اذهبي الى المحتوى

المشاركات التي تم ترشيحها

الياسمينة الحلوة

حنان لاشين أم البنين

 

 

لم تكن تعلم أنها ستحبُّه هكذا؛ فكلُّ لحظة تمرُّ وهو أمامَها بوجهه الطيِّب تزيدها عشقًا وحبًّا له! حتى وهما ما زالا في أول أيام زواجهما، هي تشعر أنهما يعرفان بعضهما البعض منذ زمن طويل... نظراته الحنون، وصوته الدافئ، ومحيَّاه الطيب، وخُلقه الجميل.

 

كانت عيناها لا تغادران صفحة وجهه وهو يُخْبِرُها بموعد السفر: سنرحل اليومَ يا حبَّة القلب.

 

حملت بعض الثياب والكثير من الأمل، ارتبكت قليلًا، لكن كتفه القوية أشعرتها بالأمان: لا تخافي سنرحل معًا.

 

ارتدَت ثوبًا خشع على بدنها، وتستَّرت بجلبابها، وسارت بحياءٍ تتحرَّى موضع قَدَمِه لتضع قدمها مكانه حبًّا وطاعةً، وكيف لا، والقلب يتبع القلب؟! وقد سكن قلبُها لديه رضي الله عنه وأرضاه، إنها أسماءُ بنت عميس، تلك الشريفة التي هاجرت بدينها مع زوجها جعفرٍ إلى الحبشة، في فضاءٍ واسعٍ تسابقت ذرّات الرمال لتَلْثِم أقدامهما الشريفة، التي حملت التوحيد بوجلٍ في قلبها لتهاجر به.

 

حرارة شمس النهار لم تحجب وجهه المستضيء عن عينيها، وظلمة الليل لم تنجح في ابتلاع ملامحه الوضّاءة، وكيف تخفي الظلمات وجهًا يشبه في خَلْقه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!

 

وذاقت حبيبتنا الرقيقة مرارةَ الغربة القاسية ولَوْعتها، وتصبَّرت وربطت على قلبها، كانت حلاوة الخشوع ولذّة الإيمان، وروعة آيات القرآن، سَلْوتَها وسلوته في الليالي الطوال.. بعيدًا عن الأهل والأحباب والوطن.

 

وأراد الله أن يلطف بهذا القلب الأخضر، فرزقت الحبيبة من زوجها بصغير كان أول صبيانها، إنه "عبدالله" أول الفرحة.

 

كسَتِ البهجة وجه "جعفر" وهو يحمل ابنه بين يديه، إنه يشبهه، يشبه أباه، وأبوه يشبه الحبيب صلى الله عليه وسلم، تذكره وهو ينظر إليه ويقول له: ((أشبهتَ خَلْقي وخُلُقي))، يا حبيبي يا رسول الله!

 

ازداد شوقُه للقاء النبي صلى الله عليه وسلم، فكلما أطلَّت عيناه على ولده اشتاق له، وكلما تطلعت "أسماء" بعينيها بين زوجها وولدها تذكرت النبي صلى الله عليه وسلم، فاشتاقت لشرف جواره وصحبته، البيت كله يشتاق إليك يا رسول الله!

 

ومرَّت الأيام والشوق ما زال يجول هنا وهناك في جنَبات البيت الطيب، ولدَت أسماءُ بعدها محمدًا، وعونًا، وانشغلت برعاية حبّات قلبها الثلاث، ولما أمر النبي صلى الله عليه وسلم المهاجِرين بالتوجه إلى المدينة، استبشَرَت وكادت تطير من الفرح، وحملت صغارها وعادت تسير خلف زوجها تبحث عن آثار أقدامه لتضع قدمها مكانها، على خطى حبيبها تسير حبًّا وطاعةً.

 

وبعد طريق طويل وصل الأحباب أخيرًا، وتقدم جعفرٌ من الرسول صلى الله عليه وسلم فتلقاه بالبِشْر، وقبَّل جبهته، وهو يقول: ((والله ما أدري بأيهما أفرح، بفتح خيبر أم بقدوم جعفر؟))، يحبه النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف لا تحب "أسماء" زوجَها وتذوب فيه عشقًا؟!

 

سعِدت الحبيبة مرةً أخرى وهي تتأمل ذاك الشَّبه الذي بين ابنها والنبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقرَّت عينها بولدها، وفرِحت وتمنّت أن يشبهه خُلقًا، ويا له من شرف!

 

وكان لا بد من ألم وابتلاء؛ فحبيبتنا عاشت وعينها على الجنة، وما أهل الجنة إلا أهل ابتلاءٍ وصبرٍ وإحسانٍ.

