اذهبي الى المحتوى
أملْ ناجح (مَريَمَة)

بـلالْ بـــن رَبَــاح (• مُسابقة الإسلام وصناعة الرّجال •)

المشاركات التي تم ترشيحها

 

akhawat_islamway_1397933086__-.gif

akhawat_islamway_1398376822__3.png

 

السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته

 

فوق إحدى هِضاب "شَادْبَاغْ" القرية الأفغانيّة البََسيطة..

جلس"عبدُ الله" ينظر باهتمام بالغ للجدّ العََجوز..

يُدققُ بعينيةِ الصغيرتين كُلّ تفصيلةٍ في ملامح الجدّ وتعرّجات جبهته!

تذكّر حينَ كان في الرابعة من عُمره، يتجوّل هو وإخوتهُ مع الجدّ لجني محصول العِنب..

ووقت الرّاحة، يقف جوار جدّه الجالس ليتلمّس التعرجات على وجهه وكأنه يتسائل..

يا إلهي.. متى نَمت كُل هذه التعرّجات على جبهة جدّي وهل تنمو على وجهي أيضًا!؟

ابتسم وقال: جدّي احكي لي قصّة من قصصك.

 

- حسنًا.. اسمع يا عبدُ الله ..

قصّتنا اليوم تختلف عن أيّ قصة حكيتها لكَ من قبل.

يومًا ما ستكون رجلًا .. أتعلم معنى رجل يا عبد الله؟

 

أتمناك يا صغيري أن تقتدي ببطل حكايتنا اليوم.

رجلٌ صنعهُ الإسلام.. صنعته التّقوى والإحسان.

أعزّه الله بعزّة الإيمان

رجل من هؤلاء اللذينَ يعلمونَ جيدًا كيف هو الله رقيب مُطلع شاهد عليهم كُلّ حين.

رجل يا صغيري ممن باعوا الحياة الدنيا الفانية، بدار فرح ونعيم باقية.

فيها ما لا عين رأت، ولا أُذنٌ سَمعت، ولا خطر على قلب بشر.

 

أنصت إليَّ يا صَغيري .. أنصت جيّدًا ..

بطل قصّتنا هو السّاخر من الأهوال!

 

***

 

كان عُمر بن الخطاب رضي الله عنه، إذا ذُكر أبو بكر قال:

"أبو بكر سيّدنا وأعتق سيّدنا" !

 

يعني بلالًا رضي الله عنه..

وإن رجلًا يُلقبه عُمَر بسيدنا، هو رجل عظيم ومحظوظ.

لكن هذا الرجل الشديد السُمرة، النحيف الناحل، المفرط الطول الكث الشعر،

الخفيف العارضين، لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء توجه إليه، وتغدق عليه،

إلّا ويحني رأسه ويغض طرفه، ويقول وعبراته على وجنتيه تسيل:

"إنما أنا حبَشِيّ.. كنتُ بالأمس عبدًا" !!

 

فمن هذا الحبشي الذي كان بالأمس عبد!!

إنه "بلال بن رباح" مؤذن الإسلام، ومُزعج الأصنام.

 

akhawat_islamway_1398377072____.png

 

إنه إحدى معجزات الإيمان والصدق.

إحدى معجزات الإسلام العظيم.

في كل عشرة مسلمين. منذ بدأ الإسلام إلى اليوم،

وإلى ما شاء الله .. سنلتقي بسبعة على الأقل يعرفون بلالًا..

أي أن هناك مئات الملايين من البشر عبر القرون والأجيال عرفوا بلالًا،

وحفظوا اسمه، وعرفوا دوره. تمامًا كما عرفوا أعظم خليفتين في الإسلام: أبي بكر وعمر!!

وإنك لتسأل الطفل الذي لا يزال يحبو في سنوات دراسته الأولى..

في مصر، أو باكستان، أو الصين.. وفي الأمريكيتين، وأوروبا وروسيا..

وفي العراق ، وسوريا، وإيران والسودان..

في تونس والمغرب والجزائر.. في أعماق أفريقيا، وفوق هضاب آسيا..

في كل بقعة من الأرض يقطنها مسلمون، تستطيع أن تسأل أي طفل مسلم: من بلال يا غُلام؟

فيُجيبك: إنهُ مُؤذن الرّسول.. وإنه العبد الذي كان سيّده يُعذبه بالحجارة المُستعرّة ليَردّه عن دينه، فيقول:

"أحَــدٌ.. أحَــدٌ"

 

akhawat_islamway_1398377072____.png

 

وحينما تُبصر هذا الخلود الذي منحه الإسلام بلالًا..

فاعلم أن بلال هذا، لم يكن قبل الإسلام أكثر من عبد رقيق،

يرعى إبل سيّده على حِفنات من التّمر، حتى يطو به الموت، ويطوّح به إلى أعماق النسيان..

