اذهبي الى المحتوى
نور الاسلام 2

(( ما أعطي أحد عطاء خيرا واوسع من الصبر))

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

 

وعن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدرى رضي الله عنهما : أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلي الله عليه وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم ، حتى نفد ما عنده ، فقال لهم حين نفد كل شيء أنفق بيديه:

 

(( ما يكن عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله. وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر))

 

الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1469

خلاصة الدرجة: [صحيح]

 

 

 

الشرح

 

 

 

كان من خلق الرسول الكريم- عليه الصلاة والسلام- أنه لا يسأل شيئاً يجده إلا أعطاه ، وما عهد عنه أنه صلي الله عليه وسلم منع سائلاً، بل كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، ويعيش في بيته عيش الفقراء، وربما ربط على بطنه الحجر من الجوع

 

فهو عليه الصلاة والسلام أكرم الناس واشجع الناس.

 

فلما نفد ما في يده أخبرهم أنه ما من خير يكون عنده فلن يدخره عنهم؛ أي: لا يمكن أن يدخر شيئا عنهم فيمنعهم، ولكن ليس عنده شيء.

 

ثم حث النبي صلي الله عليه وسلم على الاستعفاف والاستغناء والصبر، فقال:

 

(( ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن الله، ومن يتصبر يصبره الله- عز وجل)).

 

 

 

هذه ثلاثة أمور:

 

أولا:

من يستغن يغنه الله، أي: من يستغن بما عند الله عما في أيدي الناس؛ يغنه الله عز وجل. وأما من يسأل الناس ويحتاج لما عندهم ؛ فإنه سيبقي قلبه فقيراً - والعياذ بالله- ولا يستغني.

 

والغني غني القلب، فإذا استغني الإنسان بما عند الله عما في أيدي الناس؛ أغناه الله عن الناس، وجعله عزيز النفس بعيداً عن السؤال.

 

ثانياً:

من يستعفف يعفه الله، فمن يستعف عما حرم الله عليه من النساء يعفه الله عز وجل.

 

والإنسان الذي يتبع نفسه هواها فيما يتعلق بالعفة فإنه يهلك والعياذ بالله؛ لأنه إذا أتبع نفسه هواها وصار يتتبع النساء؛ فإنه يهلك، تزني العين، تزني الأذن، تزني اليد، تزني الرجلن ثم يزني الفرج؛ وهو الفاحشة والعياذ بالله.

 

فإذا استعف الإنسان عن هذا المحرم أعفه الله- عز وجل- وحماه وحمي أهله أيضاً.

 

ثالثاً:

من يتصبر يصبره الله، أي يعطيه الله الصبر.

 

فإذا تصبرت، وحسبت نفسك عما حرم الله عليم، وصبرت على ما عندك من الحاجة والفقر ولم تلح على الناس بالسؤال فإن الله- تعالي- يصبرك ويعينك على الصبر. وهذا هو الشاهد من الحديث؛ لأنه في باب الصبر.

 

 

 

ثم قال النبي صلي الله عليه وسلم

(( وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر))

 

أي: ما من الله على أحد بعطاء من رزق، أو غيره؛ خيراً واوسع من الصبر؛ لأم الإنسان إذا كان صبوراً تحمل على كل شيء. إن أصابته الضراء صبر، وإن أعرض له الشيطان بفعل المحرم صبر، وإن خذله الشيطان عن ما أمر الله صبر.

 

فإذا كان الإنسان قد من الله عليه بالصبر؛ فهذا خير ما يعطاه الإنسان ، وأوسع ما يعطاه، ولذلك تجد الإنسان الصبور لو أوذي من قبل الناس، لو سمع منهم ما يكره، لو حصل منهم اعتداء عليه، تجده هادي البال ، لا يتصلب ، ولا يغضب، لأنه صابر على ما ابتلاه الله به؛ فلذلك تجد قلبه دائماً مطمئناً ونفسه مستريحة.

 

ولهذا قال الرسول صلي الله عليه وسلم

(( ما أعطي أحد عطاء خيرا واوسع من الصبر))

منقووووول

تم تعديل بواسطة سدرة المُنتهى 87

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكِ الله خيرًا يا غالية على هذا النقل الموفق

جعله الله في ميزان حسناتك .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

جزاكـِ الله خيرا أختى الغاليه نور :)

جعلها الله بميزان حسناتكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا

 

و تقبل الله منك

 

اللهم اغننا بفضلك عمن سواك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاك الله خيرا.

