكون حادثاً فينتقض عليكم أصلها، أنتم أردتم أن تثبتوا أن الله سبحانه وتعالى أزلي، وتثبتوا أن ما سواه مخلوق، وأن هذا الكون حادث، فعلى أصلكم هذا انتقض عليكم الدليل، وصار مجالكم مجال المدافعة، لتنفوا عن الله سبحانه وتعالى أنه جسم لئلا يكون حادثاً.

وفعلاً صدقوا بهذه المناقشة، فقالت المعتزلة: إذاً لا يتم الدليل إلا بنفي الصفات عن الله؛ لأننا لو أثبتنا الصفات لله لكان مثل الأجسام فيكون حادثاً، فنفوا عن الله جميع الصفات.

وجاءت طائفة أخرى وهم الأشاعرة والكلابية فقالوا: نفرق بين الصفات الذاتية وبين الصفات الفعلية.

فالصفات الذاتية لا نسميها أعراضاً ونثبتها لله، كالعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر ونحوها، أما الصفات الفعلية التي يفعلها ربنا متى شاء إذا شاء، مثل خلقه للسماوات والأرض، ومثل كونه يتكلم إذا شاء متى شاء، ومثل كونه سبحانه وتعالى استوى على العرش، ومثل كونه يجيء يوم القيامة، ومثل كونه سبحانه وتعالى يحب عبده هذا اليوم إذا أطاع ويغضب عليه غداً إذا عصى؛ قالوا: هذه صفات أفعال تدل على تغيرات فننفيها عن الله سبحانه وتعالى.

وبذلك نفوا الصفات من خلال دليل عقلي استمدوه من غيرهم، ولو أنهم أخذوا بالدليل الصحيح لما احتاجوا إلى مثل هذا، ولما وقعوا في هذه الورطة التي أوقعوا بها أنفسهم من خلال أخذهم بمناهج غريبة، ولهذا السبب نفسه أيضاً نجد أن هؤلاء المتكلمين ردوا نصوصاً كثيرة صريحة من أجل تلك الأصول العقلية.

أيها الإخوة! بما أن الأدلة تدل على علو الله سبحانه وتعالى وأنه فوق خلقه، وأنه على العرش استوى، وهذه الأدلة كثيرة جداً تبلغ المئات، بل تزيد عليها في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتدل دلالة صريحة على أن الله سبحانه وتعالى في السماء، وأنه بائن من خلقه، ومع هذا كله جاء هؤلاء بأدلة عقلية وشبه وهمية فقالوا: إن القول بأن الله فوق العالم باطل، وتأولوا هذه النصوص الصريحة كلها وردوها، ثم إذا قيل لهم: إذا كنتم تنكرون أن يكون الله فوق العالم، فأين الله؟ فقال بعضهم: إن الله في كل مكان، وهذا شبيه بقول الحلولية إن الله في كل مكان، إذاً: ربنا لا يتميز لا بذات ولا بصفات.

وقال بعضهم قولاً لا يقبله عقل، قال: إن الله لا داخل العالم ولا خارجه، فقيل لهم: هذا مستحيل، إن الله إذا لم يكن داخل العالم فهو خارج العالم، وإذا لم يكن خارج العالم فهو داخل العالم، فكيف يكون لا داخل العالم ولا خارجه؟! هذا لا يقبله عقل.

وهكذا تأولوا نصوص الصفات كالاستواء والوجه واليدين والمحبة والرضا وغير ذلك، وتألوا نصوص العلو، وتأول بعضهم نصوص الرؤية وقال: إن الله لا يرى كما هو مذهب المعتزلة، فلما أعملوا في النصوص تأويلاً تسلط عليهم الفلاسفة والقرامطة وقالوا لهم: أيضاً نحن نعمل في النصوص تأويلاً، فقال الفلاسفة: أنتم تأولتم نصوص الصفات وهي كثيرة، فنحن أيضاً نتأول نصوص المعاد الواردة في القرآن، فنقول: إن المعاد غير حقيقي وإنما هو وهم.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

احتجاج الفلاسفة على المتكلمين في التأويل

تأول الفلاسفة نصوص المعاد على أحد وجهين: إما أن المعاد من الأساس كذب، كما يقول الله سبحانه عن الدهرية: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} [الجاثية:24]، كيف ذلك؟! قالوا: إنما كذب الأنبياء لأجل إصلاح الناس، فهم يقولون لهم: إن فعلتم كذا فلكم جنان وكذا، حتى تتحسن أخلاقهم، وإلا فلا جنة ولا نار ولا عتاب ولا حساب ولا عقاب، كما يفعل الإنسان مع الطفل أحياناً حينما يعده بمواعيد يعلم أنها لن تتحقق، يريد أن يصلح من حاله الآن.

وقسم آخر من الفلاسفة قالوا: المعاد يكون للروح، أما المعاد الجسماني، والجنان والنعيم، والنساء، والأكل والفواكه والطير وغير ذلك مما هو مذكور تفصيله في كتاب الله، وكذلك أيضاً بالنسبة لعذاب النار؛ هذه كلها لا حقيقة لها، والنعيم ما هو إلا نعيماً نفسياً روحياً فقط، أما المعاد الجسماني فلا، هذا هو قول الفلاسفة.

فرد عليهم أهل السنة والمتكلمون وغيرهم وقالوا لهم: إن تأويل نصوص المعاد كفر وإلحاد بالله سبحانه وتعالى؛ لأن الإيمان باليوم الآخر من أصول الأيمان، فمن أنكر حشر الأجسام وأنكر أن الله يبعث الناس يوم القيامة فهو كافر خارج عن دائرة الإسلام، فقال لهم الفلاسفة: ولماذا تكفروننا؟ قالوا: لأنكم تأولتم النصوص الصريحة في كتاب الله، فقالوا لهم: وأنتم أيضاً أيها المتكلمون في باب الصفات تأولتم النصوص الصريحة في كتاب الله.

