اذهبي الى المحتوى
أم أمة الله

دروس من السيرة النبوىة _ إسلام حمزة وعمررضى الله عنهما

المشاركات التي تم ترشيحها

14185160711672.gif

 

دروس من السيرة النبوىة

 

الجزء الثامن

 

إسلام حمزة وعمر

_______________________________________

 

إن الأفق المتلبد بالسحب قد يتولد منه بريق يضيء. لقد غبرت على المسلمين في مكة أيام غلاظ، اضطرت بيوتاً عديدة أن تفر بدينها، وبقي من بقي منهم يكابد العنت من شطط المشركين وكيدهم، إلا أن عناصر جديدة دخلت في الإسلام جعلت قريشاً تتروى في أمرها قبل أن تقدم على إساءاتها المبيتة.

 

1990_1161993336.gifأسلم "حمزة" بن عبد المطلب_

 

عم النبي عليه الصلاة والسلام وأخوه من الرضاع، وهو رجل أيِّد جَلْد قوي الشكيمة.

وسبب إسلامه الغضب لما بلغه من تهجم أبي جهل على رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) تهجماً بذيئاً.

_ قالت له أمةٌ لعبدالله بن جدعان: يا أبا عمارة لو رأيت ما لقي ابن أخيك "محمد" من أبي الحكم بن هشام فإنه سبه وآذاه ثم انصرف عنه، ولم يكلمه "محمد" -وكانت المرأة قد شهدت هذا الحادث من مسكن قريب- فأسرع "حمزة" محنقاً لا يلوي على شيء وأقبل على أبي جهل وهو في مجلسه من قومه، ثم ضرب رأسه بالقوس، فشجه شجة منكرة وقال: أتشتمه وأنا على دينه؟

 

وكما يقول البعض: طلبنا العلم للدنيا فأبى الله إلا أن يكون للدين! كان إسلام حمزة أول الأمر أنفة رجل أبى أن يهان مولاه، ثم شرح الله صدره فاستمسك بالعروة الوثقى، واعتز به المسلمون أيّما اعتزاز...

 

 

 

 

14185166871905.gif

1990_1161993336.gifأما عمر بن الخطاب_

 

فكان أول الفتانين المستهزئين بالإسلام، وكان معروفاً بحدة الطبع، وقوة الشكيمة، وطالما لقيَ المسلمون منه ألوان الأذى.

روت زوجة عامر بن ربيعة قالت: إنا لنرحل إلى أرض الحبشة وقد ذهب عامر لبعض حاجته؛ إذ أقبل عمر -وهو على شركه- حتى وقف عليّ وكنا نلقى منه البلاء، فقال: أتنطلقون يا أم عبدالله؟ قالت: نعم والله لنخرجنَّ في أرض الله. فقد آذيتمونا وقهرتمونا، حتى يجعل الله لنا فرَجاً. قالت: فقال عمر: صحبكم الله، ورأيت له رقة وحزناً!! قالت: فلما عاد عامر أخبرتهُ وقلت له: لو رأيت عمر ورقته وحزنه علينا...قال: أطمعت في إسلامه؟ قلت نعم. فقال: "لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب!!" -لما كان يراه الرجل من شدته وغلظته على المسلمين.

 

ولكن قلب المرأة كان أصدق من رأي الرجل فإن غلظة عمر كانت قشرة خفيفة، تكمن وراءها ينابيع من الرقة والعطف والسماحة.

 

والظاهر أن عمر كانت تصطرع في نفسه مشاعر متناقضة: احترامه للتقاليد التي سنها الآباء والأجداد، واسترساله مع شهوات السكر واللهو التي ألفها...ثم إعجابه بصلابة المسلمين واحتمالهم البلاء في سبيل عقيدتهم، ثم الشكوك التي تساوره -كأي عاقل- في أن ما يدعو إليه الإسلام قد يكون أجل وأزكى من غيره، ولهذا ما إن يثور حتى يخور.