نقل طيب ماشاء الله.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

شكر الله لك هذا النقل القيم أختي الكريمة

لا حرمت أجره

وينقل الموضوع للقسم المناسب له

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سبحان الله

 

كنت اقراء هذا الحديث اليوم واخذت اتمعن فيه حتى بكيت

 

ثم اجد موضوعك الان

 

اشعر انها رسالة من الله

 

بارك الله فيك اختاه اسال الله ان يرزقك من فضله العظيم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سبحان الله

 

كنت اقراء هذا الحديث اليوم واخذت اتمعن فيه حتى بكيت

 

ثم اجد موضوعك الان

 

اشعر انها رسالة من الله

 

بارك الله فيك اختاه اسال الله ان يرزقك من فضله العظيم

 

 

آآآآآآآآمين ولك ِ المثل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

 

بارك الله فيك ِ أخيتي على النقل الطيب أثابكِ المولى ~,

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا

 

و تقبل الله منك

 

اللهم اغننا بفضلك عمن سواك

 

ملاحظة فقط المرجو تصحيح كلمة يستعفف في الحديث الاول

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيرا أخية

نسأل الله أن يجعلنا من الصابرين.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

بارك الله فيكِ أختي الحبيبة

وجعلها في ميزان حسناتكِ

 

ينقل للساحة المناسبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته

 

 

جزاكِ الله خيرا ونفع بكِ

قال تعالى:"ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص في الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين*الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون"

اللهم اجعلنا من الصابرين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

حديث قيم وشرح وافي وجميل

جزاكِ الله خيرا أختي.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا اختي الحبيبه نور الاسلام

اللهم اجعلنا من الصابرين في السراء والضراء

اللهم اجرنا اجر الصابرين

وبارك الله فيك اختى الغاليه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,

نقل قيّـم

جزاك الله خيراً وجعله في موازين حسناتكِ.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

  • محتوي مشابه

    • بواسطة أم سهيلة
      http://www.islam-qa.com/ar/ref/134636
       
       
      الجمع بين حديثي ( لأعلمن أقواماً يأتون بحسنات ) و ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين )
       
      كيف نستطيع الجمع بين الحديثين الشريفين: ( أناس من أمتي يأتون يوم القيامة بأعمال كجبال تهامة فيجعلها الله هباء منثوراً ) ، قيل : من هم يا رسول الله ؟ قال : الذين إذا خلو بمحارم الله انتهكوها ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، وبين قوله صلى الله عليه وسلم ( كل أمتي معافى إلا المجاهرون ) .
       
      الجواب:
       
      الحمد لله
       
      أولاً:
      نص الحديثين موضع الإشكال :
       
      أ. عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ : ( لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا ) قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا ، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ ، قَالَ : ( أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ) .
       
      رواه ابن ماجه ( 4245 ) ، وصححه الألباني في " صحيح ابن ماجه " .
       
      الهباء في الأصل : الشَّيءُ المُنْبَثُّ الَّذي تَراه في ضَوْء الشمسِ .
       
      محارم الله : هي كل ما حرَّمه الله تعالى من المعاصي ، الصغائر ، والكبائر .
       
      ب. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ ، وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ : يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ ).
       
      رواه البخاري ( 5721) ومسلم ( 2990 ) .
       
      ثانياً:
       
      قد استشكل كثير من الناس الجمع بين هذين الحديثين ، وتعددت أماكن سؤالهم عن ذلك الجمع ، ونذكر ما تيسر من أوجه الجمع بينهما ، سائلين الله تعالى التوفيق ، فنقول :
       
      إن الذي دعا إلى استشكال الحديثين هو ما حواه معناهما مما ظاهره التعارض ، فإن الحديث الأول ليس فيه أن أصحاب المعاصي قد جاهروا بمعاصيهم ، وبمقتضى الحديث الثاني فهم " معافوْن " ، فكيف تحبط أعمالهم ، ويتوعدون بالسخط والعذاب ؟! ومن هنا جاء الإشكال في ظاهر الحديثين ، فذهب العلماء في الجمع بينهما مذاهب شتَّى ،
      ومن ذلك :
       
      1. القول بتضعيف حديث ثوبان ،
      وقد علَّله بعضهم فضعَّف سنده بالراوي " عقبة بن علقمة المعافري " ، وحكم على متنه بالنكارة .
       
      أ. ويرد على تضعيف سنده :
      بأن الراوي عقبة بن علقمة وثَّقه كثيرون ، وممن وثقه : ابن معين ، والنسائي ، ومن حكم على رواياته بالرد فإنما هو إذا روى عنه ابنه " محمد " ، أو روى هو عن " الأوزاعي " ، وهذا قول الأئمة المحققين في حاله ، وليست روايته في هذا الحديث عن الأوزاعي ، ولا رواه عنه ابنه محمد ، فالسند حسن على أقل أحواله .
       
      ب. ويرد على نكارة متنه
      بأن له نظائر معروفة ، كما في قوله تعالى : ( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً ) النساء/ 108 .
       
