اذهبي الى المحتوى
أمّ عبد الله

الحياة مع زوج فقير

المشاركات التي تم ترشيحها

الحياة مع زوج فقير

 

فاطمة عبد الرؤوف

 

من الحقائق التي يستطيع كلُّ ذي لبٍّ أن يتوصَّل إليها أن مفهومَ

الفقر والغنى هو مفهوم بالِغ النسبيةِ، وإن كان الرائج والسائد، والذي يتبادر للذهن، هو الفقرَ المالي والاقتصادي.

 

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أتدرون ما المُفلِس؟))، قالوا: المفلس فينا مَن لا درهم له ولا متاع، فقال: ((إن المُفلِس مِن أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيتْ حسناتُه قبل أن يُقضَى ما عليه، أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه ثم طُرح في النار))؛ رواه مسلم.

 

والذي لا شكَّ فيه أن هناك عَلاقةً قوية بين الإدراك المعرفي لحقيقة الفقر، وبين القدرة على التعايش مع الظروف الاقتصادية القاسية.

 

كان هناك رجلٌ حكيم يعيش حياة زاهدة، وعندما يقدَّر له أن يدخل السوق ويشاهد البضائع المتنوعة التي تملأ أرفف الباعة، يقول: ما أكثرَ الأشياءَ التي لا يحتاجها الإنسان!

 

وحديثُنا سوف ينصبُّ على هذا النوع من الفقر؛ أي: الفقر المالي والاقتصادي، وماذا تفعل المرأة التي تزوَّجت من رجل فقير، خاصة إذا كانت تعيش في بيتِ أسرتِها حياةً مرفَّهة؟

 

في البداية، هل يمكنُنا القول: إن الفقر يعوق الزواج؟

لعل

الفقر هو أحدُ أهمِّ الأسباب التي تعوق الزواج في وقتِنا الراهن، إن لم يكن أهمَّها على الإطلاق؛ قال - تعالى -: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 32]؛ فالله - سبحانه وتعالى - يقول لنا: زوِّجوا الصالحين، وإن كانوا فقراء، فالفقر هو العقبة الكؤود، التي لا ينبغي أن تقف في وجه الصلاح والإحصان.

 

لذا كان الواجبُ على الفتاة الخيِّرة العاقلة، ووَلِي الأمر الذي يبغي الخير لابنته، ألا يجعل

فقر الرجل عَقَبة في طريق الزواج، ولكن بحيث لا يصل الفقر لمرحلة الرجل المُعدِم؛ كمَن لا يعمل وليس له دخلٌ، فالزواج من مثله فتنة، وهناك فارق بين الفقير والمُعدِم؛ فالفقير لديه دخلٌ ضعيف، أما المُعدِم والذي لا مال له، فهذا أمر آخر.

 

تقول الصحابية فاطمة بنت قيس - رضي الله عنها -: لما حللتُ ذَكرتُ له - تعني للنبي صلى الله عليه وسلم - أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أما أبو جهم، فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية، فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد))؛ رواه مسلم.

 

لكي تنجح تلك الزوجةُ التي رَضِيت بالحياة في كَنَف زوج فقير، فإن عليها الانتباه لعدد من الأمور:

هي بحاجة للشحن المستمر لطاقتها الإيمانية؛ حتى لا يلبِّس عليها إبليس، ويُشعِرها بالندم على اختيارها.

 

ترفض منهج المقارنة السطحي بينها وبين مثيلاتها ممَّن يَعِشن في ظروف اقتصادية منعمة مرفهة.

 

تتذكَّر باستمرار نعمةَ الله عليها أنْ منحَها مثل هذا الزوج الصالح الشريف.

 

التكرار ثم التكرار للنفس والغير برضاها وسعادتها؛ لأن التكرار يؤكِّد المعاني في النفس ويرسخها؛ لذلك فهناك الكثير من المعاني التي تكرَّرت في القرآن الكريم، وأحيانًا بنفس اللفظ، وليس التكرار دليلاًَ على اهتزاز الثقة؛ وإنما هو لتحصين النفس من الوسوسة الخافتة التي قد تتسرب إليها.