 

ذهب ليقتل محمداً (صلَّى الله عليه وسلم) ثم ثَنتْهُ عن عزمه كلمة. ولما علم بإسلام أخته وزوجها اقتحم عليهما البيت صاخباً متوعداً، وضرب أخته فشجها، وأعاده منظر الدم المراق إلى صوابه، فرجحت نواحي البر والخير في نفسه، وتناول ورقة كتبت فيها بعض الآيات، وتلاها، ثم قال: ما أحسن هذا الكلام وأكرمه..؟

 

واستكان عمر للحق فمشى إلى رسول الله يعلن إسلامه.

 

*فلما خلصت نفسه من شوائبها، وتمحّضت للإسلام، كان مدداً عظيماً لجند الله فازداد المسلمون به منعة، ووقعت في نفوس الكافرين منه حسرة.

ورأت قريش أن أمر الإسلام ينمو ويعلو، وأن وسائلها الأولى في محاربته لم تمنع انتشاره أو تنفر أنصاره، فأعادت النظر في موقفها كله لترسم خطة جديدة أقسى وأحكم، وأدق وأشمل..

 

 

 

 

 

14185166871905.gif

وتمخض حقد المشركين عن عقد معاهدة تعتبر المسلمين ومن يرضى بدينهم، أو يعطف عليهم أو يحمي أحداً منهم حزباً واحداً دون سائر الناس، ثم اتفقوا ألا يبيعوهم أو يبتاعوا منهم شيئاً، وألا يزوجوهم أو يتزوجوا منهم، وكتبوا ذلك في صحيفة علقوها في جوف الكعبة توكيداً لنصوصها.

 

_ولاشك أن المتطرفين من ذوي النزق والحدّة نجحوا في فرض رأيهم وإشباع ضغنهم، فاضطر الرسول ومن معه إلى الاحتباس في شِعْب بني هاشم، وانحاز إليهم بنو المطلب كافرهم ومؤمنهم على سواء ما عدا أبا لهب فقد آزر قريشاً في خصومتها لقومه.

 

_وضيق الحصار على المسلمين، وانقطع عنهم العون، وقلَّ الغذاء حتى بلغ بهم الجهد أقصاه، وسمع بكاء أطفالهم من وراء الشِّعْب، وعضتهم الأزمات العصيبة حتى رثى لحالهم الخصوم. ومع اكفهرار الجو في وجوههم فقد تحملوا في ذات الله الويلات

 

نهاية الجزء ونكمل فى الجزء القادم ان شاء الله.

 

 

 

 

 

 

14185179611129.gif

dot.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته....

جزاك الله خيرا اختي الغاليه ونفع الله بك

حبيبتي احببت ان انبه الي ان روايه اسلام سيدنا عمر رضي الله عنه هي من الروايات الضعيفه كما اقرها علماء الحديث لان فيها عبد الرحمن ابن الحارث قال عنه الامام احمد متروك الحديث وقال النسائي ليس بالقوي والروايه الثانيه من طريق اسحاق بن يوسف واسناده ضعيف وهي قصه غير ثابته باسناد صحيح رغم انتشارها

-----------------

اما صحيح اسلام سيدنا عمر هو ما رواه البخاري

وبسبب دعوة رسول الله ، فقد كانت السبب الأساسي في إسلامه فقد دعا له بقوله: اللهم أعزَّ الإسلام بأحب الرجلين إليك: بأبي جهل بن هشام، أو بعمر بن الخطاب، قال: وكان أحبهما إليه عمر

فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: ما سمعت عمر لشيء قط يقول: إني لأظنه كذا إلا كان كما يظن، بينما عمر جالس إذ مرّ به رجل جميل، فقال عمر: لقد أخطأ ظني، أو إن هذا على دينه في الجاهلية، أو لقد كان كاهنهم. عليّ بالرجل، فدُعي له، فقال له ذلك. فقال: ما رأيت كاليوم استُقبل به رجلٌ مسلم. قال: فإني أعزم عليك إلا ما أخبرتني.

قال: كنت كاهنهم في الجاهلية.

