اذهبي الى المحتوى
ميرفت ابو القاسم

كتاب دعوة الرسل لأحمد العدي من علماء الأزهر

المشاركات التي تم ترشيحها

 

السلام عليكم ورحمته

 

 

 

وبركاته

 

 

 

 

الحمد لله ، والصلاة والسلام على

 

 

 

رسول الله وآله ومن والآه وبعد :

 

 

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،،،

فإن أشرف الأعمال وأجلها هو الدعوة إلى الله تعالى, ففيها عظمة الموضوع، وسمو الوسيلة، ونبل العمل، ورقي الغاية، وذلك أمر أكده الله تعالى بقوله سبحانه: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} 1.

وقد خص الله -سبحانه وتعالى- رسله الكرام ابتداء بهذا الشرف، وكلفهم به وبعثهم بوحي منه يبلغونه للناس، قال تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} 2.

وقال سبحانه لكل منهم: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} 3.

وعلى مدار التاريخ من لدن آدم -عليه السلام- إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- قام الرسل بواجبهم هذا، وحملوا أمانة الدعوة بكل صدق وإخلاص، وتركوا سيرة مثالية تعد أسوة لكل من يرجو الله واليوم الآخر، وكان محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتم الرسل والأنبياء، ختم بدعوته سائر دعوات الله، فبلّغ الرسالة، وأدى الأمانة, ونصح الأمة، وكشف الغمة، وترك للبشر كل ما ينفعهم، وكل ما يحتاجون إليه، بالنسبة للدعوة وغيرها.

عرف بوجوب القيام بالدعوة إلى الله تعالى، وألزم الأمة المسلمة به، حيث أخبرهم بقوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} 4.

 

سورة فصلت آية: 33.

2 سورة النساء من آية: 165.

3 سورة المائدة آية: 67.

4 سورة آل عمران آية: 104.

تم تعديل بواسطة ميرفت ابو القاسم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيرًا ونفع بكِ وجعله الله في ميزان حسناتك ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيرًا ونفع بكِ وجعله الله في ميزان حسناتك ()

 

 

وخيرًا جزاك سمو الحبيبة

 

اللهم آمين

 

سعدت لمرورك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

القسم الأول: دعوات الرسل عليهم السلام

مدخل

 

القسم الأول: دعوات الرسل "عليهم السلام"

تمهيد:

أكرم الله الناس وكلفهم بعبادته، وسخر لهم كل ما خلق، وتفضل عليهم برسالاته المتتابعة حتى لا يحرموا من توجيه الله، ويعيشوا سعداء بالوحي المنزل، الذي يعرفهم بالصراط المستقيم، ويربط لهم الدنيا بالآخرة.

ومن عظيم كرم الله تعالى أن قدر للإنسان الأول أن يكون رسولا يوحى إليه،

آدم "عليه السلام" أبو البشر والناس أجمعين، فمنه خرجت زوجته حواء، ومن آدم وحواء تناسل الناس وعمر الكون، وتكاثرت القبائل والشعوب، وتكونت الأوطان والأمم.

ومن اللحظة الأولى لوجود آدم "رضي الله عنه" كان وحي الله، وكان دينه، وكانت ضخامة المسئولية التي تحملها الإنسان، والتي تلزمه بالتعامل مع العوالم العديدة التي خلقها الله تعالى.

إن هذا التكريم يؤكد تهافت المذاهب الوضعية، التي تجعل الإنسان متطورا من غيره، وتلحقه بعالم الحشرات والحيوان.

كما يؤكد ضلال المذهب النفسي الفرويدي، الذي يصور الإنسان كيانا غارقا في الجنس من بدء الحياة إلى نهايتها.

ويؤكد كذلك على بعد المذاهب المادية الجدلية عن الحق؛ لأنها تهمل الإنسان، وتجعله كيانا خاضعا لتأثيرات المادة، وقوانينها الحتمية، بعيدا عن الإيمان بالحق، وتعاليم الله.