 

مراعاة مشاعر الزوج، فلا تمتنُّ عليه بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ولا تقارنه بغيره.

 

مراعاة مشاعر أهل الزوج، وتحمد الله أمامهم على زوجها، وعلى أسرته الطيبة الكريمة، وحتى لو أساؤوا إليها تتغافل عن ذلك؛ فالنفوس الكبيرة لا تلتفت لصغائر الأمور.

 

ليس معنى أن زوجها فقير أن تستسلم للنقص في أي منحى من مناحي حياتها، بل تسعى دائمًا للكمال، فطعامُها متكامل شهي مزيَّن بطريق جميلة.. وبيتها نظيف مرتَّب فيه لمسات ناعمة.. وأولادها متأنِّقون على بساطة ملابسهم، حريصة على تعليمهم بنفسها تعليمًا متميزًا، يقضي على آفات التعليم الموجودة في المدارس.. ومنزلها مليء بالصناعات المنزلية التي تُتقنها، ولا تشتريها جاهزة فتمنح بيتها ميزانية إضافية غير مدفوعة الأجر.

 

حريصة على الصَّدَقة مهما كانت صغيرة، فعن عَدِي بن حاتم - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر النار، فأشاح بوجهه، فتعوَّذ منها، ثم ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوذ منها، ثم قال: ((اتَّقُوا النار ولو بشقِّ تمرة، فمَن لم يجد فبكلمة طيبة))؛ رواه البخاري ومسلم، فمهما كانت الظروف المادية ضعيفة، فإن الصدقة الصغيرة تبارك فيها.

 

لا تَنسَى ذكر اسم الله عند كل عمل، فيبارك الله لها فيه، وتحرصُ على ذكرِ طرفي النهار وقبل النوم، وتوقن أن الله لن يضيِّعها وسيبارك لها، وعندما تعيش في ظلال البركة، فلن تشعر بأي فقر.

 

  • معجبة 4

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ’’

موضوع جميل

جزاكِ الله خيراً ونفع بكِ أختي

طيب إذا كان الأهل لا يقبلون بمثل هذا الزوج الفقير لإبنتهم كيف تتصرف الفتاة في هذه الحالة كيف تقنعهم ؟

تم تعديل بواسطة عِــفّــةُ فَــتــاة ~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

وجزاكن خيرا يا حبيبات ، وشكر الله لكن مروركن الطيب

 

@

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ’’

موضوع جميل

جزاكِ الله خيراً ونفع بكِ أختي

طيب إذا كان الأهل لا يقبلون بمثل هذا الزوج الفقير لإبنتهم كيف تتصرف الفتاة في هذه الحالة كيف تقنعهم ؟

 

تفضلي ممكن تفيدك هذه الاستشارة

http://consult.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=281488

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزيت خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جزاك الله خيرا ياغالية

 

هذه النقطة حقيقة كم من بيت فقير يشرح النفس والله

 

ليس معنى أن زوجها فقير أن تستسلم للنقص في أي منحى من مناحي حياتها، بل تسعى دائمًا للكمال، فطعامُها متكامل شهي مزيَّن بطريق جميلة.. وبيتها نظيف مرتَّب فيه لمسات ناعمة.. وأولادها متأنِّقون على بساطة ملابسهم، حريصة على تعليمهم بنفسها تعليمًا متميزًا، يقضي على آفات التعليم الموجودة في المدارس.. ومنزلها مليء بالصناعات المنزلية التي تُتقنها، ولا تشتريها جاهزة فتمنح بيتها ميزانية إضافية غير مدفوعة الأجر.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيرا على الموضوع الطيب ~

لا حرمكِ الله الأجر يا غالية.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