      وهو وإن لم يكن فيه حبوط أعمال أولئك بلفظ الآية ، إلا أنه يُعرف ذلك بمعناها .
       
      قال ابن كثير رحمه الله:
       
      هذا إنكار على المنافقين في كونهم يستخفون بقبائحهم من الناس ؛ لئلا ينكروا عليهم ، ويجاهرون الله بها ؛ لأنه مطّلع على سرائرهم ، وعالم بما في ضمائرهم ، ولهذا قال : ( وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ) تهديد لهم ، ووعيد .
       
      " تفسير ابن كثير " ( 2 / 407 ) .
       

       
      2. أن حديث ثوبان في المنافقين ، وحديث أبي هريرة في المسلمين ، فلا تعارض بينهما ، لا سيما إذا حملنا النفاق هنا على النفاق العملي الذي لا ينافي أخوة الإيمان .
       
      والواقع أن المتأمل في حال بعض من يقع في المنكرات هذه الأيام من أهل الخير والصلاح الظاهر ، وباعتراف من يتوب منهم يجد عجباً ، من ارتكاب ذنوب " الخلوات " بشكل يمكن إطلاق وصف " انتهاك " عليه ! فمن هؤلاء من تكون خلواته في مشاهدة الفضائيات الفاسدة ، والنظر في الإنترنت إلى مواقع الجنس الفاضح ، واستعمال أسماء مستعارة للمحادثة والمراسلة مع الأجنبيات ، ثم تجد هؤلاء لهم نصيب في الظاهر من الاستقامة ، في اللباس ، والصلاة ، والصيام ، ومن هنا كان هذا الحديث محذِّراً لهؤلاء أن يكون حالهم حال المنافقين ، أو أن يكونوا أعداء لإبليس في الظاهر ، أصدقاء له في السرِّ ، كما قال بعض السلف .
       
      قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله:
       
      الكبيرة السادسة والخمسون بعد الثلاثمائة : إظهار زي الصالحين في الملأ ، وانتهاك المحارم ، ولو صغائر في الخلوة : أخرج ابن ماجه بسند رواته ثقات عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لأعلمنَّ أقواماً مِن أمتي يأتون .... ) .
       
      لأن من كان دأبه إظهار الحسن ، وإسرار القبيح : يعظم ضرره ، وإغواؤه للمسلمين ؛ لانحلال ربقة التقوى ، والخوف ، من عنقه .
       
      " الزواجر عن اقتراف الكبائر " ( 2 / 764 ) .
       

       
      3. قوله صلى الله عليه وسلم ( إِذَا خَلوا بِمَحَارِمِ الله ) لا يقتضي خلوتهم في بيوتهم وحدهم ! بل قد يكونون مع جماعتهم
      ومن على شاكلتهم ، فالحديث فيه بيان خلوتهم بالمحارم ، لا خلوتهم مع أنفسهم في بيوتهم ، فليس هؤلاء بمعافين ، والمعافى الذي في حديث أبي هريرة الذي يظهر لنا أنه يفعل المعصية الغالبة عليه وحده ، ولذا جاء في الحديث أنه شخص بعين ، وأن ربَّه قد ستره ، (يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ ) ، وحديث ثوبان فيه الجمع ( قوْم ) و ( خَلَوا ) .
       
      قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:
       
      الذي يبدو أن ( خلوا بمحارم الله ) ليس معناها " سرّاً " ، وإنما : إذا سنحت لهم الفرصة انتهكوا المحارم ، فـ " خلَوا " ليس معناها " سرّاً " ، وإنما من باب " خلا لكِ الجو فبيضي واصفري " .
       
      " سلسلة الهدى والنور " شريط رقم ( 226 ) .
       

       
       
      4. وصف هؤلاء المذكورون في حديث ثوبان بأنهم "ينتهكون" محارم الله ، وهو وصف يدل على استحلالهم لذلك ، أو مبالغتهم فيها في هذه الحال ، وأمنهم من مكر الله ، وعقوبته ، وعدم مبالاتهم باطلاعه عليهم . فلذا استحقوا العقوبة بحبوط أعمالهم ، وليس الوعيد على مجرد الفعل لتلك المعصية
      ولعله لذلك سأل ثوبان رضي الله عنه النبيَّ صلى الله عليه وسلم أن يجلِّي حال أولئك ، وأن يصفهم ؛ خشية أن يكونوا منهم ، وهم لا يدرون ، ومثل هذا إنما هو طلب لمعرفة حال قلوب أولئك العصاة ، وليس لمعرفة أفعالهم مجردة .
       