قال: فما أعجب ما جاءتك به جنِّيَّتُك؟ قال: بينما أنا يوماً في السوق جاءتني أعرف فيها الفزع فقالت: ألم تر الجن وإبلاسها ويأسها من بعد إنكاسها)، ولحوقها بالقلاص، وأحلاسها(

قال عمر: صدق، بينما أنا نائم عند آلهتهم، إذ جاء رجل بعجل فذبح، فصرخ به صارخ، لم أسمع صارخاً قط أشد صوتاً منه يقول: يا جليح)، أمر نجيح، رجل فصيح، يقول: لا إله إلا الله. فقمت، فما نشبنا أن قيل: هذا نبي()

 

 

 

([1]) إبلاسها: المراد به اليأس ضد الرجاء.

 

([2]) الإنكاس: الانقلاب.

 

([3]) القلاص جمع قُلُص، وهي الفتية من النياق، والأحلاس ما يوضع على ظهور الإبل.

 

([4]) يا جليح: معناه الوقح المكافح بالعداوة.

 

([5]) فما نشبنا: أي لم نتعلق بشيء من الأشياء حتى سمعنا أن النبي قد خرج.

 

([6]) البخاري رقم 3866 .

 

من:

كتاب اصحاب الرسول للشيخ محمود المصري

post-121824-0-44253200-1385559244.gif

تم تعديل بواسطة امة من اماء الله
تكبير الخط مع وضع ختم التميز

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزيت خيرا أختي الحبيبة على النقل الطيب

وجزى الله عنا الشيخ محمد الغزالي خيرا ورحمه رحمة واسعة

 

قالت له أمةٌ لعبدالله بن جدعان: يا أبا عمارة لو رأيت ما لقي ابن أخيك "محمد" من أبي الحكم بن هشام فإنه سبه وآذاه ثم انصرف عنه، ولم يكلمه "محمد" -وكانت المرأة قد شهدت هذا الحادث من مسكن قريب- فأسرع "حمزة" محنقاً لا يلوي على شيء وأقبل على أبي جهل وهو في مجلسه من قومه، ثم ضرب رأسه بالقوس، فشجه شجة منكرة

وقال

: أتشتمه وأنا على دينه؟

كان إسلامُ حمزةَ رضِيَ اللهُ عنه حَمِيَّةً وكان يخرُجُ مِنَ الحَرَمِ فيصطادُ فإذا رجَع مرَّ بمجلِسِ قريشٍ وكانوا يجلِسون عندَ الصَّفا والمروةِ فيمُرُّ بهم فيقولُ رمَيْتُ كذا وكذا وصنَعْتُ كذا وكذا ثمَّ ينطلِقُ إلى منزلِه فأقبل مِن رَمْيِه ذاتَ يومٍ فلقِيَتْه امرأةٌ فقالت يا أبا عُمارةَماذا لقِيَ ابنُ أخيك مِن أبي جهلِ بنِ هِشامٍ شتَمَه وتناوَلَه وفعَل وفعَل فقال هل رآه أحَدٌ قالت إي واللهِ لقد رآه ناسٌ فأقبَل حتَّى انتهى إلى ذلك المجلسِ عندَ الصَّفا والمروةِ فإذا هم جلوسٌ وأبو جهلٍ فيهم فاتَّكأ على قَوسِه وقال رمَيْتَ كذا وكذا وفعَلْتَ كذا وكذا ثمَّ جمَع يدَيه بالقَوسِ فضرَب بها بينَ أُذُنَي أبي جهلٍ فدَقَّ سَنَتَها ثمَّ قال خُذْها بالقَوسِ وأُخْرى بالسَّيفِ أشهَدُ أنَّه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنَّه جاء بالحقِّ مِن عندِ اللهِ قالوا يا أبا عُمارةَ إنَّه سَبَّ آلهتَنا وإنْ كنْتَ أنت وأنت أفضلُ منه ما أقرَرْناك وذاك وما كنْتَ يا أبا عُمارةَ فاحشًا

