اذهبي الى المحتوى
** الفقيرة الى الله **

..• لا يضربها ولا يهينها •..

المشاركات التي تم ترشيحها

post-121824-0-71499800-1392796728.png

لا يضربها ولا يهينها

محمد رشيد العويد

 

الزوج المثالي في الإسلام يكرم زوجته ولا يهينها ، يصبر عليها ولا يضربها ، مقتدياً في هذا بقدوتنا صلى الله عليه وسلم، ومتأسياً به في عدم ضربه امرأة قط .

عن عبدالله بن زمعة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إلام يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ولعله يضاجعها من آخر يومه )) مسلم في صحيحه .

هذا الاستفهام الاستنكاري من النبي صلى الله عليه وسلم يشنع على كل زوج يفعل هذيـن الفعليـن في يوم واحد .. مع إنسان واحد ، في رفض واضح للفعل الأول .

بدأ صلى الله عليه وسلم حديثه الشريف ، بالفعل المستنكر ، وهـو الضـرب ، لـم يسبقـه إلا أداة الاستفهام (( إلام )) ، ليزيد في إظهار هذا الفعل غير المقبول وإبرازه ، حتى يحرج منه السامع وينتبه – في الوقت نفسه – إليه .

(( يجلد أحدكم )) و (( أحدكم )) هنا تزيد في بيان عـدم الرضا عن هذا الضرب . فلم يقل صلى الله عليه وسلم (( يجلد الزوج )) وكأنه لا يمكن أن يصدر هذا الفعل عن زوج ، لأن الزواج (( مودة ورحمة )) والضرب تنفيه وتبعده المودة والرحمة .

(( يجلد أحدكم امرأته )) تذكير آخر لهذا الذي يضرب : أنه لا يضرب حيواناً (( على الرغم من أنه منهي عن ضرب الحيوان )) إنما يضرب إنساناً وأي إنسان ! إنساناً قريباً منه (( امرأته )) ولـم يقل صلى الله عليه وسلم (( المرأة )) ليذكره أن هذا الإنسان صائر في ذمته بعقد ميثاق غليظ .

(( كما يجلد العبد )) ولا يفهم من هذا أن ضرب العبد جائز ، إنما جاء هذا التشبيه لأن ضرب العبد من سيده في الجاهلية ، وفي غيرها ، إنما هو ضرب قاسٍ ، شديد ، لا يملك إزاءه العبد مقاومة ، أو رداً أو رفضاً منه ، وقد يمنع الغضب من ضبطه ، فيُلحق بالمضروب أذى جسدياً كبيراً وأذى نفسياً بالغ الأثر .

 

post-121824-0-97096800-1392796729.png

ثم تكتمل الصورة قبحاً : (( ولعله يضاجعها من آخر يومه )) ، ويا له من توبيخ شديد ، وزجر عظيم ، وإدانة فاضحة .

إنه إنسان لا يستحي من الله ، ولا يستحي من نفسه ، ولا يستحي من امرأته .

لا يستحي من الله تعالى حين يضرب امرأته ضرب العبد في النهار ، وهو يعلم حاجته إليها ، وهو يعلم أنه يضرب من ستروي له شهوته في آخر اليوم نفسه ، يضرب من خلقها الله له لتكون سكناً لغريزته ، ونفسه ، وجسده .

 

ولا يستحي من نفسه ، فلو أنه يستحي منها لخجل من أن تكون اليد التي ضربت في النهار هي اليد التي تعانق في الليل ، وأن يكون الفم الذي شتم وسب في النهار هو الفم الذي صار يقبل في الليل من كان يشتمها ويسبها !!

ولا يستحي من امرأته التي كانت مهوى لطماته وركلاته في النهار .. ثم أصبحت مهوى حبه وهيامه في آخره !!

أجل . لقد أباح الإسلام للزوج أن يضرب زوجتـه . ولكـن أي ضرب ؟ ومتى ؟ يقول تعالى { واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن ، واهجروهن في المضاجع ، واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ، إن الله كان علياً كبيراً } ( النساء 34 ) .

إنه ضرب لا يقصد منه الإيلام وإطفاء الغيظ بقدر ما يقصد منه إعلان الأسف ، وعدم الرضا بالسلوك . ولذا ورد النص مطلقاً في قوله تعالى (( واضربوهن )) أي أدنى ما يتحقق به مفهوم الضرب . فهو ضرب تأديب وإصلاح – كما يقول المفسرون – وضرب تقويم وعلاج ، وليس ضرب إيلام وإزعاج .

وجاءت أقوال الفقهاء في تحديد آلة الضرب بنحو السواك ، وباجتناب ضرب الوجه ومواطن الضرر . وإذا ترتب على الضرب ضرر ما ، كالذي يترك أثراً ، فإنه يكون مضموناً على الزوج ، مستحقاً به التعزير الكافي والتقويم .. بحسب ما يراه الحاكم كافياً ؛ فالضرب المؤذي مرفوض ، وغير مقبول شرعاً ، بل هو من التجاوزات التي يعزر عليها الشارع ، ويكون للمرأة بسببها طلب التفريق من الزوج قضاء ، وإذا ثبت في المحاكم أرغم القاضي الزوج المسرف على طلاق زوجته ، وإن لـم يطلقها ، طلقها القاضي عليه ، وفرق بينه وبينها بحكمه.

 

post-121824-0-19124300-1392796731.png

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

بارك الله فيك ِ يا حبيبة وجزاك خيرًا لنقلك

نسأل الله أن يًصلح أحوال بيوتنا وأن نقتدي بهدي نبينا صلوات الله عليه وسلامه .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جعل الله ما نقلتي في ميزان حسناتك أختي الحبيبة

اللهم صل و سلم وبارك على نبينا محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@سُندس واستبرق

وفيكِ بارك الرحمن يا حبيبة وجزانا وإياكِ خيرا

آمين..

أسعدني تواجدكِ يا حبيبة : )

 

@@رجائي في الله كبير

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

آمين

بوركتِ على مروركش الطيب أختاه.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما أجمل ما نقلت يا حبيبة

مع أننا قرأنا هذا الحديث كثيرا

ولكن حقيقة برع الكاتب في توضيح معناه

فجزاه الله خيرا

وبورك فيك حبيبتي على النقل الطيب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×