اذهبي الى المحتوى

المشاركات التي تم ترشيحها

aa11.jpg

 

 

عاشوا مع القرآن فتغيرت حياتهم:

الحمد لله الَّذي جعل القرآن هدًى للمتَّقين، ونورًا للمستبصرين، وهاديًا لأقوم سبيلٍ، ومعينًا وخيرَ دليلٍ، فهدى به من الغواية، وبصَّر به العمى، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا الَّذي خُلُقه القرآن، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ، إلى يوم الحشر والفرقان.

 

وبعد: فهذه كلماتٌ مختصرةٌ، تحكي أحوال بعض من عاشوا مع القرآن، وأثّر القرآن في حياتهم، فهذا تغيرت بوصلة حياته، وذاك ربَّى أطفاله على التَّدبُّر، وثالث نقل تجربته إلى غيره، فأحببنا أن نسطرها لكم، لتكون عونًا لنا على السَّعي الحثيث للعيش مع القرآن: تلاوةً وتدبُّرًا... وقد قمنا بتقسيم هذه الأحوال إلى عدَّة أقسام، حسب التَّناسب فيما بينها، لعلَّ ذلك يكون أقرب إلى الفائدة والنَّفع.

 

إنهم يقرؤون ويتدبرون:

1- ثلاث سنين قضيتُها في العلاجات والأطباء والأعشاب؛ لأرزق بطفلٍ، وفي يومٍ ما، وبعد أن قاربتُ الوصول إلى اليأس، كنتُ أقرأ: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ أَكْبَرُ‌ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ‌ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [غافر:57]، فقلتُ: إذا كان خلق السَّماوات والأرض أكبر من خلق النَّاس، فهو قادرٌ على أن يخلق جنينًا في رحمي، وما هي إلا أيَّام معدودات حتَّى حَمَلْتُ، وأنعم الله عليَّ بطفلتي الجميلة، فله الحمد والشُّكر.

 

2- بعد سلوكي طريق الاستقامة هجرني القريب، ولامَني البعيد، وأحسستُ بالوحشة، بدأت بلَوم نفسي لعلِّي أخطأتُ الطَّريق، وفي يومٍ بلغ الأمر مبلغه، وأنا أقرأ حزبي من القرآن استوقفتني آيةٌ:{وَاللَّـهُ يُرِ‌يدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِ‌يدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [النِّساء:27]

فعاد السُّكونُ إلى قلبي، وأحسست ببرد اليقين.

 

3- كنت أقومُ ببعض المعاصي طاعةً لزوجي، مع أنَّها محرَّمةٌ؛ تَجنُّبًا لغضبه، حتَّى قرأتُ ذات مرَّةٍ الآية: {فَلْيَحْذَرِ‌ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِ‌هِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النُّور:63]

فارتجف قلبي، وارتعدتْ فرائصي، وبكيتُ خوفًا، وعاهدتُ اللهَ ألا أعصيه ولو غضب زوجي.

 

5- لقد تأثَّرتُ بآيةٍ في كتاب الله، وكانت سبيلي للهداية، وهي قوله:

{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت:69]

فقد كنتُ أردِّدُها في نفسي وأنا ذاهبةٌ للكلية وخارجةٌ منها، وفي أغلب أحوالي، مع خوفٍ واستشعارٍ لهذه الآية، والحمد لله تَغيَّر حالي، واهتديتُ بفضل الله، وأصبحتُ حافظة لكتاب الله، نسأل الله الثَّبات.

 

5- كثيرًا ما أشعر بتأنيبٍ لنفسي عند كسلي في القيامِ بما يجبُ على مثلي وأنا أقرأ قوله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصَّفّ:2]

فكنتُ إذا قلتُ قولًا ثمَّ تكاسلتُ في فعله أهذِّب نفسي بهذه الآية،

فأفعل هذا الأمر من غير تكاسلٍ، ولله الحمد.

 

 

6- كانت لي قصةٌ مع هذه الآية {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت:69]

فقد كنتُ طالبةً بالتَّحفيظ وتدبَّرتُها،

وأثَّرتْ على سلوكي فجاهدتُ حتَّى بَلَّغني ربِّي مستوًى ومكانةً عاليةً في قلوب الجميع، ولله الحمد.

 

 

 

7- كادت الشَّهوةُ ترديني الهاوية عياذًا بالله حتَّى تدبَّرتُ قوله تعالى:

{وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَ‌ةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِ‌زْقُ رَ‌بِّكَ خَيْرٌ‌ وَأَبْقَى} [طه:131] جَعلتُ أردِّد وأتدبّر {خَيْرٌ‌ وَأَبْقَى}؛ فصغرتْ الشَّهوة في عيني.

 

 

8- حَدَثَ بيني وبين أحد إخوتي سوءُ تفاهم؛ فأرسلَ رسالةَ جوال تحمل اتهامات باطلةً، وظنونًا سيِّئةً، وكلماتٍ مؤلمةً؛ فغضبتُ وكدت أن أدفعَ الإساءةَ بمثلها، فقرأتُ قولَ أحد ابني آدم: {لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَ‌بَّ الْعَالَمِينَ} [المائدة:28] فعَلمتُ أنَّ المؤمن يجب أن يجعل خوف الله نصْبَ عينيه، ولا تغلبه حظوظ النَّفس، وتأخذه العزة بالإثم؛ فآثرت كظمَ غيظي، والعفو عنه، والإحسان إليه.

 

 

9- كان بيني وبين الصُّحبةِ الصَّالحة بعضُ المشاكل حتَّى وسوس لي الشَّيطان تَرْكَهم، فقرأتُ قوله تعالى: {وَاصْبِرْ‌ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَ‌بَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِ‌يدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ} [الكهف:28]

فكان ذلك أعظمَ مثبِّتٍ لي معهم.

 

 

 

10- كنتُ أُصَلّي بالنَّاس في صلاة التَّراويح، فلمَّا قرأتُ في سورة العنكبوت قوله تعالى(أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) [العنكبوت:51]

تأثَّرتُ كثيرًا، وبكيتُ بكاءً وجدتُ له طعمًا ولذَّةً، وطال وقوفي عندها، وأنا أتأمَّل كفاية القرآن، وما فيه منَ الرَّحمة والذِّكرى.

 

 

 

يتبع

  • معجبة 3

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة

موضوع قيم .. اللهم بارك

جعله الله في ميزان حسناتك

أسأل الله أن ينفعنا ويرفعنا بالقرءان ويجعلنا من أهله الذين هم أهل الله وخاصته

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

11- {يُدَبِّرُ‌ الْأَمْرَ‌} [يونس:3]

كنتُ سابقًا أهتم في شؤون الحياة كثيرًا، وأرهق نفسي بذلك، وعندما تفكَّرْتُ في هذه الآية؛

أيقنت أن الله جلَّ وعلا هو المدبِّر المتصرِّف في خلقه، وأنَّ على المؤمن أن يتوكَّل على الله، ويعمل بالأسباب.

 

 

12- في ظِلِّ التَّقلُّبات والاضطرابات العالميَّة والإقليميَّة،

ما قرأتُ هذه الآية إلا أضافتْ إلى نفسي نوعًا من الاطمئنان، وهي قول الحقِّ تعالى:

{وَلِلَّـهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ} [الفتح:4].

 

 

13- حفظتُ القرآنَ وعمري (11 عامًا)،

ثمَّ ضَيَّعتُ ما حفظتُ، ثمَّ وقفتُ يومًا متدبِّرًا لهذه الآية:

{وَقَالَ الرَّ‌سُولُ يَا رَ‌بِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـذَا الْقُرْ‌آنَ مَهْجُورً‌ا} [الفرقان:30]،

فعَقدتُ العزمَ مستعينًا بالله؛ فراجعتُ القرآن وأتقنتُه،

وحَصَلْتُ على إجازتين في الإقراء، وأصبحتُ إمامًا وخطيبًا لأحد المساجد.

 

 

14- كنتُ أستغفرُ وأتوبُ باستمرارٍ، فجاءني الشَّيطانُ قائلًا: كلُّ هذا الاستغفار!

ولا فرج ولا إجابة! فتركتُ وساوسَه، فقرأتُ رسالةً عظيمةً من ربِّي، وهي قوله تعالى:

{مَّا يَفْعَلُ اللَّـهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْ‌تُمْ وَآمَنتُمْ} [النِّساء:147]، فقلتُ: نعم!

والله إن ربنا لغني عَنّا، وعن تعذيبِنا! إنما هي ذنوبنا التي نسينا كثيرًا منها، فأَدَمْتُ الاستغفار، والحمد لله.

 

 

15- كنتُ كثيرةَ العصيانِ في أوقاتِ الخلوة، وأشْعُرُ بالنَّدم وأنا لوحدي، وبعد فترة كنتُ مع رفقةٍ صالحةٍ، وتذكّرتُ أمري، ودعوتُ الله أن يغفرَ لي، وأمسكتُ المصحف؛ فوَقعَتْ عيني على قوله:

{رَّ‌بُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورً‌ا} [الإسراء:25]،

فبكيتُ، وعزمتُ على تزكيةِ نفسي؛ لتكونَ أهلًا للمغفرة.

 

 

16- {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَ‌حُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [الجاثية:21]،

هذه الآيةُ كانت درسًا لي، عندما قرأتُها شَعرتُ كأني المخاطبة.. أريد الجنَّة، وأريد رؤيةَ الله سبحانه!

لكن أين العمل؟! ومن لحظتها قرَّرتُ الاجتهادَ في العمل الصَّالح.

 

 

17- من أعظم الأشياء الَّتي كانت تصدُّني عنِ التَّوبة:

تلبيس الشَّيطان عليّ في القنوط من رحمة الله، وأنِّي صاحب ذنبٍ لا يُغتفر؛ حتَّى قرأت:

{لَّقَدْ كَفَرَ‌ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} إلى: {أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّـهِ وَيَسْتَغْفِرُ‌ونَهُ} [المائدة:73-74]

فإذا كان اللهُ فَتَحَ بابَ التَّوبةِ لمن نَسَبَ له الصَّاحبة والولدَ فكيف بمن دونه!

 

 

18- أنا طالبُ علم، وذاتُ مرّةٍ توقَّفْتُ عند قوله تعالى:

{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ‌ الْآخِرَ‌ةَ وَيَرْ‌جُو رَ‌حْمَةَ رَ‌بِّهِ

قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ‌ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزُّمر:9]

فبكيت كثيرًا على ضياع ليال كثيرة، وأنا لم أُشرّف نفسي بالانتصاب قائمًا لربِّي ولو لدقائق،فكان هذا البكاءُ مفتاحًا لبدايةٍ أرجو أن لا تتوقف حتَّى ألقى ربِّي.