لكن صدق إيمانه، وعظمة الدين الذي آمن به بوّأه في حياته،

وفي تاريخه مكانًا عاليًّا في الإسلام بين العُظماء والشُرفاء والكُرماء..

إن كثيرًا من عليّة البشر، وذوي الجاه والنُفوذ والثَّروة فيهم،

لم يظفروا بمعشار الخلود الذي ظفر به بلال العبد الحبشي!!

بل إن كثيرًا من أبطال التاريخ لم ينالوا من الشهرة التاريخية بعض الذي ناله بلال..

إن سواد بشرته، وتواضع حسبه ونسبه، وهوانه على الناس كعبد رقيق،

لم يحرمه حين آثر الإسلام دينًا، من أن يتبوأ المكان الرفيع الذي يؤهله له صِدقه ويقينه، وطُهره، وتفانيه..

 

إن ذلك كله لم يكن له في ميزان تقييمه وتكريمه أيّ حساب،

إلا حساب الدهشة حين توجد العظمة في غير مظانها..

فلقد كان الناس يظنون أن عبدًا مثل بلال، ينتمي إلى أصول غريبة..

ليس له أهل، ولا حول، ولا يملك من حياته شيئًا، فهو ملك لسيّده الذي اشتراه بماله..

يروح ويغدو وسط شُويهات سيّده وإبله وماشيته..

كانوا يظنون أن مثل هذا الكائن، لا يمكن أن يقدر على شيء ولا أن يكون شيئًا..

 

ثم إذا هو يخلف الظنون جميعًا، فيقدر على إيمان، هيهات أن يقدر على مثله سواه..

ثم يكون أوّل مُؤذن للرسول والإسلام ..

 

العمل الذي كان يتمناه لنفسه كل سادة قُريش وعظمائها من الذين أسلموا واتبعوا الرسول!!

أجل.. بلال بن رباح! أيّة بطولة.. وأيّة عظمة تعبر عنها هذه الكلمات الثلاث بلال ابن رباح؟!

 

akhawat_islamway_1398377072____.png

 

إنه حبشي من أمة السّود..

جعلته مقاديره عبدًا لأناس من بني جمح بمكة،

حيث كانت أمّهُ إحدى إمائهم وجواريهم..

كان يعيش عيشة الرقيق، تمضي أيامه متشابهة قاحلة، لا حق له في يومه، ولا أمل له في غده!!

ولقد بدأت أنباء محمد تنادي سمعه، حين أخذ الناس في مكة يتناقلونها،

وحين كان يُصغي إلى أحاديث ساداته وأضيافهم، سيما "أمية بن خلف"

أحد شيوخ بني جمح القبيلة التي كان بلال أحد عبيدها..

لطالما سمع أمية وهو يتحدّث مع أصدقائه حينًا،

وأفراد قبيلته أحيانًا عن الرسول حديثًا يطفح غيظًا، وغمًّا وشرًا..

 

وكانت أذن بلال تلتقط من بين كلمات الغيظ المجنون،

الصفات التي تصور له هذا الدين الجديد..

وكان يحس أنها صفات جديدة على هذه البيئة التي يعيش فيها..

كما كانت أذنه تلتقط من خلال أحاديثهم الراعدة المتوعدة اعترافهم بشرف محمد وصدقه وأمانته!!

أجل إنه ليسمعهم يعجبون، ويحارون، في هذا الذي جاء به محمد!!

ويقول بعضهم لبعض: ما كان محمد يومًا كاذبًا.. ولا ساحرًا..ولا مجنونًا..

وإن لم يكن لنا بُد من وصمه اليوم بذلك كله، حتى نَصدّ عنه الذين سيسارعون إلى دينه!!

 

سمعهم يتحدّثون عن أمانته..

عن وفائه..

عن رجولته وخلقه..

عن نزاهته ورجاحة عقله..

وسمعهم يتهامسون بالأسباب التي تحملهم على تحديّ وعداوته،

تلك هي: ولاؤهم لدين آبائهم أولًا. والخوف على مجد قريش ثانيًا،

ذلك المجد الذي يفيئه عليها مركزها الديني، كعاصمة للعبادة والنسك في جزيرة العرب كلها،

ثم الحقد على بني هاشم، أن يخرج منهم دون غيرهم نبي ورسول!

akhawat_islamway_1398377072____.png

 

وذات يوم يُبصر بلال بن رباح نور الله،

ويسمع في أعماق روحه الخيّرة رنينه، فيذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويُسلم..

ولا يلبث خبر إسلامه أن يذيع.. وتدور الأرض برؤوس أسياده من بني جمح..

تلك الرؤوس التي نفخها الكِبر وأثقلها الغرو!!

وتجثم شياطين الأرض فوق صدر أميّة بن خلف،

الذي رأى في إسلام عبد من عبيدهم لطمة جللتهم جميعًا بالخِزي والعار..

