اذهبي الى المحتوى
رياحينو

باقى قصة " صرخة انثى "

المشاركات التي تم ترشيحها

تمر الايام وتمضي الاعوام وتبقي الذكري ناقوس يدق في عالم النسيان

...........

 

ليست ذكري ولكنها الماضي الحاضر الذي أحياه دائما في عالمي الخاص

 

مضي عام علي هذه الذكري

هذه الايام التي صارت لي كل حياتي ........

انني الان في منزل أهلي ....

أحمل لقب............ مطلقه

وان كنت لا أعترف بهذا اللقب

فالطلاق يعني للجميع الحريه ولكنه يعني لي الاسر

 

أصبحت أسيرة الماضي

وأسيرة ذكرياتي........

ولكنها ليست ذكرياتي........

انها ايام مضت حقا......

... ولكنها عالمي الخاص الذي لا يفارقني.........

اتذكر كل لحظة ...كل كلمة ...كل همسة مع حب عمري ...

علي...................

 

الذي لفظني خارج حياته بكل قسوة .........

طعن قلبي بيده قلبي الذي لاينبض الابحبه

.جعلني أحمل لقبا جديدا..........

لم أكن أتخيل أن أحمله في يوم من الايام

بدون حتي أن يبحث أو يدرك السبب الحقيقي لما حدث

أعلم أنكم تتعجبون ....

ولكن لا تستعجلون فهكذا هي الحياة الدنيا

سأروي لكم ماحدث......

.منذ لحظة عودتنا من العين السخنه..........

وسأرضي بحكمكم ............

 

ولكن مايصعب وصفه هو حالي الان... وقد فقدت أغلي شيء في حياتي

فقدت حب عمري ......

لا بل فقدت حياتي ..........

فصارت أيامي بلون واحد لا أري غيره...........

رغم إيماني ويقيني بأن ماقدره الله لي كله خير .......

ورغم استغفاري ودعائي فألمي فوق طاقتي ..........

رغما عني لا يفارق قلبي الاسي والالم......

ولا تفارق عيني دموعي التي تغرق وسادتي

 

لا يفارق قلبي صرخاته التي ترتفع كل ليلة لله الواحد الاحد

أشكو إليه ما ألم بي

أدعوه واتوسل إليه أن يلطف بي

أن يرزقني الصبر الذي حاولت أن أرقع ثقوبه ولكن دون جدوي

فلقد ارتفع أنين الصبر من ثقل حملي

مر علي ستة اشهر وانا علي هذا الحال

 

حاول كل من والدي ووالدتي واخوتي

أن يخرجوني من حالتي ولكن دون جدوي

فحالتي تتدهور يوما بعد يوم ........

استقر رأيهم علي أن يقدمو أوراقي للعمل... معلمه

وبالفعل قدمو أوراقي وتم تعيني معلمه ..........

في نفس المدرسة التي تعمل بها صديقتي ساميه

كنت أظن أن هذه الوظيفة هي حلم حياتي

ولكن مافائدتها الان وقد فقدت حياتي

 

كثيرا ما أشفق علي عائلتي التي عانت كثيرا بسببي

وحاولت جاهدة بكل ماتملك لكي تعيد البسمة الي وجهي

ولكن رغما عني

أردت أن أريحهم واخفف مما يعانوه.......

بأن أبتسم ولكن..........

البسمة تأبي أن تطاوعني وتشرق علي وجهي وان... كانت بسمة كاذبه

 

كأن أول يوم لي في المدرسة

تذكرت مقولة أمي الحبيبه عندما كنت أشكو لها عن رفض علي وعدم موافقته لي بالعمل

(إن كان ربنا كاتبلك اانك تشتغلي هتشتغلي )

تذكرت حديث سيد الخلق

(لو علمتم الغيب لرضيتم بالواقع )

بعد ليل طويل قضيته في قيامي وبكائي

حاولت أن أنام قليلا حتي أتمكن من العمل بجد ونشاط

نهضت من فراشي وارتديت ثيابي التي كانت عباره عن

أقتم الالوان عندي

فلم يعد لي رغبة في شيء حتي الطعام والشراب والملابس التي عفت نفسي عنهم

 

حيث فقدت شهيتي التي كان ما طال أن ... مزح علي بخصوصها

جلست رغما عني أمام مائدة الافطار حتي أريح أمي وأبي

تمر أمام عيني ذكرياتي.... مع علي... أتذكر تناوله الطعام معنا بشهية

نظرته.... ضحكاته ....غمزاته

كنت أشعر بوجوده معي ....ولكني أفقت علي الحقيقه المره

التي يرفض عقلي تصديقها

تناولت ما يسد رمقي

وسلمت علي والدي ووالدتي وقبلت أيديهم

ونظراتهم الرحيمة المشفقة تمزق قلبي و تزيد من ألمي وحزني

 

خرجت ذاهبة الي المدرسة التي قد صرت فيها معلمة كما تمنيت طيلة حياتي

قابلني الهواء ليملأ رئتي

ولكن لم يجد فيها مكان فعطر علي..... قد ملأها ولم يترك للهواء فراغ يملأه

رغم مرور ستة أشهر علي الانفصال إلا إنه لم يفارقني أبدا كان دائما بداخلي يشاركني كل لحظة في حياتي

أتكلم معه ...أحكي له ...أعتذر إن إرتكبت فعلا يضايقه

 

يبتسم قلبي المحترق بنار فراقه عندما أتخيل رده ومزحته وابتسامته الرائعه التي تظهر غمازتيه اللتان تزيده وسامة علي وسامته

ظل يرافقني طريقي حتي وصلت المدرسه

لا تغضب مني ياعلي

حقا لا أريد إغضابك

أعلم أنك لم تريدني أن أعمل

ولكنها رغبة والدي

أعلم أنك ستعذرني أعلم ذلك دائما

هل تتذكرني ياعلي

 

.....................

عند دخولي من بوابة المدرسة سميت الله واستشعرت رهبة إرتجف لها قلبي المحطم

استقبلتني أختي وصديقتي ساميه

ضمتني إليها في حب وحنان

وقامت بتعريفي لجميع المعلمين والمعلمات في المدرسة

وكذلك قامت بتعريفهم لي ولكنني لم أكن أري أو أسمع أي شيء إلا صوت علي ووحه .....علي........

رحب بي الجميع ثم تركنا حجرة المعلمين وذهبنا الي حجرة أخري لأقابل المدير

والمدرس الاول المسؤول عن القسم الذي عرفني مواعيد حصصي و كل مايلزمني معرفته في التحضير والشرح

وأخبرني أنه يتمني أن أستشيره في أي شيء يصعب علي

 

بعد أن إستلمت جدول حصصي

ذهبت ساميه معي إلي الفصل الذي سأدرس فيه وتركتني....

حضر المعلم الذي سأقوم بالتدريس في هذا الفصل بدلا منه

ليعرفني علي نظام الفصل والدرس التالي الذي سأتولي مسؤلية شرحه للتلاميذ

لم أنظر إليه حتي..... كنت أخشي معصية الله ........

ومن غضب على ... إن علم أنني نظرت إليه فكان وجهي في الارض طيلة الوقت

لم أرد عليه إلا كلمات قليله مختصره

بعد وقت طويل خرج

 

وخرجت أنا أيضا لفصل أخر ثم جلست ...في حجرة المعلمين

حتي إنتهي اليوم الدراسي

وانصرف الجميع من المدرسة

وانصرفت أنا أيضا بصحبة ساميه

التي ما إن تركتني لتتجه إلي طريق منزلها

غيرت إتجاهي أنا أيضا وركبت سيارة أجرة

إتجهت ألي شركة علي وقفت عند شارع جانبي

إنتظرت لكي أراه عن بعد... أراه فقط....

وأعود... ولكن مضي الووقت ولم يظهر علي...

تسلل اليأس إلي قلبي

 

فعدت أدراجي إلي منزل عائلتي

الذين كانو.. في شدة قلقهم علي

ولكنني طمأنتهم ودخلت غرفتي

طلبت مني أمي أن أخرج لتناول طعامي ولكنني إستأذنت منها أن تتركني أنام قليلا

استبدلت ملابسي وتوضأت و صليت

ثم جلست أتلو أيات الكتاب الحكيم

ثم استسلمت للنوم

 

ليشاركني علي أحلامي.......

لا أدري هل هي أحلام أم حقيقه

هل كان وجوده في حياتي مجرد حلم

هل أيامي معه ......... مجرد أوهام

هل أصابني الجنون

فمازااالت صرخااااااااات قلبي تعلو وتعلو ولكنها تهدأ قليلا عندما عادت قليلا إلي الوراء

إلي الماضي منذ عام كامل

 

عندما وصلنا إلي عشنا السعيد

كانت السعادة ترفرف حولنا تحملنا علي أجنحتها

شعرت بأني عروس في يوم عرسها

قرر علي ترك الحقيبة في شنطة السياره...حتي الصباح ..

وحملني حتي وصلنا إلي باب شقتنا أقصد...0 باب عشنا السعيد

لم يتركني....... ولكنه أعطاني المفتاح لأقوم بفتح الباب وهو يحملني

كانت ضحكاته رنانه في المكان

دخلنا ومازالت قهقهات علي تعلو وتعلو

كان وقتا رائعا

بكل ماتحمله الكلمه من معني

 

توضأنا وصلينا العشاء

واستسلمنا إلي سلطان النوم

استيقظنا من النوم لنعود إلي حياتنا الطبيعيه

حيث نبدأ يومنا كالعاده بالقيام والقرأن والاستغفار.......

يتبعهم صلاة الفجر واذكار الصباح

ثم أعد الفطور لزوجي الحبيب....... نتناول فطورنا سويا

واساعده في ارتداء ملابسه واظل قربه حتي أودعه و يغادر ...إلي عمله

أعود الي اعمالي المنزليه...........

من تنظيف وتلميع وطهي وغسيل ونشر وكوي

تذكرت صديقتي ساميه فقمت بالاتصال عليها

 

أمال //ازيك ياعروسه أخبارك إيه

ساميه //ماكانش العشم لسه فاكره تكلميني

أمال // بجد ياساميه كنا مسافرين مع العيله ولسه جايين بالليل انتي عارفه انتي بالذات مااقدرش اتأخر عنك

ساميه //حمد الله علي السلامه ياامال........

أناماعملتش حاجه ...مستنياكي .... عايزاكي لتجهيزات الخطوبه معايا............ المهندس علي هيوافق ؟

أمال //باذن الله هيوافق ........

هستأذن منو واجيلك في اقرب وقت لكن انتي هتروحي كوافير ولا ايه

ساميه //أيوه بإذن الله أسامه مصر اني اجيب فستان واروح كوافير علشان يعني ماجابش شبكه فهو عاوز يعوضها

أمال //انتي عارفه ياساميه انا مش فنانه زيك في حط الماكياج واخاف اعملك ماكياج..... الخبطلك الدنيا والعريس يطفش هههه

ساميه //مين دا الي يطفش دا وقع ولا حدش سمي عليه انتي عارفه انا ماصدقت ماسكه فيه بايديا وسناني

أمال // عارفه........ عارفه.. انا أزمة العرسان اليومين دول ههههههههههه

ربنا يسعدك ياساميه ويتملك علي خير يارب ويكفيكي شر العين

ساميه // مااتحرمش منك يااموله هستناكي

أما //باذن الله

 

انهيت اتصالي مع ساميه..........

وعزمت علي الاستأذان من علي للذهاب اليها قبل الخطوبه والعقد لاعاونها في شراء مايلزمها

كما فعلت معي

ثم أرسلت رسالة شوق الي زوجي

حبيب قلبي ...أهدي لك قلبي حافظ عليه ...

مش علشان هو قلبي ...لا ....علشان انت فيه

 

..........

توضأت وصليت الظهر وحفظت ايتان من كتاب الله الحكيم وقرأت تفسيرهم

ثم .....

استعددت لاستقبال زوجي بالثياب المثيره والزينه الرقيقه

مضي الوقت حتي حضر زوجي الحبيب

الذي استقبلته بحب وشوق اهتز لهما قلبي

وكذلك هو أيضا أغرقني في بحوره

تناولنا طعامنا في جو يملأه المرح والمزاح

 

... وجلسنا نشاهد التلفاز ونتناول مشروبا دافئا واثناء ذلك يتصفح علي بعض الاوراق أمامه

بعد لحظات

أمال //أحم احم ممكن ياعلي لحظه

علي.//أيوه يا أمال فيه ايه

أمال //كنت بستأذن منك لو تسمحلي أكون مع ساميه اليومين دول

علي... باندهاش //تكوني معاها إزاي يعني مش فاهم

أمال //اقصد يعني أروح معاها وهيا بتجهز حاجات الخطوبه ساعتين في اليوم

علي //ليه هيا مالهاش قرايب أو اخوات

أمال //ليها ......لكنها كانت معايا في كل حاجه مااتأخرتش عني خالص المفروض يعني اكون معاها

علي // كفايه ياأمال انك هتروحي تباركيلها يوم الخطوبه طالما ليها حد يروح معاها اعتذري ا

نتي ماينفعش تسيبي بيتك كل يوم وتخرجي لوحدك

وبعدين انتي ناسيه العزومه الي المفروض تجهزيها ولا ايه

رغم الصدمه التي اصابتني والحزن الشديد الذي الم بقلبي ولكنني صمت لن يجدي الجدل

 

حزنت كثيرا ماذا أقول لصديقتي التي لن استطيع ان ارد لها فضائلها علي حاولت أن أخفي حزني

حتي لا أكون زوجه نكديه

تابعت التلفاز للبعض الوقت

حتي انتهي علي من الاطلاع علي اوراق عمله التي كانت فيما يبدو حصيلة الايام التي قضيناها في العين السخنه

اعتدل في جلسته والتفت لي

وضع زراعه فوق كتفي

 

ثم أردف قائلا

علي.. // طبعا كنت وعدتك اني احكيلك علي الماضي الي لسه بيلاحقنا

وعلشان أوفي بوعدي

مستعده تسمعي دلوقتي

أمال وقد اسرعت دقات قلبها //مستعده ..جدا

علي ..//شوفي يا امال أنا هحاول أحكيلك بصراحه رغم اني عارف انك لما تعرفي هتتعبي

وهتتأثر علاقتنا بعض لاكن مااقدميش حل تاني علشان احل ليكي الالغاز الي انتي عايشه فيها

أمال //عمر مافيه حاجه في الدنيا تأثر علي علاقتي بيك

وصدقني مش هتندم في يوم انك حكيتلي

علي ..//أوك

نظر علي الي الارض وصك أسنانه ثم بدأ حديثه

 

علي ..//الحكايه بدأت من الجامعه

بالتحديد كنت في الفرقه الأولي بعد سنه اعدادي

كنت في المرحله دي ليه أصحاب كتير أوي لاكن كان ليه صديق عمري حازم

الي كنت بأعتبره أكتر من صديق وأكتر من أخ

لكن للاسف كانت صداقته مجرد صداقة مصالح وعرفت بعدين انو بيكرهني جدا يمكن انا اكتر واحد كرهو في حياتو

ورغم ان كتير حظروني منو لكني ماكنتش بصدق حد

بدأنا نخرج سوا ويوديني اماكن جديده ويعرفني علي ناس غريبه

 

عرفني علي بنات رغم اني كنت أعرف بنات زمايلي كتير وبنات من العيله عادي

لكنو عرفني للاسف علي بنات مش محترمين وناس تشوفيهم تقولي عليهم محترمين جدا لكن للاسف المظاهر خداعه...

منهم ظباط شرطه وفيه منهم مراكز مرموقه في الحكومه...و رجال الاعمال من اكبر ناس في المجتمع

بدأت واحده منهم تقرب مني أوي .......عرفت بعد كده انهم كانو مسلطينها علي زي مابيعملو كدا مع اي حد جديد

فضلت ورايا كتير بكل السبل والحيل لغاية ماوقعتني في الغلط

وزي ماانتي عارفه المشكله في الخطوه الاولي بعد كده باقي الخطوات بتبقي سهله

 

فضلت ورايا خمره ونسوان لغاية ما وصلتني للمخدرات بدأت تحطهالي في الاكل من غير مااخد بالي وواحده في واحده وصلت للادمان

فضلت اطلب من أهلي فلوس... وعلشان أمي مدلعاني أوي ماكانتش بترفض ليه طلب

لما ذاد طلبي عن حده بدأت عايده تشك في الموضوع

حاولت تنصحني كتير اني ابعد عن الشله دي ...لكني ماسمعتش لها

فطلبت عايده من ماما انها تبطل تديني فلوس فوق الحد

بدأت أعمل مشاكل في البيت لغاية مالشله دي عرضو عليه اني اساعدهم واتاجر معاهم

مقابل انهم يعطوني كان الموضوع صعب عليه جدا اني ازل نفسي واتاجر في المخدرات

 

طبعا رفضت واتعرفت علي ستات واصله اوي

بقت بتجيبلي الصنف الي باخدو من غير فلوس علشان يرضوني بس

لما حازم والناس دي عرفت منعو الستات دي انهم يعطوني الصنف

هددتهم اني هبلغ عنهم فحبو يعطوني قرصة ودن

عملولي مشكله في الكليه اتسببت في رفدي

 

طبعا شوفت أسود أيام حياتي

وبالذات لماضميري يصحي للحظات كان بيجلدني ويعذبني أكتر....

لكني كنت بنومه تاني ولو طلت اني اقتل ضميري ده كنت قتلته

لما اتقفلت الابواب في وشي

اضطريت اني الجأ ليهم تاني

طبعا اتوسطولي ورجعوني الكليه تاني

وساوموني اني انفذ لهم كل الي يطلبوه مني

طبعا عرفت بعد كده ان الي كان عايز يدمرني هو حازم

المشكله ان حازم كان بيحب سمر جدا وانا ماكنتش اعرف

 

لكن سمر كانت زي ماتقولي مرتحالي

وانا كمان كنت مرتاح لها قربنا من بعض كأصدقاء وبعد كده اتحولت الصداقه من طرف سمر لحب

لاني ماكنتش فايق للحب بسبب الظروف الي كنت بمر بيها

ولما حسيت بحبهاا واهتمامها اتعلقت بيها

ودي كانت أكبر غلطه ليه

لان حازم حس اني خطفتها منه وخاصة انو لما راح يعترفلها قالتلو اننا بنحب بعض وهنتخطب

 

كره حازم زاد ليه لانو كل اما يحاول يقرب من واحده تكون الواحده دي بتتقرب مني

في الوقت دا عملو مكيده ليه وخلوني أروح بيت من بيوت بنت من تبعهم

ولقيت سمر هناك هيا ماشافتنيش لكني شوفتها ومن وقتها وانا بعدت عنها

من غير ماابرر سبب بعدي

فضلت غرقان في الوحل

لولا فضل ربنا عليه كان زماني فيه لغاية دلوقتي

 

واحده من البنات دول كنت أول مره أشوفها وكانت حامل وبتعيط أوي

شكلها كانت هتولد أخدتها ووديتها المستشفي وفضلت جمبها لغاية ماولدت

وبعدين دفعت حساب المستشفي واعطيتها فلوس علشان تجيب طلباتها لما تخرج

يمكن هي دي الحاجه الخير الوحيده الي عملتها في حياتي في الوقت ده

روحت وفات أيام لقيتها جاتلي وبتقولي انها تابت لربنا

وعايشه علشان تربي بنتها وبس

وحكت ليه كل حاجه اتدبرت ليه

 

كلامها ذي مايكون فوقني علي حقيقة الي كنت فاكره صاحبي وكل همه في الدنيا انو يدمرني

المشكله ان البنت دي بعدها اتقتلت هيا وبنتها ....فضلت ابكي عليها كل يوم

عرفت من صاحباتها انهم لماطلبوها علشان تشتغل معاهم تاني رفضت وقالتلهم انها تابت

قتلولها بنتها ورجعوها تشتغل معاهم تاني

وفي يوم كانت مزوده الجرعه أوي ....فتقريبا افتكرت بنتها .. كانت هتموت الزبون الي معاها فقتلها ....

 

لما أنا عرفت كدا بدأت أفوق .....

حاولت ابعد عنهم بالتدريج

اتقربت لعايده وحكيت لها كل حاجه

قررت اني اسافر فتره بعيد للعلاج أولا وعلشان ابعد عنهم ثانيا

وبعدين بدأت أركز في دراستي والحمد لله نجحت بتقدير

وبعد التخرج

بدأت أعمل شركه خاصه بيه

 

حاربوني في الاول

بكل نفوذهم وقعت كتير... وخسروني أكتر.. لحد ماربنا نجحني ووفقني

والشركه كبرت...... فضلت فتره رافض الجواز نهائي ومتعقد من كل البنات والستات

لغاية ماشوفتك مش عارف عملتي فيه ايه

حسيت انك الانسانه الي بدور عليها حسيت انك الزوجه الي تصوني وتصبر عليه عينيكي

كانت بتحكي عنك كل حاجه ......كان فيه نور حواليكي غريب

 

بصراحه خطفتي قلبي من أول نظره

حسيت اني مستعد أحارب الدنيا كلها علشانك

طبعا فضلت وراكي ومتابعك فتره طويله

مالقيتش ليكي غلطه وبعد كده اتقدمتلك وانتي عارفه الباقي

لقيتك نعم الزوجه الصالحه خطيتي كل احلامي وتخيلاتي بتعينيني علي طاعة ربنا نورتيلي بجد حياتي

مش هقدر ألاقي وصف يوصفك ذي ماانتي في قلبي

مش عارف بعد الي سمعتيه لسه مااتغيرش قلبك من ناحيتي ؟

أمال //....................................

 

"نرجع لحياتى بعد الأنفصال "

 

*** في عالمي الخاص ...........

لا تشرق الشمس .....

لا تغرد الطيور ....

لا تتفتح الزهور ..........

لاتمطر السماء ................

لا يسطع نجم ولا يضيء قمر ..............

تتساوي الالوان في الارجاء .......تتشابه الوجوه والاسماء .............

..........هذا هو عالمي الخاص..................

فيه غابت شمسي ........

.غابت وقت شروقها ...........

.طاااال انتظاري لها ...ناديتها ...

اشتقت اليكي لتنيري ايامي التي صارت ليل طويل .....

اشتقت الي حرارتك التي تلفح وجهي بقسوة

طال غيابك حتي صار قلبي قطعة جليد ........

ولكني سأنتظر شروقك في كل يوم جديد ...........

وعند شروقك وقتها فقط ....ستجري الدماء في الوريد ....

سيختفي هذا الليل الشريد ...............

وتمتلأحياتي بالورود

في عتمة الليل ...جفا النوم عيوني .........رغم كثرة محاولاتي .......أملا في الهروب

 

ولكن هيهات فكيف للنوم أن يقترب ممن اشتعل قلبه بلهيب الفراق والشوق

 

كيف للراحه تقترب ممن أغلق باب الحاضر وعاش في غرفة الذكريات

 

غرفة لم ينقش علي جدرانها الا حروف اسمه

 

.....اسم الحبيب ..........

.........أحب وأغلي حبيب ..........

 

افي عالمي الخاص طيفه لا يفارقني في يقظتي ولا نومي

طال سجودي .......طال دعائي ....وطال معهما بكائي وأنيني ....................

ينتهي الليل .............ليبدأ ليل

................................****.............. .............

 

إتجهت إلي عملي كعادتي

لا أدري لم تدقق عيني في الطريق

أتفحص الوجوه ....أتفحص السيارات

هل سأراه ..........

إهدأ ياقلبي ......

إنها ليست سيارته ...ولكنها تشبهها ....نفس اللون

أسرعت خطواتي

حتي أراه .........

ولكن خابت ظنوني

 

هل نسيتني حقا ياعلي ..........إن نسيتني فكيف لي أن أنساك

كيف وأنت لي نبض الحياة

أين وعودك ....أين عهودك

هل كانت مجرد كلمات جوفاء

نثرتها في الفضاء

 

إنتهيت من حصصي وجلست في حجرة المدرسين

أصحح الواجبات .........فأري طيفه بين سطورها ينظر لي ويبتسم

أطير .....مع بسمته .......... اااااه

 

 

أعبر الساعات والايام والشهور

أعود إليه ........فأراني معه

وقد كشف النقاب عن ماضيه .........ونظر لي ينتظر ردي

وجد عيوني قد أغرورقت بالدمع

ضممته إلي صدري أردت أن أخبئه في قلبي أن أحميه من كل يد تود أن تؤذيه

شعرت بأنه طفلي الذي الذي أخشي أن يمسه سوء أو يصيبه مكروه

بكيت كثيرا وظل يمسح دموعي بيده ويبتسم

نظر لي وتلاقت ....عيوننا

 

علي ...بابتسامه //غاليه أوي دموعك ...بس ياتري الدموع دي عليه ولا ........

أمال قاطعه كلامه // مش قادره أتحمل إنك إتعذبت العذاب دا كلو ..........

ياريتني أقدر أطيب جراحك ياعلي ولو أفديك بعمري

بحبك أوي ..........و هتفضل في عيوني ...أغلي وأحب وأعظم ... إنسان في الدنيا

علي .ودمعة تلمع في عينيه .//بحبك يا أحن وأرق إنسانة في دنيتي

ضمني إليه بشوق و أغدق علي من حنانه ........ملأت رأتي بعبيره وغرقت في بحوره

 

لينتشلني صوت من عالمي الخاص إنه .....................

صوت أحد المدرسين

 

المدرس // أستاذه أمال .... أستاذه أمال

أمال // نعم

المدرس // جرس المرواح ضرب .........إنتي مستنيه حد

أمال //نعم لا ..أيوه ..أيوه مستنيه زميلتي عندها حصه وزمانها جايه

ما أن أنهيت كلماتي حتي حضرت ساميه

غادرنا المدرسة وخرجنا لتشاركني طريقي.............

ثم لنفترق ................................

 

وأتجه كعادتي منذ شهر .....إلي شركة علي ...أقف في شارع جانبي ربما أراه من بعيد ولو نظره واحده

ورغم فشلي كل مرة في أن أملأ عيني بنظرة واحدة منه إلا أنني لم أفقد الأمل

ولاكن في هذه المرة

سطعت شمسه ......................... رأيته ................

يا إلهي ............................

ماذا دهاني ...................

كاد قلبي يخترق . ضلوعي ...............

ليرتمي بين أحضانه ................

فتلتئم جراحه ...................

ولكن .........لا ............فهو لا يحل لي

 

ربما هو الان لغيري

ارتفعت صرخااااااااات قلبي

الذي قيدته القيود بقسوة

ظل يصرخ ويصرخ ويعلو صراخه بدأ يرتجف

 

اقترب علي من سيارته كاد أن يراني ولكنني تواريت سريعا وأسندت ظهري الي الحائط

والالم يعتصرني

رحماك بي ياإلهي

يااله العالمين

من لي سواك

يا أرحم الراحمين

لي حبيب سكن قلبي أنت تعلمه ......................

يا إلهي استودعته عندك فاحفظه بحفظك واحرسه بعينك

وارزقه من رزقك ولا تذقه حزن قط

 

ركب سيارته وإنطلق من أمامي ..........

دون أن يراني

ولكنني ملأت منه عيوني

خبئته بين جفوني

غادر المكان ولكنه أخذ قلبي معه

وربما عقلي

أشعر بانني فقدته أيضا

..............................................

رجعت إلي منزل عائلتي

تناولت ما يسد رمقي

وجلست في الشرفة أروي الزهور

وأراه حيث كان يقف

وينظر إلي شرفات ونوافذ الجيران

جلست أتكلم معه

أحكي له ماحدث لي من بعده

أخبره عن الشوق الذي كاد أن يقتلني

أحكي له عما حدث لي في يومي

أعتذر عما بدر مني

ألتمس له العذر علي شكه وغيرته

تشتاق كفي لتغرق في كفه فتصطدم بالهواء

تنفست عطره المخبيء في رئتي

 

فعدت إليه إلي عالمي الخاص معه

حيث اليوم الذي صحبني فيه إلي خطبة ساميه صديقتي

***************

حضر علي من عمله ........تناولنا طعامنا ..........صلينا العصر

وقفت أمام دولابي أختار ثيابي بعناية

حتي أستقر اختياري علي تاييرا أعجبني مكون من قطعتين

عباره عن فستان رقيق بدون أكمام من درجات الاحمر يعلوه جاكت بالون فضي لامع

ثم حجابي وحذائي كنت في قمة شياكتي

وكذلك علي الذي اختار ثيابا ذادته أناقه علي أناقته ثم رش عطره الرائع بوفرة

انتهينا من ارتداء ملابسنا وركبنا السيارة وانطلقنا

إلي حفل الخطوبة

 

صعدنا الي منزل ساميه

كان المكان ممتلأ بالزينه والانوار التي تتلألأ بأناقه

ووسط كوشه من الورود تجلس ساميه كالأميره بفستانها الرائع وحجابها ... بجوار خطيبها أسامه الذي يبدو هو أيضا كالأمير

تعلو الزغاريد والاناشيد الاسلاميه

توزع الحلوي والمشاريب

أهديت ساميه هديه ذهبيه ...وشكرتها أنها التمست لي العذر عندما أخبرتها بحرج شديد في الهاتف ..

أنني لن يمكني الذهاب معها لشراء ما يلزمها

سلمت عليها وضممتها إلي .........و سلم علي.. علي أسامه وبارك له

ورددت لهما الدعاء

بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير

 

سلمت علي والدتها وأختها

وجلسنا مع أمي وأخوتي الذين حضرو ليشاركو ساميه فرحتها ..............حتي البسها أسامه الشبكه ..........

وودعناهم ...وانصرفنا عائدين إلي عشنا السعيد

كانت سعادتي لا توصف لفرحتي بصديقتي

ولكن سعادتي لم تكتمل عندما جائئني ألم العاده الشهريه

ولاحظت أن البسمه قد فارقت زوجي ....عندما أخبرته بأمرها

 

شعرت بأن القلق تسرب إليه

هل تأخر الحمل كثيرا

تبادلنا نظرات القلق

لينتهي يومنا بها

وقد عزم زوجي علي الذهاب بي في الصباااااااااح

 

إلي .....................الطبيب

 

وبالفعل عندما إستيقظنا من نومنا وبعد أن أدي علي صلاته في المسجد

وأثناء الفطور طلب مني الاستعداد للذهاب معه إلي الطبيب

أخبرته أننا مازلنا في الصباح

ولن يتاح لنا الكشف الان

طلبت منه أن يذهب إلي عمله وعندما يأتي سنذهب سويا

ولكنه أصر علي عزمه

حيث أخبرني بأنه يعلم طبيب صديق له سيسهل لنا الامر

 

وبالفعل ذهبنا وتم الكشف

طلب مني الدكتور عمل بعض التحاليل والاشعة

وأخبرنا أن النتيجه ستظهر في الغد

 

أخذني علي إلي والدته

التي ما إن رأتنا حتي ................................

 

نعود إلى عالمى ...

فى يوم الجمعة

جلست أتلو الأيات البينات من سورة الكهف

لتكون لي نورا وضياءا حتي الجمعة القادمة

سورة الكهف ممتلئه بالقصص القرأنية الرائعة

أستشعر في قراءتها معاني تنير لي قلبي ووجداني

تشعرني بالراحة والطمأنينة

وتزهدني كثيرا في الدنيا

"" إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا""

يليها قصة أصحاب الكهف ..............ثم يتلوها وعد الله للمؤمنين

ثم قصة الرجلين والجنتين يتبعهما صورة شبهها الله عز وجل للحياة الدنيا

يتبعها قصة سيدنا موسي والخضر عليهما السلام

التي توقفت كثيرا عند قوله عز وجل (قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا )

شعرت بأن هذه الاية موجهة إلي

 

هل رسبت في ابتلاء الصبر تذكرت رؤية أمي الحبيبة وأم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها

حزنت من نفسي علي السخط وعدم الرضا بقضاء الله الذي أصابني

حزنت حقا علي نفسي لقد شغلتني الدنيا وأصبحت همي

استعذت بالله من شر نفسي ومن شر الشيطان والهوي

وحاولت أن أكمل تلاوة باقي أيات السورة الكريمة

حينها طرقت أمي الحبيبه ماما سميحة

الباب ودخلت

صدقت وأغلقت مصحفي

 

ماما سميحة // ربنا يزيدك إيمان يابنتي

أمال //الله يخليكي يا ماما خير فيه حاجه

ماما سميحه // فيه موضوع لازم أكلمك فيه رغم إني عارفه إنو صعب

أمال //خير ياماما قلقتيني

ماما سميحه // من الاخر كده يابنتي ...........فيه عريس متقدملك

تساقطت عبراتي رغما عني ..............كأن أمي الحبيبه صعقتني بكلماتها .......طعنتني في قلبي الجريح بخنجر مسموم

أمال ببكاء صامت // أرجوكي ياماما .......بلاش الكلام في الموضوع ده نهائي

ماما سميحه ببكاء//بتعيطي ليه وكلام إيه إلي بتقوليه ياحبيبتي هيه دي سنة الحياة لازم تتجوزي علشان انا وأبوكي نقابل ربنا واحنا مطمنين عليكي

 

أمال وقد زاد بكائها// ربنا يخليكو ليه ومايحرمنيش منكو أبدا أرجوكي ياماما ماتتعبيش قلبي وتعذبيني ........الموضوع ده خلاص اتقفل

ماما سميحه //إيه إلي إتقفل....... إنتى لسه صغيره وكمان معاكيش لا عيل ولا تيل

أمال //لكني خلاص أخدت حظي من الدنيا وماعتش عايزه أجرب حظي تاني

ماما سميحه بإصرار //الكلام ده كإني ماسمعتوش والعريس هيجي يوم الجمعه الجايه علشان تشوفيه وساعتها تبقي تقرري توافقي ولا لأ

 

خرجت أمي الحبيبه وتركتني ...........................

وهي لا تعلم بأنها ذبحتني بكلماتها

حقا تركتني كالطير الذبيح .... ينتظر خروج الروح ولكنها لا تخرج توالت عليه الطعنات وكل مرة يذبح بسكين بارد

يزيد الألم

أكملت تلاوة سورة الكهف ثم.............

قمت غسلت وجهي وتوضأت

ووقفت بين يدي الله الرحيم العفو الكريم

حاولت أن أدعو الله بما أتمني ولكنني إستحيت من الله فدعوته أن يرضيني بما قسمه لي ويغفر لي ذلاتي وعثراتي ويعفو عني

دعوت لعائلتي كثيرا

ورغما عني ورغم حيااااائي جعلت نصيبا كبيرا من دعائي ..........لعلي

 

بعد أن سلمت من صلاتي

شعرت بالرضا يملأ قلبي

وشعرت بضمة أمي خديجة رضي الله عنها لي......... شعرت براحة وسعادة لا أعلم سرهما

بعد الاستماع الي خطبة الجمعة علي إذاعة القرأن الكريم

ذاد يقيني بفرج الله وذاد قلبي رضا بما قسمه لي

صليت الظهر وتناولت طعامي مع عائلتي وذهبت الي النوم

 

ولكني لم أنم حيث عدت بذكرياتي إلي عالمي الخاص ولكن هذه المرة بقلب مطمئن

عدت حيث انتهينا من الكشف وعمل الاشعة والتحاليل اللازمة

وانتظار النتيجة

ولكن علي أخذني إلي والدته التي ما إن رأتنا حتي إنفجرت غاضبة

ماما إحسان // حمد الله علي السلامة يا باشمهندس علي................