 

 

19- {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَ‌ى الْمُجْرِ‌مِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ} [الكهف:49]

من عشرين عامًا كُلّما قرأتُها أشْعر أنني أنا المخاطب بها، وأُحاول استعراض ما فعلتُ في الأسبوع، وأعلم أنَّ السَّيِّئات كُتِبت ورُفعت إلى يوم الحساب، ولن يُنجيني سوى كثرةِ الاستغفارِ والتَّوبة.

 

 

20- قد يَضيقُ صدرُك إذا سمعت ما يؤلمُك، وقد تحزن لذلك، وقد تهتمُّ كثيرًا،

فتحتاج لمن يرأفُ على قلبك، ويُذهبُ ما أهمك، تدبَّرتُ أواخر سورة الحجر:

{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُ‌كَ بِمَا يَقُولُونَ . فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَ‌بِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ} [الحجر:97-98]،

فوجدتُ العلاجَ الشَّافي الكافي، فيا لعظمة هذا القرآن وجميل لذَّته!

 

 

21- {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُ‌ونَ} [الشُّورى:37]

أذْكُرُ أنني في ليلة اختلفت مع زوجي وغضبتُ، وبعد أن خَرَج من المنزل أخذتُ المصحفَ لأَقرأ، وبدون تَعمُّد فتحتُ صفحة وبدأت أقرأ، حتَّى مررتُ بهذه الآية، ووالله لكأنَّني أوَّل مرَّة أعلمُ أنها آيةٌ من كتاب الله، فرددتها مرارًا فوجدتُ بردَها على قلبي، وهدأ غضبي وقرَّرت الصَّفْحَ عن شريكِ حياتي استجابةً لأمرِ ربِّي.

 

يتبع

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

.

22- كنتُ في ما مضى غافلًا لاهيًا لا أفكر إلا في مصالحي..وذاتُ مرة -وأنا أصلِّي- سمعتُ الإمام يتلو قوله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِ‌فُونَهُ كَمَا يَعْرِ‌فُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِ‌يقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة:146]، وكنتُ ممَّن يحفظون من كتاب الله لكنِّي مقصِّرٌ في العمل، فخشع قلبي لها، ومن ذلك الحين بَدَأَتْ حياتي تتغيَّر، وبدأْتُ أخشعُ في صلاتي، ولله الحمد والمنَّة.

 

23- كنتُ مُعجَبًا جِدًّا بالغرب وحضارته، وفي يوم من الأيَّام كانت جَدَّتي معي في سيارتي، فأخذْتُ أحدّثُها عن حضارةِ الغربِ وتقدمِهم، فتَلتْ عليَّ قوله تعالى من سورة الرُّوم: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرً‌ا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَ‌ةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الرُّوم:7] فأيقنْتُ أنْ لا شيء يعدل الإيمان.

 

24- أشهد أنَّ آيةً غيَّرت حياتي.. كنتُ مُولَعًا بسماع الأغاني الغربيَّة، وذاتُ مرّة وأنا أسير بسيارتي ثمَّ أَقْفلتُ المسجل؛ فإذا بقارئ في إذاعة القرآن يقرأ: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ‌فُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّ‌حْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ‌ الذُّنُوبَ جَمِيعًا & إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ} [الزُّمر:53] فشعرتُ أنَّ الله سبحانه يدعوني إلى التَّوبة، ومنذ ذلك الحين والأغاني من أبغض الأشياء إلى قلبي بفضل الله.

 

25- كنتُ على أحد الأرصفة مع زملائي، وصدري أضيقُ من سَمِّ الخياط! فأتى أحدُ الدعاة -لا أعرفه من قبل- فوَعَظنا وقرأ قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ‌} [الملك:10] فتأمَّلتها، ووقفت معها كثيرًا، وكانت سببَ رجوعي إلى الله.

 

26- ممَّا أثَّر فيّ ذلك الخطابُ المليء رقَّةً وعطفًا، من ذلك الأب المكلوم، والمفجوع بفقد ولديه: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ} [يوسف:87] أَبَعْدَ كلِّ هذا يناديهم بكلمة ولا ألطف منها: (يَا بَنِيَّ)! أهذه رحمة أب بأبنائه الَّذين أخطأوا عليه؟! فكيف هي إذن رحمة أرحم الرَّاحمين؟!

 

27- كنتُ واقعةً في ذنبٍ يشقُّ عليّ تركُه، وفي كلِّ مرة أرتكبُه يتملّكني شعور بالضَّيق الشَّديد، وفي أحد الأيَّام فتحتُ المذياع؛ فإذا بقول الله عزَّ وجلَّ: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّـهِ وَهُوَ مَعَهُمْ} [النِّساء:108] يُرتِّله أحد القراء بصوتٍ مؤثَّرٍ جدًّا؛ فاقشعرَّ جسمي، وكان ذلك اليوم الحد الفاصل بين المعصية والإنابة إلى الله.

 

28- كنتُ لا أعرفُ طريقَ المسجد! والحياةُ عندي عبثٌ في عبثٍ! فسمعتُ يومًا قارئًا يقرأ قوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَ‌ضَ عَن ذِكْرِ‌ي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} [طه:124]، فتأمَّلتُ في حالي؛ فأحسستُ حقًّا أنَّ كلَّ ما كنتُ فيه من لهوٍ وعبثٍ وضلالٍ؛ ليس إلا لهثًا وراء سعادةٍ زائفةٍ! معيشةٍ ضنكًا؛ فأطفأتُ السِّيجارة، وأشعلتُ أنوار الإيمان، أسأل الله الثَّبات.

 

29- حدثني أحدُ طلابي من الجنسيَّة الفرنسيَّة عن رحلته إلى الإسلام فقال: حين سمعتُ قوله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ} [الانفطار:6] شدَّتني براعة الاستهلال، والعُلوُّ والثِّقة والقوَّة المطلقة الَّتي يمتلكها قائل هذا الكلام، فأيقنت أنَّه ليس خطابًا بشريًّا، فكانت هذه الصَّدمة البلاغيَّة أوَّل خطواتِ رحلتي إلى الإسلام (أستاذ في جامعة أمِّ القرى).

 

30- كنتُ متهاونةً في أمر الصَّلاة، وأعيشُ في ضيقٍ، وتمرُّ بي أزماتٌ ومشاكل لا طاقه لي بها، وأتمنّى أنْ أجدَ حَلًّا.. وفي أحدِ الأيَّام سمعتُ قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ‌ وَالصَّلَاةِ} [البقرة:45]، فانتبهتُ و قلتُ لنفسي: إنّ ربي يأمرُني أن أستعينَ بالصَّبر والصَّلاة، وأنا لا أزال مُفرِّطةٌ؛ فكانت نهاية التَّفريط في تَعلُّقي بالصَّلاة.

 

يتبع

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

31- آيةٌ عشتُ معها، وأصبحَتْ منهجًا في حياتي: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ‌ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء:36] فإذا حدثتْني نفسي -خصوصًا إذا كنتُ خاليًا وعلى النِّت- أن أرى ما لا يرضيه سبحانه؛ جاءتْ هذه الآيةُ أمامي لتردعني.

 

32- هذه الآية: {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّـهِ عَظِيمٌ} [النُّور:15] غيّرتْ حياتي.. فأصبحتْ عباداتي وشؤونُ حياتي اليوميَّة -مع زوجي وأبنائي ومع الصَّغير والكبير بل والقريب والبعيد- على أساس تعظيم شأن كلِّ طاعةٍ ومعروفٍ وإحسانٍ وبرٍّ، مهما صغر ولم يؤبه به، وكذا تعظيم المعصية أو الإثم والسَّيِّئة والأذى مهما قَلَّل أو احتقر شأنَها الآخرين، فصِرتُ أنصحُ وآمر وأنكر بها.

 

33- تغيَّرتْ حياتي بسببِ قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّـهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِ‌ينَ} [آل عمران:142] فقد كنتُ مقصرة، وأظنُّ أنَّ الالتزام صعبٌ، فتدبَّرتُ هذه الآية، فأثرتْ في كثيرًا، وتفكرْت ماذا سيصيبني مقابل ما حصل للصَّحابة، وما هي الصُّعوبة الَّتي أمامي؟ لا شيء! وأحسستُ أنَّ الله شَكَر لي التَّغيير اليسير منِّي، ووفقني للالتزام بالشرعِ كلِّه بإذنه تعالى.

 

34- وقع بيني وبين زوجة أخي سوءُ تفاهُم، وهي الَّتي أخطأتْ في حقِّي، وبدأتُ أدعو ربِّي كيف أتصرّف؟ فوصلتني من جوال تدبُّر رسالة عن قوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ} [المؤمنون:96] فعَملتُ بها، والآن أمورُنا أحسن.

 

35- أقرضْتُ قريبةً لي (5000) آلاف ريال، فلمَّا تَذكّرتُ قوله تعالى: {وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ‌ لَّكُمْ} [البقرة:280] سامحتُها، فعوّضَني اللهُ أن قيّض لي أحدُ أقاربي فسدّد عنّي أقساطًا بأكثر من (100.000) ريال.

 

36- حاولتُ -بعد عدَّة محاولاتٍ- الامتثالَ لقولِ الحقِّ جلَّ جلاله: {إِنَّ رَ‌حْمَتَ اللَّـهِ قَرِ‌يبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف:56] فوجدتُ ما سرني، مع أنِّي لم أحسن إلا بالقليل، إلا أنَّ رحمةَ الله كانت أسبق، فسبحانه جلَّ في علاه.

 

37- {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَ‌حُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية:21]، والله الَّذي لا إله غيره، لقد جَرَّبتُ الحالتين، فلَمَسْتُ الفرقَ الَّذي أثبتته هذه الآية؛ حين نَفَت التَّماثل بين حالةِ العاصي وحالةِ المؤمن.

 

 

38- كان لي موعدٌ بعد صلاةِ العشاءِ مع معصيةٍ، وفي صلاة العشاء قرأ الإمام قولَه تعالى: {وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّـهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ‌} [إبراهيم:34] فتَذَكَّرْتُ ما أنا فيه منَ الخير والنَّعيم.. واستحييت، فأَحمدُ اللهَ على التَّوبة.

 

39- - عندما أسمعُ أو أقرأ هاتين الآيتين: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِ‌عُونَ فِي الْخَيْرَ‌اتِ} [الأنبياء:90]، و: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ . أُولَـئِكَ الْمُقَرَّ‌بُونَ} [الواقعة:10-11] أَتساءلُ: كم سبَقَنا إلى الرَّحمن من سابقٍ، وتَعِبَ في مجاهدتِه نفسَه، لكنَّه الآن صار من المقربين! فأعودُ إلى نفسي وأحتقرُها إذا تذكَّرتُ شديدَ تقصيرِها، وأقول: يا ترى أين أنا؟

 

40-- كلَّما قرأتُ هذه الآية: {فَرِ‌يقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِ‌يقٌ فِي السَّعِيرِ‌} [الشُّوري:7] أو سمعتُها أو ذكرتُها؛ أحس قلبي يتقطّع، إذ لا أعلمُ من أيِّ الفريقين سأكون؟ أسألُ اللهَ أن يجعلَنا منَ الَّذين: {فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:38].