وتستمر عناية الله بالناس, إذ يتفضل عليهم برسالة جديدة كلما احتاجوا إليها، بأن تختفي معالم الرسالة السابقة، أو يتقدم الإنسان فكريا، وعلميا، وحضاريا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إلى درجة تصير بعدها الرسالة السابقة قاصرة عن تحقيق غايات الدين ومراميه، أو تنقسم الأمة إلى جماعات فتحتاج كل جماعة إلى رسالة تناسبها. وهكذا تعددت الرسالات، وكلها تبين عناية الله بالناس، وتكريمه لهم على الزمن كله.

والرسل -عليهم الصلاة والسلام- هم خير البشرية، وأصفاهم نفسا، وأزكاهم عقلا، وأسرعهم إيمانا، وأحسنهم طاعة واستقامة. اصطفاهم ربهم -سبحانه وتعالى- وهو: {أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} 1، وأمدّهم بعلم لا يعلمه سواهم، يقول تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا، إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} 2.

وأحاطهم بالأمان والحفظ، قال تعالى: {وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ} 3.

وأفاء عليهم بالنعم الوافرة، والهداية السابغة، واختارهم لرسالته التي هم بفضل الله أحق بها وأهلها، قال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} 4.

ويقول سبحانه: {أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ} 5.

وجعلهم سبحانه وتعالى مصدر الهداية، ومناط الأسوة والقدوة، يقول تعالى:

{أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} 6.1

 

سورة الأنعام آية: 124.

2 سورة الجن آية: 26، 27.

3 سورة الصافات آية: 181.

4 سورة مريم آية: 58.

5 سورة الأنعام آية: 89.

6 سورة الأنعام آية: 90.

تم تعديل بواسطة ميرفت ابو القاسم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وكلف الناس بطاعتهم والاستقامة على هديهم، وتوجيهاتهم، يقول تعالى:

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} 1.

إن هذه الصفوة المختارة للرسالة أدت أمانة الدعوة بالبلاغ الواضح، والخطاب السهل، والحوار الهادئ، لم يتكلفوا، ولم يتحدثوا بكلام غير مفهوم، يوضح ذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم- مبينا حالته وأحوال إخوانه الرسل السابقين، فينطق بقول الله تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ، إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ، وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} 2, هذه الكوكبة العظيمة من الرسل عانت كثيرا من العنت والمشاق، وواجهت عديدا من المعارضات والأعداء، وفي كل الحالات أدت ما كُلفت به؛ ولذلك كتب الله لرسله النصر دائما، يقول تعالى:

{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ، إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ، وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} 3.

ومع إيماننا بأن الله أرسل عديدا من الرسل لا يحصيهم إلا هو سبحانه وتعالى، فإني سأكتفي بالبحث في الدعوات التي ذكرها القرآن الكريم، وأترك ما سكت عنه حتى لا نضرب في التيه، ونعيش وسط الأساطير والأوهام.

وأول الأنبياء آدم -عليه السلام- أوحى إليه الله قبل أن يولد له؛ ولذا كان الوحي إليه تعليما لما يحتاجه وبنوه في معاشهم، وحياتهم على الأرض، واستمر أبناؤه يتعلمون منه، ويطيعونه، ولم يشذ منهم إلا قابيل على نحو ما سنذكره؛ ولذلك يرى العلماء أن آدم -عليه السلام- لم يكلف بالدعوة؛ لأن أبناءه كانوا على الإسلام، واستمروا عليه بعد أبيهم، حتى ظهرت الأصنام بعده بعشرة قرون تقريبا،

 

 

1 سورة النساء آية: 64.

2 سورة ص آية: 86-88.

3 سورة الصافات الآيات: 171-173.

تم تعديل بواسطة ميرفت ابو القاسم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فبعث الله نوحا -عليه السلام- بدعوة الحق والهدى، فآدم أول الأنبياء، ونوح أول الرسل الدعاة.

وسوف أتتبع الأحداث، مكتفيا بتاريخ الرسل الذين ذكر القرآن الكريم أسماءهم، وسأخص كلا منهم برقم يتسلسل حتى أصل إلى رقم "24" أربعة وعشرين.