      قال الشيخ محمد المختار الشنقيطي حفظه الله :
       
      أي : أن عندهم استهتاراً ، واستخفافاً بالله عز وجل ، فهناك فرق بين المعصية التي تأتي مع الانكسار ، والمعصية التي تأتي بغير انكسار ، بين شخص يعصي الله في ستر ، وبين شخص عنده جرأة على الله عز وجل ، فصارت حسناته في العلانية أشبه بالرياء ، وإن كانت أمثال الجبال ، فإذا كان بين الصالحين : أَحْسَنَ أيما إحسانٍ ؛ لأنه يرجو الناس ولا يرجو الله ، فيأتي بحسنات كأمثال الجبال ، فظاهرها حسنات ، ( لكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ) فهم في السر لا يرجون لله وقاراً ، ولا يخافون من الله سبحانه وتعالى ، بخلاف من يفعل المعصية في السر وقلبه منكسر ، ويكره هذه المعصية ، ويمقتها ، ويرزقه الله الندم ، فالشخص الذي يفعل المعصية في السر وعنده الندم ، والحرقة ، ويتألم : فهذا ليس ممن ينتهك محارم الله عز وجل ؛ لأنه - في الأصل - معظِّم لشعائر الله ، لكن غلبته شهوته ، فينكسر لها ، أما الآخر : فيتسم بالوقاحة ، والجرأة على الله ؛ لأن الشرع لا يتحدث عن شخص ، أو شخصين ، ولا يتحدث عن نص محدد ، إنما يعطي الأوصاف كاملة .
       
      مِن الناس مَن إذا خلا بالمعصية : خلا بها جريئاً على الله ، ومنهم من يخلو بالمعصية ، وهو تحت قهر الشهوة ، وسلطان الشهوة ، ولو أنه أمعن النظر وتريث : ربما غلب إيمانُه شهوتَه ، وحال بينه وبين المعصية ، لكن الشهوة أعمته ، والشهوة قد تعمي وتصم ، فلا يسمع نصيحة ، ولا يرعوي ، فيهجم على المعصية فيستزله الشيطان ، قال تعالى : ( إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ ) آل عمران/ 155 ، فإذا حصل الاستزلال من الشيطان ، فزلت قدم العبد ، لكن في قرارة قلبه الاعتراف بالمعصية ، والله يعلم أنه لما وقع في المعصية أنه نادم ، وأنه كاره لها ، حتى إن بعضهم يفعل المعصية وهو في قرارة قلبه يتمنى أنه مات قبل أن يفعلها : فهذا معظِّم لله عز وجل ، ولكنه لم يرزق من الإيمان ما يحول بينه وبين المعصية ، وقد يكون سبب ابتلاء الله له أنه عيَّر أحداً ، أو أنه عق والداً ، أو قطع رحمه ، فحجب الله عنه رحمته ، أو آذى عالماً ، أو وقع في أذية ولي من أولياء الله ، فآذنه الله بحرب ، فأصبح حاله حال المخذول ، مع أنه في قرارة قلبه لا يرضى بهذا الشيء ... .
       
       
       
      فالذي يعصي في السر على مراتب :منهم من يعصي مع وجود الاستخفاف ، فبعض العُصاة تجده لما يأتي إلى معصية لا يراه فيها أحد : يذهب الزاجر عنه ، ويمارسها بكل تهكم ، وبكل وقاحة ، وبكل سخرية ، ويقول كلمات ، ويفعل أفعالاً ، ولربما نصحه الناصح ، فيرد عليه بكلمات كلها وقاحة ، وإذا به يستخف بعظمة الله عز وجل ، ودينه ، وشرعه ، لكنه إذا خرج إلى الظاهر صلى ، وصام ، وإذا خلا بالمعصية لا يرجو لله وقاراً - والعياذ بالله - فليس هذا مثل من يضعف أمام شهوة ، أو يفتن بفتنةٍ يراها ، ويحس أن فيها بلاء ، وشقاء ، ويقدم عليها ، وقلبه يتمعر من داخله ، ويتألم من قرارة قلبه ، ثم إذا أصاب المعصية ندم .
       
      ... .
       
      فهذا الحديث – أي : حديث ثوبان - ليس على إطلاقه ، وإنما المراد به : من كانت عنده الجرأة - والعياذ بالله - ، والاستخفاف بحدود الله .
       
      " شرح زاد المستقنع " ( رقم الدرس 332 ) .
       
       
       
      نسأل الله أن يحبب إلينا الإيمان ، وأن يزينه في قلوبنا ، ونسأله أن يبغِّض إلينا الكفر ، والفسوق ، والعصيان .
       