 

توجه جيش المسلمين إلى الشام، وهناك في أرض المعركة اختار الله حبيبها وقرّة عينها وأول فرحتها "جعفر" ليفوز بالشهادة في سبيله، ويأتي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى بيتها، وعلى وجهه التأثر..

 

كانت تشعر أن هناك شيئًا ما! انقباض قلبها، وذاك الخوف الذي يتوسط صدرها ويؤلمها!

سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصبيان الثلاثة، فضمَّهم إليه، وشَمَّهم ومسح رؤوسهم برحمة، وذرفت عيناه الشريفتان الدموع.

 

النبي صلى الله عليه وسلم يبكي! ما الذي أوجعك يا حبيب الله؟!

اقتربت أسماء، والجزع قد ملأ كِيانها، وقد وقع في نفسها ما تخشاه فقالت بوهنٍ:

بأبي أنت وأمي، ما يُبكيك؟ أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء؟

قال: نعم، أُصيبوا هذا اليوم.

 

انفطَر فؤادها، وجُرح قلبها جرحًا بليغًا لفِراقِ حبيبها وقرة عينها، فانهارت باكيةً، تبكي الحبَّ والشباب، وتتوجع رُوحها ألَمًا من الفِراق، وكأن روحه كانت ملتصقةً بروحها، والآن تسلخ عنها لترتقي إلى السماء... سكرات موتٍ لكل حيٍّ يفقد حبيبًا، يعانيها وهو ما زال على قيد الحياة.

 

واساها صلى الله عليه وسلم، ودعا لها.

صبَرت الحبيبة وتصبَّرت على فِراق زوجها الشهيد، واعتصمت بربِّها، ولملمت جراح قلبها، وطوتها، وربطت عليها بدعوات السحر، احتسبت عند الله أجر صبرها على فِراق حبيبها وقرَّة عينها، وباتت تتمنَّى الشهادة في سبيل الله؛ لتفوز بها كما فاز حبيبها.

 

ويأتي النبي صلى الله عليه وسلم مرة أخرى ويسلّم على ابنها: ((السلام عليك يا بنَ ذي الجَناحين))، تدرك أسماء - رضي الله عنها - معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم لولدها؛ فقد أبدله الله عن يديه المقطوعتين - وهو يحاول أن يحتضن راية التوحيد بأي قطعة من جسده حتى لا تهان وتسقط على الأرض - جَناحينِ يطير بهما حيث شاء!

 

أدركت الحبيبة أن حبيبها يطير الآن في الجنة.

لم تجزع ولم تيئَسْ، بل انكبت صابرةً على تربية أطفالها الثلاثة، ولم تمضِ فترة طويلة حتى خطبها أبو بكر - رضي الله عنه - وذلك بعد وفاة زوجته أم رومان - رضي الله عنها - ولم يكن لأسماء أن ترفض مِثل الصِّدِّيق، وهكذا انتقلت إلى بيت الصِّدِّيق لتستلهم منه المزيد من نور الخُلق والإيمان، ولتضفي على بيتِه الحب والوفاء، ورُزِقت منه بولد، وكانت الزوجة المخلصة الوفية، تعينه على حمل الأمانة وأداء الرسالة وهو خليفةٌ للمسلمين، صابرةً محتسبةً، ومُحبةً ودودة، وأمًّا رحيمةً عظيمةً، ولكن ذلك لم يدُمْ طويلاً؛ فقد مرض زوجها واشتد عليه المرض، وأخذ العرق يتصبَّبُ مِن جبهته، فأحس بشعور المؤمن الصادق بدنوِّ أجله، فسارع بوصيته: أن تغسله زوجته أسماء بنت عميس - رضي الله عنها - كلَّفها بالأمانة!

 

وكان مِن وصيته أيضًا: أن تُفطِرَ في هذا اليوم، وقال لها: (هو أقوى لك)، وشعَرت أسماء بقرب الفاجعة، فاسترجعت واستغفرت، وثبَّتها الله - عز وجل - كما ثبتها من قبل، وهي لا تميل بنظرها عن وجه زوجها الذي علاه الذبول إلى أن أسلَم الرُّوح إلى بارئها، فدمعت العين، وخشع القلب، وانفطر الفؤاد مرة أخرى.

 

لكنها لم تقُلْ إلا ما يرضي الله - تبارك وتعالى - فاحتسبت وصبرت، ثم قامت بالمَهَمَّة التي طلبها منها زوجها، حيث كانت محلَّ ثقته، فبدأت بتغسيله وقد أضناها الهم والحزن.