ومن المعلوم أن القرآن الكريم أورد أسماء خمسة وعشرين رسولا، جمعهم قول الناظم:

في تلك حجتنا منهم ثمانية من بعد عشر ويبقى سبعة وهم

إدريس، هود شعيب صالح وكذا ذو الكفل, آدم, بالمختار قد ختموا

وسيكون حديثي عن تاريخ دعوة الرسل متضمنا الموضوع والأحداث والمواقف, مع التعليق عليها بما يفيد الدعوة، أو يقدم للدعاة منهجا وطريقا، أو يساعد في هداية وخير للناس.

ولن أشير إلى الأحداث والوقائع التي لم يتكلم عنها القرآن الكريم، ولم تتناولها السنة النبوية إلا حين الحاجة إليها، وفي إطار الضوابط العلمية التي تجعلها مقبولة ونافعة.

ولن أقدم تاريخ دعوة كل رسول مرتبة الأحداث حسب تتابع وقوعها؛ لأن ذلك أمر غير ممكن، فوق أنه يقدم أحداثا لا تفيد الدعاة في حركتهم بالإسلام.

وحينما أحتاج لتفسير وبيان لنص قرآني، أو حديث نبوي، فسوف أرجع -بإذن الله تعالى- إلى المصادر الرئيسية المعتمدة؛ لأتجنب الإسرائيليات الدخيلة، والموضوعات الشاذة.

وبعد انتهائي من الحديث عن قصص الأنبياء، سأجمل القول في الجوانب المشتركة في الدعوات الإلهية، سواء كانت في الأصول، أو في المناهج، أو في الوسائل، أو في الأساليب، أو في الأحداث، أو في الأشخاص، أو في غير ذلك لما فيها من فائدة للمسلمين.

إن اشتراك الدعوات في مسألة واحدة دليل على تجذر هذه المسألة في حياة الناس، ولا بد أن يستفاد بها في مسار الدعوة الإسلامية.

وأسأل الله تعالى البصيرة والتوفيق,,,,

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

آدم عليه السلام

مدخل

آدم عليه السلام:

آدم -عليه السلام- أبو البشر، خلقه الله تعالى أولا، ومنه خلق حواء ثانيا1، وبث منهما بعد ذلك رجالا كثيرا ونساء، فتناسل الناس، وكثرت الذرية، ووجدت القبائل والشعوب، وتعددت الأمم والأوطان.

ولقد استخلف الله آدم في الأرض، وتوارث بنوه هذه الخلافة، وحملوا أمانة الدين، وصاروا عنها مسئولين إلى يوم القيامة.

وهكذا بدأت الإنسانية موحدة مؤمنة، بوجود آدم -عليه السلام- حيث كلمه الله، وعلمه قبل أن يولد له، وسار أبناؤه بتوجيهاته مؤمنين، ولم يظهر الشرك في الناس إلا بعد آدم بعشرة قرون.

وأغلب المؤرخين وكتاب السير يبدءون بتاريخ نوح -عليه السلام- لأنه حارب الشرك، ودعا إلى التوحيد وعبادة الله تعالى، ويرون أن آدم -عليه السلام- أرسل لأبنائه فقط، أما نوح -عليه السلام- فإنه أرسل إلى الناس2, وفيهم المشركون وعبدة الأوثان والأصنام.

ولكني آثرت أن أبدأ الكتابة في تاريخ الدعوة بآدم -عليه السلام- تقديرا لأبوته للبشرية كلها، وحفاظا على شمولية البحث في تاريخ الأنبياء، وبيانا لبعض الحقائق التي صارت جزءا من حركة الحياة والأحياء، وليعلم الإنسان حقيقته، وواقعه، وعدوه، وصاحبه، ومصيره الأخير.

 

سمي آدم باسمه هذا؛ لأنه تكون من أديم الأرض، وسميت حواء باسمها؛ لأنها خرجت من حي.

2 تسببت الأحداث في أن تكون رسالة نوح -عليه السلام- للناس جميعا؛ لأن معارضيه أغرقهم الطوفان ولم يبق إلا أتباعه فقط.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وشجعني على هذه البداية أن الإسلام يربط الأمة الإسلامية بأبيهم آدم كثيرا, حيث يعرفهم بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً} 1.

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} 2.