عبدهم الحبشي يسلم ويتبع محمد؟!

ويقول أميّة لنفسه: ومع هذا فلا بأس..

إن شمس هذا اليوم لن تَغرب إلا ويغرب معها إسلام هذا العبد الآبق!!

ولكن الشمس لم تغرب قط بإسلام بلال،

بل غربت ذات يوم بأصنام قريش كلها، وحماة الوثنية فيها!

 

***

 

أما بلال فقد كان له موقف ليس شرفًا للإسلام وحده،

وإن كان الإسلام أحق به، ولكنه شرف للإنسانية جميعًا..

لقد صمد لأقسى ألوان التعذيب صمود البرار العظام.

ولكأنما جعله الله مثلًا على أن سواد البشرة وعبودية الرقبة،

لا ينالان من عظمة الروح إذا وجدت إيمانها، واعتصمت بباريها، وتشبثت بحقها..

لقد أعطى بلال درسًا بليغًا للذين في زمانه، وفي كل مان،

للذين على دينه وعلى كل دين..

درسًا فحواه أن حريّة الضمير وسيادته لا يُباعان بملء الأرض ذهبًا، ولا بملئها عذابًا..

لقد وضع عريانًا فوق الجَمر، على أن يزيغ عن دينه، أو يزيف اقتناعه فأبى..

 

لقد جعل الرسول عليه الصلاة والسلام، والإسلام،

من هذا العبد الحبشي المُستضعف أستاذًا للبشرية كُلها في فن احترام الضمير،

والدفاع عن حريته وسيادته..

لقد كانوا يخرجون به في الظهيرة التي تتحول الصحراء فيها إلى جهنم قاتلة..

فيطرحونه على حصاها الملتهب وهو عريان،

ثم يأتون بحجر مُستعر كالحَميم يَنقله من مكانه بضعة رجال، ويلقون به فوق جسده وصدره..

ويتكرر هذا العذاب الوحشي كل يوم، حتى رقّت لبلال من هول عذابه بعض قلوب جَلَّاديه،

فرَضوا آخر الأمر أن يُخَلّوا سبيله، على أن يَذكر آلهتهم بخير،

ولو بكلمة واحدة تحفظ لهم كبرياءهم،

ولا تتحدث قريش أنهم انهزموا صاغرين أمام صُمود عبدهم وإصراره..

 

ولكن حتى هذه الكلمة الواحدة العابرة التي يستطيع أن يُلقيها من وراء قلبه،

ويشتري بها حياته نفسه، دون أن يفقد إيمانه، ويتخلى عن اقتناعه..

حتى هذه الكلمة الواحدة رفض بلال أن يقولها!

نعم لقد رفض أن يقولها، وصار يردد مكانها نشيده الخالد:

"أحَــدٌ.. أحَــدٌ"

akhawat_islamway_1398377072____.png

 

يقولون له: قل كما نقول!

فيُجيبهم في تَهَكّم عجيب وسُخرية كاوية:

"إنّ لساني لا يُحسنه" !!

ويظل بلال في ذَوب الحَميم وصخره،

حتى إذا حان الأصيل أقاموه، وجعلوا في عنقه حبلًا،

ثم أمروا صِبيانهم أن يطوفوا به جبال مكة وشوارعها.

وبلال لا يلهج لسانه بغير نشيده المقدس:

"أحَــدٌ.. أحَــدٌ".

 

وكأني إذا جَنّ عليهم الليل يُساوِمُونَهُ:

غدًا قل كلمات خير في آلهتنا، قُل ربي اللات والعزى،

لنذرك وشأنَك، فقد تعبنا من تعذيبك، حتى لكأننا نحن المُعَذّبون!

فيهز رأسه ويقول: "أحَــدٌ.. أحَــدٌ ".

 

ويلكزه أمية بن خلف وينفجر غمًّا وغيظًا، ويُصيح:

أيّ شؤم رمانا بكَ يا عبد السوء؟

واللات والعُزى لأجعلنك للعبيد والسادة مثلًا!

ويجيب بلال في يقين المُؤمن وعظمة القدّيس:

"أحَــدٌ.. أحَــدٌ"

 

ويعود للحديث والمساومة، من وكل إليه تمثيل دور المُشفق عليه، فيقول :

خلّ عنك يا أميّة.. واللات لن يُعذب بعد اليوم،

إن بلالًا منّا أمّه جاريتنا، وإنه لن يرضى أن يجعلنا بإسلامه حديث قريش وسخريّتها!

ويُحدّق بلال في الوجوه الكاذبة الماكرة، ويفتر ثغره عن ابتسامة كضُوء الفجر،

ويقُول في هدوء يُزَلزلهم زلزالًا:

"أحَــدٌ.. أحَــدٌ "

 

akhawat_islamway_1398377072____.png

 

وتجيء الغداة وتقترب الظهيرة،

ويؤخذ بلال إلى الرّمضاء، وهو صابرٌ مُحتسبٌ، صامدٌ ثابت.