 

يتبع

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

41- كلَّما أحاطني اليأس، وسَكبتْ عيني أدمعي، وأَقضَّ الألمُ مضجعي، أتذكَّرُ هذه الآية: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُ‌ونَ أَجْرَ‌هُم بِغَيْرِ‌ حِسَابٍ} [الزُّمر:10] راجيةً ما عند ربِّي من ثواب، ستُّ سنواتٍ من ! ها أنا أحتسب آلامَها وأوجاعَها؛ بما هو عند الله من ثوابٍ، مستشعرةً هذه الآية العظيمة.

 

42- عالجتُ مشكلةَ ضعف الخشوعِ في صلاتي بتذكُّر هذه الآية: {وَعُرِ‌ضُوا عَلَى رَ‌بِّكَ صَفًّا} [الكهف:48]، فكلَّما تذكَّرتُ الوقوفِ بين يدي اللهِ والعرض عليه -وأنا أصلِّي- زاد خشوعي حينها؛ لأنَّ صفةَ العرضِ في الصَّلاة تشبه صفةَ العرض يوم القيامة.

 

43- هذه الآية غيرتني: {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ‌ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران:92]، فعندما تأملتُها قلت لنفسي: أنا لن أدخل الجنَّة حتَّى أُنفق ممَّا أحبُّه، كنتُ أُحبُّ النومَ فصرتُ أَتركُ منه جزءًا كبيرًا وأقوم الليل، ولمّا أضعف أتذكَّر الآية!

 

44- كنتُ أعاني من همٍّ وضيقٍ، فسمعتُ شرحًا لقصة موسى، ورأيتُ كيف أنه لمّا أحسن للفتاتين، وسقى لهما، ودعا ربَّه أتاه الفرج، وكانت عندنا مُستَخدَمة بالمدرسة فقيرةٌ؛ فأحسنتُ إليها، وطلبتُ من الله الإحسان؛ ففرج اللهُ همّي وشرح صدري، وصدق الله تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرَّحمن:60].

 

45- {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَ‌ائِرُ‌} [الطَّارق:9] كلُّ إنسانٍ ستظهر سريرتُه وينكشِفُ مخبؤه وسيظهر مستوره.. يا له من يومٍ.. حَقًَّا لمّا تدبَّرتُ هذه الآية حرَّكتْ مكامن الخوف عندي، رغم أنِّي أحفظها وأردِّدها. وصِرتُ أتَّقي الله في خلوتي وفيما أحفظه في سريرتي.

 

46- كنتُ كغيري أقرأ القرآن بسرعةٍ وهذرمةً، وكان همِّي آخرَ السُّورة! وكنتُ أقرأ في السَّاعة الواحدة ثلاثة أجزاء، فلمَّا استمعتُ إلى كلمات أحد مشايخي عن التدبُّر وأثره في صلاح القلب، بدأتُ أدرّبُ نفسي على ذلك، فصرتُ -بحمد الله- لا أجدُ لذَّةً للقراءة إلا بالتَّدبُّر، حتَّى إنِّي قد أبقى في الجزء الواحدِ نحو ثلاث ساعات، فأدركتُ شيئًا من معاني: {لِّيَدَّبَّرُ‌وا آيَاتِهِ} [ص:29].

 

47- آيةٌ من كتاب الله كانت سببًا بعد توفيق الله في تركي لمعصية طالما نغَّصتْ علي حياتي، هي قوله تعالى: {أَفَرَ‌أَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّـهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِ‌هِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّـهِ} [الجاثية:23].

 

48- وجدتُ هذه الآية في حياتي: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فُصِّلت:24] فكلَّما وقَعَتْ خصومة أو سوء فهم، تدبَّرت هذه الآية، واجتهدت في الإحسان، فأجِد تسامحًا عجيبًا، وقناعةً ورضًى عن نفسي ولله الحمد.

 

49- كنتُ في طريقي في إحدى الإجازات لفعلِ الفاحشةِ وفجأةً، تذكَّرتُ وقوفي بين يدي الله، وتذكَّرت هذه الآية: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْ‌جُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [يس:65]، فغَيَّرت مساري، ورجعتُ لبيتي، فحمدتُ اللهَ على فضله أن عصمني من كبيرة من كبائر الذُّنوب؛ بسبب تدبُّر هذه الآية.

 

50- كنتُ متأثرًا ببعض الَّذين سلكوا منهج ما يُسمّى بـ(التَّنوير)؛ لأنِّي كنتُ أرى فيهم استقلالًا فكريًّا وشرعيًّا! فلما تدبَّرتُ كتابَ الله بتجرُّدٍ، وتأملتُ في واقعهم وتفكيرهم، استبان لي ميلهم عن المنهج الصَّحيح، ورأيتُ فيهم تمييعًا لأحكام الدِّين، وتنازلًا بسبب ضغط الواقع، فرجعتُ للمنهج الحقِّ، هدانا الله وإياهم للحقِّ.

 

 

يتبع

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

51- تمرُّ بنا أحيانًا ضائقة قد تبكينا أو حتَّى تدمينا ألمًا، ولكنِّي أعزي نفسي بهذه الآية: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ‌ يُسْرً‌ا . إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ‌ يُسْرً‌ا} [الشَّرح:5-6] فوجدتُ الرَّاحة التَّامة، حتَّى وأنا في أَحْلِك الظُّروف أبتسم، لأنِّي أعلم يقينًا أن بعد العسر يسرين.

 

52- جَلَسْتُ مرّة مع شباب ممَّن انغمسوا في قراءاتٍ فكريَّةٍ منحرفةٍ، وسمعتُهم يستشهدون لأفكارِهم بمقولاتِ الفيلسوف الفلاني والمفكر الفلاني؛ ممَّن لم يَشمُّوا رائحةَ الوحي! -والابتسامة تعلو وجوههم!- فقلتُ لهم: هذه الأفكارُ موجودة في القرآن، ثمَّ تلوتُ الآيات، فتمعَّرتْ وجوهُهم، فتذكرتُ عندها قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِرَ‌ اللَّـهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَ‌ةِ وَإِذَا ذُكِرَ‌ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُ‌ونَ} [الزُّمر:45] فكانت هذه من عوامل هدايتي الفكريَّة.

 

 

53- طفلةٌ صغيرةٌ (عمرها خمس سنوات) ضَربَها أخوها الَّذي يَكْبُرُها قليلًا، وحينما أرادت الأمُّ أن تعاقبَ الابن؛ فوجِئتْ بصغيرتها تقول: لقد سامحتُه كما فعل يوسفُ وسامحَ إخوتَه !(وكانت الأم قد قصَّتْ عليها قصةَ يوسف قبل ذلك).

 

54- لي ابنٌ صغير، عندما أَعِدُه بشيءٍ ولا أُنفَّذُه، أو إذا شعر أنَّي أَكذِب؛ يُذكِّرني: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَ‌ى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِ‌ينَ} [الزُّمر:60] أتريدين هذا المصير؟! فما أجمل أن نجعلَ لأولادِنا شعاراتٍ قرآنيَّةٍ نتحاكمُ إليها!

 

55- {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد:4] أعطتني هذه الآية يقينًا أنّ هذه الدُّنيا ممرُّ امتحانٍ وعِبَرٍ، فهنيئًا لمن صبر، وحَمِد ربَّه وشكر، وأنَّها لا تكتمل فرحةٌ فيها، ولا بد من نَكَد إمَّا من: زوجٍ، أولادٍ، جارٍ، مرضٍ، فقرٍ؛ فارْتحتُ ورضيتُ بما قَسَم لي ربِّي من الابتلاءات؛ لأنًّ غايتي رضى الله.

 

56- يقعُ مني ندمٌ كثيرٌ على أشياءَ كثيرة وقعتْ في الماضي، فتأتي هذه الآية: {لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} [الحديد:23] لتكون بلسمًا شافيًا لقلبي.

 

57- آيةٌ تستوقفني كثيرًا: {أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزُّمر:24] يا له من مشهدٍ فظيعٍ من مشاهد المعذبين في جهنَّم! الأيدي مغلولة فلا يتهيأ له أن يتَّقي النَّار إلا بوجهه! إنَّه مشهدٌ يكفي لردع العاصي عن معصيته، لو تخيل أنَّه ربما يقع له.

 

58- لقد وجدت التَّوبة علاجًا لداءِ الضِّيقِ والهمومِ والغمومِ الَّتي أَورَثَتْها الذُّنوب! هكذا أوحت لي هذه الآية: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْ‌ضُ بِمَا رَ‌حُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّـهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّ‌حِيمُ} [التَّوبة:118].

 

 

59- قال تعالى: {الَّذِي يَرَ‌اكَ حِينَ تَقُومُ . وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} [الشُّعراء:218-219]، فَكَّرْتُ كيف هو قيامي في الصَّلاة؟ الله يراني فكيف َقْبل عليه في صلاتي؟ فخجلتُ عند ذلك! ورأيتُ أنّ أكثرنا لا يؤدِّي صلاته كما لو أنَّه يستشعر أنّ الله يراه، فهي مجرد حركات رياضيَّة، لا روح فيها

 

60- {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} معنى عظيم، وهو أصل من الأصول التي تدل على أن الإسلام يكره من أبنائه أن يكونوا فارغين من أي عمل ديني أو دنيوي!

تعلمت منها ان استفيد بكل لحظة فى حياتى ما بين عبادة او عمل دنيوى اخلص بة النية لله

يقول ابن مسعود رضي الله عنه: إني لأمقت أن أرى الرجل فارغاً لا في عمل دنيا ولا آخرة

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد
  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا يا حبيبة ()

 

أسأل الله أن يجعل القرءان العظيم ربيع قلوبنا و نور حياتنا و شفاء لصدورنا وذهاب همومنا و غمومنا

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

13600144_279661312387162_1611367298443071569_n.jpg?oh=91637e32bc14a7427185b0723de2f4ee&oe=57E9809A

 

 

 

آية غيّرتني –

(إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ

وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ النور)

د. رقية العلواني

 

قد نأخذ سنوات طويلة لأجل أن نبني علاقات اجتماعية قوية، علاقات صداقة، علاقات تعارف فيما بيننا ولكن ربما لا يأخذ الأمر منا سوى بضع ساعات لكي تتحطم الكثير من تلك العلاقات حين نسمع كلمة ربما غير صحيحة، حين نعطي و نطلق لأنفسنا العنان أن نسيء الظن بالآخرين، أن نصدق كل ما قيل عنهم، أن نصدّق أن فلانًا من الناس بعد كل العشرة الطويلة قد قال عني كذا وقال عني ذاك، وهذا لا يليق وذاك لا يصح، وإذا بتلك العلاقة التي أخذت سنوات لأجل أن تُبنى وتتعزز في نفوسنا تتحطم وتتهاوى في لحظات أو ربما ساعات!.

