اذهبي الى المحتوى
امة من اماء الله

نصيحة عامة لكل عروسين

المشاركات التي تم ترشيحها

post-36649-0-92592600-1333727068.png

 

 

 

كتبه : د.عاصم بن عبدالله القريوتي

 

 

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد:

 

أيُّها العَرُوسَان:

 

•· عليكـما أن تتـعاونا في سبـيل غـايـة كبرى وهي رضـا الله سبحانه وتعـالى، إذ الزوجان الصالحان يحافظان على صلاتهما، ويتعاونان على كل ما يرضي الله ويُبعِد عن سخطه، كما يحرصان على قيام الليل، لأن فيه خيرٌ وبركةٌ، فالدعاء في جوف الليل مستجاب.

 

•· وأن تحبا الفقراء والمساكين وتَحُضَّا على إطعامهم، وتُنْفِقَا في وجوه الخير ولا تَسْتَقِلا ما لديكما في ذلك إذ {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ} وفي الحديث الشريف عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ لا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ» [رواه البخاري ومسلم - والفرسن هو الحافر]

 

•· واحرصا على التحلي بمكارم الأخلاق ومعاليها، وكونا قدوةً في كل خير، ولا تَغفلا عن صلة رحمكما، والبر بوالديكما وزيارة الأقارب، وتعاهدا الجيران، فأكنَّا لهم جميعاً التقدير والحب والاحترام، وبادراهم بالهدايا، ولو كانت في نظركما يسيرة، إذ في ذلك توطيدٌ بينكم للحُبِّ والصلة الطيبة في الأسرة والمجتمع.

 

•· أيها العروسان: إن حصل خطأ من أحدكما فلا تتعجلا في اتخاذ قرارٍ يعكّر حياتكما وحياة أبنائكما، و تذكرا أن ابن آدم خطاء، ومن العقل والحكمة عدم المؤاخذة بالهفوات اليسيرة، التي تضيع ضمن الفضائل الكثيرة لكل واحد على الآخر واعلما أن لكل جوادٍ كبوة.

 

•· وإن أخطأ أحدكم فأين الحلم؟ وأين الرفق؟ بل وأين الصفح الذي حث عليه الإسلام؟وتذكرا ما أعد الله عز وجل للعافين عن الناس، وأن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه.

 

 

post-36649-0-07742900-1333727077.png

 

أيها العروسان

 

- بارك الله لكما وجمع بينكما على خير-

 

ستدخلان -إن شاء الله- في عهدٍ جديدٍ، عهد الأبوة، فاحرصا على العناية والتربية لأبنائكم، بأن يكونوا من الذرية الصالحة، وبِتَنْشِئَتِهِم على الإيمان بالله والاتكال عليه، وعلى إرشادهم إلى الصلاة وأمرهم بها وهم أبناء سبع، وعلى التفريق بينهم في المضاجع وهم أبناء عشر، وعلى حُبِّ القرآن الكريم وترتيله وحفظه، وعلى حُبِّ النَّبيِّ ز وتعظيم سُنَّتِه، وعلى محبَّة أصحاب النَّبيِّ -رضي الله عنهم- من الخلفاء الراشدين وأزواجه الطاهرات، وبقـية العشـرة المبشـرين بالجـنة، وسائر صحابته، الذين اختارهم الله لصحبة نبيه.

 

واحرصا على تعليم مكارم الأخلاق ومعالي الآداب، وجنباهم أصحاب السوء ومرافقتهم، كُلُّ ذلك رجاء أن يكون أبناؤكم من أئمة المُتَّقين، إذ من دُعاء عِبَاد الرَّحمن: {وَالَّذِيـنَ يَقُـولُونَ رَبَّنـَا هَـبْ لَنَـا مِـنْ أَزْوَاجِـنَا وَذُرِّيَّاتِـنَا قُـرَّةَ أَعْيُـنٍ وَاجْـعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} [الفرقان:74].