       
       
      والله أعلم
       
       
       
      موقع الإسلام سؤال وجواب


    • بواسطة محبة الأبرار
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
       
       
      ::
       
      ::
      ( عن ابن عمر قال : { لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه ، قيل له : الصلاة ، قال : مروا أبا بكر فليصل بالناس ، فقالت عائشة : إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ غلبه البكاء ، فقال : مروه فليصل فعاودته ، فقال : مروه فليصل إنكن صواحب يوسف } .
      رواه البخاري ، ومعناه متفق عليه من حديث عائشة ) . قوله : ( رجل رقيق ) أي رقيق القلب .
      وفي رواية للبخاري أنها قالت : { أبا بكر أسيف إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس }
      قوله : ( إنكن صواحب يوسف ) صواحب جمع صاحبة والمراد : إنهن مثل صواحب يوسف في إظهار خلاف [ ص: 376 ] ما في الباطن ، وهذا الخطاب وإن كان بلفظ الجمع فالمراد به واحدة هي عائشة فقط كما أن المراد بصواحب يوسف : زليخا فقط كذا قال الحافظ
      ووجه المشابهة بينهما في ذلك أن زليخا استدعت النسوة وأظهرت لهن الإكرام بالضيافة ومرادها زيادة على ذلك وهو أن ينظرن إلى حسن يوسف ويعذرنها في محبته ، إن عائشة أظهرت أن سبب إرادتها صرف الإمامة عن أبيها كونه لا يسمع المأمومين القراءة لبكائه ومرادها : زيادة وهو أن لا يتشاءم الناس به كما صرحت بذلك في بعض طرق الحديث فقالت : { وما حملني على مراجعته إلا أنه لم يقع في قلبي أن يحب الناس بعده رجلا قام مقامه }
      من كتاب نيل الأوطار من مكتبة الشبكة الأسلامية
      http://library.islam...bk_no=47&ID=302
      ::
       
      ::
      كان أبو بكر رجلاً بكاءً رقيق القلب، إذا قرأ القرآن لا يملك عينيه، وكانت هذه صفة عنده رضي الله عنه، حتى لما مرض النبي عليه الصلاة والسلام مرض الموت، وقال: (مروا أبا بكر فليصل بالناس. فقالت عائشة : يا رسول الله! إن أبا بكر رجل أسيف -كثير الأسف، كثير الحزن، متصل العبرة- إذا بكى لا يتبين الناس قراءته من البكاء. فقال: إنكن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس). (صواحب يوسف): عائشة خشيت أن يتشاءم المسلمون بـأبي بكر ؛ لأنه هو الذي خلف النبي عليه الصلاة والسلام فيتشاءموا به، فأرادت أن تجنب والدها هذا الشعور الذي تشعر به، فقال: إنكن صواحب يوسف: أي تقلن غير الذي في بطونكن.
      للشيـــخ أبو إسحاق الحويني (الشبكة الأسلامية)


       

      http://audio.islamwe...t&audioid=87217::
       
      ::
      رقم الفتوى (7952)
      موضوع الفتوى معنى قول النبي
      السؤال س: ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: إنكن صواحب يوسف ?
      الاجابـــة
      لما حكى الله عن النساء في زمن يوسف كيدهن له وما حصل من امرأة العزيز التي راودته عن نفسه وغلَّقت الأبواب ورمته بأنه أراد بها سواء وأنه قال: وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ ثم قال: إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ثم إن بعض زوجات النبي صلى الله عليه وسلم رددن عليه لما طلب من أبي بكر أن يُصلي بالناس وقت مرضه وكررن عليه قال: إنكن صواحب يوسف أي إن جنس النساء معهن كيد فجعل هذا من كيدهن.
       
      عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
      http://www.ibn-jebre...asal-7952-.html


    • بواسطة اطلالة فجر
      بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمدالله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبيا والمرسلين نبينا محمد واله وصحبه أجمعين ومن استن بسنته واتبع أثره الى يوم الدين
       
      أحبتي في الله
       
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـــــــــــه
       
      عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ كَانَتِ الآخرة هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِه،ِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ؛ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْه،ِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلا مَا قُدِّرَ لَهُ،
       
      وقفة وتأمل...
      ( أختي الغالية على قلبي والله يشهد جميع)
       
      هل وقفنا بعد قراءة هذاالحديث وتأملنه جيداً ونظرنا في أحوال البشر من حولنا بتفكر وتدبر ووضعنا مقارنه بين الصالحين الذين همهم الاخره فقط والعمل لها والذين مقصرين وهم الدنيا وجمع المال وماهي النتيجه0
       
      اخواتي انظروا إلى الدعاة الذين كرسو حياتهم وجهدهم في الله ولله كيف احوالهم في الدنيا هل هم فقراء ام اغنياء بالمال 0
       
