اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

تدبر آية....(الكلم الطيب)

المشاركات التي تم ترشيحها

13600238_277705945916032_1429291662916279269_n.jpg?oh=50e1b056dc86938d9f1ad372089955cc&oe=57EE5911

 

قال مالك لتلميذه الشافعي أول ما لقيه : "إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورا، فلا تطفئه بظلمة المعصية"، وهذا المعنى الذي نبه عليه الإمام مالك مأخوذ من قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا } [الأنفال:29]، يقول ابن القيم: "ومن الفرقان: النور الذي يفرق به العبد بين الحق والباطل، وكلما كان قلبه أقرب إلى الله كان فرقانه أتم، وبالله التوفيق". [إعلام الموقعين(258/4)]

 

 

أذهلني يوما قوله تعالى : { وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا * الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ } فقلت : يا لطيف! علمت أن قلوب أوليائك الذين تتراءى لهم تلك الأهوال لا تتمالك؛ فلطفت بهم فأضفت "الملك" إلى أعم اسم في الرحمة فقلت :{الرحمن} ! ولو كان بدله اسما آخر كالعزيز والجبار؛ لتفطرت القلوب. [الزركشي]

 

 

قيل لرجل من الفقهاء: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} فقال الفقيه: والله إنه ليجعل لنا المخرج وما بلغنا من التقوى ما هو أهله، وإنه ليرزقنا وما اتقيناه كما ينبغي، وإنه ليجعل لنا من أمرنا يسراً وما اتقيناه، وإنا لنرجو الثالثة: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا}. [حلية الأولياء]

 

 

{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}

إنها الرحمة التي تسع كل معصية مهما كانت، إنها دعوة العصاة المبعدين في تيه الضلال إلى الأمل والثقة بعفو الله، فإذا ما تسلطت عليه لحظة يأس وقنوط، سمع هذا النداء الندي اللطيف، الذي يعلن أنه ليس بين المسرف على نفسه إلا الدخول في هذا الباب الذي ليس عليه بواب يمنع، ولا يحتاج من يلج فيه إلى استئذان. [في ظلال القرآن]

 

 

قال ابن عباس : حق على المسلمين إذا نظروا إلى هلال شوال أن يكبروا الله حتى يفرغوا من عيدهم؛ لأن الله تعالى ذكره يقول: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [البقرة:185] [تفسير الطبري]

 

 

فليكن التكبير شعارا يملأ المساجد والبيوت والأسواق. الفرح له صور متباينة، ويختلف باختلاف القلوب التي تتعامل معه، وفي القرآن ذكر لصور متباينة للفرح، فقارن - مثلا - بين : {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ } وبين : {ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ } لتدرك الفرق بين فرح يوجب رحمة الله ورضوانه، وبين فرح يوجب غضبه وخذلانه. [أ.د. إبتسام الجابري]

 

 

في آية الدين : {فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} تأملها تجد عجبا :

1) المرأة أقدر على إقناع المرأة من الرجل، حيث لم يقل فيذكرها الرجل!

2) تحاشي ما يؤدي لمحادثة الرجل الأجنبي دون حاجة.

3) احتمال ورود النسيان على المرأة أكثر من الرجل. [أ.د. ناصر العمر]

 

 

{يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ} فجعلوا السبب الداعي لهم إلى الإيمان وتوابعه : ما علموه من إرشادات القرآن، المشتملة على المصالح والفوائد واجتناب المضار، فهذا هو الإيمان النافع، المثمر لكل خير، المبني على هداية القرآن، بخلاف إيمان العوائد، والمربى والإلف ونحو ذلك، فإنه إيمان تقليد تحت خطر الشبهات والعوارض الكثيرة. [السعدي]

 

 

من الناس من يتلقف الكلام دون تمحيص، ويلقيه بلا تفكر في صدقه وكذبه، ودون أن يعرضه على قلبه وعقله، ويحسب الأمر هينا وفي مثلهم نزل قوله تعالى : {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [د. محمد الخضيري]

 

 

{فَقَالُواْ عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } وفي تقديم التوكل على الدعاء تنبيه على أن الداعي ينبغي له أن يتوكل أولا لتجاب دعوته. [البيضاوي]

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة .. ونفع بكِ

طرح قيم .. اللهم بارك

لاحرمكِ الله الأجر والمثوبة

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}قد ضمن الله للمتقين أن يجعل لهم مخرجا مما يضيق على الناس، وأن يرزقهم من حيث لا يحتسبون، فإذا لم يحصل ذلك، دل على أن في التقوى خللا، فليستغفر الله، وليتب إليه. [ابن أبي العز الحنفي]

 

 

{هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} فهل يستغني أحد عن اللباس؟ فكيف يستغني عن الزواج ويؤخره بلا سبب معتبر؟ اللباس يستر العورات، فلم يفضح البعض شريك عمره وقد خلق لستره؟ اللباس شعار ودثار، فكيف تصفو الحياة الزوجية من النفور والجفاء؟ اللباس من أجمل ما نتزين به، فمتى يكون الزوجان أحدهما جمالا للآخر؟ اللباس وقاية من البرد والحر، فهل كل منا يشعر بأنه وقاية وحماية وأمان لشريك حياته؟ فما أعظمه من كتاب! [أ.د. ناصر العمر]

 

 

{وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ} وفيه دليل على أنه ينبغي أن يكون غرض المتفقه في الدين : أن يستقيم ويقيم، لا الترفع على الناس والتبسط في البلاد. [البيضاوي]

 

 

{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ} ما أعظم وفاء يوسف مع أبويه - عليهم السلام - فحين مكنه الله، رفعهما على سرير ملكه، وأظهر لهما التقدير والاحترام! إنها رسالة لكل من يؤتيه الله مكانة وعلما وغنى، أن يرد الجميل لوالديه، وأن يرفعهما حسا ومعنى. [د. محمد الربيعة]

 

 

{يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن} فإنه لم يخل هذا الكلام مع حسن الأدب مع أبيه، حيث لم يصرح فيه بأن العذاب لاحق له، ولكنه قال: {إِنِّي أَخَافُ} فذكر الخوف والمس، وذكر العذاب، ونكره ولم يصفه بأنه يقصد التهويل، بل قصد استعطافه؛ ولهذا ذكر الرحمن ولم يذكر المنتقم ولا الجبار. [الزركشي]

 

 

{فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ} إخلاص وشهامة، وبعد عن حب الظهور، وترك لطلب المقابل، ومع ذلك جاءه الخير وهو في ظله: { إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا } [د. محمد الحمد]

 

 

كثير من الناس يقرأ الأوراد ولا يجد لها أثرا؟ ولو تدبر قوله سبحانه : { وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا } لأدرك السر في ذلك .. حيث يذكر الله بلسانه مع غفلة قلبه، فهل ينتظر أثرا لذاكر هذه حاله؟! [أ.د. ناصر العمر]

 

 

{جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ } وفي التقييد بالصلاح قطع للأطماع الفارغة لمن يتمسك بمجرد حبل الأنساب. [ أبو السعود ]

 

 

قد يتسلط الشيطان البشر على كل شيء فيك، وكل شيء حولك إلا شيئا واحدا، إنه قلبك إذا اتصل بربك، فتأمل قصة آسية امرأة فرعون، وتأمل قول السحرة حين آمنوا : {قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا }. [د.محمد بن صالح المصري]

 

 

{ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ } تدبر ! لِمَ نهى عن الطغيان هنا، و لم ينهَ عن التقصير ؟ لأن الاجتهاد في الاستقامة قد يؤدي إلى التشديد على النفس وعلى الآخرين، وقد يصل إلى الغلو، وكل هذا طغيان ومجاوزة للحد. [ أ.د. ناصر العمر ]

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء} ، { إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء} هكذا ختم الخليل وزكريا - عليهما السلام - دعواتهما! إن استشعار العبد قرب ربه منه حال دعائه، من أعظم ما يعين على إظهار الافتقار بين يدي الغني، والذل بين يدي العزيز سبحانه، والتبرؤ من الحول والقوة، وتلك - والله - سمة العبودية، وما أحرى من هذه حاله بإجابة دعائه! [د. عمر المقبل]

 

{ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} وفي إخفاء الدعاء فوائد ، منها :

1/ أنه أعظم إيمانا؛ لأن صاحبه يعلم أن الله تعالى يسمع دعاءه الخفي.

2/ أنه أعظم في الأدب، ولهذا لا تسأل الملوك برفع الأصوات، ومن فعل ذلك مقتوه - ولله المثل الأعلى -

. 3/ أنه أبلغ في التضرع والخشوع، فإن الخاشع الذليل إنما يسأل مسألة مسكين ذليل، قد انكسر قلبه، وذلت جوارحه، وخشع صوته، حتى إنه ليكاد تبلغ به ذلته ومسكنته إلى أن ينكسر لسانه فلا يطاوعه بالنطق.

4/ أنه أبلغ في الإخلاص، وفي جمع القلب على الله، فإن رفع الصوت يفرقه ويشتته.

5/ أنه دال على قرب صاحبه من الله، يسأله مسألة مناجاة للقريب، لا مسألة نداء البعيد للبعيد؛ ولهذا أثنى سبحانه على عبده زكريا بقوله : {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا} فلما استحضر قرب ربه، وأنه أقرب إليه من كل قريب، أخفى دعاءه ما أمكنه. [ابن تيمية]

 

 

يقول ابن رجب : وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر : "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني" بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر؛ لأن العارفين يجتهدون في الأعمال، ثم لا يرون لأنفسهم عملا صالحا ولا حالا ولا مقالا، فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب المقصر، كما قال تعالى : { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} فمن استمع للقرآن وأنصت، فإنما يستمطر رحمة الله، فلا تستطل -أيها المؤمن- في هذه الليالي طول الصلاة، بل أرع سمعك لخطاب ربك، وأنصت له، فإنما تستكثر من رحمة الله. [د.عبدالمحسن المطيري]

 

 

{وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ}؟ إذا كانت ساعات الليل - في هذه الليالي - نحوا من 10 ساعات، فإن هذا يعني أن الساعة الواحدة تعادل أكثر من 8 سنوات، وأن الدقيقة الواحدة فقط تعادل نحوا من 50 يوما، فيا لطول حسرة المفرطين! ويا أسفى على المتخلفين عن ركب المشمرين!