ويذهب إليهم أبو بكر الصّديق وهم يُعذبونه، ويَصيح بهم:

( أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ )؟؟

ثم يصيح في أميّة بن خلف: خُذ أكثر من ثمنه واتركه حرًا..

وكأنما كان أميّة يغرق وأدركه زورق النجاة..

 

لقد طابت نفسه وسعدت حين سمع أبا بكر يعرض ثمن تحريره،

إذ كان اليأس من تطويع بلال قد بلغ في في نفوسهم أشدّه،

ولأنهم كانوا من التجار، فقد أردكوا أن بيعه أربح لهم من موته..

باعوه لأبي بكر الذي حرّره من فوره، وأخذ بلال مكانه بين الرّجال الأحرار...

 

وحين كان الصدّيق يتأبط ذراع بلال مُنطلقًا به إلى الحرية قال له أمية:

خذه، فواللات والعزى، لو أبيت إلا أن تشتريه بأوقية واحدة، لبِعْتُكَهُ بها..

وفطن أبو بكر لما في هذه الكلمات من مرارة اليأس وخيبة الأمل،

وكان حريًّا بألّا يُجيبه.. ولكن لأن فيها مساسًا بكرامة هذا الذي قد صار أخًا له، وندًّا،

أجابَ أُمَيّة قائلًا: والله لو أبيتُم أنتم إلّا مائة أوقية.. لدفعتها!!

 

وانطلق بصاحبه إلى رسول الله يُبشره بتحريره.. وكان عيدًا عظيمًا!

وبعد هجرة الرسول والمُسلمين إلى المدينة، واستقرارهم بها، يشرّع الرسول للصلاة أذانها..

فمن يكون المُؤذن للصلاة.. خمس مرات كل يوم؟ وتصدح عبر الأفق تكبيراته وتهليلاته؟

إنه بلال.. الذي صاح مُنذ ثلاث عشرة سنة والعذاب يهدّه ويشويه أن:

"الله أحَــدٌ.. أحَــدٌ".

لقد وقع اختيار الرّسُول عليه اليوم ليكُون أوّل مُؤذن للإسلام.

وبصوته النديّ الشجيّ مضى يَملأ الأفئدة إيمانًا، والأسماع رَوعة وهو يُنادي:

 

الله أكبر.. الله أكبر

الله أكبر .. الله أكبر

أشهدُ أنّ لا إله إلّا الله

أشهد أن لا إله إلّا الله

أشهد أن محمدًا رسول الله

أشهد أن محمدًا رسول الله

حي على الصلاة

حي على الصلاة

حي على الفلاح

حي على الفلاح

الله أكبر.. الله أكبر

لا إله إلا الله

 

ونشب القتال بين المسلمين وجيش قريش الذي قدم إلى المدينة غازيًا..

وتدور الحرب عنيفة قاسية ضارية..

وبلال هناك يصول ويجول في أول غزوة يخوضها الإسلام، غزوة بدر..

تلك الغزوة التي أمر الرسول عليه السلام أن يكون شعارها:

"أحَــدٌ.. أحَــدٌ".

akhawat_islamway_1398377072____.png

 

في هذه الغزوة ألقت قريش بأفلاذ أكبادها، وخرج أشرافها جميعًا لمصارعهم!!

ولقد همّ بالنكوص عن الخروج "أُميّة بن خلف" ..

هذا الذي كان سيدًا لبلال، والذي كان يعذبه في وحشيّة قاتلة..

 

همّ بالنكوص لولا أن ذهب إليه صديقه "عُقبة بن أبي معيط"

حين علم عن نبأ تخاذله وتقاعسه، حاملًا في يمينه "مجمرة"

حتى إذا واجهه وهو جالس وسط قومه، ألقى المجمرة بين يديه وقال له:

يا أبا علي، استجمر بهذه، فإنما أنت من النساء!!

وصاح به أمية قائلًا: قبّحكَ الله، وقبّح ما جئت به!

ثم لم يجد بُدًّا من الخروج مع الغزاة، فخرج.

 

أيّة أسرار للقدر، يطويها وينشرها!؟

لقد كان عقبة بن أبي معيط أكبر مُشجع لأمية على تعذيب بلال،

وغير بلال من المسلمين المستضعفين..

واليوم هو نفسه الذي يغريه بالخروج إلى غزوة بدر، التي سيكون فيها مصرعه!!

كما سيكون فيها مصرع عُقبة أيضًا!

لقد كان أمية من القاعدين عن الحرب..

ولولا تشهير عقبة به على هذا النّحو الذي رأيناه، لما خرج!!

ولكن الله بالغ أمره، فليخرج أمية فإن بينه وبين عبد من عباد الله حسابًا قديمًا،

جاء أوان تصفيته، فالديّان لا يموت، وكما تَدينون تُدانون!!