توك لما إفتكرت إن ليك أم ولا الهانم سحباك وراها عند أهلها وخلتك تنسانا

علي ..//إيه يا ست الكل الي انتي بتقوليه دا طبعا ما أقدرش أنساكي

هو أنا ليه مين غيرك

 

ماما إحسان //من جيهة ليك مين غيري فانت بقي ليك غيري كتير ونسيتني خلاص ياعلي

مايهونش عليك حتي تتصل عليه وأتصل عليك ألاقي تليفونك مغلق إنتي عايزني أموت وإنت بعيد عني

علي ..//ألف بعد الشر عليكي ياست الكل أنا أسف والله غصب عني

وأوعدك مش هتتكررتاني أهم حاجه إنك تسامحيني

ماما إحسان //أنا طول عمري مسامحاك ياعلي لكن ماتخليش الهانم وأهلها يخدوك مني

وأنا إلي كنت بقول لأبوك عليها بقت عندي أحسن من بناتي طلعت زيها زي غيرها ويمكن غيرها أحسن منها كمان

علي ..//ماتظلميهاش ياأمي والله كانت بتقولي علي طول لازم نروح نزور ماما إحسان

لاكن أنا إلي قصرت حقك عليه وماتزعليش من أمال ...دي والله بتحبك جدا

ماما إحسان //وبتدافع عنها وبتطلع نفسك غلطان براحتك ياعلي

علي ...//يعني مش مصدقاني ياأمي

ماما إحسان //وهيا مابتدافعش عن نفسها ليه هي وكلتك المحامي بتاعها

 

لم أشعر بنفسي إلا وقد إقتربت من حماتي وجلست علي الارض أسفل قدمها إعتذرت لها وقبلت يدها وأنا باكية

جذبتني حماتي من يدي وضمتني إليها وأخبرتني أنها غضبت مني بسبب شدة حبها لي لأنني أخذت منها أغلي شيء في حياتها

مضي الوقت بسلام حتي حضر جميع العائلة إخوة وأخوات علي وأزواجهم وزوجاتهم

تكلم الجميع عن كل شيء ولم يفوتهم بالطبع سؤال علي السؤال المعهود .........مافيش بيبي في الطريق ياعلي

رد علي //كل شيء بأوان

لاحظت عايدة تغير وجهي فصاحت بصوت عالي لتسكت الجميع .............ثم

كانت المفاجأة .................

 

.خبر سفر عايده وزوجها وطفليها إلي إحدي الدول الأوروبية لمدة عام من أجل العمل

حزنت كثيرا بسبب بعد عايدة عني سلمت عليها وضمتني إليها بشدة وودعتنا جميعا ثم إنصرفنا

 

تنهدت بشدة

عندما تذكرت لحظة انتظار نتيجة التحاليل والأشعة كانت لحظات عصيبة شعرت بأنني إنتظرت عام

ويزيد ....................

وظهرت النتيجة بفضل الله إيجابيه حيث أنني ليس لدي أي عوائق للحمل

زاد قلق علي وتوتره حتي تساقطت قطرات العرق بغزارة علي جبهته

استدعانا الطبيب إليه ثم جلسنا

علي..// خير يادكتور نتيجة التحاليل الخاصة بيه ماظهرتش ولا إيه

الطبيب// بصراحه يابشمهندس علي هيا ظهرت وإنت أكيد راجل مؤمن وعارف ربنا

المشكلة للاسف من عند حضرتك لاكن مافيش شيء بعيد علي ربنا

علي ..باضطراب //يعني إيه يادكتور فيه أمل ولا مافيش ..........

الطبيب //التحاليل والاشعة بتوضح ان فرصة الانجاب عند حضرتك ضعيفة جدا

تكاد تكون معدومة ولاكن أحيانا بنسبة واحد في الالف ممكن يحصل معجزة من عند ربنا ويحصل حمل

 

لم أشعر بالحزن علي نفسي فأنا راضية بما قسمه الله لي رغم اشتياقي لطفل من زوجي ورغم ثورة الامومة بداخلي

ولكن حزني الشديد كان علي زوجي الذي أعلم كم يحب الاطفال

تمنيت وقتها أن يكون العيب مني حتي يتزوج وينجب

كانت أيام صعبة تشبه العاصفة القوية والاعاصير الثائرة

وفي أمسية من إحدي الأمسيات التي طال فيها صمت علي وشروده المتصل

كنا نجلس علي الاريكة نشاهد التلفاز بصمت قاتل

وضع علي ...رأسه علي أرجلي وأغمض عينيه وكأنه يكتم دموعه إرتجف قلبي حزنا وألما

ثم جعلت أصابعي تخلل شعره

 

أمال //أحكيلك حدوتة ياعلي ..

علي... بصوت يائس // إحكي

أمال //....كان يامكان ياسعد يا إكرام وما يحلي الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام

علي ..// عليه الصلاة والسلام

أمال //كان في قديم الزمان ملك عظيم عندو مملكه كبيره جدا جدا

وكان ليه وزير عظيم بردك ولكنه كان مؤمن بالله وأي حاجه تحصل للملك يرد ويقولو ...........خير ياملك

في مرة من ذات المرات انهزم الملك في معركه كبيره ودا كان شيء مستحيل

لكن الوزير المؤمن الطيب قالو ايه

علي //ايه

أمال //قالوا .............. خير يا ملك

 

سكت الملك رغم إنو كان حزين جدا

وفي مرة تانية من ذات المرات بردك

انتصر الملك في معركة كبيره .......قالو الوزير خير ياملك

كانو فرحانين بالنصر وعاملين حفلة كبيرة

 

وهما قاعدين قدامهم طبق فاكهه كبير لكنو مليان فاكهه ملوكي

ابتسم علي قائلا //زي الملوخيه الملوكي

أمال بمرح //لا دي أكبر شويه التفاحه قد البطيخة ههههه

ومسك السكينة الملوكي علشان يقطع التفاحة الملوكي

حصل ايه ...حصل ايه

علي //أكيد ايدو اتقطعت

أمال //إيه النباهه دي شاطر لاكن صابعو هو الي اتقطع لأن السكينه حامية جدا سكينة ملوكي بقي

علي // طبعا الوزير قالو خير ياملك .........

أمال //عليك نور هو الوزير قالو خير ياملك ...

والملك جن جنونو طبعا كان الدم بيسيل من صابعو كتير جدا

زعق الملك في الوزير وقالو بصوت عالي //انت عدوي بتتمنالي الشر علشان كده أنا لازم اسجنك اما نشوف هتقول خير يا وزير ولا لأ

الوزير المخلص ابتسم وقالو طبعا خير ياملك

كان الملك هيتجنن فعلا

وكان من عادة الملك انو يروح الغابات البعيدة هو والوزير في رحلة صيد شهرية

علي //يصطادو إيه

أمال //يصطادو غزلان علي أرانب برية علشان يعملو بيها شوربة الملوخية الملوكي

زادت ابتسامة علي // وبعدين

أمال //راح الملك لوحدو من غير الوزير وكان معاه اربع جنود

فضل الملك يجري ورا أرنب بري كبير لغاية اما بعد وتاه عن الجنود

وراح بلد بعيدة كانت البلد دي بتعبد الاصنام

أول لما شافوا الملك فرحو أوي وجرجروه علي الارض علشان يقدموه قربانا للالهة

رغم انهم بيعبدو الاصنام الا انهم لمابيقدمو للاصنام الي بيعبدوها قربانا لازم يقدمو أفضل حاجه عندهم

علشان كده كانو فرحانين بالملك علشان وسيم أوي وسمين أوي

الكاهن أخد الملك علشان يدبحو ويقدمو قربانا للالهة

لاكنه لقي صباعو مقطوع ....قالهم ماينفعش نقدم للألهة حاجة معيوبة وروح الملك بعد إما أخدو كل مجوهراتو وهدومو المرصعه باللؤلؤ والمرجان

ولبسوه هدوم قديمة

روح الملك وهو بيحمد ربنا ان صابعو مقطوع ونجاة من الدبح

وصل ودخل القصر وغير هدومو وطلب الوزير

اعتذرلو جامد وحكالو الي حصل لاكن الوزير ابتسم وقالو خير ياملك

رد الملك باندهاش من صبر الراجل ده وايمانه الكبير //طيب ياوزير صابعي اتقطع طلع خير إنما فين الخير في اني أحبسك واهينك واظلمك

رد الوزير الطيب المخلص //مش لازم الحكمة تكون باينه لاكن الاكيد ان كل قضاء الله خير ودا الي لازم نؤمن بيه

لكن أنا هقولك علي الخير في سجني

طبعا أنا كل مرة باجي معاك رحلة الصيد ....لو كنت جيت معاك المرادي

كان زمان الناس دي دبحتني وقدمتني قربانا للاصنام

شوفت بقي إزاي خيييييييييير ياملك

وتوته توته خلصت الحدوته حلوة ولا يا ملك

نظر علي لي بابتسامة حانية // حلوة ياوزير

 

ضم يدي إلي يديه بحب وشوق ورضا ملأ قلوبنا رغم وجود شعاع خافت من الالم

عندما ابتسم زوجي شعرت بأن الغيوم قد إنكشفت عن السماء وظهرت الشمس بثوبها الذهبي المتألق

أفقت من عالمي الخاص علي طرقات الباب

ليدخل الطارق فأجده بابا علي

اعتدلت في جلستي واستقبلت والدي بابتسامة ضعيفة

جلس بجواري ومد يده علي شعري يمررها بحنان

 

بابا علي //صحيح الكلام إلي سمعتو من ماما ده

نظرت الي الارض لا أعلم بما أجيب

تابع بابا علي // أنا مش هغصبك علي حاجه ياأمال شوفي العريس وبعدين قرري

أمال //مش قادرة يابابا صدقني الموضوع صعب قوي عليه

بابا علي //أنا عارف إنك إتعذبتي كتير وصبرتي كتير علشان كده ممكن تكوني إتعقدتي لاكن صوابع إيدك مش زي بعضها

أمال باندهاش //عارف أيه يابابا مش فاهمة تقصد إيه

بابا علي //إنتي عايزاني أصدقك إن علي طلقك علشان موضوع الخلف أنا عارف كل حاجه

أمال بقلقل شديد //عارف ايه يابابا

بابا علي //فاكره لما كنتو قاعدين معانا وجوزك جالو تليفون وخرج

أمال //أيوة فاكرة

 

بابا علي //بالليل صحيت علي رسالة من رقم غريب

مكتوب فيها ان جوز بنتك متجوز عليها

وبعدها صور لعلي مع بنت في وضع مش ولابد

مانمتش ليلتها وفضلت اتقلب علي الجنبين

واتصلت عليه انو لازم يجي بعد اما يخلص

ولما جه الفجر قعدت معاه في الصالون

مارضيتش أقولو علي الرسالة والصورة

قولت في نفسي ...

"" إذا جائكم فاسق بنبأ فتبينو""

 

سألتو عن التليفون والتأخير وسألتو فيه حد في حياتو غيرك

ساعتها طبعا شكلو اتغير

وقعد يحكيلي انو كان ليه صداقات ببنات لاكن دا كان قبل الجواز وكلام تاني كده

طبعا اضطريت أصدقو ...............

لأني مش عايز بيتك يتخرب .................

وأنا عارفك صابرة وراضية علشان كده صعبتي عليه أوي وحسيت إن ذنبك في رقبتي

إني ماسألتش عليه كويس وعرفت عنو كل حاجه

ولما فاتت الايام قولت يمكن بقي كويس

لغاية ماجيتي بتعيطي وبترتعشي ومعاكي ورقة طلاقك

 

قولت أكيد طلقك علشان مراتو الي اتجوزها

وما رضيتشي أتقل عليكي وأسألك لما حاولتي تخبي عليه وتقولي ان الطلاق كان بسبب الخلفة

أنا مش عيل صغير يا أمال وحاسس ان الموضوع بسبب الحريم أو حاجه تانيه مش هضغط عليكي ....لاكن يابنتي

اعطي لنفسك فرصة تانية يمكن ربنا يعوضك ويكون إنسان كويس يسعدك

صدقيني شوفيه بس وبعد كده القرار قرارك

 

أمال //..............................الي تشوفو يابابا لاكن علي شرط ....................................

بابا علي //شرط إيه يابنتي ؟

أمال //لا زم يعرف إني لسة بحب جوزي .ومانستهوش ....لو وافق ........ساعتها يبقي أصلي إستخاره ونتشاور .........ما وافقش يبقي خير وبركه

بابا علي //بتحبي جوزك!!!!!!!!!!!!!!!!! ...فوقي ياأمال يا بنتي من الوهم إلي إنتي عايشة فيه

علي خلاص ما بقاش جوزك بقي اسمو طليقك ....يعني ماينفعشي تفكري فيه

زي ماهو باعك ونساكي لازم إنتي كمان تنسيه

دا واحد عايش حياتو بالطول والعرض .. مايستحقش الي انتي عاملاه في نفسك علشانو

 

أمال // بابا لو سمحت بعد إذن حضرتك ....دا شرطي الوحيد ومش هقدر اتنازل عنو علشان لو فيه نصيب ما أحسش إني خاينه

.........عايشه مع إنسان وقلبي مع غيرو.........

بابا علي // إيه الكلام دا يا أمال .. استعيذي بالله من الشيطان الرجيم ..وراجعي نفسك يابنتي

وعلي العموم أجلي الشرط دا للمرة الجايه

أول مرة شوفيه واتعرفي عليه ...واعرفي ظروفو وبعد كده قرري إذا كنتي هتقوليلو الكلام الفارغ دا ولا لأ

 

..........

أنهي أبي كلامه... وخرج مغاضبا

تركني في حيرتي وألامي

هل أخطأت في شرطي .....

أم أخطأت في موافقتي ........

ولكن قبل أن أفكر في نفسي

فكرت في أهلي... الذين تعذبو كثيرا بسببي

والان ليس بيدي شيء أمام إصرارهم

ولأول مرة ..عنادي .معهم

لم يعتادو مني ذلك .......

فأنا الفتاة البارة بوالديها .......الطائعه لهم دوما

ولاكن طاعتهم الان عسيرة ........مريرة

يريدوني أن أنسي زوجي

أن يحل أخر محله

هل يعلمون بأنهم بذلك يحكمون علي بالموت

وإن كان الموت سهل يسير عما يطلبوه مني ..........

نعم فزوجي تركني بكل سهوله

أطلق سراحي من أسره رغما عني.... وعنه

 

يظنني طائرا سيسعد بحريته

ولاكنه لا يعلم أنني سمكة .....فحياتي في بحره .........

.إن أخرجني منه تنتهي حياتي علي الفور ..........

 

لو كان خيرني لما فارقته ما حييت وإن أصابني أسوء مما أصابني

ولكن قدر الله وما شاء فعل

ما أصابنا لم يكن ليخطأنا ...وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا

إن القلب ليحزن ...وإن العين لتبكي وإني لفراقك .........

ياعلي ..........

لمحزونون.........

ولكن ...لا نقول إلا ما يرضي الرب

إن لله وإن إليه راجعون ...اللهم أجرني في مصيبتي وإخلفني خيرا منها

سلمت أمري إليك يا الله يا من أنت ..أعلم بحالي مني

 

وضعت رأسي علي وسادتي وقد سالت المدامع من الاحداق ...لا بل من الاعماق

لأعود إلي عالمي الخاص

الذي أخشي أن أحرم منه هو أيضا

ولاكن لا .......فهو ماتبقي لي

سأقاتل الأن من أجله .....من أجل أن أحيا علي ذكراه

 

تشبثت بعالمي الخاص ..وأقسمت عليه ألا يغادر أعماق صدفتي

 

عدت إليه إلي عالمي الخاص.... فأينع الربيع موشحا بالورود ...بعد أحزان الخريف......... وغضب الشتاء العاصف

ليعيد الحياة إلي الروح الهائمه ........بحثا عن قطرة من قطرات الصبر .......فهو حقا ترياق العليل

عدت إلي حيث إجتمع نساء العائلتين

عائلتي وعائلة علي

في شقتي

لإعداد أشهي وألذ وأطيب الاطعمة

ألوان وأصناف مختلفه وشهيه

 

حضر بعض العمال ..الذين كلفهم زوجي ليفرغو محتويات المنزل من الاثاث في احدي الغرف

ليضعو بدلا منها العديد من الموائد المستطيلة المتجاورة والمتقابلة

والمقاعد المحيطة بها

كان وقتا رائعا قضيناه في المطبخ

بعد أن كلف علي أحد الاشخاص باحضارأصناف الخضار واللحوم التي أملتها إياه ماما إحسان

تعلمت منهم الكثير وعاونتهم كثيرا

وكان أكثر شيء قمت به

هو غسل الاطباق والاواني المستعمله أثناء الطهي

ثم ملاحظتهم ومساعدتهم إذا لزم الامر

 

أما علا فكانت لا تمد يدها في شيء .........

كانت تكتفي بإلقاء الكلمات الناقده .........

وخاصة لي .........

ظننت أنها حضرت رغما عنها ......ورغم ذلك فلا أكن لها في قلبي سوء ..أو ضغينة

علي عكس عايدة التي لم تتركنا رغم إنشغالها بالاستعداد للسفر للخارج

 

وعلياء أيضا التي بذلت مجهودا كبيرا بحب رغم إنطوائها وقلة حديثها

أما أكثر الناس سعادة ومرحا وتوافقا كانو أمي وحماتي اللتان لم تكلان عن الارشاد والنصح للجميع

وفي الجانب الاخر أميمة وأمنية ....

التي تبدل حالها عندما علمت أن المهندس مصطفي سيحضر هذه الوليمة

ورغم ذلك فلقد قاما بالعديد من الاعمال الهامشيه والمهمة جدا في نفس الوقت

 

بعد أن تم الانتهاء من طهي الطعام وغرفه وإعداد سفرة رااائعة

أخبرت علي بأن كل شيء جاهز .............الذي أمرنا أن نختفي من المكان

حتي ينتهي أصدقاءه من تناول طعامهم ثم الجاتوه والعصائر

مر الوقت بسلام

وتناولنا طعامنا جميعا بعد أن غادر أصدقاء علي .........

 

ثم قامو بمساعدتي في غسل الاواني والاطباق وتنظيف المطبخ والمنزل الذي عاد أفضل مما كان .....

 

ثم قضينا سويا أمسية رااائعه يملؤها المرح والحديث الممتع ...الشيق

ثم غادر الجميع بعد الدعاء لنا بالذرية الصالحة .........

وزيادة الرزق والعمر

 

ألقي علي بجسده علي المقعد

فرغم إرهاقه إلا أنه كان في قمة سعادته

جلست بجواره

أمسح قطرات الندي المتلألأه علي جبهته

فيقبل يدي بحب اشتعلت بناره القلوب

 

عدت من عالمي الخاص علي صوت الاذان

قمت وتوضأت وصليت

أطلت السجود والدعاء

ثم سلمت من صلاتي و........

جلست أحفظ وردي الذي كان من المقرر أن يقوم علي بتسميعه لي

رغما عني تفرض ذكرياتي نفسها علي واقعي

فأذوب فيها.........

 

***

مر أسبوع ليحين وقت زيارة ................العريس

 

قضيت يومي في عالمي الخاص

استعيد لحظاتي الاولي مع علي ..

يوم تقدم لخطبتي ....

ظللت قابعة في صدفتي

أتواري عن الكون المحيط بي

والذي حاولت أمي أن تضفي عليه البهجه

ولاكنها كانت بهجة ذابلة هزيلة

شعرت بأنها مسرحية مكررة لا تثير الضحك

ولاكنها أثارت بداخلي الغضب

الذي ظل يشتعل .....ينتظر اللحظه الحاسمة للانفجار ..........

 

في الميعاد المحدد حضر العريس الذي ما زلت لا أعرف عنه أي شيء

دخلت أمي الغرفة قائلة

ماما سميحة //إيه يا أمال االناس جم وإنتي لسة ما جهزتيش

أمال // أنا جاهزة ياماما

ماما سميحة //جاهزة أنتي بتهرجي .في عروسة بتقابل عريسها بعباية بيتي كده

قومي يا أمال غيري هدومك والبسي حاجه كويسه

وحطي كحل علشان يداري عينيكي الدبلانه دي

 

أمال //أنا أسفة ياماما .........

ما تزعليش مني

أنا وافقت أقابلو بس علشان خاطرك

لاكن هخرج زي ما أنا

عاجبو عاجبو ..مش عاجبو ...........خلاص

نظرت لي أمي نظرة غاضبة

ثم أجلستني قائلة //إنتي عارفة العريس دا يبقي مين

أمال //لا مش عارفه

ماما سميحه //إزاي ماتعرفيش ..أنا كنت فاكره إن أبوكي قالك

 

أمال //لا ماقاليش وبعدين لما علي إتقدملي ما كنتش أعرفوا ومحدش قالي عنو حاجه

إشمعنا دا يعني

ماما سميحة //أمال ما أسمعكيش تاني تجيبي سيرة علي .....كل واحد راح في حالو ..ربنا يسهلو ...بعيد عننا ويسهلنا إحنا كمان

أمال //.........................................

 

ماما سميحة //العريس دا إبن مدير المدرسة إلي إنتي شغالة فيها ...ا

أمال //إبن الاستاذ عبد العزيز مدير المدرسة إزاي .............وإمتي .....وليه

ماما سميحه دون إهتمام بأسألتي //بسم الله ماشاء الله معيد في الجامعة

أبوكي بيقول لسه مخلص الماجستير في كلية الاداب قسم تاريخ

أمال بإندهاش //ودا شافني فين

ماما سميحه // شافك في المدرسه وإلي أنا عارفاه إنو كان متجوز قبل كده لاكن ما أعرفش تفاصيل

لاكنو راجل ومحترم ومتدين جدا والناس كلها بتشكر فيه

 

استعيذي بالله من الشيطان الرجيم وسمي الله ويلا بسرعة علشان اتأخرتي علي الناس

نفذت نصيحة أمي حيث استعذت بالله من الشيطان الرجيم وسميت الله

وتأهبت للدخول عازمة علي مانويت عليه

حتي يهرب هذا العريس في أسرع وقت ...........................

 

 

 

***

دخلت أستقبل هذا الغريب القادم

ليدمر صدفتي

ألقيت السلام بهدوء

لم يصيبني ما أصابني..... عندما تقدم علي الي خطبتي

لا أشعر بالفرحه الغامرة والخجل الثائر

جلست بهدوء بعد أن ردو السلام

تبادلو الاحاديث و التعارف وأنا صامته غائبة عنهم بعقلي ولاكني حاضرة بجسدي .....لا أنظر إليه ولا أنوي أن أنظر إليه

إنه المدعو .......عمرو عبد العزيز

 

إستأذن والدي وإصطحب الاستاذ عبد العزيز متجهين إلي الشرفة ليتيحا لنا فرصة التعارف

لاحظت نظرة أبي المتوسلة التي تترجاني ألا أقوم بما عزمت فعله

ولكن عذرا أبي فنظرتك لن تثنيني

بدأت الحديث

بكل إصرار لأخبره

أنني مازلت أحب زوجي ولا أعده أن أنسااه ما حييت

ليسود الصمت لحظات

 

تجعلني أنظر إليه فأجد دمعات حارة متساقطه من عينيه لأري ملامحه

ولكن دمعاته أربكتني وأثارت بداخلي الكثير من التساؤلات

وكأنه قرأ ما بدور بداخلي

فأخبرني..................

أنه .........

أيضا يحب زوجته ولا يعدني أن ينساها ما دام قلبه ينبض

تعجبت من اجابته التي لم أكن أتخيلها

فسألته //لما إذن سبب الطلاق

لتكون إجابته أنه لم يطلقها

فهي حب عمره ..................

..................

..................

.....................

ولكنها ..............

ماتت

وتركته !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

 

ألقي كلماته علي مسامعي

لتخترق قلبي بسهامها

 

فجعلتني في حيرة من أمري

هل تشابهت قسوة ألامنا .....أم تشابهت أفئدتنا في وفائها

ورغم حيرتي ...ورغم العداوة التي تحصنت بها قبل لقياه لتكون القلعة التي أحمي بها صدفتي

..إلا أن قلبي رق لدمعاته التي انحنت في كبرياء

فتلك الدمعات أميزها بدقه ....

لا يعرفها إلا من تذوق ملوحتها ........

 

ولكن .............!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

فإني أخبرته بسري حتي يعود من حيث أتي

يبدو أنه أيضا ....أرغم علي كما أرغمت عليه

لذلك أخبرني بحبه لزوجته لأرفضه وينتهي الأمر إيتهل قلبي لظني

تزاحمت التساؤلات في رأسي

لتقفز علي لساني ... إحداها ..بحذر

 

أمال // البقاء لله ...ربنا يرحمها ........فكرت في الزواج ليه طالما لسه بتحبها ؟

عمرو بصوت تخنقه العبرات //البقاء لله ...دي كانت وصيتها قبل إما ..........تموت ...

وصتني أني أتجوز وأخلف بنت ........أسميها سالي .........علي اسمها

أمال بإندهاش //وصيتها ........هيا كانت عارفه انها هتموت ؟

عمرو // كان عندها المرض الخبيث ..........ورغم إن الكل عارف إن أيامها في الدنيا معدوده

لكني أصريت إني أتجوزها وأخليها تعيش معايا أجمل أيام حياتها

كان عندي أمل إنها ماتموتش ...........أو إني أموت قبلها ........ وما أدوقش طعم فراقها ....لكن قضاء الله نافذ

 

أمال //حضرتك كنت عارف إنها كانت تعبانه قبل إما تتقدملها ؟

عمرو //دي حب حياتي وعيت علي الدنيا وأنا بحبها كانت زي الفراشه .....أجمل بنت شفتها في حياتي

لكن المرض اللعين نهشها بمخالبو .............والموت خطفها ولسه براءة الطفولة في عينيها

تساقطت دموعه كنهر جار .............كأنه فقدها للتو وليس كما ذكر ...منذ عام

ماهذا الوفاء .....الذي لم أسمع عنه إلا في الروايات والافلام ...........صدمني الواقع ...لذلك

إهتز قلبي لمأساته .... حاولت أن أواسيه ........ بكلماتي ولكن.... خانتني عبراتي ......وإختنق الكلام في حلقي

 

وبعد عدة محاولات كأني أستخرج حملا ثقيلا من أعماقي

 

أمال ...//ربنا يرحمها . يارب ...أكيد هيا في الجنة عند ربنا .....في مكان أجمل من الدنيا ...وإن شاء الله هتتقابلو وتكونو سوا

في الجنة وماتفترقوش تاني ..........

لم أكمل كلماتي حتي فوجئت بنظرته المتفحصة لي بإندهاش .....ثم

عمرو // إنتي بتدعيلها بجد .............مش عارف أشكرك إزاي ...ماكنتش متخيل إن دا ممكن يكون رد فعلك ....إنتي أخلاقك أعلي وأرق

مما تخيلت ..............

أمال بحياء من نظرته المتفحصة وكلماته المادحه // تشكرني علي إيه .....ولا أنا كمان ما كنتش أتخيل إن دا هيكون رد فعلك علي كلامي

عمرو //أنا عارف إنك لسه بتحبي المهندس علي وعارف انو طلقك علشان مش عايز يحرمك من الامومه ودا شعور جميل منك ومنو

أنا مقدرو جدا ومراعي إحساساك علي فكرة

أذهلني بجرأته وبذكر إسم علي علي لسانه كأنه صب فوق رأسي دلوا من الماء البارد

 

أمال //عرفت منين ؟

عمرو بارتباك //كل الناس بتقول كده

أمال بحده // ماتصدقش كل كلام الناس

عمرو //تقصدي إيه

أمال //أقصد إن دا مش سبب الانفصال الاساسي

عمرو // لو مايضايقكيش ممكن أعرف ؟

أمال //مش هقدر أتكلم في تفاصيل لكن ....كلو بقدر الله وأنا راضيه بقدري ...

عمرو //ونعم بالله ......

 

أنا إتشرفت بمعرفتك وحاسس إننا متشابهين في جراحنا علشان كدا هنراعي مشاعر بعض وهنكون حاسين أكتر ببعض

وأكيد مش هنظلم بعض

أذهلتني كلماته التي جعلت أمعائي تتشابك وخاصة كلمته المكررة ...ببعض

فأسرعت قائلة

أمال //حضرتك المفروض نصلي استخارة ..........أنا لسة ماقررتش علي فكرة

عمرو //أنا صليت كتير قبل إما أجي وأتقدم وإرتحت جدا لما شوفتك وإحترمتك أكتر لصراحتك ووفائك إلي أصبحو عملة نادرة في زماننا

وطبعا من حقك إنك تفكري وتصلي استخارة .........رغم إني أتمني إنك تكوني من نصيبي

 

رأيت كلماته كالافاعي التي تخرج ألسنتها لتنفث سمومها

كدت أهرب منها .... من قبحها .... من سمومها ........تبا لك ياعلي ..... كيف تتركني وحيدة لتنهشني الكلمات نهشا

لاحظ دموعي التي تأبي إلا أن تطل برأسها رغما عني

فكأنه رأي فيها مرءاته فأخفض رأسه نادما علي ما إقترفه بحقي

 

عمرو //كان نفسي أقعد .....ونتعرف علي بعض أكتر من كده ...لكن أنا هستني منك الرد

أمال // حضرتك شرفت...........

عمرو //ياه دا إنتي ماصدقتي

أمال //أسفة ما أقصدش

عمرو //ما تتأسفيش ولا يهمك خليكي براحتك

 

نادي والدي ..ووالده جلسو يتكلمون قليلا ......ثم إستأذنو ا...وإنصرفو

نظرات الجميع تلتهمني ... تنتظر كلماتي

ولكنني ..........صمت ...........فلقد إشتقت إلي

........................صدفتي

دخلت حجرتي وألقيت بجسدي المتهالك علي سريري

إحتضنت وسادتي

حاولت الهروب من واقعي

 

لأغوص في أعماق صدفتي وذكرياتي

حين إستقبلت زوجي وحبيبي وعشق فؤادي ...........مهللا مستبشرا

ليضمني إليه في شوق بيد

واليد الاخري ......... خلف ظهره

ينشرح القلب لابتسامته ووهج الحب في عينيه

ثم يطلب مني أن إغمض عيني

 

فأغمض واحدة وافتح الاخري

فيبتسم ثم تظهر يده بها أجمل هديه في حياتي

تأشيرة العمرة ..........

إلي بيت الله الحرام ..............

فأصرخ من فرط سعادتي وأقفز مثل الاطفال

ثم يضمني إليه ويقبل جبهتي بحنان

 

فأقبل يديه بفرحة وبكاء

لأول مرة أركب الطائرة في حياتي

يعتريني الكثيرمن المشاعر المتضاربة

الفرح .........الخوف ..........الرهبة

فيحتويني بزراعه ليطمأنني .........

عندما قرأ القلق في عيني .............

ظلت أيدينا متلاحمة مثل قلوبنا ..........

ظننتها ستتلاحم الي الابد .............

 

خطوة واحد.........وسأري بيت الله الحرام .......الكعبة

ولكن من شدة خفقان قلبي وقفت

لأستعد لهذه المفاجأة الرائعة

فنظر لي بلهفة لتسألني نظرته مابك ؟

فأبتسم حتي أهديء من تشنجي

فيشع النور من وجهه بأروع إبتسامة رأيتها في حياتي

فيتسلل الدفيء الي قلبي المرتجف

.................................

نتشارك أجمل لحظاتنا ..........نؤدي مناسك العمرة وقد غشيتنا الرحمة وحفتنا الملائكة

شربنا من ماء زمزم وإغتسلنا من ذنوبنا

كما إغتسلت قلوبنا بفيض عذب من نور خشيته

..........

مرت الايام في البقاع الطاهرة ......كلمح البصر

عدنا إلي ديارنا وقد تبدلت قلوبنا وجلودنا حتي صرنا أناس أخرين

بل صارت الدنيا من حولنا بلون أخر

ظننت الجنة قد نزلت إلينا تمد أيديها لنا لنرتع في نعيمها

ولكنها الدنيا مازالت فينا

فلقد سرقتني الدنيا من نفسي

 

صار زوجي محور حياتي

صار إرضاءه هدفا في ذاته

تهاونت في قيام الليل

وقصرت في وردي وأذكاري

شغلتنا أنفسنا وأهلونا

عندما إكتملت لنا الدنيا ببهجتها

نسينا كل شيء سواها فلها بريق خاطف

يخطف كل من يدخلها

 

كثرت رحلاتنا في الداخل والخارج

زال الشك عن زوجي

الذي صار معي في أرق حالاته

أسقاني من انهار السعادة بيده

وفي ذات ليلة فاتني صلاة الفجر

استيقظت وقد انقبض قلبي حيث

تكررت رؤيا الاكفان البيضاء وتليها الاكفان السوداء

ورأيت كفني .............

وعلا صوت النواح والعويل

 

أصابني الفزع ..كما في الاوتة الاخيرة ...........توضأت و..........

صليت بدون خشوع

وتركت صلاة النوافل

وصار القرءان في قلبي مهجورا .............

 

أسرعت إلي جهاز الحاسوب

فتحت علي تفسير الاحلام

لأري أن من رأي نفسه في الكفن

فان ذلك يدل علي العناء والتعب

وكتب أيضا أنه يدل علي فساد دينه و أمره ...........يرجي صلاحه مالم يدفن

إن كان الكفن طويلا ومربوطا من الطرفين دل علي موته ...إن كان أقل دل علي توبته

أنفطر قلبي حزنا علي ما أصابني وحمدت الله أن هناك توبة

 

تذكرت أمي الحبيبه خديجة رضي الله عنها

فاستحيت من نفسي

تذكرت بيت الله الحرام فخفق قلبي

 

...............

 

من أبيض بقعة في صدفتي إلي أسود بقعة فيها

 

في اليوم الموعود

بعد قضاء عدة أيام مع زوجي في فيلا والده ووالدته

عدنا إلي عشنا

عازمين علي الذهاب إلي عرس فيروز .....إحدي قريباتهم

وقد اتفقنا علي التجمع مسبقا في فيلا العائلة

 

تركني زوجي مضطرا حيث أتاه هاتفا عاجلا يحثه علي الرحيل الان مرغما ...قلقا

فطمأنته بأنني سأذهب في المعاد إلي منزل العائلة

وسأقابله في العرس .... رغم انقباض قلبي

 

إستعددت للذهاب وخرجت لاستلقي إحدي سيارات الاجرة

فوجدت أحدهم واقفا ....وكأنه ينتظرني

جال في خاطري أن علي من أرسله

ولكن تلاشت ظنوني

وحل محلها القلق

من النظرات المريبه للسائق

ثم إتجاهه إلي طريق أخر عندها

 

أمال //حضرتك رايح فين الطريق مش من هنا

السائق //الطريق التاني مقفول يامدام فأنا مضطر ألف من هنا

أمال //حضرتك إحنا جايين من الطريق الصبح وكان فاضي

السائق //لسه قافل دلوقتي إظاهر فيه حادثه

صمت رغم خوفي حتي إقترب من طريق خال من المنازل والمارة

فصرخت فيه فإلتفت إلي ورش في وجهي شيء ما

لتدور الدنيا من حولي

ثم أفقد الوعي

 

عدت إلي الوعي من جديد ولكنني أشعر بأني في عالم أخر

حاولت أن أفتح عيني .......حاولت أن أتذكر ماحدث

أين أنا ؟

هذا أول سؤال قفز إلي عقلي

 

نظرت حولي لأجدني ملقاة علي سرير في غرفة قديمة

أراها لأول مرة في حياتي

 

نظرت حولي بخوف

 

لأجد شاب أظنني عرفته رغم أن هذه أول مرة أره في حياتي

 

إنه ...........................

................

..........حاااااااااااااااااااااااااااااااازم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

معلش يا بنات النت عندى بطئ

والمنتدى مش بيفتح صفحة القصة

عشان كده هكتبها هنا

وياريت لو تحطوا رابط التكملة

وتنبهوا انى هكمل القصة هنا

معلش هتعبكم معايا

تم تعديل بواسطة رياحينو * أم مريومة *

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قفزت إلي عقلي .........

جميع المعلومات التي استقبلتها عنه في ثواني

..كلمات دادا ثنيه .........عايدة .......علي

كان مجرد حدس ....إعتراني

بسبب الكم الهائل من الغضب المنفجر علي ملامح وجهه........الحادة

ناداه صديقه باسمه

 

تحت أمرك يا حازم بيه

ليصير الحدس يقين ...........

كان عقلي مفرغ من كل شيء

لايستوعب ما أنا فيه ..............ولا أدرك كم مر من الوقت

تخيلت ....لا بل تمنيت ان تكون مجرد أحلام ...............كوابيس

واستيقظ منها ..............

 

ولكنها الحقيقة الملموسة ...........

والواقع المرير .........

نظرت إليه بعمق ...لعلي أعرف ........ما يدور بخاطرة

وقف ينظر لي وقد علت وجهه إبتسامة قبيحة

لتظهر من خلالهما اسنانه الصفراء

كان وجهه شديد البياض ذو أنف حاده

وعينان ضيقتين .....غائرتين .....باردتين

حاولت أن أتظاهر بالقوة والثبات .........

 

كانت نظراته تخترقني بوقاحة

حاولت أن أتوقع ما يعزم فعله ولكني نهرت عقلي الذي توقف عن العمل

إقترب مني ............وجلس بجواري علي الفراش

فنظرت إليه ....وقد بدأ قلبي يرتجف بشدة

حاولت الكلام ولكن .............