 

ونسِيت وصيته الأخرى، وظلت صائمةً، وعندما جاء المهاجرون قالت لهم: إني صائمةٌ وهذا يومٌ شديد البرد، فهل عليَّ مِن غسلٍ؟ فقالوا: لا، وفي آخر النهار تذكرت وصية زوجها بأن تفطر، فماذا عساها أن تفعل الآن والوقت آخرَ النهار، وما هي إلا فترة وجيزة وتغرب الشمس ويفطر الصائمون؟ فهل تستجيب لعزيمة زوجها ووصيته؟ نعم.. أطاعته حتى بعد وفاته، ودعت بماء وشربت وأفطرت وفاءً له! وقالت: واللهِ لا أتبعه اليوم حِنثًا.

 

ولزِمت بيتها ترعى أولادها من جعفر ومن أبي بكر الصديق - رضي الله عنهما - تضمهم إلى صدرها، وتمنحهم حنانًا وحبًّا بقلب يضمد جراحه بعد انفطاره على الحبيب والزوج مرتين، وتحدب عليهم سائلةً الله أن يصلحهم، ويصلح بهم، ويجعلهم للمتقين إمامًا.

 

ومرت الأيام... وها هو علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أخو جعفرٍ الطيار ذي الجَناحين يتقدم طالبًا الزواج منها، وبعد تردُّد قررت الموافقة على الزواج منه؛ لتتيح له بذلك الفرصة لمساعدتها في رعاية أولاد أخيه جعفر.

 

وانتقلت معه إلى بيته، فكانت له خير زوجة صالحة، وكان لها خير زوج في حسن المعاشرة، وما زالت أسماء ترتفع وتسمو في عين زوجها، فعظُمت في نفسه وعينه.

 

أي مكرمة تلك يا حبيبة، ولدا جعفر وابن الصِّدِّيق لديك في بيت علي كرم الله وجهه!

وتمر الأيام ويشاهد علي - رضي الله عنه - ولدًا لأخيه جعفر يتشاجر مع محمد بن أبي بكر، وكل منهما يتفاخر على الآخر، ويقول: أنا أكرم منك، وأبي خيرٌ مِن أبيك، ولم يدرِ عليٌّ ماذا يقول لهما!

 

وكيف يصلح بينهما بحيث يرضي عواطفهما معًا!

فما كان منه إلا أن استدعى أمَّهما أسماء، وقال لها: اقضي بينهما، وبفكر حاضرٍ وحكمة بالغة قالت: ما رأيت شابًّا من العرب خيرًا من جعفر، ولا رأيت كهلاً خيرًا من أبي بكر.

 

وهكذا انتهت المشاجرة، وعاد الصغيرانِ إلى التعانق واللعب، ولكن عليًّا المعجَبَ بحُسن القضاء بين الأولاد، التفَت إلى زوجته الذكية العاقلة، وتأمَّلها بإعجابٍ ونفسه راضيةٌ، وازداد حبًّا وإجلالًا لها.

 

واختار المسلمون عليًّا - رضي الله عنه - خليفةً بعد عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وأصبحت أسماء للمرة الثانية زوجًا لأمير المؤمنين رابع الخلفاء الراشدين - رضي الله عنهم أجمعين، ويا له من شرف!

 

ثبتت حبيبتنا، وتجلَّدت، واستعانت بالصبر والصلاة على ما ألمَّ بها، فبقيت رمزًا تتعلَّم منه كل امرأة فقَدَتْ زوجها.

عاشت "أسماء" كغُصن الياسَمِينِ؛ فقد صبرت رغم الإقامة الجبرية على الأرض القاسية عندما استُشهِد زوجها في أول حياتها وهي ما زالت كغصن لينٍ أخضر، وتحملت شحَّ الحياة كما تتحمل شجرة الياسمين شح الماء، وكلما فقدت عوامل الصمود لتكسر أغصانها، رزقها الله ظلاًّ تستظل به، فكان زواجها من "الصِّدِّيق" أولًا، ثم من "علي" بعده رضي الله عنهما وأرضاهما.

 

لم تمنعها المعاناة وقسوة الحياة وتلك الجِراح التي جنتها مِن منح كلِّ مَن حولها الحبَّ والحنان والرفق والأمان.

 

نشرت حولها رائحةً طيبةً تريح النفس والبال، ومنحت مَن حولها الحبَّ حتى النهاية وعيناها على الجنة.

 

كوني يا صاحبة الفؤاد المفطور المكلوم على حبيبك كأسماءَ بنت عميس.

كوني ياسمينة حُلوة على غصنٍ أخضرَ، تشبَّهي بأشجار الياسمين، واثبُتي.

كوني مثلها.

كوني صحابيةً.