 

وإنّ القدر ليحلو له أن يسخر بالجبارين..

فعقبة الذي كان أمية يصغي لتحريضه، ويُسارع إلى هَواه في تعذيب المؤمنين الأبرياء،

هو نفسه الذي سيقود أميّة إلى مصرعه..

وبيد من؟

بيد بلال نفسه.. وبلال وحده!!!

نفس اليد التي طوّقها أميّة بالسلاسل، وأوجع صاحبها ضربًا، وعذابًا!

مع هذه اليد ذاتها، هي اليوم، وفي غزوة بدر، على موعد أجاد القدر توقيته،

مع جلاد قريش الذي أذلّ المؤمنين بغيًا وعدوًا..

ولقد حدث هذا تمامًا..

 

وحين بدأ القتال بين الفريقين،

وارتج جانب المعركة من قِبل المسلمين بشعارهم:

"أحَــدٌ.. أحَــدٌ"

انخلع قلب أمية، وجاءه النذير!

إن الكلمة التي كان يُرددها بالأمس عبدٌ تحت وقع العذاب والهول،

قد صارت اليوم شعار دينٍ بأسره، وشعار الأمة الجديدة كلها!!

"أحَــدٌ.. أحَــدٌ" ؟؟!

أهكذا؟ وبهذه السرعة؟ وهذا النّمو العظيم؟؟

akhawat_islamway_1398377072____.png

 

وتلاحمت السّيوف وحمي القتال..

وبينما المعركة تقترب من نهايتها، لمح أمية بن خلف" عبد الرحمن بن عوف"

صاحب رسول الله، فاحتمى به، وطلب إليه أن يكون أسيره رجاء أن يخلص بحياته!

وقبل عبد الرحمن عرضه وأجاره، ثم سار به وسط المعمعة إلى مكان الأسرى.

وفي الطريق لمحه "بلال" فصاح قائلًا:

"رأس الكفر أميّة بن خلف.. لا نجوت إن نَجَا".

ورفع سيفه ليقطف الرأس الذي لطالما أثقله الغرور والكبر،

فصاح به عبد الرحمن بن عوف: "أي بلال.. إنه أسيري".

أسير! والحرب مشبوبة دائرة!؟

أسير! وسيفه يقطر دمًا مما كان يصنع قبل لحظة في أجساد المسلمين!؟

لا.. ذلك في رأي بلال ضحك بالعقول وسخرية.. ولقد ضحك أمية وسخر بما فيه الكفاية.

سخر حتى لم يترك من السُخرية بقية يدّخرها ليوم مثل هذا اليوم، وهذا المأزق، وهذا المصير!!

ورأى بلال أنه لن يقدر وحده على اقتحام حمى أخيه في الدين عبد الرحمن بن عوف،

فصاح بأعلى صوته في المسلمين: "يا أنصار الله.. رأس الكفر أمية بن خلف، لا نجوت إن نجا"!

وأقبلت كوكبة من المسلمين تقطر سيوفهم المنايا، وأحاطت بأمية وابنه،

ولم يستطع عبد الرحمن بن عوف أن يصنع شيئًا..

بل لم يستطع أن يحمي أذراعه التي بددها الزحام.

وألقى بلال على جُثمان أمية الذي هوى تحت السيوف القاصفة نظرة طويلة،

ثم هرول عنه مسرعًا وصوته النديّ يصيح:

" أحَــدٌ.. أحَــدٌ"

 

***

 

لا أظن أن من حقنا أن نبحث عن "فضيلة التسامح" لدى بلال في مثل هذا المقام!

فلو أن اللقاء بين "بلال" و"أمية" تمّ في ظروف أخرى،

لجازنا أن نسال بلالًا حق التسامح، وما كان لرجل في مثل إيمانه وتُقاه أن يبخل به.

لكن اللقاء الذي تم بينهما، كان في حَربٍ، جاءها كل فريق ليُفني غريمه.

 

السيوف تتوهج.. والقتلى يسقطون.. والمنايا تتواثب،

ثم يبصر "بلال" "أمية" الذي لم يترك في جسده موضع أُنملة إلّا ويحمل آثار تعذيب.

وأين يبصره، وكيف!؟

يبصره في ساحة الحرب والقتال يحصد بسيفه كل ما يناله من رؤوس المسلمين،

ولو أدرك رأس بلال ساعتئذ لطوّحَ به.. في ظروف كهذه يلتقي الرجلان فيها،

لا يكون من المنطق العادل في شيء أن نسأل بلالًا: لماذا لم يصفح الصفح الجميل!؟؟

akhawat_islamway_1398377072____.png

 

وتمضي الأيام وتفتح مكة..

ويدخلها الرسول شاكرًا مكبرًا على رأس عشرة آلاف من المسلمين..