 

يا ترى هذه الممارسات الاجتماعية غير الصحيحة التي باتت واضحة في مجتمعاتنا سرعان ما نصدّق الكلام السيء ولكن ربما نأخذ وقتًا طويلًا لكي نصدّق كلامًا حسنًأ أو جيدًا.

لماذا صار توقع الشر من الآخرين أسبق إلى نفوسنا من توقع الخير؟!

في حين أن الأصل في الإنسان أنه بريء حتى تثبت إدانته وليس العكس!

الناس ليسوا في الأصل على اتهام ولا على تهمة إلى أن تثبت البراءة لدينا تجاههم.

 

يا ترى هذه المفاهيم هل القرآن يعالجها فعلاً؟

تأملوا قول الله عز وجل في سورة النور (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ النور) الآيات تتحدث عن ظاهرة في عموم أسبابها ونحن نريد أن نتوقف عند قوله تعالى (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ) عادة الإنسان أنه يتلقى الأخبار بالأذن، بالسماع، يستمع إليها، ولكن تأملوا دقة التعبير في القرآن العظيم (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ) وكأن الإنسان حين يستمع لذلك الخبر السيء أو لذلك الكلام الرديء عن الآخرين في بعض الأحيان لا يعطي لنفسه حتى مجرد فرصة أن يعذي لنفسه فرصة أن يستمع الخبر ويتأكد من صحته وإنما يقفز مباشرة إلى عملية نقل للمعلومة أو الخبر دون التريث دون التأكد دون النظر دون محاولة تمرير ذلك الخبر على العقل لكي يتعقله، لكي يقف عنده، لكي يتأكد من صحة المعلومة التي وصلت إليه.

 

(إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ) وأتساءل يا ترى كم من المرات نحن نمارس هذه الممارسات السيئة؟ كم من المرات نقفز إلى تصديق الخبر الذي نسمع؟ نقفز إلى إيصال خبر نحن لسنا على علم ولا يقين بأنه صحيح، كم من المرات نقفز لنقول شيئًا ليس لنا به علم؟!

 

والقرآن يقول لنا في أكثر من موضع

(وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ).

الكلمة مسؤولية فكم من بيوت وأُسر وصداقات وعلاقات قوية متينة وعمل مؤسساتي فسد بسبب كلمة قد قيلت وكلمة قد تم نقلها وتداولها وإشاعة تم عرضها في مجالس متعددة فإذا بتلك العلاقات تنهار كأنها لم تكن!.

 

لماذا أصبحنا نعتقد دائمًا أن من ينقل الكاذب ليس بكاذب على اعتبار أن ناقل الكفر ليس بكافر؟! لماذا ما أصبحنا نفهم ونتفكر بأن من ينقل الكذب صحيح ليس هو من قال بالكذبة الأولى ابتداء ولكنه ساهم في نشرها، ساهم في نشر تلك الأخبار المشوشة السيئة وخاصة ونحن نعيش في ورة في عالم الاتصالات وعالم التواصل، الخبر الذي يقوله إنسان في شرق الأرض في دقائق أو أقل يصل إلى غرب الأرض! وإذا بالأيدي تتلقف تلك المعلومات وتنشر وتكتب "انشرّ ويقوم الجميع بالنشر دون أن نتوقف ولو للحظات عن مسؤوليتي وأنا أنشر أو أمرر أو أعبر رسالة إلى مجموع القائمة الموجودة عندي، أين المسؤولية في ذلك؟! وأين أنا من ذلك الخُلُق القرآني العظيم؟! (وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ)

 

أين مسؤوليتي فيما أقول؟

الكلمة مسؤولية لا ينبغي أن أقول شيئا ليس لي به علم على اعتبار أني مجرد ناقل؟

أين نحن من تحكيم منطق القرآن حين يقول لي

(وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ)

 

هذا معنى أن نعرض تصرفاتنا وسلوكياتنا على القرآن العظيم، أن نعيد من جديد للقرآن فعله في حياتنا ليغيّر فينا، لنبدّل من سلوكياتنا، لنتعقّل قبل أن نقول الكلمة ونمرر الكلمة، لنتوقف لحظات ونستحضر أننا سنسأل عن تلك الكلمة وتلك الرسائل التي نمرر دون نظر فيها ودون حتى إتمام قرآءتها في بعض الأحيان، آن الأوان أن نسترجع كل ذلك.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

915675_713859768707239_929659964_n.jpg?ig_cache_key=ODM2MzU2MDE2MTE0Njk2ODU1.2

 

 

{مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ .لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}

 

” تعلمت ان لا آندم علي تجاربي السيئة..فهي الأن سبب في بناء شخصيتي..اخطأت في الماضي..لكن أصبح مستقبلي الأن علي ما يرام..فهناك اخطاء تعيد بنائك..وهناك اخطاء تدمر حياتك..لك الإختيـار..”

 

لا تندم على مافات ولاتطمع بما هو آت كّل أمرك إلى خالقك وبارئك فهو خير معين....

ونصيريعوضك على مافات ويعطيك مما هو آت....

 

إن هذا الوجود من الدقة والتقدير بحيث لا يقع فيه حادث إلا وهو مقدر من قبل في تصميمه ، محسوب حسابه في كيانه .. لا مكان فيه للمصادفة .. وقبل خلق الأرض وقبل خلق الأنفس كان في علم الله الكامل الشامل الدقيق بة العلم, وقوله: إِلاَّ فِي كِتَابٍ مرتبة الكتابة

هذه بعض أدلة مرتبة الكتابة من القرآن و السنة.

 

- من أوضح الأدلة ما رواه عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلّ الله عليه وسلم يقول: ((كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وكان عرشه على الماء)) ) فالدليل من الحديث قوله: ((كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض)).قال تعالى: (وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) [النمل:75]. أي: خفية, أو سر من أسرار العالم العلوي والسفلي إلا في كتاب مبين قد أحاط ذلك الكتاب بجميع ما كان ويكون إلى أن تقوم الساعة, فما من حادث جلي أو خفي إلا وهو مطابق لما كتب في اللوح المحفوظ , فالآية دليل على الكتابة السابقة لكل ما سيقع.(لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ) ..

 

فلا يأسى على فائت أسى يضعضعه ويزلزله ، ولا يفرح بحاصل فرحا يستخفه ويذهله . ولكن يمضي مع قدر الله في طواعية وفي رضى . رضى العارف المدرك أن ما هو كائن هو الذي ينبغي أن يكون ! وهذه درجة قد لا يستطيعها إلا القليلون . فأما سائر المؤمنين فالمطلوب منهم ألا يخرجهم الألم للضراء ، ولا الفرح بالسراء عن دائرة التوجه إلى الله ، وذكره بهذه وتلك ، والاعتدال في الفرح والحزن . قال عكرمة - رضي الله عنه - "ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن ، ولكن اجعلوا الفرح شكرا والحزن صبرا" .. وهذا هو اعتدال الإسلام الميسر للأسوياء ..

 

(لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)

لا حُسنها يدوم ولا فرحها يدوم إذاً لا تستغرقك المشاكل والمصائب والصعاب في الدنيا والإبتلاءات المختلفة عن مضمار السباق الحقيقي مضمار الآخرة

لا تشغلك الدنيا لا تستغرقك لا بأفراحها ولا بأحزانها.

 

أليْسَتْ أقِدآرنِآ مَكْتُوَبةْ إذَنْ فَـِلْنَعِشْ بِهدُوءٍ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

13707538_1065402123536510_6369212365963932622_n.jpg?oh=0c8a002a0804ed4127e615de2011c5a5&oe=57ECF3D4

 

 

(وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ )

 

(وَاللهُ يَعلَمُ وَأنتُمْ لا تَعلَمُونَ)

 

 

تعلمت ان استخير الله فى كل امور حياتى صغيرها وكبيرها

فالله اعلم بالخير فى كل امور حياتنا

و رب أمر يستخف بأمره فيكون في الإقدام عليه ضرر عظيم أو في تركه ،

ولذلك قال النبي صلّ الله عليه وسلم :

( ليسأل أحدكم ربه حتى في شسع نعله ) "

عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ :

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّ الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ

 

كُن على يقين وثقة بأن اختيار الله افضل من اختيارانا

 

( كن بما فى يد الله أوثق بما فى يدك وهذا ينشأ مِنْ صحَّـة اليقين وقوَّته )

 

 

قد نرى بعض الأشخاص يقول: أنا مستعد أفعل كذا، وأنا مستعد أنجز كذا، وأنا مستعد أتكفل بهذا الأمر، ، فتراه في كثيرٍ من الأحيان يخذل، يخذله الله بسبب اتكاله على نفسه وثقته بها، أو نسيان الله وعدم الثقة به، نسي أن يتوكل على الله أو أن يفوض الأمر إليه، وإنما اعتمد على نفسه واتكل عليها، فوكل إليها؛ فضاع.لذلك كان النبي صلّ الله عليه وسلم يستعيذ بالله أن يكله إلى نفسه طرفة عين؛ لأن الإنسان إذا توكل على نفسه ضاع، لكن إذا توكل على الله استقام أمره.

 

في المسند من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي صلّ الله عليه وسلم قال

( من سعادة ابن آدم استخارته الله تعالى ، ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضاه الله ، ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله عز وجل ، ومن شقوة ابن آدم سخطه بما قضى الله ) ،

قال ابن القيم فالمقدور يكتنفه أمران : الاستخارة قبله، والرضا بعده .

وقال عمر بن الخطاب :

لا أبالي أصبحت على ما أحب أو على ما أكره ، لأني لا أدري الخير فيما أحب أو فيما أكره .

 

قال بعض أهل العلم: "من أعطى أربعًا لم يُمنع أربعًا: من أُعطي الشُّكر لم يُمنع المزيد، ومن أُعطي التوبة لم يُمنع القبول، ومن أُعطي الاستخارة لم يُمنع الخيرة، ومن أُعطي المشورة لم يُمنع الصواب".

 

قال بعض الأدباء: "ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار".

 

 

(وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ

سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )

من تفسير الطبرى

قال بعض العلماء : لا ينبغي لأحد أن يقدم على أمر من أمور الدنيا حتى يسأل الله الخيرة في ذلك بأن يصلي ركعتين صلاة الاستخارة يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة : قل يا أيها الكافرون في الركعة الثانية قل هو الله أحد . واختار بعض المشايخ أن يقرأ في الركعة الأولى وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة الآية ، وفي الركعة الثانية : وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم وكل حسن ثم يدعو بهذا الدعاء بعد السلام

عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّ الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ : إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ : ( اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ , وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ , اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ , اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ . وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ ) وَفِي رواية ( ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ

 

للاستخارة علامات ثلاث:

الرؤيا الصالحة، انشراح الصدر، تيسر الأمر الذي يستخير المرء فيه،

فإذا وُجدت واحدة من هذه العلامات فهي نتيجة الاستخارة.