 

 

كان مطرف بن عبدالله إذا تليت عليه هذه الآية : { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ } قال : فلو يعلم الناس قدر مغفرة الله ورحمته وتجاوز الله لقرت أعينهم، ولو يعلم الناس قدر عذاب الله، ونكال الله، وبأس الله، ما رقي لهم دمع، ولا انتفعوا بطعام ولا شراب.

 

 

{ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ } تأمل دلالة أداة الحصر، وتعقيب ذلك بأن الحكم عبادة، ووصفه بالدين القيم؛ لتدرك أي منكر عظيم، وجريمة كبرى يرتكبها من لم يحكم بما أنزل الله؟! [أ.د. ناصر العمر]

 

 

{ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } [آل عمران:139] للعبد من العلو بحسب ما معه من الإيمان! [ابن القيم]

 

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [التغابن:14] في الآية عزاء لمن بلي بزوج مؤذ أو ولد عاق فصبر على أذاهما، وعفا وصفح عن زلاتهما، وفي موعود الله من الغفران ما يهون عليه ذلك. [القصاب]

 

 

قال سليمان عليه السلام : { رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي } [ص:35] فبدأ بطلب المغفرة قبل طلب الملك العظيم؛ وذلك لأن زوال أثر الذنوب هو الذي يحصل به المقصود، فالذنوب تتراكم على القلب، وتمنعه كثيرا من المصالح، فعلى المؤمن أن يسأل ربه التخلص من هذه الذنوب قبل أن يسأل ما يريد. [ابن عثيمين]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قال مطرف بن عبد الله في قوله تعالى : {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا } [الكهف:80] : "إنا لنعلم أنهما قد فرحا به يوم وُلِد، وحزنا عليه يوم قُتِل، ولو عاش لكان فيه هلاكهما، فليرضَ رجلٌ بما قسم الله له، فإن قضاء الله للمؤمن خير من قضائه لنفسه، وقضاء الله لك فيما تكره خير من قضائه لك فيما تحب" [الدر المنثور]

 

 

{ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ }عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلِّ الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي" يتأول القرآن. [متفق عليه]. أي يفعل ما أمره القرآن، وهذا من التدبر العملي.

 

 

روي أن أم جميل امرأة أبي لهب باعت "عقدا" لها ثمنه 10000 درهم أنفقتها في الباطل، فكان الجزاء (حبل من مسد) في جيدها أي في نفس موضع العقد! فالذي يهدي نار السجائر للناس من حوله أما فكر لحظة في نوع الهدية التي يتلقاها فمه يوم القيامة؟! [د.عصام العويد]

 

 

من أعظم طرق الشيطان في إغواء بني آدم: كشف العورات، كما قال تعالى : { لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا } [الأعراف:27] وهكذا شياطين الإنس اليوم، في قنوات ماكرة وشبكات فاجرة؛ لأنه متى استمرأت الأسرة ذلك انحلت أخلاقها، وانحل بعد ذلك دينها. [صالح المغامسي]

 

 

{وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا } في الحديث القدسي أن الله تعالى قال: (قد فعلت). وانظر إلى ترتبها: فالعفو طلب إسقاط العقوبة، ثم تدرج منه إلى المغفرة، وهي طلب الستر (وقد تسقط العقوبة ولا يستر الذنب)، ثم تدرج منه إلى الرحمة، وهي كلمة جامعة لأنواع من الخير والإحسان، فالحمد لله الذي لا أعظم من رحمته.

 

 

مجتمعات تعيش في الشقاء وأخرى تتقلب في النعيم، فالأولى تبحث عن الخلاص وهو بين يديها : { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } [الرعد:11]، والأخرى تخاف تغير الحال، والأمان أمام ناظريها : { ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ } [الأنفال:53]. [أ.د. ناصر العمر]

 

 

{لولا أن مَنّ اللهُ علينا لخسف بنا}[القصص:82] وهم بالأمس يتضرعون : {يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [القصص:79] قف متأملا متدبراً: كم دعوة حزنت على عدم استجابة الله لك إياها؟ بل قد يسيء البعض بربه الظن، فيخالطه شك أو ريبة أو قنوط! وما علم المسكين أن خيرة الله خير من خيرته لنفسه، كما صرف الشر عن أصحاب قارون، ولكن {ولا يلقاها إلا الصابرون} [القصص:80] [أ.د. ناصر العمر]

 

 

{ مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا } [نوح:25] هذه الآية ومثيلاتها دالة دلالة صريحة على أن ما يصيبنا من كوارث إنما هو بسبب خطايانا. ومحاولة بعض الناس الهرب عن معاني مثل هذه الآيات والتشكيك فيها إنما هو مصادمة لصريح القرآن، وغفلة عن تدبر معانيه والانتفاع بها، وتطمين للمذنبين، وادعاء للكمال في النفس والمجتمع، وهو علامة على قسوة القلب { فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ } [الأنعام:43] [فهد العيبان]

 

 

{ هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ } [الكهف:15]. لم اشترطت الآية برهانا واضحا على ما لا برهان له أصلا، بل البراهين كلها تدل على بطلانه؟ ذلك أن مراجعة القناعات السابقة صعب، وتحتاج تدقيقا من النفس التي قد تنخدع بالرضا عن قناعاتها بشبهات التقليد وتبرير صعوبة الاعتراف بالخطأ، فلا يصل إلى الحقيقة بسبب أوهام البراهين التي لديه، فإذا دقق في محاكمتها، تبين له بطلانها؛ ولذا طولبوا بالبرهان الواضح، ليقودهم ذلك إلى اكتشاف عدم وجود أي برهان! وهذا كله يدعونا إلى الرفق في مجادلة أصحاب القناعات الباطلة، فإن بينهم وبين الهداية أسوارا من أوهام البراهين غير البينة، ومن خير ما يكشف حقيقتها لديهم أن يحاولوا هم أنفسهم التثبت من قوتها، ومن صحة الاستدلال بها. [د.حاتم العوني]

 

 

لن نتقدم مرة أخرى إلا إذا استعدنا ثقتنا بأنفسنا، ولن نصل إلى هذا الهدف بتدمير نظمنا الاجتماعية وتقليد حضارة أجنبية، أجنبية عن ديننا وليس عن محيطنا التاريخي والجغرافي فحسب، وقد بين الله لنا الطريق في كتابه المبين { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ } [الأحزاب:21] [د. صالح الحصين]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ } [آل عمران:185] كلهم سيذوقونه : المحسن والمسيء، الغني والفقير، المتواضع والمتكبر .. فإذا كانت هذه نهاية الجميع فطوبى لمن لقي ربه وقد أمضى حياته فيما يستطيعه من تعبد، ودعوة إلى الله، ونفع للخلق.

 

 

إنك قد لا تتعجب أن يدعي الغيب بعض السحرة، أو من ينتسب إلى مذهب ضال يتكسب من ورائه، وربما غلف دعواه تلك باسم الدين، لكن تتعجب ممن يصدق هؤلاء في كذبهم، وهم يقرؤون قول ربهم : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ } [الجن:26-27] { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }؟

 

تفخر أكبر مراكز الإحصاء العالمية بجمع المعلومات في جانب معين، ويفوتها أنواع كثيرة من المعرفة، ولا تتجاوز بضعة قرون من الزمن، وربما بنت معلوماتها المستقبلية على توقعات تصيب وتخطئ، وكل هذا يتضاءل جدا حين يقرأ المؤمن كلام ربه الذي أثنى على نفسه فقال: { وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا } [الجن:28]، فلا ماض ولا حاضر ولا مستقبل يخرج عن هذه الآية. [د. عمر المقبل]

 

 

{ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } أي الليل إذا دخل، ومن تأمل أنواع الشرور وجد أكثرها في الليل، وفيه انتشار الشياطين، وأهل الغفلة والبطالة، فحري بالمسلم اغتنامه بالعبادة، وتجنب السهر فيما لا ينفع، وخصوصا في الأسواق ونحوها. [ينظر : تتمة أضواء البيان]

 

 

ما أعظم الاستعاذة بهذه الصفة العظيمة ( رب الفلق ) وما تشتمل عليه من قوة وغلبة وسلطان على ظلمات الشرور والسحرة والحاسدين. وتأمل لفظة الفلق، وما يقابلها من انغلاق الليل، وانغلاق عقد السحرة، وانغلاق قلوب الحاسدين.

 

 

ما الفرق بين قوله تعالى : { وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [المجادلة:4]، وقوله بعدها : { إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ } [المجادلة:5]؟ الفرق أن الكافرين على نوعين : فالكافر غير المحاد لله ورسوله له عذاب أليم، أما الكافر المحاد والمعادي لله ورسوله فله مع العذاب الأليم الكبت والإذلال والقهر والخيبة في الدنيا والآخرة، فناسبت كل خاتمة ما ذكر قبلها. [الإسكافي]

 

حقيقة الصراط المستقيم هو : معرفة الحق والعمل به؛ لأن الله لما ذكره في الفاتحة بين من انحرفوا عنه وهم اليهود المغضوب عليهم، الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به، والنصارى الذين ضلوا عن الحق وعملوا بغيره. [د. محمد الخضيري]

 

 

قال موسى للخضر لما خرق السفينة: {لقد جئت شيئا إمرا}[الكهف:71] وقال له لما قتل الغلام: {لقد جئت شيئا نكرا}[الكهف:74] فما الفرق بينهما؟ الإمر أهون من النكر، وقد لا يكون منكرا كالنكر، وإنما يتعجب منه ومن الغرض منه، والنكر هنا أشد؛ لأنه فعل منكر قد وقع وهو قتل الغلام، بخلاف خرق السفينة فإنها لم تغرق بذلك.

 

 

 

إن موسى عليه السلام سأل أجلّ الأشياء فقال : { رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ } [الأعراف:143]، وسأل أقل الأشياء فقال : { رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } [القصص:24]؛ فنحن أيضا نسأل الله أجلّ الأشياء وهي خيرات الآخرة، وأقلها وهو خيرات الدنيا فنقول : { رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً } [البقرة:201] [الرازي]

 

 

{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ } [لقمان:6] قيل: نزلت في النضر بن الحارث، كان يشتري أخبار الأعاجم كـ ( رستم واسفنديار ) - بعض ملوك فارس - ويحدث بها قريشا ليتركوا استماع القرآن. [تفسير الطبري] ما أشبه الليلة بالبارحة، فالنضر بن الحارث استبدله بعضهم بدور تنشر كتبا وروايات تفسد الأخلاق والعقائد، وتزهد في نصوص الوحي!