 

واحرصا على تعليمهم بأنواع المعارف والعلوم النافعة، حتى يكونوا سواعد قوية بَنَّاءَةً مِعطاءة في المجتمع.

 

وإذا أكرمكما الله بأن نشأ أولادكم في أكنافكما على هدىً وصلاح إن شاء الله، فكونا عوناً لهم على الزواج مُستحضرين التوجيهات النبوية التالية:

 

قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ» [رواه ابن ماجه والترمذي].

 

وقال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«تُنْـكَحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسابِهَا وَلِجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ» [رواه البخاري ومسلم].

 

وقال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إنَّ مِن يُمْنِِِ المرأة تيسير خِطبتها وتيسير صَدَاقِها، وتيسير رحمها» [أخرجه ابن حبان والحاكم و غيرهما بسند حسن]

 

فاحرصا أيها الوالدان -بارك الله فيكما- في المصاهرة لأبنائكم وبناتكم، على اختيار صاحب الدين والخلق، وأن لا يكون همُّكما بالدرجة الأولى المال والجمال أو الحسب والجاه.

 

وعليكما اجتناب ما حرم الله من اختلاط وغيره في حفل الزواج، ولتكن فاتحةُ الحياة الزوجية بالطاعات والقربات، لا بالمعاصي والمنـكرات. واحـرصا على الاعـتدال في الزواج دون إسرافٍ ومبالغةٍ إذ خير الأمور أوسطها.

 

ولتـكونا للعروسـين بعد الزواج عوناً على الوفاق والمحبة والمودة، ولا يكن تدخلكما في أمورهما مما يباعد بينهما، بل كما كنتما -بارك الله فيكما- سبباً في فرحتهم الكبرى ليلة زفافهم بتزويجهم، فلتَدُمِ الفرحة بحرصكما على الجمع والوِفاق بينهما بعد ذلك.

 

 

post-36649-0-07742900-1333727077.png

 

ختاماً:

 

.. رحم الله رجلاً محمود السيرة وطيِّب السريرة، سهلاً رفيقاً ليناً، رؤوفاً رحيماً بأهله، لا يكلِّف زوجته من الأمر شططاً ..

 

.. وبارك الله في امرأةٍ لا تطلب من زوجها غلطاً، ولا تُحدِث عنده لغطاً ..

 

.. جعل الله زواجكم ميموناً مباركاً ..

 

.. ورزقكم ذريةً صالحةً تقر بها أعينكم في الدارين ..

 

.. ودمتم مفاتيح لكل خيرٍ، مغاليق لكل شرٍ ..

 

.. وكَلأكم في رعايته أينما كنتم وحللتم ..

 

.. والحمد لله رب العالمين ..

 

.. وصلى الله وسلم وبارك على المبعوث رحمةً للعالمين نبينا وإمامنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين ..

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا حيا الله من جانا : )

منورة الساحة يا حبيبة

جزيت خيرا وبارك الله فيك

مقال طيب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

شكر الله لكِ حبيبتي جميل الترحاب

وخيرا جزاك

والساحة ما شاء الله تنير بكِ وبباقي الحبيبات بما تقدمنه من فوائد جمة ونصائح قيمة

بوركتِ

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

أمة الحبيبة كيف حالك

جزاك الله كل خير على هذا النقل الطيب

ما أحوجنا لمثل هذه النصائح قبل التفكير في الزواج حتى نجعله طاعة لله وعملا صالحا نتقرب به إلى الله وليس كما نراه اليوم_إلا من رحم ربي _ زواج بلا هدف، منكرات واسراف وديون ثم...الله المستعان حال بيوت أغلب المسلمين تصور لنا الحال المؤسف،

ما أغلى هذه النصائح التي تجعل من بناء أسرة مسلمة لبنة طيبة في بناء هذه الأمة التي أرهقتها الأسقام ونخرت في جدرانها سموم الأعداء...

اللهم أصلح بيوت المسلمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×