فلماذا تبيحون لأنفسكم التأويل ولا تبيحون لنا التأويل؟ كما يقول ابن القيم: ألكم على تأويلكم أجران ولنا على تأويلنا وزران تقول الفلاسفة للمتكلمين: إذا كانت نصوص الصفات على غير ظاهرها، كما في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5]، وأنتم تؤولونها وتقولون: استوى بمعنى استولى.

وقول الله سبحانه وتعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ} [الفجر:22]، وأنتم تقولون: الذي يأتي هو ملك، وهكذا بقية النصوص تتأولونها على غير ظاهرها، وتأتون لها بتأويلات بعيدة جداً، فنحن أيضاً نأتي إلى نصوص الجنة والنار فنتأولها تأويلات بعيدة جداً.

انتبهتم إلى المأزق الذي أوقع فيه الفلاسفة أهل الكلام؛ لأنهم قالوا لهم: إذا كنتم قد أعملتم في بعض النصوص تأويلاً وأبحتم لأنفسكم ذلك، فلماذا لا تبيحون لنا نحن ذلك؟ ما الفرق بيننا وبينكم؟ إن قلتم: نصوص المعاد صريحة، قلنا لكم: ونصوص الصفات أيضاً صريحة، إن قلتم: يمكن تأويل نصوص الصفات دون المعاد، قلنا لكم: ويمكن تأويل نصوص المعاد أيضاً كما يمكن تأويل نصوص الصفات.

أيها الإخوة! لقد فتح هؤلاء المتكلمون لأولئك الفلاسفة ذلك المدخل والباب المنحرف فتأولوا تلك النصوص، وجاء بعدهم إخوانهم الباطنية والقرامطة فلم يكتفوا بتأويل الصفات، وإنما أولوا نصوص الشريعة كلها، فقال هؤلاء: إن المقصود بالحج هو زيارة الأئمة، وإن المقصود بالصيام هو كتمان أسرار الدعوة، وإن المقصود بقوله: {أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} [البقرة:67] عائشة رضي الله عنها، وأعملوا في نصوص الشريعة تأويلاً منحرفاً باطلاً، فقيل لهم: هذا إلحاد وزندقة وباطل، بل النصوص قاطعة في أن الصلاة والزكاة والحج والصيام ونحوها أمور معروفة في الشريعة الإسلامية، فقال أولئك الباطنية: نحن تأولنا كما تأولتم أيها المتكلمون.

إذا قلتم: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5] استوى بمعنى استولى، فنحن أيضاً نتأول الصيام، فنقول: إن المقصود بالصيام هو الإمساك عن كشف أسرار الدعوة، وبهذا فتح المتكلمون أيضاً للباطنية والقرامطة باباً دخلوا منه وهو باب التأويل.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

الآثار المترتبة على تأويلات أهل الكلام لآيات الصفات

 

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: فإن غلط هؤلاء المتكلمين مما سلط أولئك الفلاسفة، وظنوا أن ما يقوله هؤلاء وأمثالهم هو دين المسلمين، أو قول الرسول وأصحابه.

لو أن الفلاسفة والباطنية ظنوا أن هؤلاء المتكلمين منحرفون عن الجادة لكان الأمر يسيراً، لكن المشكلة أنهم ظنوا أن هذا الذي يقوله أهل الكلام هو الدين الحق، وهو الذي يقوله عامة المسلمين وأئمة المسلمين، بل هو قول النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

يعني: كأن هؤلاء المتكلمين ينسبون عقائدهم وتأويلاتهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، كأن الرسول هو الذي يتأول: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5]، وهو الذي يتأول: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص:75]، وهو الذي يتأول بقية الصفات تلك التأويلات العجيبة.

إذاً: أولئك الفلاسفة ظنوا أن ما يقوله هؤلاء فعلاً هو الذي جاء به الرسول صلى الله وسلم، فإذا كان فعلاً هو الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، إذاً هذا التأويل الذي تأوله وحكاه من بعده يجيز لنا نحن أن نتأول تلك النصوص بتأويلات أخرى، ولو كانت هذه التأويلات بعيدة؛ لأنها ليست بأبعد من تأويلات المتكلمين.

ولذا يقول شيخ الإسلام بعد ذلك: ولهذا كانت مناظرة ابن سيناء هي للمعتزلة، ومناظرة ابن رشد الفيلسوف للكلابية الذين هم شيوخ الأشعرية، وكانوا إذا بينوا فساد بعض ما يقوله متبعة أهل الكلام يظنون أنه لم يبق حق إلا ما يقولونه هم، مع أن ما يقوله مبتدعة أهل الكلام فيه خطأ مخالف للشرع والعقل، لكن ما تقوله المتفلسفة في الإلهيات والنبوات والمعاد والشرائع أعظم من خطأ المتكلمين.

هذا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه ((نقض المنطق)) مطبوع الجزء الأول صفحة (223).

ومعنى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية أننا حينما نقول: إن المتكلمين كانوا سبباً في تسلط الفلاسفة، إنما نبين قضية التأويل الباطل وإلا فهؤلاء المتكلمون أفضل من الفلاسفة، وكلام أولئك الفلاسفة باطل من جميع الوجوه، فلا مقارنة بين الفلاسفة والمتكلمين.

وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في معرض ذكره لقصة تسلط الحركات الباطنية في العالم الإسلامي، على إثر مقالات أهل الكلام وهو يتحدث عن الدليل الذي جاء به المعتزلة والأشعرية وغيرهم وهو حدوث الأجسام يقول: فطريقتهم -أي: طريقة المعتزلة والأشاعرة التي أثبتوا بها أنه خالق للخلق مرسل للرسل- إذا حققت عليهم وجد لازمها أنه ليس بخالق ولا مرسل، فيبقى المسلم العاقل إذا تبين له حقيقة الأمر متعجباً كيف انقلب العقل والسمع على هؤلاء! ولهذا تسلط عليهم بها أعداء الإسلام من الفلاسفة والملاحدة وغيرهم لما بينوا أنه لا يثبت بها خلق ولا إرسال، فادعى الفلاسفة قدم العالم، وأثبتوا موجداً بذاته، وقالوا: إن الرسالة فيض يفيض على النبي من جهة العقل الفعال، لا أن هناك كلاماً تكلم به الله تعالى وأنه قائم به، وكان في الوقت الذي أظهرت الجهمية مقالتهم الأولى وامتحنوا أئمة الإسلام كـ أحمد بن حنبل وغيره، قد ظهر أصل كلمة هؤلاء الملاحدة الباطنية باطناً؛ وذلك في خلافة المأمون ثم المعتصم، وتجدد بعد ذلك من الحوادث العظيمة التي كانت في الإسلام في أثناء المائة الرابعة ما يطول شرحه، مما تتزلزل به أقطار البلاد الإسلامية.

وما يشير إليه بالمائة الرابعة يقصد به نشوء الدولة العبيدية الباطنية، وأيضاً أحداث القرامطة الخطيرة التي وقعت في العالم الإسلامي.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

ردود أهل الكلام على الفلاسفة والباطنية وبطلانها

سأضرب لكم مثالاً على كيفية معالجة المتكلمين لهذه القضية، فإن أشهر المتكلمين أبو حامد الغزالي وهو من الأشاعرة والصوفية، وأبو حامد الغزالي أيضاً من أشهر العلماء في الرد على الفلاسفة والرد على الباطنية؛ فإن له كتابين من أشهر الكتب: أحدهما اسمه: ((تهافت الفلاسفة)) والثاني اسمه ((فضائح الباطنية)).

أبو حامد الغزالي رحمه الله في أحد كتابيه ينقض على الفلاسفة مذهبهم، وفي الثاني ينقض على الباطنية مذهبهم، والكتابان موجودان مطبوعان، فماذا قال في ((تهافت الفلاسفة)) عن قضية البعث وحشر الأجساد، وهو يرد على هؤلاء الفلاسفة ويبين كفرهم بذلك؟ يقول أبو حامد الغزالي: فإن قيل ما ورد في الشرع -أي: من نصوص المعاد- أمثال ضربت على حد أفهام الخلق، كما أن الوارد من آيات التشريف وأخباره أمثال على حد أفهام الخلق، والصفات الإلهية مقدسة عما يتخيله عوام الناس.

المقصود بآيات التشريف آيات الصفات.

يقول الغزالي: والجواب أن التسوية بينهما تحكم، بل هما يفترقان من وجهين: أحدهما: أن الألفاظ الواردة في التشبيه تحتمل التأويل على عادة العرب في الاستعارة، وما ورد في وصف الجنة والنار وتفصيل تلك الأحوال بلغ مبلغاً لا يحتمل التأويل، فلا يبقى إلا حمل الكلام على التلبيس بتخييل نقيض الحق لمصلحة الخلق؛ وذلك ما يتقدس عنه منصب النبوة.

الثاني: أن أدلة العقول دلت على استحالة المكانة والجهة والصورة ويد جارحة وعين جارحة وإمكان الانتقال والاستقرار على الله سبحانه وتعالى.

ما هذه التي أشار إليها الغزالي؟ إنها صفات الله، يقول: العقول دلت على أن هذه الصفات مستحيلة، فيستحيل أن يكون الله سبحانه وتعالى على العرش استوى، أو أن يكون في العلو، أو أن يكون سبحانه وتعالى له يدان أو أن له عيناً كما ورد بذلك النصوص، أو أنه ينزل إلى سماء الدنيا كل ليلة، إلى غير هذا، فوجب التأويل بأدلة العقول، وأما ما ورد من أمور الآخرة فليس محالاً في قدرة الله تعالى، فيجب إجراؤه على ظاهر الكلام، بل على فحواه الذي هو صريح فيه، هذا جواب أبي حامد الغزالي.

ويقول في كتابه ((فضائح الباطنية)) وهو يرد على الباطنيين الذين يتأولون النصوص: فإن قيل: فهلا سلكتم هذا المسلك في التنزيلات الواردة في صفات الله تعالى من آية الاستواء وحديث النزول ولفظ القدم إلى غير ذلك من أخبار لعلها تزيد على ألف، وأنتم تعلمون أن السلف الصالحين ما كانوا يؤولون هذه الظواهر، بل كانوا يجرونها على الظاهر، ثم إنكم لم تكفروا منكر هذه الظواهر بل اعتقدتم التأويل وصرحتم به؟! انظر إنها عبارات قوية، فماذا يقول أبو حامد الغزالي جواباً على هذا الكلام؟ يقول: قلنا: كيف تستتب هذه الموازنة والقرآن مصرح بأنه ليس كمثله شيء، والأخبار الدالة عليه أكثر من أن تحصى، ونحن نعلم أنه لو صرح مصرح فيما بين الصحابة بأن الله تعالى لا يحويه مكان ولا يحده زمان، ولا يماس جسماً، ولا ينفصل عنه بمسافة مقدرة وغير مقدرة، ولا يعرض له انتقال وجيئة وذهاب وحضور وأفول، وأنه يستحيل أن يكون من الآفلين والمتنقلين والمتنكرين إلى غير ذلك من نفس صفات التشبيه لرأوا ذلك عين التوحيد والتنزيه.

ولو أنكر الفلاسفة الحور والقصور والأنهار والأشجار والزبانية والنار لعد ذلك من أنواع الكذب والإنكار، ولا مساواة بين الدرجتين.

خلاصة رد الغزالي: أن نصوص الصفات محتملة، أما نصوص المعاد فهي كثيرة بحيث بلغت مبلغاً لا يحتمل التأويل، ثم إن أدلة العقول عنده أوجبت تأويل نصوص الكتاب، أما نصوص المعاد فلا تؤول؛ لأنها لا تخالف أدلة العقول.