ونادى الله الناس ببنوتهم لآدم، يقول تعالى:

{يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} 3.

{يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ} 4.

بل إن الله -سبحانه وتعالى- ربط المسلمين عمليا بأبيهم آدم من خلال تخصيص يوم الجمعة للمسلمين، وتعيينه للخطبة والصلاة؛ لأنه يوم آدم عليه السلام، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أسكن الجنة، وفيه أهبط منها، وفيه تقوم الساعة، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه" 5.

فيوم الجمعة هو يوم آدم، وهو عيد للمسلمين، يعيشه الناس فيربطون البداية بالنهاية، ويستعدون بالعبادة والإخلاص لقيام الساعة، سائلين الله كل خير، عسى أن يكون دعاؤهم ساعة الإجابة.

وسأجعل حديثي عن آدم في نقاط، بحيث تعطي كل نقطة فكرة محددة، على أن تقدم سائر النقاط متعاونة السيرة, متكاملة كما جاءت في القرآن الكريم، وإن لم تكن أحداثها متسلسلة، والله الموفق

 

 

سورة النساء آية: 1.

2 سورة الحجرات آية: 13.

3 سورة الأعراف آية: 31.

4 سورة الأعراف آية: 27.

5 الفتح الرباني، باب فضل الجمعة ج6 ص3.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

"النقطة الأولى": "خلق آدم عليه السلام"

قضت إرادة الله أن يجعل في الأرض خليفة، يعمرها، ويسوسها، فأخبر ملائكته الذين خلقوا قبل آدم, قائلا لهم: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} 1.

والخلافة في الأرض مقام كريم، يجعل الخليفة موصولا بمن استخلفه، وتتطلب خليفة كفؤا، يتحمل المسئولية، ويحافظ على الأمانة؛ ولذلك استشرفت الملائكة هذا المقام، ورجته لنفسها، وخافت أن يتولى الأمر من يفسد ويقتل؛ ولذلك قالوا لله تعالى: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} 2.

ومصدر الخوف عند الملائكة ما رأوا من فساد الجن قبل ذلك، أو لأنهم علموا أن عنصر الطين في الإنسان ليتغلب فإنه يظلم ويدمر، أو علموا بإلهام الله لهم بعدما جرت مشيئته بذلك3.

وقالت الملائكة ما قالوه في عبودية خاشعة، لا اعتراض فيه البتة؛ ولذلك طمأنهم الله، وقال لهم: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} 4.

وهكذا أعلمهم الله بسبب اختياره آدم وذريته للخلافة، وكشف لهم حكمته في ذلك. يوضح ابن كثير هذا وهو يبين معنى الآية قال: "أي: أعلم المصلحة في خلق هذا الصنف ما لا تعلمون، فإني سأجعل فيهم الأنبياء، وأرسل فيهم الرسل، وأوجد فيهم الصديقين، والشهداء، والصالحين، والعباد، والزهاد، والأولياء، والدعاة

1 سورة البقرة: 30.

2 سورة البقرة آية: 30.3 انظر تفسير ابن كثير ج1، ص70، 71.

4 سورة البقرة آية: 30.

تم تعديل بواسطة ميرفت ابو القاسم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

والأبرار، والمقربين، والعلماء العاملين، والمحبين لله ورسله، المتبعين لوحي الله تعالى"1.

عرف الله تعالى ملائكته بهذا الخليفة، وهو يكونه أمامهم مرحلة، مرحلة.

ففي المرحلة الأولى صنعه بشرا من طين وقال لهم: {إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ} 2, فرأوا العنصر المادي، وشاهدوا الصورة البشرية لآدم، ثم عرفهم الله تعالى بالمرحلة الثانية، وأمرهم بتعظيمه، والترحيب به حينما يرون نفخة من روح الله تعالى تدب في هذا الجسد المادي، وقال لهم: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} 3.

وهكذا تكاملت الإنسانية في آدم -عليه السلام- وبدأت البشرية مسيرتها في الأرض.

وقد اتحد العنصران في آدم -عليه السلام- فلم تبق النفخة العلوية هائمة في عالمها السامي، ولم يستمر الطين جسدا جامدا لا يتحرك، وإنما كونا معا إنسانا ماديا ينمو، ويدرك، ويفكر، ويستفيد بكل ما سخر الله له.