توقفت الكلمات في حلقي ...............

 

ليبدأساخرا ///انتي بقي أمال المحترمة....الطاهرة.... الشريفة

تصدقي علي عندو حق ...يحبك الحب داكلو

ويعمل علشانك كل الي عملو علشان يحميكي مني

لكن إيه إلي وقعك في علي صدقيني ...أنتي خسارة فيه

.......إنسان مغرور فاكر نفسو أذكي واحد في الدنيا

وفاكر انو هيفضل طول عمرو كسبان كل حاجه

خلاص زمنه راح ....إلي جاي زمني والكلمة هتبقي كلمتي

والموازين من هنا ورايح هتبقي في كفتي أنا وبس

 

إرتعشت فرائصي ...........ما هذا الكائن الذي يهذي بلا هوادة

تملكني الزعر والخوف ...........هل أصيب هذا الشخص بالجنون

وما سر كل هذا الحقد الدفين بين ثنايا قلبه

ألم يكفيه أنه دمر حياة زوجي

ودله علي طريق الهلاك

وجدت هاتفي في يده وقد إرتفع بالرنين

إنها النغمة المخصصة لعلي

أخذ هاتفي وخرج أمام الباب

 

لترتفع قهقهاته كذئب يعوي

يعلو صوته ببعض الكلمات ثم ينخفض

لتتضح الرؤية وتظهر نواياه السيئة

خارت قوايا وإنهارت فرائصي

علت قهقهاته أقصد عوائه

 

وهو يساوم زوجي

ويبتذه بكل سبل المتاحه لهذه الكائنات التي لا تنتمي إلي الادمية أو الانسانيه

انهي مكالمته بهمهمات لم أفهمها جيدا

نادي علي زميله الاخر

الذي حضر وبيده كاميرا صغيرة

أمره ليستعد للتصوير وسط ابتسامة كريهه تشعره بالانتصار

 

ارتعش جسدي بشدة واصطكت أسنتني بقوة

تذكرت الكثير من الفتايات الاتي تعرضن للاغتصاب

كلمة تقال ولا نهتم بها ................وهيا الموت لو يشعرون

تذكرت فتيات فلسطين وقد ملأو السجون

يدخل علي الفتاة المسلمة عدد كبيرمن االصهاينة ....يغتصبونها

 

حاول لمسى لاكنني قاومته بكل طاقتي ..............كادت تفارقني روحي .........

بعدت عنه حينها لم أشعر بنفسي

إلا وقد سجدت إلي الله الواحد الاحد

 

إرتفعت صرخااااااات قلبي الي الله

لقد ...أغلقت كل الابواب في وجهي ولم يبق لي إلا باب الغفور الرحيم

تذكرت هجري لبابه ولكتابه بعد أن تبسمت الدنيا في وجهي

وها أنا ذا أعود إليه في أحلك لحظاتي

 

لن يخذلني أعلم ذلك يقينا

مهما كثرت ذنوبي وذادت عيوبي

فهو أرحم الراحمين ....غفور تواب كريم

توقف الذئب عن الجري خلف فريسته

ربما تعجب .......ربما صدمته فعلتي ...لا أدري

 

ولكني شعرت بأن يداه قد شلت

ولاكنه شيطان أخبر زميله بأن يكتفي بذلك

ستكون هذه هي الجرعة الاولي لعلي

قام بإرسالها له

لا أعلم كيف كان حال علي

ولكني موقنه من أن النار قد إشتعلت في قلبه أكثر مما إشتعلت في قلبي

 

هل يمكنه إنقاذي

ولكنني لن أرجو النجاة إلا من الله

جلس الشيطان لبرهة ينتظر أن يرن هاتفه

وبالفعل رن الهاتف كأنه يود أن يخترق المكان بقوة لينقذني من هذا الموت المحقق

خرج الشيطان وبدأ في المساومة

سمعت بعض كلماته

 

 

وأشفقت على زوجى كثير

 

حازم : خلاص دا أخر كلامي

أوك ......................إنت كده برنس بجد

 

ليدخل مبتسما إبتسامة النصر

 

ينظر لي بحسرة ....

وألقي بكلمات تتلوي كالافاعي السامة

ولاكن توستطهم كلمة إشتعل لها قلبي فرحا

لقد أمرني أن أستعد للخروج

لملمت شعري المبعثر بغضب

 

وارتديت حجابي بيد مرتعشة

ربطو عصابة سوداء علي عيني

خرجت وركبت السيارة

ثم نزلوني في مكان لا أعرفه

مكان خالي من البشر

نظرت إلي السماء

وحمدت ....الله الواحد الاحد

 

وسجدت علي االارض شكرا فلولاه لم يتمكن أحد من إنقاذي من براثن هذا الذئب

سكبت شلالا من الدموع إختلط بالتراب

مرغت وجهي فيه

نادمة تائبة مستغفرة

لقد عدت يا إلهي فلا تردني وقفت ببابك فلا تخذلني

مكثت طويلا ساجدة علي الارض

 

حتي رن هاتفي

نظرت فيه كان زوجي

ضغطت علي ذر الرد بيد مرتعشة

أخبرته بوصف المكان من حولي

لم تمر سوي لحظات لم أشعر بها حتي حضر علي

رأيت نور سيارته في ظلمة الليل

وقف بسيارته رءاني متكومة علي التراب

وقد تمزقت ملابسي

لم تستطع قدمي حملي

 

حملني بحنان بالغ

وقد إنهمرت دموعه كالشلال وضعني بجواره برفق

وانطلقنا إلي منزلنا

أخبرني أن أستعد للخروج اخذت حمام وارتديت ملابسي

لا أعلم إلي أين

فأخذني إلي المأذون

حيث تم الطلاق

 

وأخذني إلي أهلي

وقد صرت مطلقة ....................

بين عبير الأزهار والورود ......... مع ذكري الهمسات والوعود

........

جلست في شرفة منزلنا .......

 

.أحتسي قدحا من الشاي المميز بنكهة القرنفل

قدحي ليس أي قدح ولكنه نفسه الذي إرتشف منه علي... قهوته منذ شهور

إحتفظت به لنفسي ربما هو وبعض الذكريات ما تبقي لي

جلست أنتقل ببصري بين النجوم الحزينة وقد تلألأ الدمع في عينيها ........

.وبين القمر النائم ........الذي فقد احدي عينيه

من كثرة البكاء معي أو .........لأجلي

نام القمر.......... وتركني..............

ساهرة ..........

حائرة ................

 

يلوعني

الشوق ..........الحب ........الهجر .......

وضعت قدحي الغالي علي المائدة المستديرة

وأسندت رأسي للخلف ثم أغمضت عيني

 

لأفتح صدفتي وأغوص في أعماقها ........

ففي أعماقها أغلي كنوزي ولألئي .....

رأيتني

في هذه بجوار نبض الروح علي .. ..... نتسامر

و في هذه ... أنتظره ........بشوق

هناك ...نضحك .... ....ونمزح

وفي تلك .. نتشاجر ..........نتخاصم ............ثم نبتسم ونصفو

 

أفيق من غفوتي لأجد البرودة تسريت إلي مفاصلي

لأتوضأ وأصلي قيام الليل ........

ما أعذب الاستغفار في هذا الوقت

يزدهر قلبي بالأمل عندما أتذكر قوله جل في علاه

(فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا

ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهار )

 

..............أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم وأتوب إليه ........

أظل أرددها مرارا وتكرارا حتي أغوص في معانيها

أتذوق كل حرف فيها

أشعر في كل مرة كأن جبالا من سيئاتي تتساقط عن كاهلي فأستزيد منها حتي ألاقي الله بصفحة بيضاء كيوم ولدتني أمي

لك الحمد ياااااااااااااااااااااااااااااااااااا الله

 

.................................................. ..............

في بداية يوم جديد أثناء ذهابي إلي المدرسة

استقبلتني سامية بحذر لتخبرني بمعاد زفافها

فهللت بفرحة.وسعادة لها ........ ثم ضممتها أهنأها

ولكني شعرت بدموعها فنظرت إليها بدهشة متسائلة

أمال // ليه الدموع بالله عليكي عايزين نفرح

سامية //ربنا يفرحك إنتي كمان يا أمال وترجعي لعلي في نفس يوم فرحي

أمال //حبيبتي كل الي يقدروا ربنا خير..صدقيني أنا في نعمة وفضل من الله وراضيه بكل قضاءه سبحانه

سامية //ربنا يزيدك رضا وصبر ويعوضك خير يارب

 

أمال //نسيت أقولك مش إتقدملي عريس

سامية بذهول , وهي تمسح دموعها //عريس ...........بجد ووافقتي

أمال //لا طبعا إستحاله ........ماما وبابا أصرو إني أشوفو ووعدوني إنهم مش هيفرضو عليه حاجه فحبيت أريحهم بس

توقعي مين العريس ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

سامية // أكيد حازم هوه أكتر واحد إتقدملك

أمال //حازم مين انتي اتجننتي دا موضوع واتقفل وبعدين هوه حازم دا أنا أرضي أدخلة بيتنا ولا أقعد معا

كانت مرة غلطة وعمرها ما تتكرر .......... حذري مين بجد

 

ساميه //مين بجد يا أمال مش عارفه أفكر

أمال بابتسامه // إبن الاستاذ عبد العزيز مدير المدرسة

سامية بصرااخ // لااااااااااااااااااااااا بجد مش معقوووووول مش مصدقه ...عموره

أمال // إيه دا إنتي تعرفيه

 

سامية // أه طبعا ....وهل يخفي القمر دا جنتل وشياكه ووسيم جدا ومعيد في الجامعة ....

وكل البنات بتحبه وزميلتنا عيونهم عليه

أوقات بجي يعدي علي باباه الأستاذ عبد العزيز بعربيته

لو البنات عرفو الخبر دا هيقطعوكي لا دول مش بعيد هيموتوكي

أنا مش مصدقه إنو فكر في الجواز دا أهلو فقدو الامل في الموضوع دا بعد الي جرالو بعد وفاة مراتو

أمال //دا إنتي عارفه كل أخبارو كمان

 

سامية // طبعا......... أبلة رشا مدرسة الموسيقي فيه صلة قرابة بينهم ودايما بتجيبلنا أخبارو ا وأخر حاجه قالتها للبنات ريحوا نفسكو

هوا رافض فكرة الجواز نهائي

أمال بحسرة // سبحان الله مش عارفه ليه دايما إلي بيتقدمولي بيكونو قبلي رافضين فكرة الزواج نهائي وعندهم عقد الدنيا

وعلي حظي يوافقو ........علشان يطلعو عليه عقدهم ولما أحبهم يسيبوني ..............علي العموم خير

سامية //إنتي ناوية تعملي إيه هترفضيه ؟

أمال // إنتي عندك شك في كده

 

سامية //لا يا أمال ما انصحكيش إنك ترفضي إنتي لسة صغيرة لازم تجربي حظك كمان مرة مش كل صوابعك زي بعضها

ان شاء الله ....... عمرو حاجه تانيه بجد وربنا هيعوضك خير علي صبرك وبكرة تقولي سامية قالت

أمال // نفس كلام ماما وبابا ........سامية مش ملاحظة إننا وصلنا ....المدرسة ....يلا علشان ما نتأخرش علي الطابور

 

تنتهي الحصة الاولي

فأجلس في حجرة المدرسين ........أصحح الكراسات في فترة إستراحتي

فتدخل سامية وهي تصيح

سامية //أمال أمال عمورة جه وشكلو جاي علشانك ياجميل تعالي شوفو البنات متجمعين علشانو إزاي

جذبتني سامية من زراعي رغما عني

 

ولكنني وقفت علي بابا الغرفة ورفضت الخروج بشدة رغم إصرار سامية ولكني رأيته من مكاني وقد تجمعت المدرسات الشابات

ينظرن إليه ثم ذهبت إحداهن لترحب به ... فلاحظت أنه لم يرفع وجهه وعينيه إليها

ظلت سامية تهمس في أذني ...تصف وسامته وهندامة واناقته وحيائه وحسن أخلاقه .....

رأيته بوضوح .........كانت صادقة فيما قالت

ولكن ................فعلي ........قد ملأ قلبي ولم يعد فيه مكان لسواه

هل حبي لعلي خطيئة ..............أعاقب عليها بحرماني منه إلي الابد بزواجي من غيره

هل حبي ذنب يعاقبني عليه الله ........لا أعلم ..فقلبي ليس في يدي

زادت حيرتي .......لتعلو صرخااات قلبي إلي الله الواحد الاحد

 

مرت الايام لأعود في يوم إلي المنزل بعد يوم دراسي طويل شاق

لتستقبلني أمي بخبر قدوم عمرو العريس ووالده الاستاذ عبد العزيز ووالدته

أمال // جاي ليه ياماما هوا أنا قولت إني موافقه

ماما سميحة //إنتي لا قولتي موافقه ولا مش موافقة وبعدين هما جايين زيارة انا مجهزالك اللبس الي هتلبسيه كفاية المرة الي فاتت كنتي كسفاني

اجهزي بسرعة الناس علي وصول

أمال // ماما لو سمحتي أنا مش هقابل حد أنا لسة ماصلتش الاستخارة

ماما سميحة //إنتي هتكسري كلمتي وكلمة أبوكي قابليهم وبعدين صلي إستخاره براحتك ودا أخر كلام

 

دخلت حجرتي وقد خنقتني العبرات لتنفجر بداخلي البراكين الناقمة علي الكون

بعد الوضوء والصلاة ........ألقيت بجسدي المتهالك علي الفراش لأري ثوب جديد يتسم بألوان الربيع الزاهية موضوع بعناية ...... علي علاقة الملابس

نظرت له .......رغم روعته لكنه في عيني غريب فمنذ أمد طويل ..لم أرتدي سوي الملابس الداكنة سواء في الزيارات

أو حتي الأعراس

 

حاولت إغماض عيني ......... ولكنني فتحتهما علي صوت طرقات الباب

لتدخل أميمة وأمنية

ليخبروني بقدوم الزائرين والإسراع في الخروج بأمر أبي

اعتدلت في جلستي

بدأت أشعر برعشة في جسدي

استعنت بالله وفوضت أمري إليه

دخل أدهم أخي وقد بدا الحزن علي وجهه فهو أكثر فرد في عائلتي أحب علي

وأكثرهم حزن علي فراقه

 

طيب خاطري وضمني إليه وأخبرني أنه بشعر بما أعاني

وبث في قلبي بصيص الامل بأن الله لن يقدر لي إلا الخير

ارتديت ثيابي وخرجت

لأجد أمي تأمرني أن أحمل صينية العصائر

ولكني رفضت بشدة

وأخبرتها إن لزم الأمر سأدخل غرفتي ولن أخرج منها أبدا

 

فرضخت أمي لرفضي مرغمة ...غاضبه ...متعجبه من تمردي

ما إن دخلت حجرة الاستقبال

حتى وقع عيني علي باقة ورد ........في يد عمرو الذي قابلني بابتسامة

ثم ارتفع صوت الزغاريد من والدة عمرو عمته

شعرت وكأني أسمع صوت النواح.......... ظهر الغضب علي وجهي للجميع

 

جلست علي أقرب مقعد ونظرت إلي الأرض

رحب الجميع بقدومي

شعرت بارتجاف قلبي يزيد

ظلت عيني شاردة علي المكان الذي جلس فيه علي أول مرة

لأتذكر كلماته و هديته

كان قلبي لا يزال بكرا لم يذق طعم الحب والهجر والظلم

لا أريد أن أظلم قلبي ثانية أو أظلم قلب أي شخص أخر

فلن يجد له مكانا في قلبي بجوار علي

 

لما أيها القلب .........

لما كل هذا الحب .........

ذادت جراحك من كل صوب.........

ومازلت تسير في نفس الدرب ..........

رغم الهجر تراه كالماء العذب ..........

صبرا ........لعل اليسر بعد الكرب ..............

 

خرج الجميع سوي عمرو أظنه قد طلب منهم ذلك ..........لا أدري

اقترب مني .........وجلس في المقعد المجاور لي مباشرة

ليرتجف جسدي بشدة

بدأ صوته يفوح بالعطر الأخاذ

 

لتسري في جسدي رعشة إثر لمسة يده

فانتفضت جميع حواسي

ونهضت من مكاني وقد أصابني الذهول

نظرت إليه بغضب جامح كاد أن يخترق عظامه فيكسرها

عمرو // أنا أسف غصب عني لا حظت إنك خايفه ومغمضه عنيكي

كلمتك ماردتيش أكتر من مرة

خفت يكون جرالك حاجه

فهزيت إيديكي أنا أسف ........

 

لو سمحتي إقعدي عايز أقولك كلمتين وهنمشي علي طول

جلست بحذر وذعر فلقد صدق فيما قال فهذا كان حالي حقا

رغم الجو المعتدل إلا أن برودة الشتاء قد أصابتني فجعلت أسناني تصطك

بدأ كلامه

 

أنا عارف إنك مريتي بظروف صعبه علشان كده خايفه تخوضي التجربة مرة تانيه

حاسس بيكي ...لأني مريت بكل إلي إنتي مريتي بيه

صدقيني أنا بفضل الله تعافيت من الازمة إلي مريت بيها ...

وهساعدك بإذن الله علشان تتعافي إنتي كمان

وأهم حاجه عايز أقولهالك .........

إني واثق إني هقدر أخليكي تحبيني .....أكتر من أي مرة حبيتي فيها حد في حياتك قبل كده

فيه حاجه كمان رغم إن فيه حواليه بنات كتير ماسابقلهومش الجواز قبل كده

ورغم إنهم علي قدر كبير من الجمال

 

رغم إن مافيش واحده قدرة تدخل عقلي و قلبي غيرك مش عارف حاسس إن فيكي نور عجيب شدني ليكي

حاجه فيكي تميزك عن أي واحدة تانيه

ودا ما يمنعش إني لسه بحب سالي الله يرحمها

وهفضل فاكرها طول عمري

وأول طفله لينا هتكون اسمها سالي

 

ذاد ارتجافي .......وخوفي.... وإن كان كلامه يشبه المهدئ ........

ولكنني حاولت أن أبني قلاع عديدة بين قلبي وكلماته

ظللت علي صمتي

ليخبرني قبل أن يغادر

أنه سيتصل بوالدي بعد غد ليسمع الرد

 

ثم يعلن بكل جرأة عن إعجابه بروعة وجاذبية ملامحي .........

ورقة وجمال ثوبي .............

ثم أهداني باقة الورد وإنصرف

جفاني النوم..........هذه الليلة

قضيتها في صلاة الاستخارة والقيام

 

فمنذ أن تقدم عمرو

كانت هذه أول مرة أصلي فيها صلاة الاستخارة

وأكثر ليلة بكيت قيها بغزارة

دعوت الله كما لم أدعوه من قبل

 

هداني عقلي إلي أن أرسل رسالة لعلي

أخبره بالأمر ثم أبني قراري علي رده

وأخبره أنه أمامه مهلة أربعة وعشرون ساعة بعدها سينتهي الأمر

وهذا ما فعلته بالضبط

أرسلت الرسالة وظللت بجوار هاتفي أنتظر

حتى غلبني النوم

 

في نفس المكان

وقفت أبحث بقلبي قبل عيني

في جميع الإتجاهات ومختلف الانحاء

أبحث عنه .........أنتظر قدومه

يتمايل ثوبي مع الهواء

تتطاير أوراق الشجر مع دوامة الهواء القادمة مع نسيم البحر

 

فتلقي بها علي الرمال ثم تتقاذفها ثانية

بين الوجوه بحثت عنه

بين السيارات أتفقد سيارته

 

نظرت بعيدا ....................

يا إلهي لمحت .....طيفه

 

 

خفق قلبي الذي أينعت أوراقه وأزهاره وثماره .......لمرءاه

إنطلقت قدمي تسابق الريح

ألوح له بيدي

أنادي عليه بأعلي صوتي

كادت أنفاسي تنقطع من شدة سرعتي

لا بل من شدة لهفتي..............

حتي اقتربت ...........

كدت أرمي نفسي بين أحضانه

ولكنني توقفت

 

 

رأيته يبحث عني ينادي باسمي

أسرعت دقات قلبي حبا وشوقا

لاقترب منه .........ومازلت ألوح له بيدي

تعلو ابتسامتي وجهي ...............

 

وفجأة توقفت .............نبضات قلبي

ماذا عساه .........

كأنه لم يعرفني ...........

هل تغيرت ملامحي................

ولكنه ينادي باسمي ..............

أردت أن أقترب ...........

ولكن قدمي لم تتطاوعني ..............

حاولت أن أرفع صوتي باسمه ........

ولكنه تلاشي من أمامي

 

شعرت بأن شيء يخنقني

يشل حركتي ...........

يكتم أنفاسي ........فترتفع صرخااااااااااااات قلبي

لأنهض من فراشي وقد ..............

 

إنتبهت علي صوت أذان الفجر

بيد مرتجفة أمسكت كوب الماء وألقيت بمحتوياته في جوفي الملتهب

أسرعت بالبحث عن هاتفي ...بلهفة

خشية أن . تفوتني رسالة علي ....

ولكن ......... خاب ظني ........

.........لاشيء ..................

 

لم أغضب منه فأسهل شيء علي قلبي أن ألتمس له الأعذار

ربما لم يري رسالتي

لا بالتأكيد لم يراها

ربما نسي هاتفه في السيارة

ربما رأها ولكنه يريدني أن أنتظره

 

سأنتظرك ..........اكثر مما إنتظرت

........

تذكرت ..........منامي

ناديت عليك لما لم تسمعني ألم تشعر بي؟

ألم تراني ....................؟

شعرت بوخزة في قلبي

 

ماذا أصابه**********

 

استعذت بالله من الشيطان الرجيم

 

توضأت ووقفت بين يدي الرحيم

أؤدي فريضة الفجر..............

فصلاتي هي صلة بيني وبين ربي ..............

وقفت

 

,ورغم الصرخات التي ارتفع صوتها في أعماق قلبي

إلا أنني حاولت الخشوع في صلاتي فهي حياتي

طال وقوفي ودعائي وبكائي

 

...........................................

 

مرت الثواني كالشهور والدقائق كالسنين

كأنما أساق الي الموت

مر اليومان ولم يأتني من علي.... الرد

 

مات الأمل بين يدي مضرجا في دمائه

ملفوفا بكفن أسود اللون

بعد أن ظل طويلا يعاني انتزاع الروح

كانت شهقته عاليه

دوت صرخته في الفضاء

كأنها قادمة من عالم أخر

 

عالم تشابهت فيه الأشياء والأشخاص

فصارت عندي سواء

دخل بابا علي غرفتي بعد أن طرق عدة طرقات

وجدني أقف في النافذة أنظر إلي السماء

بعيون شاردة

مستغيثة بالله

 

تستغيث به أن يرزقني الرضا بما أصابني

نعم إني صابرة ولكن الصبر مر المذاق أصبر وأتألم

طلبت من الله الواحد الاحد أن يغشي قلبي نور الرضا

فهو منزلة أعلي من الصبر

فمن رضي فله الرضا

الرضا شعور بالسلام بالفرحة لقضاء الله

رددت بلساني رضيت يارب .....رضيت يارب

 

بعد برهة .........

انتبهت لطرقات أبي ودخوله

فنظرت إليه بعينين باهتتين ذابلتين

يبدو من نظرته .......أنه رأف لحالي

فدخل وأغلق الباب

جذب يدي ثم أجلسني وجلس بجواري

ضمني إليه بحنان بالغ

 

فأذنت ضمته لانهار دموعي بالفيضان

توالت شهقاتي

وارتفع أنيني

تشبثت بأحضان أبي كأنه أنقذني من السقوط في أعماق بئر سحيق

ظلت هذه حالتي حتي هدأ روعي

 

بابا علي // مافيش حاجه هتتم غصب عنك وإعتبري الموضوع منتهي

أمال بفرحه غامرة // بجد يا بابا طيب هتقول لماما إيه ....وهتقول للاستاذ عبد العزيز إيه

علي // مايهمنيش أي حد ..إنتي عندي أهم

رددت في أعماقي ..............من رضي فله الرضا ...من رضي فله الرضا .....لك الحمد ياالله

أمال بإبتسامة //ربنا يخليك ليه يابابا وما اتحرمش منك أبدا

 

بابا علي //كفايه عليه الفرحة الي في عينيكي دلوقتي .......

عايزك بس تعرفي إني أنا كل إلي يهمني راحتك و إنك تكوني سعيدة

وكان نفسي أطمن عليكي انتي وإخواتك وكل واحدة فيكم تكون ليها راجل يحميها .......

لكن .طول ما أنا عايش ماتشيليش هم أبدا

أمال // ربنا يخليك لينا يا بابا وميحرمناش منك أبدا

 

لتدخل ماما سميحة علي كلمات بابا علي

ماما سميحة // خير يا أبو أمال أقنعتها؟

بابا علي // الموضوع إنتهي يا سميحة أهم حاجه أن بنتنا تكون مرتاحة

ماما سميحة بغضب //وهيا بنتك عارفه راحتها فين..... وبعدين إنت جاي تعقلها تقوم تعوم علي عومها

بابا علي // خلاص كل شيء نصيب ودا مش أول ولا أخر واحد يتقدم ونرفضه

ماما سميحة // لكن ما أظنش يتقدملها إنسان ممتاز ومناسب ليها زي العريس دا

بابا علي // ماحدش عارف الخير فين وبعدين ما كنا بنقول كده علي المهندس علي

 

شردت في كلمات أبي في حين قد

استمرت المشادة الكلاميه بين أبي وأمي مدة طويلة

لترضخ امي في النهاية لقرار أبي .............رغما عنها

 

في اليوم التالي ........

أقف في الفصل ........

أثناء كتابة الدرس علي السبورة حضر عم مصباح العامل

ليخبرني بأن المدير ينتظر قدومي لامر عاجل

إضطربت دقات قلبي

وتزاحمت في عقلي الظنون

 

وضعت قلم الكتابة علي السبورة في مكانه وضغطت إحدي يدي علي الاخري

ثم اتجهت بخطوات حذرة بطيئة إلي حجرة مدير المدرسة الاستاذ عبد العزيز

طرقت عدة طرقات ضعيفة علي الباب المفتوح

ثم دلفت إلي الداخل ودقات قلبي تتسارع ثم توقفت ...فجأة

 

لدي رؤيتي لابنه .............عمرو

زاغ البصر في كل إتجاه وقد تحشرجت الكلمات في صوتي

فبدت مبهمة حتي بالنسبة لي

طلب مني الاستاذ عبد العزيز

أن أجلس في المقعد المقابل لمقعد إبنه

تقدمت خطوة وتراجعت خطوات

 

ثم في النهاية ........جلست ....

يساورني الشعور بالحرج والضيق

ما إن جلست حتي إستأذن الاستاذ عبد العزيز بالخروج لكي يتيح لنا الكلام بدون حرج

وأخبرنا أنه قريب منا

زاد تلعثمي وارتباكي

شعرت بأني في موقف لا أحسد عليه ....وبأنني أرتكب خطأ فادح

ساد الصمت للحظات ....شعرت خلالها بنظرات عمرو تخترقني

 

ثم بدأ قائلا

عمرو //أنا أسف إني طلبت أكلمك بالطريقة دي

كان لازم أشوفك وأتكلم معاكي ولو لأخر مرة لكن للاسف والدك قفل في وشي كل الابواب

أمال //..........................أرجوك أنا ماعنديش كلام بعد الي بابا قاله

عمرو //أنا مش طالب منك تتكلمي كل الي طالبه انك تسمعيني وبعد كده كل شيء في ايديكي

 

أمال بإرتباك // سامعة حضرتك

عمرو // أنا كنت مجهز كلام كتير أقولهولك لكن بعد ماشوفتك حسيت ان كل الكلام طار من عقلي

...........كل الي اقدر أقولهولك أني كنت متخيل ان قلبي اتقفل للابد ومن سابع المستحيل انو يتفتح تاني

لكن لما شوفتك دخلتي قلبي بسهولة ....

.قلبي دق لك من أول نظرة وفوجئت إن قلبي إتفتح تاني

حسيت إنك الانسانه الوحيدة إلي هتوقف نزيف الدم الي جوايا

وهقدر ابدأمعاها من جديد

 

لما شوفتك رجعت الالوان لعيني تاني بعد ماكل شيء حواليه كان متلون بالسواد

.........قلبي الي كنت فاكرة مات ردت فيه الحياة تاني

أرجوكي ماتقتليش الفرحة جوايا

وأنا أوعدك إني أملي حياتك فرح وحب وسعادة

مش هخلي البسمة تفارق شفايفك ..........

هكون شمعة تنور ليكي انتي وبس

 

كانت كلماته كالخنجر الذي يمزق أحشائي

ألم يكفي قلبي جراحه حتي يزيدها هذا الرجل

كيف أواجه هذا الحب ..........كيف أرفضه ................

قفزت الدمعات من عيني متزاحمة ........

فأغمضت عيني لأحبسها في مقلتي

 

.لترتفع صرخااااااااااااااااااااااااااااااااات قلبي

إلي الله الواحد الاحد

تبحث في أعماقي عن شعاع الرضا

لينير هذه الظلمات

 

ظلت كلماته تتردد في أذني

تطرق أبواب قلبي المغلقة .....بعنف

كيف لغريق أن يستنجد بغريق كي ينقذه من الغرق

ألم يعلم بأنه قد فارق الحياة

.......... جال في خاطري

 

أن علي أصابني بلعنته ..........لعنة حبه وعشقه

ليزداد عذابي .......... كلما ابتعدت عنه

ويزداد أيضا ...........كلما إقتربت منه

تناسب عجيب يتساوي في القرب والبعد

 

هل أنا الفراشة التي تقترب من النار لتحترق بلهيبها

بكامل إرادتها .....وجل رغبتها

تستمتع بعذاب اللهيب

وهو يلتهمها بألسنته المتوهجة

في القرب .............نار

وفي البعد ...............موت وفنااااااااااااااااااء

 

أيها القلب .......ماذا دهاك !!!!

أراك ترتضي أن تحيا أسيرا.....

لمن نفاك ....لمن فداك !!!

أيها القلب ...ماذا دهاك !!!!

أراك تطيب عيشا في سكون الليل ....

..بلا قمرا في سماك .........

.ماذا دهاك !!!

أراك تجود بالروح لمن بالموت قد أرداك

...ماذا دهاك !!!

 

.........قال أحببت اسري ...بلا قمر و بلا روح

فمن أجل حبي يهون كل.............. هلاك

 

... .......للحظات .ارتفع صوت الصمت ..........

.الذي ..انتهي بنقرات عمرو المتوترة علي سطح المكتب

شعرت بأني اغرق في دوامة عاليه.........

تتسارع دقات قلبي..........

حار عقلي في أمري ........فأنا بين جريحين

قلبي وقلبه .................بأيهما أضحي ؟

 

ولكني لا استطيع أن أطعن قلب جريح ....

.لا أستطيع أن أرفض ....

لا أستطيع أن أوافق .....

لا أستطيع أن أخون .....

لا \أستطيع أن أغدر ..........

 

تمنيت في نفسي أن يأتي علي...لي الأن ...........ويحملني ....يخرجني من هذا المكان

ونهرب سويا .........

.شعرت بأنه قاسي القلب ..........

كيف يتركني هكذا ...هل صنع قلبه من حجر الصوان

أم أنه اقسي من الحجر الذي بلاشك سيرحمني أكثر منه

أفقت من أمنياتي علي صوت عمرو

 

عمرو بارتباك // أنا مش بضغط عليكي ومش عايزك تردي دلوقتي أنا هسيبك تفكري براحتك

مستني منك الموافقة في أي لحظه وصدقيني وقتها هكون لسه مستنيكي

أمال //بصراحه مش عارفه أقولك ..........

عمرو مقاطعا // أرجوكي ما تقوليش حاجه دلوقتى......

......... ماتقتليش الأمل إلي جوايا

سيبيني عايش عليه ولو لأيام قليله أنابس عايزك توعيديني انك تفكري وتردي عليه

أمال بيأس // أوعدك إني أفكر وأصلي استخارة تاني

 

أخرج كارت من جيبه وقدمه لي

عمرو //ده رقمي .......مستني منك اتصال في أي وقت لو رنه وهتلاقيني قدامك

أخذت منه الكارت فعلت وجهه ابتسامة أمل وفرحة

ذادت من ألمي

وحيرتي

 

ثم إستأذنت وخرجت

لا أدري أين أذهب..... أو إلي أين اتجه ..........

كان قلبي يثور كموج عالي ...موج يغرقني

 

ولكن هناك صوت أوقفني أخرجني من عالمي

 

صوت يناديني ..............

 

صوت عزيز ....غالي.. علي قلبي

 

توقفت خطواتي لأتأكد ...........

ليأتي الصوت مجددا

 

إنه صوت ...............

 

.....................

 

عايدة .....................

 

يا إلهي .............

 

استدرت بجميع جسدي باتجاه

الصوت ..........أنها حقا عايدة

 

بوجهها الجميل

الرقيق

ولكنه الأن

حزييييييين

 

هل أنا في عالم الاحلام أم أنها الحقيقة ؟.........

ذهبت إليها مهرولة ...........

وقد فاضت عيني بالدموع ............

ضممتها إلي وضمتني إليها ...............

بشوق يختلط فيه الفرح بالحزن .........

طال شوقنا ...........وطالت ضمتنا

 

لا أدري هل هو حبي الخالص لها

لذاتها فقط

أم يزيد حبي لها لأنها جزء من علي.......

جزء ممن وهبته كياني وعشقي وقلبي

اشتقت حتي ..........إلي جزء منه

يعوضني بعض الحرمان

ثم ضمت يدي بيديها وضغطت عليها بقوة .........

 

.....فأنظر إلي عينيها

لأجد نظرة عتاب ...........

نظرة لا أفهمها .............

ماذا تقصد من نظرتها . هذه ...............

شعرت بأن نظرتها جرحتني في أعماقي

 

حاولت أن أبد أ الكلام قائلة

أمال //وحشتيني أوي ياعايدة .....حمد الله علي السلامة

وصلتي امتي ؟

عايدة بحزن ...بعتاب // وحشتك ؟؟؟؟؟؟

كانت كلمتها قاسية علي قلبي ولكنني اشتقت إليها حقا

إشتقت لأن اطمئن علي علي ..لأن تكلمني عنه ....... لأن تحكي لي أخبارة

 

أمال // تعالي نقعد في مكان ونتكلم مش هينفع نتكلم وإحنا واقفين كده

عايدة //لا......... يلا نخرج من هنا

مش هينفع نقعد نتكلم في مدرسة

أمال //حاضر ثواني هجيب شنطتي وأستأذن

 

جلسنا سويا في أحدي الحدائق

كاد قلبي يقفز من سعادته بوجودي مع أخت حب عمري

واختي أيضا .....فطالما كانت الصدر الحنون الذي ألجأ إليه

وأستشيره

كانت حقا نعم الاخت النناصحه الامينة

ظلت عايدة صامته شاردة كأنها تفكر كيف تبدأ حديثها

فقطعت هذا الصمت

 

أمال // شوفتي ياعايدة إلي حصل ليا أنا وعلي

عايدة بألم // أنا شوفت إلي حصل لعلي أخويا

لكن ماشوفتش حاجه حصلتلك

عايشة حياتك ومبسوطه وكمان احتمال تتجوزي قريب

 

ماهذا الرد القاسي .......كانت طريقة عايدة في التحدث غريبة لم أعتادها من قبل

أمال بحزن // انتي بتلوميني يا عايدة إنتي ماتعرفيش علي عمل فيه إيه

عايدة بغضب وعيون باكية // إنتي إلي ماتعرفيش علي بسبب حبو ليكي حصلو إيه

أمال بتعجب // بسبب حبي !!!!!!!!!!!!!.تقصدي إيه أنا بجد مش فاهمة ...أكيد إنتي ماتعرفيش الحقيقة

عايدة // أنتي إلي ما تعرفيش حاجه ومافكرتيش حتي تعرفي أو تسألي

رغم كل الحب الي علي حبهولك

 

أمال //أرجوكي ياعايده أنا مش فاهمة أي حاجه يعني كنتي عايزاني اعمل اايه وهو بيطلقني بكل سهولة

من غير أي ذنب أذنبتو من غير حتي مايتكلم كلمة واحدة

خدني للمأذون كأني حمل تقيل عليه وبيتخلص منو

مافكرش يعمل اي حاجه علشان يحميني ويحمي حبنا

من غير ماياخد رأي أنا موافقه علي الطلاق ولا لأ

طلقني فاهمة يعني ايه طلقني ..........