 

 

الاستخارة دليل على تعلق القلب بالله في سائر أحواله والرضا بما قسم الله، وهي من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، وفيها تعظيم لله وثناء عليه وامتثال للسُّنة المطهرة وتحصيل لبركتها، وفيها دليل على ثقة الإنسان في ربه ووسيلة للقرب منه.

والمستخير لا يخيب مسعاه وإنما يُمنح الخيرة ويبعد عن الندم.

فاللهم وفقنا لهداك، واجعل عملنا في رضاك، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين.

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

-66-728.jpg?cb=1298102473

 

 

(قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [التوبة: 24].

 

 

علمنى القران أن محبة الله تعالى فرض, ويجب أن تكون فوق كل محبة؛ فهي أصل دين الإسلام, وبكمالها يكمل الإيمان, وبنقصانها ينقص ففي الحديث النبوى:

ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ مِنْهُنَّ طَعْمَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا. الحديث متفق عليه

 

القرآن جعل المسلم يميل مع شرع الله ورسوله وليس مع القومية والعصبية والقرابة، وليس مع المصالح والمنافع والأموال، وليس مع المساكن والأرض والأوطان

 

 

1110793.png

 

 

لو سألت أيّ إنسان: أتحب الله أم البيت ؟

يقول لك: أحب الله. فلا يوجد مسلم على وجه الأرض يقول عكس ذلك. لكن ما معنى الآية ؟

الآية معناها: أنه حينما تؤثر بيتاً على طاعة الله عز وجل، بقوة القانون تملك بيت، تسكنه، تدفع أجرته مبلغاً يسيراً، لكن عندك بيتٌ آخر، وبإمكانك أن تعطي هذا البيت لأصحابه، لكنه بيت واسع مريح، أجرته رمزية، عقده قبل عام السبعين، فآثرت هذا البيت على طاعة الله.

{عقد الإيجار فى الشريعة الإسلام لابد أن يكون محدد المدة والقيمة والمنفعة فإذا خلا من ذلك كان عقدا غير صحيح شرعا” “وعقد الإيجار المؤبد والذي يمتد تلقائيا رغما عن إرادة المؤجر أي المالك كما جاء فى السؤال يعد عقدا باطلا لعدم توافر الرضا من أحد الطرفين وكل عقد يداخله الغش والإكراه يكون عقدا غير صحيح شرعا ولا يجوز لولى الأمر أن يتدخل فى عقد الإيجار مقررا امتداده وتأبيده لأن هذا مخالف لأحكام الشريعة الإسلامية ولإجماع الفقهاء من العصر الأول للإسلام حتى وقتنا هذا على أن عقد الإيجار يجب أن يكون محدد المدة ولابد فيها من رضى الطرفين كسائر العقود وأن أى عقد خلا من رضا الطرفين يعتبر عقدا باطلا(دار الافتاء المصرية )}

 

أو أن تجارةً رابحةً جداً لكن فيها شبهة، إما أن البضاعة محرّمة، أو أن طريقة التعامل محرّمة، لكن دخل كبير مريح، فآثرت هذه التجارة على طاعة الله.

 

أو أن الزوجة تعجبك وقد ضغطت عليك في موضوعٍ ما، فآثرت السلامة معها على طاعة الله.

كلُّ هذه الفقرات في هذه الآية عن التعارض، من دون تعارض لا يوجد إنسان في رأسه ذرة عقل يقول لك: أنا أحب زوجتي أكثر من الله. مستحيل هذا الكلام، أما في الواقع، حينما تؤثر إرضاء مخلوق على طاعة الرحمن، حينما تؤثر تجارةً مشبوهةً في أرباحها، أو في موادّها على طاعة الله، أو حينما تؤثر بيتاً مريحاً على طاعة الله، فأنت الآن عند التعارض آثرت هذا الشيء على طاعة الله.

 

وهناك آباء كثيرون يحمل ابنه على معصية، فالابن أحيانا يقوم بعمل موازنة ؛ والله لن أغضب أبي، ولا أريد أن أحرم نفسي من هذه الميزات الضخمة التي سأنالها من أبي..

( قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ)

أي إذا حملك الأب على معصية، وهو غني جداً، وله عطاء كبير لك، فأنت إذا آثرت هذه الدخل الكبير في ظل رضى الأب على طاعة الله..

 

 

( وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )

أي الخارجين عن طاعته، المُقَدِّمِينَ على محبة الله شيئاً من المذكورات، قال الشيخ عبدالرحمن بن سعدي: "وهذه الآية الكريمة أعظم دليل على وجوب محبة الله ورسوله، وعلى تقديمها على محبة كل شيء، وعلى الوعيد الشديد على من كان شيء من هذه المذكورات أحب إليه من الله ورسوله وجهاد في سبيله"

 

 

موقع راتب النابلسى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قصص معبرة ..

القران فيه شفاء للناس وسكينة وطمأنينة وراحة لا يعلمها الا من ذاق حلاوة قراءته وتدبره

كم من اية غيرت حياة الكثيرين

فلله الحمد والشكر ان جعلنا مسلمين وانزل الينا كتابه

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

%D8%AD%D8%A7%D8%B3%D8%A8-%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%83.jpg

 

(وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

*هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)

هزتني الايات

كل عمل ينسخ وكل حرف يكتب وكل نفس يسجل لك

 

من تمام حكمة الله: أنه يحصي علينا أعمالنا، ويكتب كل ما هو كائن إلى يوم القيامة، في اللوح المحفوظ، كما قال: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يــس: 12] .

 

هل تؤثر فيك عبارة:

( إن الله يراك ويحصى اعمالك)،

كما تؤثر فيك عبارة:

(المكان مراقب بالكاميرات)؟

راجع نفسك!!

 

 

وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً (49)الكهف

 

لو وقفت متأملا مامضى من تصرفاتك لعجبت من نفسك كيف فعلت ذلك من أجل أمور لا تليق بك،

فكيف بك يوم القيامة!

(لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا)

بدأ بالصغيرة قبل الكبيرة لأن البعض يستهين

 

هل خلوت بنفسك يومًا فحاسبتها عما بدر منها من الأقوال والأفعال والسلوكيات؟ وهل حاولت يومًا أن تَعُدّ سيئاتك كما تعد حسناتك؟ وكيف ستعرض على الله وأنت محمل بالأثقال والأوزار؟ وكيف تصبر على هذا الحال، وطريقك محفوف بالمكاره والأخطار؟!

يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية".

 

 

كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى بعض عماله: "حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة، فإن من حاسب نفسه في الرخاء قبل الشدة، عاد أمره إلى الرضا والغبطة، ومن ألهته حياته، وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والخسارة.

 

وقال ميمون بن مهران: لا يكون العبد تقيًّا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه، ولهذا قيل: النفس كالشريك الخوان، إن لم تحاسبه ذهب بمالك.

 

وذكر الإمام أحمد عن وهب قال: مكتوب في حكمة آل داود: حق على العاقل ألا يغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه، وساعة يخلو فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل، فإن في هذه الساعة عونًا على تلك الساعات وإجمامًا للقلوب.

 

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: "ومن تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف، ونحن جمعنا بين التقصير، بل التفريط والأمن"، هكذا يقول الإمام ابن القيم رحمه الله عن نفسه وعصره، فماذا نقول نحن عن أنفسنا وعصرنا؟!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

آية غيرتني -

( حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن فَضْلِهِ)

د. رقيةالعلواني

 

 

تأملوا قول الله عز وجل في سورة التوبة (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ )

صحيح الآيات في سياق الحديث عن المنافقين في أثناء تقسيم الصدقات لكن العبرة في القرآن قاعدة:

العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

 

الآية في آخر كلماتها (وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ)

وبداية الآية (وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ)

أن أعيش الرضا أن أستشعر معنى الرضا عن قضاء الله سبحانه وتعالى وقدره هناك أحداث تمر بي كإنسان لا أملك حيالها شيئًا، لا أستطيع أن أغيّر مجرى الأحداث فيها، ليس لي فيها كسب. ما يتعلق بكسبي وعملي وأخذي بالأسباب هذا أمر لا غبار عليه ولكن لا ينبغي أن يتعارض مع حالة الرضا النفسي التي ينبغي أن تبقى في أعماق القلب مستقرة الرضا والتقبل لما يأتي به القضاء والقدر (وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ) يكفينا الله سبحانه وتعالى. واستشعار المؤمن بكفاية الله عز وجل له يعني الوثوق بما سيأتي به الله سبحانه وتعالى الوثوق بوعده، الوثوق بعطائه، الشعور أن ما أنا فيه الآن من نعم، نعم الله سبحانه وتعالى تكفيني وتدفع بي نحو الأمل وتستمطر رحمة الله عز وجل وتستجلب ذلك الرضا. الرضا عن الله سبحانه وتعالى في قضائه وقدره من أعظم ما تستجلب به الرحمة، من أعظم ما تستجلب به المغفرة من أعظم ما يستجلب به التفريج عن الكروب ورفع الضر عن الإنسان. هذه المعاني العظيمة تأملوها ونحن نقرأ هذه الآية

(وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)