الراوي: محمد بن كعب القرظي المحدث:

الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/270

خلاصة حكم المحدث: مرسل ورجاله رجال الصحيح‏‏

 

أنَّ أبا جهلٍ اعترَض لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالصَّفا فآذاه وكان حمزةُ رضِيَ اللهُ عنه صاحبَ قَنْصٍ وصَيدٍ وكان يومئذٍ في قَنْصِه فلمَّا رجَع قالت له امرأتُه وكانت قد رأَتْ ما صنَع أبو جهلٍ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يا أبا عُمارةَ لو رأيْتَ ما صنَع تعنيأبا جهلٍ بابنِ أخيك فغضِب حمزةُ ومضى كما هو قَبلَ أن يدخُلَ بيتَه وهو مُعَلِّقٌ قَوسَه في عُنُقِه حتَّى دخَل المسجدَ فوجَد أبا جهلٍ في مجلسٍ مِن مجالسِ قريشٍ فلم يُكلِّمْه حتَّى علا رأسَه بقَوسِه فشَجَّه فقام رجالٌ مِن قريشٍ إلى حمزةَ يُمسِكونه عنه فقال حمزةُ ديني ديِنُ محمَّدٍ أشهَدُ أنَّه رسولُ اللهِ فواللهِ لا أنثَني عن ذلك فامنَعوني مِن ذلك إنْ كنْتُم صادقين فلمَّا أسلَم حمزةُ عزَّ به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والمسلمون وثبَت لهم بعضُ أمرِهم وهابت قريشٌ وعلِموا أنَّ حمزةَ رضِيَ اللهُ عنه سيمنَعُه

الراوي: يعقوب بن عتبة بن المغيرة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/270

خلاصة حكم المحدث: مرسل ورجاله ثقات‏‏

 

روت زوجة عامر بن ربيعة قالت: إنا لنرحل إلى أرض الحبشة وقد ذهب عامر لبعض حاجته؛ إذ أقبل عمر -وهو على شركه- حتى وقف عليّ وكنا نلقى منه البلاء، فقال: أتنطلقون يا أم عبدالله؟ قالت: نعم والله لنخرجنَّ في أرض الله. فقد آذيتمونا وقهرتمونا، حتى يجعل الله لنا فرَجاً. قالت: فقال عمر: صحبكم الله، ورأيت له رقة وحزناً!! قالت: فلما عاد عامر أخبرتهُ وقلت له: لو رأيت عمر ورقته وحزنه علينا...قال: أطمعت في إسلامه؟ قلت نعم. فقال: "لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب!!"

كان عمر بن الخطاب من أشد الناس علينا في إسلامنا قلما تهيأنا للخروج إلى أرض الحبشة فأتى عمر بن الخطاب وأنا على بعيري وأنا أريد أن أتوجه فقال أين يا أم عبد الله فقلت آذيتمونا في ديننا فنذهب في أرض الله حيث لا نؤذي فقال صحبكم الله ثم ذهب فجاء زوجي عامر بن ربيعة فأخبرته بما رأيت من رقة عمر فقال ترجين أن يسلم والله لا يسلم حتى يسلم حمال الحطاب

 

الراوي: ليلى أم عبدالله بن عامر المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 6/26