يعني دبحني بسكينه بارده وفي أكتر وقت كنت محتجالو جنبي .........

وانا في امس الحاجه اليه

ماحدش كان حاسس بيا.......

لان مافيش مخلوق يعرف الي حصل

فضلت كاتمه في قلبي وكل العيون بتسأل اطلقتي ليه

 

وأنتي ياعايده أكتر واحده عارفه انا حبيت علي اد ايه وااستحملتو وصبرت عليه ازاي

وكان كل همي أرضيه

أناذليت نفسي ليه فوق ماتتخيلي

بعد ماطلقني

فضلت أتصل علشان أكلمو أفهم أي حاجه أتوسل اليه

التليفون يرن ومايردش واوقات يقفل وانا برن

واوقات كتير يقفل التليفون نهائي

 

تعبت وصبرت وسامحت

اكتر حاجه وجعتني اني كنت متخيله انو بيحبني

لكن للاسف كنت موهومة

اكتشفت إني كنت غرقانه لوحدي وهو ولا هو هنا

ولافكر حتي يتصل بيه مرة واحده

يطمن عليه

يرد علي رسايلي

 

عايدة بحدة // خلصتي ........قولتي .كل الي عندك

أمال //كمان انتي جايه بتلوميني كأني أنا المذنبه !!!!!!!!!!!!!!!

عايدة // أنا مش بلومك أنا ماكنتش مصدقه لما عرفت الي حصل

وانتي كمان مش هتصدقي لما تعرفي الحقيقه المرة

أمال // حقيقة إيه

عايدة //أنتي فاكرة ان علي طلقك علشان انتي حمل تقيل والكلام الفارغ دا أو برضاهلا طبعا

 

علي طلقك لان حازم الندل ساومو انو لو عايزو مايقربش منك

لازم يطلقك في نفس اليوم ويوصلو صورة من ورقة الطلاق

ومش بس كده وكمان يكتبلو تنازل عن كل شيء يملكو

الشركة .....والشقة .......وفلوسو في البنك

 

أمال //بتقولي ايه ....طب ليه الشيطان دا يعمل كده

عايدة // الانتقام ..لان علي غلط كتير زمان ماانكرش دا ..........

وحاولو كتير ينتقمو منو لكنهم ماقدروش ...............

لغاية ماكونتي انتي نقطة ضعفو

ودمرولو كل حاجه في حياتو ربنا ينتقم منهم

 

أأرتعدت فرائصي

وتحول العالم في عيني الي السواد لا بل الي نار كادت تحرقني

تحرق قلبي المحترق بحبه بعشقه إلي بركان ثائر

مال ببكاء //يعني عايزة تفهميني ان علي اتنازل لحازم عن كل حاجه يملكها علشان يحميني منو

طيب إزاي أنا شوفت علي وهو خارج من الشركة بعد ماطلقني

عايدة //شوفتيه امتي وقالك ايه علي ماقليش

 

أمال //لا هو ماشافنيش أنا كنت بروح كل يوم أستناه قريب من الشركة

كنت أتمني اشوفو ولو من بعيد و أطمن عليه

لكنو ماكانش بيظهر نهائي

لكن في مرة شوفتو وهو نازل من الشركة

ووقتها ماقدرتش أظهر نفسي ليه لأنو كان جارحني جدا

وماكانش ينفع أهين نفسي أكتر من كده

 

عايدة // هيا دي أول وأخر مرة علي راح فيها الشركة بعد الطلاق كان رايح يسلمو كل الاوراق ويكملو بقية التنازلات

أمال // أستغفر الله العظيم ...........حسبي الله ونعم الوكيل في حازم دا وإيه كمان جاي يتقدملي

علشان يدمر علي أكتر

عايدة ببكاء // علي طبعا عرف إنو إتقدملك حاول يعمل كل المستحيل علشان يبعدو عنك

راح النيابة واعترف بكل حاجه حصلت زمان

واتسجن 6شهور

انما حازم وباقي العصابه ليهم ضهر جامد ومسنودين أوي ...عرفو يطلعو منها

بالرشوة والتزوير والوسايط

 

ماهذه الكلمات التي تلقيها علي قلبي

هل سجن من أجلي من أجل أن يحميني

كيف حدث هذا وأين كنت أنا

لا أنا لا أستحق كل هذا الحب

أنا من ضيعته ..دمرته ...ظلمته بسوء ظني

كانت كل قطعة في جسدي تصرخ لا بل تتمزق ألما

ذاد إرتجافي وألمي وأنيني

 

أمال ببكاء ونحيب // حبيبي ياعلي ....اتسجن ليه .........كل ده بسببي .......علشاني .........أنا السبب في كل الي حصلك ياعلي

ياالله ...مش قادرة .....أستغفر الله العظيم ....أنا ما أستحقش كل ده

أنا استحق الموت .........أنا هتجنن ياعايدة

عايدة ببكاء ونحيب هي الاخري //وياريتهم الجبنا سابوه علي كده

 

عملولو كمين وحاولو يقتلوه علشان ينتقمو منو ويخفو اي اثر لجرايمهم

أمال بصراخ جعل المارة يلتفتون اليها // وحصلو ايه ..........إوعي تقوليلي انو مات

عايدة ببكاء شديد //الحادثة كانت شديدة اتسببت انو ..............

..........فقد البصر ..........

من فقد البصر !!!!!

 

القت عايدة كلمتها فإنفجر بركان قلبي مدويا

صارخا ..........ثائرا .........كارها ..........محبا ..........مدمرا ...........منتقما

خارت قوايا .....وتحطمت بداخلي كل الكلمات

كدت أفقد الوعي من هول الصدمة

شعرت بأني من فقد البصر

عيني ألمتني بشدة كأن صاعقة من الكهرباء أصابتني

لا بل اصابت جسدي كله أصابت قلبي في مقتل

 

عايدة بصراخ //مالك يا أمال ايه الي جرالك

أمال بأنين مرتفع ودموع تنهمر وجسد مرتجف //اااااااااه حبيبي ياعلي أفديك بعيني وروحي وقلبي

كل شظية ارتفعت صرخاتها

أنا لازم أشوفو لازم أرحلو وان شاالله أموت بعد كده لا زم

لازم أدفعهم التمن غالي قوي

لازم أعرف كل حاجه وتساعديني ياعايدة إني انتقم واخد حق علي

لازم توعيديني .........أنا لازم أفديه بنفسي

 

عايدة // إصبري يا أمال علي دلوقتي محجوز في المستشفي وتحت المراقبة المشددة

لازم يعرف كل حاجه ماينفعش نتصرف اي تصرف من غير اذنو عمرو مايسامحني لو عملت ده

خلاص خوديني ليه بالله عليكي

وبعدين نفكر هنعمل ايه

 

عايدة بامتنان // أنا بشكرك يا أمال إنك طلبتي تيجي تزوريه يمكن وجودك جنبو دلوقتي يعوضو عن العذاب الي هوه فيه

أمال // بتشكريني أرجوكي أنا إلي بشكرك إنك جيتيلي وعرفتيني الحقيقة ولو انك جيتي متأخرة أويييييييي

غادرنا الحديقة وركبنا سيارة عايدة لنتجه إلي المشفي

التي يوجد بها قلبي وعمري ونور عيني .....

شعرت بكل جزء في جسدي يرتجف من شدة حبي ولهفتي وحزني وخوفي وشوقي لمرءا

 

يقفز قلبي ليسبقني إليه ..........

..........قلبي الذي ذبح بيد الغدر وسالت دمائه وارتفعت صرخاااااااااته الي الله الواحد الاحد..............

........صرخااااات تدوي عاليه في الفضاء ................

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما إن وقفت قدمي علي بابا حجرة علي ***

حتى توقف قلبي عن الضخ ........

لتضخ بدلا.... منه مقلتي أنهار لا بل شلالات الدموع

أما باقي حواسي فتبعت قلبي بالسكون والخشوع

رهبة لهذا المشهد

 

فحبيب القلب نائما ..ممددا... علي فراش أبيض معصب العين بعصابة بيضاء

يرتدي ثيابا بيضاء

خفق قلبي لرؤيته

اعتصر فؤادي ألما و توقفت أنفاسي عشقا

فرغم قربه مني وقربي منه إلا أنه

 

........حٌرمَ علي...............

.............فصار لي كالغريب

لا يحق لي ضمته ........ولا لمسته.......ولا حتي نظرته ......

كادت تميد الأرض من تحتي

وتنشق السماء من فوقي

لتتوالي دمعاتي الثائرة بصمت .........

لأفيق من عالمي ...علي صوت عايدة التي نسيت وجودها تماما

 

عايدة بصوت هامس // إيه انتى هتفضلى واقفة ساكتة كده كتير

ليتحرك علي إثر همساتها ...كأنه ينتبه من غفوته

ثم يتكلم ...نعم يتكلم

علي // مين ..........جه ماما ..ولا عايدة

تنظر لي عايدة لتحثني علي التحدث

ولكن لجمتني الصدمة

ليرتفع صوته مجددا

علي ..// مين هنا

 

عايدة بارتباك // أيوة ياعلي أنا جيت إنت عامل إيه دلوقتي

علي بحدة // مين معاكي يا عايدة

عايدة // حذر ياعلي مين معايا

علي // ردي ياعايده مين معاكي ...إنتي بتستغلي عجزي

أصابتني كلمته بصاعقة فتوالت علي إثرها دموعي ليرتفع أنيني رغما عني

لينهض علي ....من رقدته فزعا... تتضطرب أنفاسه وتتسارع ويلفت وجهه يمنة ويسارا

 

ثم يصيح قائلا // أمااااال

فيرتفع أنيني وبكائي

علي بحدة // ليه ياعايده ...........ليه عملتي فيه كده

عايده // إيه ياعلي إنت زعلت ........

علي // أنا الموت أهون عندي من إلي أنا فيه دلوقتي

سيبوني ........ أنا عايز أكون لوحدي

 

عايدة // أنا أسفة ياعلي ما كنتش أقصد أضايقك أنا حسيت من كلامك أنك محتاج أمال جانبك

علي بغضب // أنا مش محتاج حد........ ليه فكرتيها بيه أنا عايزها تنساني ..تعتبرني مش موجود

أمال ببكاء وصرااخ // فكرتني بيك !!!!!!!!!!!!!!!!!!

دا علي أساس إني نسيتك ..............

مش حبي ليك ياعلي إلي يطويه الزمان

علي بصوت عالي // أرجوكي كفاية كده

 

أمال // كفاية كده إنت إلي كفاية كده

أنا مش مسمحاك علي كل لحظه حرمتني فيها منك من غير ذنب

مش مسمحاك علي إني بسببك كل يوم بموت ميت مرة

حرمتني منك وحرمت علي قلبي الراحه وعلي عيني النوم

ولو نمت مابتفارقنيش في أحلامي

إنت فاكرني حجر ...............دا أنا لو حجر كنت هترحمني أكتر من كده

يعني ناوي تدبحني تاني ياعلي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 

أنتظرت رده ........أنتظرت صده .......إنتظرت إعتذاره

حاولت أن أمسح دموعي التي انفجرت كشلال ثائر حتي أتمكن من رؤيته بوضوح

فرأيته يرتجف ...يتألم ...يعتصر يده بقوة حتي بدت عروقه حمراء .......شعرت بأن قلبي في يده

رتبت عايده علي كتفي

ثم غمزت لي بعينيها لتتركتنا بعد أن قالت

 

عايدة //أنا رايحه للدكتور ياعلي .......وجايه علي طول

لم تمهل علي لان يعترض

تركتني عايده وحدي معه

شعرت بأن جسدي يرتجف

كاد قلبي يخرج من مكانه

خشيت من نفسي علي نفسي

خشيت أن أرمي نفسي في أحضانه

خشيت من هذا اللقاء بعد طول الفراق

 

لم أشعر بنفسي

إلا وقد ........

إقتربت من فراشه

وجلست

علي طرف السرير عند قدميه

 

ظللت أفرك في يدي الباردة

أظن أن الدماء قد هربت من جميع جسدي

نعم أشتاق إليه

فهو مصدر الحب

نظرت إليه يمتزج الفرح بالحزن بداخلي

ليتكون خليط من لذة العذاب

أو عذاب اللذة

فهو لا يحل لي

 

يبدو أنه يعاني مثلي من صراع عنيف

كاد يفتك به

حاولت أن أتكلم

فلربما الكلام أخف ضررا من الصمت

في حالي هذا

 

أمال وأنا أمسح دموعي بيدي بقوة // علي ****

أرجوك يا علي ماتبعدنيش عنك وماتودنيش بإيديك للجحيم

أنا حياتي بين إيديك أمانة

علي ** بألم // أرجوكي يا أمال كفاية إنتي ماتعرفيش أنا بتعذب أد إيه

إنتي ماتعرفيش إنتي ...........

بالنسبالي ايه

إنتي أغلي عندي من روحي

إنتي أجمل ملاك شوفتو في حياتي

إنتي هدية ربنا سبحاه وتعالي هداني بيها

واجب عليه إنو أشكرو سبحانه وتعالي بإني أحافظ عليها

 

أمال بريبة وشك // وإنت كده بتحافظ عليه ... إنت كده بتموتني

علي // أمال إنتي أكتر واحده عارفه إني كده بحميكي وكده بحافظ عليكي

لو بتحبيني زي مابتقولي

خلي بالك من نفسك

وادعيلي إن ربنا يغفرلي

ويسامحني علي كل حاجه عملتها

وإدعيلي ربنا يرزقني الصبر والرضا

مش كنا بنقول كل شيء ربنا قدرو خير

مش كنا بنقول .......

.......خير ياملك

 

خلاص دا أخر كلام عندي

كل حاجه راحت

وكلو يهون طالما إنتي بخير

عيشي حياتك وإبدأي من جديد

وإفرحي

وإنسيني

وإن ماقدرتيش تنسيني

إدعيلي كل ما تفتكريني

 

كادت كلماته تمزقني أشلاء

جعلت قلبي تعلو صرخاااااااااااااااااااااته في السماء

تذكرت الله القادر علي كل شيء الكريم الرحيم الوهاب

مسحت دموعي وأغمضت عيني

استعيد شجاعتي وجأشي

 

قررت الانتقام ممن ظلمونا

قررت أن أتخذ كل طريقه للقضاء عليهم..........مضي عهد الضعف فلم يعد له بعد بيننا مكان

 

وفي نفس الوقت

يجب أن يعود علي إلي كنفي ....إلي أحضاني

ولكن فكله بقدر الله .......

رددت اللهم اغفرلي عثراتي وزلاتي

اللهم رده إلي ردا جميلا

 

 

بدأ علي يشعر بألم في رأسه

فطلب مني أن أناوله كوب ماء وحبوب المسكن الموضوع بالقرب سريره

 

 

أسرعت بيد مرتجفة

صببت له كوب من الماء

وفتحت له حبوب الدواء

واقتربت منه

بدأ الشيطان يهمز في عقلي

.........

وبدأ قلبي يرتجف أيضا لهمزاته

..........

 

تناول حبوب المسكن

وشرب كوب الماء

ثم مد يده لي بالكوب

فمددت يدي

 

ثم تلامست أيدينا .......

.......لتسري في أجسادنا صاعقة عتيدة من البرق

في البداية كنت متعمدة لمسته وكان الامر رغما عنه

ولكنه حطم كل شيء و.................

.......أمسك بيدي

وضغط عليها بقوة ........فوقع الكوب علي الارض

حتي صار حطاما

 

 

فارتفعت صرخات قلبي

إلي الله الواحد الاحد

استغيث به

فسمعت نداء يهتف مدويا في أعماقي

 

..............الله ....

.........الله .....

الله يراكي .......

الله مطلع عليكي ....

الله ناظركي .........

 

لا تجعلى الله اهون الناظظرين إليكى

فمن ملأ قلبك حبه لا يجوز لك

لا يجوز خلوتك به

لا يجوز لك لمس يده

لا يجوز لك الحديث معه

ولا حتى النظر إليه

 

أخفضت بصري حياءا من خالقي

 

عظُم إلهي في قلبي

فصغُرت نفسي في عيني

 

انهمرت دموعي ندما وألما

ياإلهي أسألك عفوك

.وأسألك يارحيم غفرانك

فلا طاقة لي بغضبك

ولا قوة لي بجحيم نارك .

 

سحبت يدي من يديه

 

ساد الصمت للحظات

ليقطعه إستغفار علي وندمه

الذي ارتفع في قلبي قدره

بقدرما إستصغرت نفسي خجلا

 

 

أمال بحياء // علي ....أنا ماشيه ........إتأخرت أوي ....... الجماعة في البيت زمانهم قلقانين عليه

علي بإرتجاف // أمال ........خلي بالك من نفسك .........ربنا يحفظك .........لو ينفع سلميلي عليهم

 

أسرعت بالهروب بصعوبة وكأن دوامة قوية تشدني إليه

هربت من نفسي

 

هربت لأصطدم ب

..

..

..

..

سمر

 

التي صعقتني

برؤياها

ماأتي بها إلي هنا

إشتعلت النار في قلبي

لتظهر سخونتها علي وجهي

فتنظر لي نفس نظرتها السابقة

التي سبق أن نظرتها لي في مرسي مطروح

في أول مرة أقابلها

رغم أنها كانت أول مرة أراها إلا أن ملامحها حفرت في ذاكرتي

فعرفتها علي الفور

 

كدت أقتلها بيدي

كيف تأتي إليه

ولكنها نظرة لي من أسفل لأعلي كأنها نظرة إنتصار

هل حقا إنتصرت

ووفت بما وعدت

هل لفظني علي من حياته لتحل هيا مكاني.... أو لتعود إلي مكانها السابق في قلبه

شعرت بأني فقدت توازني

كررت نظرتها ثم تركتني ودخلت دون أن تتفوه بكلمة

 

فكرت في أن أعود إلها لكي اسحبها من شعرها التي تركته مسترسلا خلف ظهرها

ولكني خشيت من أن أتفاجأ برد فعل علي

لينصرها علي ثانية

فأنا لم يعد لي حق فيه ...............سالت شلالات الدماء في عروقي

خرجت بقلبي الممزق الذي إرتفعت صرخااااااااااته إلي الله الواحد الاحد

 

لتجذبني عايدة من يدي

فأغرق في أحضانها باكية

كطفلة صغيرة فقدت أمها

ثم وجدتها بعد طول فراق

ذاد بكائي وأنيني

رتبت علي كتفي ثم أخذتني في سيارتها لتوصلني إلي منزلي

حكيت لها ماحدث منذ أن تركتني وحدي في غرفة علي

 

عاهدتني علي أن تساعدني بكل ماتملك

في الانتقام ...........

ممن دمر لأخيها حياته

وأفقده نور عينه

وعاهدتني أيضا علي أن تبلغ قصاري جهدها لكي يعود علي إلي ...وأعود إليه

 

 

في أناء الليل ...وغسق الدجي .........بعد صلاة القيام والدعااء........بعد الاستغفار ..........والبكاء

جلست في فراشي ...وتدثرت بغطائي ...في ظلام تام .....فقد أغلقت جميع المصابيح

أستعيد كلماته أنفاسه وإحساسه

ألمس يدي إثر لمسته

أغمض عيني

فأشعر بلمسته التي كادت تحرقني

فأبتسم وعيوني تبكي

 

لأفيق علي نظرة سمر

التي قسمتني نصفين

لأهدأ لعهد عايده لي بالثأر

ممن عاثوا في الارض فسادا

 

إرتفع نداء الحق ليعلن عن وقت صلاة الفجر

فصليت ثم تلوت وردي القرءاني

ثم تدثرت بغطائي ثانية ولكني

تذكرت هاتفي الذي نسيت أن أضعه في قابس الشحن

فأخرجته من حقيبتي

ثم وضعته في القابس

 

وانتظر قليلا حتي ينير معلنا عن فتحه

فتظهر لي العديد من الرسائل

التي ارتجفت لها فرائصي

ثم إرتفعت صرخاااااااااااااااااات قلبي مدوية ..............

إلي الله الواحد الاحد

 

 

كان أغلبها من المدعو حازم

والباقي متنوع

إنتفض قلبي من سكونه

ترددت كثيرا في فتحها

 

إلا أن هناك فكرة لمعة في رأسي

لاحت لي من الافق لا ليست من الافق ولكنها من الافلام العربي

وخاصة أفلام الابيض والاسود

فكرت في أن افتح خطا موصولا بيني وبين المدعو حازم

لأتمكن من التقرب منه ثم الانتقام منه لي

والثأر لعلي **

ولكن إنطفأت الفكرة في رأسي ما إن فكرت في خطورة هذا الامر وخاصة عندما تزكرت تشبيه علي لهم بالاخطبوط

وعندما تذكرت مافعلوه به

 

 

قررت أخيرا فتح الرسائل

كانت عبارة عن كلمات تهديد قوية

......................

المرادي أوت ....... طلع منها حي ...المرة الجاية هيكون فيه كلام تاني

حازم .............................

.................................................. ..

ياتتجوزيني علي سنة الله ورسوله ياتقري علي روحو الفاتحه

حازم ..............

...........................................

وياريت لو خايفه عليه ماتروحيش له تاني

لأني ما أقبلش ان مراتي تروح تزور راجل غريب مفهوم

..حازم ...........................

.............................................

إنتي فين

عايزاكي ضروري ياأمال طمنيني عليكي

سامية .....................................

................................................

أذكرك بوعدي فإني مازلت في انتظارك

كل دقيقة وكل ثانية

عمرو..................................

............................

ارتعدت فرائصي ووقع الهاتف من يدي

وألقيت بجسدي علي السرير

 

تجذبني دوامة عالية إلي الأعماق

 

حاول اليأس أن يتسرب إلي قلبي

ولكني تصديت له

منعته بكل قوة

فإيماني بالله وثقتي بفرجه هما سلاحي في هذه الحياة

فمهما اشتد الكرب لا محالة سيأتي بعده فرجا

فالعتمة عندما تبلغ ذروتها يبزغ بعدها نور الفجر

 

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها .........فرجت وكنت أظنها لا تفرج

...........................................

 

 

إنتهيت من حصصي ثم أخذت كتبي واشيائي وغادرت الفصل

بعد أن حضر ت معلمة العلوم

ثم ذهبت إلي حجرة المدرسين

لأجد سامية تنتظرني

جلست معها وسردت لها كل ماحدث لي أمس

 

وسط اندهاشها وذهولها

لامتني كثيرا علي خلوتي بعلي ولامتني أكثر علي لمسة يدينا

ودعت لي بالخير

ثم فتحت لها هاتفي لتري الرسائل التي بعثت لي

ألجمتها المفاجأة ثم قالت

 

سامية //أمال أنا خايفة عليكي أوي بلاش تلعبي بالنار إبعدي عن الناس دي

دي ناس مافيش في قلوبها رحمة بتعمل كل حاجة تغضب ربنا

لا ياأمال ما أنصحكيش ابدا انك تعملي الي بتفكري فيه وبعدين دول ليهم ضهر في البلد يعني مهما تعملي هيخرجو زي الشعرة من العجين

أمال // ماعتش حاجه أخاف عليها ياسامية خلاص كل حاجه راحت

سامية //طب خافي علي نفسك علي أهلك حرام عيكي الي انتي عاملاه فيهم

إسمعي كلام علي وإنسيه وإتجوزي عمرو صدقيني هينسيكي علي والي خلفوه

 

صعقتني كلماتها

أصابتني في مقتل

أمال // ومين قالك ياسامية اني عايزة أنسي علي بعد كل الي حكيتوليكي وكل الي عملو علشاني وتقولي انسيه

دأنا حبو زاد في قلبي أكترمن الاول ولو مش هنرجع لبعض ودا نصيبنا

هفضل عايشه علي ذكراه لغاية مانقابل ربنا ونكون سوا في الجنة

إنتي ماتعرفيش علي ممكن يجرالو إيه لو أنا إتجوزت واحد غيرو

ممكن يموت فيها

 

سامية //إنتي الي عايشة في الوهم دا لوحدك

وبيتهيقلك حاجات مش موجودة عيشى بقي ياأمال وفوقي من الوهم إلي إنتي عايشة فيه وكفاية لحد كده

أمال // إنتي مش حاسه بيه ياساميه

ولا حاسه بالنار الي جوايا فعلا الي ايدو في الماية مش زي الي ايدو في النار

سامية // الله يسامحك يا أمال بقي ده ظنك فيه انا حاسه بيكي أكتر ماانتي حاسه بنفسك إنتي زي مايكون تايهه مش عارفه مصلحتك فين

طريق علي مسدود وكلو شر

وعلشان تحمي نفسك من الشر دا

لازم يكون ليكي راجل يحميكي وما اظنش الراجل دايبقي علي

 

أمال // أرجوكي اسامية كفايه كلامك بيتعبني وبيعذبني

سامية // دايما الحقيقه بتوجع وبتبقي مرة واوقات علشان الانسان يرتاح بيحتاج لعملية جراحية

وأنا شايفه انك تعيشي حياتك صح وتستأصلي الحب دا من قلبك

 

أمال // سامية أنا تعبانة دلوقتي وعايزة أروح مع السلامة

سامية // استني همضي ونروح سوا

أمال // معلش ياسامية

أنا عايزة أروح لوحدي خليكي براحتك

السلام عليكم

 

تركت سامية لابعد عن كلماتها اللاذعة لا يشعر بي غير الله فهو وحده سبحانه من يعلم بحالي

مااصابك سامية ما كل هذا الجمود والجحود

هل تريدينني ان اقتل علي بيدي

أن أتزوج من غيره

لا تعلمين انكي بذلك تقتليني انا ايضا

أعلم بأنكي نخافين علي وتريدين لي الخير ولكني شعرت بأن حضنك بارد قاس

 

وصلت منزلي دون أن أشعر بنفسي لم أدري كيف وصلت ولا متي وصلت

سلمت علي عائلتي

ثم توضأت وصليت

وحاولت أن أنام

ولكني أسرعت إلي هاتفي وقمت بالاتصال علي عايدة لأطمأن علي علي

ولأخبرها بما حدث

 

ولكن عايدة كانت تبكي

سألتها فأخبرتني بسبب بكائها

علا اختها طلقت من زوجها شهااااااااااب

والاسوأ في الامر أنها حامل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أنهينا المكالمة وأغلقت هاتفي ووقد أصابني الذهول

والحزن علي ما أصاب علا

فأنا أشعر بما تشعر به

رغم الجفاء في علاقتنا وقسوتها في معاملتي إلا انني أحبها

وألتمس لها العذر ويكفي حزني عليها انها أخت علي

 

 

تمنيت أن أكون بجوارها لأخفف عنها أحزانها

ولكني اكتفيت بالدعاء لها من أعماق قلبي

 

إستلمت مرتبي ثم مضيت بالاستلام من الأستاذ حسين عبد الصمد

والذي يفرح جميع المدرسين والموظفين برؤيته في هذا اليوم

في اخر الشهر

 

 

نسيت أن أخبركم بأمر هام

فلقد قام علي.. بفتح حساب خاص بي في البنك

وذلك بعد عودتنا من العين السخنة

وعندما ذهبنا لاداء العمرة سحبت كل ماوضعه لي

في حسابي عندما طلب علي مني ذلك وقد وعدني أن يعيدهم إلي ثانية

 

وبعد أن توالت الصدمات نسيت هذا الامر

ولكني عندما أستلم مرتبي أضع جزء منه في حسابي هذا

 

ولكني اليوم

فوجئت بأمر غريب أثناء وجودي في البنك لأول مرة سألت عن قيمة الوديعة فوجدت أن

حسابي يفوق ما أدخره فيه أضعافا مضاعفه

لا بل ألوف ومئات مؤلفة

زادت دهشتي

وارتعد فؤادي

من وضع لي هذا المبلغ الكبير من المال ولما ؟

بالطبع لم يكن سوي علي من يمكنه فعل ذلك

ولكن لما فعلت ذلك يا اغلي من عمري

 

 

فكرت كيف أنه الان في أشد الحاجه إلي أمواله هذه

فلقد خسر كل شيءمن أجلي

 

ولأني أعرفه جيدا فهو لا يقبل مساعدة حتي من والده

يالله من كان يصدق ذلك

(يعز من يشاء ويذل من يشاء )

(وتلك الايام نداولها بين الناس )

 

لا يجب أن نأمن لهذه الحياة

فبقاء الحال من المحال

تذكرت والدي عندما أصيب بحادث وكيف أن أمي استعانت بالله علي شفائه بالصدقة

كما علمنا النبي الأمين { داووا مرضاكم بالصدقة }

 

فجددت نيتي بأن اتصدق من مال علي ليعافيه الله وييفرج كربه

والمبلغ الباقي ارسله له

سحبت كل الأموال الموجوده ثم

قسمتها .............

وإتجهت إلي المنازل التي كانت تأخذني أمي إليهم لكي تعطيهم حقهم من أموالنا

 

وتذكرت أم فاروق

هذه السيدة التي ذهبت إليها مع علي

ركبت سيارة أجرة ثم إتجهت إلي منزلها

وعندما وصلت وجدت الحال غير الحال

وجدت منزلها مزين وجميل ممتليء بجميع الأثاث الراقي ووجدتها سعيدة جدا بقدومي

رحبت بي كثيرا وضمتني إليها بحب وإمتنان

 

وما إن جلست حتي ظلت تدعو لي بالخير

وسألتها عن حالها

فكانت المفاجأة

أخبرتني بأن المهندس علي

قد حضر إليها مع والدته

وأحضر لها مبلغا كبيرا من المال

وعاونها لكي تعد مشروعا ليدرعليها المال

 

وأخبرتني أنها قامت بعمل مشروع صغير لمنتجات الالبان بمعاونة المهندس علي

الذي سهل لها كل الاجراءات القانونية

وساعدها في كل شيء بصحبة والدته الحاجة إحسان

وأخبرتني بأن الله فتح عليها وصار مشروعها كبيرا ويعمل معها الكثيرمن السيدات وبأن الخير زاد وعم الجميع

 

خالطتني مشاعر كثيرة

أكبرها الفرحة لها

والسعادة بعلي الذي وعد فوفي

ولكن كان هناك شعاع خافت من الالم

بسبب أنني لم أكون معه

وبسبب ما نحن فيه الان

 

 

ولكني حمدت الله

علي كل حال

فإن بعد العسر يسرا

إن فرج الله لأت .......

شكرت أم فاروق التي غمرتني أنا وعلي بسيل من الدعوات

التي أدعو الله أن يكون لنا نصيبا من دعائها

سلمت عليها وعلي أولادها وغادرت المكان .......عائدة إلي المنزل

 

عزمت علي ان أرد الأموال التي أودعها علي في حسابي إليه

فهو أحق بها مني

ثم تذكرت أطقم الذهب والهدايا التي اشتراها لي أيضا

أحضرتها وجلست أنظر إليها بحزن

علي فراقها فتعلقي بها وقيمتها عندي لأنها هدية من حب عمري

جلست أتذكر بها لحظاتي مع علي فهي أغلي ذكرياتي إبتسمت وترقرق الدمع من عيني

فهي ماتبقي لي منه ولكن فإن كان فراقها إلي من تربع علي عرش قلبي

فروحي له فداء وليست هذه الاشياء

 

 

لعلها تساعده أن يقف علي قدمة ويبني نفسه من جديد

أحترت كيف أردها له وزيارتي له باتت خطر عليه

وعلي ايضا فلا يجوز لي أن أذهب له ثانية

خطرت لي فكرة أن أقترح علي بابا علي أن يزورة ويعطيها له

ولكنني أعلم أن علي لن يأخذها منه لتحرجه وحيائه وكرامته

فتراجعت عن فكرة أ ن أعطيها لوالدي

ولكني قررت أن أخبر بابا علي بحادثة علي وبأنه يجب أن يزوره

 

وبالفعل أخبرت والدي بذلك ورغم تحفظ بابا علي علي هذا الاقتراح إلا أنه تشاور مع ماما سميحة

وفي صبيحة اليوم التالي

إتجهو إلي علي بالزيارة .............................

عادوا وعلي وجه كل منهم الكثير من علامات الاستفهام ؟

 

 

في المساء طرقت أمي باب حجرتي ودخلت

جلست ماما سميحة علي طرف السرير وأنا جالسة علي مكتبي أحضر دروسي

ماما سميحة بنبرة حاده // خلصتي تحضير يا أمال

 

أمال // ولو ماخلصتش ياجميل أنا تحت أمرك

ماما سميحه // عايزاكي في كلمتيني وبعدين كملي

أمال // حاضر ياماما انا تحت أمرك

ماما سميحة بحدة // ايه الي عرفك ان علي عمل حادثة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 

 

أمال بإرتباك وتلعثم // ليه ياماما فيه ايه؟

ماما سميحة // إنتي هتردي علي سؤالي بسؤال؟

أمال // عادي يعني عايدة قالتلي

ماما سميحة // وإنتي شوفتي عايدة فين

أمال // إيه ياماما تقصدي ايه من الاسألة دي ؟

ماما سميحة // ردي يا أمال بلاش لف ودوران

أمال // عايدة جاتلي المدرسة

ماما سميحة // ليه فيه ايه مش الموضوع انتهي وطلقك

ورماكي في الشارع لوحدك من غير مايجي لأهلك ويتكلم معاهم

إيه الي حصل ولا إحنا دلوقتي بقينا حلوين

 

صعقتني كلمات أمي ماذا تقصد هل علمت أني ذهبت لعلي المستشفي

يا إلهي ماذا أفعل

لو علمت ستنهار الدنيا فوق رأسي

أمال بتوسل // فيه ايه ياماما مضايقة ليه

ماما سميحة //البيه عملنا بأصلنا معاه رغم إنو مايستحقش وروحنا زورناه لاكنو إفتكر إننا رايحين لو علشان نرجعك ليه

فضل يلمحلنا انو عايز يرجعك لكن بعد إما يعمل العملية في عينيه

 

أمال بذهول ودهشة // ايه يعمل العملية هو فيه أمل إنو يعمل العمليه

ماما سميحة // داشيء مايخصكيش يعملها ولا مايعملهاش هو احنا الي أذناه هو الي أذانا ربنا يسامحو بقي

أمال بإصرار // بالله عليكي ياماما إنتي متأكدة إنو هيعمل العملية ويرجع يشوف تاني بالله عليكي

قولي

 

 

ماما بضجر // هو إتفاجأ بالموضوع لماكنا هناك الدكاترة دخلو وقالولو إن في علاج لحالتو لسة واصل من برة لكنو هيكلفو كتير

أمال وقد بدأت دموعها في الجريان // بتتكلمي بجد ياماما وبعدين حصل ايه

ماما سميحة بملل // كان فرحان جدا وفضل يقولنا انتو وش الخير وكان هاين عليه يشيلنا من علي الارض شيل

هو كان يحلم بأهل مراتو يعاملوه زي مااحنا عاملناه كأنو واحد من عيالنا

وكمان بعد الي عملو روحنا زورناه

طبعا حقو يعمل كده

 

أمال بارتجافة // كملي ياماما كملي وقال إيه

ماما سميحة بغضب // هوه إيه الي كملي كملي هوانا بحكي حدوتة

ماقالشي حاجه هولمح انو عايز يرجعك ماقلهاش صريحة لكننا فهمناها

وانا طبعا ماسكتلوش عرفتو كوبس ان بنات الناس مش لعبة وقت مايعوز يسيبهم يسيبهم ووقت مايعوز يرجعهم يرجعهم

أمال بخوف وحزن // يعني قولتيلو ايه ياماما رفضتيه

ماما سميحة // لا وقفتو عند حدو بس بالراحة كده من غير تجريح وهو فهم لوحدو

 

ياالله يالله

كدت أصاب بإنهيار عصبي مماسمعت

كانت أخبار مفاجأة لي حقا

ولكن فرحتي بقدوم شفاء علي طغا علي الالم الذي اصابني

زاد إصراري علي أن أعطيه أمواله ومصوغاته الذهبية

لكي يتمكن من عمل العملية

ولو بمساهمة بجزء من حسابها

 

وأضفت إلي أمواله جميع مدخراتي الخاصة والمصوغات التي اشتراها لي أبي علي مدار حياتي

توضأت وسجدت شكر لله علي هذه المبشرات

بكيت ودعوت الله أن يتم فرحتي ويصلح لنا أحوالنا فهو نعم المولي ونعم النصير

تعجبت لما لمح علي لوالدي بأمر رجوعي تري ماذا حل في الامر

 

دعوت الله أن يلين قلوب والدي ووالدتي ويجعلهم بقدرته سبحانه يوافقون علي رجوعي إلي علي

 

أنهيت صلاتي وعدت لإكمال تحضير دروسي

ولكن أمي عادت ثانية وفتحت الباب قليلا ثم نظرت لي نظرة غاضبة

ثم قالت بحدة وقسوة // أمال إنتي روحتي لعلي المستشفي ؟

شعرت بأني فقدت القدرة علي النطق .........