وقد أبقى الله تعالى هذا التمازج بين الجسد والروح، سرا من أسرار حكمته، بحيث لا يستطيع إنسان ما إدراك كيفية هذا التمازج، أو اكتشاف صور التفاعل فيه.

ومن عجيب حكمة الله تعالى أن هذا التمازج يستمر ما دام لصاحبه في الدنيا حياة، فإذا جاء الأجل في لحظة لا يعلمها إلا الله يأمر سبحانه وتعالى بانفصال العنصرين؛ لترتفع الروح إلى بارئها، ويعود الجسد ترابا مرة أخرى.

وبعد تمام خلق آدم أخرج الله له من ضلعه الأيسر زوجته حواء؛ ليكونا أول أسرة بشرية، يجمعها الترابط، وتتمتع بالمودة والرحمة، ويشعر كل طرف بدور

 

1 تفسير ابن كثير ج1، ص69.

2 سورة ص آية: 71.

3 سورة الحجر آية: 29.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الآخر معه، فآدم -عليه السلام- يدرك دور حواء في مؤانسته، وهو -عليه السلام- الموحى إليه، ومهمته مواجهة الصعاب والمشاق؛ لتعمير الأرض بخلافة الله التي اختصه بها، يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً} 1.

وعلى الإنسان أن يتذكر دائما أنه يرجع في وجوده وتكوينه، إلى أبويه "آدم وحواء"، يقول صلى الله عليه وسلم: "كلم لآدم, وآدم من تراب" 2، وقد خلقت حواء من ضلع آدم؛ ولذلك فطرت على التعلق بالرجل وخلق الرجل من الأرض, فجعل ميله إلى الأرض3، ولا غرابة في هذا، فالفطرة ترتبط بأصلها، وتسعد بالسكون إليه، ودائما تنمو الحياة بما يناسبها، ويغذيها.

والإنسان على امتداد الزمان، والمكان، سلالة متولدة من آدم وحواء، وإن تغيرت صورة الإيجاد، يقول صلى الله عليه وسلم: "إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض؛ فجاء منهم الأحمر والأسود وبين ذلك، والسهل والحزن، والطيب والخبيث" 4.

ويقول صلى الله عليه وسلم: "الناس معادن كمعادن الأرض" 5.

وقد أكدت الاكتشافات العلمية الحديثة أن الإنسان في تكونه يشبه عناصر الأرض والطين، ويقول الدكتور علي مطاوع: "عدد عناصر الطبيعة اثنان وتسعون عنصرا, وهي موجودة في جسم الإنسان كذلك"6.1 سورة النساء آية: 1.

2 فيض القدير ج5 ص37.

3 تفسير الطبري ج7، ص515 ط دار المعارف.

4 رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح ج5 ص204.

5 أشار إليه السخاوي في المقاصد الحسنة وذكر وروده عن البيهقي، وروى البخاري نحوه في صحيحه بشرح فتح الباري ج8 ص147.

6 آدم ص20.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

النقطة الثانية: "آدم والملائكة"

خلق الله آدم -عليه السلام- وأمر الملائكة أن تسجد له بعد تمام خلقه مباشرة, فقال لهم: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} 1.

والملائكة عباد مكرمون: {لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} 2, {لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} 3، فأطاعوا أمر ربهم وسجدوا لآدم تكريما، واحتراما، وسلاما، ولم يتخلف أحد من الملائكة عن هذا التكريم الذي كلفوا به: {فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} 4.

ومن هذه اللحظة تيقنت الملائكة قدر هذا المخلوق الجديد عند الله، وتبينت عظمة هذا التقدير بالمهام التي كلفوا بها مع الإنسان، فمنهم الحَفَظَة الكرام، ومنهم الكاتبون، وهم يتعاقبون في الناس بالليل وبالنهار، ومنهم المنزلون للمعونة والنصر، ومنهم حَمَلَة الوحي، إلى آخر المهام وهي كثيرة، وكلها لخدمة الإنسان، ولتحقيق أمانيه، وتسهيل الحياة له.