خلاصة حكم المحدث: صحيح

أن رجلا من بني زهرة لقي عمر قبل أن يسلم وهو متقلد السيف فقال له: أين تعمد يا عمر ؟ فقال أريد أن أقتل محمدا قال: وكيف تأمن في بني هاشم- أو بني زهرة- وقد قتلت محمدا ؟ قال: ما أراك إلا قد صبوت وتركت دينك الذي أنت عليه قال: أفلا أدلك على العجب يا عمر ؟ إن ختنك وأختك قد صبوا وتركا دينهما الذي هما عليه قال: فمشى إليهما ذامرا قال إسحاق: يعني: متغضبا حتىدنا من الباب قال: وعندهما رجل يقال له: خباب يقرئهما سورة طه قال: فلما سمع خباب حس عمر دخل تحت سرير لهما فقال: ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم ؟ قالا: ما عندنا حديث تحدثنا بيننا فقال: لعلكما صبوتما وتركتما دينكما الذي أنتما عليه فقال ختنه: يا عمر أرأيت إن كان الحق في غير دينك قال: فأقبل على ختنه فوطئه وطئا شديدا قال: فدفعته أخته عن زوجها فضرب وجهها فدمى وجهها قال: فقالت له: أرأيت إن كان الحق في غير دينك أتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ؟ قال: فقال عمر: أروني هذا الكتاب الذي كنتم تقرؤون قال: وكان عمر يعني: ابن الخطاب يقرأ الكتب قال: فقالت أخته: لا أنت رجس أعطنا موثقا من الله لتردنه علينا وقم فاغتسل وتوضأ قال: ففعل قال: فقرأ عمر: {طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى } إلى قوله: {إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري إن الساعة آتية أكاد أخفيها} قال: فقال عمر: دلوني على محمد قال: فلما سمع خباب قول عمر: دلوني على محمد خرج إليه فقال: أبشر يا عمر فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لك عشية الخميس: اللهم أعز الدين بعمر بنالخطاب أو بعمرو بن هشام قال: فقالوا: هو في الدار التي في أصل الصفا قال إسحاق: يعني: النبي صلى الله عليه وسلم يوحى إليه فانطلق عمر وعلى الباب حمزة بن عبد المطلب وأناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: فلما رأى حمزة وجل القوم من عمر قال: نعم فهذا عمر فإن يرد الله به خيرا يسلم ويتبع النبي صلى الله عليه وسلم وإن يكن غير ذلك يكن قتله علينا هينا قال: فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ جامع ثوبه وحمائل السيف فقال: ما أنت منتهي يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة اللهم هذا عمر بن الخطاب اللهم أعز الدين بعمر فقال عمر: أشهد أنك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم ثم قال: اخرج يا رسول الله

الراوي: أنس بن مالك المحدث: البوصيري - المصدر: إتحاف الخيرة المهرة - الصفحة أو الرقم: 7/166

خلاصة حكم المحدث: سنده ضعيف

وأضع إن شاء الله بعضا مما جاء في الرابط أدناه، للفائدة، وأرجو الرجوع إليه لإتمام الفائدة

 

جني الثمر في تخريج قصة إسلام عمر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه ومن اتبعه واقتفى آثره إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ..

أما بعد :

 

فقد سألني بعض إخواني- حفظه الله ورعاه – عن قصة إسلام أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وطيب ثراه ، لما فيها من غموض محير ، فلا يكاد يعرف الصحيح والضعف منها ، فسألني - بارك الله فيه – أن أقوم بتخريج القصة والحكم عليها لحسن ظنه بي ، وإن كنت لست أهلا لبحث هذا الموضوع الكبير ..

ولكنني سارعت إلى طلبته على قلة البضاعة وقدر الجهد ما استطعت إلى ذلك سبيلا .. مستعينا بأقوال من سبق من الأئمة الأعلام وشيوخ الإسلام في الحكم على الرواية والرواة ..

فأقول والله المستعان ، ومنه سبحانه نستمد الحول والقوة :

 

 

*********************************

جاءت روايات عدة في قصة إسلام أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ..

وأرى أن التفصيل المريح للقارئ أن نقسم قصة إسلامه إلى مراحل ثلاث :

المرحلة الأولى : ما دخل قلبه قبل إسلامه وكان سببا في هدايته .

المرحلة الثانية : فيما ورد من الأحاديث المشهورة في قصة إسلامه .

المرحلة الثالثة : فيما جرى له بعد إسلامه .

وبهذا – إن شاء الله - قد يثبت الأمر بعض الشيء في الأذهان ..

 

فأما المرحلة الأولى

وهي ما دخل قلبه قبل إسلامه وكان سببا في هدايته

فقد جاءت روايات تمهيدية تدل على دخول الإسلام قلبه ..