تاهت عني الكلمات

بحثت عنها كثيرا ولكن دون جدوى

فالانفجار قادم لا محالة

 

كررت أمي السؤال بنبرة أشد حدة

فلم أجد بدا من الاعتراف بالحقيقة والإجابة بنعم

لتصب أمي علي مسامعي سياط غضبها

فتجلدني بكلماتها بكل قسوة .........ولكنها قسوة الأم الحنون الخائفة علي فلذة كبدها

وبختني أمي كثيرا وظلت تلومني وتؤنبني بغضب جم

 

ماما سميحة // هيا دي تربيتي وثقتي فيكي هيا دي أمال الي بضرب بيها المثل في أدبها

مافكرتيش انك كده بتخوني ثقتنا وبتخوني ربنا

ليه .......... بتذيلينا وبتذلي نفسك ..........ليه

انسكبت عبراتي ........من مقلتي ففاضت علي وجنتي أنهارا

لست أدري علي من أسكب عبراتي

هل علي من سكن القلب والروح وقد أصابه الكثير من البلاء والهم ..من أجلي

أم أبكي لأني أغضبت أحن قلب وأحب قلب وأكرم قلب ........... قلب أمي

أم أبكي علي نفسي التي تاهت في بحور العشق القاتل بين الأمواج الثائرة

 

جثوت علي قدمي............. أقبل يد أمي ثم ................

توسلت إليها أن تقبل مني اعتذاري ..............فقبلت رأسي وسيل الدمع من عينيها جاري

ماما سميحة //لو مش موافقة يا أمال علي عمرو براحتك لكن انسي انك ترجعي لعلي ........إلي باع مرة يابنتي سهل يبيع الف مرة

ربنا يعوضك خير

 

ضمتني إليها بحنان جارف....... فاختبأت في أحضانها من ألامي وأحزاني وأسراري التي ضقت زرعا بكتمانها

عذرا يا أولي الناس بحسن صحبتي ......كما أوصاني حبيبي صلي الله عليه وسلم ....أمك ثم أمك ثم أمك ........ثم ابيك

عذرا فلو علمتي ما ثقلت به أحمالي لرحمتيني وأشفقتي علي من سكن الفؤاد

خرجت أمي بعد أن أغرقتني بتنبيهاتها ونصائحها ودعواتها التي استقبلتها بصمت وأسي

 

 

تأهبت لاستكمال التحضير ولكن اختفت الكلمات والحروف من أمام عيني حتي صارت الصفحة بيضاء

ثم لتحل بدلا منها صورة علي التي اشرقت بنوره صفحتي فتلألأت الانوار في مهجتي رأيته وقد لاحت علي وجهه ابتسامته الساحرة

شعرت بأني اشتاق إلي صدفتي

 

فجلست علي سريري واحتضنت وسادتي ثم اغمضت عيني

لأغوص في أعماقها

 

 

فتعلو وجهي ابتسامة حالمة ...........تتسلل علي إثرها دموعي بهدوء

ثم تتسارع بشهقات وتنهيدات عالية

لتشتعل النيران في قلبي ..................لوعة

فأطفأها بماء الوضوء ثم أخمد لهيبها ودخانها بالوقوف علي باب الرحيم الودود

أبوح له بما جاش في صدري بما ألمني ...أدعوه طمعا ورغبة في جوده وكرمه

 

يا الله .......ياحي ياقيوم يامن بيدك ملكوت السموات والارض

يامن تعلم السر واخفي

اتضرع إليك أن تعفو عنا بكرمك وجودك

ادعوك ان ترحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين

لي حبيب سكن الفؤاد ولها

انت تعلمه.......... رب انه قد مسه الضر وانت لأرحم الراحمين

اللهم اجعل في بصره نورا وفي قلبه نورا واجعل له في كل طريق

نورا من نورك الذي لا يخبو

يا رب العالمين إنك نعم المولي ونعم النصير

سلمت من صلاتي وقد اغتسل قلبي بالماء والثلج والبرد

 

فى الصباح خرجت مسرعة من منزلي للذهاب الي المدرسة برفقة سامية صديقتي

سلمت عليها ثم سرنا في طريقنا

ظلت سامية تعتذر لي عن قسوتها معي واخبرتني انها تشعر بما اشعر بها ولكنها قست من شدة خوفها وحبها لي

تقبلت اعتذارها بصدر رحب

واخبرتها انني لم اغضب منها فأنا أعلم مدي حبها لي وكذلك فأنا أيضا أحبها وأتقبل دوما نصحها ورأيها

غيرنا الموضوع

وتبادلنا اطراف الحديث في مواضيع شتي

وخاصة المدرسة والحصص والمدرسين

 

وأثناء سيرنا تأتي سيارة سوداء كبيرة عالية

لتقف أمامنا بحركة مفاجأة كادت أن تصدمنا

فأصابنا الذهول للحظات

ووقفنا في مكاننا بلا حركة

ولأن زجاج السيارة أسود ايضا فلم نتمكن من رؤية من بداخلها

 

ليفتح الباب

ويخرج منه

حا.....ز......م

ليخرج من السيارة بكل ثقة وغرور وقد إرتدي بدلة سوداء ونظارة سوداء ايضا

ثم ليقف أمامنا

ألجمتنا المفاجأة

فتشلنا الصدمة عن الحركة أو التفكير حتي يخيل لمن يرانا اننا مجرد تمثالين من الحجارة لا بل تمثالين من الجمر

 

أصابتني الكثير من المشاعر الثائرة .........الخوف ....الذعر ...الرغبة في الانتقام ...الكره

وقف أمامنا ثم ازاح نظارته عن عينيه بترقب وتفحص

فإرتجف جسدي لنظرته .......... لعينيه ........

لوجوده التي ذكرني بذلك الحادث الاليم وذلك اليوم المخيف الكريه

 

علت وجهه ابتسامة ساخرة

قائلا //صباح الخير ................

ثم مد يده إلي بالسلام .....يده الملوثة بدماء زوجي

فهربت الدماء من جسدي ووجهي متجاهلة يده الممدودة والتي تمنيت لو أمزقها بسكين حاد

توقعت رد فعل سيء

ولكني تعجبت عندما لاحت علي وجهه السعادة والفرحة قائلا

حازم // بحبك ..........

 

شعرت كمن ألقي في وجهي دلوا من الماء الساخن

فتبدأ الحياة تدب في أجسادنا من جديد

ثم أنظر لسامية وتنظر إلي بذهول وخوف

فيأمرنا بالركوب قائلا

 

حازم // بلاش صباح الخير اركبو يلا علشان أوصلكم

ماهذه الجرأة و الوقاحة

لم نتفوه بكلمة حاولنا أن نتجاوز سيارته لنكمل مسيرنا

ولكنه اقترب مني بخطوة واسعة

وجذبني من ذراعي قائلا ورائحة عطرة تلفح وجهي بشدة

 

حازم // ماينفعش مدام حازم الفيومي تمشي علي رجليها كده في الشارع زي أي حد

من هنا ورايح هيكون ليكي عربية تحت أمرك

وسواق كمان ولحد ما اجيبلك العربية هوصلك انا اي مشوار تحبيه وهكون السواق بتاعك كمان

كدت اشعر بالاختناق تسارعت انفاسي كرها وغلا كدت اخنقه بيدي

كدت اصرخ بأعلي صوتي

 

ولكن سامية قاطعنه قائلة

سامية // لو سمحت يا أستاذ حازم المدرسة قريبه واحنا تقريبا قرينا نوصل

فمافيش داعي حضرتك تتعب نفسك

وكأنه لم يستمع إلي كلمات سامية

موجهها كلماته إلي

 

حازم // إركبي يا أمال فيه كلام مهم لازم تعرفيه .....

أمال // أنا أسفه مافيش بيني وبين حضرتك أي كلام ولو سمحت دي أخر مرة تحاول تكلمني فيها

حازم // ليه كدا أنا لسه بمدلك ايدي وبقولك شاريكي

رغم انك رفضتيني اكتر من مرة

وبدخل البيت من بابه وبقولك كل طلباتك وأحلامك أوامر

حتي لو طلبتي نجم من السما هجبهولك

 

هنا نظرت سامية مظرة غريبة لي قائلة // إركبي يا أمال أنا هركب معاكي

 

شعرت بأني وسط دوامة عاصفة تهزني هزا

تقتلعني من جذوري

فتضرج دمائي كشلال ثائر

فترتفع صرخااااااااااااااات قلبي الي الله الواحد الاحد

 

أمسكت سامية بيدي وجذبتني إلي السيارة

ولكني إعترضت بشدة

ووقفت في مكاني

أنظر إلها والشرر يتطاير من عيني

أمال بغضب //نركب فين ياسامية ...لو عايزة تركبي اركبي لوحدك أنا مش راكبة

وكأن سامية صارت فجأة في حزب حازم وأنا وحدي

سامية // إركبي ياامال هنشوف الاستاذ حازم عايز إيه وننزل

أمال بتعجب // مش عايزة أعرف ياسامية كفاية أوي لحد كده لو مش هتيجي همشي انا

 

أين أنت ياعلي ؟

هل تتركني وحدي في هذا الكون تنهشني الذئاب كما نهشتك

عد لي ياعلي

فقاتلوك أمامي

تركتني جثة هامدة ...........ظننت أنك ببعدك عني ستحميني منهم

خاب ظنك ياعلي

فلم يتركوني أهنأ بقربك كما لم يتركوني في بعدك ياعلي

 

 

تراه ماذا يريد مني ولماذا يريد أنا يتزوجني أنا بالذات

وقد كنت في لحظة ملك يده يمكنه ان يفعل بي ما يشاء

ولكنه تركني فماذا حل به هل نضبت حياته من النساء فلم يجد سواى

تحت إلحاح سامية القوي رضخت إليها

كأنني أيضا أريد أن أجد إجابة عن أسألتى

أو رغبة داخلي في الانتقام ................

 

 

فتح الباب الأمامي لي وهو يشير لي بالركوب فنظرت إلي سامية شذرا

فأسرعت سامية و طلبت منه أن نجلس في المقعد الخلفي ففتح الباب الخلفي علي مضض

ركبت بجوار سامية وأنا أشعر بأني ارتكب جرما لا يغتفر

تعجبت لجرأة سامية ولقرارها

خشيت من عاقبة تصرفنا

 

وكانت المفاجأة

لقد استأذن حازم أن نذهب سويا لنجلس في مكان عام

ما هذه الجرأة الوقحة

وماذاد صدمتي هو موافقة سامية

فنظرت لها بحنق

ثم صرخت قائلة /// مش هنروح أي مكان قول عايز إيه يا إما هفتح الباب وأنزل

حاولت سامية تهدئتي ولكنني لم أوافق ولم أهدأ

 

أوقف السيارة ثم إلتفت إلي قائلا

حازم // أنا عايزك تعرفي حاجه مهمة

لما خطفتك كنت فعلا عايز أنتقم من علي

كنت عايز أشربو من نفس الكاس الي شربهولي

لكن أول ماعيني جت في عينك

حسيت بحاجه غريبة كا انك سحرتيني

كنت مصر انتقم من علي فيكي

لكنك لما سجدتي علي الارض وبتبكي

كأنك طعنتي قلبي

لقيت حاجه أقوي مني بتمنعني عنك

كأن فيه ملايكة بتحرسك

منظرك هز قلبي

ساعتها استخسرتك في علي

وقررت إني لازم أحرمو منك ودا ماكانش في بالي

 

بعدها بقيت هتجنن إني إزاى سبتك تمشي من غير ما أنتقم منو واذلو ذي ماذلني

لكن الي عايزك تعرفيه إني حبيتك

ليه مش عارف وازاي بردو مش عارف

دخلت البيت من بابو لكنك رفضتيني وانا لا يمكن اترفض

علشان كده انا هتقدم تاني اخر الاسبوع

 

ويكون في علمك قرارك هيترتب عليه حياة علي

بإديكي تخليه يرجع يشوف تاني وبإديكي تخليه يتنسف من علي وش الارض

ماكنتش اتمني اني اوصل معاكي انتي بالذات للاسلوب دا

لكنك للاسف اضطرتيني

ودا دليل حبي ليكي

 

 

كلماته كادت تسقطني صريعة ولكني صرخت قائلة

أمال بصراخ وبكاء //إخرس......... إنت أخر واحد في الدنيا دي يتكلم عن الحب

إنت استحاله تكون انسان ويكون ليك قلب زي البني ادمين

إنت أكيد شيطان أو حيوان في صورة إنسان

حازم والشرر يتطاير من عينيه // إنتي أول واحدة علي وجه الكرة الارضية تكلمني بالطريقة دي

لكني هصبر عليكي

ولما تتجوزيني هتعرفي اني ليا قلب ولا ماليش

لكن لازم تعرفي كويس انك لايمكن تكوني لحد غيري

ولو لاخر نفس في عمري

والي هيقربلك مش هتردد لحظة إني أقتلو

 

أمال بنفس الصراخ والبكاء // إنت فاكر إني خايفة منك لا ياباشمهندس فوق ربنا اقوي منك ...قل لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا

حازم // أنا واثق إن ربنا كاتبلنا إننا نتجوز وأنا مش عايزك تخافي مني أنا عايزك تحبيني

وصدقيني لو وافقتي هعوضك عن كل الي فات وهخليكي اسعد إنسانة في الدنيا كلها

لكن لو رفضتي صدقيني

هتتمني الموت ومش هتنوليه وساعتها إنتي الي هتيجي تتوسلي ليه علشان أرضي عنك بس

مش أتجوزك

أنا لسة بعطيكي فرصة قدامك لأخر الأسبوع

 

تجهزي نفسك هتقدم رابع مرة وللأسف الأخيرة

نظرت إلي سامية فوجدت عيناها جاحظة فاغرة فاها كأنها تصارع الموت

فتحت باب السيارة وخرجت دون أن أفتح فمي

فرغم أننا في أول النهار إلا أنني شعرت بأن الظلام يحيطني من كل اتجاه

وقد إرتعدت فرائصي وانفجرت براكين قلبي .........

 

 

لحقت بي سامية مسرعة إستلقينا سيارة أجرة وإتجهنا إلي البيت

أسندتني سامية حتي أدخلتني غرفتي وأنا لا أكاد أري أمامي

فزعت أمي كثيرا

فطمأنتها سامية أنني بخير ولكني بحاجة إلي الراحة

إستلقيت علي فراشي وجسدي يرتجف

وقد تعالت صرخات قلبي

إلي الله الواحد الأحد

 

أمال // انا بقيت كويسة ياسامية روحي انتي ولا هتروحي المدرسة

سامية //لا خلاص اليوم اتقفل علينا

هتعملي ايه ياأمال

أمال // مش عارفه ولا حاسة بأي حاجة قوليلي إنتي أعمل إيه

سامية // أنا محتارة زيك بالظبط أنا لما لاحظت إصرارو إنو يكلمك فكرت إنك ممكن تقربي منو وفي نفس الوقت تنتقمي

علشان كده وافقت إنك تركبي

لكن بعد إلي سمعتو بوداني مش عارفه أقولك تعملي إيه

أنا كان نفسي تتجوزي عمرو كنت حاسه إنو أكترواحد مناسب ليكي

 

لكن ماأظنش إنو هيسيبك في حالك لا إنتي ولا عمرو كمان

أمال // عمرو إيه ياسامية أنا ما أقدرش أكون لغير علي ومااتخيلش ان ممكن حد غيرو في حياتي

 

سامية // أمال لازم تنسي علي لو بتحبية لازم تضحي زي ماهو ضحي علشانك لأنك كده بتضريه كفاية الي هوه فيه

أمال // بعد ما رجعلي الامل تاني ان ممكن نرجع لبعض خسرت كل حاجة

أستغفر الله العظيم سامحني يارب

سامية // أمال إستهدي بالله وقومي صلي وادعيه يقدرلك الخير وصلي إستخارة

 

تركتني سامية بعد أن ألححت عليها وأكدت لها أنني بخير

قضيت يومي وليلتي أقف بين يدي الله

أناجيه وأدعوه وأتوسل إليه سبحانه إنه نعم المولي ونعم المصير

رضيت بقضائك يارب

رضيت بما قسمته لي

رب اني قد مسني الضر وأنت أرحم الراحمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كأنني فاقدة للوعي

جلست علي مقعد وثير وقد قامت احدي السيدات بوضع المساحيق علي وجهي

بعد أن إنتهت من كل شيء

حضر حازم الذي أخذ بيدي

فسرت معه كأني أساق إلي الموت

ليهمس في أذني كلمات لا أسمعها وليبارك لي أناس لا أراهم

تمت مراسيم الزواج

 

وكأنها مراسيم دفني وأنا مازلت علي قيد الحياة

كان حفلا كبيرا في أكبر قاعات الافراح

 

كان كل الناس في عالم وأنا في عالم أخر إنه عالم الموتي

لينتهي الحفل الذي لم أعي ماذا حدث فيه ليصطحبني حازم إلي الفندق الذي حجز لنا فيه قبل أن نسافر لقضاء شهر العسل

 

دخلنا الجناح الخاص بنا

وقدمي لا تستطيع حملي فحملني بيديه

 

ما إن أغلق الغرفة حتي شعرت برغبة في التقيء

 

 

فاشتعلت في قلبي نار الكره والانتقام

ما هذا الأبله .....من يظن نفسه ...

لا يعلم أنه وقع تحت براثني وأن نهايته علي يدي

ليس ثقة وغرور في نفسي

ولكن ثقة في خالقي

فأنا أستعين به عز وجل

و أدعوه وألجأ إليه و أثق أنه سبحانه وتعالي

لن يردني خالية الوفاض

 

 

ابتعدت عنه علي حين غرة

فرمقني بنظرة حادة متعجبة

أمال بابتسامة مصطنعة // أظن أنا وفيت بوعدي وإتجوزتك ........

حازم مقاطعا // وأنا كمان نفذتلك كل طلباتك وعلي دلوقتي بيعمل العملية

ووعدتك إني مش هأذيه

أمال // لكن لسة مارجعتلوش حقوقو والحاجات الي أخدتها منو

حازم // لا انسي الحاجات دي من حقي أنا وبعدين دى تصفية حسابات مالكيش فيها إنتي

أمال // حقك وتصفية حسابات !!!!! يعني مش هترجع الفلوس والشركة لعلي

 

 

حازم والشرر يتطاير من عينيه // لازم تفهمي حاجه مهمه إنتي دلوقتي مراتي علي سنة الله ورسولة وقدام الناس كلها

يعني اسم علي مايجيش في خيالك مش علي لسانك مفهوم

جاريته في حديثه علي مضض قائلة

أمال // مفهوم ................

حازم بإبتسامة // شاطرة بحبك أوي وإنتي بتسمعي الكلام

لكنني أتبعت قائلة بإرتجاف //لكن أنا لازم أعرف عنك كل حاجه ..........

وأعرف فلوسك حلال ولا حرام ...........

وطبيعة شغلك إيه وأعرف عنك كل حاجه

 

حازم // الكلام دا مايخصكيش إنتي ليكي طلباتك تتنفذ وبس

وبعدين إنتي مالك إنتي حلال ولا حرام وهتفرق معاكي في إيه

أمال بإندهاش // ليه حضرتك ماتعرفش إن أي جسم نبت من حرام فالنار أولي به

حازم وهو يرفع حاجبه باستخفاف // النار ...إحنا هنقضي الليلة كلام في الجنة والنار ولا ايه

أمال // إيه انت مش هتصلي بيه إمام ولا إيه

حازم بارتباك //إيه أصلي بيكي إمام ...

.أنا عمري في حياتي ما صليت ولا سجدت ولا ركعت هركعها الليلادي

 

صفعتني كلماته علي وجهي ...

عفوك ..يا إلهي لم يركع ركعة واحدة في حياته

كيف هي إذن حياته كيف يحيا بدون أن يركع ويسجد لخالقه إنها حقا حياة الأموات

أمال // إنت بتتكلم جد يعني عمرك ماصليت وعايش إزاي

حازم // عايش إزاي إيه ؟

أمال // إزاي تعرف تعيش وانت بعيد عن إلي خلقك ...

الصلاة دي هيا روحنا إنت كده عايش من غير روح

حازم بلامبالاة // سيبك من الكلام ده دلوقتي الصبح إبقي إدينى درس دينى

 

أمال بحزم // مش هتلمسني طول ما إنت بتشرب و مابتصليش وبعيد عن ربنا إنت كده تقريبا محرم عليه

حازم بنفاد صبر // إنتي بتهرجي أنا متجوزك علي إيد مأذون والدنيا كلها شاهدة علي جوازنا

محرم عليها قال يعني كل الي عرفتهم قبلك من غير جواز مافيش واحده قالتلي محرم عليها والوحيدة الي اتجوزها تقولي محرم عليه هيا الدنيا بالعكس ولا ايه ...

.تذكرت أول مرة رأيته فيها فسرت في جسدي رجفة

عالية وخنقتني غصة في حلقي

 

فإبتعدت عنه متجهه إلي الحمام وقد أغلقت الباب خلفي

ظل يطرق علي الباب بشدة

ثم عندما بائت محاولاته بالفشل

توعدني بالانتقام

ثم

 

أخبرني أن ألف إمرأة أفضل مني تنتظر منه إشارة واحدة وأخبرني أنه سيذهب

وختم كلامه .....الله يكون في عون علي صبر عليكي إزاي دا

ثم صفق الباب خلفه بقوة

فرأيت طيف علي يبتسم لي فرحا والنور يشرق من محياه

 

 

أغلقت باب حجرة النوم بالمفتاح

إغتسلت وتوضأت ثم لبست بنطالا من الجينز الاسود بحزام صلب

وبادي ثقيل وعبائة خروج سوداء

وحجابي

صليت القيام أدعو الله وأناجيه حتي أذان الفجر ثم رددت أذكار الصلاة ثم أذكار الصباح

ووردي القرءاني

ثم إستسلمت لنوم عميق

ليطير قلبي عبر القارات ليختبيء في أحضان قلب علي

 

 

أتنقل بين أحلامي تارة وبين كوابيسي تارة أخري

لاستيقظ من نومي قبيل الظهيرة بوقت قليل

فتحت عيني بصعوبة بالغة وأنا أشعر بصداع قوي

نظرت حولي بحيرة للحظات فوجت نفسي في غرفة الفندق

فتذكرت الحال الذي وصلت إليه

تألم قلبي حسرة علي ما أصابني

ولكني تذكرت العهد الذي أخذته علي نفسي مع الله فاستعذت بالله من الشيطان الرجيم

واستغفرت الله كثيرا وحمدته سبحانه ورضيت بقضائه فعسي أن نكره شيئا ويكون فيه خيرا كثيرا

من رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط

 

 

لست أدري لما أشفقت علي حازم

رغما عني دارت في رأسي مقارنة عجيبة بينه وبين علي

بالطبع لا وجه للمقارنة بينهما

فعلي هو من سكن أعماق القلب هو ليس غيره من أتمناه رفيقا للدرب

ولكني تمنيت لو أن يعود حازم إلي رشده ويعرف النور الي قلبه طريقا

تذكرت حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم

{لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم }

 

أصابني الفزع عندما تذكرت أن حازم الأن صار زوجي صارت له كل حقوق الزوج

خشيت أن ألقي الله وهو سبحانه غاضب علي لأني منعت زوجي حقوقه

لقد تسببت له أن يلجأ للحرام فأنا من منعته طريق الحلال

ولكن ثارت بداخلي التساؤلات

فهل زواجي منه حلال

زواج تحت وطأة التهديد والقتل لقد سرقني من زوجي وحلل لنفسه الزواج بي رغما عني

يا الهي لا أتحمل أن يلمسني أو أن يقترب مني

 

أصابتني الحيرة والخوف بدوار في رأسي

ولكني أسرعت بالوضوء وصلاة الضحى فمازال أمامي نصف ساعة قبل أذان الظهر

سجدت لله طويلا ودعوته كثيرا

فشعرت بالراحة إثر تسليمي و سلامي من الصلاة

تذكرت أنه تارك للصلاة فبينه وبين الكفر شعرة

تذكرت أنه شارب للخمر وأنه أيضا يرتكب الفاحشة جهرا ويعلن عن ذلك

ربما يصيبني بداء خبيث

 

لست أخاف علي نفسي فلن يصيبني إلا ما كتبه الله لي

ولكني شعرت بالراحة والرضا لان لي الحق والعذر أن أمنعه نفسي

وذلك لعلمي بالقاعدة الشرعية القائلة( درء المفسدة مقدم علي جلب المنفعة )

وإن كان هذا ليس السبب الرئيسي والذي هو بالتأكيد حبي لعلي ويسبقه خوفي من الله

اشتعلت حماستي للمعركة عندما اطمأن قلبي

وشعرت بعظم المسئولية علي عاتقي فلعل وجودي في حياة حازم يكون سبب في هدايته إلي طريق الخير لأنال بذلك عظيم الأجر

استعنت بالله فلا حول ولا قوة إلا به سبحانه وتذرعت بسلاح الصبر والرضي

 

صليت الظهر ثم جلست أتلو وردي القرءاني ليقطعه رنين هاتفي

كان الاسم أميمة ولكنه ليس رقمها بل إنه رقم عايدة

أسرعت بفتح الخط

عايدة // السلام عليكم

أمال // وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته عامله إيه يا عايدة وعلي عمل إيه

عايدة // بالراحة عليه إيه يا بنتي مدفع طمنيني إنتى الأول حازم جنبك

أمال // لا خرج ماتقلقيش هو لو كان جنبي ماكنتش ها أرد

عايدة // طيب طمنيني عملتي إيه

أمال // إطمنى لغاية دلوقتي الحمد لله الأمور ماشية تمام

عايدة // معقولة طب إزاي

أمال // مش مهم إزاي طمنيني الأول علي علي.. أخبارو إيه بسرعة قبل ما حازم يجي

عايدة // الحمد لله الدكاترة بيقولو اربنا بيحبه لأن العملية نجحت من أول مرة بفضل الله ثم بفضل دعاكي يا أمال

لكن هنستني هنا شوية لما الحالة تستقر

 

أمال // الحمد لله ألف حمد وألف شكر ليك يا رب

جزاكي الله كل خير يا عايدة إنك طمنتيني وعلي عامل إيه دلوقتي

عايدة // الحمد لله علي كويس جدا المشكلة إن قلبي بيتقطع كل إما يكلمني عنك ويقول أكيد أمال هتفرح لما تعرف

ويقول كان نفسي تكون معايا كان نفسي تكون أول واحدة أشوفها بعد ما فتحت رغم إن أول حاجة فعلا شافها هيا صورتك

خايفه أوي يا أمال مش عارفة لما يعرف هيعمل إيه

 

 

أمال ببكاء // حبيبي يا علي هو فعلا قال كدا............. يا الله عفوك ورضاك وغفرانك .........

ربنا كبير مالناش غيروا سبحانه قادر يقول للشيء كن فيكون

عايدة ببكاء هيا الأخري // ونعم بالله ...

عارفة يا أمال ماما مضايقة قوي منك وخصوصا كل ما علي يتكلم عليكى هيا ماتعرفش حاجه علي فكرة

علي مفهم البيت إنك طلبتي الطلاق علشان موضوع الحمل

أمال // قدر الله وماشاء فعل ...

إوعي تعرفيها حاجة يا عايدة كان نفسي أقولك سلميلي عليها ....

لكن طمنيني عليها وعليكم كلكم كل ما الظروف تسمح وعرفيني هتنزلوا مصر إمتي

 

عايدة // إن شاء الله هطمنك ربنا معاكي يا أمال........

عندي ليكى خبر يخصني كان نفسي أقولوا في ظروف أحسن من دي لكني عارفة كويس إنك هتفرحيلي

أمال // خير يا عايدة فرحيني

عايدة // هما الصراحة خبرين الأول إني حامل ....... والثاني إني لبست الحجاب

أمال بفرحة والدموع تترقرق في عينيها // ألف ألف مبروك يا عايدة بجد فرحتلك

ربنا يقومك بالسلامة ويتقبل منك كل خير يا رب

إنتي بجد أحسن أخت وصديقة قابلتها ربنا يحفظك يا رب وحقيقي فرحتلك أوي

 

عايدة // أنا عارفة كويس أوي إنك أكتر واحدة هتفرحيلي

وكمان حبيت أقولك إنك كنت سبب في إني أتحجب زي ماكنتي سبب في حاجات كتير إتغيرت في حياتي

أمال //ربنا يباركلك يارب دابس من زوقك ياحبيبتي ويارب يثبتنا جميعا علي طريق الخير

عايدة // أنا بحمد ربنا انو رزقني أخت زيك وبادعيلك علطول في صلاتي إنتي وعلي يارب ترجعو لبعض ويرزقكم الذرية الصالحة

ويعوضكم خير عن كل إلي شوفتوه ....

أمال // ربنا يباركلك يا عايدة ما أتحرمش منك أبدا أنا اسفة مضطرة أقفل لأن حازم شكلوا جه

عايدة // ربنا يحرسك خلي بالك علي نفسك حازم دا شيطان كتلة شر متحركة.........في حفظ الله . مع السلامة يا حبيبتي

أنهيت المكالمة ثم قمت بمسحها

 

و اتجهت إلي الباب لأفتحه بحرص شديد لأجد أن الطارق هو ....... الروم سيرفيس ومعه الإفطار

ولكني أسرعت وأحضرت له مبلغا من مالي الخاص وأخبرته أن هذا ثمن الإفطار

 

فأخبرني أن المهندس حازم قد دفع التكاليف كاملة شاملة الطعام

فأخبرته أنني أريد طعام إضافي علي حسابي

فتململ مندهشا قائلا بأن هناك خزينة لدفع الحساب وأن ..........

فقاطعته وقد ترجيته أن يدفع هو والباقي له

 

نظر لي بشك وريبة وقد وافق أخيرا علي أخذ النقود

بالطبع فهو لا يعرف أنني لا أريد أن أتناول طعاما متأكدة أن أمواله المدفوعة فيها شبهة حرام

وكذلك فإني لا يمكنني إخباره بذلك

انصرف الروم سيرفيس ثم عاد ثانية وبيده الطعام الإضافي

أخذته منه ثم أكدت عليه ألا يخبر المهندس حازم بالأمر

 

 

جلست أتناول فطوري ........

ففرحي بنجاح عملية علي وشفائه فتح شهيتي للحياة وللطعام

تناولت طعامي بشهية ليرن هاتفي معلنا عن اتصال من سامية

ثم تبعه باتصال أخر من والدي ووالدتي وإخوتي

الذين يهنئوني ويباركون لي

 

ظللت حبيسة هذا الجناح الراقي من الفندق طوال اليوم فلم يحضر حازم بعد

رغم سعادتي بتأخره رغم أن القلق بدأ يتسرب إلي ... تري أين ذهب وماذا حدث له

لم تطل حيرتي كثيرا فأثناء أدائي لصلاة المغرب ....حضر حازم ................

 

فتح الباب ودخل ظل جالسا ينتظر أن أنهي صلاتي .....

اقشعر قلبي فأطلت سجودي أدعو الله وأستعين به سبحانه

 

ولكن الأعجب في أمري أني بمقدار دعائي لعلي

دعوت لحازم أن ينير الله له قلبه بنوره ويهديه إلي صراطه المستقيم

سلمت من صلاتي ونظرت إليه وجدته ينظر لي وكأنه يفكر لي في شيء

ابتسمت له قائلة // حمد الله علي السلامة

 

رفع حاجبيه وحرك رأسه بدهشة من ابتسامتي وترحابي وظل صامتا لا يتكلم

اقتربت منه وجلست بجواره وأنا أرتجف رغما عني أعتذر له عما بدر مني حتي يعطيني الأمان

فرد قائلا بنبرة استهزاء // إنتي دفعتي فلوس أكلك ليه إنتي ما تعرفيش إنك مراتى ومن مسؤليتي

صدمتني كلماته وأربكتني المفاجأة نظرت إليه فتلاقت أعيننا لأول مرة فغضضت بصري مسرعة

طال صمتي خشيت أن أتفوه بكلمة تثير غضبه

ولكنه قطع الصمت قائلا

حازم // خايفة تقولي فلوسك حرام

 

أمال بارتباك // مش قصدي .............

حازم // مش قصدك وهيا ليها معني تاني غير كدا

وبعدين ما إنتي قولتيها إمبارح خايفة تقوليها ليه دلوقتي

وبعدين أنا أول مرة أقابل في حياتي واحدة غريبة في أفكارها كده

بترفض الفلوس والغني علشان مجرد شكوك

أمال // أنا سألتك و إنت هربت من الإجابة وبعدين أنا ما أقصدتش أجرحك أو أضايقك

 

حازم // إنتي فكرة نفسك ممكن تضايقيني ...............

ما عاشت ولا كانت إلي تضايقني أو تكسرني

أمال // أنا حاسة إنك متجوزنني مخصوص علشان تزلني وتكسرني

أنا عملت لك إيه لكل دا صدقت بقي الكلام إلي قولتهولك

حازم // أه لما قولتيلي إنت مالكش قلب إنت شيطان وحيوان في صورة بني أدم

أنا لو ماليش قلب علي فكرة زي مابتقولي كنت علمتك الأدب علي إلي عملتيه وإلي قولتيه

وإلي مافيش واحدة في الدنيا تجرؤ إنها تفكر فيه بينها وبين نفسها

ورغم كدا عاديتهولك إنتي بالذات ........ ياريت تفهمي ...........

أمال // لو سمحت ياباشمهندس حازم ممكن أسأل حضرتك سؤال

 

حازم وهو يشعل سيجار ثم ينفت دخانها بقوة // اسألي

أمال // حضرتك راضي عن حياتك وعن نفسك

حازم // مش فاهم تقصدي إيه

أمال // أنا سؤالي واضح ولو مش عايز تجاوب مش هضغط علي حضرتك

لكن بجد فيه سؤال تاعبني أوي

أنت مش خايف من الله ؟

حازم // الله !!!!!!!!!

 

 

أمال بصدمة // إيه سؤالي صعب أوي للدرجادي ؟ولا إنت مش مؤمن بالله؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

حازم وهو يفكر بعمق كأنه يبحث عن مهرب من سؤالي // إنتي عايزة توصلي لإيه من كلامك ...

بتعملي كل دا عشان أرجع الشركة والشقة والفلوس لعلي

أمال بذهول // إنت حر في أفعالك علي فكرة ربنا الي هيحاسبك

لكن لازم تجاوب علي سؤالي .....إنت مؤمن بالله ؟؟؟؟

حازم // لو أجبتي علي سؤالي هجاوبك علي سؤالك

أمال بحيرة وخوف فلقد جالت في خاطري كل الأسئلة فيما عدا السؤال الذي صعقني به

 

حازم بثقة متناهية // بتقولوا إن الله خلق الدنيا لأنه لابد لكل مخلوق من خالق ولكل صنعة من صانع ولابد لكل موجود من موجد ماشي مصدقين

ممكن تقوليلي مين إلي خلق الله ....ولا هو جه بذاته فلو كان جه بذاته وصدقتي الكلام دا ...فليه ماتصدقيش إن الدنيا جت بذاتها من غير خالق

هربت الدماء من جسدي فأصابتني صاعقة كهربائية عنيفة إرتعدت لها فرائصي ماهذا الهراء

هل يهذوا هذا الرجل أم أنه فقد عقله فأصيب بالجنون أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم

 

حازم // وشك إصفر وإتجمدتي كده ليه ...... مش عارفة الإجابة ولا صدمك السؤال

أمال بصعوبة // لا دا ولا دا

صعبت عليه بجد إزاي تكون شاب وصلت لانك بقيت مهندس يعني المفروض وصلت لمستوي عالي من التعليم

و للأسف مستوي عقلك يتدني للدرجة دي

إيه هو العلم بيعمل الغشاوة الي علي القلب دي

بجد مش مصدقه إنت عايز تشككني في إلهي وخالقي ولا بتختبر قوة إيماني

حازم // إنتي بتجاوبي علي سؤالي بسؤال

أمال // حضرتك إلي جاوبت علي سؤالي بسؤال

لكني هجاوب علي حضرتك بالعقل

 

أولا أنا مش بدعي إني عالمة أو فقيهة لكن هرد عليك علي قدر علمي

وإطلاعي وعقلي المحدود

إزاي تقول علي الله عز وجل خالق وترجع تاني تقول عليه مخلوق حاشاه جل جلاله

لو الله مخلوق يبقي إستحاله يكون خالق لأنه لو وصفناه بأنه مخلوق وله خالق يبقي كده وصفناه بالحاجه والعجز

حاشي لله عن ذلك

لو إنت سمعت صوت الفطرة جواك عن كل دا كانت الفطرة قادتك لعبادة الله والإيمان به سبحانه

لكنك عبدت نفسك وشهواتك علشان كده فيه غشاوة علي قلبك وعلي عينيك مش مخلياك تشوف الحقيقة

أو بتخليك تهرب منها علشان ضميرك مايعذبكش وتعطيك مبرر للجرائم الي ارتكبتها

أنا دلوقتي قدرت أستوعب كمية الشر إلي جواك دي مصدرها إيه

وإزاي تحلل لنفسك حاجة مش بتاعتك لأنك مش خايف من الله ومن وحساب الله

 

وعلي فكرة أنا أنصحك تقرأكتاب رحلتي من الشك إلي الإيمان

للدكتور مصطفي محمود هتلاقي فيه إجابة علي كل أسألتك

وإن كان الدليل علي وجود الله واضح مش محتاج أي مجهود للبحث إنظر لنفسك....