 

 

ما أدق وصف الله للشعراء، تأمل:{ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ } لغوايتهم { فِي كُلِّ وَادٍ }من أودية الشع،{ يَهِيمُونَ } [الشعراء:225] فتارة في مدح، وتارة في قدح، وتارة في صدق، وتارة في كذب، وتارة يتغزلون، وأخرى يسخرون، ومرة يمرحون، وآونة يحزنون، فلا يستقر لهم قرار، ولا يثبتون على حال من الأحوال{ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا }(227) [السعدي]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا } [الإنسان:19] قال بعضهم : هذه من التشبيه العجيب؛ لأن اللؤلؤ إذا كان متفرقا كان أحسن في المنظر لوقوع شعاع بعضه على بعض. [ينظر: تفسير الثعالبي]

 

 

{وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون} [هود:117] تأمل في الجملة الأخيرة (وأهلها مصلحون) ولم يقل: صالحون؛ لأن الصلاح الشخصي المنزوي بعيدا، لا يأسى لضعف الإيمان، ولا يبالي بهزيمة الخير، فكن صالحا مصلحا، وراشدا مرشدا.

 

 

إذا شعرت بالملل من جراء كثرة أمرك أهل بيتك بالصلاة، وإيقاظهم لها - خصوصا صلاة الفجر - فتذكر قوله تعالى : { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا } [طه:132] ففي ذلك أعظم دافع للصبر والاحتساب، وطرد الملل، وتذكر عاجل الأجر ومآل الصبر بعد ذلك في الآية:{ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [د. محمد الحمد]

 

 

 

{ولمن خاف مقام ربه جنتان} [الرحمن:46] قال غير واحد من السلف : هو الرجل يهم بالمعصية، فيذكر الله فيدعها من خوفه. [الدر المنثور]

 

التسابق للحصول على أعلى الدرجات في الامتحانات، واستغلال الأوقات، وحفز الهمم لبلوغ أعلى المناصب والمراتب، لابد أن يدفعنا لتنافس أكبر لنيل درجات أعظم ثمرتها ليست شهادة على ورق، بل جنة عرضها السماوات والأرض، بل لا ينبغي أن تقف آمالنا إلا عند الفردوس الأعلى، تأمل { هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ } [آل عمران:163] [أ.د. إبتسام الجابري]

 

 

مبنى الفاتحة على العبودية، فإن العبودية إما محبة أو رجاء أوخوف،و{ الْحَمْدُ للّهِ } محبة، و { الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ } رجاء، و { مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } خوف! وهذه هي أصول العبادة، فرحم الله عبدا استشعرها، وأثرت في قلبه، وحياته.

 

 

أيها القلب الحزين : إياك أن تنسى العلي القدير، كن مثل كليم الرحمن؛ خرج خائفا، سافر راجلا، اخضر جوعا، فنادى منكسرا { رَبِّ } فحذف ياء النداء{إِنِّي} لتأكيد المسكنة ولم يقل : أنا، { لِمَا } لأي شيء { أَنزَلْتَ إِلَيَّ } بصيغة الماضي لشدة يقينه بالإجابة فكأنما تحققت، { مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } [القصص:24] ، فكان جزاء هذا الانكسار التام: أهلا ومالا، ونبوة وحفظا. [د. عصام العويد]

 

ما يحدث في بعض مدن وقرى منطقة المدينة وما حولها من زلازل، إنما هي بقدر الله، ومن أعظم ما يسلي المؤمن - وهو يعيش هذه المصيبة أو يسمع عنها - علمه ويقينه بذلك، فإن هذا مما يطمئن القلب، كما قال تعالى : { مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } [التغابن:11] قال بعضهم : يهد قلبه، ويهدأ قلبه.

 

 

{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ } في الاستعاذة بهذه الصفة تفاؤل، وتذكير بالنور بعد الظلمة، والسعة بعد الضيق، والفرج بعد الانغلاق، والفلق كل ما يفلقه الله تعالى، كالنبات من الأرض والجبال عن العيون، والسحاب عن المطر، والأرحام عن الأولاد، والحب والنوى وغير ذلك، وكله مما يوحي بالفرج المشرق العجيب. [أبو السعود العمادي]

 

 

 

لم يرد في القرآن تحريم لحم حيوان باسمه إلا الخنزير، مع أنه لم يكن كثيرا بأرض العرب، أليس هذا غريبا؟ إن الغرابة تزول حين نعلم أن الخنزير اليوم من أكثر الأطعمة انتشارا في الأرض.. إنها عالمية القرآن.

 

 

إذا فتح الله لك باب رزق، فلا تعجبن بذكائك، أو تظن أنك رزقت بحذقك، بل تذكر أن ذلك من فضل الله عليك. تأمل : { فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ } [الجمعة:10] فإنما هو فضل الله ورزقه ! وكم من بليد رزق من حيث لا يحتسب ! وذكي جنى عليه ذكاؤه !.

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ }[الواقعة:77] وصف القرآن بأنه كريم، لأن الكلام إذا قرئ وتردد كثيرا يهون في الأعين والآذان؛ ولهذا من قال شيئا في مجلس الملوك لا يكرره ثانيا، وأما القرآن فلا يهون بكثرة التلاوة، بل يبقى أبد الدهر كالكلام الغض والحديث الطري. [ الرازي ] وفي مثل هذا قال بعض الشعراء : آياته كلما طال المدى جدد ** يزينهن جلال العتق والقدم.

 

رأيت الناس يذم بعضهم بعضا، ويغتاب بعضهم بعضا، فوجدت أصل ذلك من الحسد في المال والجاه والعلم، فتأملت في قوله تعالى : { نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }[الزخرف:32] فعلمت أن القسمة كانت من الله في الأزل، فما حسدت أحدا، ورضيت بقسمة الله تعالى. [حاتم الأصم]

 

 

اشتر نفسك اليوم؛ فإن السوق قائمة، والثمن موجود، والبضائع رخيصة، وسيأتي على تلك السوق والبضائع يوم لا تصل فيه إلى قليل، ولا كثير { ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ } [التغابن:9]، وذلك يوم { يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ } [الفرقان:27] [ابن القيم]

 

 

الإنسان إذا أحس بالأمانة التي يتحملها، وبجسامة التوقيع عن رب العالمين، أحس بخطر الفتوى، ولم يلق الكلام على عواهنه، فإن الله تعالى يقول : { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } [الأعراف:33] [محمد الحسن الددو]

 

 

{ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء } [البقرة:268] يقول أحدهم - وهو من أغنياء الرياض - : لا زلت أذكر ضعفاء الناس منذ أكثر من ثلاثين سنة يقولون : التعليم الديني ليس له مستقبل ولا وظائف، يتألون على الله، وقد تخرجت من كلية شرعية وترقيت بحمد الله، وما زلنا نرى الناس كذلك، ومن لم يجد وظيفة فكم ممن له تخصص دنيوي لم يجد كذلك، فالرزق بيد الله، وكل يدخل ما هو أنسب له.

 

رأيت الخلق يقتدون أهواءهم، ويبادرون إلى مرادات أنفسهم، فتأملت قوله تعالى : { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى }[النازعات:40-41] وتيقنت أن القرآن حق صادق، فبادرت إلى خلاف نفسي وتشمرت بمجاهدتها، وما متعتها بهواها، حتى ارتاضت بطاعة الله تعالى وانقادت. [حاتم الأصم]

 

 

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ } [النور:21] قال شوقي : نظرة فابتسامة فسلام ** فكلام فموعد فلقاء.. ويكثر هذا في : أماكن العمل المختلطة حسا أو معنى: كالمستشفيات، وبعض المنتديات ومواقع الشبكات. ومن أعظم ما يقطع هذه الخطى الشيطانية تذكر : { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } [الرحمن:46]

 

 

{ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } [آل عمران:191] تأمل كيف جاء الثناء عليهم بصيغة الفعل المضارع ( يتفكرون ) التي تدل على الاستمرار، فالتفكر ديدنهم، وليس أمرا عارضا. قال أبو الدرداء : فكرة ساعة خير من قيام ليلة! وكلام السلف في تعظيم عبادة التفكر كثير، فكم هو نصيبنا منها؟

 

الضلال يكون من غير قصد من الإنسان إليه، والغي كأنه شيء يكتسبه الإنسان ويريده، فنفى الله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم هذين الحالين، فلا هو ضل عن جهل، ولا غوى عن قصد، تأمل : { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى } [النجم:2] [ابن عطية]

 

عن أبي الدرداء قال : ما من مؤمن إلا الموت خير له وما من كافر إلا الموت خير له، فمن لم يصدقني فإن الله يقول : { وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ } ويقول : { وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ } [الدر المنثور]

 

 

كما أن السماوات والأرض لو كان فيهما آلهة غيره سبحانه لفسدتا، كما قال تعالى: { لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا } [الأنبياء:22] فكذلك القلب إذا كان فيه معبود غير الله تعالى فسد فسادا لا يرجى صلاحه؛ إلا بأن يخرج ذلك المعبود منه، ويكون الله تعالى وحده إلهه ومعبوده الذي يحبه ويرجوه ويخافه، ويتوكل عليه وينيب إليه. [ابن القيم]

 

 

هل تعرف الآية التي تسمى مبكاة العابدين؟ { أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ } [الجاثية:21] "هذه الآية تسمى مبكاة العابدين"! [الثعلبي] كان الفضيل بن عياض - إذا قرأ هذه الآية - يقول لنفسه : ليت شعري! من أي الفريقين أنت؟! فما يقول أمثالنا؟

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

"إنما حسن طول العمر ونفع؛ ليحصل التذكر والاستدراك، واغتنام الفرص، والتوبة النصوح، كما قال تعالى: { أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ } [فاطر:37] فمن لم يورثه التعمير، وطول البقاء، إصلاح معائبه، واغتنام بقية أنفاسه، فيعمل على حياة قلبه، وحصول النعيم المقيم، وإلا فلا خير له في حياته". [ابن القيم]

 

 

{ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ } [آل عمران:195] جاءت هذه الآية بعد أن دعوا ربهم بخمس دعوات عظيمات، قال الحسن: " ما زالوا يقولون ربنا ربنا حتى استجاب لهم". فكم يخسر المقصرون في عبادة الدعاء، والمتعجلون في رؤية ثمرته؟! وكم يربح ويسعد من فتح له باب الدعاء، ومناجاة مولاه الذي يحب الملحين في الدعاء! [ينظر: القرطبي]

 

 

تأمل في سر قول عيسى عليه السلام -أول ما تكلم-: { قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ } [مريم:30] قال وهب: أقر عيسى على نفسه بالعبودية لله عز وجل أول ما تكلم؛ لئلا يتخذ إلها. [تفسير البغوي]

 

 

{ رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ } [آل عمران:192] ليس الخزي أن تدعو، وتأمر بمعروف وتنهى عن منكر فلا يستجاب لك، أو ترد دعوتك، أو تهان أمام عشرة أو مائة، بل الخزي هو الغضب من أعظم عظيم، والعذاب الأليم، أمام جميع العالمين من الأولين والآخرين.