 

 

رابط الموضوع: http://www.alukah.ne.../#ixzz3VyJACPcl

 

 

تعقيب مهم

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

بارك الله فيكم شيخنا

 

هل يجوز سرد قصص الصحابة ووصف مشاعرهم التي لم يذكرها التاريخ كما هو الحال بهذه القصة

http://www.alukah.ne...nguage/0/84232/

 

وجزاكم الله خيرا

 

مع العلم اني تواصلت مع الكاتبة وهي لا تري بأس في ذلك خصوصا ان موقع الألوكة قبلوا بنشر القصة، ولكن في نفسي شيء منها وأريد التيقن هل يجوز هذا فعلا ام لا

 

 

الابنة الكريمة أم عبد الرحمن حفظكم الله وبارك فيكم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد

فالذي يظهر لي أن مبدأ سرد قصص الصحابة الكرام بأساليب مشوقة ولو أدى ذلك إلى رواية أحداث القصة بالمعنى أنه لا حرج في ذلك إذ لا يجب سوقها بلفظها ويكفي الإتيان بالمعنى وهو ما اتبعته الكاتبة في معظم ما سردته

 

لكن يشترط في الإتيان بمعاني القصة عدم التقول على الصحابة رضي الله عنهم ونسبة أشياء إليهم بغير برهان

فمن ذلك وهو مما لم يعجبني فيما كتبته الكاتبة الكريمة وفقها الله قولها :

 

 

(فكلُّ لحظة تمرُّ وهو أمامَها بوجهه الطيِّب تزيدها عشقًا وحبًّا له! حتى وهما ما زالا في أول أيام زواجهما، هي تشعر أنهما يعرفان بعضهما البعض منذ زمن طويل...)

 

فمن أين لها الدليل أنها كان تزداد له حبا وعشقا كل لحظة ؟ ومن أين الدليل أنها شعرت من اللحظة الأولى أنهما يعرفان بعضهما منذ زمن طويل ؟

كان يمكنها أن تستعمل عبارات مثل : وأتخيل أنها كانت كذا أو تصورتُ أو بدا لي أنه كان كذا

ونحوه مما يبين أنه مجرد تصور للكاتبة

 

كذلك قول الكاتبة وفقها الله :

(كانت عيناها لا تغادران صفحة وجهه وهو يُخْبِرُها بموعد السفر: سنرحل اليومَ يا حبَّة القلب.)أين دليلها على أن عينيها كانت لا تغادر وجهه ؟ وكذلك نسبة هذا القول سنرحل اليوم .. إلى آخره. إلى جعفر رضي الله عنه يخشى أن يكون كذبا عليه حتى لو كان الكلام منسوبا إلى وجهه لا إلى لسانه لكن ليس كل قارئ ينتبه لهذا فيخشى أن يؤدي إلى أن ينسبه قارئ إلى الصحابي الكريم

 

فالخلاصة أن هذا العمل جهد مشكور من الكاتبة وفقها الله مع توصيتها باجتناب مثل تلك العبارات التي مثلنا بها واستعمال ما يفيد على أنه تصور منها أو توقع واستنتاج من غير جزم بنسبته إلى الصحابة كأنه حقائق واقعة والله تعالى أعلم

 

 

 

د. ‏وليد بن إدريس المنيسي

تم تعديل بواسطة سدرة المُنتهى 87
إضافة التعقيب~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ماشاء الله لاقوة الا بالله نفع الله بعلمك يا دكتوره حنان وربنا يجازيك خير الجزاء عن نقل هذا المقال @@** الفقيرة الى الله **

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ماشاء الله لاقوة الا بالله نفع الله بعلمك يا دكتوره حنان وربنا يجازيك خير الجزاء عن نقل هذا المقال @@** الفقيرة الى الله **

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@** الفقيرة الى الله **

 

جميلة سبحان الله

لكن خطر في بالي هل يجوز سرد القصة بتلك التفاصيل والمشاعر

هل وردت القصة هكذا فعلا ام ان الكاتبة هي من تخيلت تلك المشاعر وسردتها؟

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيرًا يا غالية على هذا النقل الطيب

ورضي الله عنها وأرضاها~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ادمعت عيني رضي الله عن الصحابة الاطهار وجمعنا بهم في الجنات مع الحبيب المختار

سبحان الله اشياء كثيرة الان اصبحت عيبا بينما هي حلال كل الحلال لكن لا ندري ماهي مشكلة المجتمع

اليوم ياترى ماذا سيقول المجتمع عن زوجة مثل اسماء بنت عميس رضي الله عنها تزوجت ثلاثة

كل مامات زوجها لا احسبهم الا وهم يلوكنها بالسنتهم فسحقا لكل من حرم الحلال او عابه ولام فاعله ..