ومن نفس اللحظة علم آدم قدره عند ربه، فهو مميز عن سائر المخلوقات، وكلها مسخرة له، تخدمه، وتكون في عونه، ومساعدته، وعليه أن يدرك أن الوحي ينزل عليه، يبلغه تعاليم الله تعالى ليعيش بمنهج ربه، وشريعة خالقه سبحانه وتعالى وقد مكن الله له باستطاعة التعامل مع الملأ الأعلى، ومع المخلوقات الأخرى من جن وملائكة وبشر، وبصّره بأساليب التعامل المختلفة.سورة الحجر آية: 29.

2 سورة التحريم آية: 6.

3 سورة الأنبياء آية: 27.

4 سورة الحجر آية: 30.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وسكن آدم وزوجته الجنة، وجاءه أول تكليف من ربه، حيث قال الله له: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} 1 وسعد آدم بهذا التكليف، وأخذ ينعم بحياته في الجنة، يتلقى الوحي، ويتعامل مع المخلوقات الموجودة معه.

 

1 سورة البقرة آية: 35.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

"النقطة الثالثة": "آدم -عليه السلام- وإبليس"

عاش آدم وزوجته في الجنة متمتعا بعطاء الله الواسع، يأكل من ثمرها، ويشرب من مائها، ويتلذذ بكل ما طاب له فيها، تاركا الشجرة التي نهاه الله عن الأكل منها، مطمئنا إلى وعد الله الحق الذي يضمن له أساسيات الحياة الطيبة، حيث يقول تعالى: {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى، وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} 1، وهكذا بلا كلفة ولا مشقة، يصون ظاهره بالكساء والسكنى، ويصون باطنه بالشبع والري، وبتحقق هذه النواحي الأربع للإنسان تتحقق الكرامة، والأمان.

لم يرتض إبليس أن يعلو آدم عنه، وتملكه الحقد والحسد، فلما أمره الله بالسجود لآدم {أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} 2، نعم كان من الكافرين

 

1 سورة طه الآيات: 118, 119.

2 سورة البقرة آية: 34.

يتبع ~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

برفضه أمر ربه، وأصابه الكبر والغرور، بتصوره أنه يتميز عن آدم، حيث تصور تميز النار التي خلق منها على الطين الذي خلق منه آدم، وقال ما حكاه الله عنه بقوله تعالى: {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} 1، وتساءل منكرا متكبرا: {أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} 2.

وتصور إبليس شرف النار على الطين باطل، فإن الطين يتميز بالرزانة، والثبات، والنمو، والأناة، أما النار ففيها الطيش، والخفة، والإحراق، والسرعة، وفي الطين استمرارية وخضوع، وفي النار فناء واستعلاء.

ويكفي آدم شرفا على إبليس إن الله خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأمر الملائكة بالسجود له، وهل مع النص اجتهاد؟؟؟

لم يرتض إبليس بمقام آدم, فأبى واستكبر، فأخرجه الله من الجنة قائلا له: {قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ} 3.

خرج إبليس من الجنة ذليلا، طريدا، يتملكه الحقد، وتقوده العداوة لآدم وذريته؛ ولذا طلب من ربه أن يؤجل عقوبته إلى يوم القيامة؛ ليعمل طاقته في الإضرار والإفساد حيث قال: {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} 4.

ولحكمة أرادها الله -سبحانه وتعالى- أجاب طلبه, وقال له: {قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ، إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} 5.1 سورة الأعراف آية: 12.

2 سورة الإسراء آية: 61.

3 سورة الأعراف آية: 13.

4 سورة الحجر آية: 36.

5 سورة الحجر الآيات: 37, 38.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وقطعا لأعذار الآدميين, وضح الله تعالى الحقائق التالية:

أ- عرف آدم بعداوة إبليس، وحدده له، حيث قال تعالى: {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} 1.

ب- حذر الآدميين عموما من ألاعيب إبليس وجنوده، يقول الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ} 2، ويقول تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} 3.