 

 

انظر إلى الهدهد يقول لنبي : { أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ .. } [النمل:22]. هذا هو الهدهد المخلوق الأقل من سليمان عليه السلام يقول له : عرفت ما لم تعرفه، وكأن هذا القول جاء ليعلمنا حسن الأدب مع من هو دوننا، فهو يهب لمن دوننا ما لم يعلمه لنا، ألم يعلمنا الغراب كيف نواري سوأة الميت؟ { فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ ..} [المائدة:31]. [الشعراوي]

 

 

علق ابن كثير على قوله تعالى ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) فقال : وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء، متخللة بين أحكام الصيام ،إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة،بل وعند كل فطر.

 

 

دعاؤنا لربنا يحتاج منا دعاء آخر أن يتقبله الله قال تعالى عن خليله إبراهيم بعد أن دعا بعدة أدعية ( رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء)

 

 

تأمل! جبل عظيم، شاهق،لو نزل عليه القرآن لخشع، بل تشقق وتصدع،وقلبك هذا،الذي هو –في حجمه- كقطعة صغيرة من هذا الجبل،كم سمع القرآن وفرأه؟ ومع ذلك لم يخشع ولم يتأثر؟ والسر في ذلك كلمة واحدة: إنه لم يتدبر. (أ.د.ناصر العمر)

 

 

من أعظم أسباب المحافظة على الصلاة والصبر عليها أمران : 1/ تذوق لذة الخشوع فيها. 2/ تذكر ملاقاة الله والجزاء العظيم عنده، تدبر قوله تعالى : { وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } [د. محمد الربيعة]

 

 

قال إبراهيم التيمي : ينبغي لمن لم يحزن أن يخاف أن يكون من أهل النار؛ لأن أهل الجنة قالوا : {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} [فاطر:34] وينبغي لمن لم يشفق أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنة؛ لأنهم قالوا : {إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ} [الطور:26]

 

 

من أحب تصفية الأحوال فليجتهد في تصفية الأعمال : يقول تعالى : { وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا } [الجن:16] قال أبو سليمان الداراني: "من صفى صفي له، ومن كدر كدر عليه". علق ابن الجوزي: "وإنما يعرف الزيادة من النقصان المحاسب لنفسه، فاحذر من نفار النعم، ومفاجأة النقم، ولا تغتر ببساط الحلم، فربما عجل انقباضه".

 

 

{ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي } الداعية محتاج إلى انشراح الصدر؛ ليتمكن من إيصال دعوته بأيسر تكلفة؛ ولأجل أن يراه الناس على أكمل ما يكون من السرور، فتسري تلك الروح منه إلى المدعوين، فتتحقق بذلك السعادة، التي هي من أعظم مقاصد الدعوة، وأما إذا ضاق صدره، وقل صبره، فلن يقوم بعمل كبير، ولن يصدر عنه خير كثير. [د. محمد الحمد]

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ذم الله في القرآن أربعة أنواع من الجدل :

- الجدل بغير علم : {هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ} [آل عمران:66]

- الجدل في الحق بعد ظهوره : {يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ} [الأنفال:6]

- الجدل بالباطل : {وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ} [غافر:5]

- الجدل في آياته : {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا} [غافر:4] [ابن تيمية]

 

 

{لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} علق البخاري على قوله : (لَّا يَمَسُّهُ)، فقال: "لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن بالقرآن ولا يحمله بحقه إلا الموقن المؤمن". قال ابن حجر: "والمعنى: لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن به، وأيقن بأنه من عند الله، فهو المطهر من الكفر، ولا يحمله بحقه إلا المطهر من الجهل والشك، لا الغافل عنه الذي لا يعمل".

 

مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ } [إبراهيم:18] من لطائف هذا التمثيل أن اختير له التشبيه بهيئة الرماد المجتمع؛ لأن الرماد أثر لأفضل أعمال الذين كفروا، وأشيعها بينهم، وهو قرى الضيف حتى صارت كثرة الرماد كناية في لسانهم عن الكرم. [ابن عاشور]

 

 

{وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [الإسراء:109] هكذا مدحوا بالبكاء والخشوع عند سماع القرآن، فكيف نكون كذلك؟ إن فهم وتدبر ما نقرأه أو نسمعه من كلام ربنا من أعظم يحقق ذلك، فجرب أن تحدد وقتا تقرأ فيه معاني ما ستسمعه في التراويح من تفسير مختصر كـ "المصباح المنير " أو " السعدي "، جرب فستجد للصلاة طعما آخر.

 

{وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ} جاء في ترجمة عبدالله بن أبي الحسن الحنبلي قال: "كنا قوما نصارى، وكان في قريتنا جماعة من المسلمين يقرؤون القرآن، فإذا سمعتهم أبكي، فلما دخلت أرض الإسلام أسلمت". قد نعجز عن مخاطبة بعض الناس بسبب حاجز اللغة، لكننا لن نعجز أن نسمعهم آيات قد تكون سببا في هدايتهم.

 

 

تأمل كيف وصى الله الأبناء ببر والديهم والإحسان إليهم في آيات عديدة، وبأسلوب عظيم، بينما لا نجد مثله بتوصية الآباء بأبنائهم إلا فيما يخص إقامة الدين وتحقيق العدل، بل نجد التحذير من عداوتهم وفتنتهم : {إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} ، {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} لأن الآباء جبلوا على حب أبنائهم حبا فطريا قد يوصل إلى الإضرار بدينهم، فهل نقوم بحق آبائنا برا وإحسانا كما أمرنا الله؟ [أ.د. ناصر العمر]

 

 

{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ... } كان خالد الربعي يقول: عجبت لهذه الأمة أمرهم بالدعاء ووعدهم بالإجابة، وليس بينهما شرط! فسئل عن هذا؟ فقال: مثل قوله: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} فها هنا شرط [أي البشارة مشروطة بالإيمان والعمل الصالح]، وقوله: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} فها هنا شرط، وأما قوله: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ليس فيه شرط. [تفسير القرطبي]

 

{ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ } [البقرة:67]. الاستهزاء من صفات الجاهلين، حتى لو كان المستهزأ به بهم أهل ضلال وعناد ومكابرة. [د. الشريف حاتم العوني]

 

 

{ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ } وإنما عبر عن رمضان بأيام - وهي جمع قلة - ووصف بمعدودات - وهي جمع قلة أيضا -؛ تهوينا لأمره على المكلفين؛ لأن الشيء القليل يعد عدا؛ والكثير لا يعد. [ابن عاشور]

 

 

الدنيا والشيطان عدوان خارجان عنك .. والنفس عدو بين جنبيك .. ومن سنة الجهاد : { قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم } [التوبة:123] [ابن القيم]

 

 

القرآن يعالج الأخطاء ويعاتب المخطئين لا لذات العقاب أو التشفي، كلا! وإنما لأجل ألا يتكرر الخطأ، وليتوب المخطئ، ولذا تجد السعة والرحمة بعد التهديد والوعيد: { لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّبًا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [الأنفال:69] [أ.د. ناصر العمر]

 

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ } [الصف:14] هذه الآية حجة واضحة في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذ لا يشك أحد أن نصر الله إنما هو نصر دينه، ولا يكون نصره إلا بالمعونة على إقامة أمره ونهيه وعلوهما، والأخذ على يدي من يريد ذله وإهانته. [القصاب]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أنزل القرآن ليكون هدى، ولذلك ذكرت الهداية في " الفاتحة " وفي أول سورة البقرة { هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }، وتلاوة القرآن إذا خلت من هذا المعنى فقدت أعظم مقاصدها، فعلى التالي للقرآن أن يستحضر قصد الاهتداء بكتاب الله والاستضاءة بنوره، والاستشفاء من أدوائه بكلام ربه، ولا يقتصر على مجرد تلاوة الحروف: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ } [البقرة:185]. [د. محمد الخضيري]

 

 

سؤال يحتاج إلى تدبر: {قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا}[الكهف:74]. استدل بهذه الآية طائفة من العلماء على أن الغلام كان بالغا، واستدل آخرون بنفس الآية على أنه لم يكن بالغا. الذين قالوا: إنه لم يبلغ، فاستدلوا بوصف النفس بأنها: {زكية} أي: لم تذنب، واحتج من قال: إنه بالغ، بقوله: {بغير نفس} فهذا يقتضي أنه لو كان عن قتل نفس لم يكن به بأس، وهذا يدل على أنه بالغ، وإلا فلو كان لم يحتلم لم يجب قتله بنفس ولا بغير نفس. [ابن عطية]

 

 

حينما تهم بالنفقة، ثم تغل يدك خشية الفقر؛ فاعلم أن الشيطان قد نفذ المهمة: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ}[البقرة:268] [إبراهيم السكران]

 

في سورة الكهف قال الخضر في خرق السفينة: { فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا } وفي قتل الغلام: { فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا } وفي بناء الجدار: { فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا } فلماذا غير في نسبة الأفعال في كل واحدة؟ في قصة الخضر لما كان المقصود عيب السفينة قال: { فَأَرَدتُّ } فأضاف العيب لنفسه لا إلى الله تأدبا معه، ولأن نفس العيب مفسدة، ولما قتل الغلام قال: { فَأَرَدْنَا } بلفظ الجمع، تنبيها على أن القتل كان منه بأمر الله، وله حكمة مستقبلية، ولأنه مصلحة مشوبة بمفسدة، ولما ذكر السعي في مصلحة اليتيمين قال: { فَأَرَادَ رَبُّكَ } فنسب النعمة لله لأنها منه، ولأنها مصلحة خالصة. (تفسير الخازن)

 

 

في قوله تعالى: {إن الإنسان لربه لكنود} [العاديات:6] قال قتادة والحسن: الكفور للنعمة .[الدر المنثور] وفي هذا تسلية للمرء إذا وجد قلة الوفاء من الخلق، فإذا كان جنس الإنسان كنودا جحودا لربه؛ وهو الذي أوجده وأكرمه، فكيف لا يكون فيه شيء من ذلك الجحود مع سائر الخلق وهم نظراؤه وأقرانه؟

 

 

تأمل كيف أن زكريا عليه السلام لم يكتف بطلب الولد بل قال: { رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً } [آل عمران:38]، وقال: { وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا } [مريم:6]، "والولد إذا كان بهذه الصفة نفع أبويه في الدنيا والآخرة، وخرج من حد العداوة والفتنة إلى حد المسرة والنعمة". [القرطبي]

 

 

الجنود التي يخذل بها الباطل، وينصر بها الحق، ليست مقصورة على نوع معين من السلاح، بل هي أعم من أن تكون مادية أو معنوية، وإذا كانت مادية فإن خطرها لا يتمثل في ضخامتها، فقد تفتك جرثومة لا تراها العين بجيش عظيم: {وما يعلم جنود ربك إلا هو} [المدثر:31] [محمد الغزالي]

 

 

{قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ} [الجمعة:11] أطلق العنان لخيالك، واستعرض ما شئت من أنواع اللهو والتجارة التي ملأت دنيا الناس اليوم ... كلها - والله - لا تساوي شيئا أمام هبة إلهية، أو منحة ربانية تملأ قلب العبد سكينة وطمأنينة بطاعة الله، أو قناعة ورضا بمقدور الله، هذا في الدنيا، وأما ما عند الله في الآخرة فأعظم من أن تحيط به عبارة.