برأيي ليس المشكلة في الزواج من رجل فقير ماديا واقتصاديا

فالمال يأتي مع بعض الجهد

ولكن المشكلة أن تتزوج المرأة رجلا فقير في مشاعره بخيل في عواطفه

هنا المشكلة

وللأسف قليل من يفهم ذلك

بالعكس أشعر أن الزوج مع زوجته إذا بدأ من الصفر فالحياة تصبح أكثر جمالا

وهذا رأيي : )))

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

موضوع راااائع ليت البنات تتفهمن هذه الإشكالية

 

وتصر وتجتهد فى إقامة بيت على تقوى الله وفقط

 

ستسعد أيما سعادة ...وتذكرى حبيبتى ..كم من الأغنياء

 

لايعيشون ربع سعادة الفقراء ..اللهم اسعد بيوت المسلمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

موضوع جميل جدا وراقي

لكن هناك اشكالية للاسف تقف عقبة في مثل هذا الزواج

وهو ان الفتاة واهلها أن فكروا ان يسهلوا وييسروا على الرجل

فللأسف المجتمع وحتى الرجل نفسه قد يأخذون هذا التسهيل بعين التخريص للفتاة !!

فتجد الفتاة نفسها وإن كانت بداخلها راضية وقانعة ومتقبلة لهذا الزواج ولاتريد كل المبالغات

والاسرافات في زواجات هذه الايام تردد وتحجم عن ان يعرف الزوج ذلك

او أن يفهم الزوج ذلك حتى لايعتبرها رخيصة

قلة جدا من الرجال في هذا الزمان من تكون اخلاقهم راقية بحيث لايرونه رخصا للأسف !!

والقلة من هؤلاء القلة من يظلون على معدنهم بمرور الايام فتراه إذا مل يوما أو

اشتهى الزواج الثاني يعاير زوجته انها كانت سهلة المنال !!

وبالتالي الامر يرجع مجددا لنفس الدوامة ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

سلمتِ يداكِ على النقل يا غالية وجعله الله فى ميزان حسناتك

 

النقاط التى أشارت إليها الكاتبة فى غاية الاهمية فجزاها الله خيرا

 

الفقر من وجهة نظرى فقر الأخلاق لا قلة المال وكثير من أولياء الأمور لا ينتبهون ذلك والله المستعان!!

 

لى عودة لأقول أشياء بعون الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيراً

موضوع جميل جدا ولاكن تبقى الي النهاية مشكلة العائلة والطلبات الغريبة والتي لا تطيقها نفس

ولاكن هناك مشكلة الاحظها الان من الفتيات هداهن الله فتسأل كل منهن الاخرى عن ما يملك الخاطب اوالزوج وما اهداها من هدايا والشبكة واين الشقة

حتى تستاء نفس الخطيبة ااو الزوجة وتنقلب الحياة رأسا على عقب -نسأل الله السلامة- وهن يحسبون نفسهن على خير

يجب على كل امرأة عاقلة بفكر ناضج ومتحضر ان تشجع زوجها فيقولون (وراء كل رجل عظيم إمرأة) وتقبله على دينه وخلقه ليس ماله

فماذا نفعل برجل يفقد الدين والخلق ويملك المال !!!

اللهم ارزقنا ازواجاً صالحين

 

 

أحبكن ف الله :)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكنّ الله جميعًا على مداخلاتكن الطيبة التي أثرت الموضوع

 

@خُـزَامَى

صدقت فيما ذكرت فتبقى المعادلة صعبة للأسف

الأخت هنا تخلص نيتها للمولى ، وهي تعلم أنها ما فعلت ذلك إلا لمرضاة الله

 

>> لو كنت مكانها فسأقول له : لو أنك ما صعبت علي ورأيت لهفتك على زواجك بي ما كنت قبلت بك ولا سهلت عليك فيما يخص مهري : ))

 

@@آسفة على أحوال المسلمين

ننتظر عودتك يا حبيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×