لكن الفلاسفة يقولون: لا فرق بين هذه وهذه، أنت أيها الغزالي قلت: إن النصوص الواردة في الصفات تزيد على ألف نص، فكيف سمحت نفسك بتأويلها ثم كفرتنا لما تأولنا نصوص المعاد؟! ولهذا تجد أن أبا حامد الغزالي عندما رد عليهم رد عليهم بكلام غير ذكي؛ لأن الفيلسوف سيقول له: تلك النصوص أيضاً كان السلف الصالح قبلكم يثبتونها ولا يتأولونها، وكانوا أيضاً لا يتأولون نصوص المعاد فمنهجهم واحد، فأنت أيها المتكلم كيف تأولت هذه النصوص التي تعد بالمئات، ثم منعتنا من تأويل نصوص المعاد؟ ثم سيقول له الفلاسفة: إذا قلت: إنه يستحيل أنه يكون لله صفة كذا وكذا من الصفات الواردة، كذلك أيضاً نحن نقول: يستحيل أن يكون هناك جنة ونار وبعث وغير ذلك، بل نقول: يستحيل أن الله يرى يوم القيامة، وقد قال به إخوانكم المعتزلة.

إذاً: ما هو الغرض من هذا أيها الإخوة؟ الغرض من هذا بيان أن منهاج المتكلمين حماقة في باب التأويل؛ لأنهم تأولوا النصوص تأويلات باطلة بلا شك، فتسلط عليهم الفلاسفة والقرامطة والباطنية وقالوا لهم: لماذا لا نتأول بقية النصوص؟ ولاشك أن صنيع أهل الكلام كان سبباً ظاهراً جلياً في تسلط الفلاسفة على المسلمين.

أما منهاج الحق منهاج أهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى فهو يأخذ منهجاً واحداً، سواء تعلقت النصوص بالصفات أو تعلقت بالمعاد أو تعلقت بالأحكام الشرعية، وسواء كانت النصوص من القرآن، أو بما ثبت من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي نصوص قطعية، ومن ثم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح أثبتوها على منهاج واحد دون تفريق.

إن قضية سلامة المنهج وكونه على وتيرة واحدة بدون تناقض، هي التي تؤدي إلى أن يكون الإنسان فعلاً منصفاً، ويكون كلامه أيضاً مستقيماً لا لبس فيه ولا غلو، فالنصوص واحدة، والله سبحانه وتعالى خاطبنا بما نفهم وبما نستطيع أن نعي، ومن ثم نجد أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تلقوا القرآن وتلقوا أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وكانوا يسألون عما يشكل عليهم رضي الله عنهم، ولما كانت هذه حالهم علمنا وأيقنا أنهم أثبتوا تلك النصوص ومدلولها دون أن يخوضوا في تأويل النصوص.

 

 

يتبع بإذن الله ~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أسباب ظهور الحداثيين وأصول مذهبهم

 

أيها الإخوة في الله! إن هذه القضية التي أشرت إلى جزء منها أردت منها مدخلاً لقضية قديمة لكنها تتجدد في كل وقت، فنحن ضربنا أمثلة بمنهاج المتكلمين والفلاسفة وكيف تسلط هؤلاء على هؤلاء، وكيف أن المتكلمين صارت أجوبتهم ضعيفة بالنسبة لأدلة وأسئلة أولئك الملاحدة من الفلاسفة وغيرهم؛ لأنهم ورطوا أنفسهم أولاً حيث وقعوا في التأويل ومنعوا غيرهم من التأويل، فقال لهم أولئك: كيف تفرقون بين هذا وهذا والنصوص واحدة وصريحة؟! أقول: إن هذا الذي جرى لم يتوقف على تلك المرحلة التاريخية ونحوها، وإنما امتد إلى عصرنا الحاضر، وذلك بوجود دعوات ومناهج فكرية تنهج نهج هذا التأويل الباطل، وعلى رأس هؤلاء أصحاب الفلسفات الإسلامية الحديثة، ومفكرو الحداثة.

عندما نقول: مفكرو الحداثة، فإننا نتحدث عن الحداثة كفكر، ولا ينفصل الفكر والمضمون عن الأداة والأسلوب وهو الأدب؛ لأن كثيراً من مفكري الحداثة يخدع الناس بالفصل بينهما، يقول لك: الحداثة ما هي إلا شيء جديد يرفض القافية أو يرفض التفعيلة التي وضعها الخليل، وهذا ما فيه شيء؛ لأنها أشكال جديدة في الأدب، ونحن نقول: لو اقتصر الأمر على أن تكون أشكالاً جديدة في الأدب فليس هناك إشكال ولا مشاحة في الاصطلاحات، لكنهم استخدموا هذه المناهج الأدبية بفلسفاتها الأوروبية من دنيوية وفوضوية وعبثية ومادية وغير ذلك؛ استخدموها ليخلطوا بين المضمون وبين الشكل والأداة؛ ليقدموا لنا أدباً حداثياً يحمل فكراً إلحادياً.

ولهذا تجد أن أصحاب هذه الأفكار سواء من يسمون أنفسهم بأصحاب الفكر المستنير أو مفكرو الحداثة أو غيرهم من الذين يتبنون اتجاهات فكرية وعلمانية حديثة، أقول: إن هؤلاء استخدموا ذلك المنهاج الذي استخدمه سلفهم الفلاسفة مع المتكلمين، فقالوا: نحن لا نرفض الدين كدين، وأيضاً لا نأخذ النصوص كنصوص، لكن يجوز لنا أن نتعامل معها كما تتعاملون معها أنتم أيها المسلمون، والنتيجة التي يريدها هؤلاء هي أن الواحد منهم يبحث في التاريخ الإسلامي والفقه الإسلامي وتفسير القرآن وشروح الأحاديث، بل ويبحث في نفس النصوص ويدرسها بأي منهج شرقي أو غربي ويتعامل معها ويتأولها، ومن ثم فلا حرج عليه في ذلك؛ لأن هذه النصوص مقدسة وهو يستخدمها بأي منهج يريد.