 

 

{ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } [الأنبياء:47] من هذا قطعا تعلم أن شأن المعاملة مع الله ومع خلقه عظيم عظما لا يعرف قدره إلا الرجل العاقل، فإن عليها يترتب غضب الله وعقابه، أو رضاه والنعيم المقيم، وشيء هذا قدره لا يتوقف ولا يتردد في بذل العناية به رجل بصير. [ عبدالعزيز السلمان ]

 

 

الموفق من الناس من يجتمع له التفكر في آيات الله الكونية، وتدبر آيات القرآن، فالخارج للبر - مثلا - يحصل له ذلك حين يرى آثار رحمة الله بإحياء الأرض بعد موتها، فيذكره بقدرة الله على إحياء الموتى، فيعتبر عندها بقوله سبحانه : { فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [الروم:50]

 

 

{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى } [النازعات:40-41] يحتاج المسلم إلى أن يخاف الله وينهى النفس عن الهوى، ونفس الهوى والشهوة لا يعاقب عليه - إذا لم يتسبب فيها - بل على اتباعه والعمل به، فإذا كانت النفس تهوى وهو ينهاها، كان نهيه عبادة لله وعملا صالحا، و ( مَقَامَ رَبِّهِ ) أي قيامه بين يديه تعالى للجزاء. [ابن تيمية]

 

 

{ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } [النحل:98] وفائدة الاستعاذة : ليكون الشيطان بعيدا عن قلب المرء - وهو يتلو كتاب الله - حتى يحصل له بذلك تدبر القرآن وتفهم معانيه، والانتفاع به؛ لأنك إذا قرأته وقلبك حاضر حصل لك من معرفة المعاني والانتفاع بالقرآن ما لم يحصل لك إذا قرأته وأنت غافل، وجرب تجد. [ابن عثيمين]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

في قوله تعالى: {ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} [الكهف:49] قال قتادة رحمه الله: اشتكى القوم كما تسمعون الإحصاء، ولم يشتك أحد ظلما، فإن الله لا يظلم أحدا، فإياكم والمحقرات من الذنوب، فإنها تجتمع على صاحبها حتى تهلكه. [الدر المنثور]

 

قوله تعالى: {يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيئسوا من روح الله إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون} [يوسف:87] رغم كثرة المصائب وشدة النكبات والمتغيرات التي تعاقبت على نبي الله يعقوب عليه السلام، إلا أن الذي لم يتغير أبدا هو حسن ظنه بربه تعالى. [صالح المغامسي]

 

 

من فوائد قصة موسى مع الخضر: أن من ليس له صبر على صحبة العالم والعلم، فإنه يفوته بحسب عدم صبره كثير من العلم، ومن استعمل الصبر ولازمه، أدرك به كل أمر سعى فيه [ابن سعدي]

 

 

{ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } [المؤمنون:14] جاء لفظ {تبارك} في القرآن عدة مرات، وكلها مسندة إلى الله جل وعلا، ولم تأت مسندة لمخلوق أبدا، لأن المخلوق لا يوجدها، ولكن قد يكون سببا في حدوثها، وبهذا يتبين خطأ القول الشائع كـ : تبارك المنزل، وتباركت السيارة ونحوهما - مع حسن قصد قائلها - . [أ.د. ناصر العمر]

 

كثير من أبناء الإسلام يرى أنه لا يصلح لخدمة الدين إلا العلماء والدعاة الذين لهم باع طويل في العلم والدعوة، فإذا قارن حاله بحالهم وجد مسافة بعيدة فلا يلبث أن يضعف عزمه، وتفتر همته، فيعيش سلبيا لا يقدم لدينه! لا، بل كل فرد مهما كانت حاله يصلح لنصرة دينه إذا سلك الطريق الصحيح في ذلك. قال تعالى: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} الآيات .. فاعتبر! [د.محمدالعواجي]

 

لإعداد للعمل علامة توفيق، وأمارة صدق في القصد، كما قال تعالى: { وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً } [التوبة:46]، والطاعة لابد أن يمهد لها، حتى تؤتي أكلها، ويجتنى جناها، خاصة في رمضان حيث تتنوع الأعمال، فاصدق عزمك من الآن على فعل الطاعات، وأن تجعله صفحة بيضاء نقية، مليئة بالصالحات، قال الفضيل: "إنما يريد الله منك نيتك وإرادتك". [د.محمد العواجي]

 

 

التقدم حقيقة بالإسلام، والرجعية حقيقة بمخالفة الإسلام؛ لقوله تعالى : { وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ } [البقرة:143]؛ فإن هذا حقيقة الرجوع على غير هدى؛ لأن الذي ينقلب على عقبيه لا يبصر ما وراءه؛ فمن قال للمتمسكين بكتاب الله وسنة رسوله رجعيون، قلنا له : بل أنت الرجعي حقيقة! [ابن عثيمين]

 

{ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا } [النساء:27] هذا بيان صريح من الذي يعلم السر وأخفى - سبحانه - أن هذا الصنف من الناس - سواء كانوا صحفيين أو كتابا أو روائيين أو أصحاب قنوات هابطة - يريدون يميلوا بالأمة ميلا، وأكد هذا الميل بأنه عظيم، إذ لا تكفيهم مشاريع الإغواء الصغيرة. [د. عبدالمحسن المطيري]

 

 

من أعظم حواجب الرحمة : عدم القيام بحقوق المؤمنين، قال تعالى : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات:10] [السعدي]

 

 

في وصفه تعالى للجنة بقوله: { لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً } دلالة على أن نقاء الجو الذي يعيش المرء فيه من العبارات الخادشة والقبيحة من أنواع النعيم، فينبغي على المسلم أن ينزه لسانه وسمعه عن اللغو ويربي نفسه وأهله على الطيب من القول. [د.عبدالرحمن الشهري]

 

{إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ }(القيامة:30). من لك إذا ألم الألم وسكت الصوت، وتمكن الندم، ووقع الفوت، وأقبل لأخذ الروح ملك الموت، وجاءت جنوده وقيل: من راق، ونزلت منزلا ليس بمسكون! وتعوضت بعد الحركات السكون! فيا أسفا لك كيف تكون؟ وأهوال القبر لا تطاق! أكثر عمرك قد مضى، وأعظم زمانك قد انقضى، أفي أفعالك ما يصلح للرضا إذا التقينا يوم التلاق؟ [ ابن الجوزي]

 

عن أبي عروة قال: كنا عند مالك بن أنس، فذكروا رجلا ينتقص الصحابة، فقرأ مالك هذه الآية: { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ } حتى بلغ: { يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ } [الفتح:29]. فقال مالك: من أصبح في قلبه غيظ على أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقد أصابته الآية. [حلية الأولياء]

 

هو قرآن واحد يراه البلغاء أوفى كلام بلطائف التعبير، ويراه العامة أحسن كلام وأقربه إلى عقولهم، لا يلتوي على أفهامهم، ولا يحتاجون فيه إلى ترجمان وراء وضع اللغة، فهو متعة العامة والخاصة على السواء. ميسر لكل من أراد { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } [القمر:17]. [د.محمد دراز]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا } [البقرة:83]. تأمل : {لِلنَّاسِ}! دون تفريق بين جنس ولون ودين، فالعبرة بنوع الخطاب لا للمخاطب. [أ.د. ناصر العمر]

 

 

{ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا } [الإنسان:12]. دخل في ذلك الصبر على كل مصيبة ورزية، بفقد مال، وموت حميم وقريب، ومضض الفقر، والأوجاع والأمراض، وأشباه ذلك إذا جرع غصصه، وصبر على آلامه، وسلم فيها لحكم ربه. [القصاب]

 

 

كم هدمت الظنون السيئة من بيت؟ وكم حطمت من قلب؟ يعمد الواحد منا عند وجود أدنى شك بالتجسس أو الاختبار برسالة جوال أو بتدبير اتصال، وهذا كله بنص القرآن محرم {وَلَا تَجَسَّسُوا} وفي الحديث (ولا تحسسوا).