ويتوجه إلى الكعبة رأسًا.. هذا المكان المقدس الذي زحمته قريش بعدد أيام السنة من الأصنام!!

لقد جاء الحق وزهق الباطل.. ومن اليوم لا "عُزّى".. ولا "لَات".. ولا "هُبل"..

لن يحني الإنسان بعد اليوم هامته لحجر، ولا وثن..

ولن يعبد الناس ملء ضمائرهم إلا الله، الذي ليس كمثله شيء، الواحد الأحد، الكبير المتعال..

ويدخل الرسول الكعبة، مُصطحبًا معه بلال!

ولا يكاد يدخلها حتى يواجه تمثالًا منحوتًا، يمثل إبراهيم عليه السلام، وهو يستقسم بالأزلام!!

فيغضب الرسول ويقول: " قاتلهم الله .. ما كان شيخنا يستقسم بالأزلام..

مَا كَانَ إبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وما كانَ مِنَ المُشْرِكِين".

 

ويأمر بلال أن يَعلُو ظهر المسجد، ويؤذن.

ويؤذّن بلال.. فيالرِوعة الزّمان، والمكان، والمُناسبة!!

كفّت الحياة في مكة عن الحركة، ووقفت الألوف المسلمة كالنَسَمَةِ السّاكنة،

تُردد في خُشوع وهَمس كلمات الآذان وراء [بلال].

 

والمشركون في بيوتهم لا يكادون يُصدّقون:

أهذا هو محمد وفقراؤه الذين أُخْرِجُوا بالأمس من هذا الديار!؟؟

أهذا هو حقًا، ومعه عشرة آلاف من المؤمنين!؟؟

أهذا هو حقًا الذي قاتلناه، وطاردناه، وقتلنا أحبّ النّاس إليه؟

أهذا هو حقًا الذي كان يُخاطبنا من لحظات ورقابنا بين يديه، ويقول لنا:

"اذهَبُوا فأنتُم الطُلقاء"!!

 

ولكن ثلاثة من أشراف قريش، كانوا جُلوسًا بفناء الكعبة،

وكأنما يَلفحهم مشهد بلال وهو يدوس أصنامهم بقدميه،

ويرسل من فوق ركامها المهيل صوته بالأذان المُنتشر في آفاق مكة كلها كعبير الربيع..

أما هؤلاء الثلاثة فهم، "أبو سُفيان بن حرب"، وكان قد أسلم منذ ساعات،

و"عتّاب بن أسيد"، و"الحارث بن هشام"، وكانا لم يُسلما بعد.

 

قال عتّاب وعينه على بلال وهو يصدح بأذانه:

لقد أكرم الله أسيدًا، ألّا يكون سمع هذا فيسمع منه ما يغيظه!

وقال الحارث: أما والله لو أعلم أن مُحمدًا مُحقّ لاتبعته!!

وعقب أبو سفيان الدّاهية على حديثهما قائلًا:

إنّي لا أقول شيئًا! فلو تكلمت لأخبرت عني هذه الحصى!!

 

وحين غادر النبي الكعبة رآهم، وقرأ وجوههم في لحظة،

قال وعيناه تتألقان بنُور الله، وفرحة النّصر:

قد علمت الذي قلتم!!!

ومضى يحدثهم بما قالوا..

 

فصاح الحارث وعتّاب:

نشهد أنك رسول الله، والله ما سمعنا أحد فنقول أخبرك!!

واستقبلا بلال بقلوب جديدة..

في أفئدتهم صدى الكلمات التي سمعوها في خطاب الرسول أول دخول مكة :

"يا معشر قريش.. إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء..

الناس من آدم .. وآدم من تُراب"..

akhawat_islamway_1398377072____.png

 

وعاش بلال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يشهد معه المشاهد كلها،

يؤذن للصلاة، ويحيي ويحمي شعائر هذا الدين العظيم،

الذي أخرجه من الظلمات إلى النّور، ومن الرق إلى الحريّة..

وعلا شأن الإسلام، وعلا معه شأن المُسلمين،

وكان بلال يزداد كل يوم قُربًا من قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يصفه بأنه:

"رَجُلٌ مِن أهلِ الجَنّة"..

لكن بلالًا بقي كما هو كريمًا مُتواضعًا، لا يرى نفسه إلا أنه:

"الحبشيّ، الذي كان بالأمس عَبدًا" !!

 

***

 

ذهب يومًا يخطب لنفسه ولأخيه زوجتين فقال لأبيهما:

"أنا بلال، هذا أخي عبدان من الحبشة.. كُنا ضآلّين، فهدانا الله..

وكُنّا عبدين، فأعتقنا الله.. إن تُزوّجُونا.. فالحَمدُ لله؛ وإن تَمنَعُونا.. فالله أكبر"!

 

***

 

وذهب الرسول إلى الرفيق الأعلى راضيًا مرضيًا،

ونهض بأمر المُسلمين من بعده خليفته أبو بكر الصديق..