 

1- وهي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب .. قال : وكان أحبهما إليه عمر .

الحديث أخرجه الترمذي (3681) وأحمد في المسند (2/95) وفي فضائل الصحابة (1/250) وابن حبان (2179) والحاكم (3/83 ) والبيهقي في الدلائل (2/90) والطبراني أوسط (5/87) وعبد بن حميد (759) وابن سعد في الطبقات (3/267) وأبو نعيم في الحلية (5/361) وابن عساكر (44/25) وغيرهم ، وهو صحيح لغيره إن شاء الله .

قال الحافظ في الفتح (7/48) قال الترمذى حسن صحيح ، قلت : وصححه ابن حبان أيضا ، وفي إسناده خارجة بن عبد الله صدوق فيه مقال ، لكن له شاهد من حديث ابن عباس أخرجه الترمذي أيضا ومن حديث أنس ومن طريق أسلم مولى عمر عن عمر عن خباب وله شاهد مرسل أخرجه ابن سعد عن طريق سعيد بن المسيب والإسناد صحيح إليه . اهـ

 

وروى الحاكم والبيهقي وغيرهما من حديث عائشة مرفوعا :

اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب خاصة .

رواه الحاكم ( 3/89 ) وقال صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي ، ورواه البيهقي في الكبرى (6/370) وابن ماجة (1/39) وابن حبان (6882) وابن عساكر (44/27) وصححه الألباني دون قوله خاصة ، ثم حسنه بها في الصحيحة في رقم (3225) .

وورد من حديث أنس وابن مسعود وابن عباس وعائشة وثوبان وعثمان بن الأرقم وربيعة السعدي وجاء مرسلا عن ابن المسيب والزهري .

وقال ابن عساكر في الجمع بين اللفظين : إنه دعا بالأول ، فلما أوحي إليه أن أبا جهل لن يسلم خص عمر بدعائه فأجيب فيه .

ومن الغرائب : ما رواه ابن أبي عاصم في السنة من طريق الزهري عن سالم عن أبيه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بالوليد بن المغيرة .

قال : فجعل الله الدعوة لعمر خاصة في نفسة وفي الوليد بن المغيرة في ابنه خالد بن الوليد ، قال ابن عمر : والله ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ أبا جهل . اهـ

فهذا الحديث ضعيف لا يثبت وهو مخالف لجميع من رواه عن ابن عمر وفيه الدعاء لعمر ولأبي جهل ، والدعاء للوليد بن المغيرة منكر لا يثبت . والله أعلم .

 

2- عن أم عبد الله بنت أبي حثمة - واسمها ليلى - رضي الله عنها قالت :

لما كنا نرتحل مهاجرين إلى الحبشة ، أقبل عمر حتى وقف عليّ ، وكنا نلقي منه البلاء والأذى والغلظة علينا ، فقال لي : إنه الانطلاق يا أم عبد الله ؟

قلت : نعم والله ، لنخرجنّ في أرض الله .. آذيتمونا وقهرتمونا ، حتى يجعل الله لنا فرجاً .. فقال عمر : صحبكم الله !! ورأيت منه رقة لم أرها قط .

فلما جاء عامر بن ربيعة ( زوجها ) وكان قد ذهب في بعض حاجته ، وذكرت له ذلك فقال : كأنك قد طمعت في إسلام عمر ؟ قلت له : نعم .. فقال : إنه لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب .

رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة ( رقم 7187 ) والطبراني في الكبير (25/29) وعبد الله بن أحمد في فضائل الصحابة (1/279) والبيهقي في الدلائل (2/95) كلهم عن ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام (1/214) من طريق عبد الرحمن بن الحارث وهو صدوق له أوهام عن عبد العزيز بن عبد الله ما وثقه غير ابن حبان ، والبخاري وابن أبي حاتم لم يذكرا فيه جرحا ..