تأملوا معي هنا (السين) في المستقبل القريب، تأملوا في ثقة الإنسان المؤمن لو أن هؤلاء المنافقين قالوا واستشعروا حالة الرضا التي ينبغي أن يكون عليها قلب المؤمن وهو مستقبل لما عند الله سبحانه وتعالى واثق يأن الله سيؤتيه من فضله، بأن الله سيعطيه أحسن، بأن الأيام القادمة ستكون أفضل. هذه النظرة التفاؤلية التي تصنعها في نفسي هذه الآية العظيمة وتأملوا في قوله (إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ) ولذلك في تفسير هذه الآية يقول بعض المفسرين من المعاصرين كذلك: لو أن العبد إذا أصابته ضائقة في رزق، في مرض، في همّ، نزل به غم من أكدار الحياة المعتادة قال (وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ) فإن الله سبحانه وتعالى يكشف عنه ما قد نزل به من ضرّ. وعلى قدر يقين الإنسان وإيمان الإنسان وثقة المؤمن بعطاء الله ورحمته على قدر ما يعطيه الله سبحانه وتعالى، إحسان الظن بالله، استشعار تلك النظرة التي تحمل الأمل، تحمل الطمع والرغبة بما عنده سبحانه فالرب عز وجل خزائنه ملأى عطاياه لا تنفد عطاياه مستمرة علينا، نعمه سبحانه وتعالى تنزل علينا بالليل والنهار إن أخذ شيئًا فلربما أراد أن يعطينا ما هو أفضل ولربما أراد بحكمته سبحانه وتعالى أن يشعرنا بعظمة النعم التي نمتلك حتى يتجدد الإحساس بتلك النعم. بعض النعم حين يبدأ الإنسان يعتاد عليها وتصبح وكأنها شيء مألوف في حياته تفقد الطعم العجيب الذي يجعل فعلًا النعمة تُستقبل بالرضى، تُستقبل بالراحة، بالسعادة، بالحمد والشكر للمنعم الواهب سبحانه وتعالى. هذه النعم ربي سبحانه وتعالى يعالج عباده بين الحين والآخر يعالج عباده لكي يدعوهم إليه من جديد لتتجدد معاني الرضا والرحمة في قلوبهم وفي نفوسهم من جديد ولذلك في كل ما ينزل بنا من حوادث الدهر حكمة لله سبحانه وتعالى. هذه المعاني العظيمة إذا استشعرها المؤمن عاش حالة الرضا، عاش حالة الرضا غير المشروط، لأن رضاي عن الله سبحانه وتعالى رضاي عن قضائه وقدره لا ينبغي أن يكون مشروطا بالنعم فإن أخذ سبحانه لسبب أو لآخر وهو مالك الملك وهو الملك وأنا العبد وهو الرب الخالق الرزاق الوهاب المنعم وأنا عبد لا أملك لأمر نفسي من شيء، هذه المعاني إذا حدثت ينبغي أن يكون الرضى عن الله سبحانه وتعالى متواصل في الرخاء وفي الشدة، في المرض وفي الصحة، في إقبال الدنيا وفي إدبارها، في الأخذ وفي العطاء، هذه المعاني تتجدد معي وأنا أقول وأدعو الله سبحانه وتعالى بهذا الدعاء العظيم

(وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ)

 

اسلاميات

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قد أخذتُ من كتاب الله حكمةً في التعامل مع البشر أراحتني كثيراً كثيراً كثيراً جداً في حياتي , وهي:

أني لا أتفاجأُ بإساءة من أحسنتُ إليه ولو كان أقرب الناس , ولو كنت أفنيتُ عمري في الإحسان إليه ثم انقلب علي بالإساءة فأنا مرتاحٌ من هذه الناحية , لعلمي أن الله قال في كتابه الكريم

(إن الإنسان لربه لكنود)

وما دام المرء كنوداً لربه الذي أوجده من العدم وخلقه وسواه وعدله وأتاة من النعم ما لا يبلغه العد ولا يدركه الحساب , فمن باب أولى أن يكون كنوداً لأمثاله من المخلوقين الذين لا تبلغ جميع منَنِهم لديه معشار آلاف معشار ما لله عليه من نعمة.

 

 

علمنى القران العفو والاحسان وعدم الانتقام ممن اساء لى

يوسف عليه السلام ، قد كان رده على اخوته بعد ما فعلوة :

{قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }( يوسف:92).

فالمعاملة تكون مع الله عفوا أو إحسانا

قال تعالى: (ولئن صبَرْتُم لهو خير للصّابرينَ*واصبِرْ وما صبرُك إلا بالله ولا تحزَنْ عليهِم ولا تكُ في ضَيْقٍ ممّا يَمْكُرونَ* إنّ اللهَ مع الّذين اتّقَوا والّذيت هم مُحسِنونَ)

 

 

علمني القرآن أن من تأصل فيه الإحسان للناس وحب الخير دام معروفه وإحسانه

حتى لو أساؤا الناس إليه وعاملوه بما هو ضده

تأمل قول الله سبحانه وتعالي

((حتى إذا أتيا أهل قرية إستطعما أهلها فأبو أن يضيفوهما فوجدا جدارا يريد أن ينقض فأقامه))

لاحظ أول الأية ..... فأبوا أن يضيفوهما

وآخرها ..............فأقامه

 

 

علّمني القرآنُ أن أشفق على النّاس وإن كانوا يسيئون إليّ.

ذكر اللهُ لنا مقولةَ قوم شعيب عليه الصلاةُ والسّلام:

(قالوا يا شعيبُ ما نفقَهُ كثيراً ممّا تقولُ وإنّا لنراكَ فينا ضعيفاً ولولا رهطُكَ لرَجَمْناكَ ومَا أنتَ علينا بعَزيز*

قالَ يا قومِ أرَهْطي أعزُّ عليكم مّن اللهِ واتّخذْتُموهُ وراءَكُم ظِهْريّاً)

لمْ يشتغِلْ في الدّفاع عن نفسهِ؛ وإنّما وجّهَهُم إلى اللهِ سبحانه وتعالى،

والشفقةُ والرّحمة ظاهرةٌ على كلامهِ ونصحهِ

 

منقوله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تعلمت من كتاب ربي من قوله تعالى في سورة يوسف " قالوا ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم .. "

كرر اخي فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم ..."

فأين من قطع رحمه وهجر امه واخذفي نفسه من جاره أو صديقه ولم يسرها في نفسه ولم يبدها لهم

الله اكبر أي خلق وسمو نفس هذه!!!!!

 

 

قال تعالى

(وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا )

إذا أردت أن ترغم أنف الشيطان وتطفئ نزغه بينك وبين إخوانك فعليك بالكلام الأحسن و الفعل الأحسن ماستطعت إلى ذلك سبيلا، فإن هذه وصية رب العالمين لنا وهو أعلم بخلقه من أنفسهم ، فكم من إخوة تفرقوا وكم من أصدقاء تشتتوا ، بل وكم من زوجة فارقت زوجها بسبب سوء الكلام ورداءة التصرف ، وكم من رجل ارتفع عند قوم بل عند أقوام بسبب إنتقائه الأقوال والأفعال الأحسن وليست الحسنة بل الأحسن !! بل الأحسن !! بل الأحسن !!

 

 

هم إنسان الأكبر هو عبادة الله وصدق التوكل عليه وتفويض الأمر اليه!

ولا يجزع -خصوصا على رزق أولاده من بعده (وهذه ناحية يهتم لها الإنسان) حيث إن كان الإنسان صالحا فالله تبارك وتعالى يتولى أولاده من بعده فقال تعالى:

(وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا )الكهف 83

فتدبروا ذلك.

 

 

 

علمني القرآن ..

أن الدنيا زائلة، ومتاعها ناقص، فما عدت أكترث بهموها، ولا تنغص حياتي أحزانها، فكلما أصبت بمصيبة، تذكرت أن الموعد الجنة، دار الخلود فلا عناء، ودار السعادة فلا شقاء.

 

 

علمني القرآن إتباع المنهج دون الأشخاص ،

(ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم)

ولم يقل اتبع إبراهيم، وقال:

( فبهداهم اقتده) ولم يقل فبهم اقتده، وقال :

( واتبع سبيل من أناب إلي)

ولم يقل واتبع من أناب إلي .

 

 

كما علمني القرآن مبدأ التغافل عن الأخطاء

(فعرف بعضه وأعرض عن بعض)

 

 

منقوله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

آية غيّرتني –

(وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ (165) البقرة)

رقية العلوانى

 

 

يقول الله عز وجل في كتابه الكريم

(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ (165) البقرة)

كم تسوقفني هذه الآية العظيمة (وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) تستوقفني حين أتأمل في نفسي وأتأمل فيما حولي وأتساءل أن يا نفس من ذا الذي يستحق الحب أكثر منه سبحانه وتعالى؟!

من ذا الذي يستحق أن أُشغل بطاعته والعمل لديه أكثر منه سبحانه وتعالى؟!

من ذا الذي يستحق أن يشغل أكبر حيّز في حياتي وتفكيري وخواطري، في ليلي وفي نهاري في قيامي وقعودي من ذا الذي يستحق أكثر منه سبحانه وتعالى؟!

أتساءل في بعض الأحيان وأوجه شديد اللوم لنفسي، النفس البشرية التي تضعف وتعجز وفي بعض الأحيان يصيبها الفتور ويصيبها الملل ويصيبها الانشغال بأمور الحياة اليومية فتنشغل عن هذه الحقيقة

(وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ).

والحب هنا هو ليس فقط الشعور النفسي بأني أكيد أحب الله عز وجل أكثر من أيّ أحد، الحب كما يأتي تفسيره في سورة آل عمران

 

 

 

(قُلْ إِن كُنتم تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي (31))

الحب الذي يولّد الاستجابة الطبيعية لدى الإنسان المؤمن، الحب الذي يولّد ذلك المبدأ سمعنا وأطعنا، الحب الذي يولّد المبادرة لكل ما يحبه الله ويرضاه، الحب الذي يولّد لدى الإنسان قوة دافعة دافقة للمسارعة والمسابقة في عمل الخير، الحب الذي يولّد نوعًا من أنواع السباق مع الزمن فيجعل الإنسان المؤمن وكأنه في سباق مستمر ودائم ومسارعة ومبادرة لعمل الخير.

الحب الذي يجعل الإنسان يخرج من هوى نفسه إلى ما يحبه الله ويرضاه، الحب الذي يهوّن على الإنسان صعوبة بعض العبادات، صعوبة القيام في الليل في أجواء باردة لأجل أن يصلي ركعيتين لله في جوف الليل، الحب الذي يجعل الإنسان يقوم فرحًا من منامه الدافئ لأجل أن يقف بين يدي خالقه سبحانه وتعالى ويصلي له، الحب الذي يجعل الإنسان يتذكر الخالق سبحانه وتعالى آناء الليل وأطراف النهار. هذا الحب الذي نعنيه.

لكن يا ترى كيف تتولد معاني ذلك الحب؟ كيف أحب الله عز وجل؟

واحدة من أعظم وسائل استجلاب محبة الله سبحانه وتعالى والشعور بالحب له ابتداء التعرّف عليه سبحانه وتعالى، التعرف على آياته المبثوثة في الكون، ولذا كان التناسب واضحًا في هذه الآية في سورة البقرة والتي قبلها

(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُون)

نظر في آيات الله المبثوثة فيما حولي يقودني إليه سبحانه، يقودني إلى محبته، استشعار عظمة الله عز وجل ورحمته في كل شيء، فيّ أنا

(وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) الذاريات)

العلاقة حين تصبح بين العبد وربه علاقة محبة يتولد عنها الخضوع والانقياد لأمر الله عز وجل، تهوّن عليّ التكاليف، تهّون علي استشعار ما يستشعر به البعض من ثقل بعض التكاليف وإن كانت هي في الحقيقة ميسرة سهلة هينة ولكنها ميسرة على من يسرها الله عليه.

 

 

(وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)

حياتي تتغير حين أصبح أشد حبًا لله، كل ما أنا فيه يتغير، تقبلي للأمور، تقبلي للقضاء والقدر للأمور التي تجري في الحياة وأحيانًا تجري بما لا أحب، أحيانا يكون في ظاهرها شيء من المحنة تقبّلي لها يتغير لأنها جاءت بأمر وبمشيئة من الذي أحب من الذي هو أشد ما أكون له حبًا سبحانه وتعالى.