 

لكن لي تحفظ على هذه القصة كما ذكرت ام العبادلة !

هي وايضا قصة فاطمة رضي الله عنها ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@خُـزَامَى

 

يا ليت تبلغي المشرفات

 

 

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

بارك الله فيكم شيخنا

 

هل يجوز سرد قصص الصحابة ووصف مشاعرهم التي لم يذكرها التاريخ كما هو الحال بهذه القصة

http://www.alukah.ne...nguage/0/84232/

 

وجزاكم الله خيرا

 

مع العلم اني تواصلت مع الكاتبة وهي لا تري بأس في ذلك خصوصا ان موقع الألوكة قبلوا بنشر القصة، ولكن في نفسي شيء منها وأريد التيقن هل يجوز هذا فعلا ام لا

 

 

الابنة الكريمة أم عبد الرحمن حفظكم الله وبارك فيكم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد

فالذي يظهر لي أن مبدأ سرد قصص الصحابة الكرام بأساليب مشوقة ولو أدى ذلك إلى رواية أحداث القصة بالمعنى أنه لا حرج في ذلك إذ لا يجب سوقها بلفظها ويكفي الإتيان بالمعنى وهو ما اتبعته الكاتبة في معظم ما سردته

 

لكن يشترط في الإتيان بمعاني القصة عدم التقول على الصحابة رضي الله عنهم ونسبة أشياء إليهم بغير برهان

فمن ذلك وهو مما لم يعجبني فيما كتبته الكاتبة الكريمة وفقها الله قولها :

 

 

(فكلُّ لحظة تمرُّ وهو أمامَها بوجهه الطيِّب تزيدها عشقًا وحبًّا له! حتى وهما ما زالا في أول أيام زواجهما، هي تشعر أنهما يعرفان بعضهما البعض منذ زمن طويل...)

 

فمن أين لها الدليل أنها كان تزداد له حبا وعشقا كل لحظة ؟ ومن أين الدليل أنها شعرت من اللحظة الأولى أنهما يعرفان بعضهما منذ زمن طويل ؟

كان يمكنها أن تستعمل عبارات مثل : وأتخيل أنها كانت كذا أو تصورتُ أو بدا لي أنه كان كذا

ونحوه مما يبين أنه مجرد تصور للكاتبة

 

كذلك قول الكاتبة وفقها الله :

(كانت عيناها لا تغادران صفحة وجهه وهو يُخْبِرُها بموعد السفر: سنرحل اليومَ يا حبَّة القلب.)أين دليلها على أن عينيها كانت لا تغادر وجهه ؟ وكذلك نسبة هذا القول سنرحل اليوم .. إلى آخره. إلى جعفر رضي الله عنه يخشى أن يكون كذبا عليه حتى لو كان الكلام منسوبا إلى وجهه لا إلى لسانه لكن ليس كل قارئ ينتبه لهذا فيخشى أن يؤدي إلى أن ينسبه قارئ إلى الصحابي الكريم

 

فالخلاصة أن هذا العمل جهد مشكور من الكاتبة وفقها الله مع توصيتها باجتناب مثل تلك العبارات التي مثلنا بها واستعمال ما يفيد على أنه تصور منها أو توقع واستنتاج من غير جزم بنسبته إلى الصحابة كأنه حقائق واقعة والله تعالى أعلم

 

 

 

د. ‏وليد بن إدريس المنيسي

  • معجبة 2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@~ أم العبادلة ~

 

جزاكِ الله خيرًا يا حبيبة

ولقد حاولت في الصباح أن أبحث عن فتوى أو أرسل سؤالا للمواقع المتخصصة ولكن لم يتيسر ذلك للأسف

 

فخيرًا فعلتِ

أكرمكِ الله تعالى وبارك فيكِ

وجزى الله شيخنا خير الجزاء

 

تم إضافة الفتوى في نهاية الموضوع~

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وبارك الرحمن فيكِ

اللهم آمين لكل دعواتك

 

نسيت وضع رابط السيرة الذاتية للشيخ وليد (الجزء الاول به سيرته مع القرآن والجزء الثاني مع العلم الشرعي)

http://almeneesey.com/?page_id=2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سيرة عطرة للصحابية أسماء بنت عميس

بارك الله فيكن ونفع بكن .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

  • محتوي مشابه

    • بواسطة أمّ عبد الله
      أين نحن من نساء السلف؟! (2- ب)
       
       

      الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير المرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وبعد:



      فسوف تعطينا الآن أسماء درسًا في الصبر، فهي لم تجزَعْ ولم تيئس؛ بل انكبَّت الأم الصالحة الصابرة على تربية أطفالِها الثلاثة، وتنشئتهم على الصلاح، ولم تمضِ فترة طويلة حتى تقدم أبو بكر - رضي الله عنه - خاطبًا لأسماءَ، وذلك بعد وفاة زوجته أمِّ رُومان - رضي الله عنها - ولم يكن لأسماء أن ترفُضَ مثل الصِّدِّيق، وهكذا انتقلت إلى بيت الصديق لتستلهم منه المزيد من نور الخُلُق والإيمان، ولتُضفِي على بيته الحب والوفاء.