لعقلك .......إنظر للسما بروعتها ..للأرض بإبداعها ...للكون كلو هيقولك

..................... لا إله إلا الله ................................

 

حازم // ممكن يكون عندك حق في حاجات كتير من إلي قولتيها لكن أنا كده عاجبك ولا مش عاجبك

أمال // طبعا مش عاجبني ولا يمكن تعجبني أنا كل إلي أملكو ليك

إني أدعيلك إن ربنا يدلك علي طريقو وينورلك بصيرتك

ياريت يا باشمهندس تفوق قبل فوات الأوان

لأن عقاب الله هيكون عسير وساعتها مش هينفع الندم

 

حازم // إيه ...عايزة تفهميني إنك خايفة عليه أظن دي كذبة كبيرة مش بعيد تقولي إنك بتحبيني

أمال // أنا خايفة عليك وعلي كل إلي زيك وأنا لما بحب إنسان بحب فعلو ولما بكره بكره فعلو مش شخصوا

حازم // طيب إيه المطلوب مني دلوقتي علشان ترضي عني

أمال // مش مهم إني أرضي عنك المهم إنك إنت تكون راضي عن نفسك وربنا يكون راضي عليك

جرب مرة اتوضأ وصلي تجربة وشوف شعورك هيكون إيه

 

وبالفعل كانت أولي محاولات حازم لأداء الصلاة

وتلاوة القرءان في باديء الأمر كان هدفه إرضائي

ولكن يبدو أن الله قدر له الهداية فاستشعر حلاوة القرب من الله

وما إن إنتهي من صلاته وتلاوته حتي شعرت بألم شديد في أسفل بطني إنه الألم المعتاد .................

 

مر علي زواجي بحازم أسبوع كامل قضيناه في الجدل العنيف والمناقشة المجهدة والقراءة

حيث اشتريت له كتب كثيرة عن الإيمان بالله والدليل العقلي و النقلى علي وجود الله

اقتربت منه كثيرا وتعرفت عليه عن قرب شعرت حقا بالشفقة عليه

فكل إنسان مهما كثر الشر بداخله لا يخلو قلبه من الخير

استعنت بالله كثيرا فبحوله وقوته أعانني

 

لم تخلو جلساتنا من محاولاته المتعددة من التقرب مني

ولكنني كنت أصده بلطف ورفق فعاملته

كأخ لي يغرق ويمد يده لي كي أنقذه فمددت له يدي

خرجنا سويا للتنزه كثيرا وألغينا تذاكر السفر للخارج

رأيت فيه جوانب كثيرة من الخير

لن أجزم أنه تغير بالفعل ولكنه حاول كثيرا أن يتغير

ولكن لا تنسون فالطبع يغلب التطبع والشر والشيطان والدنيا والهوي

لا يستسلمون للخير بكل سهولة ولكنها الحرب ..............

 

التي أعلنت منذ بدء الخليقة وحتي قيام الساعة

الحرب بين الخير والشر

بين الظلام والنور

بين الكفر و الإيمان

لينتصر الحق دوما وإن طال الباطل

فوضع حازم أقدامه علي أولي أعتاب الهداية ..........ولكنها النهاية

 

ففي صبيحة اليوم السابع خرج حازم مسرعا إثر مكالمة هاتفيه

ليأتي من الخارج في منتصف الليل وقد اكفهر وجهه وأصابه الذعر

سألته ما به

ليصعقني بجوابه الذي شقني نصفين

عندما أخبر شركاء الشر عن قراره بالبعد عنهم

أحرقوا له كل شيء

 

كاد يسقط علي الأرض فقمت بإسناده ضممته إلي صدري فأجهش بالبكاء

مسحت له دموعه وبكيت من أجله

خارت قواه فأجلسته علي السرير

كانت أول مرة أقترب منه فيها هكذا

ضممته إلي بشدة

ولكنه

أبعدني عنه بقوة وغلظة

تعجبت لفعلته

نظرت إليه متسائلة

 

فكانت الإجابة

لا بل

الصاعقة

ليخبرني أنه مصاب

بمرض الأيدز عافنى الله وإياكم منه

 

 

كلمة ثقيلة صعقتني ......

اهتزت لحروفها مسامعي ليتردد صداها في أعماقي

اختنقت أنفاسي وتصاعدت الدماء هاربة كشلال جاري

نظرت إليه وكأنني فقدت القدرة علي كل شيء

علي الحركة .......

علي النطق ........

علي النبض .........

حتي اختل توازني

ارتفعت صرخا اااااااااااات قلبي إلي الله الواحد الأحد

 

بدأت أستيقظ من ذهولي وصدمتي

لأري دموعه تتسارع علي خديه

فأحرقت قلبي بلهيبها

واخترقتني صرخاتها

بعد طول صمت

اقتربت منه بجسد مرتجف

 

ربتت علي يديه وأنا أخشي ردة فعله

 

فعندما لم يعترض أخذت السيجارة وأطفأتها

ثم .................

 

ضممت يديه إلي يدي كأني أواسيه أو أعزيه

فاستسلم ليدي

فا اقتربت منه وضممت رأسه إلي صدري

وقد فرت دموعي رغما عني لتسقط علي وجهه

فنظر لي بعينين باكيتين متعجبتين

كأنه تعجب من ضمتي ....من قربي ...من دمعتي

 

حازم // مش خايفه مني لأعديكي

أمال // لا مش خايفة ....لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا

حازم وهو يخفض بصره // لا إله إلا الله

أمال ببكاء // أنا أسفه جدا علي كل حاجة ........ إيه إلي أقدر أقدمهولك

صمت لبرهة ثم تابع قائلا وهو ينظر لي بحيرة // بتعملي كده ليه؟

 

أمال ببكاء // بعمل إيه ؟

حازم // رغم إلي عملتوا فيكي

ورغم إلي عرفتيه

ورغم إني كنت ناوي أأذيكي

.بتقربي مني وبتضميني

وبتتأسفي ودموعك بتنزل عشاني

 

إنتي صنفك إيه من المخلوقات

..إستحالة تكوني من جنس البشر

أمال // أنا إنسانة ...لحم ودم ...وروح وقلب

حازم // إنتي مش إنسانة إنتي نور ربنا بعتو ليه

عشان ينور قلبي وطريقي و يداوي جرحي

 

أمال بابتسامة // إيه دا إنت بتقول أشعار ولا إيه

حازم // ياريت أعرف كنت قولت فيكي أجمل شعر ...

لكن أنا واثق إن ربنا بيحبني علشان عرفتك وقابلتك

أمال// فعلا ربنا بيحبك لكن مش عشان قابلتني

لا عشان ردك إليه ردا جميلا .وحرق كل المال الحرام ...

و ابتلاك ........و سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم قال ( إذا أحب الله عبدا ابتلاه)

 

حازم // تفتكري إن ربنا ابتلاني لأنو بيحبني

أمال // أكيد. ولازم تكون عارف إن كل قدر الله خير

حازم // كل قدر الله خير إزاي

أمال //.. زي ماعلمنا سيد الخلق عليه الصلاة والسلام" عَجَبٌ لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ ، فَكَانَ خَيْرٌ لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ , وَكَانَ خَيْرٌ لَهُ " .

حازم // والضراء المقصود بيها ؟

أمال // الضراء كل ضرر يصيب الانسان

 

حازم // أنا كنت فاكر إن ربنا بيعذبني يعني بيظلمني

أمال // حاشا لله عن الظلم قال عز وجل في لحديث القدسي {ياعبادي اني حرمت الظلم علي نفسي وجعلته بينكم محرما }....

ربنا سبحانه وتعالي بيحب كل عبيدوا وفاتح بابو نروحلوا في أي وقت من غير استئذان .........وأحن علينا من أمهاتنا ومن نفسنا

في الحديث الشريف (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذي ولا غم حتي الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه )

 

اقترب مني وقبل رأسي قائلا // أنا دلوقتي عرفت ليه علي حبك كل الحب دا و ليه إتنازل عن كل شيء عشان يحميكي

عندما نطق اسم علي شعرت بطعنة في قلبي مزقته إربا

أجرني يا إلهي مما حل بقلبي .....شعرت بأن علي ينظر إلينا

رأيت نظرة الشك والغيرة في عينيه ترمقني

رأيت نظرته الصارمة ..تحرقني

كدت أن أبتعد عن حازم

 

ولكني خشيت أن أجرحه ببعدي خاصة في هذه اللحظة .... فهو الأن زوجي وليس علي

ولكن قلبي مع علي

ماذا أفعل ..... أين أذهب .........احترت بين قلبي ودربي .......

ما أنا فيه لم يكن في حسباني

لن استطع الانتقام

لن أستطيع الفرار

ممن أنتقم و ممن أفر

يبدو أنه أصبح قدري الذي سأختاره بأمري

وبأمري سأسحق قلبي

 

هنا رن هاتفي نظرت إليه وجدت المتصل عايدة والمسجل بإسم أميمة أختي

أغلقت هاتفي مسرعة

سألني حازم من المتصل

فأخبرته أنها أميمة ترن فقط

ثم ساد الصمت طويلا ولكن فالمعركة حامية الوطاس في أعماقي

ضاقت علي الأرض بما رحبت

 

 

حتي سمعت تنهيدة عاليه لحازم

حينها أدركت بأني أطلت الصمت

فنظرت إليه لأري أجمل ابتسامة حزينة رأيتها في حياتي

حازم // عشت معاكي سبع أيام هما أسعد أيام حياتي وأجمل زكرياتي

هتكوني ليه أجمل زكري وأحن قلب قابلتوا في حياتي

 

أمال // بتقول كده ليه أنا مامتش علي فكرة لما أموت ابقي قول عليه ذكري

حازم // لأن دا مش مكانك

مكانك مع الي ساكن قلبك والي إنتي ساكنه قلبه

أنا ظلمتكو وعذبتكو كتير

علي يستاهلك بجد أنا الي دمرتو

لو كنت كويس زيو كان ممكن تكوني من نصيبي

لكن الطيور علي أشكالها تقع

 

وقبل ما أنسي ....

خلي بالك من سمر لأنها كانت معايا كانت عايزة تنتقم من علي هيا كمان

الي بطلبو منك انك تسامحيني وتدعيلي كل ما تفتكريني

وما تدعيش عليه وإفتكريني بالخير

ثم انحدرت دمعتان ساخنتان من عيون حازم

ارتجف قلبي لكلماته وإرتعدت فرائصي لدمعاته

حاولت أن أتكلم ولكن ألجم لساني بنظرته الحانية وضمته الحنونة

 

ثم ارتفع أذان الفجر ليعلن عن بداية يوم جديد

يوم عصيب ...يوم عجيب .....

توضأنا وصليت الفجر خلف حازم الذي صلي بي إمام

ثم جلسنا نتلو أيات الذكر الحكيم

وقلوبنا تبكي مثل عيوننا

 

عندما شقشق الصباح طلب مني حازم أن أرتدي ملابسي استعدادا للذهاب إلي المأذون

ثم الذهاب إلي علي... لزيارته سويا فلقد علم أنه وصل مصر أمس

ليلا..............

خرج حازم لينهي إجراءات خاصة بالفندق وتركني

حاولت أن اتصل علي عايدة ولكن الرقم غير متاح

 

أه يا قلبي ماذا أصابك لما لا تأتي الفرحة كاملة

ستذهب إلي حب عمرك ستنتهي الجراح ولكنك تأبي أن تحيا بدون جراح

كأنما أدمنت جراحك

ارتديت ملابسي ووقفت أنتظر حازم للخروج

الذي أتي وبيده أجمل باقة ورد ثم أهداني عقدا كان قد اشتراه لي من قبل

نظر لي بحب جارف

بدون أن أشعر أو أنتبه وجدته يضمني ويرفعني عن الأرض ويدور بي ببكاء

أنها ضمة .......................الوداع

 

خرجنا وركبت السيارة بجوار حازم

الذي لم تفارق يدي يديه طيلة الطريق

 

عند نفس المأذون وبنفس الكلمات

إنفك الميثاق الذي بيني وبين حازم

كما أنفك مع علي من قبل

ركبت السيارة بجواره ثانية ولكن هذه المرة متباعدين فلقد صار أجنبيا عني

صار مثله مثل علي

وها أنا ذا أذهب إليه

وبصحبة حازم

حقا إنها دنيا الغرائب

 

علي بعد خطوات من نفس الحجرة في نفس المستشفي

ألتقي بسمر وهي خارجة من حجرة علي

بنفس النظرة الحارقة التي رمقتني بها

كأنما الاحداث تتكرر و تعيد نفسها

إلا أن هذه المرة كان حازم بجواري يطمئنني

بوجوده ونظرته

 

ولكن

ارتفع صوت أحبه وأعشقه

إرتفع عاليا بالصراخ

لأجري إليه فأجد علي قد فقد الوعي

فترتفع صرخااااااااااااات قلبي الي الله الواحد الاحد

 

دخل طاقما من الأطباء

بسرعة بالغة ليتم الكشف علي

 

رأيت عيونهم مذعورة

وأفواههم متمتمة بكلمات غير مفهومة

ثم بدأت تعلو أصواتهم و تتضح كلماتهم لتعلن عن خطورة حالته

كدت أصاب بالجنون

هل حب عمري في خطر

أبعد أن عاد إليه البصر

أجهشت بالبكاء وكدت أفقد الوعي لولا أن أعانني ربي فدعوته

يا إلهي فرج كربي وأزل همي

 

 

حملوا جسده الساكن

علي سرير متنقل

ثم خرجوا به إلي غرفة العمليات

ليصطحب معه قلبي

 

 

إلي السراب اختفي حازم

....ومن السراب أيضا ظهر أمامي

عائلة علي

(والده ووالدته وأخوته )

الذين ما إن رأوني إلا وقد انبثقت من أعينهم

نظرات الكره والغضب ليجلدوا جسدي وقلبي

بسياط ألسنتهم الحادة فيمزقوني إربا

لتصرخ فيهم .......عايدة

مطالبة الجميع بالصمت

لست أدري من أين أتت

 

 

فتأتي إلي وتضمني إليها بشوق وحنين

فتضمد بضمتها جراحي النازفة

ثم تجذبني من زراعي وتفر بي من هذه الأعين الناقمة

لندخل نفس الغرفة التي سقط فيها نبض قلبي

فأرتمي علي فراشة لأشتم عبيره الغائب عن رئتي منذ زمن

لتتوالي دمعاتي شوقا وحنينا

 

فأسجد لخالقي ورازقي

أبثه أوجاعي و ألامى

اعتدلت من سجودي

 

وجلست علي الأرض

فتجلس عايدة بجواري

لتتلاقي أعيننا

فيطول لقائها

 

 

تساءلت ........

ماذا حدث يا عايدة

لتخبرني و تثرد لي ما حدث

عايدة // وصلت المستشفي الصبح و اطمنت علي علي..

وبعدين روحت للحالات إلي أنا مسئولة عنها في المستشفي

لما انتهيت من عملي رجعت لعلي فوجئت بسمر موجودة معاه

 

سمعتها بتلكموا عنك بتجريح وبأسلوب مش كويس

علي إتنرفز وإتعصب عليها بصوت عالي وقالها اخرجي بره

لكنها قالتلو والغل والشر في عينيها

الهانم إلي إنت بتدافع عنها ومخلصلها أوي كده ومش مستحمل عليها كلمة

باعتك مع أول مشتري.......

....صاحبة الصون والعفاف إتجوزت صاحبك حازم الفيومي

ولو مش مصدقني إتفضل أدي الصور

ولو عايزني أجيبلك قسيمة الجواز كمان أنا تحت أمرك

 

 

توقفت عايدة عن الكلام ودموعها تنهمر علي وجنتيها

فتسارعت دقات قلبي وارتفعت شهقاتي رغما عني

أمال // وبعدين يا عايدة بالله عليكي كملي إيه إلي حصل

عايدة // عيون علي إتحولت لجمرة نار و جسمو بدأ يرتعش

فصرخ فيها وطردها شر طرده

 

بدأ يرتجف بشدة و يئن بصوت عالي ذاد الألم

حاولت أهديه

ومجرد ما قولت له // ما تظلمش أمال يا علي

سألني وهو بيصرخ والشرر طالع من عينيه انتى كنتى عارفه يا عايدة

 

ارتبكت وفضلت مش عارفة أعمل إيه خفت عليه لاني عارفه ان حالته لسه ما استقرتش

فصرخ فيه بصوت عالي فاضطريت إني أحكي لو علي كل إلي حصل

كل دا وسمر واقفة بتسمع كل كلامنا

فوجئت بيها واقفة قدامنا و بتقولو

ماتصدقش يا علي عايدة بتقولك كده علشان خايفه عليك من الصدمة

لكن لازم تعرف الحقيقة

لازم تعرف أنها زيها زي أي واحدة عرفتها

 

عايدة //طبعا علي مش هيصدقها ويكذبني فقال لها اطلعي بره وأنا كمان زعقت لها وطلبت منها تخرج بره كفاية كدا

خرجت وفي نفس اللحظة أخويا حبيبي ما قدرش يتحمل الصدمة ففقد الوعي

أنا السبب..أنا السبب يا أمال في إلي حصلو

أنا إلي ضغطت عليه وأنا عارفة إن ظروفو ماتتحملش أي إرهاق جسدي أو ذهني

أجهشت عايدة بالبكاء و ارتمت في أحضاني

فأحرقتني دموعها التي أذنت لانهار دموعي بالفيضان

 

 

ارتجف جسدي الملتهب بنيران الجوي

دارت الدنيا من حولي

لست أدري أخير أصابني أم شر

ولكني رغم أنيني و الامي رغم رضايا بما قدره ربي

تسارعت شهقات قلبي الذي طال ما ارتفعت صرخاته لله الواحد الأحد

 

أفاقت عايدة من بكائها ومسحت دموعها الغزيرة بيديها

ثم نظرت لي متسائلة

عايدة // لكن إنتي جيتي هنا إزاي وعملتي ايه مع حازم

أمال بابتسامة واهنة // حازم هو إلي جابني

عايدة بذهول// بتقولي إيه انتي بتتكلمي بجد

جايبك ليه علشان يثبت لعلي كلام سمر

ويدمرو أكتر ما هو متدمر

 

أمال // لا يا عايدة ما تسيئيش الظن في حازم

حازم طلقنني.....

وجاي علشان يبارك لعلي علي نجاح العملية و يطمنوا انو ما لمسنيش

عايدة بصراخ // إنتي بتقولي ايه إزاي دا حصل مش معقول

أمال // الي حصل بفضل الله إن حازم حس بالذنب وندم علي كل إلي عملو

عايدة // وإنتي صدقتيه دي أكيد خدعة من خدعو الشيطانيه إستحالة أصدق الكلام دا

أمال // صدقيني يا عايدة

 

عايدة // استحالة يا أمال وبتتكلمي بجد يعني طول المدة دي مالمسكيش

أمال // بعد ما كلمتيني ...جاتلي البريود

والنهاردة كان أخر يوم ليها

عايدة // سبحان الله.. يعني ربنا هو إلي حفظك ...

لكني مش قادرة أصدق إن حازم دا يحس بالذنب دا فقد حاسة الإحساس من سنين

أمال // ياعايدة رحمة ربنا أوسع مما نتخيل...ولا تقنطوا من رحمة الله

ربنا يثبتنا علي دينه ويرزقنا حسن الخاتمة

فقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء

فيصبح العبد مؤمنا ويمسي كافرا

ويصبح العبد كافرا ويمسي مؤمنا

 

عايدة // استغفر الله العظيم ...فعلا ونعم بالله ربنا يثبتنا علي دينه

أخذتني عايدة في حجرة مكتبها لنتوضأ ونصلي ونتلو أيات القرءان الكريم

طال الانتظار

ربما فقدت الإحساس بمقدار الزمن

فأنا الان لي زمني الخاص

كما لي أيضا عالمي الخاص

 

لست أدري هل أختار أن يسرع الوقت أم يبطئ

فتارة تتسارع دقات قلبي

وتارة تتلاشي

ولكن الشيء الوحيد الذي مازال يضيء بداخلي

هو حسن ظني بربي

فعلي.. بين يدين الرحيم

 

 

دعوته كثيرا ورجوته طويلا

حتي حضر أحد الأطباء قائلا

الطبيب // دكتورة عايدة المهندس علي محتاج نقل دم بسرعة

قبل ما الامور تخرج عن ايدينا

عايدة وهي تسرع // حاضر يادكتور هنتصرف

هيا حالته خطر للدرجة دي يادكتور

الطبيب // الصدمة كانت قوية وخاصة وهو لسه خارج من عملية خطيرة زي دي

لكن ما أكدبش عليكي فرصة إنقاذه ضعيفة لازمو دم كتير

 

أمال بلهفة // أنا فصيلة دمي نفس فصيلة دمو يادكتور

أرجوكم إلحقوه بسرعة

الطبيب // طب يلا بسرعة وهنحتاج كمان مااظنش ان الكمية الي هناخدها منك كفايه

أمال // لا يادكتور خدوو كل الدم الي يكفيه أرجوك يا دكتور

 

في حجرة أخري في المستشفي ..جلست علي احدي الأسرة البيضاء

وقد قام الأطباء بأخذ كمية كبيرة من دمائي

بعد أن انتهوا من الفحوصات اللازمة

ليضخوها فيمن سكن أوردتي وشراييني

أكاد أجزم أن قطرات دمي لن تشعر بالغربة في شرايينه

لأنها تعرفه جيدا...بل تشتاق إليه مثلي

 

أغبطك يا دمائي

ستسبقيني وتسكنين في أوردته

كم تمنيت لو أملك ما هو أغلي من دمائي فأفديه به

لا كم تمنيت لو كنت أنا من تسكن أوردته وشرايينه

ولكن يانفس لما الطمع ألم يكفيكي أن تختلط دمائك بدمائه فتبثه حبي وأشواقي

 

كنت حقا في قمة سعادتي

رغم الدوار الذي شعرت به

ولكني تحاملت حتي لايعيدون الي قطرات الدم ثانية

 

 

ذهبت مع عايدة وجلسنا بالقرب من باقي الأهل

ننتظر ما أقسي الإنتظار

فصدقا قالو

الإنتظار نار والقلق ....قلب إتحرق

بعد مضي االوقت الذي لا أعلم طال أم قصر حتي خرج الأطباء

فأسرعت عائلة علي إليهم

 

رأيت علي وجوههم البشر

فاستبشر قلبي

الذي مازال ينزف حبا

تلألأت في عيني دموع الفرح

لتحمد الله علي فضله وكرمه

ارتجف قلبي طربا

لجود الكريم

الذي انعم علي كثيرا

فلهج لساني بحمده وشكره

 

 

مر الوقت حتي أخبرونا أن علي أفاق من غيبوبته

طارت قلوبنا فرحا ولكن

كما اختفي حازم فجأة ....

ظهر أيضا فجأة

لم يلتفت لأحد

ولكنه استأذن الأطباء للدخول لعلي في أمر هام

 

فأذنوا له

ولكن إخوة علي منعوه

فأسرعت عايدة

وأذنت له بالدخول

لست أدري لما أقلقتني كلمات عايدة

هل خدعني حازم

وأراد أن ينتقم من علي

 

هل كانت مجرد خدعة

هل كلامه ومرضه كان فخ لشيء ما

أصابني القلق

وندمت علي تسرعي

ولكني دعوت الله

أن يحفظ علي من كل سوء

فهو القادر علي كل شيء

 

ما هي إلا لحظات وخرج حازم وسط ترقب الجميع

هنا اقترب مني وأخبرني أن علي ينتظرني

مد يده لي بالسلام ولكنه تذكر أنني

لا يجوز لي أن أسلم عليه فقبضها سريعا

ثم نظر لي بأسي حاول إخفاؤه

 

ثم انصرف بعد أن طمئنني أن كل شيء علي ما يرام

وأنه حاول إصلاح ما أفسده

خرج مسرعا كأنه يفر مني

أو يفر من نفسه أو من الجميع

الذين تحولت نظرتهم إلي ذهول

عرفت ذلك من جحوظ أعينهم و فتح أفواههم

 

بضع خطوات تفصلني عنه

خطوات قليلة

وأرتمي في أحضان من سكن الفؤاد

لأشتم عبيره

فأملأ به رئتي

لأذوب فيه

عشقا

.........

ولكن مهلا

فعلي مازال لا يحل لي

وأنا مازلت في فترة العدة

يا إلهي

سأنتظر ثلاثة أشهر

 

لا يحل لي أن أضم يدي إلي يديه

أن أرتمي في أحضانه

لا بل لا يجوز لي حتي ان أخرج من بيت أهلي

ولكن يجب أن أحمد الله علي كل حال ففرج الله قريبا

اقتربت من باب الحجرة التي يرقد فيها علي

 

علي ..

.الذي ما إن رأيته حتي شعرت بأن الشمس قد أشرقت بنورها الوضاء

فأزاح عن قلبي كل الغيوم والثلوج

 

 

رأيت إبتسامته الساحرة

وعيونه الفاتنه

يا إلهي ما أبدع خلقك

وما أبهي حسنك

اقتربت منه علي استحياء

ودموعي تتلألأ في عيني

لا هذا ليس أوانك أيتها الدموع

ألم تنضبي بعد ؟؟؟؟؟؟

لست أدري ما سر تلعثمي و ارتباكي

لما ترتجف ياقلبي

نظر لي بحب

فزادني خجلا

لتتسع ابتسامته فتظهر غمازتيه

تلاقت أعيننا

في شوق

ففضحتني عيوني كما فضحته عيونه

تبا لعيوننا

التي لا تستطيع كتمان الأسرار

قد حكي الشوق ويحكي صادقا من غير شكي

إن طول البعد يبكي لهفة إلي اللقاء

..............

هنا دخل الجميع ليزيد ارتباكي وحيائي

أخفضت بصري إلي الأرض

ثم استأذنت بالانصراف

 

اصطحبتني عايدة ثم ضمتني إليها كثيرا وأوصلتني إلي منزلي

دخلت منزل أهلي

وسط حيرتهم وذهولهم

أعلم جيدا فيما يفكرون

ماذا أتي بي إليهم وأنا مازلت في شهر العسل

تري ماذا سيفعلون عندما يعلمون أنني عدت إليهم مطلقة للمرة الثانية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

دلفت إلي حجرتي

التي ضمتني إليها بشوق تواسيني

رغم أنني لم أغب عنها هذه المرة كثيرا

ولكنها يبدو كانت تشعر بحجم معاناتي

لذلك إحتوتني بداخلها برفق

 

إرتمينت علي فراشي بقلب جريح دامي ألجمت صرخاته

وأعين تحجر فيها الدمع وكأنه يأبي النزول

فلقد صعقتني كلمات أمي

عندما علمت بنبأ طلاقي

بعد أن ضربت بيديها علي صدرها فقذفت في وجهي وابلا من الإتهامات والإهانات

لقد شبهتني بفتيات السوء التي لا تصلح لأن تكون زوجة وأم

توعدتني بأن أري وجه أخر لم أره من قبل

 

رمتني بكل التهم

أخبرتني بأنها لن تستطيع أن ترفع وجهها بعد الان في وجه الناس

فلقد جلبت لهم العار بكثرة زواجي وطلاقي

لم أتوقع ابدا أن يكون هذا رد فعل عائلتي

أعلم الناس بي

فكيف بالأخرين

الذين لا يعلمون عني شيئا

 

سألت نفسي

هل أمي محقة فيما قالت

تري هل أخطأت في حقهم

أم أخطأت في حق نفسي

 

أم أن الأيام أبت أن تبتسم لي بسلام

فزادتني رهقا

ولكن صبرا يانفس

فيكفي أن معي ربي سيهدينى

سبحانه وتعالي يعلم السر واخفي فثقتي بربي بلا حدود

مهما إشتد الظلام فالكريم لن يضيعني

سيبزغ نور الفجر

وإن طال الليل

فلن أمل الإنتظار

......................

 

مر أسبوع وأنا حبيسة في غرفتي

أتجرع مرارة الظلم من يد أمي وأبي

ولا يتقرب مني إخوتي أو يحدثونني إلا

خفية وهمسا

جردوني من حنانهم فصرت أرتجف في صقيع الظن

حتي أغرقوا قلبي في غياهب الحزن

كما جردوني أيضا من هاتفي وجهاز اللاب توب خاصتي

.................

بعد الإنتهاء من قيام الليل وتلاوة وردي القرءاني

تذكرت حازم

فرغم أن زواجي منه لم يكن فعليا

إلا أن دخوله حياتي وخروجه منها

ترك في أعماق نفسي شرخا غائرا

جعلني كلما مر بخاطري ذكراه شعرت بالأسي من أجله

فزرفت عيوني دمعا حارا

فأدعو له بكل خير من أعماق قلبي

.................................

إنتهت أجازتي المدرسية فعدت إلي المدرسة

وأمي مازالت لا تخاطبني

ولم تغرقني كعادتها بحنانها المفقود و بدعواتها

الغالية

خرجت بعد أن أعطاني أبي بعض الشطائر بدون حتي ان يبتسم لي

رغم أن أبي يعاملني بقسوة إلا أنني أشعر بأنه يلتمس لي بداخله بعض العذر

فهو من رباني ويعرفني جيدا

ولكنه بدون شك غاضبا مني

وخاصة بسبب إصراري علي التكتم الذي يذيدهم

سخطا علي

 

في المدرسة إستقبلني زملائي من المدرسين والمدرسات بالتهنئة والمباركة

فيما عدا

مدير المدرسة الذي إستقبلني بصمت وبرود يستتر بداخله

الغضب المشتعل

فإستقبلتهم جميعا بإبتسامة واهنة

تريد أن تصرخ ولكن هل للصراخ من سبيل

 

إنتهي يومي الدراسي

وما زال جرحي غائرا

لا أستطيع أن أخفيه ..ولا أستطيع أن أظهره

خرجت مع سامية التي كانت في شوق لمعرفة ماذا حدث لي

بعد إستماعها لي تحولت الي تمثال من صخر

لا يتحرك فيه إلا دموعه الجاريه علي وجنتيه

 

تنهدت بحزن

فرغم ما أخبرتها به فمازال في أعماقي سرا لم يمكنني البوح به

لها أو لغيرها

هذا السر

هو

مرض حازم

الذي أؤمن حق الإيمان أنه ليس من حق أي شخص أن يعلم به

فلقد إستأمني علي سره وإن لم يطلب مني ذلك

 

فإني أعلم جيدا

أن المرض من العورات التي لا يجب أن يطلع عليها عامة الناس إلا بإذن صاحبه

من أكبر مشاكلي أنني لا استطيع أن أحفظ الأرقام الكبيرة

وخاصة أرقام الهواتف

ولكن من حسن حظي هذه المرة

 

أنني قمت مسبقا بتسجيل رقم هاتف عايدة في كشكول التحضير خاصتي

ذهبت إلي أحد السنترالات

واتصلت بعايدة لأطمئن علي علي أولا وعليها ثانية

فما أن سمعت صوتي حتي إنفجرت في غاضبة

لتخبرني بأنها حاولت الإتصال بي مرات عديدة

ولكنها كانت تجد هاتفي مغلق

أخبرتها أنني لا يمكنني أن أتحدث إليها الأن

فالشاب الذي يعمل في السنترال

 

ينظر لي نظرات أقلقتني

وشعرت بأنه يتصنت علي

فطلبت منها أن نتقابل غدا

في النادي القريب من المدرسة

بعد انتهاء اليوم الدراسي

إنتهت المكالمة

 

ودفعت للشاب المتطفل تكلفة المكالمة وغادرت المكاان

بسرعة

إنتهي اليوم

ليبدأ يوم جديد

 

إنتهيت من الحصة الأولي

ثم إتجهت إلي حجرة المدرسين

أثناء صعود الدرج

إصطدمت بشخص

كنت قد نسيته تماما

أو قولو تناسيته

إنه .......

عمرو ........