وحينما تناقشه فإنه يحتج بالفرق الكلامية ويقول: انظر إلى مناهج المعتزلة لم يجمدوا عند نصوص معينة، وإنما استخدموا عقولهم في دراسة النصوص والأخذ منها، انظر إلى غيرهم من مفكري الإسلام وفلاسفة الإسلام الذين نظروا إلى النصوص باحترام، لكنهم أيضاً عملوا في فهمها ومعانيها، وأبدعوا حتى وصلوا إلى أفكار عجيبة.

وكثير من هؤلاء تعجبه الحركات الباطنية من قرمطية وإسماعيلية وغيرها على أساس أنها ثارت على أصول التراث التقليدي عند أهل السنة والجماعة، ولذا تجد مثلاً ابن سيناء يعتبر عندهم من العظماء، فهو فيلسوف إسلامي تعامل مع النصوص من خلال الفلسفة، كذلك ابن رشد يعتبر عندهم من العظماء وفيلسوف إسلامي تعامل مع النصوص من خلال فلسفته، وكذلك الإسماعيلية عندهم هي فرقة مبدعة، وكذلك القرامطة فرقة ثورية مبدعة فعلاً في المجتمعات الإسلامية.

وكما تلحظون مثلاً مهيار الديلمي شاعر من شعراء الدولة الباطنية الإسماعيلية، وديوانه مطبوع في مجلدين كبيرين.

مهيار الديلمي هذا أستاذ أدباء الحداثة القدماء، وكذلك أستاذ كل خارج عن عقيدة الإسلام وآداب الإسلام وغيره.

إذاً: عندنا هنا فكر حديث ينطلق من خلال مناهج قديمة ويعتمد عليها ويتكئ عليها، والسبب في ذلك أيها الإخوة هو عدم انضباط المنهج، عندما أخذ كثير من المسلمين بمناهج متعددة وتأثروا بالمناهج الغربية والمناهج الكلامية وغيرها نشأت عندهم هذه الانحرافات والتأويلات وغيرها، فصارت مجالاً رحباً ينطلق منه أولئك الملاحدة قديماً وحديثاً.

ولهذا تجد بعضهم يكتب كتاباً في مجلدات تحت عنوان: دراسات عن التراث الإسلامي، ويركز على تلك الفرق المنحرفة ويظهرها على أنها هي الفرق المبدعة في تاريخ الإسلام، ويسخر من السلفية والسلف ومن أهل السنة والجماعة سخرية عجيبة كما كان يسخر من سبق.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله

 

بارك الله فيك يا حبيبة و في الشيخ الفاضل

لي عودة إن شاء الله ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@

 

وفيك بارك الرحمن يا غالية

 

وإياك يارب

 

سررت بمرورك ومتابعتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الهدف من عرض المناهج الكلامية والفلسفية

 

نحن هنا حينما نعرض لهذا في مثل هذا الوقت القصير، أريد أن أفتح آفاقكم حول هذه القضية التي هي قضية المناهج الكلامية والفلسفية قديماً وحديثاً، وأثرها في حياة المسلمين المعاصرين.

والخطأ في المنهاج يؤدي في الغالب إلى أخطاء متراكبة، كما هو معلوم بالنسبة للانحراف، فإنه يبدأ صغيراً ثم لا يزال يكبر كالزاوية، فإن الزاوية الحادة مثلاً تبدأ من التقاء العمودين، لكن كلما امتد الخطان إلى الأمام زاد الانحراف.

وإذا كان الأمر كذلك فهل عودتنا واعتمادنا على منهاج السلف في هذه الأزمنة التي تتلاطم أمواجها محل خيار بالنسبة لنا؟

حقيقة منهاج السلف في التعامل مع النصوص الشرعية

أقول: أيها الإخوة! إن بعض الناس يظن أن منهاج السلف هو منهاج الكسالى الذين يتلقون ثم يقولون ما تلقوه بدون تفكير، أي: خذ النص وقل النص واسترح.

ولاشك أن هذا الذي يقوله هؤلاء خطأ محض؛ لأن منهاج السلف مبني على أسس علمية صحيحة، ومنهاج المتكلمين والفلاسفة مبني على أسس باطلة، ولهذا فإننا نقول عن قناعة: إن المنهاج الحق هو أن تعطي الدليل حقه، وتأخذ بالدليل على منهاج صحيح.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ضرورة خضوع العقل في الغيبيات للكتاب والسنة

ودعوني أضرب لكم مثالاً: الأمر الغيبي الذي لا يمكن أن نعلمه كيف نستطيع أن نعلمه؟! لو جاءنا واحد الآن ووقف أمامنا وقال: يا جماعة في شيء اسمه سكنجبين ما هو؟ وبدأنا نشغل عقولنا فجاء واحد وقال: السكنجبين عصارة، وقال الثاني: السكنجبين شتلة تباع في جنوب أفريقيا، وقال الثالث: السكنجبين هذا نوع من القماش يصنع في اليابان، وقال الرابع: السكنجبين هو نوع من السيارات، وقال الخامس: السكنجبين: لعبة أطفال بلاستيكية، وهكذا.

هل سننتهي إلى نتيجة؟ لن ننتهي إلى نتيجة؛ لأن هذا أمر غيبي، ما هو الحل السليم؟ الحل السليم أن نأتي للخبير الذي عنده علم ونقول له: ما هو السكنجبين؟ سيقول: هو مركب دوائي من مجموعة من الأشياء كان معروفاً عند القدماء اسمه السكنجبين.

انتهى الإشكال.