       

      وبعد فترةٍ من الزواج المبارك منَّ اللهُ عليهما، فرُزِقت منه بولد وهي بذي الحُلَيفة، وهم يريدون حجة الوداع، فأمرها أبو بكر - رضي الله عنه - أن تغتسل ثم أهلَّ بالحج بعد أن سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك.


       

      ثم شهِدت أسماءُ من الأحداث الجِسام الكثيرَ والكثيرَ، وكان أشدَّها وفاةُ سيد ولد آدم - صلى الله عليه وسلم - وانقطاع الوحي من السماء.


       

      ثم شهدت زوجَها أبا بكر خليفةَ المسلمين وهو يواجِهُ أعضل المشكلات يومئذٍ؛ كقتال المرتدين ومانعي الزكاة، وبعث جيش أسامة، وكيف وقف كالطَّوْدِ لا يتزحزح ولا يتزعزع، وكيف نصر الله المسلمين بتلك المواقف الإيمانية الجريئة؟


       

      وكانت أسماء تسهر على راحة زوجِها، وتعيش معه بكل مشاعرها حاملةً معها عبء الأمة الكبير، ولكن ذلك لم يدم طويلاً؛ فقد مرِض الخليفةُ الصِّدِّيق، واشتدَّ عليه المرض، وأخذ العرق يتصبَّب من جبهته فأحسَّ بشعور المؤمن الصادق بدنوِّ أجله، فسارع بوصيته، وكان من جملة ما أوصى به أن تُغسِّله زوجتُه أسماء بنت عميس - رضي الله عنها - وكما عزم عليها أن تُفطِر قائلاً لها: هو أقوى لك.


       

      وشعُرت أسماء بقُرْب الفاجعة، فاسترجعت واستغفرت، وهي لا تميل بنظرها عن وجه زوجها الذي علاه الذبول إلى أن أسلمَ الرُّوح إلى بارئها، فدمعت العين وخشع القلب، ولكنها لم تقل إلا ما يرضي الرب - تبارك وتعالى - فاحتسبت وصبرت، ثم قامت بالمهمَّة التي طلبها منها زوجُها الفقيد؛ حيث كانت محلَّ ثقته، فبدأت بتغسيله وقد أضناها الهم والحزن، فنسيت وصيته الثانية، فسألت مَن حضر من المهاجرين قائلةً: إني صائمةٌ وهذا يومٌ شديد البرد، فهل عليَّ من غسل؟ فقالوا: لا، وفي آخر النهار وبعد أن وُورِي جثمان الصديق تذكَّرت أسماء وصية زوجها الثانية، فقد عزم عليها أن تفطر، فماذا عساها أن تفعل الآن؟ فالوقت آخر النهار وما هي إلا فترة وجيزة وتغيب الشمس ويفطر الصائم، فهل تستجيب أسماء لعزيمة زوجها؟ أم تنتظر لحظات؟!


       

      إن الوفاء للزوج أبَى عليها أن ترُدَّ عزيمة زوجها الراحل فدَعَت بماء وشربت، وقالت: والله لا أتبعه اليوم حنثًا.


       

      ولزمت أسماء بيتها ترعى أولادها من جعفر ومن أبي بكر الصديق - رضي الله عنهما - وتحدب عليهم سائلةً الله أن يُصلِحَهم، ويصلح بهم، ويجعلهم للمتقين إمامًا، وهذا غاية ما كانت ترجوه من دنياها غير عالمة بما يُفاجِئُها من القدر المكنون في علم الله، فها هو علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أخو جعفر الطيَّار ذي الجناحين يتقدَّم لأسماء طالبًا الزواج منها وفاءً لأخيه الحبيب جعفر ولصاحبه الصديق - رضي الله عنهما - وبعد تردُّد وتقليبٍ للأمور من كل جوانبِها قرَّرت الموافقة على الزواج من علي - رضي الله عنه - لتتيحَ له بذلك الفرصة لمساعدتها في رعاية أولاد أخيه جعفر.