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/23) : رواه الطبراني وقد صرح ابن إسحاق بالسماع فهو صحيح . قلت : هو حديث حسن إن شاء الله .

 

3- قال ابن حجر في الفتح: روى أبو نعيم في الدلائل من حديث عائشة وطلحة عن عمر – كما ذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري باب إسلام عمر – قال : أن أبا جهل جعل لمن يقتل محمدا مائة ناقة ، قال عمر ، فقلت له : يا أبا الحكم ، الضمان صحيح ؟ قال : نعم . قال : فتقلدت سيفي أريده ، فمررت على عجل وهم يريدون أن يذبحوه ، فقمت أنظر إليهم ، فإذا صائح يصيح من جوف العجل : يا آل ذريح ، أمر نجيح ، رجل يصيح ، بلسان فصيح .. قال عمر : فقلت في نفسي ، إن هذا الأمر ما يراد به إلا أنا .. قال : فدخلت على أختي فإذا عندها سعيد بن زيد ، فذكر القصة في سبب إسلامه بطولها . اهـ

 

لم أجده عند أبي نعيم في الدلائل وسكت عنه ابن حجر فلم يذكر فيه تصحيحا أو تضعيفا ، ولكن رواه أبو يعلى في مسنده (1/384) بسند ضعيف ..

وأصل قصة هتاف الجن في البخاري عن سالم حدثه عن عبد الله بن عمر قال : ما سمعت عمر يقول لشيء قط : [ إني لأظنه ] إلا كان كما يظن ، بينما عمر بن الخطاب جالس إذ مر به رجل جميل فقال : لقد أخطأ ظني أو إن هذا على دينه في الجاهلية أو لقد كان كاهنهم علي الرجل فدعى به فقال له ذلك فقال : ما رأيت كاليوم استقبل به رجلا مسلما ، قال : فإني أعزم عليك إلا ما أخبرتني قال : كنت كاهنهم في الجاهلية قال : فما أعجب ما جاءتك به جنيتك ؟

قال : بينما أنا في السوق يوما جاءتني أعرف فيها الفزع فقالت : ألم ترى الجن وإبلاسها ، ويأسها من بعد أنكاسها ، ولحوقها بالقلاص وأحلاسها ؟

قال عمر : صدق ، بينما أنا نائم عند آلهتهم جاء رجل بعجل فذبحه فصرخ به صارخ لم أسمع صارخا قط أشد صوتا منه يقول : يا جليح أمر نجيح رجل فصيح يقول لا إله إلا الله ، فوثب القوم فقلت : لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا ثم نادى : يا جليح أمر نجيح رجل فصيح يقول لا إله إلا الله ، فقمت فما نشبنا أن قيل هذا نبي . تفرد به البخاري

 

4- ومما روي أيضا في دخول الإسلام قلب عمر قبل أن يعلن إسلامه ..

ما جاء في مسند الإمام أحمد : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان ثنا شريح بن عبيدة قال ، قال : عمر بن الخطاب رضي الله عنه :

خرجت أتعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن أسلم .. فوجدته قد سبقني إلى المسجد فقمت خلفه فاستفتح سورة الحاقة .. فجعلت أعجب من تأليف القرآن ، قال : فقلت هذا والله شاعر كما قالت قريش ؟ قال : فقرأ { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ } ..

قال : قلت كاهن فقرأ { وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ } إلى آخر السورة ..

قال عمر : فوقع الإسلام في قلبي كل موقع .

وفي رواية لابن اسحاق ستأتي قريبا : قال عمر رضي الله عنه : فلما سمعت القرآن ، رق له قلبي ، فبكيت ودخلني الإسلام .

الحديث في المسند (1/17) ومن طريقه رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/56) : رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن شريح بن عبيد لم يدرك عمر . اهـ أي أنه حديث منقطع ، والمنقطع ضعيف . وكذا ضعفه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله والشيخ شعيب في تحقيقهما للمسند . ولا يساعده ما سيأتي من مرسل عطاء ومجاهد لضعفه أيضا .

 

**************************

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×