      الجواب بل أغنياء بعفة النفس وبالزهد في الدنياء وما فيها وتجردهم للعباده المحضه فقط ولاكن الدنيا اتتهم راغمه اتتهم الدنيا لعلها تفتنهم ولاكنها لم تستطع نعم لم تستطع بل استعانو بما جاهم من الدنياء على الطاعه ولانفاق في سبيل الله وعلى الفقراء والمساكين فزادهم ذالك خير الى خير00
       
      أم الآخر الذي يسعى في الدنياء الهدف جمع المال وترك كل شئ من اجل هذا فتشتت عليه شمله وتفرغت به سبل الدنياء ولم يحصل الاعلى ماكتب الله له من الرزق
       
      فسبحان الله في عظيم خلقه وحكمته في تصريف شؤن عباده وصدق رسوله الكريم الذي لا ينطق عن الهوى احبتي دعواتكم دائم هي مشكاة تضئ الطريق لي فلا تبخلو علي بها هذا والله اسال ان يوفقنا جميع لما يحب ويرضى ولايجعل الدنياء اكبر همنا ولا مبلغ علمنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وسلم تسليم كثيرا0
       
      ........
      منقول
    • بواسطة محبة الأبرار
      السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،
       
      " الشرح للشيخ ابن جبرين رحمه الله "
       
      الحديث
      قال الإمام البخاري –رحمه الله تعالى- في كتاب: الإيمان: >>باب: حلاوة الإيمان.
      حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال: حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: {ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار }
       
      ..::..
       
      الحلاوة: اللذة التي يجدها الإنسان في فمه إذا طعم شيئا له طعم حال. وضدها: المرارة.
      فالمذوقات التي توضع في الفم، منها ما هو حلو، ومنها ما هو مر، إن ...الحاليات مثل: التمر، والعسل، والعنب، وغير ذلك من الفواكه والمأكولات اللذيذة التي يحس بطعمها في فمه. وهناك مأكولات أو مطعومات مرة المذاق
       
      ..::..
       
      الإيمان له حلاوة، يعني: له لذة. اختلف العلماء هل حلاوة الإيمان حسية أو معنوية؟
      أكثرهم قالوا: إنها معنوية؛ لأن الحلاوة ما يوجد طعمه في الفم، والأعمال هذه لا يوجد لها طعم في الفم، فتكون حلاوة معنوية.
      وقال آخرون: إنها حسية، وإن للأعمال الصالحة حلاوة قد تكون أشد من حلاوة الأطعمة الحالية اللذيذة. وذكروا أدلة على ذلك، وهو أن:
      كثيرا من السلف يستحلون العبادات، ويستلذون بها، ويجدون لها أثرا في قلوبهم، وفي أجسادهم، فيقول بعضهم: إنه ليمر بالقلب أوقات يرقص فيها طربا. أقول: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب. يجد للطاعة حلاوة ولذة؛ حتى يقول: إذا كان هذا مثل نعيم الجنة إنه لنعيم طيب؛ مع أن هذا في الدنيا.
       
      ..::..
       
      وأن من أسبابها:
      حصول هذه الثلاث: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان:
      - الأولى -
      أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما يعني: أن يقدم محبة الله ومحبة رسوله على محبة نفسه وولده وإخوته وأهله وذويه وماله وأقاربه وأسرته والناس كلهم؛ وذلك لأنه يعرف بأن الله تعالى هو ربه، وهو مالكه، وهو المتصرف فيه؛ فيحبه من كل قلبه. ويعرف –أيضا- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو رسول الله إلى الأمة، وهو الذي أنقذهم الله به من الضلالة ومن الكفر ومن العصيان، فيحبه –أيضا- من كل قلبه، فيكون بذلك مقدما لمحبة الله ومحبة رسوله على محبة كل شيء.
      وإذا أحب الله تعالى أحب عبادته؛ أحب الصلاة والصوم والصدقة، وأحب الذكر والدعاء وقراءة القرآن، وأحب جميع الطاعات، وتلذذ بها، وواظب عليها، وأكثر منها، وكذلك أيضا أحب كل من يحبهم الله. هذه علامة محبة الله.
      ومحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- علامتها: أن يتبعه، ويطيعه، ويعمل بكل ما أمره به. فيؤمن بأنه رسول الله حقا، وكذلك يطيعه في كل ما وجه إليه، وكذلك يقتدي به ويتخذه أسوة؛ لقول الله تعالى: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ "وكذلك إذا أحب النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنه يكره معصيته والخروج عن سنته. هذا هو حقيقة محبة الله ورسوله.
       