       

      وانتقلت معه إلى بيته بعد وفاة فاطمه الزهراء - رضي الله عنها - فكانت له خيرَ زوجة صالحة، وكان لها خير زوج في حسن المعاشرة، وما زالت أسماء ترتفع وتسمو في عين علي - رضي الله عنه - حتى أصبح يُردِّد في كل مكان: "كذَّبتكم من النساء الحارقة، فما ثبتت منهن امرأة إلا أسماء بنت عميس".


       

      ويشاهد علي - رضي الله عنه - منظرًا غريبًا، فرأى ولدًا لأخيه جعفر يتشاجر مع محمد بن أبي بكر، وكل منهما يتفاخر على الآخر، ويقول: أنا أكرم منك، وأبي خير من أبيك، ولم يدرِ علي ماذا يقول لهما؟! وكيف يصلح بينهما بحيث يرضي عواطفَهما معًا؟


       

      فما كان منه إلا أن استدعى أمَّهما أسماء، وقال لها: اقضي بينهما، وبفكر حاضر وحكمة بالغة قالت: ما رأيتُ شابًّا من العرب خيرًا من جعفر، ولا رأيت كهلاً خيرًا من أبي بكر، وهكذا انتهت المشاجرة وعاد الصغيران إلى التعانق واللعب، ولكن عليًّا المُعجَب بحسن القضاء بين الأولاد نظر في وجه زوجته العاقلة قائلاً: ما تركتِلنا شيئًا يا أسماء!


       

      وبذكاء حادٍّ وشجاعة نادرة وأدب جم قالت: إن ثلاثةً أنت أخسُّهم خيارًا! ولم يستغرب علي - رضي الله عنه - مقالةَ زوجته العاقلة، فقال لها بكل شهامة ومروءة نادرة: لو قلتِ غير الذي قلتِ لمقتُّكِ!


       

      واختار المسلمون عليًّا - رضي الله عنه - خليفةً بعد عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وأصبحت أسماء للمرة الثانية زوجًا لأمير المؤمنين رابعِ الخلفاء الراشدين - رضي الله عنهم أجمعين.


       

      وكانت أسماءُ - رضي الله عنه - على مستوى المسؤولية كزوجةٍ لخليفة المسلمين.


       

      أما الأحداث العظام، فدفعت بولدَيْها عبدالله بن جعفر ومحمد بن أبي بكر إلى جانب أبيهما لنصرة الحق، ثم ما لبثت طويلاً حتى فُجِعت بولدِها محمد بن أبي بكر، وكان أثر هذا المصاب عليها عظيمًا، ولكن أسماء المؤمنة لا يمكن لها أن تخالف تعاليم الإسلام، فما كان منها إلا أن تجلَّدت واستعانت بالصبر والصلاة على ما ألَمَّ بها، وما زالت تكتمُ غيظَها حتى نزف ثدياها دمًا!


       

      وما كاد العام ينتهي حتى ثقُلَت وأحسَّت بالوهن يسري في جسمها سريعًا، ثم فارقت الحياة وبقيت رمزًا على مدار التاريخ بعد أن ضربت لنا أعظم النماذج في الحكمة والصبر على الشدائد، فهل نحن على الدرب سائرون؟!


       




    • بواسطة أمّ عبد الله
      أين نحن من نساء السلف؟! (2 – أ )
       
       
      الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وبعد:
      فقد كانت أسماءُ بنت عُمَيس من المهاجراتِ الأُوَل، فهاجرت مع زوجها جعفر إلى الحبشة، وذاقت مرارةَ الغربة القاسية ولوعتها، وكان زوجُها خطيب المسلمين أمام ملك الحبشة - النَّجاشي آنذاك (أصحمة).
       
      وفي أرض الغربة ولَدَت لزوجها جعفر أبناءَه الثلاثة: عبدالله، ومحمد، وعونًا، وكان ولدها عبدالله شبيهًا بأبيه جعفر، وأبوه شبيهًا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكان ذلك يُسعِدها ويُحرِّك مشاعر الشوق عندها لرؤية النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فقد كان -صلى الله عليه وسلم- يقول لجعفر: ((أشبهتَ خَلْقي وخُلُقي)).
       
      ولمَّا أمر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المهاجرين بالتوجُّه إلى المدينة كادت أسماءُ تطيرُ من الفرح، فها هو الحُلْم قد تحقَّق، وصار للمسلمين دولتُهم، فسيكونون جنودًا في جيش الإسلام لنشر دعوته وإعلاء كلمة الله.
       
      وهكذا خرجت أسماءُ - رضي الله عنها - مع الرَّكْب في هجرته الثانية من أرض الحبشة إلى المدينة، وما إن وصل الوفد المهاجر إلى المدينة حتى سمِع المسلمون بسقوط خيبر، وانتصار المسلمين، وارتفع التكبير من كل مكان فرحًا بانتصار الجيوش، وبعودة المهاجرين من الحبشة.
       