 

الذي فيما يبدو أنه أتي من أجلي خصيصا

لست أدري لما شعرت بالأرض تهتز من تحتي

حينما رمقني بنظرة ساخطة

غاضبة

تحمل في طياتها كل معاني الإحتقار والإشمئزاز

إرتبك لنظرته عقلي

لم يطل الصمت طويلا

 

فبادر الاستاذ عمرو قائلا

ألف مبروك ياعروسة

طريقته الحادة جعلتني اخفض بصري وقلبي يرتجف

ثم أردف قائلا

أنا لما عرفت إن أجازتك خلصت قولت أجي مخصوص علشان أباركلك

 

وأقولك إني كنت بحترمك في يوم من الأيام لكن دلوقتي إنتي أحقر إنسانة شوفتها

إتخميت فيكي وإتخيلت إنك ملاك لكنك طلعتي شيطانه

فضلتي عليه واحد لمجرد إنو أغني مني

ودوستي علي قلبي إلي حطيتو تحت رجليكي

لكن أنا إلي غلطان

إني أثق في أي واحدة غير سالي

وأفتح لها قلبي

حبيت أقولك إنك ماتستاهليش اني حتي أفكر فيكي

أو أضيع لحظة من وقتي علي إنسانة خسيسة زيك

 

لست أدري لما شعرت أن هذا الكلام لا يوجه لي

وكانه يوجهه لشخص أخر

لست أدري لما تحملت كلاماته اللاذعة

هل لأني إعتدت علي ذلك وخاصة في الأونة الأخيرة

تمالكت نفسي وحاولت أن انهي حديثي معه بأسرع ما بمكن

فأسرعت قائلة

 

امال // الف شكر يااستاذ عمرو وربنا يوفقك مع بنت الحلال الي تسعدك

عن إذنك

إنصرفت وتركته

لا أري أمامي

شيء

حاولت كلماته أن تخترق رأسي مرارا ولكني كنت لها بالمرصاد

تربصت لها بكل ما أوتيت من قوة وطردتها شر طردة بلا هوادة

ظلت تلح علي ولكني فكرت في أن أضربها بصاعق كهربائي

فأنا لم يعد في عقلي

حيز لم يملأ بعد

دعوت الله له

 

وحمدت الله

أنه لم يقم بضربي

هكذا شعرت من نبرته

ربما كاد أن يضربني حقا

كان يمكنني أن أردعه

لأنني لم أوعده بأي شيء

ولم أعطي له الفرصة لذلك

ولكنني عذرته والتمست له العذر

 

حاولت أن أركز في شرح الدروس

ولكنني فشلت

فوصل الأمر أن التلاميذ صارو يصححون لي أخطائي

ألهذه الدرجة سائت حالتي

إستعذت بالله من الشيطان الرجيم

واستغفرت الله كثيرا

فعملي سيحاسبني الله عليه يوم القيامه

فيجب علي ان أتقنه

حاولت التركيز وابعدت عني كل الأفكار اللحوحة

 

إنتهي اليوم الدراسي

فمضيت في دفتر الإنصراف وإنصرفت

إتجهت إلي النادي لألتقي بأختي الحبيبة عايدة

جلست أنتظرها

ولكنها هذه المرة تأخرت

طال إنتظاري

ماذا أفعل فتأخري سيتسبب لي بالمشاكل مع أهلي

 

هل أغادر بعد أن أترك لها رسالة

مع العامل في النادي

ولكن ربما لن يعرفها

أو لن يستطيع الوصول إليها

بل ربما لن تأتي

ولكن أثناء إنتظاري

وحيرتي

 

رأيت عايدة قد أقبلت من بعيد

ولكنها لم تكن بمفردها

ياإلهي

لقد حضر **علي** معها

شعرت بدمائي قد فرت من جسدي

رغم أن قلبي خفق بشدة ليعيد دمائي الهاربة

ولكن دون جدوي

هل إستحييت يادمائي من وجوده

فكيف إذن حال دمائي المختلطة بدمائه

 

إهدأي بالله عليكي

فهو من سكن شراييني وأوردتي

الحمد لله

ها قد بدأت دمائي تعود من جديد

ولكنها عندما زاد إقترابه

عادت كفيضان جارف

كاد يخترق جميع الخلايا والأنسجة ليفر هاربا إليه

ليختلط بدمائه الجارية في عروقه

 

إقتربو مني

ووقفو أمامي

حينها تلاقت عيني بأعين علي

فإرتعدت فرائصي

خارت قوايا المتهالكة

ياإلهي

أعني علي ماانا فيه

 

تذكرت تأخري

خشيت أن يراني أحد يعرفني ويخبر أمي وأبي

إستجمعت شجاعتي

رددت السلام

ثم وجهت حديثي لعلي قائلة

الف حمد الله علي السلامة

فرد بصوت شجي حنون

علي //الله يسلمك..... طول ما دمك بينبض في عروقي فأنا بخير إنتي عاملة إيه

أمال بإرتجاف // الحمد لله بخير

ثم أخبرتهم بأني تأخرت

كثيرا

ولكنهم جلسو

في مقاعدهم

ثم اسرعت عايدة قائلة

 

أحنا أسفين ياأمال الطريق كان واقف لدرجة إننا لفينا من طريق تاني

فإتأخرنا غصب عننا والله رغم إننا خارجين قبل الميعاد بمدة طويلة

ماذا أفعل ياإلهي

كان إرتباكي واضحا

أسرعت عايدة قائلة // إيه رأيك في المفاجأة دي

لم أستطع الرد

ولكنني وقفت في مكاني بعد أن حملت كتبي وحقيبتي

ثم أردفت قائلة

أمال بإرتباك وتلعثم // أسفة أنا إتأخرت أوي

مضطرة أمشي دلوقتي

أنا إستنيت كتير

زمانهم في البيت قلقانين عليه

 

عايدة //إحنا لسه ما إتكلمناش

أمال // مش هينفع النهاردة نأجل الكلام ليوم تاني

عايدة // طيب عايزين نعرف نتقدم لباباكي إمتي

أمال // تتقدمو إزاي مش المفروض في شهور عدة

علي بصوت غاضب // لكن حازم بيقول إنو مالمسكيش يبقي عدة إزاي

أمال بإرتباك //مش عارفة أنا كنت فاكرة كده

عايدة // وأنا يا أمال كنت فاكرة كدا لكني سألت شيخ المسجد الي جنبنا وقالي

إن مافيش عدة للمطلقة التي لم يدخل بها

وإستدل علي دا بالاية القرءانيه

(ياأيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها) الأحزاب آية 49

 

أمال // صدق الله العظيم

لكن ياعايدة الناس ماتعرفش انو ما دخلش بيا

ولو حصل إرتباط دلوقتي إنتي عارفة مش هنسلم من كلام الناس

طب ما دخلش بيها ليه وفضلت متجوزا أسبوع إزاي

مش كفاية هيقولو طلقها ليه

 

علي // وانتي خايفه أوي من كلام الناس علي حازم ليه

عايدة // أمال عندها حق ياعلي

ربنا يباركلك يا أمال

إحنا هنستني لغاية ماالعدة تنتهي

وبعدين نتقدم

 

علي // فيه كلام كتير عايز أعرفو منك يا أمال

أمال // أنا أسفة مش هقدر أتأخر أكتر من كده

وماكانش ينفع تيجي تقابلني كده من ورا أهلي

حتي لو أنا عملت كدا وغلطت مرة فدا مش مبرر أننا نكرر الغلط مرتين

وبعدين لو حد يعرفني شافني دلوقتي هيكون موقفي إيه

 

عايدة // عندك حق يا أمال أنا أسفة بجد

أنا إلي غلطت

والمرة الجاية أنا هاجي لوحدي

أمال // حصل خير أعذروني مضطرة أمشي

لأني إتأخرت ساعة عن معادي

السلام عليكم

 

وانصرفت مسرعة دون أن أنتظر رد السلام

ولكن علي إستوقفني مناديا //

 

أمال

فالتفت إليه بوجل

فرمي قلبي بسهام نظرتة الساحرة

ثم أردف قائلا //

لو إتقدملتك بعد تلات شهور وانا مفلس ما أقدرش أجيب شبكة غير دبلتين وشقة صغيرة بالإيجار

هتوافقي بيه

 

 

ويلك أيها الأحمق

ألا تعلم أنك عندي أغلي من كنوز العالم بأثره

أعندك ذرة شك في حبي وعشقي

إيتسمت إبتسامة رقيقة خجولة ثم أومأت برأسي موافقة

 

هنا أسرع قائلا بكل جرأة وقد علت وجهه المشرق اروع إبتسامة //

هاتوحشيني أوي في الثلاث شهور دول

رغم إنك ساكنه جوة قلبي

وبتجري في عروقي

لكنهم هيمرو عليه كأنهم ثلاثين سنة

 

 

فرت الدماء من جسدي خجلا

كل ما إستطعت فعله هو

أنني

ابتعدت بقدر ما تمنيت الإقتراب .

صمت بقدر ما تمنيت الكلام

جفوت بقدر ما تمنيت أن أرويه من أنهار الحب

غضضت بصري بقدر ما تمنيت أن أملأ عيوني بمحياه

فنظرة واحدة منه ..

أغرقتني في أعماااااق بحور عشقه...

أخبرتني عن الشوق الثائر بأعماقه..

 

كان لا بد من الهروب

لا أهرب منه

ولكن من نفسي

التي....

هربت مني إليه

وإرتمت بين أحضانه

وتدثرت بأضلعه

لملمت ما تبقي من نفسي عنوة

وهربت ........

 

كان يجب أن أهرب بها

قبل أن أسقط صريعة

هذه النفس الغارقة في بحور العشق

فكما تعلمون

إن النفس لأمارة بالسوء

 

 

عندما إبتعدت بما يكفي

وقفت ألملم أنفاسي الهاربة

ففرت من عيوني دمعات ساخنة

ملتهبة بنار الشوق

 

ويحك أيها الحب...

فأنا لا طاقة لي بسياطك ...

ويحك أيها النفس...

فلقد أرهقتيني بترويضك...

تذكرت قول الحق جل في علاه

( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ..قد أفلح من ذكاها وقد خاب من دساها )

دعوت الله

أن يجعلني من المفلحون

 

 

ظل هذا حالي طيلة ثلاث أشهر

أخوض معركة حامية الوطاس

مع

نفسي

التي بين جنبي

فهي ألد اعدائي

يأتي بعدها الدنيا والشيطان والهوي

 

كما ذكر الشاعر الصحابي الجليل سيدنا حسان بن ثابت

إنـي ابتليت بـأربع مـا سُلِّطوا.... إلا لشـدّة شقوتـي وعنـائي

ابليس والدنيا ونفسي والهوى...كيف الخلاص وكلهم أعدائي

بمـعية الرحــمن ونــهج حبيبـه ... أبــلغ بـإذن الله رجـــائي

 

إستعنت بالله علي نفسي الأمارة بالسوء

التي ما فتئت تراودني للإتصال بعلي

مجرد أن أستمع لصوته فقط...

أراه ولو من بعيد....

ولكنها

 

تعود من جديد فتلومني

تلك النفس اللوامة ما أقسي سياطها

أداوم علي ترويضها

بالدعاء والصلاة والقيام والإستغفار والقرءان

حتي أكرمني ربي

فجعل نفسي مطمئنة

راضية بحكمه جل وعلا

..........حيث قال

(يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلي ربك راضية مرضية فإدخلي في عبادي وإدخلي جنتي )

 

 

ليأتي اليوم الموعود

الذي تخبرني فيه عايدة بأن علي إتصل بوالدي يستأذنه بأن يأتي لزيارتنا ليتقدم لي ...

فإخترق قلبي ضلوعي ليرفرف طائرا في الفضاء الفسيح

في الميعاد رن جرس الباب معلنا عن قدوم من سكن أوردتي وشراييني

فتصادمت قطرات دمائي المتلهفة إلي رؤياه

 

الكثير من القطرات هرولت مسرعة من الطريق الخطأ والأخري سلكت الطريق المعاكس

وأخري قليلة أخذت تصيح النظام النظام ايها القطرات المنهمرة

حدثت بلبلة في شرايني

فتوقف قلبي عن الضخ مناديا للجميع بالهدوء

 

ولكنها لم تطمئن وتهدأ إلا عندما لهج لساني بذكر الله

ألا بذكر الله تطمئن القلوب

هنا بدأت جميع القطرات تسير بإنتظام

وبدأ القلب من جديد يضخ أنهار الدماء

التي تتراقص طربا وفرحا

ولكن مهلا توقفوا عن هذه الضوضاء

 

 

لقد إرتفع صوت والدي

ليعلن عن رفضه التام..... لعلي

رافضا أي جدال أو نقااش

 

هنا إلتحفت قطرات دمائي بلون الحزن عندما سمعت صوت فتح الباب وغلقه

فأغلقت الدنيا في وجهي

ليعلن قلبي عن حلول فصل الحداد

الذي تسقط فيه أوراق الشجر

وتتصارع الرياح والأعاصير

ونرتجف من شدة البرد

رغم إرتفاع درجة الجحرارة

 

 

أراكم تتعجبون من صبري

ولكن لا تتعجبون

فصبري هو كنزي

هدية الرحمن لعباده

بل هو أغلي نفحاته

 

...........

أراكم تتعجبون من تكتمي

فكيف أفصح عما يجيش بقلبي

هل أشوه صورة من سكن قلبي

هل أخبر أبي بماضيه الملوث

الذي قد يجعله يرفضه للأبد

أم أخبره أن حياتي معه كانت في خطر

فكيف لأب أن يأتمنه علي إبنته ثانية

................

هل تشعرون بمقدار حيرتي

والامي

ولكن لا تنسون حصني الحصين

فهو إيماني بربي

يقيني بربي

فرغم دموعي ونزيف جرحي

إلا أنني أنشدت أدندن قائلة

 

يا صاحب الهم إن الهم منفرج

أبشر بخير فإن الفارج الله

 

 

كلمات أنشدتها أدندن بصوت حزين جريح

لعلها تخفف من ثقل أحزاني وألامي

لعلها تبشرني بأن الهم منفرج

رغم أن كل الأبواب قد أغلقت في وجهي

ورغم إرتفاع شهقاتي

إلا أنني أري من بعيد الظلام ينجلي

واري فرج الله أت

 

 

بعد مرور اسبوع

توفيت عمة والدي

فإصطحب أبي أمي للذهاب إلي بلدتها البعيدة لتأدية حق العزاء

وهنا إضطرو إلي ترك هاتفي لي مؤقتا حتي يأتوا من هناك

لأنهم سيقضون ثلاثة أيام في العزاء

ثم يأخذوه مني بعدها

 

رغم أنني لا أعرف عمة والدي هذه إلا أنني حزنت شديدا لحزن والدي

مر أول يوم في العزاء

وأنا أرعي إخوتي وأهتم لأمرهم

وأقوم بدور الأم والاب

واستقبل مكالمات والدي المتكررة للإطمئنان علينا

فأطمأنه وأطمأن والدتي التي تحدثني بإقتضاب

 

في اليوم التالي رن هاتفي ولكن هذه المرة

كان المتصل

حازم

 

الذي كان أخر شخص تخيلت أن يحدثني

إرتجفت يدي وأنا أرد عليه

وبدا علي صوتي الإرتباك

يبدو أنه كان يرتبك أيضا

وبدأت المحادثة

 

حازم // إزيك ياأمال

أمال // الحمد لله إزيك إنت ياحازم

حازم // الحمد لله ...أنا أسف إني بتصل لكني حبيت أطمن عليكي

وعلي علي

أمال // تطمن علي علي إزاي مش فاهمة

حازم// إيه إنتو لسة مااتجوزتوش ولا ايه

أمال // إحنا مش هنتجوز أصلا

علي إتقدم وبابا رفضو رفضا تام

 

حازم // ما تعرفيش رفضو ليه

أمال // لا بصراحة ما أعرفش حاجه أكيدة وما حدش فتح معايا الموضوع

حازم // طيب إنتي كويسة

أمال بحزن // الحمد لله علي كل حال

حازم // حاولت أتصل اتطمن عليكي قبل كده أكتر من مرة لكن تليفونك كان مغلق

قلقت عليكي

أمال // لا ما تقلقش أنا بخير لكن أرجوك ما تحاولش تتصل علشان بابا وماما وإنت عارف يعني

أنا أسفة بجد لكن غصب عني

 

حازم // حاضر ما تقلقيش أنا كنت عايز أطمن عليكي

وأطمنك عليه إني دلوقتي عايش أسعد أيام حياتي

وبشكرك لإنك كني سبب في الخير الي انا فيه دلوقتي

امال // إنت إلي إنسان كويس وتستاهل كل خير

ربنا يسعدك يارب

حازم // السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أمال // وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

تعجبت كثيرا من أسلوب حازم وطريقة حديثه

ولكنني إنشغلت بمسؤليات البيت واخوتي

 

عاد أبي وأمي بعد أن إنتهو من واجب العزاء

وبعد ذلك بيومان

كانت المفاجأة

عدت من المدرسة لأجد حازم عندنا يجلس مع أبي في الصالون

 

إضطرب قلبي ...وتسائلت ماذا يريد

دخلت غرفتي وجسدي يرتجف

توضأت وصليت أنتظر أن يخرج ولكنه أطال المكوث

هنا إقتربت من باب الصالون وإختبأت خلف أقرب ستارة

لترتعد فرائصي لكلمات حازم

وجدته يتحاور مع والدي كأنهم أصدقاء

 

ثم تلا حديثه بأيات الكتاب الكريم

وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ(232){ البقرة }

 

 

ذاد إندهاشي من هذا الذي يتكلم

إنه يتلو أيات الكتاب الحكيم بفصاحة وطلاقة كأنه يحفظ كتاب الله منذ سنين

كلماته خاشعة مرتبة

تتغلغل في أعماق النفوس

 

كدت لا أصدق ما سمعت لو أخبرني بذلك شخص أخر

ولكنني أستمع إليه بأذني

سمعت صوت أقدام أمي تقترب

فأسرعت وإختبأت بحجرتي

وقلبي يرتجف من دهشته وحيرته

 

ماذا يقصد حازم بهذه الاية

ياإلهي

طال إنتظاري

ليخرج حازم مودعا والدي بود شديد

ثم يتلو صوت غلق باب المنزل

طرقات متتالية علي بابا حجرتي

فأسرعت بفتح الباب

 

لأجد أبي الذي ما إن رأني حتي فرت دمعتان من عيونه

وضمني إليه بحنان جارف

كأنه يعتذر عما حدث لي

وبعد طول عناق

نظر لي مبتسما

 

 

ثم أردف قائلا //

أنا كنت عارف إني ربيتك أحسن تربية

وانك انتي واخواتك أغلي كنز واغلي هدية من ربنا

سامحيني ياامال

رغم قسوتي عليكي يابنتي رغم اني كنت حاسس اني ظالمك وكنت دايما بكذب نفسي وبقول فيه حاجه غلط

سامحيني لاني علي ايدك اتعلمت الي عمري ما اتعلمتو في سنيني الي فاتت

 

صمت قليلا

ثم اردف قائلا

إتصلي علي عايدة وقوليلها تقول لعلي

بابنا مفتوح ليهم في اي وقتى

 

لن تصدقوني

رغم ما قاله ابي

لكنني خشيت أن أفرح

خشيت أن تنهار أحلامي ثانية

ربما يكون هذا حلم واصحو منه

رغما عني انسكبت عبراتي

 

ولكن أبي ايقظني من عالمي

عندما مسح دموعي بيده

قائلا يلا اتصلي انا واقف مستنيكي

شوفي هايجو امتي

علشان أفضي نفسي

هنا بدات أشعر بأن الكون يزغرد من أجلي فرحا

سمعت صوت الدفوف في قلبي

الذي عاد للحياة من جديد

 

 

ساعدني أخوتي في ترتيب المنزل وتزينه

لإستقبال علي ووالده واخيه عماد والمأذون

الذين أتو في معادهما

جلسو في حجرة الضيوف وقرأو الفاتحة

ثم عقدو الزواج

كنت أجلس في حجرتي وحولي إخوتي وصديقتي سامية

أما أمي الحائرة لقرار أبي فكانت تعد واجب الضيافه في المطبخ

 

عندما إنتهت مراسم العقد

فوجئت بعلي يقف علي باب حجرتي

فأضائت جنباتها

واشرقت شمس قلبي

بالحب والدفيء

 

هنا خرج الجميع

وتركوني وحدي

 

كدت أفقد الوعي

هل أنا مازلت في حلم جميل سأصحو منه قريبا أم أنني في عالم الواقع

ما بك ياقلبي

إهدأ قليلا حتي لا تتحطم

مهلا يا دموعي

كفكفي عني

 

حتي يمكنني أن أراه ...حتي أملأ عيني بنوره

رأيت إبتسامته الساحرة

فشعرت بأن الدنيا كلها تبتسم لي

رأيت في نظرته الحب واللهفة

لا بل العشق والشوق

كاد قلبي يهرب إليه

عندما إقترب مني

 

ممسكا بيدي

ليضع في إصبعي خاتمه

ثم رفع يدي اليه ليقبلها بشوق

رغم فرحتي ونشوتي

 

ولكنني .................

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ولكنني

تذكرت قول الله عز وجل

﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)﴾

[سورة الزمر]

 

خشيت أن أكون من هؤلاء الذين قال الله عز وجل عنهم

تذكرت كم صبرت ورضيت تذكرت قول الله سبحانه وتعالي

(أنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب )

تذكرت كم دعوت الله في كل وقت وحين .....كم بكيت له أرجوه وأتوسل إليه ...كم مددت له يدي

فإستجاب لي عز وجل كما وعدني ...... عندما دعوته سبحانه وتعالي كما أمرني........

 

يجب ألا أنسي الله عز و جل يجب أن أشكره سبحانه وتعالي علي فضله ومنه

كما امرنا بذلك في كتابه الكريم

(فخذ ما أتيتك وكن من الشاكرين )144. الاعراف

(واشكروا نعمت الله إن كنتم إياه تعبدون)114. النحل

 

وليس ذلك فقط بل وعدنا سبحانه وتعالي

بأن يزيدنا من فضله وعطائه إن شكرناه

(وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم...)7. إبراهيم

يارب لك الحمد والشكر حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه

ولكن هل استطيع ان أوفي خالقي حق شكره

لا لن أستطيع ولو قضيت ما بقي من عمري صائمة قائمة ذاكره عابدة ناسكة

هل شكر النعمة بالحمد باللسان فقط أم بأن نحافظ علي نعمة الله ونتقي الله في كل النعم التي انعم بها علينا

 

هل أشكر الله بأن أعاد لي زوجي بأن أتقي الله فيه وأطيعه واحسن اليه

فإذا نظر إلي سررته وإن أمرني أطعته وإن غاب عني حفظته في نفسي وماله وأهله وولده

هل هو شيء من ذلك الشكر أم كل ذلك .... أم شيء أخر غير ذلك وذلك

كيف إذن .................ماذا أفعل لكي أشكر الله سبحانه وتعالي ؟

 

كان علي ينظر لي بحب ولهفة

كأنه لا يصدق نفسه مثلي علي ما نحن فيه

ثم رفع وجهي إليه بعيون عاشقة حائرة

قائلا وهو يضم يدي إلي يديه

علي // أمال أنا مش عارف إزاي أشكر بنا علي نعمه علينا ؟؟

أمال // سبحان الله نفس السؤال الي كنت بسأله لنفسي !!!!

معقوله إحنا أرواحنا متألفة ومتوافقة للدرجة دي !!!

يعني بتفكر في نفس الشيء الي بفكر فيه

 

علي // لازم قبل أي شيء نبدأ حياتنا علي طاعة الله واهم شيء دلوقتي اننا نشكرو سبحانه وتعالي علي فضله

يا إما هيطبق علينا قوله عز وجل

( إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ } البقرة243

أمال // بصراحة أنا مش عارفه اشكرر بنا ازاي ؟

علي // أنا قريت في المعني ده إن الحمد باللسان والشكر بالجوارح

 

أمال والدموع تترقرق في عينيها // ربنا أوزعنا أن نشكر نعمتك التي أنعمت علينا وعلى والديّنا وأن نعمل صالحاً ترضاه عنا ياعفو يا شكور .

علي // أمين ....... ياااارب

إن شاء الله تعاهديني أن الليلة دي ماتناميش نهائي وأنا كمان مش هنام هنقيم الليل ونحمد ربنا علي نعمه وعطائه

وكمان نصوم يوم الاثنين الجاي سوا واجي أفطر معاكي .........

لست أدري هل وجهي فقط من يبتسم أم أن قلبي أيضا يبتسم فرحا بهذا العهد الذي نبدأ به أيامنا سويا

 

ثم أردف علي قائلا / / بقولك ايه انا عايز لما أجي أفطر انتي الي تطبخي علشان أكلك وحشني أوي ومشتاق أكل من إيديكي

أمال // هو أنا هفضل هنا كتير ولا ايه ؟؟؟

علي بابتسامته الرائعة // علي ما ندور علي شقة مناسبة ونجهزها يعني الموضوع ممكن يا خد أسبوع

أمال // ياااااه أسبوع ........طب وإنت بتشتغل فين دلوقتي

علي بإبتسامة خجولة // بصراحة لسه مش لاقي شغل بابا عارض عليه اني اشتغل معاه

لكن انتي عارفه وضعي حساس مع اخواتي وخاصة ان العملية كلفت والدي ملاييين

ومش عايز اكون عاله علي حد أكتر من كده وإن شاء الله هردله كل مليم صرفو عليه

 

أمال // طيب إنت هتدفع تكاليف الفرش والشقة إزاي

علي // أنا معايا الفلوس الي انتي سحبتيها من حسابك في البنك واعطيتيها لعايدة وانا في المستشفي

هتصرف منها لغاية ما ربنا يفرجها عليه وأقف علي رجليه ان شاء الله

وبعد كده هحطهالك في حسابك تاني

 

أمال // معقولة انت بتقول ايه دي فلوسك

علي // أنا مش عايز جدال الموضوع منتهي

أمال // تاني ....الموضوع منتهي طيب والفلوس دي هتكفي

علي // يدوبك هنشوف شقة صغيرة بنت حلال علي قدنا

ونفرشها فرش بسيط علي زوقك وبعدين ربنا يسترها هنكون تقريبا علي الحديدة

 

أمال // إنت ناسي إني بأشتغل ولا ايه

علي // شغل ايه ؟؟؟؟؟؟؟

أمال // إنت ناسي إني إتعينت وبقيت مدرسة

علي // إنتي عارفة كويس قوي إن الموضوع دا منتهي هو كمان .........

أمال // أنا عارفة ان كل المواضيع معاك منتهيه يا علي ....لكن دا معناه انك لسه بتشك فيه

علي بغضب // أمال الموضوع أني طبيعتي ما اقبلشي ان مراتي تشتغل

من غير اي سبب ولو أنا أقبل انك تشتغلي في الظروف العاديه مش هقبل في الظروف الي انا بمر بيها دلوقتي .....

وبعدين احنا هنقضي الوقت في الكلام عن الموضوع ده

 

أمال بإبتسامة // خلاص الي تشوفو ياعلي ما تزعلش

علي // بحبك أوي وإنتي بتسمعي الكلام ...علي فكرة ...

 

 

وفجأة

دخل إخوتي ليهنئون ويباركون لنا

وخاصة ادهم اخي الذي احتضن علي واحتضنني بشدة وبارك لنا

والفرحة بادية علي عينيه فهو اكثر فرد في عائلتي احب علي ....وكذلك علي أحبه

ظلو يباركون ويمزحون إلي أن

 

حضرت أمي ودخلت غرفتي وهي حاملة أكواب العصير

التي وضعتها علي مكتبي وهيا قاضبة الوجه ثم خرجت دون حتي أن تلقي السلام

هنا تركني علي وذهب إلي أمي مسرعا

قبل رأسها ويدها قائلا لها أن الأمر لن يتم إلا بموافقتها ورضاها

هنا أجهشت عين امي بالبكاء وافصحت عن مكنون قلبها قائلة له

 

ماما سميحة // ايه الي يضمنلي إنك ما ترميهاش في الشارع تاني زي المرة الي فاتت

وساعتها تكون مطلقة للمرة التالته وفي الحالة دي مش هنعرف نرفع وشنا في عين الناس

هنا رأف علي لحالها ثم قال لها

علي // أنا مستعد أقدملك الضمان الي تأمري بيه حتي لو طلبتي عمري ضمان أنا موافق مش هيغلي علي أمال

رفرف قلبي في عالم البهجة والفرحة

 

 

وإنتظرت رد أمي التي قالت

ماما سميحة // ربنا يفاديك ياأبني ويفرحك بشبابك ...

يعني توعدني قدام ربنا إنك هتصونها وتحافظ عليها زي عنيك ومهما حصل ما ترميهاش تاني

أرسرع علي قائلا وهو ينظر لي // ياااااااه زي عنيه ايه ياأمي دي أمال عندي أغلي من نور عيوني حتي إسأليها كده

ماما سميحة // طيب والست احسان والدتك ليه ما جاتش معاكم .....معني كده إنها مش موافقة

 

هنا تغيرت ملامح علي وغطي الحزن وجهه قائلا

علي // إن شاء الله ماما هتيجي لحضرتك قريب لكن يعني أنا ووالدي واخويا الكبير مش كفاية

ماما سميحة // لا طبعا إنتو علي راسنا من فوق لكن أنا احب بنتي

تكون محبوبة من كل أهل جوزها مش مكروهه ومطرودة من وسطهم

علي // ما تقلقيش يا أمي إن شاء الله أمال هتكون في قلوبهم كلهم

وبكرة الأيام تثبتلك و أهم حاجة عندي رضاكي ونشوف الفرحة في عينيكي زي أول مرة

 

هنا إبتسمت أمي و أقبلت علي علي وضمته إليها ودعت لنا بالخير ثم أقبلت علي وضمتني وهي تدعو لي وتبكي

ثم قطع بكائنا بابا علي الذي نادانا قائلا إحنا جعنا ياأم أمال مش هتعشينا ولا ايه

هنا أطلقت أمي زغرودة عالية ... ملئت المكان فرحا وبهجة وذهبت لتعد العشاء بصحبة أميمة وأمنية

 

 

أخذنا بابا علي من أيدينا وإتجهنا إلي الصالون

لنجلس بصحبة بابا شاكر والدكتور عماد

سلمت علي بابا شاكر الذي ضمني بحنان جارف وهنئني بود وحب

ثم ألقيت السلام علي الدكتور عماد الذي هنئني قائلا

مبروك ياأمال إنتو استحليتو لعبة عروسة وعريس ولا ايه

ابتسمت بخجل

وضحك الجميع

 

هنا قطع ضحكاتنا صوت جرس الباب

لنجد الطارق .............

حماتي المصون ماما إحسان وباقي إخوة علي وأخواته

تقودهم عايده

التي دخلت بوجهها البشوش وبترحاب وتهنئة وصياح اشاع الفرحة في المكان

ظل الجميع يسلمون ويهنئون ويباركون

 

 

لا أدري كيف حدث هذا إلا أن الله سبحانه وتعالي قد من علينا بفضله

حينما شكرناه فزادنا كما أخبرنا بذلك في كتابه الكريم

حقا لإن شكرتم لأزيدنكم

هنا كانت إنتهت ماما سميحة من إعداد السفرة

 

استعد الجميع لتناول العشاء فوقفنا جميعا ولكن علي جذبني من زراعي غامزا لي ان أظل معه

واستأذن من الجميع أن ننتظرهم في الصالون لحين انتهائهم من العشاء

فقال بابا شاكر // إيه وإنتو مش جعانين ولا ايه

فردت عايدة قائلة // لا يا بابا دول كأنهم واكلين خروف من الفرحة سيبهم علي راحتهم

نظر الجميع إلينا والإبتسامة تعلو وجوههم

 

ولكنني لم أتحمل نظراتهم فأخفضت بصري خجلا .....

فقالت علا // ما تقلقش يابابا زمان حماتو عملالهم عشا خاص

فإبتسمت في وجهها فرحة بها

فرد علي قائلا // هعينلك منو ياعلا بس ماا تخلصيش الاكل الي جوة

امتلأ المكان بالضحكات والفرحه ثم خرج الجميع وتركونا بمفردنا

 

جلست بجوار علي الذي لم يترك يدي ظللنا صامتين

لا نتكلم فعيوننا تكلمت بالنيابة عنا وحكت بكل ما جاشت به قلوبنا

كانت لحظات لن أنساها ما حييت

 

 

شعرت بأن أسبوع وقتا طويلا جدا

تمنيت ان ارتمي في أحضانه لاستنشق عبيره فإزداد خجلي

خشيت أن تفضحني عيني بما خبئت في قلبي فغضضت بصري عنه

فرفع علي وجهي ونظر في عيني قائلا

 

علي // ياااااااااه أنا حاسس ان اسبوع كتير قوي

نفسي الأسبوع دا ينتهي دلوقتي والاقي الشقة

وكل حاجة جهزت واجري بيكي علي بيتنا

وإنتي نفسك في إيه

 

 

أمال بخجل // زيك بالظبط

علي // زيك بالظبط أنا عايز اعرف انتي نفسك في ايه

أمال // عارف أنا حاسه اني الي فيه دلوقتي أكيد حلم حلم من أحلامي

مجرد أني ايدي في حضن إيدك دا كان بالنسبالي من سابع المستحيلات

فضغط علي.. يدي بين يديه بقوة

كأنما يؤكد لي ولنفسه أننا في عالم الواقع وليس مجرد حلم من أحلامنا

 

بعد أن تناول الجميع العشاء والحلويات غادرو جميعا وتركو علي

الذي جلس مع والدي يشرح له ظروفه وما يعزم عليه

ويخبره بأنه لا يملك شيئا من أمر الدنيا سوي مبلغا بسيطا لتجهيز الشقة والاثاث

وانه لا يريد أن يكون عالة علي والده واخوته ويريد أن يعتمد علي نفسه

 

فرد بابا علي قائلا // شوف ياعلي يابني انت زدت احترام في نظري واثبتلي

انك راجل بجد تستاهل اني اديلك امال بنتي تاني وان شاء الله مش هتخليني اندم علي دا

علي // ربنا يخليك ياعمي أنا كنت قلقان جدا من رد فعل حضرتك خفت ترفض أو تقول ان امال كده هتتبهدل معايا

بابا علي // لا طبعا احنا مش مليونيرات وياما مرت بينا ظروف بكل الالوان

وانا مربي بنتي انها تعيش علي وضع جوزها ايا كان حالو

وان شاء الله الفلوس الي كنت هجهز امال بيها المرة الي فاتت موجودة عنتها باسمها علشان مااكونش ظلمتها

ويكون كل واحد ليه حقو وما يقولوش ابونا ظلمنا

 

علي // انت بتقول ايه ياعمي ربنا يخليك لينا وبعدين ما تقلقش الفلوس الموجودة هتكفي باذن الله

بابا علي //الكلام انتهي في الموضوع دا دي فلوس بنتي وحقها انا مش بمن عليكو بحاجة

ثم أعطي لعلي الفلوس لنشتري سويا كل ما يلزمنا

نظرت الي علي نظرة فهمها جيدا فقال

 

 

ايه ياعمي هو الي بعملو في امال هتعملو فيه ولا ايه

بابا علي // وانا زي ابوك وكلمتي تمشي عليكو كلكو ولا مش عجبك كلامي

علي // لا طبعا عاجبني وفوق راسي كمان ربنا يخليك لينا

انا هستأذن دلوقتي علشان ان شاء الله نروح نشوف الشقة بكرة

بابا علي // ما تبات معانا في أوضة ادهم الوقت اتاخر اوي

 

علي // اعفيني ياعمي خليها مرة تانيه ان شاء الله

وسلم علينا جميعا وغادر

ليجعلني انتظر معه اجمل حلم تمنيته في حياتي

 

في صبيحة اليوم التالي حضر علي لنذهب سويا لنبحث معا عن عش الزوجيه

بالطبع سنخوض معا معركة المواصلات فعلي دمرت سيارته في الحادث الذي تعرض له

إنتظرنا اي سيارة أجرة لوقت طويل ولكن بدون جدوي

حتي اضطررنا لان نركب اتوبيس النقل العام المكدس بالركاب

ولكن علي لم يوافق علي الركوب الا تحت إلحاحي الشديد

 

فقال علي مازحا // انتي لسه هتشوفي معايا الي عمرك ما شوفتيه في حياتك إركبي إركبي ...........

بالطبع كان الاتوبيس مزدحما ولا يوجد فيه مكان للجلوس

فوقفنا متجاورين يحيطني علي حتي لا يلمسني احد

ثم همست في أذنه

أمال // خلي بالك من الفلوس الي معاك اصل ممكن يتنشلو منك وساعتها ممكن مانلاقيش كوخ نسكن فيه

علي // شكرا علي النصيحة طب يلا انزلي احسن مانعيش في الشارع

 

إطمأن علي علي النقود في جيبه ونزلنا من الأتوبيس بصعوووووووووبة بالغه

ظللنا نبحث عن شقة مناسبة حتي تورمت أقدامنا وبدأ الشعور بالجوع يتسلل الينا

قرر علي ان نذهب لتناول طعامنا في احد المطاعم الراقية ولكنني رفضت بشدة

وذهبنا إلي أحد المطاعم الشعبية لتناول طعامنا السريع

والذي كان عبارة عن ساندوتشات فول وطعميه والمشهورة بالفول والفلافل

فيجب ان نوفر في النقود ولا نبذر فيها

 

علي // انتي هتنشيفيها علينا من أولها

أمال // إنت هتخلص القرشينات علي المنظره لازم نعيش علي أدنا علشان المركب تسير ياباشمهندس

علي // باشمهندس ايه بقي انتي خليتي فيها هندسة ههههههههههههه

علي وامال // ههههههههههههههه

 

تناولنا طعامنا البسيط في جو يملأه المرح والسعادة ثم صلينا الظهر في المسجد المجاور للمطعم

ثم أكملنا مسيرنا لنبحث عن الشقة التي إعتقدنا أنها إبرة سقطت في كومة من القش

حتي وصلنا الي الهدف المطلوب بفضل الله بعد طول بحث وبعد أن كدنا نشعر بالكساح

كانت شقة صغيرة وخفيفة الدم وسعرها علي أد الحال

كل شيء فيها صغير .......الحجرات والمطبخ والحمام حتي البلكونه أظنها ستحتاج إلي أثاث خاص لكي يناسب هذا الحجم

 

تركتنا السيدة صاحبة الشقة ونزلت لتحضر العقد

هنا إستغل علي خلوتنا ويبدو أن الشيطان لعب في عقله

إقترب مني وقد أحاط خصري بزراعيه

أمال // ايه ياعلي إنت عمرك ما عملت كده معايا واحنا في الخطوبه الاولانيه ايه الي حصل

علي // إنتي مش عارفه إنك حلالي ولا ايه

أمال // بس لسه لما اكون في بيتك

علي // طب ما إنتي في بيتي ساعة واحدة ويكون العقد بإيدي

رغم حبي الزائد لعلي ورغم انه يحل لي

ولكني شعرت بأنني ارتضي بذلك لنفسي الدنية

لقد وثق في اهلي وهناك اعراف وتقاليد يجب ان نحترمها

وكذلك لا اريد أن أقلل من قيمة نفسي في نظره

لست أدري هل أنا مخطأة أم محقة

هل أرفض ام أوافق

 

عندما حكمت عقلي في معضلتي حكم بالرفض .....