 

 

قال صالح بن أحمد بن حنبل: كان أبي إذا خرجت الدلو ملأى، قال: الحمد لله، قلت: يا أبة، أي شيء الفائدة في هذا؟ فقال: يا بني، أما سمعت الله تعالى يقول: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} [الملك:30]. [مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي]

 

كثيرا ما يصف الناس الرجل الماهر في جمع حطام الدنيا بالذكاء، ورجاحة العقل، بخلاف الرجل الذي يجتهد في تحصيل أجور الآخرة بالعمل الصالح. والله سبحانه وصف المتقين والمتذكرين والعاملين والمهتدين بأنهم هم أصحاب العقول حقا : { الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ } [الزمر:18]. [فهد العيبان]

 

{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } لم يخبر أنه أحد في أي شيء ؟ فدل على العموم : فهو أحد في ربوبيته، فلا أحد يخلق ويرزق ويملك غيره، وأحد في ألوهيته فلا يجوز أن يعبد أحد غيره، وأحد في صفاته المنفرد بالكمال، الذي له الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا، والأفعال المقدسة. [ ينظر: تفسير السعدي ]

 

{ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا } [النور:21]. فلولا أن الله تفضل بحماية أهل الإيمان، وتسديدهم وتوفيقهم للحق، وبيان الحق لهم حتى يصلوا إليه، ويسيروا عليه؛ لضلوا ولتاهوا. [ابن جبرين]

 

{ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ } [الطور:4]. إذا قرأت هذه الأية وعلمت أن الله يقسم بهذا البيت الذي في السماء السابعة، ويدخله كل يوم سبعون ألف ملك، تيقنت أن في السماء والأرض عباد غيرك يعبدون الله، لكن ليس لك ولا لغيرك إلا الله، وأن سبحانه غني عن كل خلقه، وكل خلقه - بلا استثناء - فقير إليه، شاء أم أبى، وهذا الذي يتركه أثر القرآن في نفوسنا إذا تلوناه وتدبرناه. [صالح المغامسي]

 

{ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ } إن الذي يجري حين الغضب من خروج المرأة من بيتها أو إخراجها من قبل زوجها؛ مخالفة سافرة لهذا الأمر الإلهي، قد يقول الزوج أو الزوجة: كيف نجتمع في بيت واحد وقد جرحت وأهنت؟ فالجواب: { لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا } [الطلاق:1].

 

{ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } [الأنبياء:87]. فالتهليل والتسبيح يجليان الغموم، وينجيان من الكرب والمصائب، فحقيق على من آمن بكتاب الله أن يجعلها ملجأ في شدائده، ومطية في رخائه ثقة بما وعد الله المؤمنين من إلحاقهم بذي النون في ذلك حيث يقول : { فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ } [الأنبياء:88]. [القصاب]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى }[طه:84]. قال ابن القيم : وظاهر الآية أن الحامل لموسى على العجلة هو طلب رضى ربه، وأن رضاه في المبادرة إلى أوامره والعجلة إليها، ولهذا احتج السلف بهذه الآية على أن الصلاة في أول الوقت أفضل، سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يذكر ذلك، قال : إن رضى الرب في العجلة إلى أوامره.

 

في قوله تعالى : { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا }[الإنسان:3] جمع بين الشاكر والكفور، ولم يقل : إما شكورا وإما كفورا، مع اجتماعهما في صيغة المبالغة، فنفى المبالغة في الشكر، وأثبتها في الكفر؛ لأن شكر الله تعالى لا يؤدى مهما كثر، فانتفت عنه المبالغة، ولم تنتف عن الكفر المبالغة، فإن أقل الكفر مع كثرة النعم على العبد يكون جحودا عظيما لتلك النعم. [القرطبي]

 

قال الليث: يقال : ما الرحمة إلى أحد بأسرع منها إلى مستمع القرآن؛ لقول الله جل ذكره : { وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }[الأعراف:204] ولعل من الله سبحانه وتعالى واجبة. [لمحات الأنوار للغافقي]

 

 

في قوله تعالى : { إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ * لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ }[التكوير:27-28] إشارة إلى أن الذين لم يتذكروا بالقرآن ما حال بينهم وبين التذكر به إلا أنهم لم يشاءوا أن يستقيموا، بل رضوا لأنفسهم الانحراف، ومن رضي لنفسه الضلال حرم من الهداية : { فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }[الصف:5][ابن عاشور]

 

 

 

{ لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ } [النساء:114]. تدبر هذه الآية تلحظ أن الأصل في هذه الثلاثة الإخفاء، فذلك أقوى أثرا وأعظم أجرا، وأرجى في تحقيق المراد، وأما العلانية فيها فهي الاستثناء إذا وجد لذلك سبب معتبر. [أ.د. ناصر العمر]

 

{وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } [سبأ:24] فاستعملت "على" في جانب الحق، و "في" في جانب الباطل؛ لأن صاحب الحق كأنه مستعل يرقب نظره كيف شاء، ظاهرة له الأشياء، وصاحب الباطل كأنه منغمس في ظلام، ولا يدرى أين توجه! [البرهان للزركشي]

 

إذا أردت أن تعرف قيمة عمل القلب، ومنزلته عند الله، فتأمل هذه الآية: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ} فماذا ترتب على صدقهم وإخلاصهم؟ { فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا } [الفتح:18-19]. فما أحوجنا لتفقد قلوبنا! [د.عمر المقبل]

 

{ وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا}[الفرقان:73] قال ابن العربي: قال علماؤنا: يعني الذين إذا قرءوا القرآن قرأوه بقلوبهم قراءة فهم وتثبت، ولم ينثروه نثر الدقل؛ فإن المرور عليه بغير فهم ولا تثبت صمم وعمى عن معاينة وعيده ووعده. [أحكام القرآن]

 

ذكر الله التجارة في معرض الحط من شأنها حيث شغلت عن طاعة : { وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا } [الجمعة:11] ولما أخذوا بأدب الشريعة في إيثار الواجبات الدينية، ذكرها ولم يهضم من حقها شيئا، فقال سبحانه : { رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ } [النور:37] [محمد الخضر حسين]

 

 

{ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ } [الواقعة:73] أخبر سبحانه عن النار أنها تذكرة، تذكر بنار الآخرة، وهي منفعة للمقوين أي المسافرين. والسؤال: لماذا خص الله المسافرين بالذكر مع أن منفعتها عامة للمسافرين والمقيمين؟ جعل الله النار تذكرة للمقوين أي المسافرين، مع أن منفعتها عامة للمسافرين والمقيمين تنبيها لعباده - والله أعلم - على أنهم كلهم مسافرون، وأنهم في هذه الدار على جناح سفر، ليسوا مقيمين ولا مستوطنين. [ابن القيم]

 

قال إبراهيم بن آزر : حضرت أحمد بن حنبل، وسأله رجل عما جرى بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما -؟ فأعرض عنه، فقيل له : يا أبا عبدالله، هو رجل من بني هاشم. فأقبل عليه فقال : اقرأ : { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [البقرة:134]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قال بعضهم : ما افتقر تقي قط، قالوا : لم؟ قال : لأن الله يقول : { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } [الطلاق:2] والآية اقتضت أن المتقي يرزق من حيث لا يحتسب، ولم تدل على أن غير المتقي لا يرزق، فالكفار قد يرزقون بأسباب محرمة، وقد لا يرزقون إلا بتكلف، وأهل التقوى يرزقهم الله من حيث لا يحتسبون، ولا يكون رزقهم بأسباب محرمة، والتقي لا يحرم ما يحتاج إليه من الرزق، وإنما يحمى من فضول الدنيا، رحمة به. [ابن تيمية]

 

 

ليس من شأننا أن نسمع الصم أو نهدي العمي، ولا الذين يجعلون أصابعهم في آذانهم فإذا هم لا يسمعون، أو يضعون أكفهم على أعينهم فإذا الشمس الطالعة ليست بطالعة : { وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا } [المائدة:41] وإنما سبيلنا أن ننصب الحجة لجاهلها من طلاب الحق، ونوضح الطريق لسابلها من رواد اليقين. [د. محمد دراز]

 

 

قوله تعالى : { فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا } [الكهف:71] فيه دلالة على أن قلوب المؤمنين مجبولة على إنكار المنكر، وغير مالكة للصبر على احتماله؛ لأن موسى عليه السلام وعد الخضر أن يصبر على ما يراه منه، فلما رأى ما رأى أنكره عليه. [القصاب]

 

 

{ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ } [ق:17] أي الملكين الذين يكتبان الحسنات والسيئات، وفي بعض الآثار : أنت تجري في معصية الله وفيما لا يعنيك، ألا تستحي من الله ولا منهما ؟! [ابن عجيبة الفاسي]

 

 

إن البعض يتعامل مع أخبار الأمراض والأدواء والأحداث، في حدودية الزمان والمكان، فنظرته إليها نظرة الغافل المتجافي، فكأنه ماض كان، أو مستقبل لن يكون في زمانه ومكانه، وقد أمر الله بالتأمل والاعتبار بما كان، رغم تباعد الزمان والمكان بقوله : { قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ } [النمل:69]. [أ.د. ابتسام الجابري]

 

 

أرأيت إنسانا يظلم نفسه؟ نعم .. ستراه حين ينتهك حرمة زمان نهاه ربه عن أن يظلم فيه نفسه! رجب هو الشهر الفرد من الأشهر الحرم التي قيل لنا فيها : { فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ }! ورجب هذه السنة يوافق إجازة: فكم حافظ لحرمته بطلب العلم وبر وعبادة ونفع للخلق! وكم من غافل، هاتك حرمته بعصيان حضرا وسفرا! ومن كان كذلك فإنه لا يضر الله شيئا، بل لا يضر ولا يظلم إلا نفسه.

 

 

{ فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ } سماهم مصلين، لكنهم ساهون عن فعلها، أو عن وقتها، أو عن أدائها بأركانها وشروطها، أو عن الخشوع وتدبر معانيها، فاللفظ يشمل هذا كله، من اتصف بشيء من ذلك فله قسط من هذه الآية، ومن اتصف بجميع ذلك، فقد تم نصيبه منها، وكمل له النفاق العملي. [ابن كثير]

 

 

{إن الله وملائكته يصلون على النبي } وعبر بالنبي دون اسمه صلى الله عليه و سلم، على خلاف الغالب في حكايته تعالى عن أنبيائه عليهم السلام؛ إشعاراً بما اختص به صلى الله عليه وسلم من مزيد الفخامة والكرامة وعلو القدر، وأكد ذلك الإشعار بـ( ال) إشارة إلى أنه المعروف الحقيق بهذا الوصف. [الألوسي]

 

 

يقول أحد التائبين من المخدرات : 40 عاما عشتها مع المخدرات، لم أعرف فيها للحياة طعما، وتقطعت حبالي بيني وبين ربي، وبين أكثر عباده، ولم يردني إلى الله إلا آية واحدة سمعتها، فوقرت في قلبي، فشعرت أنها تختصر معاناتي طوال هذه السنين كلها، إنها قول العليم الخبير : { نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ }! [الحشر:19].