الآن لو جئت إلى المناهج الفلسفية والكلامية مثلاً لوجدت أنه يريد أن يفسر ظواهر غيبية ما شاهدها بتفسيرات عقلية ومناهج كلامية، والله يقول: {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا} [الكهف:51].

لهذا تجد الفيلسوف مثلاً يمضي عشرات السنين وهو يبحث عن علم ما بعد الطبيعة وما وراء الطبيعة، هل هناك إله أو ليس هناك إله؟ وكيف تم الخلق؟ ومتى وجد الخلق؟ إلى آخره، ثم ينتهي به الأمر بعد ستين أو خمسين عاماً إلى نتيجة واحدة، ألا وهي: أن هذا الكون معلول لابد له من علة، ولابد له من صانع.

نقول: بعد خمسين سنة تنتهي إلى هذه النتيجة؟ هذه النتيجة يعرفها الصغار منا، فهم يعرفون أن هذا الكون لابد له من خالق، ولذا فنحن نقول: إن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يبدءون من حيث ينتهي الفلاسفة، الفلاسفة ينتهون إلى إثبات أن هذا الكون لابد له من خالق يسمونه صانعاً، الأنبياء يقولون: أنتم مفطورون على أنه لابد له من صانع فاعبدوا هذا الصانع.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

عجز العقول عن إدراك حقائق الغيب

إن من أعظم نعم الله علينا أن الله تعالى أرسل لنا الرسل بالوحي المبين؛ ليشرحوا لنا كيف تم هذا الخلق وكيف وجد، وما هي صفات الله وما هي أسماء الله؛ حتى لا نشغل أنفسنا بما لا نستطيع عمله، فإذا ما تم لنا ذلك يأتي المنهاج العملي عند الأنبياء ليقول لك: إن هذا الخالق لابد أن تعبده وحده لا شريك له.

إنه خالق يعلم أعمالك ويعلم أفعالك، وهو محسن إليك، ومن ثم فالواجب عليك أن تعبده وحده لا شريك له، وأن هناك جنة وناراً وحساباً وجزاءً إلى آخره.

إن منهاج الأنبياء منهاج عمل، ولذا فإنهم عليهم الصلاة والسلام جاءوا بالأخبار والمعلومات الصحيحة من عند الله سبحانه وتعالى، لم يأتوا بشيء لا يستطيع العقل البشري إدراكه، دعوني أضرب لكم مثالاً: الفكر الغربي ظل أكثر من ثلاثة قرون يتخبط في نشأة الإنسان على هذه الأرض، وجاءت قضية نشأة الحياة في الأرض، والجرثومة وتقسمها، ونشأة الحياة وتطور الإنسان، ثم انتهاؤه قبل المرحلة الأخيرة إلى القرد، وهذه القضية ألف فيها مئات المجلدات، ودرست في جميع الجامعات في أنحاء العالم حتى في العالم الإسلامي.

إذاً: هل نحن بحاجة إلى هذه القضية بالذات في الفكر الإسلامي؟ أبداً؛ لأنها محسومة عندنا في آية من كتاب الله: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة:30]، إذاً: نشأة الإنسان خلقه الله ثم أنزله إلى هذه الأرض وخلق منه زوجة ثم تكاثر الإنسان في هذه الحياة، هذه قضية معلومة يقينية مائة في المائة لا تحتاج إلى تلك المجلدات وإلى تلك المناقشات.

إذاً: استراحت البشرية من قضية كبرى، أليس كذلك؟ بلى، وكذلك أيضاً بقية القضايا، ومنها السماوات وكيف خلقت، وماذا وراءها؟ هذه قضايا لا نستطيع نحن والعلم الحديث بقدراته إلا على أشياء يسيرة جداً، الأرض وهي الأرض لا ندركها إلى الآن تماماً، أما بالنسبة للنجوم والكواكب وغيرها فهناك كواكب يئس من أن يصل إليها، وهناك نجوم وكواكب تبعد عنا مئات الملايين من السنين الضوئية، واحتاروا في الشمس هل يستطيع مركب أن يصل إليها؟ ومن أين لها هذا الوقود الذي يتوهج؟ سؤال ليس عندهم له جواب.

إذاً: لو تأملت هذه الأشياء لوجدت أن العقل إذا أدخل أنفسه فيها لم ينته إلى نتيجة إلا بخبر صادق، لهذا فإن الله سبحانه وتعالى أنعم على البشرية بأن بين لهم هذه القضايا بياناً واضحاً ثم أمرهم بالعمل.

انتبهوا معي! توحيد الألوهية هو توحيد العبادة وتوحيد العمل، وتوحيد الربوبية هو التوحيد النظري الذي يقر الإنسان فيه بالله وصفاته، وانتهى الإشكال، لكن القضية الأساس التي بعث بها جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام هي عبادة الله وحده لا شريك له، فكيف تعبده؟ إنك لن تستطيع أن تعبده على منهج يرضاه إلا بشريعته التي أتى بها الأنبياء، ثم إن الله سبحانه وتعالى كتب على البشرية بأنه لابد من بعث وجزاء ووقوف بين يدي الله، وأنه سيحاسب الجميع، ولهذا تجد الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم أهل عمل، إن جئت إليه في العبادة فهو صاحب عبادة، وإن جئت إليه في الخلق فهو صاحب خلق، وإن جئت إليه في الإحسان إلى الناس فهو صاحب إحسان، وإن جئت إليه في عمران الأرض فهو صاحب فتوحات وإبداع؛ لأنه يعمر الكون على منهاج ربه سبحانه وتعالى، لكن لما نشأت الفرق الكلامية والمباحثات والمناقشات وغيرها شغلوا بهذه الأشياء النظرية عن العمل، حتى عن أعظم عمل وهو عبادة الله وحده لا شريك له.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ضرورة الرجوع إلى منهاج السلف في التعامل مع النصوص الشرعية

إذاً: أيها الإخوة! ندعو إلى منهاج السلف؛ لأنه لا خيار لنا في الأمر، ولأن منهاج السلف هو المنهج العلمي الصحيح؛ لأنه أخذ الأمور من مصادرها الصحيحة وانطلق إلى العمل، أما التجريد الكلامي والفلسفي وغير ذلك فهذا لا يفيد، لأنه مستمد من مناهج إلحادية عقلانية بشرية، وبالتالي لا توصل صاحبها إلى المنهج الحق ولا إلى فهم الحق.