وذهب بلال إلى خليفة رسول الله يقول له : "يا خليفة رسول الله ..

إنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أفضلُ عَمَلِ المُؤمِن، الجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله"..

 

فقال له أبو بكر: فما تشاء يا بلال؟

قال: أردتُ أن أُرابط في سبيل الله حتى أموت!

قال أبو بكر: ومن يؤذن لنا!؟

قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع: إنّي لا أؤذّن لأحدٍ بعدَ رَسُولِ الله.

قال أبو بكر: بل ابق، وأذّن لنا يا بلال!

قال بلال: إن كُنتَ أعتقتني لأكون لكَ، فليَكُن لك ما تريد.

وإن كنتَ أعتقتني لله، فدعني وما أعتقتني لهُ.

قال أبو بكر: بل أعتقتك لله يا بلال!

 

ويختلف الرّواة، فيروي بعضهم أنه سافر إلى الشّام حيثُ بقي فيها مُجاهدًا مُرابطًا.

ويروي بعضهم الآخر، أنه قَبِل رجاء أبي بكر في أن يبقى معه بالمدينة،

فلَمّا قُبِض وَوُلّي عُمر الخلافة .. استأذنه وخرج إلى الشام.

 

على أيّة حال، فقد نذر بلال بقية حياته وعمره للمُرابطة في ثغور الإسلام،

مُصَمِّمًا أن يلقى الله ورسوله وهو على خير عَمَلٍ يُحِبّانه.

 

ولم يعد يصدح بالأذان بصوته الشجي الحفيّ المهيب،

ذلك أنه لم ينطق في أذانه "أشهَدُ أنّ مُحَمّدًا رسُول الله"

حتى تجيش به الذكريات، فيختفي صوته تحت وقع أساه،

وتصيح بالكلمات دُموعه وعَبَرَاته.

 

وكان آخر أذان له أيام زار أمير المؤمنين عُمر،

وتوسّل المسلمون إليه أن يحمل بلالًا على أن يُؤذن لهم صلاة واحدة!

ودعا أمير المؤمنين بلال، وقد حان وقت الصلاة، ورجاه أن يؤذن لها.

وصعد بلال وأذّن.. فَبَكى الصّحابة الذين كانوا أدركوا رسول الله وبلال يُؤذن له..

بكوا كما لم يَبْكُوا مِن قَبل أبدًا.. وكان عُمر أشدّهم بُكاءً!!

akhawat_islamway_1398377072____.png

 

ومات بلال في الشّام، مُرابطًا في سبيل الله كما أراد.

وتحت ثَرى دِمشق يثوي اليوم رُفات رجل من أعظم رجال البشر صلابة في الوقوف إلى جانب العقيدة والاقتناع.

 

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

تم تعديل بواسطة سدرة المُنتهى 87
رائع.. جزاكـِ الله خيرًا
  • معجبة 11

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

-- المُقدّمة (حديث الجدّ وعبدُ الله) بقلمي.

 

-- وسيرة الصحابي بلالْ بن ربَاح رضوان الله عليه..

من كتاب (رجال حولَ الرّسول) للأستاذ: خالد مُحمّد خالد -رحمة الله عليه-

 

-- الصّور من تصميمي المتواضع كبدايات مع فوتوشوب.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@أملْ ناجح (مَريَمَة)

سلمتي وسلم قلمك ياأمل الحبيبة

ولله موضوع قيم ولو لي الحق في أكثر من نقطة

للإعجاب لساهمت ب 1000نقطة

رضي الله على سيدنا بلال وأرضاه

والتصاميم أكثر من رائعة

بارك الله فيك ونفع بك أختي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما قصرت أخت أمل

نفع الله بك أخيتي

ما نمل أبدا من سماع و قراءة سيرة سيدنا بلال بن رباح

رضي الله عنه وأرضاه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما شاء الله جزاك الله خيرا

 

بحث جيد

 

بلال بن رباح مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

والعبد الذي كان سيده يعذبه بالحجارة المستعرة

 

ليرده عن دينه فيقول أحد أحد

 

رضي الله عنه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

عليكم اللسلام ورحمة الله وبركاته

 

بــــوركتِ ياحبيبه

 

اللهم صل وسلم وبارك على محمدد وعلى آله وصحبه والتابعين لسنته إلى يوم الدين

 

سيرتهم لاتنضب ولانمل سماعها

 

 

المقدمه رائعه والموضوع أروع ويسلموا زوقك على الفواصل

 

 

تواجدك بالساحه أسعدنا كثيرا

 

بالتوفيق

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جميل ما خطت يمينك ياحبيبه

ولا حرمنا الله من تواجدك العطر

رضى الله عن سيدنا بلال وعن الصحابه اجمعين

وتصاميمك رائعه

وفقك الله ياحبيبه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أمل ناجج

ما شاء الله جزاك الله خيرا

 

رضى الله عن سيدنا بلال وعن الصحابه اجمع

بارك الله فيك يا حبيبة ونفع بك

 

بحث قيم post-640335-0-63895600-1398442632.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@

بوركتِ حبيبتي ..