 

 

إن يونس لما كانت ذخيرته خيرا نجا بها: { فلولا أنه كان من المسبحين . للبث في بطنه إلى يوم يبعثون } [الصافات:143-144] وفرعون لما لم تكن ذخيرته خيرا، لم يجد عند الشدة مخلصا بل قيل له: { آلآن وقد عصيت قبل } [يونس:91] فاجعل لك ذخائر خير من تقوى، تجد تأثيرها .. [ابن الجوزي]

 

 

من الإعجاز اللفظي في القرآن: { وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ } [يونس:107]. ففي الضر قال: (يمسسك) بينما قال في الخير: (وإن يردك)؛ لأن الأشياء المكروهة لا تنسب إلى إرادة الله؛ ولأن الضرر عند الله ليس مرادا لذاته بل لغيره؛ ولما يترتب عليه من المصالح، بينما الخير مراد لله بذاته، ومفعول له. [ابن عثيمين]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك

اللهم اجعلنا من أهل القرأن الذين هم أهلك وخاصتك

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

من الملحوظ في كتاب الله أن النور جاء مفردا، والظلمات جمعا، ويذكران عادة في مقابل بعضهما : {وجعل الظلمات والنور} [الأنعام:1]، {يخرجهم من الظلمات إلى النور} [المائدة:16] وذلك والله أعلم أن النور واحد لأنه حق، وأما الظلمات فمتعددة ومتفرقة بعدد سبل الباطل. [د.عويض العطوي]

 

 

{ فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ } [السجدة:14]. المؤمن يتذكر الآخرة، فإذا رأى حر الدنيا تذكر نار الآخرة، وإذا سمع باختبار الدنيا تذكر اختبار الآخرة، وهكذا شأن الأخيار { إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ }! [ص:46]

 

لا تظن أن قوله تعالى : {إن الأبرار لفي نعيم . وإن الفجار لفي جحيم} يختص بيوم المعاد فقط، بل هؤلاء في نعيم في دورهم الثلاثة: الدنيا، والبرزخ، والآخرة، وأولئك في جحيم في دورهم الثلاثة ! وأي لذة ونعيم في الدنيا أطيب من بر القلب، وسلامة الصدر، ومعرفة الرب تعالى، ومحبته، والعمل على موافقته؟ [ابن القيم]

 

 

في الصحيح: "كل ميسر لما خلق له" فاكتشف مواهبك وقدراتك، ونمها واستعملها في سبيل دينك وأمتك وأسرتك، ولا تتكلف ما لم تعط فتكون كالمنبت: لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، وتدبر: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} [الإسراء:84]، {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} [البقرة:148]! [أ.د.ناصر العمر]

 

 

{ وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا } [الإنسان:12] لما كان في الصبر - الذي هو حبس النفس عن الهوى - خشونة وتضييق، جازاهم على ذلك نعومة الحرير وسعة الجنة. [ابن القيم]

 

 

{ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ } [البقرة:179] معناه كثير ولفظه قليل؛ لأن معناه أن الإنسان إذا علم أنه متى قتل اقتصوا منه كان داعيا ألا يقدم على القتل، فارتفع كثير من قتل الناس بعضهم لبعض، وكان ارتفاع القتل حياة لهم. [السيوطي]

 

إذا أردت أن تستشعر شيئا من معاني قوله تعالى : { قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } وفي قراءة : { تجمعون } [يونس:58]! فتخيل أنك ملكت كل أرصدة بنوك الدنيا، وحزت ما جمعه الناس من عقار وأثاث ومراكب، وغيرها.. إنها - بنص هذه الآية - لا تعادل فرح المؤمن بنعيم القرآن وحلاوته، فهل نحن نعيش هذا الشعور؟ [د. عمر المقبل]

 

 

{ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ } [الحج:46]. قال قتادة : البصر الظاهر : بلغة ومتعة، وبصر القلب : هو البصر النافع. [تفسير البغوي]

 

{عفا الله عنك لم أذنت لهم} [التوبة:43] هل سمعتم بمعاتبة أحسن من هذه؟ بدأ بالعفو قبل المعاتبة. [مورق العجلي]

 

 

{ بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ } [الأنبياء:5]. هذه الجملة القصيرة تمثل لك مقدار ما أصابهم من الحيرة، وتريك صورة شاهد الزور إذا شعر بحرج موقفه: كيف يتقلب ذات اليمين وذات الشمال، وكيف تتفرق به السبل في تصحيح ما يحاوله من محال: { انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا } [الإسراء:48]. [د. محمد دراز]

 

 

تأمل قول يوسف عليه السلام: {وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن} [يوسف:100] فلم يذكر خروجه من الجب‎، مع أن النعمة فيه أعظم‎، لوجهين: أحدهما‎: لئلا يستحيي إخوته‎، والكريم يغضي عن اللوم‎، ولاسيما في وقت الصفاء‎. والثاني: لأن السجن كان باختياره‎، فكان الخروج منه أعظم‎، بخلاف الجب. [الزركشي]

 

 

{ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا‎} [الطلاق:4‎] إذا رأيت أمورك متيسرة ومسهلة‎، وأن الله يعطيك من الخير وإن‎- كنت لا تحتسبه‎- فهذه لا شك بشرى‎، وإذا رأيت عكس ذلك‎، فصحح مسارك فإن فيك بلاء‎، وأما الاستدراج فيقع إذا كان العبد مقيما على المعصية‎. [ابن عثيمين‎]

 

 

{فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ } [الذاريات : 35-36] دون أن يقول : فأخرجنا لوطا وأهل بيته، قصدا للتنويه بشأن الإيمان والإسلام، أي أن الله نجاهم من العذاب لأجل إيمانهم بما جاء به رسولهم، لا لأجل أنهم أهل لوط. [ابن عاشور]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكِ

جزاكِ الله خيرًا يا غالية

وجعلنا الله وإياكِ من أهل القرآن

()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

1110340.jpg

 

 

طلب بعض الولاة رجلا، فأفلت منه، فأخذ أخاه وقال له: إن جئت بأخيك وإلا ضربت عنقك، قال الرجل: أرأيت إن جئت بكتاب من أمير المؤمنين، تخلي سبيلي؟ قال الوالي: نعم، قال الرجل: فأنا آتيك بكتاب من العزيز الرحيم، وأقيم عليه شاهدين : موسى وإبراهيم!: { أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى * أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } [النجم:36-38] قال الوالي: خلوا سبيله.. هذا رجل لقن حجته! [ينظر: الوافي بالوفيات]

 

 

في قوله تعالى: { تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } [ق:8] قيد الله التبصرة والذكرى للعبد المنيب –وهو الراجع إلى مولاه-؛ لأنه هو المنتفع بالذكرى، وفي قوله تعالى بعدها: { رِزْقًا لِّلْعِبَادِ } [ق:11] أطلق الوصف بغير تقييد؛ لأن الرزق حاصل لكل أحد، غير أن المنيب يأكل ذاكرا شاكرا للإنعام، وغيره يأكل كما تأكل الأنعام!. [الرازي]

 

 

قال حميد بن هشام: قلت لأبي سليمان ابن عطية: يا عم!، لم تشدد علينا وقد قال الله: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ..}؟ فقال: اقرأ بقية الآيات، فقرأت: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ..} قال: اقرأ، فقرأت: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ...} الآيات [الزمر:53-55]، فمسح رأسي وقال: يا بني، اتق الله وخفه وارجه.

 

قال سلمان الفارسي رضي الله عنه: "الصلاة مكيال من وفى وفي له، ومن طفف فقد علمتم ما قال الله في المطففين"! وهذا من عمق علم السلف بالقرآن، حيث عمم معنى الوعيد الوارد في قوله تعالى: { وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ } ! ولم يقصره على التطفيف في البيع والشراء فحسب.

 

 

{ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ } [الأنعام:59] بهذه الآية وأمثالها - التي تدل على أن الغيب لا يعلمه إلا الله - أغلق القرآن جميع الطرق التي يراد بها التوصل إلى شيء من علم الغيب غير الوحي، وأن ذلك ضلال مبين، وبعضها قد يكون كفرا". [الشنقيطي] فهل يتدبر ذلك من طلب الغيب عبر الأبراج وقنوات الشعوذة؟

 

 

ما فائدة تكرار قوله تعالى عن قوم عاد: { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } [القمر:18-21] في ابتداء القصة وفي آخرها؟ الجواب: أن الأولى تخبر عن عذابهم في الدنيا، والثانية عن عذابهم في الآخرة؛ وذلك أن الله اختص عادا بذكر عذابين لها في قوله تعالى { لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ } [فصلت:16]. ويصح أن تكون الأولى قبل وقوع العذاب، والثانية بعد وقوعه؛ توبيخا لهم. [الإسكافي]

 

 

{ لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا } [البقرة:286] جمع الله في هذه الآية بين ترك الأمر وارتكاب النهي؛ لأن المراد بالنسيان هنا : الترك؛ فالنسيان أن يترك الفعل لتأويل فاسد، والمراد بالخطأ : أن يفعل الفعل لتأويل فاسد. فدعوا الله أن يعفو عنهم هذا وهذا. [ابن عادل الحنبلي]

 

 

{ إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } [العاديات:6] قال الفضيل بن عياض: "الكنود الذي تنسيه سيئة واحدة حسنات كثيرة، ويعامل الله على عقد عوض" تأمل! كم هم الذين ينطبق عليهم هذا الوصف؟!

 

ما من اختراع يخطر ببالك من المخترعات الحديثة - كالمركبات ووسائل الاتصال وغيرها - إلا وقد أشار إليه القرآن، تأمل قوله تعالى : { وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [النحل:8] وبفهم هذه العمومات يدرك المتدبر سعة معاني كلام الله تعالى، وكيف تدخل آلاف الأشياء والمعاني في جملة قصيرة. [ينظر: تعليق السعدي على الآية]

 

 

(لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ } [البقرة:286] فرق بين " الكسب " و " الاكتساب "، فالكسب هو ما حصله الإنسان من عمله المباشر وغيره، فالعبد يعمل الحسنة الواحدة ويجزى عليها عشرا، وأما الاكتساب فهو ما باشره فحسب، فلو عمل سيئة لم تكتب عليه إلا واحدة، وذلك من فضل الله ورحمته. [ينظر: محاسن التأويل]

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ} ؟ [ق:15] هذه من براهين البعث، لأن من لم يعي بخلق الناس ولم يعجز عن إيجادهم الأول لا شك في قدرته على إعادتهم وخلقهم مرة أخرى، لأن الإعادة لا يمكن أن تكون أصعب من البدء. [الشنقيطي]

 

كثير من الناس إذا رأى في التفسير أن اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون، ظن أن ذلك مخصوص بهم، مع أن الله أمر بقراءة الفاتحة كل صلاة، فيا سبحان الله كيف يأمره الله أن يستعيذ من شيء لا حذر عليه منه، ولا يتصور أنه يفعله؟ بل يدخل في المغضوب عليهم من لم يعمل بعلمه، وفي الضالين العاملون بلا علم. [محمد بن عبدالوهاب]

 

 

تدبر: { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ } (الحج:18) كل الجمادات والنباتات والحيوانات تسجد لله.. بكثرتها.. بعظمتها.. إلا بعضا من مخلوق ضعيف شذ عن منظومة التسبيح في الكون..!