      ويتقدَّم جعفر من الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - فيتلقَّاه بالبِشْر ويُقبِّل جبهته، ثم يقول: ((والله ما أدري بأيِّهما أفرح، بفتح خيبر أم بقدوم جعفر؟!)).
       
      ودخلت أسماء على أم المؤمنين حفصةَ بنتِ عمرَ - رضي الله عنهما - تزورُها، فدخل عمر - رضي الله عنه - على حفصةَ وأسماءُ عندها، فقال عمر حين رأى أسماء: مَن هذه؟ قالت: أسماء بنت عميس، قال عمر: هذه الحبشية البحرية، قالت أسماء: نعم، قال عمر: سبقناكم بالهجرة، فنحن أحق برسول الله -صلى الله عليه وسلم- منكم، وغضِبَت أسماء ولم تتمالك نفسها، فقالت: كلا والله، كنتم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُطعِم جائعَكم، ويعظ جاهلَكم، وكنا في دارٍ أو في أرض البعداء والبغضاء بالحبشة، وذلك في الله وفي رسوله -صلى الله عليه وسلم- وسكتت هُنَيْهة ثم تابعت: وايمُ الله، لا أطعم طعامًا ولا أشرب شرابًا حتى أذكُرَ ما قلت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن كنا نؤذَى ونخاف، وسأذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأسأله والله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد عليه، فلما جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت له أسماء: يا نبي الله، إن عمر قال كذا وكذا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فما قلتِ له؟!))، قالت: قلت له: كذا وكذا، فقال - عليه أفضل الصلاة والسلام -: ((ليس بأحقَّ بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان))، وغمرت السعادة قلبَ أسماءَ بشهادة النبي -صلى الله عليه وسلم- شاع خبر حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين الناس، وبدأ الناس يَفِدُون على أسماء يستوضحون الخبر، فتقول أسماء: فلقد رأيت أبا موسي وأصحاب السفينة يأتوني أرسالاً يسألوني عن هذا الحديث، ما من الدنيا شيء هُمْ به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم.
       
      ولما توجَّه جيش المسلمين إلى الشام، كان من بين أمرائه الثلاثة زوج أسماء (جعفر)، وهناك في أرض المعركة اختاره الله من بين العديد من الجيش ليفوز بالشهادة في سبيله، ويأتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى بيتِ أسماء، ويسأل عن الصبيان الثلاثة فيضمُّهم إليه ويشمُّهم ويمسح رؤوسهم، وتذرف عيناه الشريفتان الدموع، فقالت له أسماء، والجزع قد ملأ كيانها: بأبي أنت وأمي ما يبكيك؟ أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء؟ قال: ((نعم، أصيبوا هذا اليوم))!
       
      ولم تتمالك أسماءُ نفسَها من البكاء، فواساها -صلى الله عليه وسلم- وقال لها: ((تسَلَّي ثلاثًا ثم اصنعي ما شئت))، ثم قال - عليه الصلاة والسلام - لأهله: ((اصنعوا لأهل جعفر طعامًا، فإنه قد جاءهم ما يشغَلُهم)).
       
      ولم يكن للمرأة المؤمنة إلا أن تُجفِّف الدموع وتصبر، وتحتسب عند الله الأجر العظيم، بل باتت تتمنَّى أن تكون مع زوجها لتفوزَ بالشهادة مثله، وخاصةً عندما سمعت أحد رجال بني مرة بن عوف يقول - وكان في تلك الغزوة -: والله لكأني أنظر إلى جعفر حين اقتحم عن فَرَسٍ له شقراء، ثم عقرها، ثم قاتل حتى قُتِل وهو يقول:



      يا حبَّذا الجنة واقترابُها
      طيبةً وباردًا شرابُها


       


      والرُّوم رومٌ قد دنا عذابُها
      كافرةٌ بعيدةٌ أنسابُها


       
       
       
      ثم أخذ اللواءَ بيمينه فقُطِعت، فأخذه بشماله فقطعت، فاحتضنه بعضُدَيْه حتى قتل - رضي الله عنه.
       
      وتُدرِك أسماء - رضي الله عنها - معنى قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- لولدِها: ((السلام عليك يا بن ذي الجَناحين))، فقد أبدله الله عن يدَيْه المقطوعتين جَناحين يطير بهما حيث شاء!
       
      تُرى كيف ستتصرَّف أسماء؟ هذا ما سنعرفه في الجزء القادم - إن شاء الله تعالى.

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×