اللهم إنا نسألك حبك وحبّ من يحبك وحبّ كل عمل يقربنا إلى حبك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

-4-728.jpg?cb=1265462759

 

 

 

آية غيّرتني - (قُلْتُمْ أَنَّى هذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ (165) آل عمران)

د.رقية العلوانى

 

اليوم استوقفني جزء من آية في سورة آل عمران، الآيات التي تحدثت عن غزوة أحد وكلنا يعلم أن غزوة أحد وما حدث فيها كان من المواقف الصعبة جدا على المسلمين وتلك المواقف أراد القرآن من خلالها ومن خلال التعامل مع تلك الأحداث أن نتعلم منها درسًا بل دروسًا في حياتنا وتعاملاتنا.

 

يقول الله عز وجل

(أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُم إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) آل عمران).

استوقفني الجزء (قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ) عشرات الأحداث والصعوبات والمصائب والنتائج السلبية تحدث في واقعنا اليوم كأفراد ومجتمعات ودول ونتساءل "أنى هذا" ولننا في كثير من الأحيان لا نقف على ما وقفت عنده الآية (قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ) صحيح كل ما في هذا الكون لا يخرج عن إذن الله سبحانه وتعالى وإرادته ومشيئته ولكن هذا لا يلغي الإرادة الإنسانية ولا الكسب الإنساني ولا العمل وإلا لم يكن هناك معنى لمحاسبة الإنسان ومسؤولية الإنسان عن أفعاله، ما يحدث في واقعنا كمجتمعات ودول وأفراد في غالب الأحيان إنما هو من عند أنفسكم فيما يتعلق بالمسؤولية الفردية.

 

 

استوقفني هذا الجزء من الآية لأننا في كثير من الأحيان حين تحدث إخفاقات في حياتنا لا نعزوها إلى أنفسنا ولا نعزو هذه الإخفاقات إلى مسؤوليتنا الفردية ولا نقف مع ذواتنا وقفة مراجعة ومحاسبة أنا ماذا فعلت فخرجت وتوصلت إلى هذه النتيجة السلبية؟ أو هذه النتيجة غير المرضية؟! ما الذي قادني إلى الإخفاق؟ ما الذي ينبغي أن أتعلمه وما الذي ينبغي أن أتجنبه في حياتي لكي لا تتكرر التجربة، لكي لا تتكرر الإخفاقات التي تحدث، لكي لا تعاود المصائب الكرة بعد الكرة في حياتنا ومجتمعاتنا.

 

 

مقولة "التاريخ يعيد نفسه" هذه مقولة ينبغي أن نتوقف عن سردها بتلك العفوية الساذجة التي ما أصابتنا إلا في المزيد من المصائب. التاريخ لا ينبغي أن يعيد نفسه حين يتعلم الإنسان من ذلك التاريخ ومن أحداثه، التاريخ لن يعيد نفسه حين يقف المؤمن مع آيات الكتاب ويتعلم منها الدروس ويأخذ العبر ويتعلم أن لا يعيد التجربة الفاشلة مرة بعد مرة وإلا صار التاريخ، كل التاريخ مهزلة في حياة الأمم والشعوب!

 

 

الشعوب والأفراد الذين لا يتعلمون من تاريخهم ولا من ماضيهم هم شعوب فعلًا يستحق الواحد منهم أن يعيد التاريخ عليه نفسه مرات ومرات ففي الإعادة إفادة كما يقال، وكثرة التكرار يمكن أن تعلّم الإنسان الذي لا يتعلم – لا أريد أن استخدم الكلمة في الأمثال السائدة- هذه الإخفاقات ينبغي أن نتوقف عندها.

 

بعض الطلبة على سبيل المثال تسقط منهم الكلمات ليس سهوًا وإنما بطريقة عفوية لما يتعلمونه من واقعهم ومجتمعاتهم وأسرهم، حين يفشل في امتحان ما أو يحصل على درجة قليلة أو على أداء غير جيد، أول كلمة يقولها: أمي وأبي قالوا لي وعمي وخالي: أصابوك بعين! أيّ عين تلك التي نتحدث عنها؟! وهل كل العيون فقط تصيب عالمنا العربي والإسلامي تحديدًا؟ تصيبنا كأفراد ومجتمعات وشعوب ودول؟! ما بال تلك العين لا تصيب إلا نحن؟! أيّ عين تلك التي أصبحنا نرد إليها الإخفاقات والفشل واليأس الذي بات يسيطر علينا من الداخل ويهزمنا من الداخل لا من الخارج.

 

(قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ)

هو من عند نفسي التي ينبغي أن تتعلم الدرس وتقف وتسأل وتحاسب وتكتب بالورقة والقلم لماذا حدث ما حدث؟ ليس لأجل أن أجترّ الماضي وأبكي عليه وأندب حظي! فالمسألة ليست فيها حظ، الحظ في القرآن هو العمل، الحظ لا يمكن أن يكون عملية صدفة وربط للأحداث بدون شواهد.

 

ليس العيب أن نفشل ليس العيب أن نخوض تجربة وتجربتين وأكثر ولا يحالفنا النجاح ولكن العيب كل العيب أن لا نتعلم من كل تلك التجارب الفاشلة التي نمر منها. العيب كل العيب أن لا نخرج من التجربة الفاشلة أصلب عودًا وأصفى ذهنًا وأسرع إدراكًا وأكثر فهمًا وعمقًا ما أصابنا وما يصيبنا وأكثر توقعًا وإدراكًا وحذرا في الأيام المستقبلية في الخطوات التي نخطوها، في القرارات التي ينبغي أن نتخذها في حياتنا، علينا أن نتعلم من أخطائنا كما يعلمنا القرآن في كل تلك المواقف التي يعرضها لنا.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

الموضوع رائع ومؤثر

نسأل الله ان يرزقنا قلوبا سليمة تتدبر كلام الله

جزيت خيرا غاليتي

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

آية غيرتني

 

(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ

أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (إبراهيم) )

د. رقية العلواني

موقع إسلاميات

 

 

الكلمات مجموعة حروف ولكن الكلمة ليس في تلك الحروف فحسب، الكلمة ممكن أن تتحول إلى معركة في ثواني معدودة ويمكن أن تتحول إلى أجمل قصيدة ويمكن أن تتحول إلى ابتسامة يزرعها الإنسان على شفاه الآخرين ويمكن أن تتحول إلى مزرعة خير وشجرة بناء وإعمار

 

المطلوب في كل حياتنا وفي كل المواقف التي نمر بها، نحن نتعامل مع الآخرين، أكثر ما نتعامل بالكلمات، بتلك الحروف، ولكن يا تُرى كم من تلك الكلمات التي نتعامل فيها مع الآخرين نراعي أن ننتقي منها أجمل الكلمات وأحسن التعابير والألفاظ؟

تأملوا في قول الله عز وجل

(وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (الإسراء) )

وتأملوا في تلك الوصية الخالدة

(وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا (83) البقرة)

. أحسن، حسنى، لماذا كل هذا الانتقاء في الكلمات؟

الكلمة تغيّر الكثير من الأشياء، الكلمة التي أصبح البعض منا في حياتنا اليومية لا يأبه لها ربما يلقي بها وهو لا يدري أين ستحل في قلب ذلك الإنسان الذي قد خاطبه بها؟ لا يعرف في بعض الأحيان إن كانت ستنزل عليه كالصاعقة أو تنزل عليه كالغيث. ربما لا ينتبه كثيرون منا في هذا الزمن يتفوهون بكلمات وألفاظ في بعض الأحيان قاسية مؤلمة جارحة ولكنهم لا يهتمون ولا يبالون أين ستقع وكيف ستقع في نفس متلقيها على الإطلاق.

 

القرآن يعلمني أن أنتبه لتلك الكلمات فالكلمات ما هي إلا نوع من الإيحاء الذاتي يستقر في عقل الإنسان المخاطَب ويترجم فعلًا في سلوكه وعلى هذا الأساس تجد أن التكرار في الكلمات الطيبة في عباداتنا أمر مطلوب

 

نحن نقول في اليوم والليلة عشرات المرات: الحمد لله رب العاليمن، نحن نذكر الله سبحانه وتعالى ونستغفره ونسبحه في الليل والنهار، ربي عز وجل يمتدج الذاكرين له والذاكرات، والذكر ما هو إلا تكرار لتلك الكلمات الطيبة، فلماذا هذا التركيز على الكلام الطيب في كتاب الله عز وجل؟ الكلمة الطيبة تغرس في وجدان الإنسان أعظم المُثُل، أعظم الأفكار، أعظم القيم التي هي تصنع فيما بعد الإرادة والفعل الحقيقي والعمل الصالح. الكلمة التي يريد القرآن أن نتداولها فيما بيننا، الكلمة التي تدخل السرور على النفوس، الكلمة التي تجمع القلوب، الكلمة التي تؤلف بين القلوب المتباعدة، الكلمة التي تُصلح بين الناس، الكلمة التي تدخل الأثر الطيب في نفوس الآخرين، الكلمة الطيبة صدقة

 

ولذلك ربي عز وجل يقول

(إِلَيْهِ يَصْعَدُالْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ (10) فاطر)

والنبي صلّ الله عليه وسلم يقول:

"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت"

 

الفرق شاسع بين شخص يقول لأحد الناس كلمة فيتصالح مع غيره وبين آخر يقول كلمة من النميمة ومن المشي بالكلام السيء بين الناس فيوقع البغضاء والشحناء والفرقة فيما بينهم، الفارق كبير!

(وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (34) فصلت)

 

تأمل في معظم الخلافات والنزاعات الأسرية أو الزوجية أو في محيط العمل أو الاجتماعية والله الكلمة الطيبة تحدث فيها أثرًا لا يمكن أن يتخيله الإنسان لها مفعول عجيب كل ما نحتاج إليه أن نمتلك حس المبادرة بالكلام الطيب الحسن وأن نلزم أنفسنا بمراقبة ما نتفوه به من كلمات وأن نجعل وصية ربنا عز وجل محورًا لحياتنا (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ).

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

آية غيّرتني -

(وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي

إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53) يوسف) -

الاعتذار

رقية العلوانى

 

صدور الخطأ من الإنسان أمر طبيعي، ما منا ومن أحد إلا وقد أخطأ ذات يوم، ليست الإشكالية الكبرى في أن نخطئ ولكن السؤال: يا ترى كيف نتعامل مع الخطأ حين يصدر منا؟

هل نمتلك شجاعة مراجعة النفس واتهام النفس بالتقصير وتحمل المسؤولية؟

أم أننا نتهرب من ذلك كله ونبرر لأنفسنا من خلال محاولة رمي وإلقاء اللوم على الآخرين؟!