 

ما الحكمة من قراءة سورة "المنافقون" في الجمعة؟ مناسبتها ظاهرة، ومنها: 1/ أن يصحح الناس قلوبهم ومسارهم إلى الله تعالى كل أسبوع. 2/ أن يقرع أسماع الناس التحذير من المنافقين كل جمعة؛ لأن الله قال فيها عن المنافقين: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} (المنافقون:4) [ابن عثيمين]

 

أمر الله أن نكون مع الصادقين في كل الأوقات فقال: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ } (التوبة:119) فكم يخسر هذه الآية من يتشبه بالكافرين فيما يسمى بـ(كذبة إبريل)؟ ناهيك عن كون الكذب محرما في كل وقت، فما أشده من خذلان! [د.محمد الخضيري]

 

سمعت الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، وهو يعلق على قوله تعالى : { مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ } [النحل:96] فيقول: كثير من الناس لا ينصرف ذهنه عند قراءة هذه الآية إلا للمال أو الطعام ونحوه، والحق أنها تشمل السمع والبصر وسائر ما عند العباد من أمور حسية ومعنوية. [د. عمر المقبل]

 

{ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ } [النمل:20] فيه دليل على تفقد الإمام أحوال رعيته، والمحافظة عليهم، فانظر إلى الهدهد مع صغره: كيف لم يخف حاله على سليمان، فكيف بما هو أعظم؟ ويرحم الله عمر فإنه كان على سيرته، قال : لو أن سخلة على شاطئ الفرات أخذها الذئب ليسألن عنها عمر. [القرطبي]

 

كثير من الناس يلجأ إلى النذر عند تأزم أمر ما عنده، وقد ثبت في الحديث أنه لا يأتي بخير، ومصداق ذلك في القرآن: { وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ } [التوبة:75-77]. [د.محمد الخضيري]

 

لما احتج قوم عاد بقولهم : { مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً } قيل لهم : { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً } [فصلت:15] وهكذا كل ما في المخلوقات من قوة وشدة تدل على أن الله أقوى وأشد، وما فيها من علم يدل على أن الله أعلم، وما فيها من علم وحياة يدل على أن الله أولى بالعلم والحياة، فمن تمام الحجة الاستدلال بالأثر على المؤثر.

 

إذا تأملت قول ابن الجوزي: "أعظم المعاقبة أن لا يحس المعاقب بالعقوبة، وأشد من ذلك أن يقع في السرور بما هو عقوبة؛ كالفرح بالمال الحرام، والتمكن من الذنوب، ومن هذه حاله لا يفوز بطاعة"، وجدت شاهده في قوله تعالى: { أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ } [الأعراف:100] [سليمان الماجد]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قال سفيان الثوري: من أبكاه علمه فهو العالم؛ فإن الله تعالى يقول: { إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا } (الإسراء:107)، وقال تعالى: { إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا } (مريم:58)

 

{ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا } [الجاثية:8] وهذه الصورة البغيضة - مع أنها صورة فريق من المشركين في مكة - إلا أنها تتكرر في كل عصر، فكم في الناس من يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها ؟! لأنها لا توافق هواه، ولا تسير مع مألوفه، ولا تتمشى له مع اتجاه!

 

{ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ } [الذاريات:50] هكذا يطمئن المؤمن، لأنه يعرف إلى أين يفر حين تصيبه مصيبة، أو يداهمه هم، فأما في عالم الأشقياء فهم يهربون إلى المخدرات، فلا يجدون إلا الوبال، وإلى الشهوات المحرمة، فلا ينالون إلا الأوبئة التي حرمتهم الشهوات! فأين يذهبون؟! هم والله لا يدرون! [د. سفر الحوالي]

 

تأمل قول الله تعالى : { لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ } [الحجر:48]، وقارن بينه وبين قول الله تعالى : { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ } [البلد:4] تجد أن مما رغب الله تعالى به في الدار الآخرة، أن بيّن أن الحياة الدنيا مليئة بالتعب، وبيّن مقابل ذلك أن الجنة لا تعب فيها. [محمد المنجد]

 

 

 

{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ } [البقرة:155] تأمل كيف قال :{ بِشَيْءٍ } فهو شيء يسير، لأنه ابتلاء تمحيص لا ابتلاء إهلاك. [د. عبدالمحسن المطيري]

 

 

قال تعالى في عرض النار على الكفار : { وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا } [الكهف:100] وقال تعالى في عرض الكفار على النار : { وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ } [الأحقاف:20] فهي تقرب إليهم وهم - أيضا - يقربون إليها، وذلك من زيادة العذاب عياذا بالله. [الشنقيطي]

 

 

{ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } [التكاثر:8] لما اشتغل الكفار بالتكاثر بنعيم الدنيا ولذاتها عن طاعة الله وشكره، سألهم عن هذا النعيم يوم القيامة؛ ليبين لهم أن ما ظنوه سببا لسعادتهم هو من أعظم أسباب شقائهم في الآخرة!

 

{ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ } السنة هي النعاس، وفي نفي النوم بعد نفي السنة : تدرج من نفي الأعلى بعد الأدنى، فكأنه قال : لا تأخذه سنة فكيف بالنوم؟ وهذا من بلاغة التأكيد. [ينظر : تفسير البقرة لابن عثيمين ] فتأمل أيها المعظم لربه ! فإن أي ملك من ملوك الدنيا - مهما كان حرصه على ملكه - لا يمكن أن يبقى بضعة أيام بلا نوم ! فسبحان الحي القيوم!

 

يقول تعالى عن عالم السوء الذي ترك الهدى بسبب الهوى : { فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث } (الأعراف:176) قال ابن جريج : " الكلب منقطع الفؤاد لا فؤاد له، إن تحمل عليه يلهث، أو تتركه يلهث، فهو مثل الذي يترك الهدى لا فؤاد له إنما فؤاده ينقطع". علق ابن القيم على كلام ابن جريج السابق : " قلت : مراده بانقطاع فؤاده أنه ليس له فؤاد يحمله على الصبر وترك اللهث، وهكذا الذي انسلخ من آيات الله لم يبق معه فؤاد يحمله على الصبر عن الدنيا، وترك اللهث عليها، ... فالكلب من أشد الحيوانات لهثا، يلهث قائما وقاعدا وماشيا وواقفا؛ لشدة حرصه".

 

وسف عليه السلام.. آذاه إخوانه، وألقوه في بئر حتى سيق مملوكا بثمن بخس، وسجن سنين، ثم بعد ذلك يصبح عزيز مصر، قال إخوته: { إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ }، يقصدون يوسف! فماذا فعل؟ انظروا إلى ضبط النفس: { فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا } (يوسف:77) حتى إنه لم يرد جرح مشاعرهم بهذه الكلمة، فقالها سرا في نفسه! [أ.د.ناصر العمر]

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أيها الطالب! إن أوتيت حفظا وذكاء، فانتبه! فقد قال قارون: { إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي }(القصص:78) فخسف به، والمؤمن حقا حاله حال المعترفين بالنعمة كما قال صاحب الجنة: { وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ } (الكهف:39) قال بعض السلف: من أعجبه شيء من حاله أو ماله أو ولده، فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله.

 

تأمل كيف يكون الجزاء من جنس العمل في أمرين عظيمين يغفل عنهما أكثر الخلق: الزيغ والاهتداء. قال تعالى: { وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ } [محمد:17]، وقال : { فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } [الصف:5] [د.محمد الخضيري]

 

من أعظم ما يذكر به المتكبر والجاحد للنعم: تنبيهه على أصل خلقته، التي يستوي فيها الأغنياء والفقراء، والملوك والسوقة، وهذا ما سلكه الرجل المؤمن - وهو يحاور صاحبه المتكبر - : { أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا } ؟ [الكهف:37] [عمر المقبل]

 

المشرك يخاف المخلوقين ويرجوهم فيحصل له رعب : { سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا } [آل عمران:151] والخالص من الشرك يحصل له الأمن : { الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ } [الأنعام:82] [ابن تيمية]

 

{ فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ } [الطارق:10] تأمل كيف نفت هذه الآية كل سبب يمكن أن يكون للإنسان يوم القيامة، فإنه نفى القوة وهي ما عند الإنسان من داخله، ونفى الناصر وهو ما له من خارجه.

 

{ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ } [يس:12] تدبر كلمة : (وَآثَارَهُمْ) تجد أن للأعمال أثرا بعد موت صاحبها حسنة كانت أم سيئة، وستكون ظاهرة له يوم القيامة، فاحرص أن يكون لك أثر في دنياك ترى نفعه يوم القيامة. [د. عبدالمحسن المطيري]

 

"أجمع عقلاء كل ملة أنه من لم يجر مع القدر لم يتهنأ بعيشه" ومصداق ذلك في القرآن : { مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } [التغابن:11] [إبراهيم الحربي - من تلاميذ الإمام أحمد]

 

هنا أشجار .. وهناك نجوم .. هذه شمس، وهذا قمر .. وتلك جبال .. هنا وهناك دواب كبار وصغار ! فإذا اجتمعت لك - كلها أو بعضها - وأنت في البرية، أو تسير في طريق، فتذكر أنها كلها تسجد لله، تأمل : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ[الحج:18]

 

{ آتِنَا غَدَاءَنَا } [الكهف:62] تدبر قصة موسى عليه السلام مع فتاه وخادمه؛ تجد كرم الخلق ولطافة المعاملة وحسن الصحبة : يخبره بتفاصيل مسيره، ويشركه في طعامه، ويعذره في خطئه، بل يدخل السرور على نفسه إذهابا لروعه { ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ } [الكهف:64] وتأمل واقع كثير من الناس مع خدمهم، بل مع أبنائهم وطلابهم تدرك أين هم من أخلاق النبوة!؟ [أ.د. ناصر العمر]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×