وأكبر دليل على ذلك أن كثيراً ممن عاش التجربة الكلامية والفلسفية تأسف على ما مضى في آخر حياته.

إن الحديث عن نماذج من حيرة المتكلمين والفلاسفة في آخر الأمر يحتاج إلى محاضرة مستقلة، واحد منهم عاش ستين سنة وهو في علم الكلام والمناقشات والردود، وألف عدداً من الكتب، ثم يأتي ويقول في آخر حياته: لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، ثم رجعت إلى القرآن فوجدت فيه الخير، اقرأ في الإثبات: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5] هذه تجربة لأكبر فيلسوف كلامي، ومؤلفاته في عشرات المجلدات مطبوعة.

إذاً: ألا نستفيد نحن من تجارب هؤلاء؟ أو نظل على حالنا في هذه الأيام نقلد الغرب بكل ما فيه، ثم إذا وقع الفأس على الرأس قلنا: تعالوا نراجع! يا أخي هذه دول تعيش معنا، ألا نستفيد نحن منها؟ أو لابد أن نصل نحن معهم إلى نهاية الطريق بالانحرافات، ثم نبدأ نستيقظ ونراجع أنفسنا، هذه كتلك أيها الإخوة.

إن منهاج السلف منهاج مقنع من الناحية العلمية، منهاج الصفاء بالإيمان وبالفهم السليم، منهاج ينقل الإنسان من العلم إلى العمل مباشرة، منهاج يحول الإنسان إلى أداة خير في هذه الحياة، منهاج يجعل الإنسان مستريح النفس منشرح الصدر، وكيف لا يكون كذلك ومصدره كتاب الله وسنة رسوله: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} [طه:124] لما أعرض الفلاسفة عن ذكره ومنهجه تحولت معيشتهم إلى ضنك، لما أعرض المتكلمون في كثير من الأمور تحولت معيشتهم إلى ضنك، إذا أعرضنا عن ذكر الله وعن الشغل بالقرآن تتحول معيشتنا إلى ضنك: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} [طه:124]، هذا في الدنيا، أما في الآخرة: {وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه:124] نسأل الله العافية.

ويقول تبارك وتعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} [النساء:82]، ويقول تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24]، ويقول تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس:57 - 58].

إذاً: النظر إلى منهاج السلف ومن يتمسك به على أنه منهج تقليدي؛ هذا كله ما هو إلا هراء لا حقيقة له من الواقع، وإنما يقصد به التنفير فقط، وإلا فيكفي أن هذا المنهج هو الذي سار عليه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وسار عليه أصحاب الفتوحات الإسلامية الذين نشروا النور في مشارق الأرض ومغاربها، وهو الذي سار عليه عمر بن عبد العزيز الذي أعاد الحق إلى نصابه في خلافته القصيرة، وهو المنهج الحق الذي يخافه اليوم أعداء الإسلام، ولهذا فالأفكار المستنيرة والحداثية والغربية والفلسفية والباطنية وغيرها يرحب بها أعداء الإسلام، ويركز عليها المبشرون والمستشرقون في دراساتهم عن الإسلام، فهذا يتخصص في ابن رشد، وهذا يتخصص في ابن سيناء، وذلك يتخصص في الحلاج، وهذا يتخصص في التصوف الإسلامي عموماً، وذلك يتخصص في القرامطة؛ لأنها هي الاتجاهات المنحرفة التي يريدون بعثها في عالمنا الإسلامي، أما المنهاج السلفي الذي هو منهج أهل السنة والجماعة على استقامة، فهذا مرفوض عندهم ويجب أن يوصم بالأصولية والإرهاب والتطرف وغير ذلك.

إنني أدعوكم وأدعو نفسي وأدعو إخواني جميعاً إلى أن نجعل عودتنا إلى منهاج السلف، ليست فقط عودة تقليدية، وإنما هي عودة إلى ناحية تأصيلية، نرى أن الحق فيها وأن الصواب فيها، والله المستعان.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الأسئلة

 

الفرق بين الفلاسفة والمتكلمين من حيث قربهم من الحق

 

السؤال

ما الفرق بين الفلاسفة والمتكلمين من حيث قربهم إلى العقيدة؟

 

الجواب

لاشك أن المتكلمين أقرب إلى الحق من الفلاسفة وقد أشرنا إلى ذلك.

أهمية توحيد الألوهية على غيره

 

السؤال

ما رأيك فيمن يقول: إننا في هذا الزمان نحتاج إلى إثبات وجود الله عز وجل، حيث إنه يوجد في زماننا هذا من ينكر وجود الله

 

تعالى؟

 

الجواب

نحن نقول: قد يوجد، لكن إنكار وجود الله قليل؛ لأن قضية الإيمان بوجود الله قضية فطرية، حتى الملحد الذي يؤلف الكتب ويقرر ويؤصل للإلحاد، هو في قرارة نفسه مؤمن بالله، وهو في قرارة نفسه إذا نزلت به مصيبة من مرض أو من غيره توجه إلى الله، فإذا كان هذا أستاذ الملاحدة فكيف بغيره؟ ولذا فإنني أقول: إن بيان عظمة الله وقدرته في الأنفس والآفاق مما يقوي الإيمان، لكن الخطر اليوم بالنسبة للأمة الإسلامية هو في انحرافها عن توحيد الألوهية ولوازمه، أما الإقرار بوجود الله فهذا يقر به حتى اليهود والنصارى وغيرهم، ولذا نقول: إن الله سبحانه لما بعث الرسل إنما بعثهم ليعبدوا الله: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل:36].