ج- وضح لآدم وبنيه وسائل إبليس في الإضلال, وهي عديدة منها:

- التركيز على إبعاد الناس عن الحق والصواب, حيث قال: {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} 4.

- شمول إضلاله كل ما يحيط بالإنسان، يقول تعالى: {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} 5.

- بذل كامل طاقته في الإضلال، يقول تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} 6.1 سورة طه آية: 117.

2 سورة الأعراف آية: 27.

3 سورة فاطر آية: 6.

4 سورة الأعراف آية: 16.

5 سورة الأعراف آية: 17.

6 سورة الإسراء: 64.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

- تلوين التوجه في الإضلال؛ فأحيانا يحسن القبيح، أو يقبح الحسن، وأحيانا يوقظ الغرائز المادية السيئة، وأحيانا يهمس إلى النفس الأمارة بالسوء، وأحيانا ييئسه من النجاح والخير !وهكذا.

د- حدد الهدف الرئيسي لإبليس وجنوده وهو إخراج آدم من الجنة، وحرمان ذريته من دخولها مرة أخرى؛ ولذلك حذر الله آدم وزوجه قائلا لهما: {فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} 1.

هـ- عرف الله آدم وذريته بأن إبليس وأبناءه مستمرون في مهمتهم، بلا كلل أو يأس، ولن ينتهوا إلا بقيام الساعة حيث أنظرهم الله تعالى، وقد أقسم إبليس على هذه الاستمرارية حيث قال لله: {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ} ، و {لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} ، وهو في عمله يترصد للإنسان كما يترصد المحارب لعدوه رجاء أن يقضي عليه بالفساد، ومن أيمانه ما حكاه الله تعالى: {لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا} أي: لأفسدنهم بالأماني والشهوات، ولأستولين عليهم وأحتوينهم، وأجعلهم في قبضتي، أصرف أمرهم وشئونهم.

و عرف الله آدم وبنيه أنه لا سبيل لإبليس على العبد المخلص في إيمانه، المطيع لربه، يقول الله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} 2.

وشأن المؤمن دائما أن يلجأ إلى الله، ويتوكل عليه؛ ولذلك ينقذه الله من

سورة طه آية: 17.

2 سورة الحجر آية: 42.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

دسائس إبليس، قال تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ، إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} 1، والآيات والأحاديث كثيرة توضح للمؤمنين منهج مقاومة إبليس, والتغلب عليه، والنجاة من دهائه، وحقده إنه عدو لئيم لآدم، وللإنسانية كلها.

سورة الأعراف الآيات:200, 201.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

"النقطة الرابعة": "خروج آدم من الجنة"

أسكن الله آدم وحواء الجنة، وأباح لهما التمتع بخيراتها، وثمرها حيثما شاءا، وكيفما شاءا، وحدد لهما شجرة منعهما من الأكل منها بصورة قاطعة واضحة، قال الله تعالى: {وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} 1.

فتعينت الشجرة بأل المفيدة للعهد، وباسم الإشارة منعا للجهالة، وقطعا للمعذرة عن الخطأ.

ويلاحظ أن الله تعالى علق النهي بالقرب من الشجرة، مع أن المقصود هو النهي عن الأكل منها؛ ليعلم آدم أن القرب من الشجرة مقدمة للأكل منها، ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه، والبعيد عن العين بعيد عن القلب، والقرب من مصدر الخطأ ينسي الصواب، ويلهي القلب، والمؤمن الجادّ يبتعد دائما عن الخطأ ودواعيه.

واستقر آدم وزوجته في الجنة، إلا أن عدوهما إبليس لم يرتض هذا الخير لهما،

1 سورة الأعراف آية: 19.

 

يتبع بعون الله ~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

** الفقيرة الى الله **

 

السلام عليك ورحمته وبركاته

ربي يبارك فيك يا حبيبة

اريد ان اطلب منك تغير العنوان

 

 

كتاب (دعوة الرسل إلى الله تعالى) تأليف محمد أحمد العدوي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

** الفقيرة الى الله **

 

 

أختي الحبيبة اولًا أريد ورجاءً أريد تغير العنوان فورًا بالله عليك

 

وجزاك الله عنا خيرًا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×