 

قاومت قربه ......

فإحترم رفضي واستسلم لمقاومتي ................

رغم أنه يمكنه أن يفعل مايريد بالقوة .........

ولكنه نظر لي نظرة ممزوجة..

.. بالغضب ..والرضا .........

بالحزن ..والفرح ..........

بالخيبة ..والفخر .............

 

 

لم أصدق ما رأت عيني فلم يقسو علي ولكنه عاملني بالكثير من الرقة والود

جعلني أشعر بأنني أميرته الغالية

لا بل جعلني أشعر بأني جوهرة مصونة ولؤلؤة مكنونة

إحتار عقلي هل هذا بسبب اني رفضت

هل سيكون نفس الفعل إن وافقت

لا أدري .................

 

أنا أعلم جيدا أن علي عاني كثيرا من مرض الشك والغيرة

والتي افسدت علينا الكثير من حياتنا السابقة

هل مازال يختبر عفافي وحيائي

.....................

حمدت الله كثيرا أن أعانني علي ذلك بفضله وكرمه

ثم حمدته سبحانه وتعالي كثيرا بعد أن إستلمنا عقد شقتنا الجديدة

وقام علي بقياس مساحة الغرف والمطبخ وأنا قمت بكتابة المساحة في نوتة صغيرة بحوزتي

كادت قلوبنا تطير فرحا بهذه الخطوة التي تقربنا من حلمنا السعيد

 

توضأنا وصلينا العصر في أقرب مسجد ثم جلسنا نستريح في أحد الحدائق العامة

طلب مني علي ورقة أخري وقلم

وجلس يعيد حساباته أمامي

كم سعدت كثيرا وهو يشاركني في كل صغيرة وكبيرة عنه

أخبرني علي أن الشقة قضت علي أغلب المبلغ الذي نملكة

 

أمال // يعني لسه معاك كام

علي // إجمالي الي معايا 55 الف جنيه ما اظنش انهم يكفو تمن الفرش والتجهيزات

أمال // مين قالك هيكفو ويفيضو كمان إن شاء الله

علي بتعجب // إزاي مش فاهم ؟؟؟

أمال // أول حاجة هنتصدق بمبلغ خمس تلاف جنيه للملجأ الي لسه فاتح جديد في المنطقة

ودول طبعا هما الي هيكونو سبب ان ربنا يباركلنا في الباقي

 

وكمان الخمسة الاف دول هما الي هيفضلو والباقي هما الي هخيلصو ذي ما علمنا سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم

عندما سأل أمنا ام المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها عن ما تبقي من الشاة التي تصدق بها

فقالت له مابقي الا كتفها

ولكن الرسول صلي الله عليه وسلم اخبرنا واخبرها انه بقيت كلها إلا كتفها

 

علي // معاكي حق يا أمال لكن بردو الفلوس مش هتكفي للفرش كلو

أمال بإبتسامة // ما تقلقش إحنا هنجيب الأساسيات والضروري لا غير وان شاء الله بعد كده نجيب الي عايزينو واحنا سوا

ابتسم علي ابتسامته الساحرة التي تخطف قلبي ونظر لي بحب جارف

 

 

سألني علي// تشربي إيه

فأخبرته أنني سأعزمه هذه المرة علي حسابي ولكن في مكان أخر

خرجنا بالفعل وإتجهنا إلي أقرب عصارة قصب

وعزمته علي شوب قصب كبيييييييير

استمتعنا بهذا اليوم ثم خضنا معركة المواصلات الضارية .......

أوصلني علي للمنزل وتركني علي وعد اللقاء غدا لإستكمال فرش عش الزوجية السعيد ..............

 

قضيت ثلث ليلتي احمد الله واشكره سبحانه وتعالي علي منه وفضله وادعوه أن يتم علينا فرحتنا وعلي جميع الناس

أديت فريضة الفجر وأذكار الصلاة والصباح ووردي القرءاني

عاونت أمي في أعمال البيت وطهي الطعام حتي حضر علي وإصطحبني أولا للملجأ ....

دفعنا المبلغ المتفق عليه إلي إدارة الملجأ وذهبنا لزيارة الأطفال في الملجأ

رأيت علي وهو يمسح علي رؤسهم برفق وحب

قضينا معهم وقتا ممتعا رائعا أشبعنا فيهم رغبة الأمومة والأبوة بداخلنا

شكرني علي كثيرا علي هذه الفكرة وطلب مني ان نأتي دوما لزيارتهم .........

يبدو أنه تعلق بالأطفال كثيرا مثلي بل ربما أكثر مني

 

ثم بعد ذلك إتجهنا إلي معارض الموبيليا

إخترت بعناية فائقة وبدقة كل قطعة تلزمنا

راعيت كثيرا الحجم الذي ستوضع فيه وتناسق الألوان وراعيت أيضا السعر المناسب لنا

 

بحثنا كثيرا حتي عثرنا علي بغيتنا

ذهب علي بصحبة والدي واخوته وادهم اخي

لحمل الأثاث ونقله

وأنا ذهبت مع أمي وإخوتي لتنظيف الشقة ومسحها وتجهيزها لإستقبال الفرش

حضر الجميع وقامو بوضع كل شيء في مكانه

 

 

رغم بساطة الأشياء إلا أنها كانت في غاية الجمال

وخاصة أنني زينت الشقة بستائر رائعة وبكثير من المرايا والورود

 

تذكرت صفة بيت خير الأنام سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم

والذي تتجلي فيه مظاهر الذهد والعفة وتذكرت مظاهر البذخ والترف و الثراء

الذي يغمرنا الان ولا يرضينا حالنا ولا نحمد الله ونشكره إلا قليلا

 

فكان فراشه صلي الله عليه وسلم حصيرا ووسادته التي ينام ويتكأ عليها مكونه من ادما حشوها ليف

وحكت لنا امنا الغالية السيدة عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلي اله عليه وسلم لم يشبع يومين متتاليين من طعام الشعير

وكانت تمر عليهم الثلاثة اشهر لا توقد الناار في بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم

 

وكذلك تذكرت جهاز السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم وزوجها الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه تذكرت كيف كان فرشها بسيطا جدا وكيف كان بيتها سعيدا مليئا بالرضا ونور الطاعة بالرغم من وجود مثيلاتها في وقتها من تفرش أفخر الأثاثا و الملابس

حمدت الله كثيرا ودعوته سبحانه وتعالي أن يبارك لنا فيما رزقنا وأن يملأ بيتنا بنور الطاعة والحب وأن يديم علينا المودة والرحمة والسكن

 

عندما إنتهينا من فرش الشقة كان المبلغ الذي كان معنا قد إنتهي أيضا .........

حضرت حماتي المصون بصحبة بابا شاكر لزيارتي قبل موعد الزفاف بيوم.......

رحبت بهم كثيرا وكذلك عائلتي

 

أهدياني طقما ذهبيا وفستانا رقيقا للزفاف

جلسوا مع والدي ووالدتي قليلا ثم إنصرفو

 

 

أشرقت شمس اليوم الموعود وهي فرحة مسرورة فأشرقت معها شمس قلبي

التي عادت إليها الحياة من جديد فلونتها بألوان الزهور والورورد

ونشرت شذاها في أرجاء المجموعة الشمسية بل تعدت المجموعة الشمسية لتغطي مجرة درب التبانة بعبق الاريج والورد

رأيت الكون من حولي يبتسم .............

بل أكاد أجزم أن المنازل والأشجار.........

ترقص طربا ..............

والطيور التي استيقظت مبكرا في هذا اليوم لتغرد وتشدو بأعذب الألحان

 

بين كل فينة وأخري

أنظر إلي عقارب الساعة التي كانت تتمايل مع تغريد الطيور

ثم تنظر لي وتخبرني قائلة .....((إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب ))

 

 

ثم أسرعت العقارب في جريانها ليمضي الوقت . سريعا .........

ويحضر من سكن الفؤاد فملأ بحبه شرياييني وأوردتي ...........

 

 

حضر الأهل من الطرفين فقط ...

لتكتمل بهم فرحتنا وسعادتنا الذي شاركنا فيها الكون بأثره

أنشدو و باركو وهنئو ودعو الله لنا

ثم ودعناهم وركبنا سيارة حمايا العزيز التي عطرها و زينها بالورود

 

 

كاد قلبي يغرق من فرط السعادة التي ملأته

فالابتسامة لم تفارق شفتينا منذ صبيحة هذا اليوم

ركبت بجوار زوجي الحبيب .........ورفيق دربي .......... وقائد سفينتي

ضم يدي إلي يديه ثم إنطلقنا بعد أن رددنا دعاء الركوب ...........

ونحن نستمع إلي أرق أناشيد الأفراح المصاحبة بالدفوف ...............

حتي وصلنا ..............

حملني من السيارة

وصعد بي .. إلي عشنا السعيد

 

رددنا دعاء دخول المنزل .........

ودخلنا أغلق علي الباب ووقفنا خلف الباب

تلاقت أعيننا بحب لا نكاد نصدق ما نحن فيه

ارتجفت قلوبنا التي امتلأت بحب الله

 

فسجدنا له شااااااااكرين

جلسنا من سجدتنا وقد إبتلت أعيننا بدموع الشكر

علي // ...بحبك .............

أمال // ...بحبك أكتر .............

ضمني علي بين زراعيه بحب ثم أردف قائلا وهو ينظر في عيني

//رغم اني زعلت منك لما صدتيني في نفس المكان دا رغم اني فخور بيكي ماتتخيليش مقدارك زاد في قلبي أد إيه

حسيت إنك فعلا تستحقي إني أضحي بعمري علشانك مش بعيوني ولو عاد الزمن تاني مش هلاقي أفضل منك تكون شريكة لحياتي

وافديها بعيوني الف مرة ..........

 

أخفضت بصري خجلا فأردف قائلا ..........

أنا حاسس إني فرحان اوووى كل أحلامي إتحققت

ربنا ردك ليه ورد لي بصري ونورتيلي حياتي من تاني ....

أمال بإبتسامة // يارب يجمعنا سوا في جنة الأخرة زي ما جمعنا في جنة الدنيا

 

لم أعد بحاجة إلي صدفتي التي عشت في أعماقها دهرا من الزمان

رأيتها تودعني والدموع في عينيها فإبتسمت لها وودعتها هي وعالمي الخاص ..........

لم أدري كم مضي من الوقت ونحن علي حالنا هذا

فمازلنا نقف أمام باب الشقة ...........

إنتبهنا علي صوت أذان العشاء

فإبتسمنا إبتسامة واسعة .............ألهذا الحد لا نصدق ما نحن فيه

أخبرني علي أنه سيذهب لصلاة العشاء في المسجد

ثم سيأتي ويصلي معي ركعتي النافلة والشفع والوتر

ابدلت ثيابي وتوضأت وصليت العشاء

 

حضر علي الذي طرق ثلاث طرقات ثم فتح الباب ودخل

صلي بي ركعتين ثم صلاة الشفع والوتر

قبل أن نسلم من صلاتنا

رن هاتف علي فسلمنا

ثم نهض علي وهو قاضب جبينه قائلا مين بيتصل بينا دلوقتي نسيت أقفل الجهاز .....

نظر في هاتفه فوجد المتصل صديقه المهندس مصطفي

 

فتح الخط وسلم عليه

ثم بدا الذهول علي وجهه كأنه لا يصدق ما يخبره به ثم علت وجهه إبتسامة رااائعة

أنهي إتصاله مع صديقه وأقبل علي فرحا قائلا // الخير دخل حياتي بقدومك

مش أنا بقولك دايما إنك وش الخير عليه

أمال بحيرة // خير يا علي حصل ايه ؟؟؟

 

علي بفرحة // مصطفي متصل عليه علشان يبلغني ان شركة التأمين عايزاني اروحلها بكرة علشان أستلم تأمين العربيه

تخيلي إني كنت ناسي إني مأمن عليها

أمال // سبحان الله ربنا يرزقك برزق حلال يارب .... هو مبلغ التأمين كام؟؟؟

علي بفرحة // مش إحنا تصدقنا بخمسة ألاف جنيه للملجأ؟

أمال // أيوه .......... ليه ؟؟

علي // تخيلي فضل ربنا سبحانه وتعالي ..... التأمين 500 ألف جنيه

 

أمال بدهشة // ماشاء الله لا قوة إلا بالله .....صدق الله العظيم الذي قال في كتابه الكريم

( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم )

( 261 ) البقرة .

علي // صدق الله العظيم .......الفضل بعد الله يرجع ليكي لانك دايما بتذكريني بحق الله وبفضل الصدقة ....وكنتي واثقة إن ربنا هيخلف علينا

 

أمال // دا الجزاء في الدنيا تخيل الجزاء في الأخرة هيكون عامل ايه

سجدنا لله شكرا علي كرمه وعطائه وفضله العظيم علينا

أسرعت إلي المطبخ وأحضرت كوبين من الحليب

فأصر علي أن يسقيني بيده

 

 

 

اقترب الثلث الأخير من الليل .............

توضأنا شوقا لصلاة القيام سويا و التي فيما يبدو

اأنها قد اشتاقت الي صلاتنا سويا هي ايضا

 

صلي علي بي إمام يرتل القرءان ترتيلا

في خشوع

 

ثم بدأنا ختمة قرءانية جديدة للقراءة

واخري للحفظ...........

ظللنا نحمد الله ونستغفره

حتي إرتفع أذان الفجر ليعلن عن بداية يوم جديد

ولكنه ليس كأي فجر

 

فهو فجر شهد بداية حياة جديدة لقلوب إمتلأت محبه لله

وفي الله ............وإجتمعت علي طاعة الله

.

ذهب علي لصلاة الفجر في المسجد

وأنا صليت في المنزل

ثم رددت اذكار الصلاة والصباح

إلي أن حضر علي ليملأ حياتي بالحب والدفيء

ونستغرق في النووووووووووووووووووووووم

 

 

ارتفع رنين المنبه ليعلن عن ميعاد الإستيقاظ

ليذهب علي لإستلام مبلغ التأمين

بعد أن تناولنا الفطور

وبعد عودته أقترحت عليه أن يستقطع مبلغا ينفقه في سبيل الله

فطلب مني أن أستعد للذهاب سويا الي الملجأ

ثم تناول طعام الغداء في الخارج

 

وافقت بسعادة بالغة

وذهبنا إلي الملجأ

وفي طريقنا قال علي // تصدقي أفضل تجارة هي التجارة مع الله

في كل الحالات الإنسان كسبان

أمال // سبحان الله شوف ربنا سبحانه وتعالي هو الي رزقنا الاموال والانفس

وفي نفس الوقت لو أنفقناها في سبيله بيعطينا الأجر كما قال في كتابه الكريم

(إن الله إشتري من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة )

علي// صدق الله العظيم

 

وصلنا إلي الملجأ أودع علي مبلغا كبيرا في سبيل الله

ثم طلب مني أن نذهب إلي الأطفال لرؤيتهم

والإطمئنان عليهم

قضينا معهم وقتا سعيدا ثم ذهبنا إلي البنك حيث

وضعنا مبلغ التأمين في حسابي الخاص وذلك تحت إصرار علي ..........

 

تسلل الجوع الينا فذهبنا لتناول طعامنا في أحد المطاعم

ثم جلسنا في أحد الحدائق

أمال // ناوي تعمل إيه بالفلوس دي ياعلي

علي // إنتي إيه رأيك ؟

أمال // يعني انت مقرر هتعمل إيه وبتسألني وخلاص

ولا محتار علشان كده بتسألني

 

علي // لا أنا ماقررتش حاجه أنا فعلا محتار مش عارف أعمل إيه

أمال //إيه رأيك تفتح شركة ذي شركتك القديمة

علي // لا لا الفلوس دي ولا أدها تلات مرات أقدر أفتح شركة ذي شركتي القديمة

أمال // خلاص إبدأ بشركة صغيرة وبعد كده تكبر واحدة واحدة

وإنت ليك إسمك وسمعتك في السوق فأكيد دا هيخليك تكبر بسرعة

غير كمان الي أهم من دول وهيا خبرتك

وإن شاء الله شركتك هتكون من أكبر الشركات في العالم كلو .........

 

إبتسم علي لتفاؤلي

ثم قال // مافيش شيء بعيد علي ربنا

يلا علشان نروح ولا لسه عايزة تقعدي

أمال // لا يلا نروح أحسن

 

ركبنا أحد سيارات الأجرة وذهبنا إلي عشنا السعيد

ما إن وصلنا وبعد أن أدينا صلاة الظهر

 

رن جرس الباب

ذهب علي ليري من الطارق

فوجد الزائر

..

..

..

..

حازم

 

 

عندما أخبرني علي أن الزائر حازم تعجبت كثيرا من هذه الزيارة

ولم أخرج من غرفتي

رغم أن علي لم يطلب مني ذلك

ولكن يجب ألا أدع له مجالا للشك

 

أعددت واجب الضيافة

طرقت بيدي طرقتان علي باب حجرة الضيوف

ثم أسرعت إلي المطبخ

 

حضر علي وهو سعيد بفعلي

أخذ الصينية في صمت ثم ذهب إلي حازم الذي

لم يمضي وقت طويل حتي إنصرف .....

حضر عليه وعلي وجهه علامات الدهشة والحيرة

ثم نظر لي نظرات غريبة فإرتبكت لنظرته

تري ماذا حدث !!!!!!!!!

 

علي // مش عايزة تعرفي حازم كان جاي ليه؟

أمال بارتباك // أكيد جاي يبارك...........

علي // لا مش جاي يبارك .......

أمال // طيب جاي ليه ؟

علي // تعالي شوفي ..............

خرجت معه وأنا في حيرة من أمري

دخلنا حجرة الضيوف ..........

فوجدت حقيبة كبيرة ممتلأة بالنقود عن أخرها

 

تعجبت كثيرا لما رأيت ثم سألت علي // إيه دا!!!!!!!!!!!!!!

علي // فلوس ...

أمال // ما أنا عارفة وشايفة لكن فلوس إيه إوعي يكون حازم إلي جايب الفلوس دي

علي // أيوه حازم ...

أمال // وإزاي تقبلها منه إنت مش عارف مصدرها إيه وبعدين هو جايبها ليه

 

علي بهدوء // ماتقلقيش أنا عارف إن كل فلوس حازم راحت

وكنت عارف إن والدو الله يرحمو كان سايبلو ورث عمارات كتير

حازم ماكانش مهتم بيهم ولما خسر كل حاجة

راح دور عليهم باع عمارة منهم وتصدق بتمنها علي الفقراء والمساكين والمستشفيات الخيريه

والتانيه باعها وجاب تمنها لينا بيقول إنو لازم يرد الحق لصاحبو

لأنو ناوي يروح يحج السنادي وعايز ربنا يغفلرو ويتوب عليه

 

علشان كده بيترجاني إني اخد حقي و أساعدو إنو يرجع الحقوق لصحابها

وطبعا لسه فيه عندو تلات عمارات سايبهم يعيش منهم

أمال // ماشاء الله كل الخير دا عندو وكان مش واخد بالو منو وكان ......

يعني ........ علي العموم ربنا يهدييه ويهدينا يارب

لكن إنت قبلت منو الفلوس دي بسهولة كده

 

علي // لا طبعا ماكنتش قابل منو حاجة وكنت مسامحو كمان لكن هو الي أصر وقالي

إنو مش هيرتاح إلا لما يصلح إلي يقدر عليه ..........

أمال // إنت متأكد يا علي إن الفلوس دي حلال .....؟؟؟؟؟؟؟؟

علي // أيوه أنا عارف إن دا ورثو من والدو ووالدو كان راجل كويس ..

 

تعب مع حازم جدا وحاول يصلحو لكن ما قدرش الله يرحمو ....

أمال // سبحان الله ممكن علشان والدو كان راجل صالح ربنا هدي حازم

علي // ممكن .....ماقولتليش نعمل إيه بالفلوس دي ؟

أمال بفرحة //أظن الفلوس دي تقدر تعمل بيها شركة كبيرة ..

علي // يعني مش عايزة شقة أوسع أوعربية وفرش أحسن ..؟

 

أمال بتعجب // إيه الكلام دا لا طبعا الشركة الأول وبعد كده إنت ناسي إنك ناوي تسد ديونك

يبقي لازم تقف علي رجليك

علي // خلاص إعملي حسابك إنتي شريكتي في الشركة دي بالنص

يعني لازم تتعبي معايا ونبنيها سوا طوبة طوبة

 

 

أمال بسعادة لا توصف // بتتكلم جد

علي // إنتي عارفاني أنا بهزر في الكلام دا

أمال // يعني هتوافق إني اجي الشركة معاك

علي بود وحب // بقولك إنتي الي هتبنيها معايا طوبة طوبة....

وهتكوني شريكة ليه

يعني هنكون سوا في البيت والشركة .

لكن خلي بالك علشان تكوني عارفة من أولها

مش هسمح بتقصير منك في البيت

وفي واجبك كزوجة وفي نفس الوقت ما تقصريش في شغلك في الشركة..

 

أمال // يعني عايزني أعمل ايه داانا كنت عند ماما يدوبك برجع من المدرسة أكل وانام وانا هلكانه

عايزني اشتغل وكمان أكنس واطبخ واغسل وامسح

علي // ظبطي أمورك أمال كنتي عايزة تشتغلي إزاي

 

أمال // علي العموم طالما انت شريكي فامش هشيل هم واروح الشركة وقت ماأحب أو وقت ما أفضي

علي // ايه الدلع دا إنتي كده مش ناوية تاكلي عيش.

أمال // خلاص ياكده يانفض الشراكة دي .

علي // لا ياستي إدلعي براحتك وأنا تحت أمرك.

أمال // أهم حاجة ماتنساش حق ربنا في الفلوس دي علشان ربنا يباركلنا فيها.

 

علي // إن شاء الله وكمان نوفر منها مبلغ لمصاريف البيت.

لأن الشركة بنفضل نصرف عليها سنه واكتر وبعد كده يبدأ الربح والمكسب يبان

..........................................

بدأنا سويا في البحث عن مساحة أرض للشركة

ثم بعد أن عثرنا علي مساحة مناسبة وذات موقع متميز قمنا بشرائها

والبناء عليها... أرهقت كثيرة رغم أنني لم أفعل شيء سوي أنني أذهب لزيارة الموقع

والاشراف علي العمال علي فترات متباعدة

بعد شهور عديدة إنتهينا من بناء الشركة

 

قمنا بإفتتاحها وحضر حفل الإفتتاح جميع الأهل والأقارب

والأصدقاء

جميع العمال والمهندسين الذين كانو يعملون مع علي في الشركة القديمة عادو إليه

مضي عام علي إفتتاح الشركة ظل علي يستدين مرتبات المهندسين والعمال من والدة

كان يستدين أيضا للإنفاق علي المنزل

 

 

فتعلمت فن التدبير المنزلي والتوفير حتي في عود الثقاب

وأيضا ترتيب الأوليات في الشراء

تعلمنا فن الزهد الذي أرغمنا عليه رغما

كانت تمر علينا أيام كثيرة لا يوجد معنا مليما واحدا

بل أحيانا كنا ننام ببطون خاوية إلا من القليل من الطعام

فهذا ثمن من تتزوج رجل عفيف النفس هههههه

ورغم ذلك كانت قلوبنا سعيدة وراضية

 

وقبل ان ننام

نحمد الله علي نعمه علينا ونستيقظ من شدة الجوع لقيام الليل والدعاء

واحيننا نتناول السحور لننوي الصيام في الغد

كانت حقا ايام رائعة

 

 

كنت دائما أذكر علي بإن بعد العسر يسر

وعندما يشتد الامر نذهب لزيارة عائلتي أو عائلته ونتناول الطعام معهم .......

 

وعندما تدر الشركة ربحا قليلا كان لا يكفي شيء

ورغم ذلك فلم ننسي زيارتنا الدورية لملجأ الأيتام

والتصدق بالقليل الذي لا نتردد في أن نجود به رغم حاجتنا الشديدة إليه

هذه هي الحياة لا تكتمل ابدا لمخلوق

 

ورغم ذلك كنا في كامل سعادتنا ورضانا بما قسمه الله لنا فيكفينا أن نكون سويا يجمعنا الحب وطاعة الله

لا يكدر صفو هذه السعادة إلا نظرات علي للأطفال في الملجأ وسعادته وهم ينادونه بابا علي

كنت ألمح دمعة حبيسة في عينيه يخفيها بسرعة فترتفع لدمعته صرخاااات قلبي

إلي الله الواحد الأحد

رغم حنين الأمومة في أحشائي رغم أن أكثر ما يؤلمني هي دموع علي

 

 

بدأ العام الجديد فبدأت الشركة تدر أرباحها

بدأ علي بسداد ديونه التي ثقلت كثيرا في العام السابق

 

أثناء هذه الفتره الماضية كانت سامية صديقتي قد تزوجت وأنجبت طفلا جميلا

 

ثم تبعتها أمنية أختي التي إنتهت من دراسة الحقوق

فتقدم لها المهندس مصطفي ورحب به والدي كثيرا

لأنه من طرف علي زوجي الذي ذاد حب عائلتي له

 

تزوجت أمنية وأنجبت طفلة جميلة ورغم ذلك فهي دائمة الشجار مع مصطفي رغم أنه يصبر عليها كثيرا

وكثيرا ما تترك منزلها وتذهب الي بيت الأهل فيعيدوها لزوجها ثم تعود من جديد

فهي رغم كل شيء تحبه وهو يحبها ايضا .....

 

أما أميمة فلقد تخرجت من كلية الطب البيطري بتفوق

وبدأت في تحضير رسالة الماجستير فتقدم لها زميلا لها يحضر ايضا الماجستير معها فوافق عليه والدي

بعد أن طلب من علي أن يسأل عليه وبالفعل وجده طيب السمعة والاصل

................

تزوجت أميمة من زميلها الذي أحسن إليها و عاونها كثيرا في تحضير الماجستير والدكتوراه

وكان أكثر تعاوننا معها خاصة في فترة الحمل

 

 

أما أخي الحبيب أدهم فلقد حصل علي مجموع عالي في الثانوية العامة وقبل في كلية الهندسة

فأقمنا له حفلا كبيرا حضره جميع أفراد العائلة التي كبرت كثيرا بعد زواج أميمة وأمنية

فتأتي كل واحدة منهم وبصحبتها زوجها و طفل جميل

 

أخبرتني سامية في إحدي زياراتها لي بأن الاستاذ عمروإبن الأستاذ عبد العزيز مدير المدرسة

قد تزوج أيضا ولكن زوجته تشتكي دائما من سوء معاملته وتقلب أحواله فدعوت الله له بالخير ...

 

أما المفاجأة والشيء الذي لم يتخيله أحد هو خبر زواج الاستاذ شهاب بسمر

حقا لقد أذهلني هذا الخبر كثيرا هل حقا الطيور علي أشكالها تقع

ولكن فكل شيء عند الله بقدر وكل شيء عنده بمقدار

 

مر عام أخر إنتهينا فيه من سداد ديونننا بفضل الله عز وجل

ثم بدأت الحالة المادية تستقر

أول شيء طلبت من علي أن أساهم مع أخوتي في تكاليف الحج لبابا علي وماما سميحة

سعد علي كثيرا وساهم بالنصيب الأكبر

 

 

ثم قررأن نذهب في صحبتهم لأداء فريضة الحج كما وعدني من قبل

وعندما علمت حماتي ماما إحسان بذلك قررت أن تأتي معنا هيا وبابا شاكر

رغم أنها حجت قبل ذلك

كانت صحبة رائعة حقا وزيارة أروع لاداء هذه الفريضة المتممة لأركان الإسلام

 

فلقد بني الإسلام علي خمس

شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.. وإقام الصلاة.. وايتاء الذكاة.. وصوم رمضان..

وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلا ..

...............

عندما وقفت أمام بيت الله الحرام إستشعرت رهبة وحلاوة في قلبي

ظل لساني يلهج بشكر الله وحمده علي عطائه وفضله

ولكنني علي استحياء أسررت إليه سبحانه بما تمنيت

 

فدعوت أن يرزقني الله طفلا أحمله بين أحشائي يكون من صلب علي

إستحييت لأني شعرت بأني في فضل عظيم ولكنني طمعت في جود الكريم

فلا شيء يعز أو يصعب عليه سبحانه جل في علاه

عدنا من الحج ندعو الله أن يتقبل منا حجنا ويغفر لنا ذنبنا

ويرزق جميع من يتمنو بحج بيته الحرام

 

 

ومر عام أخر وقد تحسنت أحوالنا المادية أكثر وأكثر

وإنتهي علي من سداد تكاليف عملية عينيه لوالده

رغم حاجة علي لشراء سيارة

ولكننا فكرنا سويا في الاخلاص لله وبناء ملجأ للأيتام ولأطفال الشوارع

الذين لا نعلم كيف يعيشون هكذا في الشارع يعانون الجوع والحر في الصيف

والاقسي من ذلك برودة الشتاء

 

فكرنا إذا قام كل رجل أعمال ببناء ملجأ لأطفال الشوارع في منطقته وكفالتهم من مأكل وملبس

وتعليم

لإنتهت هذه الأفة التي تنتج جيلا فاسدا مفسدا ناقما علي مجتمعه يطيح فيه بالقتل والسرقة والمخدرات والبلطجة

بفضل الله قمنا ببناء ملجأ كبير وشامل لكل شيء

بدأ الملجأ في العمل

 

فعمل به الكثير من الموظفون والعاملون

واستقبل الملجأ الكثير من الاطفال

واستقبل ايضا الكثير والكثير من التبرعات

 

سعدنا كثيرا بهذا العمل وما ذاد سعاتنا هو

في الوقت الذي بدأ الملجأ في العمل الفعلي

بدأت تتحرك في أحشائي نطفة طفل صغير

إرتعدت فرائصي لهذا الشعور وبكيت من شدة فرحتي

بالطبع ففضل الله علينا عظيما

 

عندما حضر علي من الشركة لم أدري كيف أخبره بهذه البشري التي لم يصدقها عقلي حتي الان

عندما أخبرته

لم يصدق أيضا هذا الخبر ظن أنني أمزح معه

وعندما أقسمت له ففاضت عينيه بالدموع وسجد لله بذل وخشوع

تصدق بمبلغ كبير وخاصة الي مستشفيات الأطفال

 

وظل علي يقضي ليله ساجدا شاكرا باكيا لله

مرت الشهور التسعة بسلام ..... ثم حانت لحظة الولادة

لن تصدقون فكانت حقا لحظة رائعة رغم ألامها

ولكنها من أروع الحظات لحظة خروج روح من روح

كانت ولادتي ميسرة طبيعيه بفضل الله ثم بفضل الدعوات التي انهمرت علينا

 

.. لحظات

وإرتفع صرخااااااااااااااااااااااااااااااات أنثي......وليدة

فائقة الجمال

حملت في ملامحها قسطا كبيرا من وسامة أبيها وخاصة تلك الغمازتين فزاد حبي لها وتعلقي بها

 

نظرت لزوجي الحبيب وقد أغرورقت عيونه من شدة الفرح يحمل طفلتنا الجميلة

و ينظر إليها بحب وشوق أذن في أذنها اليمني وأقام في أذنها اليسري

كانت فرحته وسعادته تقفز من عيونه

يبدو أنه يغدقها بكل الحب والشوق الذي إدخره لها

 

 

قبلني في جبيني داعيا مهنئا لي ثم ضمني اليه بحب وشوق كبيرين

قائلا // اللهم لك الحمد والشكر حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ........ فخيركم من بشر بالأنثي

أمال // تحب تسميها إيه ياعلي

علي // نفسي أسميها خديجة ... توافقي

اغرورقت عيني وفرح قلبي // سبحان الله نفس الإسم إلي إتمنيت إني أسميه

علي // تيمننا بالسيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ربنا يجعل ليها حظا من إسمها

إرتفعت ضحكاتنا فرحا بمولودتنا ولم نكد نضحك

 

حتي إرتفعت صرخاااااااااااااات تلك الأنثي

فتتسع إبتسامتنا لتزداد حبا في قلوبنا

يبدو أنها جائعة .................

لا تتعجلي يا صغيرتي فما زالت أمامك الكثير والكثير من ..................

الصرخااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااااااات

  • معجبة 2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالكم ؟؟ اشتقت إليكم كثيرا

 

الحمد لله انتهت من وضع القصة

انزلتها كلها لانى عندى مشكلة فى النت

وبيفصل كتير ولأنى وعدت اختى ام استبرق

ان انتهى منها قبل نهاية الأسبوع

فأحببت ان لا اخلف بوعدى معاها

 

@أم استبرق محبة كتاب الله

 

أتمنى ان تستمتعوا بها وتستفيدوا منها

فى رعاية الله وحفظه

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم رياحينوا

جزاك الله خيرا اختي

تعبناك معانا

القصه رائعه وفيها معاني كتير

 

اهم معني اتعلمته ان الله بينصر الذي ينصره

والا ننشغل بالدنيا عن عباده الله و فعل الخيرات

وان الله قادر علي كل شيئ

 

 

جزاك الله خيرا@رياحينوا*أم مريومة*

وجعله الله في ميزان حسناتك

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@رياحينو * أم مريومة *

 

السلام عليك أروى الجميلة

 

كيف حالك ؟؟؟

 

almstba.co_1371578215_316.gif

 

القصة راااااااااااااااااااائعة

almstba.co_1371578218_168.gif

تعلمت منها الكثير :)

جزاك الله خيرا لنقلك إياها لنا وجزا الله كاتيتها خير الجزاء

.

أتعبناك معنا <3

بارك الله فيكِ ، وجعله في موازين حسناتك : )

تم تعديل بواسطة درة أنا بحجابى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@القانته باذن الله

واياكى حبيبتى

 

@@درة أنا بحجابى

الأروع هو مرورك يا سمسمة

وإياكى

 

لا خالص مافيش تعب

انا كمان استفدت من مناقشتكم كثيرا

فجزاكم الله خيرا

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

القصة رووووووعة

فيها حب أمل صبر ووفاء رااائعة بكل ماتحمله الكلكة من معنى

أشكرك أختي على الوفاء بالوعد استفدت منها الكثيييييير من العبر وزادت يقيني بالله أكتر بس حبيت أنوه عن عدة مسائل في القصة مثل قول صدق الله العظيم وهي من البدع المحدثة في الدين وكذلك أرى أن امال وعائلتها رغم تدينهم الا أهم لايحذرو من فتنة الاختلاط هذا فقط ما أردت أن أنوه عليه

والحقيقة أخيتي الحبيبة ريحانو أشكرك جزيل الشكر على فكرة الموضوع وأتيتني بالقصة في الوقت الذي أحتاجه لها بالضبط

جزاااااااااك الله خيراً وبارك فيك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

  • محتوي مشابه

    • بواسطة سُندس واستبرق
      سَأنتَقم مِنْك يَا زَوْجي .. وأصبح أفضل

       
       




       

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


       

      عند الزواج نتمنى كثيرًا، ونرسم في مخيلتنا أحلاما كثيرة



      قد تكون وردية حيوية، وقد تكون أحيانا مثالية



      فعندما نمر بالمواقف الصعبـة ذات الاختيارات المستحيلة



      نتوقف لنعيد تكرار المشهد في أنفسنا بين فينة وفينة



      وقد نُصاب أحيانا بخيبات أمل، وسعادات لم تعد موجودة



      فلنجأ لحلنا النسائي الوحيد فينا هي الفضفضة وذرف مآقينا



      هُنا أخيتي ~ سيكون موضوعنا ليحتوي قلبك ِ



      فـ قلّما تجدي بيتًا لا تتواجد فيه تلك المشاكل



      سواء على الصعيد الخاص أم العام سأضع بين يديك ِ



      حلول واقعية ، وتعامل مع المشكلات بهدوء وروية



      إلا انني اشترط عليك ِ أن تتحلي بهذه الصفات :


       

      أولا : اهدأي وسيطري على غضبك .



      ثانيًا : تحليّ بالذكاء الاجتماعي والعاطفي .



      ثالثًا : لتكن لديك نظرة مستقبلية وأفق واسع


       

      إذا لم تدرك ما هية هذه الشروط الثلاث



      فأنصحك أن تبحثي عنها في المواقع الموثوقة



      لأنني لن أتطرق إليها إلا بشكل بسيط وربما لن يوفيك حقك ِ



      لذا انصحك بتثقيف نفسك ِ حتى تكوني مستعدة لانطلاقتنا القادمة بإذن الله



      فمن ستكون معي : " )


منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×