      ..::..
      الخصلة الثانية:
      أن يحب المرء لا يحبه إلا لله
      محبة الإنسان للخلق تتفاوت:
      هناك المحبة الطبيعية: محبة الإنسان لأولاده، ومحبته لأبويه هذه محبة طبيعية لا يلام عليها؛ ولأجل ذلك فإنه يسعى في طلب الرزق والمعيشة، ويبذلها رخيصة لأولاده ولأحفاده ولأبويه ولأقاربه ولمن يحبه. فهذه محبة طبيعية.
      وهناك محبة لمنفعة: بأن تحب هذا؛ لأنه نفعك نفعا دينيا، أو نفعا دنيويا، فتحبه، ويميل قلبك إليه؛ لحسن عمله؛ ولحسن خلقه. وهذا كله لا ينافي محبة الإيمان.
      هناك المحبة الدينية: وهي أن تحب الإنسان لصلاحه ولتقاه ولعبادته واستقامته ولالتزامه بأمر الله تعالى؛ مع أنه ما نفعك في دنياك، ولا شفع لك، ولا أهدى إليك، ولا أعطاك، ولا تسبب في عمل لك، ولا غير ذلك؛ ولكن رأيته رجلا صالحا، ورأيته يتعبد، ورأيته يواظب على الصلوات، ورأيته يتبع الحق ويبتعد عن الباطل، ويبعد عن الآثام والمحرمات، فأحببته من كل قلبك. فكانت هذه محبة دينية.
      جاء في الحديث -حديث السبعة- سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في طاعة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ثم قال: ورجلان تحابا في الله –أي- اجتمعا على ذلك، وتفرقا على ذلك يعني: كل منهما أحب أخاه لله تعالى لا لعرض من الدنيا.
      فهذه المحبة الدينية هي التي يجد بها حلاوة الإيمان؛ وذلك لأنه إذا أحب من يحبهم الله تعالى فإنه يقتدي بهم؛ إذا رأيته يتهجد فإنك تحبه وتقتدي به، وإذا رأيته يرتل القرآن فإنك تحبه وتقتدي به، وإذا رأيته يتصدق، وإذا رأيته يصوم، وإذا رأيته يدعو إلى الله، وإذا رأيته ينصح، وإذا رأيته يأمر أو ينهى أو يرشد، وإذا رأيته يبر والديه ويصل رحمه، ونحو ذلك؛ فإنك تحبه، ثم تقتدي به في هذه الأعمال.
      وأما المحبة العاجلة الدنيوية؛ فإنها ليست مستقرة، نعرف وتعرفون اثنين كانا متصادقين، ثم بعد ذلك تهاجرا وتقاطعا، تسأل: يا فلان؛ قد كنت صديقا لفلان ثم إنك أخذت تسبه، فلا يذكر سببا؛ إلا أمرا دنيويا، فيقول –مثلا- إنه خانني، إنه ما شفع لي، إنه ما نفعني، إنه أخذ مني شيئا ولم يرده. فيكون هجره ومقاطعته؛ لأجل أمر دنيوي. هل تتهمه في عقيدته؟ هل تقول: إنه يزني أو يسرق؟ هل تتهمه بأنه لا يصلي ولا يصوم؟ فيقول: لا والله؛ بل إنه مواظب على العبادة، وإنه متنزه عن الآثام؛ ولكنه ما نفعني لما طلبت منه كذا وكذا، فقاطعته. لا شك أن هذا دليل على أنها محبة عاجلة، محبة دنيوية.
      ..::..
      الخصلة الثالثة:
      قوله: وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار
      يكره الكفر، الله تعالى أنقذه من الكفر وهداه للإيمان، وسدده وثبته ووفقه، فآمن، ودخل في الإيمان، والتزم بالطاعة؛ فلأجل ذلك يكره الكفر بعد الإيمان، وكذلك يكره الضلالة بعد الهدى، ويكره الانحراف بعد الاستقامة، ويكره الجهل بعد العلم، ويكره المعصية بعد الطاعة، يعني: كل شيء يكرهه الله فإنه يكرهه؛ ولو عذب؛ ولو أحرق؛ ولو قيل له: اكفر وإلا أحرقناك، فإنه يصبر على الأذى، يكره الكفر كما يكره أن يقذف في النار.
      وهكذا أيضا يكره المعصية؛ ولو كانت مما تشتهيها النفس؛ ولو كانت لذيذة ومحبوبة عند النفس، فإنه يعلم أن ربه حرمها، وأن ربه يكرهها؛ فلأجل ذلك يقول: أكره كل شيء نهاني عنه ربي، ولا أقترب منه؛ ولو كان فيه لذة دنيوية، فيكره الكبر؛ ولو كانت النفس تدعو إليه، ويكره الإعجاب، ويكره الزنا؛ ولو كانت النفس تندفع إليه، ويكره فاحشة اللواط –مثلا- ويكره الخمر، ويكره سماع الغناء، ويكره النظر في الصور والأفلام الخليعة ونحوها، ويكره النظر إلى النساء المتكشفات، والمرأة –أيضا- تكره التبرج؛ ولو كان قد فعلته فلانة.. وفلانة، وتكره التكشف، وتكره المعاكسات، وما أشبهها. يكره كل إنسان ما يغضب الله، وما نهاه الله عنه. فهذا هو علامة محبة الإيمان، وعلامة حلاوته.
       