أسعدتني كلماتكِ الطّيبة جدًا.

رضي الله عنكِ يا غالية..

لكِ مثل الدعوات وأكثر يا رب، أضعافًا مُضاعفة ( )

 

-------

 

@ ظل الرحمن

 

جزاكِ الله خيرًا كثيرًا راجية،

صدقتِ .. وسيرة سيّدنا بلالْ من أحبّ السّير لقلبي.

ربي يجمعنا به في جنان الخلود.

 

-------

 

 

fatima mo7ibato alkorane@

 

باركَ الله فيكِ خالة فاطمة ورضي عنكِ ومًا.

 

-------

 

 

Pink.gif@

 

 

 

صلّ الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم..

سّلمكِ الله أميرتنا ...صدقتِ...

وكلّما تبحرنا في سيرتهم علمنا كم نحن مُقصّرون..

غفر الله لنا ورزقنا حسن الاقتداء بهم يا رب العالمين

 

-------

 

 

@**صفا**

 

أسعد الله قلبكِ صفا وبوركتِ يا رب حبيبتي ..

هذا من ذوقكِ الكريم ...

ربي يرزقني صحبتكم في أعالي الجنان

ولا يحرمني ذلك يا رب ( )

 

-------

 

 

@

 

وخيرًا جزاكِ الله غاليتي ...

آميــن يا رب العالمين.. ربي يستخدمنا جميعًأ فيما يُحبّ ويرضى.

 

-------

 

شكرًا لتواجدكم الطيّب يا حبيبات.

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

 

اللهم بارك

بحث قيّم ماشاء الله

رضي الله عن بلال وعن جميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

دائما متميزة أمل الحبيبة

سلمتِ وبارك الله لنا فيكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

 

جميييل جمييل كعادتك اللهم بارك

رضي الله عنه و أرضاه .. لا أمل من سيرته العطرة :"

سلمت يداكِ و زادكِ من فضله ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكِ

بسم الله ما شاء الله اللهم بارك!!

بحث قيم وتنسيق جميل جدًا رائع يا غالية

موفقة حبيبتي~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله بكِ يا حبيبة

بحث قيم ورائع

رجال لم تلد نساء العالم مثلهم

رحم الله بلال ورضي عنه يكفي أنه بصوته وصل أهل الأرض بأهل السماء واهل الفناء بأهل البقاء والضعفاء بالأقوياء

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكـِ الله خيرًا أختي الكريمة على الموضوع القيم

جعله الله بميزان حسناتكِ

 

سيرة جميلة.. رضي الله عن صاحبها~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

Pink.gif@

 

:')

اللهُمّ آميــــن،

يا رب ويرزقنا حُسن الاقتداء بهم، ويجمعنا بهم على خير.

ربي لا يحرمني منكِ أبدًا مُشرفتي وصديقتي الحبيبة ( )

جزاكِ الله خيرًا كثيرًا ( )

 

***

 

@

 

سّلمكِ الله أمّولة وبارك فيكِ دومًا ( )

صدقتِ ... قصصهم نُور وربّي.

لا تُملّ أبدًا.

 

***

 

@

 

وعليكِ السّلام ورحمة الله وبركاته

يا حيّاكِ الله حبيبتي ( )

بُوركتِ يا رب على كلامك الطّيب.

 

***

 

Pink.gif@

 

وفيكِ باركَ الرّحمن يا طّيّبة ... ما أجمل كلماتكِ ( )

"يكفي أنه بصوته وصل أهل الأرض بأهل السماء،

وأهل الفناء بأهل البقاء، والضعفاء بالأقوياء"

لا إله إلا الله.. ربي يرزقنا رضاه والجنة معهم.

 

***

 

Pink.gifسدرة المُنتهى 87

 

ويجزيكِ يا رب خير الجزاء يا حبيبة ( )

سلّمكِ الله .. على دعواتكِ الطّيبة.

يا رب ولكِ دعوات الملائكة بالمثل وأعظم.

تم تعديل بواسطة أملْ ناجح (مَريَمَة)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

بحث قيّم ورائع

لا حرمكِ ربي أجره حبيبتي أمل

ورضي الله عن بلال وعن الصحابة أجمعين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

موضوع رائع اللهم بارك

جزاك الله خيرا ونفع بكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

ما شاء تبارك الرحمن

بحث طيب ومؤثر ، بورك فيك ِ أمل الحبيبة وجزاك خيرًا .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكِ

بسم الله ما شاء الله اللهم بارك!!

بحث قيم وتنسيق جميل جدًا رائع يا غالية

موفقة حبيبتي~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×