الإشكالية في الخطأ والتي يختلف فيها الناس هي: كيفية التعامل مع الأخطاء. والخطأ كما نعلم جميعاً قد يكون من قبل الإنسان لذاته وقد يكون خطأ مع الله عز وجل يُستدرك بالتوبة ويُصحح بالتراجع عن الذنوب والعزم على عدم العودة إليها، وقد يكون الخطأ مع الآخرين وهذا ما نريد أن نتوقف عنده اليوم.

 

قد يحدث خلل في العلاقة بين الإنسان وغيره سواء من كان يجاوره في منزل أو في العمل أو حتى في الأسرة الواحدة، فيا ترى كيف نتعامل مع تلك الأخطاء؟

هل نبرئ أنفسنا ونصدر الأحكام السريعة على الآخرين بتحميلهم مسؤولة ما حدث؟

وهل هذا التصرف بتحميل الآخرين مسؤولية الخطأ الذي يقع بيني وبينهم

هل هذا النوع من التعامل بالفعل يمكن أن يؤدي إلى إصلاح العلاقات؟

هل هو ما نحتاج إليه في علاقاتنا مع الآخرين؟

هل الأصلح أن أراجع النفس وأحاول أن أبحث عن أسباب التقصير وأبادر بالتصحيح؟

أم الأولى أن أتهرب من ذلك كله وأبرئ نفسي وأتهم الآخرين!؟.

 

 

القرآن كما تعودنا دائماً يراجع في الإنسان ويأخذ بيده ليراجع أعماق نفسه ويبحث عن القضية من كل الجوانب ويجعل الإنسان يتساءل مع نفسه ليصل إلى النتيجة.

تأملوا في قوله عز وجل

(وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53) يوسف).

هذه الآية العظيمة التي جاءت على لسان زوجة العزيز كما ورد عند غالبية المفسرين تصور حالة إنسانية طبيعية، حالة إنسان أخطأ ولكنه بدأ يتعامل مع ذلك الخطأ بعيداً عن الشعور بالإعتزاز الأعمى بالذات والتعصب للنفس وللشخصية.

 

ثقافة الإعتذار، ثقافة التعامل مع الأخطاء لا يمكن أن تأتي من تلقاء نفسها، لا تأتي إلا عن طريق الإستشعار ومراجعة النفس ومحاسبة النفس بأني بالفعل صدر مني خطأ، ثم بعد أن أراجع وأكاشف نفسي بالخطأ عليّ أن أمتلك قدراً من الشجاعة بحيث أتحمل فيه المسؤولية عن خطأي.

 

 

لماذا أصبحت ثقافة الإعتذار اليوم في زماننا مفقودة إلى حد ما؟!

لماذا أصبحنا نربط بين الإعتذار وضعف الشخصية؟!

الإنسان الذي يحترم فعلًأ ذاته ونفسه شجاع، إنسان يدرك أن الخطأ وارد تماماً ولكن ليس الإشكالية في ورود الخطأ ولا في صدوره كما قلنا، الإشكالية في قدرته على التعامل مع ذلك الخطأ، الإشكالية في تربيته وتنشئته على تحمل المسؤولية، على الإعتراف والتراجع، نجد في بعض الأحيان على مستويات مختلفة الكثير منا يتهرب من المسؤولية من خلال الجدال العقيم ومحاولة إقناع الطرف الآخر أنك أنت الذي أخطأت وليس أنا!

 

في كثير من المؤسسات بما فيها المؤسسة الأسرية مؤسسة البيت والمنزل لا نجد فيها الكثير من إشعار الطفل والأبناء في محيط الأسرة أن الإعتذار سلوك حضاري يحتاج إلى شجاعة ويحتاج إلى احترام وتقدير للإنسان أولاً مع نفسه وثانياً مع الآخرين.

الإنسان الذي يتراجع عن خطئه ويحاول أن يصحح ذلك الخطأ، هو يحاول أن يرفع عن نفسه الظلم الذي يمكن أن يقع فيه مع الآخرين.

وكلنا يعلم عشرات الأحاديث التي قال بها النبي صلّ الله عليه وسلم كلها تؤكد أن الإنسان الذي يأتي يوم القيامة وقد حمل معه مظالم الآخرين وقع في ظلم الآخرين ولو بكلمة ولو بظنّ سيء، هذا الإنسان يتحمل تلك الأوزار والأعباء يوم القيامة، فلم لا نتخلص من كل ذلك حين نراجع أنفسنا وحين نراجع تصرفاتنا وطريقة تفاعلنا مع الآخرين؟ حين نعترف حين يقتضي الأمر أن نعترف؟

حين ندرك تماماً أن ثقافة الإعتذار سلوك حضاري تماماً، سلوك لا يقدم عليه إلا الشجعان، لا يقدم عليه إلا الإنسان الذي يحترم نفسه، لا يقدم عليه إلا الإنسان الواثق تماماً من قدراته المدرك أن ثقافة وجود الخطأ وصدور الخطأ وارد ولا يعني أبداً أنه هو إنسان فيه ضعف أو فيه خلل، فصدور الخطأ ليس بالشيء الملازم لشخصية الإنسان ولكن أمر طارئ كالغبار تماماً، يستطيع الإنسان أن ينفض عن نفسه الغبار كما يستطيع أن ينفض عن نفسه تراب الخطأ بالإعتذار والتراجع وتحمل المسؤولية.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

آية غيّرتني

 

(وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ )

د. رقية العلواني

 

hqdefault.jpg

 

 

يشهد عصرنا الحالي تطوراً مهولاً في عالم الإتصالات تجاوز الحدود التي ربما كان يتخيلها البشر في العصور السابقة أو ربما يحلمون بها، تجاوزها بكثير! وأصبح العالم كما يقال ليس مجرد قرية صغيرة ولكن ربما غرفة في قرية صغيرة. تقاربت المسافات المكانية وكذا الزمانية، ولكن السؤال الذي يبقى فعلاً يتبادر إلى أذهاننا: هل ساهَمَتْ كل تلك الوسائل، وسائل الإتصال في ردم الفجوة التي أصبحت بيننا كبشر؟ هل قاربت بين قلوبنا؟ هل ساهمت في صلة أرحامنا؟ هل عُدنا نحب بعضنا البعض كما كنا في السابق على سبيل المثال؟ وهل العِلّة فعلاً هي في وسائل الإتصال الحديثة أم أن هناك أسباب أخرى ما عدنا نلتفت إليها؟!

 

(وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ)

حقوق ذوي القربى التي قال عنها النبي صلّ الله عليه وعلى آله وسلم:

"الرحم معلّقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله".

فأين نحن في عصر الإتصالات من صلة الرحم؟! وكيف قاربت تلك الوسائل الحديثة أو ربما باعدت في وسائل التواصل بيننا وبين أرحامنا؟ كيف هي الزيارات؟ كيف هي الإستضافات؟ كيف حال تفقّد الأرحام والسؤال عنهم والسلام عليهم؟ وزيارة المريض منهم ومساعدة المحتاج منهم والقيام والرعاية بشؤونهم؟ كيف هي مشاركة الأرحام لبعضهم البعض في زماننا، في أفراحهم وأحزانهم؟ كيف هو البذل؟ كيف هو العطاء؟ كيف هو التغافل والتغاضي عن الهفوات والزلات؟ كيف هي قوة التحمل والإحتمال لما قد يبدر من أحدهم أو يصدر من هفوة أو زلة لسان؟ كيف ذلك كله؟! وأين نحن في هذا الزمن الذي فعلاً وصل فيه الإنسان إلى مبالغ ومكان رفيع جداً في عالم الإتصالات، كيف كل ذلك؟!

 

هل ساعدت فعلاً هذه الوسائل الحديثة المطوّرة لأن تقارب بين القلوب وتردم ما يمكن أن يكون بها من فجوة ومن تباعد؟

أين الواقع الذي نعيش فيه من صلة الأرحام؟

المتأمل في كثير من الأحيان في واقعنا يجد أننا قد قللنا من جانب الزيارات على سبيل المثال واستبدلنا ذلك بشيء آخر ربما رسائل نصية، ربما حتى حتى إشارات أو رموز بين الحين والآخر، ربما وصل بنا الحال إلى أن نقطع الصلة على مدار العام بأسره لنعود فنجدّدها فقط في العياد والمناسبات.

 

كيف اعتقد البعض منا أن التقرّب من الأقارب وصلة الأرحام فيه الكثير من الإزعاج والمشاكل التي لا تنتهي؟! وأن الأفضل أن يبقى كل واحد في بيته، وفي حاله، يتزاورون ما بين الأعياد فحسب، كيف؟! كيف جاءت إلى أذهاننا هذه الأفكار؟! والنبي صلى الله عليه وسلم حين جاءه رجل فقال:

يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إليّ وأحلم عنهم ويجهلون عليّ. فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم الملّ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك.

الملّ هو الرماد الذي يحرق.

 

حتى حين يقطع صلة الرحم، حتى حين يقابل الإحسان بالإساءة ليس ثمة مبرر لقطيعة الرحم. ليست ثمة ما يبرر أن يقطع الإنسان الرحم!

الغلظة والجفاء والقطيعة والصدود تحرم الإنسان من البركة، من الفضل، وتعرض الإنسان لسخط الله وغضبه. فالرحم ليست كأي صلة، الرحم تختلف عن صلة الأصدقاء على سبيل المثال والأصحاب والجيران، هذه العلاقات الإنسانية صحيح لكل منها منزلة في كتاب الله وفي الدين ولكن المنزلة الأعظم بعد برّ الوالدين صلة الأرحام وتفقّد أحوالهم ومساعدة المحتاج منهم، توقير الكبير منهم، رحمة الصغير والضعيف، سلامة الصدر نحوهم فلا يُحمَل الحقد الدفين على أحد منهم أبداً، عدم السماح لأحد من الناس أن يدخل بين الأرحام بالنميمة ونقل الكلام السيء، إصلاح ذات البين في ما بينهم.

 

إذا علم الإنسان منا أن هناك مشكلة بين أحد الأقارب أو الأرحام عليه أن يكون مرسال خير، عليه أن يكون بالفعل إنسان يصلح بين الآخرين وخاصة بين هؤلاء الأرحام. هذه الأمور التي ما عادت تأخذ في حساباتنا الكثير، ما عدنا نجد لها في جدول أعمالنا الوقت الكافي! هذه الأمور أمور أساسية في حياتنا، أمور لا بد أن نجد لها الوقت، لا بد أن نخصص لها الجهد، لا بد أن نفرغ لها أنفسنا.

صلة الأرحام من الأشياء الأساس التي تجلب الأمن والسعادة والطمأنينة والرخاء في بيوتنا وفي مجتمعاتنا. أما الإفساد والخلل الواقع في بعض البيوت والأسر فهذا آن له الأوان أن يُصحَّح، آن الأوان أن نُصلح في ما بيننا وأن نتغافل ونتجاوز ونتعالى على كل تلك الوساوس وألا نجعل للشيطان على قلوبنا من سبيل فنقطع ونقطِّع أرحامنا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×