      شرح بتصرف
      http://ibn-jebreen.c...amp;subid=29206


    • بواسطة سُندس واستبرق
      ملخص محاضرة طبقات الناس الأربع
       
      للشيخ \ أبي اسحاق الحويني
       
      جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام الترمذي وابن ماجة وأحمد من حديث أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (إنما الدنيا لأربعة نفر: فرجل آتاه الله علماً ومالاً، فهو يتقي الله فيه، يصل به رحمه، ويعرف لله فيه حقه؛ فهذا بأفضل المنازل . ورجل آتاه الله علماً ولم يؤته مالاً، فهو يقول: لو أن لي كفلان لعملت بعمله، فهو ونيته؛ فهما في الأجر سواء. ورجل آتاه الله مالاً ولم يؤته علماً، فهو يخبط في ماله، لا يرعى لله فيه حقه، ولا يصل به رحمه؛ فهذا بأخبث المنازل. ورجل لم يؤته الله مالاً ولا علماً، فهو يقول: لو أن لي كفلان لعملت بعمله، فهو ونيته؛ فهما في الوزر سواء).
       

       
      هذا الحديث قسم الناس إلى طبقات أربعة
       
      الطبقة الأولى
       
      صاحب العلم والمال
       
      (فرجل آتاه الله علماً ومالاً، فهو يتقي الله فيه، يصل به رحمه، ويعرف لله فيه حقه؛ فهذا بأفضل المنازل . )
       
      هى أفضل المنازل على الإطلاق , رجل آتاه الله مالا وعلما ,
       
      الذى رفعه هو العلم , إذا الممدوح فى هذه الحديث
       
      هو العلم وليس المال ,
       
      وهذا يدل على أن صاحب المال غير ممدوح إلا ان ضاف إلى هذا المال علم .
       
      *قال على بن أبي طالب رضى الله عنه ((( كفى بالعلم شرفاً أن يدعيه من ليس بأهله، وكفى بالجهل عاراً أن يتبرأ منه من هو فيه ) )) .
       
      *والعلم ممدوح في كتاب الله عز وجل وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تبارك وتعالى : { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ [الزمر:9]، وقال تبارك وتعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ } [آل عمران:18]وقال تعالى: { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ } [محمد:19]
       
      ، قال البخاري رحمه الله: ( قدم العلم على كلمه التوحيد؛ لأن الله عز وجل لا يعرف إلا بالعلم ).
       
       

       
       
      الطبقة الثانية
       
      صاحب العلم فقط
       
      (ورجل آتاه الله علماً ولم يؤته مالاً، فهو يقول: لو أن لي كفلان لعملت بعمله، فهو ونيته )
       
      (هو ونيته ) ترجمة هاتين الكلمتين في حديث النبي عليه الصلاة والسلام: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)
       
      *فالنية عبادة مستقلة لا تفتقر إلى غيرها، وكل العبادات تفتقر إلى النية .
       
      *الرجل الثانى وصل إلى مرتبة الأول بنيته , لنعلم جلالة النية وخطورتها .
       
      *فهو ونيته أى له ما نوى فهما فى الأجر سواء .
       
       

       
       
      الطبقة الثالثة
       
      صاحب المال فقط
       
      ( ورجل آتاه الله مالاً ولم يؤتيه علما )
       
      شيخ هذه الطائفة قارون آتاه الله مالاً ولم يؤتيه علما
       
      قارون يضرب به المثل في الغنى، والله تبارك وتعالى قد سجل قصته في آخر سورة القصص، قال عز وجل: { إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) } [القصص, 76 : 77 ]
       
       

       
       
      الطبقة الرابعة
       
      الذى ليس لديه مالاً ولا علم
       
      * (ورجل لم يؤته الله مالاً ولا علماً) وهو هذا الذي: { خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } [الحج:11]. هذا الرجل ليس لديه مال ولا علم، لذلك أساء اختيار من يتأسى به
       
      العالم لأنه عالم أول ما أراد أن يتأسى اختار أفضل رجل على وجه الأرض: رجل آتاه الله مالاً وعلماً.
       
      أما هذا الرجل الذي ما عنده علم فقد اختار أسوأ رجل على وجه الأرض، الذي هو: رجل آتاه الله مالاً ولم يؤته علماً،
       
      فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: (فهذا بأخبث المنازل).
       
       

       
      إن على كل شخص منا أن يسأل نفسه وليكن أميناً في الجواب: من أي الأصناف أنا؟


منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×