لماذا لم يذكر الربوبية؟ لأنها مستقرة، فهاهم مشركو مكة الذين بعث فيهم رسول الله ودعاهم وقاتلهم كانوا مقرين بالربوبية بنص القرآن، يقول الله عنهم: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [لقمان:25] وقال عز وجل: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ} [يونس:31]، إذاً: الأصل هو توحيد الألوهية ولوازمه.

أهم الكتب التي ينصح بقراءتها في الردود على أهل البدع

 

السؤال

ما هي الكتب التي تنصحون بقراءتها؟

 

الجواب

كتب شيخ الإسلام فهو الذي أشار إلى هذه القضية وخاصة في المجلد الأول من كتاب (درء تعارض العقل والنقل) فهو

 

مفيد.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تقويم كتاب: الفكر الفلسفي الإسلامي

 

السؤال

 

ما رأيكم في كتاب: الفكر الفلسفي الإسلامي؟

 

الجواب

 

الكتاب هذا يستفيد منه المتخصص فقط، لكنه لا ينطلق في هذه القضية من منهاج السلف.

 

وجه دخول أصحاب النظرة العقلية تحت منهج المتكلمين

 

السؤال

 

ألا يدخل تحت منهج المتكلمين في تأويل الصفات أصحاب النظرة العقلية؟

 

الجواب

 

نعم يدخلونه بل يتبنونه، حتى إن محمد عمارة دعا إلى أن يكون للمعتزلة تجمع كما أن للسلفية ولغيرها تجمع، ولاشك أن مثل محمد عمارة يعتبر من ناشري المذهب الاعتزالي حديثاً، وله كتب كثيرة في نفس منهج المعتزلة، لكن ليس هو وحده من نشر فكر المعتزلة، وإنما المذهب العقلاني عموماً، فإن هذا المذهب لاشك أنه مذهب اعتزالي بعيد عن المنهج الحق.

 

حكم تكفير أهل الكلام من أشاعرة وفلاسفة وباطنيين

 

السؤال

 

أولئك المتكلمون مثل الأشاعرة والباطنية والفلاسفة، فهل هم كفار أو بعضهم؟

 

الجواب

 

لا، إنهم يختلفون، الفلاسفة الذين قالوا بما ذكرنا هم كفار وكذلك أيضاً الباطنية، أما بالنسبة للأشاعرة فليسوا بكفار، بل فيهم علماء وفضلاء.

 

الحكم على أبي حامد الغزالي وكتبه

 

السؤال

 

ذكرتم أبا حامد الغزالي وتأويله لنصوص الصفات، فهل هذا يدل على أنه مخالف للسنة ولمنهج السلف الصالح، وأن قراءة كتبه يجب أن تكون بحذر؟

 

الجواب

 

نعم، هذا الذي يقوله مخالف لأهل السنة والجماعة، صحيح أنه قبيل وفاته رجع إلى مذهب أهل السنة والجماعة، لكن لم يؤلف في ذلك كتباً، ونحن نقول: لعله مات على مذهب أهل السنة، ويكون إن شاء الله من أهل الجنة، لكن نحن نتكلم عن كتبه التي تركها، فكتبه أشعرية صوفية؛ لذلك فيجب أن يقرأها القارئ بحذر، أما هو فكما قلت لكم ما نستطيع أن نجزم عنه بشيء، وإنما نرجو له أن يكون ما قيل عنه قبيل وفاته أنه صحيح.

تم تعديل بواسطة ميرفت ابو القاسم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حقيقة تراجع كثير من المتكلمين عن مذهبهم

 

السؤال

هل هناك من المتكلمين من تراجع عن تأويل الصفات؟

 

الجواب

أنا ذكرت لكم أن بعض المتكلمين عند وفاته تراجع عن مذهبه الكلامي والفلسفي وقال: وجدت الصواب في منهج القرآن، وكثير من المتكلمين أيضاً تراجعوا.

حكم القراءة في كتاب إحياء علوم الدين للغزالي

 

السؤال

كتاب إحياء علوم الدين للغزالي هل هو جدير بالقراءة؟

 

الجواب

كتاب إحياء علوم الدين في الحقيقة فيه قضايا خطيرة وفلسفات وكشوفات صوفية خطيرة جداً، لهذا فنحن نقول: يجب أن يقرأ منه الإنسان بحذر، لكن فيه مواطن تتعلق بأعمال القلوب كمعالجة الكبر والعجب والمراقبة وغير ذلك يستفيد منها الإنسان مع الحذر.

حكم الأخذ بكلام أهل الكلام في الرد على الفلاسفة

 

السؤال

كيف نأخذ بكلام المتكلمين كـ أبي حامد الغزالي في الرد على الفلاسفة، وهو في منهجه نظر حيث إنه كلامي كما ذكرت؟

 

الجواب

نحن ما أخذنا بكلام الغزالي وإنما بينا أن منهج الغزالي وإخوانه المتكلمين كان سبباً في تسلط الفلاسفة، فنحن نقول: المنهاج الحق هو منهاج السلف الذين لا يتأولون النصوص جميعاً، فيسلم لهم المنهج، أما الغزالي وغيره لما تأول جزءاً وترك جزءاً تسلط عليه أولئك المتكلمون من الفلاسفة وغيرهم.

ذكر مراجع هذا الدرس

 

السؤال

هذا يطلب مرجع لنفس الدرس؟

 

الجواب

هذه الدروس دروس عامة، وهي مأخوذة من مجموعة كتب وليس من كتاب واحد، ودرسنا لهذه الليلة أيضاً مأخوذ من مجموعة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، ونقلنا من كلام الغزالي.

 

 

تم بحمد الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×